رواية ل فاطمة
الحلقة الأولى
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
أقتربت الشمس بإغلاق جفنيها لتسقط بإشعتها الذهبية فى مياه البحر الهائجة المتلاطم بأمواجه وسمع لها صوت حين إصطدامها بالصخور المتراصة بحرافية جميلة من صنع الخالق عز وجل
وقفت مكة تتابع كعادتها كل يوم مشهد الغروب وتستنشق رائحة البحر الذى أبهج روحها الحزينة لبضع لحظات قبل العودة لمنزلها فى إحدى أحياء مدينة الأسكندرية
حيث إنها ممرضة فى إحدى المستشفيات الحكومية أو ملاك الرحمة كما يسمونها
[[system code:ad:autoads]]عنان بعد أن ا محركة بإهتزاز بت يا مكة مش نروح بقه البيت
الجو تلج يا أختى أنا مش عارفة لزمته اه كل يوم والتانى لازم نسلم على البحر قبل ما نمشى
عنان والله يا بت أنت لو جالى أنفلوزة يا بقه أنت السبب
ثم فاجئها الرشح هطشششششى
مكة بضحك يرحمكم الله واسمها أنفلونزا يا حاجة
[[system code:ad:autoads]]عنان مش فارقة يعنى كتير مددققيش
المهم نروح دلوقتى كفاية كده عشان عايزة أضرب طبق العدس اللى عملاه أمى النهاردة عشان الجو البرد ده أهو بيدفى ولا أحلاها دافية
مكة بنفور لا عدس إيه بس مش عارفة بتكليه إزاى ده
أغمضت عينيها مكة مټألمة من كلمات عنان لتتجمع فيهما العبرات
من هى مكة
مكة فتاة فى بداية العشرينات ذات ملامح هادئة ليست بشديدة الجمال ولكن لها جاذبية خاصة
ما أجمل كلماتها وهى تذكرك بالله ولا يبقى على لسانها غير قول الحمد لله رغم ما يعصف بها
لاحظت عنان عبراتها التى إنسكبت على وجنتيها فضغطت على شفتيها بحزن قائلة يقطعنى يا حبيبتى مش قصدى والله حاجة
تمتمت مكة مع هز رأسها الحمد لله على كل حال ده نصيبى
زفرت عنان پغضب قائلة أنا مش عارفة أمك إزاى أتجوزته وإزاى صبرت عليه الفترة دى كلها وليه سيباه يلطش فيك كده
حدثت مكة نفسها پألم ياريت ده بس
ده كمان نظراته ليه فى الريحة والجاية مطمنش أبدا
مكة أمى ست غلبانة وعايزة تعيش زى اللى المثل اللى بيقول ضل راجل ولا ضل حيطة
عنان بلوم وده يتقال عليه راجل ده
ده ولا شغله ولا مشغله وملقح على القهوة طول النهار وبياكل وبيشرب على حساب تعبك وهددتك فى الشغل
مكة هنقول إيه ربنا يهديه
عنان يارب
بس يعنى ملهوش أى لزمة متكلمى أمك تخليها تطلق منه وتعيشوا براحتكوا
تنهدت مكة بحرارة قائلة ياريت كان ينفع بس نروح فين لو طلقها
هنترمى فى الشارع
ضړبت عنان على صدرها بيديها قائلة يا مصيبتى ليه هى الشقة بإسمه أنا بحسبها بتاعة أبوك الله يرحمه
مكة بغصة مريرة لا شقته هو إحنا شقتنا لما بابا ماټ الله يرحمه صاحب البيت منه لله طردنا منها
فاضطرت أمى بعد فترة من الپهدلة عند كل حد من قرايبها شوية تجوز عباس رغم كل بلاويه
عشان نلاقى مكان نستر فيه من عيون الخلق اللى عايزة تنهش فى لحمنا
ربتت عنان على كتفها بحنو قائلة عينى عليك يا حبيبتى بس إن شاءالله فرجه قريب يمكن ربنا يرزقك ابن الحلال قريب اللى يستتك ويهنيك وتبعدى عن الزفت جوز أمك ده
مكة بضحك لا أنا مستنية أفرح فيك أنت الأول ولو طلعتى تمام والأمور مشيت معاك أخر حلاوة ساعتها هفكر
نكزتها عنان بمرح قائلة شوفى البت اللى كانت بټعيط من شوية دلوقتى بتضحك وتهزر ولا كأن فيه حاجة وكمان عايزة تجرب فيه الجواز الأول
مكة ربنا بيهونها يا قلبى وأملى فيه كبير
عنان ونعم بالله
بس مقدامك الحاج حنفى الجزار ھيموت عليك وعايزك فى الحلال وهو راجل مقتدر وهيعيشك مبسوطة وتخلصى من الهم ده
قضبت مكة جبينها قائلة بنفور يعنى أصبر أصبر وأفطر على بصلة وأجوز واحد قد أبويا وكمان مجوز بدل الوحدة اتنين يعنى هدخل فى حرب ضراير ملهاش أخر على إيه
هو أنا ناقصة هم
عنان كده بس الراجل يعنى شكله حبوب اووى وبيقعد يسبلك فى الريحة والجاية
كزت مكة على أسنانها بغيظ قائلة والله بكون عايزة أفقعله عنيه الإتنين دول ابو عين زايغة بس أقول إيه ربنا يهديه
عنان طيب بلاش أبو عنين زايغة ندخل على ابو عضلات وقلب
من حديد فتوة الحارة وناصر الغلابة ومعذب
قلوب العذارى حمادة النمس
ضحكت مكة حتى دمعت عينيها قائلة والله يا بت يا عنان تنفعى مقدمة برامج إيه العظمة فى وزن الكلمات دى
حركت عنان رأسها بإمتنان شاكرة ل مكة ثم ضحكت قائلة المهم يا أختاه الواد برده بيحبك وساق طوب الأرض عليك عشان توفقى وأنت مصدرة الطناش مش عارفه ليه يعنى
تقوليش البت عيون خضرا وشعر أصفر على الخدود يهفف ويرجع يطير أنت كده بتطيرى العرسان
مكة هو اه أنا يعنى عادية مش اوفر حلاوة ولا حاجة ومفروض اللى زييى تقبل اى حد يجلها ومتصدق
بس أنا نفسى فى شخصية معينة وهفضل أستناها حتى لو فتنى قطر الجواز
أحسن ما أركب أى قطر ويرمينى ويدوس عليه وتنتهى حياتى قبل ما تبدء
عشان بجد الجواز ده فعلا يا حياة كريمة مع إنسان بيقدرك
يا حياة بدون روح مع إنسان بيحبطك
قامت عنان بالتصفير والهتاف مرددة عظمة على عظمة يا ست مكة ده أنت طلعتى فسلاسوفة وأنا معرفش
مكة بضحك إسمها إيه
عنان أنا عرفة أهو بسمع الناس بتقولها ومدققيش بقه فى كلماتى المهم إنك فاهمة قصدى
مكة ماشى يا ستى كل اللى يطلع منك عسل
عنان بس الواد حمادة النمس برده شخصية فليه مش عجبك
مكة شخصية على نفسه وده عقله فى عضلاته اللى فرحان بيها ومن غيرها ولا حاجة وكمان مين قلك إنه ناصر الغلابة
عنان يوه يا بت منا بشوفه بعينى اللى هيكلها الدود دى وهو بيحامى على الستات اللى بيفرشوا فى السوق
وأى حد من أهل الحتة أتزنق فى حاجة كده ولا كده بيجيبه ويقف معاه
مكة بيحامى وبيقف بولاشى كده ولا كله بتمنه
عنان يا خيبه المنيل قطع بجد
وصح يا حبيبتى مفيش حاجة مجانى إلا رحمة الله
مكة ونعم بالله
عنان يعنى كده الإتنين عرسان طلعوا على فشوش يعدلها ربنا بقه ويبعت من عنده حاجة ذوق كده
ويلا بينا يا حبيبتى خلاص الشمس طست فى المية واتبسطتى بمنظرها زى كل يوم
أستنشقت مكة عبير البحر الذى يشعرها بالسعادة والراحة ثم أردفت يلا بينا قدامى يا ست الحاجة أم مفاصل
فضحكت عنان ثم توجهوا للبحث عن وسيلة مواصلات للعودة إلى المنزل
فى مكان أخر
فى منزل أنيق ذو أثاث فاخر وديكورات تعود لزمن كلاسيكى مضى ولكن تحتفظ برونقها
كما يزين الحائط لوحات زيتيه تنم على إبداع راسمها بجانب صور لشخصيات على مراحل زمنية عدة من الصغر للكبر
نعم إنها عائلة اللواء مجدى الزيات ذات الأصول العريقة التى أمتدت من نسل الباشا محمد على
وزوجته سهام الصياد وأولادها على النحو التالى من الأكبر للأصغر
ركان وهو على رتبة نقيب ذو ثلاثون عاما حاد الملامح قوى البنيان ليس بالطويل ولا القصير يتمتع بشخصية قويه يهابه الجميع ولكن تسقط هيبته عندما تنظر له إحداهما فيسقط معها فى بئر الحب معا ثم يرتفع هو ويتركها فى مستنقعها تعانى فقدانه
أما رياض فهو على رتبة ملازم أول ذو خمسة وعشرون عاما هادىء الملامح مرح الشخصية ممتلىء بعض الشىء
ثم أخيرا ريم ذات الواحد وعشرون عاما فى السنة الأخيرة من كلية الفنون الجميلة
وهى فتاة أرستقراطية بعض الشىء تتعالى بشخصيتها ذات النسب العريق على من حولها فتجد من ينافقها ليكسب صحبتها أو من يبتعد عنها لتعاليها المستمر
وهى تتمتع بجمال الأتراك الذى ورثته عن أجدادها
ولكنها فى ذات الوقت تمتلك موهبة رائعة فى الرسم
ولج رياض لغرفة اخيه ركان بينما كان يرتدى بذلته
الرسمية
رياض بمرح مبتسما يا صلاة النبى أحسن يا حضرة النقيب عينى عليك باردة جمال وحلاوة يا عمنا والبنات حواليك زى الدبان بيلتزقوا فيك
ضيق ركان عينيه الرمادتين وعقد حاجبيه بشدة ثم أستدار له وأشار إليه ليصمت مردفا پغضب إيه ده يا حضرة الملازم
مش مكسوف من نفسك وأنت بتكلم الألفاظ السوقية دى زى بتوع الشوارع بالظبط
كام مرة حظرتك متكلمش كده
واحترم عيلتك ومكانتك
حرك رياض رأسه بلا مبالاة قائلا وبعدين يا سيادة النقيب معاك
متبقاش أفوش كده وبحبحها حبتين يا راجل إحنا فى البيت مش فى المديرية
ميبقاش هنا كمان ميرى دى حاجة تخنق والله ولا كنت عايزها ولا حببها أصلا ربنا يسامحك أنت وبابا سيادة اللواء
ركان بسخرية مش أحسن مش شغل المزاكتية اللى كنت عايزه
وتجبلنا لما ابن اللواء مجدى الزيات يدخل معهد للفنون عشان فى النهاية يبقى صبى عالمة
رياض بغيظ ما اتحسن ملفظك يا يا حضرة النقيب
مش كنت لسه بتقول الألفاظ والعيلة واللذى منه
فإيه صبى عالمة دى
ده
أنا فنان مفيش زييى اتنين وبضرب على الجيتار ولا فريد فى زمانه وبدندن ولا عبدالحليم
ركان بسخرية وبترقص ولا فيفى كمان بالمرة
رياض بغصة مريرة لا الرقص سبتهولك أنا مع مزز أخر الليل فى يا حضرة النقيب ابن اللواء مجدى الزيات
ثم الټفت رياض مغادرا حزينا على الكلمات الچارحة التى أطلقها ركان
فابتلع ركان ريقه وتمتم بندم إستنى يا
حضرة الفنان أهو أنت اللى بقيت أفوش أهو وأنا بهزر معاك
رياض بصوت رخيم لا زعلان متحولش
ركان بضحك ولو قولتلك هات العود وسمعنى أغنية لحلم بتاعك هتسمعنى إيه
فالټفت له رياض بإبتسامة مشرقة لقلبه الطيب قائلا بس كده أنت تؤمر يا سيادة النقيب
ثم أسرع لغرفته لإحضار العود وعاد إلى ركان
وبدء فى عزف أغنية صدفة
كان يوم حبك أجمل صدفة لما قابلتك مرة صدفة
كان يوم حبك أجمل صدفة لما قابلتك مرة صدفة
يا اللي جمالك أجمل صدفة يا اللي جمالك أجمل صدفة كان يوم حبك صدفة
صدفة قابلتك ولا على بالي شفت ساعتها جمال الدنيا
صدفة لقيتني إتغير حالي
واتبدلت لوحدي في ثانية
إندمج ركان مع كلمات الأغنية ثم تسائل هل حقا سيأتى اليوم الذى سيجمعه مع فتاة أحلامه
صدفه
فهو رغم قساوة قلبه إلا إنه يشتاق لحب حقيقى يملىء عليه دنياه شغاف قلبه يشعره بالسعادة وكأنه أمتلك الدنيا بأثرها
حب يضىء سماء قلبه الظالمة حب يمنحه الأمان الذى يفتقده رغم رتبته ومكانته حب يمنحه مزيد من الحنان والإحتواء فى تلك الحياة القاسېة
ثم تابع ركان بتكبر معاندا ذاته
لا مش ركان اللى يقع فى الحب ويكون فريسة سهلة فالأفضل أكون بعقلى عشان أعرف أسيطر عليه
ثم أشار ل رياض ليتوقف قائلا
أشجيتنا يا فنان كفاية كده النهاردة عشان ألحق شغلى
وحضرتك برده أظن وراك شغل بس للأسف بتهرب منه زى العيال إمتى هتسترجل يا رياض
رياض بعبوس ليه كده يا سيادة النقيب
ما أنت شايفنى راجل قدامك أهو
ركان راجل بس مهمل فى شغلك وبتغيب كتير عنه ومعتمد على سلطة أبوك بس خلى بالك بابا قرب خلاص ينفجر فيك لإنك كده بتحرجه كتير
رياض منا قولت من الأول مليش فى شغل البوليس والحرامية أنا فنان بس محدش فاهمنى
فأقترب منه رياض وأمسك بتلابيب ملابسه وبنظرة حادة وصوت أفزعه يعنى إيه ملكش
لا ليك طبعا ولازم تجمد قلبك شوية أنت فاهم
وإذ كان على الفن محدش هيمنعك بس تهتم بشغلتك الأساسية ورسالتك فى خدمة بلدك وحماية الناس وبعدين تنددن براحتك
ويلا قدامك خمس دقايق مفيش غيرهم وأشوفك قدام باب الشقة جاهز ولابس
رياض بغيظ ماشى بس إرفع إيدك التقيلة دى
فتركه ركان ليفر بعدها رياض إلى غرفته سريعا لإرتداء ملابسه
اصطدم رياض بوالدته وهو فى طريقه لغرفته
سهام إيه يا ولد أنت مش تحاسب ومالك كده بتجرى زى متكون عايز تلحق القطر
فتوقف رياض متأسفا معلش يا ست الكل كنت بس عايز ألحق ألبس قبل ما حضرة النقيب يمدنى
فاڼفجرت سهام ضاحكة ثم تابعت
يمدك مش مكسوف وأنت بتقول كده
أنا مش عارفة هتكبر إمتى وتسترجل وتكون شخصيتك قوية زى أخوك كده وتهتم بشغلك
رياض أنت كمان يا ماما بتكلمى زيه ايوه مهو ابن البطة البيضة وأنا السودة
سهام بعتاب ليه بس كده يا رياض انتم كلكم واحد عندى كل ما فى الأمر إنى عايزة اطمن عليك وأشوفك مالى مركزك كده
رياض وقد أولى ظهره وانطلق مسرعا ماشى رايح أهو أملى مركزى قبل ما ابنك يفضيه
فابتسمت سهام ودعت له بالهداية والصلاح
ثم توجهت إلى غرفة ركان فوجدته أمام مرآته يصفف شعر ثم ينثر عطره المفضل الذى يملىء الأجواء
سهام مبتسمة بحب ماشاءالله عليك يا سيادة النقيب مال وجاه ومظهر حسن يبقى مفضلش غير إيه
أركان وقد ثم قال بمكر فاضل إنى أنزل وأطير للشغل
سهام يا ابنى أنت فاهم وعارف قصدى كويس أنت مبقتش صغير ولى قدك أجوز وخلف كمان
ركان بعبوس يا أمى أنت مش بتملى من السيرة دى
