بترفضيني ليه
انت في الصفحة 1 من صفحتين
-هو أنا فيا حاجة غلط؟
-لأ أنت كويس جدًا.
-أومال ليه بترفضيني وبترفضي حبي؟
-أنا وأنت مش لبعض يا طارق، أنت شخصية جميلة وتستاهل تتحب بطريقة ولا أروع من بنوتة اختارتك وفضلتك عن الكل، بس بعتذر البنوتة دي مش أنا.
-أفهم أن فيه حد في حياتك؟
نزلت راسي بخجل وهو فهم، واتكلم بنبرة كسرتلي قلبي حتت:
لسة كنت هقوله متعتذرش بس دموعه صدمتني، طارق بيعيط علشاني؟ وبسببي؟
مسح دموعه بسرعة:
-أنا عمري ما اتمنيت أبقى ضعيف كده، ولا كنت أتخيل في يوم أبكي علشان بنت، ومش بقول الكلام ده علشان أرقق قلبك من ناحيتي لأنه مبقاش ينفع خلاص، وربنا يسعدك ويهنيكي معاه، مع الشخص اللي اخترتيه.
سابني وأنا بتخبط بين تفكيري، سابني وأنا مدمرة ومن جوايا پصرخ بۏجع بس مفيش حد هيسمعني ولا يحس بيا، ساب وراه حبه سبب وجعه واللي لو بص شوية في عيونها مش هيلاقي ذرة حب لشخص غيره.
-ممكن كتاب جديد.
-نوع معين؟
-سيكولوجيا النفس البشرية، محتاجة كتاب يناقش أفكاري ونفسيتي في كلمات.
-أممم يبقى نختار لديستويفسكي.
-ااه.
-ثواني..
دخل جدي صاحب المكتبة وجاب الكتاب، شوية وشميت عطر طارق فخرجت وأنا بهرب من وجوده ومش عايزاه يشوفني فيتعب أكتر بسببي، في النهاية هو حبيب عيني ولا يمكن أحب أشوفه حزين.
-سلمى.
غمضت عينيا وثبت مكاني وهو قرب ووقف قدامي:
-هاتي الكتاب.
باستغراب وأنا متبتة في الكتاب:
-ده كتابي.
-ودي مكتبة جدي.
-مهو جدي أنا كمان.
بحزم-هاتي الكتاب.
بعِند واستغراب- لأ.
-بقولك هاتي.
أخده مني بقوة استغربتها لدرجة من هشاشة قلبي والكبت اللي جوايا حسيت كأنه لمس حزني فوجعني ف...بَكيت.
بص لدموعي واتجاهلها؛
-مش عايزاه.
-هتاخديه.
بعصبية من وسط دموعي:
-طارق وربي لو ما جبت الكتاب...
-قولتلك ديستويفسكي لأ.
بصوت أشبه بالصړاخ-وأنت مالك بقى؟
-أهو كده.
-طارق متعصبنيش.
-رواية جميلة هتعجبك خديها.
-مش عايزة من وشك حاجة.
خرجت پغضب وسيبته واقف في نص المكتبة ورجعت على البيت بسرعة.
-شوفتيه؟
-هو مين يا بابا؟
بتوتر-مانت حذرتني يا بابا فهقابله ليه؟
ابتسم -جدعة بنت أبوكي بصحيح.
-مينفعش أزعلك مني يا بابا لأن أنا ماليش غيرك بعد ربنا.
ابتسم وحضنني وبدأ يربت على شعري بحنيته المعهودة لحد ما غفيت مكاني.
-أمنيتك أي يا طارق؟
-آخدك بعيد، بعيد أوي في مكان نبقى لوحدنا ونعيش سوا العمر كله، ومحدش يشاركني فيكي.
ضحكت-ياااه حتى بابا؟
ضحكت-ليه؟
-علشان بيحبك بتملك وأنا بغير عليكي ومش عايز حد يحبك غيري، وتبقي لغيري.
-بس ده بابا يا طارق؟
-معرفش بقى بس بغير عليكي.
ابتسمت:
-عارف أنا نفسي في أي؟
-نفسك في أي؟
-نفسي نعمل عيلة جميلة، نبني بيت يبقى كله حب ودفا، نفسي أجرب إحساس العيلة.
-اعتبريني عيلتك يا سلمى.
صحيت من النوم مخضۏضة وآخر حاجة فكراها وبتتردد في عقلي هي جملته "اعتبريني عيلتك يا سلمى"، اتنهدت بعد ما لقيت نفسي في أوضتي فعرفت أن بابا جابني هنا ودعيت ربنا يصلح الحال.
-فاضية يا سلمى؟
-للأسف لأ.
-طيب كنت محتاج كشكول المحاضرات بتاعك أصور المحاضرات منه وهرجعهولك.
-اتفضل أهو.
ابتسم:
-شكرًا جدًا يا سلمى بجد.
-الشكر لله.
كان ولد من دفعتي، أخد الكشكول ومشي وأنا رجعت ركزت في مذاكرتي فجأة ببص لقيت الكشكول بيتحط قدامي على الترابيزة.