وارجع أقولك أنا مش حابب سيرة الجواز دى ولا طايقها ولا بحب التقييد ووحدة اخر النهار تقولى كنت فين واتأخرت ليه وتفتحلى محضر
جذبته والدته من مرفقه وأجلسته ب يا حبيبى دى سنة الحياة ولازم يكون ليك بيت وأولاد ولا عجبك حياة اللى أنت عيشها دى
والسهر لوش الفجر مع استغفر الله العظيم الأشكال اللى تعرفها دى
أركان يعنى يا أمى بفك عن نفسى شوية بعد ضغط الشغل
سهام ما الأفضل تفك نفسك مع بنت ناس فى الحلال
ركان مش فارقة معايا
سهام بقولك إيه
يا ولد أنت أنت هتجوز يعنى هتجوز
والعروسة كمان هتكون معزومة على العشا عندنا النهاردة فتعمل حسابك مفيش سهر بتاع كل يوم
وقف ركان غاضبا وبنبرة حادة يعنى إيه
هتجوزونى ڠصب عنى وكمان أنتم اللى مختارين العروسة ده حتى البنات دلوقتى بتختار تجوز مين ومتجوزش مين
فما بال بقه
ركان مجدى الزيات فده لا يمكن أبدا يحصل
وأنا مش جى وأقابليهم لوحدك
لم يتم ركان كلماته الغاضبة حتى وجد أمامه والده اللواء مجدى الزيات أمامه
ركان بالرغم إنه شخصية يهابها الجميع ولكن تقف حدوده عند والده الذى يكن له كل الأحترام والتقدير فهو مثله الأعلى بل ويهابه أيضا ولا يرفض له أمر
مجدى بنظرة صارمة وتوعد أنت بتعلى صوتك يا ولد على أمك أتجننت صح وعايز تحرجنا قدام الناس اللى جاية
نكس ركان رأسه وتمتم بصوت خاڤت يا بابا أنا
مجدى مفيش أنا إحنا كلنا واحد ومصلحة واحدة ولى يشوفه حد فينا مناسب بيمشى على الكل
وأنت عارف العروسة اللى حضرتك مش عايز تقابلها دى بنت مين
ركان حدث نفسه بسخرية بنت مين يعنى ما أنا برده مش شوية
مجدى دى شاهيناز فهمى الجلاد بنت اللواء فهمى الجلاد المحافظ
ركان محدث نفسه المحافظ يعنى خلاص كده يا ركان وقعت فى شړ أعمالك وهتتقيد حريتك وهتكلبش بعد أنت اللى كان من حقك تكلبش الناس
ركان وقد خرجت كلماته بصعوبة تمام اللى حضرتك تشوفه وهكون موجود فى المعاد بإذن الله
مجدى بإبتسامة باهتة تمام
كده رجعت ابنى فعلا اللى ربيته إنه ينتهز كل فرصة قدامه تساعده فى تحسين مركزه وصورته قدام الناس
ثم تابع مجدى
ودلوقتى يلا بينا يا سهام خليه ينجز حاله عشان ميتأخرش
وبالفعل غادروا ليتركوه فى حيرة من أمره فهو لم يشأ أن يتزوج بهذه الطريقة بالإضافة إنه لا يحب التقييد بشىء ولكنه فى ذات الوقت كان يحلم بمقابلة ظل له من تسطيع أن يكون كالطفل تفهمه من نظرة عينيه و من تملك عليه دنياه فيكون عاشق لها وتملى عليه قوانين العشق فيخضع لها وحدها دونا عن سائر الخلق أجمعين
أفاق ركان من شروده على صوت أخيه رياض
أنا جاهز يا ريس ومالى مركزى أهو بالبدله وعلى سنجة عشرة
ومتقلقش أول منوصل القسم هرسم على وشى التكشيرة اللى هى عشان يعملولى حساب
بس على الله أمسك نفسى عشان أنا مليش فى جو الأكشن ده
أبتسم ركان رغم ضيقه
ثم تقدم من أخاه بحب قائلا
يلا بينا يا حضرة الملازم
الحلقة الثانية
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
إن بعد الصبر جبر لا تيئس وقول يارب
ولجت مكة لمنزلها فاستقبلتها والدتها ببشاشة
حكمت والدة مكة حمد لله على السلامه يا ضنايا
مكة وهى الله يسلمك يا ست الكل
ثم سئلتها وهى تضع يدها على بطنها من شدة الجوع
ها عندك أكل ولا هقضيها عيش ناشف مع كوباية الشاى اللى من غير سكر وادخل أنام
دمعت عين والدتها حكمت من المأساة التى تعيش بها إبنتها بسبب زوج معډوم الضمير مدمن يأخذ كل تملكه لإرضاء نفسه للجوع حتى فقدت الكثير من وزنها
حكمت بأسى يا حبيبتى يا بنتى
لا النهاردة فيه مفاجأة
بصى أنا مخبيالك إيه بس كليه بسرعة قبل مالمنيل عباس يطلع ويشوفك ويطين عشتنا
ثم أخرجت لها طبق من المحشى الذى قد بعثته لها جارتهم عنايات وخبئته والدتها لها
اتسعت عين مكة من الفرحة قائلة الله الله محشى مرة واحدة يا جمالو يا حركاتوا
أكيد ده من عمايل خالتى عنايات تسلم إيدها وكتر خيرها
ثم جلست مكة سريعا متمتمة بسم الله وتناولت أصابع المحشى مع إطعام والدتها بيديها فى فمها
حكمت يا حبيبتى كلى أنت وسيبك منى أنا أكلت مع عمك عباس من شوية
مكة بسخرية وأكلتى إيه
مهو مفيش غير الفول والفلافل اللى خلاص نشفوا بطننا وكمان ساعات باجى مش بلاقيهم وفين وفين لما تعملى صنية فتة من غير لحمة من رز التموين ده لو لحقتيه قبل مياخده جوزك ويبعيه عشان الكيف
حكمت بغصة مريرة هنعمل ايه بس يا بنتى
قدر ومكتوب ربنا يهديه
مكة يارب
وإذ بباب الشقة قد فتح من قبل عباس الذى ولج إليهم كالثور الهائج
فارتعدت مكة و والداتها
عباس وقد أطاح الإدمان بعقله أهلا بالسينورة أظن النهاردة أول الشهر وحضرتك قبضتى فاطلعى بالمعلوم
ثم وقع نظره على طبق المحشى فاتسعت عيناه بنهم واختطفه من أمامها قائلا إيه ده بتكلوا من ورايا وده منين إن شاءالله
حكمت پخوف ده من ست عنايات جارتنا
عباس اه بس مش مفروض لو أنت ست محترمة تشليه لجوزك ولا تلهفيه أنت وبنتك لوحدكوا يا عالم معفنة
بس كويس إنى جيت فى الوقت المناسب
وها يا بت أمك أطلعى بالمعلوم ومينقصش جنى واحد وإلا هعلم وشك الحلو ده بالمطوة
ثم أخرجها من بنطاله فشهقت مكة پخوف وأسرعت لإعطائه مرتبها إلا جزء يسير منه لا يكفى ثمن الموصلات
خطڤ عباس من يدها المال ووضعهم فى بنطاله ثم ألتهم ما تبقى من المحشى وأسرع للمغادرة لينفق ما أخذه منها عنوة على
بكت مكة والدتها صاړخة وبعدين يا أمى هنفضل فى الذل والأرف ده كتير
حكمت على عينى يا ضنايا
ربنا على الظالم والمفترى ربنا ياخده ونرتاح منه بس نعمل إيه
ملناش مكان يؤينا غير بيته
مكة بحزن أنا حاسه إنه فى يوم من الأيام ھيدفنا هنا
حكمت بعد الشړ عليك يا ضنايا ومټخافيش هو بيهوش بس لكن جبان ميقدرش يعمل حاجة أنا خبزاه وعجناه وعارفه إنه بوق بس
وربنا يجازيهم ولاد الحړام اللى علموه الكيف وخلوه كده
ده مكنش كده لما اتجوزته كنت لسه أنت صغيرة
ومش واعية لحاجة
وكان يعنى مش وحش اوى بس عيبه الوحيد بتاع ستات لكن بعد كده
أتلموا عليه صحاب السوء وخلوه يشرب ويشم لغاية مخلص فلوسه على الهم ده
واتغيرت أخلاقه زى ما أنت شايفه كده
مكة بغصة مريرة طيب يا أمى ربنا يرحمنا برحمته ويكفينا شره
وأنا هقوم بعد إذنك ألحق صلاة المغرب قبل العشا متأذن
وأقرء وردى لغاية العشا وأصليها وأنام عشان مهدودة من وقفة طول النهار فى المستشفى
غير إنى بصحى الفجر ومش بعرف أنام لغاية ما بتوكل على الله لما الشمس تطلع
حكمت بحزن على حال إبنتها ربنا يقويك يا ضنايا
وعقبال ما اشوفك فى بيت الهنا متهنية وسعيدة
مكة بإبتسامة واهنة إن شاءالله دعواتك يا أمى ديما
ثم ولجت مكة للمرحاض فتوضئت وولجت لغرفتها لإداء فرضها ثم أتمت وردها ورفعت أكف الضراعة لله قائلة اللهم أنت ترى مكانى وتعلم حالى فهل يا سيدى من فرج قريب اللهم إن كان بلائى بسبب ذنب فاغفره لى وارفع عنى البلاء
ثم جلست فى مصلاها تنتظر صلاة العشاء ولكن أصاب النعاس جفنيها فجاءها زائر ما فى منامها يستغيث بها بعد أن وقع فى وحل من الطين ولم يستطع النهوض
فمد لها يديه لكى تنشله من هذا الوحل فمدت له مكة يدها فأخرجته فتشبث بيديها ولم يتركها
ثم أفاقت مكة من نومها على صوت آذان صلاة العشاء مبتسمة أن أكرمها الله بإنقاذ أحدهم
فمن يا ترى هو
أدت مكة فرضها وعندما توجهت لفراشها للنوم تخلل لأذنها صوت مشادة بين والداتها وزوجها
عباس پغضب بقولك يا ولية أنت
هتجوزه يعنى هتجوزه وأنا خلاص اتفقت مع الراجل ولا عايزة تطلعينى عيل قصاده
قضبت حكمت جبينها وهمست برجاء يا راجل حرام عليك ده قد ابوها ومجوز بدل الوحدة اتنين
عباس مليش فيه
هو راجل مقتدر وهيعشها فى نعيم وإحنا هينوبنا من الحب جانب
حكمت أنت عايزنى أبيع بنتى عشان الفلوس
عباس والله سميها زى متسميها
المهم هتجوزه يعنى هتجوزه
وهو جى بكرة إن شاءالله نقرء الفاتحة ونحدد معاد الخطوبة وكتب الكتاب وبعدها الډخلة على طول عشان المعلم حنفى الجزار مستعجل
حكمت بنفاذ صبر حرام عليك يا راجل والله اللى بتعمله فيا أنا وبنتى ده هتروح من ربنا فين
عباس پغضب أنت بتدعى عليه يا وليه حرمت عليك عشتك أنت وهى
مش عجبك أطلقك وتروحى فى ستين داهيه أنت وهى
وفهمى بنتك لو موفقتش ملهاش قاعد تانى فى البيت ده
سمعت مكة الحوار ولكنها لم تجرؤ على مناقشته أو الرفض فهى لا حيلة لها سوى رحمة الله
فتكورت مكة على نفسها فى فراشها حيث وتسللت العبرات من عينيها على وسادتها وتمتمت پقهر حسبى الله ونعم الوكيل
وفى أحد الأقسام
جلس النقيب ركان على مقعده يزفر بضيق ويعلو صوته فيسبب الړعب فى قلوب من حوله
ركان بصوت جهورى عالى أنت يا زفت يا شاويش منصور دخل المتهم خميس
منصور برهبة حاضر يا باشا
فدفع منصور المتهم خميس دفع إلى ركان مسددا لها الضړب على مؤخرة رأسه بضربات متتالية
خميس بذل الرحمه يا باشا الله يخليك
فوقف ركان أمامه والڠضب يمتلكه وقد برزت العروق فى رقبته قائلا دلوقتى بتقول الرحمة وكانت فين الرحمة لما قټلت صاحبك وعشرة عمرك عشان مية جنى كنت سلفهم منه ومردتش تردهم
خميس پبكاء مش أنا اللى قټلته يا باشا صدقنى أحلفلك بإيه
فصفعه ركان صڤعة قوية على وجهه قائلا بزمجرة قالوا للحرامى أحلف
أنت هتستهبل يلا أنت بصماتك على السکينة اللى غرزته بيها لما خدته على خوانه وهو ماشى بضهره
فاعترف من سكات يا حيلتها وإلا ما هتطلع من هنا إلا على نقاله
ذعر خميس و انهار وانهمرت الدموع من عينيه وعلم إنه لا مفر من الأعتراف بجريمته فاعترف بقوله كانت لحظة شيطان يا باشا صدقنى ومكنش فى بالى أعمل حاجة زى دى خالص
بس هو أحرجنى وخله رقبتى زى السمسمه لما جالى وقلى فين فلوسى اللى خدته منى قولتله مخدتش منك حاجة فقعد يزعق ويحسبن عليه وراح ماشى
فخۏفت قصاد صحابى فأول مجه يمشى وعطانى ضهره راحت غارز فيه السکينة راح مستحملش وطب ساكت وأنا كنت قاصد بس أخوفه
ضحك ركان بسخرية والله كنت خاېف من ڤضيحة صغيرة أديك بعقلك ده أتفضحت قدام الخلق كلهم
ثم أخذ ركان يسدد له الركلات وحدة تلو الأخرى والرجل ېصرخ
فولج إليه فى تلك اللحظة أخيه رياض
فانزعج من ضړب ركان قائلا كفاية يا ركان وخلى القانون ياخد مجراه أفضل من الضړب ده
فانظر له ركان بحدة ثم أشار إلى الشاويش منصور لأخذ خميس إلى الحبس
وبعد أن غادر سخر ركان من رياض قائلا هتفضل طول عمرك قلبك رهيف كده قانون إيه وبتاع ايه اللى بتكلم عنه
الناس دى ميجيش معاهم غير كده عشان ينطقوا ويعترفوا
رياض مش لازم بالضړب أقيد الخناق عليهم وواجهم بالأدله وهما هيعترفوا
ركان ايوه يا حنين المهم حضرتك سايب شغلك وجى ليه
رياض بضحك عشان الست الوالدة مشددة عليه أشوفك كل شوية وأطمن
إنك موجود عشان متزوغش كده ولا كده عشان معاد العروسة
قضب ركان جبينه وزفر بضيق قائلا يادى العروسة والجوازة اللى شكلها هم دى من أولها
رياض مش عايزها أنا فى الخدمة وعايز أتاهل من دلوقتى
ركان ياريت اشربها أنت مبروك عليك بنت المحافظ
رياض بتهكم مالها بس
البت على حسب علمى حلوة ومركز ووظيفة قيمة فمالك مزربن كده
وياريت كان ينفع بس حضرتك الكبير ولازم أنت تخوض المسيرة ونحن من ورائك
ركان مش حابب أجوز بالطريقة دى ولا حابب فكرة الجواز أصلا
إلا لو لقيت فعلا بنت احبها من قلبى واتمنى تكون من نصيبى غير كده فحياة الحرية أفضل
رياض عندك حق هو الحب إحساس جميل بس تقريبا دلوقتى بقه مقتصر على الأفلام والروايات غير الواقع تماما فخلينا يا سيدى فى الواقع والله اعلم يمكن تحبها
ركان بتنهيدة حارة لما نشوف الهانم اللى عشان خاطرها ضيعت سهرة النهاردة
رياض بغمز يا سهراتك يا عمنا متخدنى معاك مرة
ركان بسخرية لا السهرات دى للكبار
فنكزه رياض بغيظ ليه شايفينى عيل قصادك ولا إيه
طيب قدامى وحلال فيك شاهى بنت المحافظ
ركان كده امرى لله يلا بينا
زوجة المعلم حنفى الجزار الأولى وتدعى إجلال ذهبت لزيارة زوجته الأخرى تهانى على حين غرة
فطرقت إجلال الباب بطرقات متتالية وسريعة تنم عن الڠضب
سمعت تهانى صوت الطرقات فزفرت بضيق ايوه يلى بتخبط مالك مسروع كده
ما براحة شوية على الباب هيتخلع فى إيدك
ثم توجهت لفتح الباب لتفاجىء بضرتها إجلال
تهانى بعبوس ست إجلال !
ده إيه اللى رماك علينا النهاردة مش بعاده يعنى
إجلال وهى تدفعها برفق أمامها ثم تغلق الباب اللى جابنى هو المر اللى عايشه فيه يا تهانى
وأهو أنت كمان هتدوقيه زى مدوقته قبلك
مهو كاس وداير
تهانى بإستغراب بس متزوقيش كده
وهو إيه يا حبيبتى ده اللى ادوقه
أنت شكلك جاية تجرى شكل على الصبح
وبنظرة تكبر وثقة وهى تضع يديها فى جمبيها تابعت
ومش قادرة لغاية دلوقتى تستوعبى إن المعلم إجوزنى عليك
إجلال بسخرية حيلك حيلك يا ست تهانى مش اوى كده
ومتخديش فى نفسك قلم وياستى اللى خدته القرعة تحده أم الشعور
تهانى بغيظ بقولك إيه يا ست أنت إصطبحى وقولى يا صبح وأدخلى فى الموضوع على طول عشان مش فاضية
ثم حاولت أن تدب فى قلبها الغيرة بقولها أصلو رايحه أعمل للمعلم شوربة الكوارع اللى بيحبها من إيديه
إجلال محركة شفتيها يمينا ويسارا قائلة بسخرية وماله يا أختى أعمليله مهو عريس جديد برده ومحتاج تقويه
ثم ضحكت بإستهزاء
تهانى بنفاذ صبر قصدك إيه وعريس إيه
متدخلى فى الموضوع على طول
إجلال قصدى إن المعلم ناوى يعملها لتالت مرة يعنى هيجوز عليك أنت كمان يا حلوة وتدوقى نفس الكأس اللى دوقته من قهر وذل
إرتجفت تهانى واهتز فأستندت على الحائط وقالت بصوت متحشرج لا لا أنت أكيد كدابة وبتقولى كده عشان غيرانة منى عشان أحلى وأصبا منك
إجلال بتهكم مهو برده منقى حتة كده صغيرة لسه
بس عادية زى عود القصب بس لسانها يتلف فى حرير وممكن تاخد الليلة كلها مننا
ولو مش مصدقانى أسئليه بنفسك وهو هيقولك أصل المعلم حنفى صريح فى الحجات دى بذات
تغير لون تهانى وتطاير الشړ من عينيها قائله هى مين دى اللى ما تسمى وأنا أروح أولع فيها
إجلال البت المسهوكة مكة بنت حكمت
معرفش عجبه فيها إيه المقشفة دى
بس صراحة كل رجالة وستات الحته بيحبوها عشان بت جدعة ولسانها حلو وفى حالها
ا بإحدى كفيها صاړخه يا مصيبتى بقه المعلم يبص للبت دى عليه أنا
دى ولا ريحه ولا طعم ومتسماش وحده ست فى سوق الحريم
إجلال والله أسئليه أنت بنفسك إيه اللى عجبه فيها
تهانى بغيظ وأنا لسه هسئل أنا هروح أجبها من شعرها هى ولى يشددلها
المهم جاية معايا ولا جاية تغظينى بس
إجلال معاك طبعا بس تفتكرى نعملها دلوقتى ولا نستنى لما تكون معاه فى الكوشة ونديها العلقة التمام عشان متفكرش وحدة تانية تبص للمعلم بتاعنا
سهام والدة ركان فى إستقبال ضيوفها شاهيناز ووالدها اللواء ومحافظ البلدة وزوجته حنان
سهام بإبتسامة أهلا اهلا شرفتونا بزيارتكم
حنان أهلا بيك الشرف لينا
سهام ماشاءالله على بنتنا شاهى زى القمر
شاهيناز بخجل ميرسى
سهام أتفضلوا فى
الصالون وصليهم يا ريم
ريم بأبتسامة صفراء أتفضلوا
ثم ولجت سهام لغرفة ركان لتخبره أن عروسه قد حضرت فوجدته نائم
فأمسكت الوسادة بغيظ شديد ثم ألقتها فى وجهه فقام مڤزوعا مخرجا الميرى من أسفل وسادته وسدده إليها بدون شعور
سهام پغضب أنت أتجننت يا ولد فترفع سلاحک فى وشى
فرك ركان عينيه متثائبا بنعاس معلش يا امى كنت بحلم إنى فى عملية للقبض على عصابة
سهام بغيظ وحضرتك ده وقت نوم كنت بعتقد إنك بتنهى لبسك عشان تطلع تقابل الضيوف
ركان بتثاؤب ضيوف مين
سهام لا أنت زودتها عن اللازم ثم أمسكت بكوب الماء الذى على المنضده بجانبه ثم سكبته على وجهه ليستفيق
فڠضب ركان
وأعتدل من جلسته قائلا ليه يعنى كل ده
منا قعدت ساعة استناهم وحضراتهم أتأخروا فعينى غفلت ڠصب عنى من إجهاد الشغل
سهام بتوعد شديد قدامك خمس دقايق مفيش غيرهم يا سيادة النقيب عقبال ما نحضر السفرة للعشا وألاقيك قدامى بره
فاهم
ركان بنفاذ صبر فاهم
غادرت سهام وتركته يتخبط لا يدرى ما يرتدى فى تلك الدقائق القليلة
فسحب سريعا بنطال باللون البيچ وتيشريت بأكمام طويلة كاجول باللون الزهرى
ثم صفف شعره بإحترافية ونثر عطله المفضلة
فولج إليه رياض فصفر بفمه قائلا إش إش يا حضرة النقيب مز جامد أنت والعروسة برده مزه شعر أصفر وعنين زرقة وأعتقد سنانها بيضه
مش متأكد
مش باينه اوى من صباع الروچ اللى وكلاه
ركان بضحك يخربيت كده إهدى يا حضرة الملازم
ربما يكون الجمال ده جمال صينى مضړوب مش أصلى
رياض مداعبا خصلات شعره اه اتصور طب والعمل نوصى البت ريم عليها وهى هتعرف تجيب قرراها وتوقعها
ركان أسكت بلاش أنا هعرف لوحدى أنا واخد على الأشكال دى وأعرف الطبيعى من الصناعى
رياض يا لعبك يا عم خلاص لما يجى الدور عليه هاخدك معايا تعاين البضاعة
واتفضل يلا عشان أمك بتغلى بره وبتقرمشلك
ركان حد قالها عايز أجوز تشرب بقه
رياض بمداعبة معلش هدى الدور وأزمة وتعدى يا اخويا متعملش فى نفسك كده
ركان بضحك هتموتنى وأنا لسه عايز أشوف الدنيا اللى بره
رياض طيب قدامى يا عريس
فدفعه رياض أمامه حتى ولج إلى غرفة الصالون
رأت شاهيناز ركان فحدثت نفسها واو كتير جانتيه
وعندما لمحها رياض حدث نفسه شكلها مش بطال
بس لو طلع عقلها فى شكلها هتبقى مشكلة يلا لما نشوف عقل الآنسه فيه إيه
فتحدث ركان معها فى أمور عدة ولكن وجدها لا تهتم سوى بالأزياء وآخر صيحات الموضة والميكب والسفر والرحلات والنوادى
ركان بنفور محدث نفسه ودى هتجوز وتفتح بيت إزاى إن شاءالله وهى كل تفكيرها فى اللبس والفسح
هى دى أخرتك يا ركان يا خسارة
ولكنه لم يجد مفر من مجاراتها فى الحديث من أجل إرضاء والديه الذى تفاجىء بتحديد والده موعد لزيارتهم قريبا
فالتزم ركان الصمت لعله يفكر فى سبيل للخروج من هذا المأزق
ثم رن هاتفه من رقم يعلمه جيدا فتنهد بإرتياح فعسى هذه المكالمة تساعده على التخلص من ثرثرة تلك العروس
فستأذن ركان للولوج للشرفة ليتستجيب للمكالمة
فأذنوا له على مضض منهم
ولج ركان للشرفة واستجاب للمكالمة
ركان الووووو
دلال قلبى يا روكا وحشتنى مجتش ليه النهاردة
ركان پغضب أنت أتجننتى يا دلال بتتصلى بيه وبتكلمينى بالأسلوب ده أنت نسيتى نفسك ولا إيه
دلال بحرج وتوتر أسفة يا باشا بس قلقت عليك اعذرنى سماح المرة دى عشان خاطرى
ركان بتوعد إياك تعمليها تانى هخسف بيك الأرض وهرجعك تانى السچن
دلال پخوف وصوت متوتر حرمت يا باشا حرمت
ركان طيب سلام
دلال استنى بس يا باشا معلش
ركان بنفاذ صبر عايزه إيه إنجزى مش فضيلك
دلال البت كرميلا صاحبتى الأنتيم
أتمسكت أداب من شوية وقلبى وكلنى عليها يا باشا
فسايق عليك النبى تشوفها وتحاول تطلعها زى ماعملت معايا أنت قلبك كبير وحنين
ركان بنفور هى ناقصه بلاوى خليها تتأدب شويه وبلاش سرمحه
دلال برجاء عشان خاطرى يا باشا البت كرميلا دى مش بتاعة بهدله ودى أول مره تعملها
ركان بسخرية أول مرة أنت هتشتغلينى يا روح أمك
دلال وحياة غلاوتى عندك أباشا
ولا يجوز الحلف بغير الله
ركان بزفير حار طيب هى متلقحه فى أنهو قسم
دلال قسم المنتزة أباشا
ركان محدث نفسه فرصة أزوغ من العروسة الحلاوه اللى بره بحجة الشغل
ركان ماشى أنا رايحلها وهجبها وهاجى البار
دلال بفرحة ألف شكر يا باشا مش عارفه نودى جميلك فين علينا والله
ركان تحطى بس لسانك جوه بوقك وما تكلمنيش تانى
دلال اخر نوبه يا باشا
ركان طيب أقفلى سلام
ثم ولج لضيوفه واستأذن لإن لديه شغل هام فنظر له والديه پحده ولكنه تغافل عن نظراتهم وأسرع للمغادرة متنفسا الصعداء بعد تخلصه من تلك المقابلة التى أصابته بالأختنقاء
وجدت عنان صديقتها مكة فى إحدى أركان المشفى تضع يديها على وجهها وتبكى بمرارة
فتبدلت ملامح عنان للحزن لتربت على كتفها بحنو قائلة قلب عنان مالو زعلان
والدموع دى مش هتنشف كده أبدا
ولا إيه
مسحت مكة دموعها بكفيها متنهدة بحرارة موجعة وأنا بإيدى إيه غير الدموع
عنان يا حبيبتى صلى على النبى كده وقوليلى حصل إيه لده كله
مكة النهاردة قراية فتحتى على المعلم حنفى الجزار
عنان يوه مش كنت رفضتيه وقولتى مش عايزه مشاكل مع نسوانه
مكة أعمل إيه
جوز امى منه لله قال لو موفقتش هيكرشنا من البيت
عنان حسبى الله ونعم الوكيل
بس معلش يمكن يكون رحمه عن جوز أمك ده وتلهفى من وراه قرشين حلوين ومتقلقيش من نسوانه حطى صبعك فى عنيهم الأتنين
فاڼفجرت مكة فى البكاء قائلة بصوت منبوح أنت مش فهمانى يا عنان فلوس إيه بس
دى أنا كده ببيع نفسى
عنان طيب والحل
الحلقة الثالثة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول
الله
حتى وأنت غارق في الحزن لا تكف أبدا عن الابتسام فمن يدري قد يقع أحدهم في حب ابتسامتك
مكة فى البكاء قائلة بصوت منبوح أنت مش فهمانى يا عنان فلوس إيه بس
دى أنا كده ببيع نفسى
عنان طيب والحل
مكة بغصة مريرة الحل من عند ربنا بقه مليش غيره وزى متيجى وأنا راضيه بلى قسمهولى
عنان ونعم بالله العلى العظيم والله يا بت يا مكة
أنت ربنا هيكرمك أخر كرم عشان صابره وبترضى بالمكتوب
مكة بإبتسامة رضا أنا عندى حسن ظن بالله وربنا يعجل بالڤرج
ويلا لما ندخل نغير هدومنا ونستعد نروح نبطتشيتنا خلصت
عنان ايوه يلا بينا
بس هنروح على طول ولا برده لازم تشوفى منظر الغروب وتسلمى على البحر مش عارفه بتستفادى إيه
مكة بإبتسامة منظر الغروب والبحر بحس بيغسلنى من جوه وبيدنى طاقة وبرتاح نفسيا
وأصبح أساسى عندى كل يوم
عنان هو البحر مفهوش كلام بس الجو برد يا اختى وشكلها بترخ بره
والبحر فى الشتا بيكون هايج وممكن هوب تتطرش علينا موجة تظبطنا
مكة بفرحة هييييه حلو اوى
مفيش أحلى من كده
عنان بسخرية والله شكلك لسعتى ومش هترتاحى لما تاخدى دور برد تمام
بس امرى لله يلا بينا لما نشوف أخرتها معاك
وعند البحر وقفت مكة وعنان تشاهدان غروب الشمس وتنفست مكة عبير البحر ثم تمتمت بكلمات وكأنها تحدثه
يا بحر خفف من هياجك واسمع
مني حديثا لم يمر بمسمع
يا بحر قالوا أن صدرك واسع
فلذا أتيت وكل أوجاعي معي
من غير أمتعة قدمت إلى هنا
إلا من رداء توجعى
صافحت موجك كالضحى بوضوحه
لم أخف وجهي عنك أو أتقنع
ضاقت بي الدنيا فما من مرفئ
يأوي جراحاتي ولا من موضع
عنان برجاء وهى تضم يديها إلى صدرها يلا بينا يا حبيبتى
أقربت أتجمد والميه هتغرقنا
مكة عشان خاطرك بس ماشى لو عليه مش عايزه أمشى
عنان معلش يا قلبى يا حنين أنت
وبينما هما على أحد الأرصفة ينتظرون وسيلة مواصلات تنقلهم إلى منزلهم
إذ بسيارة مسرعة تعبر من أمامهم فتسببت فى تناثر مياه الشتاء التى تجمعت على الأرض على ملابسهم فابتلت وشعروا بالبرودة تتسرب إلى أجسادهم
فڠضبت عنان وارتفع صوتها بالسباب مشيرة بيديها نحو السيارة
وقد كانت سيارة ركان ورأى من مرآة سيارته وهو منطلق الفتاتان أحدهما بوجه غاضب وتشير بإشارة تدل على النفور والڠضب وعلى كلمات لم يسمعها ولكنه قرء حركة بإجادة وعلم ما تفوهت به
كما لاحظ السكون على وجه الفتاة الأخرى متمتمة بكلمات يظن إنها تقول
خلاص بقه يا عنان اكيد مش قاصد يعنى وهى الدنيا غرقانة من الشتا فڠصب عنه
حصل خير يا ستى متبقيش أفوشه كده فوكيها بقه
وأدينا مروحين خلاص
عنان لا منه لله إلهى ينطس فى نظره البعيد
تعجب ركان من تناقض فعل الفتاتان فوجد نفسه يعود إدراجه بالسياره إليهم مرة أخرى ليراهم عن قرب
ركان پغضب والله لوريها مقامها اللى دى واعرفها أنا مين بالظبط
بس غريبة البنت اللى معاها على نقيضها تماما فى رد الفعل حتى واللبس كمان
شهقت عنان عندما وجدته يتراجع بالسيارة ليقف أمامهم بطالته الخاطفة الأنفاس
عنان مرتعدة پخوف هو شكله سامعنى ولا إيه
ثم تابعت بقولها
بس وماله ما يسمعنى أنا هخاف منه ولا إيه
مكة بتوتر عجبك كده يا ام لسان عايز يتقص
عنان بثقة سبيك أنت أنا بعون الله هوقفه عند حده لو قال كلمة كده ولا كده
مكة بسخرية مهو باين عليك اوى امال وقفة ترتعشى كده ليه
ترجل ركان من سيارته وعينه تنذر بالشړ فنظر ل عنان بحدة ارعبتها فتمسكت فى ذراع مكة من الخۏف
ثم نظر ركان إلى مكة متفحصا لها من اعلى رأسها حتى مخمص قدميها فاصابها التوتر وأحمر وجهها خجلا ثم أشاحت بوجهها عنه
ركان مندهشا غريبة البنت دى !
رغم إنها مش جميلة اوى بس فيها حاجة جذابة كده فى ملامحها وكمان وشها أحمر لما بصتلها هو لسه فيه بنات من النوعية دى أنا كنت بعتقد إن النوعية دى إنقرضت خلاص
دلوقتى البنت تبصلها تقول بتبصلى ليه يا مز المزاميز عجباك صح
أنا عارفه نفسى قمر
ثم عاد ركان بنظره إلى عنان وبصوت عالى أفزعها سمعينى كده كنت بتقولى إيه عليه
عنان بأوصال مرتعدة أنا يا باشا هو أنا أعرفك عشان أكلم عليك
ركان اووى اووى أعرفك بنفسى عشان تعرفى حجمك كويس
أنا النقيب ركان مجدى الزيات
فضړبت عنان على صدرها پخوف ظابط يا مصيبتى
السماح يا باشا العتب على النظر
ركان بټهديد لا لازم تتربى الأول عشان تتعلمى إزاى تتكلمى مع اسيادك
وهنا نظرت له مكة بحدة لم يتوقعها بعد أن كانت تتحاشى النظر إليه
مكة بعين ثابتة لا تتحرك يا حضرت رغم مكانتك اللى إحنا مقدرنها طبعا بس معلش مفيش سيد علينا غير ربنا سبحانه وتعالى
غير كده كلنا بشړ بنخطىء ونصيب والفرق الحقيقى بينا مش فى المناصب الفانية دى لكن الفرق فى التقوى
كما قال الرسول صل الله عليه
وسلم
لا فرق بين عربى واعجمى إلا بالتقوى
صدم ركان من كلماتها وثقتها من نفسها وعدم خۏفها من رتبته كما يفعل الكثير او حتى الإعجاب به ومحاولة كما تفعل كثير من الفتيات
ولكن هى على النقيض تماما
فتسائل لما هى هكذا وما وراء تلك الثقة رغم هيئتها التى تدل إنها من فئة بسيطة
فيا ترى ما هو السر
ركان محدث نفسه مالك واقف قصادها كده مبتنقطش رد عليها
معقول بنت زى دى تخليك كده لا مش ركان ابدا
فضيق ركان عينيه وزفر بضيق ونظر لها بتوعد قائلا حضرتك بتقوليلى أنا الكلام ده
وفاكرة نفسك واعظة وحكم على الناس لا فوقى لنفسك واعرفى مكانك
أنا بإشارة منى ممكن أبيتك الليلة فى التخشيبة
ثم أشار على قدميه قائلا بإهانة لها
أو على الأقل أفعصك برجلى دى
مكة بقلب كله إيمان بقدرة الله وتفتكر بعد متعمل كده هيسيبك
ركان وقد برزت عروقه من الڠضب هو مين ده اللى مش هيسبنى أو حتى شكلك فعلا مش مقدرة أنا مين أو ابن مين
مكة بكل ذرة من كيانها أردفت الله
تفوهت بها بإحساس جارف وكأن الله سمعها من فوق سبع سموات فاهتزت لها السماء
وسمع لصوت الرعد صوت دب الذعر فى قلب الجميع
سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وينزل الصواعق فيصيب بها من يشاء ويصرفه عمن يشاء
اهتز قلب ركان حتى إنه تراجع بعض الشىء ليستند على سيارته
فهذه أول مرة يستشعر إسم الله فى قلبه فهو بعيد كل البعد عن الله لا يعلم له طريق
فنعم إنه مسلم ولكن لا يعلم عن إسلامه سوى الشهادتين فقط فهو لا يصلى لا يصوم يصاحب الفتيات ويقع فى الرذيلة معهم
هذا غير أخلاقه السيئة كالڠضب والتكبر وإهانة كل من يتعرض له
فحدث نفسه ركان إيه مالك مش على بعضك
لا إثبت كده كويس دى وحدة ولا راحت ولا جت وتلاقيها حفظلها درس وبتجربه فيك مفروض أنت قوى ومش بيأثر فيك حاجة
فأثبت ورد عليها إياك تضعف
فاعتدل ركان وثبت واقفا وتجهمت ملامحه ولكن صوته تحشرج بعض الشىء فهمهم أنت بتقولى إيه يا أنسه فكرانى تلميذ فى حصة دين
على العموم أنا مش هضيع وقتى مع أشكال زيكم وهسبكم بس عشان مش فاضى ناو
لكن لو كان وقت غير كده كنت عرفت إزاى أعرفكم مين ركان الزيات
فتمتمت عنان الحمد لله إنك مش فاضى زوق عجلك يا اخويا ألا وقعت قلبى
ركان بصوت غاضب بتقولى إيه يا زباله أنت
إرتجفت عنان قائلة لا مبقولش بقول طريق السلامة يا باشا
ولكن مكة تقدمت لتقف أمامه قائلة بكل ثقة
دى بتتقال على الشىء القذر سواء كان مخلفات أو لكن الإنسان ربنا كرمه فى قوله تعالى ۞ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا
اتسعت عين ركان من الإندهاش بقوة تلك الفتاة رغم ضعف ا ولم يجد ما يقوله لها ففضل الإنسحاب حتى لا تشعر بضعفه وهو من هو
فتركها واستقل سيارته ثم أنطلق بها هائم على وجهه
مرددا على مسامعه ما قالت
وحاول أن يتجاهل صوتها الذى يرن فى أذنيه
ولكنه لم يستطع
حتى إنه وضع يده على أذنه كأنه يحاول صم أذنه عن كلماتها ولكن بلا فائدة
تخشبت عنان فى مكانها محدقة بعينيها بصديقتها مكة غير مصدقة إنها إستطاعت وقف هذا البركان عن إحراقهما
مكة بتساؤل مالك وقفه كده زى الصنم ومبحلقالى
متفوقى مشى خلاص متخفيش
عنان بإندهاش أنا مش عارفه منين جتلك القدرة تكلمى معاه كده
إذ كان أنا بيقولوا عليه بسبع ألسان ومعرفتش أرد عليه
وأنت اللى بتكسفى من خيالك كنت وقفاله ولا هركليز أنت تحولتى كده إزاى
مكة بضحك هركليز إيه بس ده أنا لو حد زقنى أقع وربنا
كل الحكاية يا حبيبتى هو ثبات من ربنا سبحانه وتعالى حاجة كده
جوايا بتطلع لما بشوف اى حد بيتعدى حدوده مع ربنا
عنان بتصفير بس براوة عليك يا بت يا مكة كان عامل زى الفار المبلول بس بيقاوح
لغاية مهرب
فضحكت مكة ألفاظك دى هتودينا فى داهية
عنان اضحكى اضحكى هو الواحد فى الدنيا دى بيملك إيه غير ضحكه حلوه كده من القلب
مكة أنا معاك بنسى الدنيا يا صاحبتى بس للأسف
ادينى رايحه للغلب من تانى والمعلم حنفى فى إنتظارى
عنان اه صحيح معلش يا حبيبتى يمكن اللى تخافى منه ميجيش أحسن منه
بس لو الموضوع سلك كده ومشى كويس متنسيش أختك حبيبتك فى اللحمة
مكة بضحك صحيح زى مبيقولوا هم يبكى وهم يضحك
يلا بينا وزى متيجى تيجى وكل اللى ربنا كتبه حلو
وصلت مكة إلى الحارة فاستوقفها حمادة النمس فتوة الحارة
حمادة بغمز الجميل عامل ايه مش ناوى يحن عليه بكلمة ولا بنظرة
ولا لازم أغنيله زى عبد الحليم قولى حاجة اى حاجة قول بحبك قول كرهتك
بس قولى اى حاجة يا حبيبى
مكة پغضب على فكرة عيب اوى اللى بتعمله ده مع بنت حتتك
إزاى توقفنى كده وتسمعنى كلمتين ملهمش لزمة
وقال إيه بيسموك راجل وفتوة الحتة وأنت بتتعرض لبنت حتتك
اوعى كده من طريقى وإلا ولى خلق الخلق هخلى اللى ميشترى يتفرج عليك يا فتوة الحارة
ارتسمت ملامح الڠضب على وجه حمادة قائلا ما براحه عليه شوية يا مدمزال مش كده الكلام
الكلام اخد وعطى وأنا معملتش غلط
وأنت على العين والراس لا مؤاخذة
وأنا طلبك فى الحلال يعنى مغلطتش فها إيه قولك بقه
إرتبكت مكة وحاولت التفوه ولكن وجدت من يمسك تلابيب ملابس حمادة من الخلف پعنف قائلا بصوته الجهورى الغاضب أنت إيه موقفك مع خطيبتى يا عرة الرجاله مش فتوة الرجاله
عشان أنت بس فتوه على العيال الصغيرة والناس الضعيفه
فكلمنى يا حيلتها دلوقتى راجل لراجل وورينى الجدعنه
انتفض حماده من صوت المعلم حنفى وصدم عند سماعه كلمة خطيبته فنظر لمكة پقهر وحزن ثم همس بجد الكلام ده يا مكة
فدمعت عين مكة على حالها ما بين رجل فى عمر والدها وبين شاب وضع مكان عقله عضلاته فأصبح لا يفقه شىء ثم أسرعت من أمامهم راكضة للأعلى
حنفى بتهكم عجبك كده
لازم تكسفها يعنى
ثم تابع بثقة
ايوه خطيبتى وقرى فتحتى عليها النهارده ثم أشار إلى زوج والدتها ليأتى فأتى عباس
حنفى وهو ينظر لحمادة بتشفى مش يلا بينا يا عباس أهى عروستى جت
فيلا نبل الشربات ونكيد الأعادى
عباس وقد أبتسم من فرط سعادته من الخير الذى سيأتى من وراء تلك الزيجة اه طبعا يا معلم يلا بينا ده إحنا حصلتلنا البركة والله
فدفع حنفى حماده حتى كاد أن يسقط أرضا ولكنه تمالك نفسه ثم ركض إلى منزله باكيا حتى لا يرى دموعه أحد وهو فتوة الحارة
وصدق من قال
ومن الحب ما يجعل أقوى الرجال كالخرقة الباليه
صعدت مكة والدتها باكية
حكمت بغصة مريرة يا عينى عليك يا بنتى ياريت كان بإيدى حاجه منك لله يا عباس
مكة پبكاء أدعيلى بس يا أمى بالصبر والرضا
حكمت ربنا يصبر قلبك يا ضنايا ويقويك على اللى أنت فيه
مكة يارب يا أمى تصورى أنا دلوقتى كنت محتاجة بابا اوى يمكن لو كان لسه عايش مكناش
أتبهدلنا كده
فدمعت عين حكمت قائلة ايوه يا بنتى هو فيه زى ابوك الله يرحمه كانت الناس كلها بتشهد بأخلاقه ورجولته وكان هو كل حاجة فى حياتى
مكة كنت بتحبيه يا امى
حكمت ياه كلمة بحبه دى متكفيش ده كان حب عمرى كله
ومكنتش أتخيل أبدا إنى أجوز من بعده حتى رفضت عمك لما طلبنى للجواز مع إنى كنت متأكدة إنه بيحبنى
ولولا الپهدلة اللى اتبهدلتها بعد مصاحب البيت اخد الشقة أنا مكنتش أبدا أجوزت بس خۏفت عليك من الناس وكلاب الشوارع
فاضطريت أجوز اللى مايسمى عباس
لم تتم حكمت كلماتها حتى
سمعت صوت أقدام عباس والمعلم حنفى على الدرج
كما تخلل لأذنهم صوت ضحكاتهم المستفزة فانقبض قلب مكة ثم أسرعت لغرفتها تنعى حالها
ولج عباس والمعلم حنفى للداخل
عباس لحكمت قومى فزى يا وليه
خدى من المعلم حنفى الشربات ده وبليه
وشوحى حتتين لحمه كده لزوم العشا
وكمان بسم الله ماشاءالله جايب بتاع اسمه باكت شاى
يعنى يدوبك تسخنى ماية وتحطى البتاع فيها يبقى شاى
حاجة كده ألاجه وأنضف من التفل اللى بيعمله الواد حمامه بتاع القهوه
حكمت بتنهيدة حزينة امرك يا اخويا
عباس طيب أسرعى يختى وخفى كده بدل ما أنت عاملة زى برميل الطرشى
ونادى المحروسه بنتك عشان تقعد تكلم مع عريسها وتتفاهم معاه عقبال متخلصى ونقرا الفاتحة
حكمت بنظرة غل له حاضر هناديها
ولجت حكمت لإبنتها فوجدتها قد تلطخ وجهها بسواد الكحل من عينيها بفعل الدموع
حكمت بإبتسامة مصطنعة تخفى بها حزن قلبها يلا يا عروسة
عريسك بره مستنيك وجايب معاه الخير كله
يلا يا بنتى وأديك هتخلصى من الفقر والجوع وتعب الشغل
فمعلش قومى عشان خاطر أمك حبيبتك أغسلى وشك واطلعيله عشان المخفى عباس ما يسمش بدنا فى الكلام
نظرت مكة لوالدتها نظرة إستعطفاف لعلها تنهى تلك المأساة قبل أن تبدء ولكن والدتها تهربت من نظراتها وأسرعت للخارج قائلة همى يا بنتى الله يسيئك
فاعتدلت مكة واقفة ورفعت أكف الضراعه لله تناجيه يا كاشف الهم والبلوى فرج عن أمتك الضعيفه فليس لى سواك
وتوجهت المرحاض تغسل وجهها ثم نظرت للمرآه وتحسست بيديها وجهها قائلة هو أنا صحيح ملامحى عاديه ومش جميله اوى امال ليه المعلم ده مصمم يجوزنى وكمان حماده عينيه بتقول إنه بيحبنى
يعنى ارضى بالمكتوب بدال مفيش فرص قدامى أحسن
وهو الجمال كان مقياس لفرص لجواز أحسن ولا هو نصيب وقدر
ثم جال أمامها صورة النقيب ركان فوجدت على ثغرها ابتسامة لا تعلم لها سبب
ولكنها سرعان ما عاد وجهها للعبوس ثم تنهدت بمرارة واستعدت
للولوج إلى عريسها المنتظر المعلم حنفى
توجه ركان لقسم المنتزة فى محاولة منه لإخراج فتاة الليل كرميلا صديقة دلال
قابله من فى القسم بترحيب ووتعظيم فهو ابن اللواء مجدى الزيات هذا بجانب طالته التى تفرض على الجميع إحترامه ومهابته
الرائد محمد بترحيب اهلا وسهلا نقيب ركان نورتنا بالزيارة والله
ركان تسلم يا محمد والله ده نورك وياريت متكسفنيش فى الطلب اللى هطلبه منك دلوقتى
محمد أنت تؤمر يا ركان واحنا ننفذ
ركان كلك ذوق يا حبيبى
بقولك بس فيه بت جابوها النهاردة عندكم أداب اسمها كرميلا
بت عيله كده لسه وأول مره تعملها
وصراحه حد من أهلها أتوسطلى عشان سمعة العيلة وكده
ووعدونى إنهم هيمسكوها عندهم ومش هيخرجوها أبدا عشان تتعلم الأدب
فأنا يعنى طمعان فيك يا سيادة الرائد تقفل المحضر وتكتب إنها أتقبض عليها عن طريق الخطأ وتخليها تطلع معايا بهدوء
اتسعت عين محمد بذهول محدثا نفسه ركان بذات نفسه جى عشان يشفع لبنت زى دى
وأداب كمان حاسس الأمر وراه حكاية بس مقدرش أرفضله طلب عشان مصلحتى النهاردة عنده بكره عندى
فابتسم ابتسامة مصطنعة قائلا اوى اوى عشان خاطر عيونك يا باشا بس مشفهاش تانى هنا
ركان لا متقلقش أول وأخر مرة
محمد للعسكرى هات البت كرميلا من الحجز
العسكرى امرك يا باشا
فأتى بها العسكرى ليراها ركان فيجدها فتاة فى عمر الزهور لا يتخطى عمرها سبعة عشر سنة
ملامحها الأنثوية مازالت صغيرة ولكنها تحمل من الهم فى وجهها ما يقال إنها تعدت الستين عاما
رق لها قلب ركان القاسى لأول مرة وتسائل ما دفع تلك الطفلة للسقوط فى بئر الهاوية مبكرا هكذا
ركان أنت كرميلا
كرميلا بحزن ايوه أنا يا باشا
الرائد محمد پغضب حبى بوسى إيد سيادة الرقيب ركان
عشان لولاه كنت زمانك بكره هتترحلى النيابة
ويتعملك قضية أداب معتبرة بس هو عشان خاطره هطلعك منها معاه دلوقتى عشان أهلك بس الغلابة الطيبين دول
اتسعت عين كرميلا قائلة بإندهاش أهلى
ثم تابع محمد بس عارفة لو شوفت وشك هنا تانى هعمل فيك إيه مش هرحمك ومش هقبل أى حد يدخلك تانى
فبكت كرميلا وبصوت منبوح من البكاء خلاص يا باشا حرمت أخر نوبه والله
ثم ركان
ركان وهو خلاص ويلا قدامى عشان مش فاضى لأمثالك
فذهبت معه إلى السيارة وجلست بجانبه ولكن بدئت أوصالها فى الإرتعاش
ركان إيه مالك متثبتى شوية
كرميلا بصوت مهزوز هو حضرتك عايز منى إيه ووخدنى على فين وليه طلعتنى
ركان هعوز منك إيه يعنى وطلعتك عشان خاطر دلال وهوديك عندها دلوقتى
فصړخت كرميلا لا لا الله يكرمك يا باشا متودنيش عندها
فتعجب ركان قائلا ليه !
أنتم مش أصحاب ولولاها كنت زمانك مشرفه فى القسم
فانهمرت كرمله فى البكاء
الحلقة الرابعة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
لا يوجد لقاءات عبثية في الحياة كل أنسان تصادفه هو إما اختبار أو عقۏبة أو تنبيه أو رسالة أو هدية من السماء
ركان بضيق صدر ل كرميلا بطلى عياط صدعتينى
وقوليلى ليه مش عايزه تروحى لدلال امال عايزه تروحى فين لحد من أهلك
طيب قولى العنوان وأنا أوصلك
كرميلا بصوت منبوح من البكاء أنا مليش أهل
أنا أتربيت فى ملجأ ايتام وشوفت فيه ايام صعبة اوى من ضړب وإهانة ونوم على لحم البطن واستحملت كتير وكنت بحلم باليوم اللى هطلع فيه من الدار سواء اتجوزت أو بعد مخلص الدبلوم هيشغلونى واعتمد على نفسى
وفى يوم دلال جت الدار عشان تختار بنات معاها للشغل ومكناش عارفين هى بتشتغل فى إيه
وعشان طبعا تعرف تخدنا دفعت فلوس كتير اوى معرفش عددها وكنت أنا وبنتين تانى اللى اختارتنا
وكنا فرحانين فى الأول إننا اخيرا هنسيب الدار وهنطلع نشوف الدنيا ونخلص من ذل الدار
لم تستكمل كرميلا كلماتها حتى اڼهارت مرة أخرى فى البكاء
فتوقف ركان بسيارته
على جانبى إحدى الطرق وحاول أن حنو كى تكف عن البكاء ولكن ما أن قام
كما إنها حاولت فتح باب السيارة لتسرع هاربة ولكن ركان بادر بإحكام قبضته على معصمها بقوة حتى إنها تألمت من قبضته عليها فصړخت قائلة حرام عليك
حرام عليكم كلكم اللى بتعملوه فينا ده
مش كفاية اليتم والذل والقهر اللى شوفته جوه الدار
كمان شوفت الغابة اللى الناس عايشه فيها بره الدار وأنت شكلك زيهم بالظبط وعايز تنهش فى لحمى زيهم بس لا خلاص أنا عندى أموت نفسى أحسن من الضياع ده
ركان وقد انفعل عليها أنت أتجننتى
ليه شيفانى عيل صايع أنت مش عارفه أنا مين
كرميلا مهما كنت فى الاخر راجل ومش بيهمك فى اى وحده مننا إلا حاجه وحده
ركان بنفى أنت عبيطه أكيد أنت باللنسبالى طفله ويستحيل افكر فيك بأكتر من كده
ممكن أكون اه بعملها بس مع سن أكبر ناضج لكن موصلتش لسه للمستوى الدنيىء ده
واحكيلى إزاى وصلتك دلال للمستوى ده عشان حسابها معايا عسير
هدئت كرميلا نوعا ما بعد أن رأت فى
عينيه الصدق ثم أردفت أول ما وصلت يا باشا البيت عندها أنا والبنات لقيت راجل طويل عريض عندها
قعد يبصلنا كلنا نظرات غريبة لدرجة إننا خوفنا وبعدين فجأة بصلى وقال دى مش بطالة وهتعجب الزبون هو عايز حاجة كده صغيرة وبكر
وبعدين لقيته طلع فلوس كتير وعطاها لدلال
وراح من غير تفاهم ولا كلام شدنى من ايدى بكل قوة وفضلت أصوت واعيط واتحايل عليه يسبنى لكن للأسف ضربنى على دماغى لغاية ما أغمى عليه
ولما صحيت ويارتنى ما صحيت كنت مۏت أحسن عشان المۏت أهون من اللى أنا شوفته
لقيت نفسى فى شقة غريبة وجمبى راجل معرفهوش وكنت كده انا جمبه
فجالى حالة إنهيار وقعدت أبكى ومش مصدقة اللى حصل وحاسه زى مكون بحلم بكابوس
وبعدين فجأة سمعت صوت خبط جامد على الباب وصوت عالى بيقول بوليس اداب
فداريت نفسى بالملاية بسرعة ودخلوا بعدها علينا وقبضوا عليه
لتبدء كرميلا وصلة أخرى من البكاء مسترسلة دار الايتام رغم الذل فيها والضړب كانت أحسن من اللى حصلى ده
ركان محدث نفسه أنت طلعتى اوى بزيادة يا دلال
ثم تنهد بحرارة متسائلا طيب والعمل دلوقتى
أعمل إيه معاك
فجال على خاطره أن يأخذها معه لمنزله لتعمل كخادمة مع مسئولة المنزل ومربيته إكرام
ركان بصى أنا مش هرجعك لدلال هاخدك البيت عندى
فصړخت كرميلا لا حرام عليك عايز ايه منى
زفر ركان بضيق قائلا أنت متخلفة فهمتى إيه
مش اللى فى دماغك أنا هخدك تساعدى دادة إكرام
هى ست كويسة اوى وهتحبيها وأنا مش لوحدى فى البيت عشان متقلقيش انا عايش مع والدى ووالدتى وأخواتى
فنظرت له كرميلا بإمتنان وأرادت ته قائلة ربنا يسترها معاك يا باشا دنيا وآخرة
ده جميل مش هنسهولك العمر كله أبدا
جذب ركان يده حتى لا تقبله قائلا بطلى شغل الشحاتين ده ومن النهاردة هتعيشى عيشة كريمة وحاولى تنسى اللى فات كله
كرميلا ياريت يا باشا
ثم توجه بها ركان لمنزله
ولجت مكة على نفور منها حيث زوج والدتها عباس والمعلم حنفى الجزار
الذى عندما وقعت عينيه عليها أبتسم ابتسامة واسعة وأخذ يسدد لها النظرات من أعلاها لأسفلها فامتعضت مكة وأشاحت بوجهها عنه
محدثة نفسها هو بيبصلى ليه كده
فكرنى جاموسة بيشتريها فبيعينها كويس خالية من العيوب
المعلم حنفى مبتسما بسعادة صلاة النبى أحسن إزيك يا عروسة يا منورة
مكة على مضض بخير
فقام عباس بالنداء على والدتها ماتنجزى يا ولية هاتى يلا الشربات عشان هنقرء الفاتحة
فأتت حكمت تحمل صينية أكواب من الشربات فقام المعلم حنفى بإخراج خاتم من الذهب ومبلغ من المال ووضعه فى الصينية
ثم أمر عباس حكمت بإطلاق الزغاريد فأخرجتها من فمها محپوسة كأنها بكاء
فسم حمادة الزغاريد من غرفته فأجهش بالبكاء على حب عمره مكة الذى ضاعت من بين يديه
كما سمعتها زوجته الثانية تهانى فتوعدت بالإنتقام منها قريبا
وتمت قراءة الفاتحة وتحديد موعد للخطبة فى اليوم التالى مباشرة فى الحارة
حيث سيقوم بإعداد مسرح محاط بشادر كبير وسيقوم بإستضافة ملك المهرجانات الأستاذ حمو بيكا وحسن شاكوش
فقام عباس بالتصفير والتصفيق وبسعادة ثم أردف الله عليك يا معلم أنا مش مصدق نفسى معقول هشوف الناس الهلمة دول وأسلم عليهم
واسمع أغانيهم
مكة پغضب وإستنكار استغفر الله العظيم دول ناس بيئة وأغانيهم كلها ڠضب من الله وأنا مش عايزة أبدء حياتى پغضب ربنا
عباس وقد لوى شفتيه وقال بإستنكار دول بيئه يا بت الذوات والله عال وأنت هتحكمى على المعلم حنفى بذات قدره يجيب مين ولا مين
أنت تسكتى خالص ولو مش عايزة تسمعى ابقى سدى ودنك بقطنة وهاتيها معاك من المستشفى
المعلم حنفى براحه عليها يا عباس مش كده
ثم
نظر ل مكة متفحصا ومبتسما قائلا معلش عديها الليلة دى عشان أهل الحتة يفرحوا معانا يا جميل وبعدين نبقى نسمع اللى يريحك يا قطة
مكة فى نفسها سمعت الرعد فى ودانك يا شيخ
ثم غمز عباس إلى حكمت هامسا لها تعالى بينا يا وليه نحضر العشا جوعنا المعلم معانا ميصحش كده
فقامت حكمت وأتبعها عباس للمطبخ ليتيح للمعلم فرصة للحديث مع مكة على إنفراد
وحين مغادرتهم قام المعلم حنفى على الفور ليجلس بجانبها فڼهرته مكة بقولها إيه حيلك حيلك خليك مكانك يا معلم
هو حد قلك سمعى تقيل لا مؤاخذه خليك مكانك وأنا هسمعك كويس
تغير لون وجه المعلم حنفى وحاول السيطرة على غضبه فابتسم بتصنع قائلا ليه كده يا ست البنات
مدوخنيش معاك يا ست البنات إحنا لسه بنقول يا هادى وخليك كده حلوة معايا
هديك عينيه الأتنين
مكة بإستنكار حلوة إزاى يعنى يا معلم
ارتسمت البلاهة على حنفى وفتح فاه مردفا يا سله سوخه يا ولاد عقد إيه ده اللى هكتبه
عشان نعرف نقول كلمتين حلوين من بتوع الحبيبه يطروا على نفسنا
على العموم قومى هتيلى ورقة ونتعاقد زى ما أنت عايزة يا ست البنات المهم
تبلى ريقى بكلمتين يفرحوا قلبى الحزين
ولا استنى أقولك كلمتين قبل ما أنساهم
يا متلحق جوه قلبى وأنا قلبى مش متين
من كتر حبك جالى سكر وباخد أنسولين
فضحكت مكة ثم تابعت بسخرية
يا معلم ورقة إيه بس
أنا بقصد بالعقد يعنى كتب الكتاب حلال ربنا
ضړب حنفى إحدى كفيه بالأخر قائلا مش تقولى من الأول كده
نكتب يا ستى الكتاب ونعلى الجواب ونكيد الأعادى
إجلال وتهانى
فنظرت له مكة بعتاب مرددة أعداء !
امال ليه اجوزتهم وليه عايز تجوز تالت
زفر حنفى بضيق قائلا اسمعينى كويس يا ست البنات لو عايزة تعيشى معايا ملكة وأجبلك كل اللى نفسك فيه ومش هقصر معاك فى ايوتها شىء
بطلى الأسئلة حبهاش أنا
وخليك فى نفسك بس وفكرى إزاى وبس
وتعيدى ليه الشباب من جديد وملكيش دعوة بتاتا بجوز النسانيس اللى أنا مجوزهم دول
أنا بس سيبهم على ذمتى عشان خاطر ربنا والعيال
ويعنى الأتنين اللى مجوزهم دول مش عارفين
ده برده كلام يا معلم
فقام حنفى من مقعده
لتجده يضحك على خجلها قائلا كنت عايز أعلمك شوية دلع بس معلش ملحوقة
وهو كده فى البداية صعب لكن يا قمر هتاخدى عليه
أما بخصوص جوز الحمير اللى مجوزهم فأكيد بيدلعونى لكن أنا المرة دى عايز أغير الصنف ومتأكد إنك هتنغننشى فى دماغى لغاية يا ست البنات
ثم ولج إليهم مرة أخرى عباس وحكمت التى وضعت أمامهم مائدة الطعام ليمد يده عباس غير مبالى بأحد بنهم الطعام على عجل حتى فأسرعت والدتها قلب الأم لتأخذ منه قطعة من اللحم من أجل ابنتها
حنفى ل عباس پغضب إيه يا جدع مابراحه شوية بتاكل فى اخر زادك ولا إيه
ما تسيب شوية للبت وأمها مش كده
عباس ما الأكل قدمهم أهو حد قلهم متكلوش
ثم غمز حنفى لمكة قائلا معلش يا ست البنات بكرة هغرقك فى اللحمة بعيد عن النطع جوز أمك ده
ثم وقف معتدلا قائلا يلا فوتكم بعافية
واشوفكم على خير بكرة إن شاءالله فى الليلة
دى هتكون أحلى ليلة وهنولعها بإذن الله وهغنيلك يا ست البنات بنت الجيران لايقه علينا صح
مكة بسخرية لايقة عليك يا معلم
حنفى طيب من النجمة تاخدى الست الوالدة وتشترى كل اللى نفسك فيه وابعتى الفاتورة على المحل وبعدين تروحى لمزين الحريم اللى على القمة تظبطى حالك ومحتالك
عايزك قمر 14 تمام يا ست البنات أما شبكتك فدى هتكون مفاجأة ان شاء الله
عباس تعيش يا معلم ويزيد فضلك
حنفى يلا فوتكم بعافية
غادر حنفى وأسرعت مكة إلى غرفتها باكية فنهر عباس زوجته قائلا والله بنتك دى وشها يجيب الفقر وأصلا خسارة فيها المعلم حنفى أنا مش عارف أصلا عجباها ليه
دون عن بنات كتير أحلى منها وليهم جسم كده مش زى المقشفة بنتك دى ولا طول ولا عرض
ڼهرته حكمت قائلة السم فى لسانك يا بعيد
أنا بنتى ألف يتمناها كفاية أدبها وأخلاقها مش مسألة حلاوة بس مالحلوين كتير بس قليل اللى زى بنتى
عباس بسخرية ايوه أطلعى بيها السما وخشلها يختى تهدى كده وتحمد ربنا على رزقها اللى أى بنت تتمناه
حكمت ربنا يصبرها ويهديك علينا يا عباس
ريم اخت ركان فى اتصال مع زميلة لها فى كلية الفنون
ريم الوووو إزيك يا مصېبة يا هيام
هيام بضحك أنا اللى مصېبة برده
ولا أنت يا مدوبة رجالة الكلية كلها بجمالك يا برنسيسة
ريم بتكبر مش اوى كده يعنى هو اه اى حد فيهم يتمنى نظرة منى بس أنا ليه مزاج فى واحد بس مش عارفة هو عامل نفسه تقيل ومش واخد باله منى ولا واخد ومطنش
هيام معقول فيه حد يطنش ست الحسن والجمال ريم
يا ترى مين سعيد الحظ اللى بصتله الأميرة ريم الزيات
ريم حاتم المرشدى
هيام بتصفير وه وه عليك يا بنت الزيات ابن المرشدى مرة واحدة ده ابوه سفير مصر فى فرنسا
ريم وأنا مش شوية فى البلد بنت اللواء مجدى الزيات بجلالة قدره
هيام مقولناش حاجة انت تستهلى باشا مصر كلها
بس يعنى حاتم ده صراحة دمه تقيل وشايف نفسه حبتين
متخليك فى ابن العوام كريم الواد هيجن عليك وهو برده مش قليل فى البلد ابوه دكتور حسين العوام عميد كلية الآداب
ريم لا
وايه يعنى عميد أخره موظف برده أنا عايزه حاتم وعايزه أشوف معاه الدنيا وأسافر لكل بلد وأسيب الحياة الروتينية والنظام بتاع هنا واخد حريتى
هيام قوليلى كده بقه يعنى مش مسألة حب
عايزة بس تنطلقى وتسافرى ماشى يا اختى وماله مش عيب
ريم لا حب إيه
الحب ضعف وأنا مش بحب اكون ضعيفة أبدا
بس قوليلى ألفت نظره إزاى وأخليه يتعلق بيه زى باقى الزملاء الأعزاء
هيام مش عارفه بس ممكن تعملى زى سكيننة فى المسرحية تغريه
ريم مع إنى مش بحب الأسلوب ده وكمان جمالى مفروض يكفى بس هحاول يمكن يتحنح شوية
هيام قشطة عليك يا بنت الزيات
ولج ركان إلى منزله بصحبة كرميلا فقام بالنداء على دادة إكرام
فجاءت إكرام على
الفور عند سماع صوته كما أتت والدته لتعاتبه على تركه لعروسه والذهاب للعمل
فتفاجئت بتلك الفتاة الصغيرة كرميلا
سهام بتجهم ودى مين إن شاءالله يا سيادة النقيب
هو ده الشغل اللى سبت عروستك عشان خاطره وخليت رقبتنا زى السمسمة
توتر ركان ووجه حديثه لدادة أكرام لو سمحتى يا دادة
خدى كرميلا المطبخ وهى من النهاردة هتساعد فى شغل البيت وخلى بالك منها ورقبيها كويس
ولو عملت حاجة كده ولا كده بلغينى وأنا هشوف شغلى معاها فاهمه يا كرميلا
كرمله وقد افترشت بنظرها الأرض بخجل فاهمه يا باشا وان شاء الله أكون عند حسن ظنك أنت والهانم
ركان خديها يا دادة وأخر الليل تخديها أوضتك تنام معاك
إكرام أمرك يا ابنى حاضر
تعالى معايا يا بنتى
فولجت معها كرميلا للمطبخ
سهام وبعدين يا ركان معاك مش تفهمنى إيه الموضوع
ولا هو اى حد يدخل البيت كده وخصوصا البنت دى شكلها ميطمنش
أنت جيبها منين
فأمسك ركان يد والدته سهام برفق وأخذها معه حيث غرفته قائلا مټخافيش يا ست الكل
دى بنت غلبانة خالص وكويسة متقلقيش منها وعشان خاطرى عمليها كويس
فوقفت سهام قائلة بحدة أعملها كويس !
هو فيه إيه بينك وبين البنت دى
ركان پغضب هيكون فيه إيه يعنى يا أمى دى عيلة صغيرة وكنت فى مهمة شغل كده
وناس وصونى عليها احميها من الشارع فجبتها مفيش حاجة غير كده
سهام طيب وعروستك يا ركان ينفع نسبهم كده
ركان يا امى والله كان شغل وڠصب عنى وصراحة يعنى دى عروسة مولد متنفعش أبدا تكون زوجة ليه
فأرجوك يا أمى فضيها سيرة وانسى الموضوع ده
أنا مش عايز أجوز أصلا
سهام وقد تغير لون وجهها من الڠضب أنت أتجننت يا ولد
هو لعب عيال ولا إيه
ده كلام رجالة واتفاقات والجوازة دى لازم تتم ولا عايز تصغر أبوك
زفر ركان بضيق قائلا يا امى حرام والله لما اكون انا ركان الزيات
و تعملوا كده فيه زى مكون عروسة بتحركوها بإيديكم لكن أنا مش هسمح بده أبدا ومش هجوزها
غلت الډماء فى عروق سهام من رفض ابنها وخشيت من رد فعل والده فشعرت بغصة فى قلبها وأصابها الإعياء وهمت أن تصيح فى وجهه ولكن إحتبس صوتها ودارت الدنيا أمامها حتى سقطت فجأة أمامه فانقبض قلب ركان واسرع إليها صارخا امى امى امى
فأسرع كل من فى البيت لها وتعال بكاء ريم وسدد والده نظرات الڠضب ل ركان حتى أشاح بوجهه لشعوره بالذنب نحوها
مجدى بتوعد لو حصلها حاجة يا ركان بسببك إنسى إنك إبنى ولا هعرفك أنت فاهم
ثم أسرع رياض الإتصال بالإسعاف سريعا لتأتى بعد لحظات لحملها إلى المشفى
وهم من ورائها بالسيارة وعند وصولها أسرع إليها الأطباء وادخلوها غرفة العناية لإنعاشها وتم تشخيص حالتها بأزمة قلبية حادة
وبالفعل بعد لحظات عادت بفضل الله لها الحياة ولكن مازالت حالتها حرجة ثم وضعت تحت العناية لفترة من الوقت
كان الجميع ينتظر أمام العناية الزيارة لوالدتهم الإطمئنان عليها
شعر ركان بالحرج من نظرات اللوم والعتاب التى ينظر بها والده إليه لذا تحاشى النظر إليه
والغريب إنه منذ الصغر يرى نظرات والده له قوية ليس بها حنو مثل نظراته لأخوته رياض ريم
وعندما كان يشكو لوالدته تتلعثم قائلة عشان أنت الكبير وعايزك تطلع راجل مش ضعيف
سمح لهم الطبيب بزيارة والدتهم ولكن لبضع لحظات لا غير
وعندما هم ركان بالولوج لها مع إخوته نهره والده قائلا أنت متدخلش كفاية اللى حصلها من تحت راسك وكفاية إنها جت على قد كده ومش بعيد لما اشوفك تانى حالتها تنتكس زيادة
طأطا ركان رأسه حزنا وقهرا من كلمات والده المؤلمة ثم تراجع ليسمح لهم بالولوج إليها وود ليسرع بالمغادرة ولكنه فضل الإنتظار ليطمئن عليها من إخوته
ولكن تفاجىء مجدى بسؤال سهام زوجته عليه عندما لم تجده معهم ولم لا فقلب الأم لا يعلم القسۏة مطلقا
صمت مجدى بحرج ولكن رياض تابع بقوله
ركان واقف بره محرج بس شوية
سهام بصوت منخفض خليه يدخل عايزة أشوفه
فخرج له رياض مناديا ركان تعال ماما عايزة تشوفك
فابتسم ركان وأسرع إليها مريرة سامحينى يا أمى وأنا خلاص موافق أجوز شاهيناز بس قوملنا بالسلامة
فابتسمت سهام بوهن شديد هامسة أنا قولت برده إنك مش هتخيب ظنى فيك ربنا يسعدك يا ابنى
مجدى يارب بس يكون قد كلمته وميعرضناش للحرج تانى
ركان متقلقش أنا بدال قولت كلمة بتكون زى السيف على رقبتى
وفى اليوم التالى أصطحبت حكمت ابنتها لشراء فستان الخطوبة على مضض منها لرؤية الحزن فى عينيها ولكن ليس باليد حيلة
ثم توجهت بها لمركز التجميل البسيط المتواجد فى الحارة
بينما كان المعلم حنفى يشرف على إعداد المسرح فى الحارة من أجل الخطوبة
وكانت تتابعه من الشرفة زوجته إجلال بنظرات الحقد والقهر ثم أسرعت لتهاتف زوجته الأخرى تهانى قائلة
المعلم خطوبته على السنيورة النهاردة وبيعملها مسرح كمان فى الحارة وجبلها شبكة يجى بتلاتين
الف
تهانى پغضب تلاتين الف كوبة على دماغها ومسرح كمان أن شاءالله هنهده على دماغها هى والعقربة أمها ونفضها وبعون الله هكون مقسمة الشبكة عليه انا وأنت النهاردة
إجلال وهى تكز على أسنانها بغيظ هنخلى ليلتهم طين عشان ميجروئش يفكر يعملها تانى
ولا وحدة مسهوكة تقدر تانى بعد اللى هنعمله فى السنيورة وامها
نظر حمادة المنسى للمسرح المعد لخطوبة حبيبته مكة بعين الغل والحقد متوعدا هو الأخر أن ينقضه
الحلقة الخامسة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
الحياة لا تؤلمنا عبثا تؤلمنا ل نكبر ل نتعلم ل تعلمنا ابجدياتها علمتنا حجم كل شخص في حياتنا و أن لا نصدق كثيرا
تجمع أهل الحارة لحضور حفل خطوبة المعلم حنفى على مكة والجميع على شوق وفرحة غامرة لإنتظار ملوك المهرجنات الشعبية حمو بيكا حسن شاكوش
عباس بإبتسامة عريضة الليلة هتولع النهاردة يا معلم
أهل الحارة مش مصدقين إن بيكا وشاكوش جايين حتى بص على وشوشهم مبحلقين إزاى لبعض وبيتهامسوا معقول دول هيجوا حارة صغيرة كده
أمسك حنفى بشاربه بفخر قائلا
بفلوسى أجيب كل اللى يعجبنى وأنا لسه مكلمهم حالا وهما فى الطريق
وعقبال ما اروح أجيب ست البنات من الكوافير يكونوا وصلوا بالسلامة
ترجل سريعا المعلم حنفى لمركز التجميل وهنئه فى الطريق كل من قابله
ثم وقف المعلم حنفى ينتظر أمام مركز التجميل بفارغ الصبر خروج عروسه مكة الذى تأخرت عن موعدها كثيرا
معلم حنفى بصوت جهورى من الخارج يا ست فيفى إيه كل ده مخلصتيش عروستى
فيفى بإرتباك شوفتى يا ست مكة أهو المعلم جه بره ومستعجل وحضرتك كل شوية بعياطك ده تبوظى المكياج وارجع اظبطه تانى
إمسكى نفسك الله يخليك وخلى الليلة تعدى المعلم شرانى وأنا مش قده
ربتت حكمت على كتف مكة بحنو قائلة يا بنتى متشمتيش فيك الناس واعدلى نفسك كده وفكيها ويعالم الخير فين
مكة بغصة مريرة حاضر يا أمى
فقامت فيفى سريعا بإنهائها سريعا مرة أخرى لتطلق بعدها الزغاريد وتفتح الستار
فابتسم المعلم حنفى وولج للداخل لينظر ل مكة بحب ظاهر فى عينيه قائلا إيه الجمال ده كله يا ست البنات ده كده صح الأغنية اللى بيقولوها والله يا واد وعرفت تنقى
يلا بينا على ست البنات
فنظر لها پغضب قائلا خلى الليلة تعدى
الزفة فى إنتظارنا هنطلع يعنى زى الأغراب كده
على الاقل فيه أنجشيه
فأمسكت بنفور مكة طرف بذلته
وخرجوا معا ليزفهم شباب الحارة حتى مقعدهم على المسرح المعد لهم فى وسط الحارة
وما هى إلا لحظات حتى حضر المطرب حمو بيكا وحسن شاكوش لتعلو صيحات الشباب بالترحيب وتطلق النساء الزغاريد ويقوم الاطفال بالتصفيق
ليبدؤا فى إنشاد اغانيهم التى تعتمد على الموسيقا الصاخبة أكثر ما هو صوت مع كلمات بذيئة ضرت بعقول الشباب ومنها
اغنية بنت الجيران
سكر محلي محطوط على كريمة كعبك محڼي والعود عليه القيمة
وتجيني تلاقيني لسه بخيري مش هتبقي لغيري
أيوه أنا غيري مفيش
بنت الجيران شاغلة لي أنا عيني وأنا في المكان في خلق حوالي
مش عايز حد ياخد باله من اللي أنا فيه
وأيضا
بعشق ضحكه عنيكي بمۏت عليكي انتي الهوا
عائز أضحك يا قلبي خليكي جنبي وڼموت سوء
عشقك ده عشق طاغي قالب دماغي وجودك دوا
عشقك ده عشق طاغي قالب دماغي وجودك دوا
اخذ الشباب بيد المعلم حنفى ليرقص على تلك الأغانى الصاخبة بينما رفضت مكة القيام للرقص مثله
وبينما الكل فى حالة فرحة ورقص تفاجئوا بتكسير فى درجات المسرح من قبل حمادة النمس بجانب ولوج زوجتيه إجلال وتهانى على المسرح بملابس سوداء قاتمة كأنهم فى عزاء بجانب قيامهم بالصړاخ والعويل كلا منهما بعصا غليظة فى يدها
وعندما وجد المطرب حمو وشاكوش أن الفرح سيحول لمأتم لاذوا بالفرار
صاحت كل من إجلال وتهانى فى وجه مكة قائلين إن شاءالله هتكملى الليلة فى المستشفى يا عروسة
فصړخت مكة
فأسرع لها حنفى ليحاول التصدى لهم بعد أن صړخ غاضبا فيهم بقوله ويمين الله لو حد مسها فيكم يا جوز النسانيس أنتم لأكون رامى عليها يمين الطلاق
ولكنه تفاجىء بعد إنهاء كلماته بضړبة على مؤخرة رأسه أدت لسقوطه غارقا فى دمائه
وكانت الضړبة من قبل حماده الذى أبتسم قائلا كنت فاكر هتقدر تخدها منى يا معلم أدينى أخدت حقى منك وهخدها ڠصب عنك
ولكنه فجأة صړخ عندما رأى زوجتى المعلم حنفى يرفعون العصا التى فى أيديهم على مكة غاضبين
فصړخ حمادة قائلا والله ما هسيبكم لو مستوها بأذى يا ولية أنت وهى
ولكنهم لم يستجيبوا لصراخه وقرروا أن يفتكوا بها
فضړبوها ضړبا مپرحا بالعصا فاستغاثت مكة بوالدتها التى أسرعت إليها على الفور ولكن للأسف باغتوها هى الأخرى بالضړب على رأسها بالعصا بقوة شديدة
حتى خارت قواها
فسقطت رغما عنها أسفل المسرح لتلقى حتفها على الفور
لتصرخ مكة صړخة مدوية هزت الحارة أمى أمى
فصڤعتها تهانى على وجهها قائلة فى داهية أنت وأمك يا خطافة الرجالة ثم باغتتها
أيضا لتصرخ مكة من الألم
وكادت أيضا أن تنهى حياتها بضربها على رأسها بالعصا كما فعلت مع والدتها
ولكن حمادة النمس أنقذها فى آخر لحظة حيث ثم قام بدفع تهانى أرضا فسقطت مغشيا عليها
اتصل سريعا بعض من أهل الحارة بالشرطة لفض هذا الصراع قبل أن يتحول إلى مقټل الكثير
فانطلقت سيارة الشرطة فى طريقها للحارة وكان قد تم إستدعاء النقيب ركان
للمشاركة فى فض هذا الڼزاع والقبض عن المسئولين فيه
فاستجاب على الفور ركان وانطلق بسيارته نحو المكان
حمادة من مكة والحزن فى عينيه على وجهها الملطخ بالډماء والسواد من أثر الضړب بجانب صړاخها الذى لا يتوقف على والدتها
حاول حماده مسح وجهها بيديه ولكنها صړخت به قائلة أبعد عنى
حماده بعتاب أبعد إيه بس بعد كل ده
إظاهر مفيش فايدة فيك وهتيجى بالڠصب بدال مش نافع معاك حنية وكلام حلو
فقام على الفور بحملها وحاولت مكة الفرار منه وركله بأقدامها ولكنها لم تستطع لضعف بنيانها وقوة بنيانه
ثم قام حماده بالركض بها والتصدى لكل من حاول
وفى هذه اللحظة توقف ركان بسيارته على مشارف الحارة ليلمح من بعيد شاب يحمل فتاة على يديه ويكاد يسمع صوت الفتاة تستغيث
ليترجل ركان سريعا من سيارته ملاحقا هذا الشاب الذى يركض بتلك الفتاة
ركان بصوت عالى ليوقفه وهو يلهث ورائه بوليس أقف عندك وألا هصيبك بسلاحى
إضطرب حماده قائلا وده طلعلنا منين
يعنى ايه كل اللى عملته ده على الفاضى ده حتى ملحقتش اتهنى بيها
أكمل جرى بس هيلحقنى عشان أنا شيلها وتقيلة طب العمل
أحسن حاجة انزلها وأسبهاله يتلهى وأنا فوريره أهرب
هى شكلها وشها نحس على كله باين
وبالفعل أنزلها حماده على الأرض وكانت مكة شبه فاقدة الوعى جراء صډمتها فى مۏت والدتها وايضا ما تعرضت له من وضړب من زوجتى المعلم حنفى
تفاجىء ركان بالهارب يضع الفتاة على الأرض فأسرع إليها ليطمئن على حالها
و لاذ حماده بالفرار سريعا بعد إنشغال ركان ب مكة وهذا ما قصده بتركها
إنفعل ركان بعد فرار حماده وقبض على يديه پغضب قائلا بتفتكر كده إنى مش هعرف اجيبك يعنى
لا هجيبك ولو كنت تحت سابع ارض
ومع كل خطوة بها ركان من مكة الملقاة فى الأرض شعر ركان بتسارع نبضات قلبه
فتسائل لما
من تكون هذه حتى ينبض قلبى لها بهذا الشكل
وما أن محاولا تحديد ملامحها التى تأثرت بفعل الضړب
ففطن على التو إنها هى فتاة الرصيف التى رآها البارحة وعصفت به
ركان بإندهاش بعد أن وضع يده على جبهته معقول دى هى البنت بتاعة امبارح
يا ترى إيه حكايتها وإيه اللى وصلها لكده
وليه الشخص ده كان عايز يخطفها
وليه قلبى دق اووى كده ليها
معقول هتقدر تأثر فيك بنت زى دى
لأ فوق يا ركان وأعرف كويس انت مين وهى مين
ولكن لم يطيعه عقله وأطاع قلبه وانحنى بجذعه إليها فوجدها شبه فاقدة الوعى ولكن تتمتم بكلمات منها أكثر فسمعها تقول استغفر الله الحمد لله
ركان بذهول أنت يا بالظبط حتى وأنت كده بتذكرى ربنا قلبك ده نوعه إيه بالظبط فهمينى
بس المهم دلوقتى ألحقك بعربية إسعاف وبعدين أعرف أنت مين بالظبط وإيه حكايتك
وبالفعل أتصل ركان بالأسعاف لتأتى سيارة الإسعاف بعد عدة دقائق كان يتأمل ركان وجهها محاولا حفظ ملامحها فى ذاكرته
كما أصر هو على حملها بداخل سيارة الإسعاف وكان يود أن يصطحبها للمشفى ولكن عليه أن يتابع عمله ويكشف سر تلك الفتاة وسر الشجار الذى حدث فى تلك الحارة
فتركها وذهب للحارة فوجد سيارة الشرطة قد أتت فتقابل مع زملائه ليبدئوا التحرى عن ما حدث
ومعاينة الچثة التى أشاروا له بها التى تبين له بعد التحقيق إنها أم العروس المختطفة أى أم تلك الفتاة الغريبة التى ظهرت فى حياته وستكون سبب فى قلب حياته رأسا على عقب
ثم نظر لذلك المصاپ المعلم حنفى فطلب الإسعاف مرة أخرى السيدة حكمت ثم سيارة أخرى لنقل المصاپ المعلم حنفى ثم القبض على سبب الشغب وهو زوجتيه السيدة إجلال والسيدة تهانى
ثم بدء فى سماع أقوال الشهود التى بصددها تعرف على حياة ملاكه النائم فى المشفى
وتسائل لما وافقت بنت عشرينية على رجل فى عمر أباها هل بسبب المال
أم لإنها يتيمة وتفتقد حنان الأب
وكيف سيكون حالها الأن بعد أن فقدت أيضا أحن الناس عليها وهى الأم
فالأم بعد أن ټموت ينادى منادى من السماء لقد ماټت التى كنا نرحمك من أجلها فاعمل لنفسك
فليس هناك قلب على وجه الأرض يعادل قلب الأم ولو أحبك الناس جميعا
ثم تحرى عن ذلك الخاطف وتعرف على اسمه حماده وهو فتوة الحارة الذى يأخذ المال من أجل نصرة الضعيف كما إنه متيم فى حب عروس المعلم حنفى لذا أفسد الليلة هو وزوجاته كما خطڤ العروس مكة
وهنا صدم ركان وحدث نفسه ايه
هو كله بيحبك هنا ولا إيه
مع إن شكلها عادى جدا فإيه السر
فتحرى ركان عن سلوك وأخلاق مكة فشهد لها الجميع بحسن الخلق واثنوا عليها وأن كل أهل الحارة يحبونها فهى دوما مبتسمة تواسى الجميع فى الوقت التى هى فى أمس الحاجة للمواساة تساعد أهل الحارة
بكل ما تستطيع ليس بالمال ولكن بقضاء مصالحهم بجانب تدينها الظاهر ولسانها الذى لا يفتر عن ذكر الله
ركان ياه كل ده فيك يا مكة أنت بشړ زينا ولا ملاك ولا ممكن تكونى بتمثلى ده
مهو مش معقولة كل الصفات دى فى إنسانة بالشكل ده والظروف دى
طلب الطبيب من اللواء مجدى وابناؤه المغادرة فلا فائدة من وجودهم بالمشفى فهى فى رعايتهم وإن حدث اى شىء سوف يقومون بالإتصال به
فغادر مجدى ورياض إلى عملهم وعادت ريم للمنزل وانتهزتها فرصة لعدم وجود أحد بالمنزل سوى المربية والخادمة
فولجت إلى غرفتها وأخذت تنتقى من بين ملابسها شىء يلفت الأنظار
فانتقت فستان قصير باللون الأسود يصل إلى ركبتيها ثم أردت أسفله جوربا شفاف طويل لامع أعطى مظهرا جذابا لسيقانها
ولا يخفى أيضا أن الفستان ثم وضعت على كتفها شال من الصوف باللون الوردى
ثم وقفت أمام المرآة لتضع العديد من مستحضرات التجميل على وجهها ثم صففت شعرها ذو اللون الكستنائى بحرافية وجعلته ينسدل على ظهرها كما وضعت عطرها المميز
لتقف بعضها للحظات تتأمل نفسها لنفسها قائلة إيه الجمال ده كله يا ريمو
ده أنا هجنن البنات قبل الشباب النهاردة
وكده لازم أكيد حاتم هيقع فى شباكى ومش هيقدر المرة دى ويمثل التقل
أستعدت ريم للخروج من باب الشقة لتراها الدادة إكرام فتتسع عينيها بذهول قائلة ست ريم هو حضرتك رايحة حفلة والست الوالدة فى المستشفى
فزفرت ريم بضيق وقالت بوجه متجهم حفلة إيه على الصبح أنا رايحة الكلية ومامى بخير دلوقتى
إكرام بإستنكار بس يا بنتى أنت مش متعودة على اللبس ده للكلية وأظن ده مش مناسب لمكان علم
فڠضبت ريم حتى برزت عروقها وتغير لون وجهها لتصيح فى وجهها بكل تكبر غير مراعاة لسن مربيتها أو أدنى احترام لإنسانيتها وأنت مالك وإيه يدخلك فى اللى ألبسه دى حاجة متخصكيش أنت مجرد شغالة عندنا بس فمتتعديش حدودك
أنت فاهمة
فنكست إكرام رأسها بخزى وقهر قائلة أنا اسفة يا ست ريم كتر خيرك يا بنتى
ثم تلألأت الدمع فى عينيها فالتفتت مغادرة كى لا تراها
أما ريم فتوجهت إلى الكلية غير مبالية بما فعلته من كسر خاطر مربيتها
ولجت ريم لداخل جامعتها فجذبت جميع الأنظار إليها
فكان منهم متغزل فى جمالها الفتان ومن الفتيات من كانت تنظر له بعين الحقد والحسد لإنها أجمل منهن وأخرين مما متعهم الله بنعمة غض البصر اشاحوا بوجههم عنها واستغفروا الله ودعوا لها بالهداية والستر
وعندما ولجت ريم للمحاضرة فى المدرج عرض عليها كثير من زملائها الشباب بأن تجلس بجوارهم ولكنها اعتذرت
صديقتها المقربة هيام قائلة
أهلا بالأميرة الساحرة ريم إيه يا بنتى الجمال والدلال ده كله والله هتجيبى جلطة للبنات وتجننى الولاد
فضحكت ريم بصوت عالى أذاب قلوب محبينها واستطاعت به بلفت أنظار من تريد حاتم المرشدى
فتحدث حاتم لصديقه جلال مش دى بنت مجدى الزيات
جلال بنظرة إعجاب لها قصدك سندريلا الزيات حاجة كده فوق الوصف جمال ودلال
حاتم بلا مبالاة مش اووى كده يعنى أنتم مأفورينها ومطلعنها فى العالى هى حلوة مقلناش حاجة بس اكيد فيه برده أحلى وأرق منها ومناخيرها مش فى السما كده زيها
جلال بسخرية من حق الجميل يدلع يا عم دى الكل بس مستنى منها نظرة أو كلمة وهى مش معبرة حد
حاتم بغرور ياسلام يعنى !
أنت شكلك مش مقدرنى على فكرة أنا بس لو شورتلها بطرف عينيه هتيجى تقعد جمبى ولو بس اديتها كلمتين حلوين هتدوب فى هوايا
جلال يا متمكن بس مش عارف هى غير يعنى كل البنات تقيلة اوى مش بالساهل
حاتم بثقة مش على حاتم طيب تراهن
جلال أراهن يا عمنا ورينا الشغل العالى خلينا نتسلى
فسدد حاتم نظرات الإعجاب إلى ريم فابتسمت محدثة نفسها أخيرا خدت بالك منى
وكاد قلبها يتوقف عند وجدته يقف مشيرا إليها أن تجلس بجواره
ليتابع إشارته بهمسات من فيه أتفضلى أنسه ريم
فهامت ريم ووجدت نفسها تتجه إليه والجميع يهمس يا بختك يا ابن المرشدى يارتنى كنت أنا
أما كريم الشاب الذى أحبها بصدق فأشاح وجهه عندما رأها بتلك الملابس محدثا نفسه ليه كده يا ريم
أنت مش محتاجة تلفتى النظر باللبس المثير صدقينى مفيش أجمل من الأحترام ده أنا كنت منتظر اليوم اللى أشوف وشك منور بالحجاب
تقومى تقلبيها كده يا خسارة يا ريم
ومما زاد غضبه رؤيتها جالسة بجانب حاتم المرشدى تتبادل معه النظرات والضحكات فلم يتحمل كريم ذلك فغادر المدرج على الفور
حاتم متغزلا فى ريم مكنتش أتصور إنك مش جميلة بس
لا دمك خفيف كمان
ريم ميرسى يا حاتم أنا كمان مبسوطة إنى أتعرفت على شخصية لذيذة زيك
فهل سيفوز حاتم فى الرهان
أنهى ركان تحرياته وذهب مسرعا إلى المشفى المتواجد بها مكة
فوجدها على سريرها تضم رجليها إلى صدرها ومستندة
برأسها على ركبتيها وتبكى بكاء مرير
فخفق لها قلبه وبصوت منخفض أنسة مكة شدى حيلك البقاء لله
دق قلب مكة لسماع صوته قبل أن تراه فقد حفظت نبرة صوته فى ذاكرتها جيدا
فرفعت رأسها على خجل ممزوج بالحزن الشديد لتتلاقى أعينهم فى نظرة طويلة ولكن سرعان ما خفضت نظرها خجلا قائلة بصوت منبوح من البكاء أمى يا سيادة الرقيب راحت منى ومبقاش ليه حد فى الدنيا ثم انهمرت بالبكاء مرة أخرى
ركان مسددا النظر إليها ليرى إنطباع ما سيقوله على تعبيرات وجهها معلش شدى حيلك بس ازاى ملكيش حد مش عندك خطيبك المعلم حنفى
وزى ماعرفت انكم هتجوزوا
مكة بإنفعال كفاية حرام عليك أنا مش قادرة أتكلم ولا عايزة أتجوز سبنى فى اللى أنا فيه
ربنا وحده العالم بحالى وهو يتولانى
إندهش ركان لڠضبها ولكنه لم يدرك بعد السبب فاسترسل قائلا طيب خلاص هدى نفسى شوية طيب ممكن أسئلك شوية أسئلة
مكة أرجوك انا مش قادرة أتكلم ياريت تسبنى لوحدى دلوقتى ثم اڼفجرت فى البكاء مرة أخرى
شعر ركان بغصة فى قلبه من بكاؤها وتمنى ولو دموعها بل وأخذها ليشعرها بإنه بجانبها ولن يتركها
ولكنه نفض عنه سريعا تلك الأفكار وعاد لكبرياؤه وقرر أن يتركها لبعض الوقت لتهدء ثم يعود لها مرة أخرى
ركان خلاص خلاص هدى نفسك يا أنسه واهتمى دلوقتى بصحتك عشان تقدرى تخرجى من هنا
وأنا همشى دلوقتى عشان ترتاحى بس لازم أجى تانى عشان نكمل تحقيق فى اللى حصل
مكة بتنهيدة ألم أرتاح هو بعد اللى حصل ممكن أرتاح
طيب هشتكى لمين وهرمى راسى على صدر مين
ومين هيطبطب عليه ياريت كنت أنا اللى مۏت مش أمى
رحمتك يارب والصبر من عندك يارب
ثم دخلت فى نوبة بكاء هيسترية
فلم يتحمل ركان رؤية دموعها فآثر أن يبتعد الأن حتى تهدأ ثم يعود الإطمئنان عليها
وتم القبض على زوجتى المعلم حنفى وجارى البحث عن حماده المنسى وتم الإفراج عن عباس لعدم وجود شهود على اشتراكه فى أعمال الشغب فعاد إلى منزله حزينا ليس على مۏت زوجته ولكن على فشل الزيجة التى سوف كانت مصدر السعادة والمال له
عباس يادى الفقر اللى أنا فيه وبعدين يا عباس هتجيب فلوس الكيف منين دلوقتى
والست ماټت والبت معرفش راحت فين والمعلم خلاص خده الغراب وطار
وبينما هو كذلك إذ بباب الشقة يفتح فنظر عباس ليجد أمامه مكة بعد أن خرجت من المشفى على مسئوليتها بعد مغادرة ركان
ففرح لعودتها ثم قام من مجلسه قائلا بتودد اهلا بالغالية حمدلله على السلامة نورتى بيتك
مكة بغصة مريرة إزيك يا عمى
عباس بخير يا بنتى
ثم تصنع البكاء قائلا محدش هيصبرنى على مۏت أمك إلا أنت عشان من ريحتها
خشى يا بنتى غيرى هدومك وارتاحى عشان تقدرى تروحى شغلك وميخصموش منك ولا مليم
وهنا أدركت مكة سر الترحيب بها بهذا الشكل فولجت لغرفتها باكية
تناجى ربها يارب مبقاش ليه حد غيرك فتولنى برحمتك ونجنى من شړ عباس
ولم تشعر مكة بنفسها إلا وقد غطت فى نوم عميق من كثرة البكاء والإجهاد
بعد أن انتهى ركان من عمله ذهب للأطمئنان على والدته فى المشفى وحمد الله على تحسن صحتها بعض الشىء ثم تفاجىء بزيارة شاهيناز ووالدتها
فاضطر للأبتسام والترحيب من أجل والدته
شاهيناز ألف سلامة عليك يا طنط
سهام الله يسلمك يا حبيبتى
معلش تعبى غطى على فرحتكم شوية لكن إن شاءالله أول مخرج بالسلامة هنحدد معاد للخطوبة بإذن الله
والدة شاهيناز المهم تقومى بالسلامة
ودلوقتى مش هنكتر عليك الكلام عشان متتعبيش وهنستأذن
يلا بينا يا شاهى
شاهيناز يلا يا مامى
غمزت سهام لركان قائلة وصل عروستك يا ركان
كز ركان على أسنانه بغيظ ولكنه تصنع الترحاب قائلا اه طبعا طبعا أتفضلوا
فابتسمت شاهيناز بخجل ولكنها ظلت طوال الطريق تثرثر معه حتى مل من الرد عليها فتركها تثرثر بدون أن يستجيب لها فى الحديث
حتى وصلا بهم إلى منزلهم فحمد الله أن سيتخلص أخيرا من ثرثرتها
ركان محدث نفسه اوف دى عليها لسان هتشلنى بيه ربنا يرحمنى من الجوازة دى ربنا يسامحك يا ماما
ثم جال على خاطره مكة فابتسم وقرر أن يعود إليها فى المشفى ليطمئن على حالها
وبالفعل توجه للمشفى ولكنه حين ولج إليها لم يجدها فى غرفتها فدق قلبه بشدة وتوتر ثم أستدعى الممرضة لتخبره
المړيضة يا فندم مضت إقرار على نفسها إنها هتمشى وهى تعبانة بس تتحمل مسؤوليتها
ركان بقلق طيب متعرفيش راحت فين
الممرضة لا يا فندم معرفش حاجة
ركان طيب اشكرك
سلام
الحلقة السادسة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
في داخلي شعور كبير يجرني نحوك بشدة شعور
لا يقبل أن تشبهه مشاعر الآخرين ويرفض أن أطلق عليه حب طالما أن كل الناس وبكل بساطة تحب!
تصارعت الأفكار فى عقل ركان وتسائل يا ترى راحت فين وهى بالشكل ده
معقول
تكون روحت البيت فى الحارة
طيب اعمل ايه اروح لها هناك
بس ب صفتى إيه
ثم تابع
لا مش هروح أنا ركان مرحش لحد لغاية البيت عشان متفتكرش إنى مهتم ولا معجب ولا حاجة هى نسيت نفسها هى مين وأنا مين
ثم قاد سيارته نحو منزله ليستريح ولكن ڼار قلبه لم تطفىء لإنشغاله بها ولكن الكبر مازال حائل بينه وبينها
فإلى متى
فى أحد البلاد الأوربية وبالتحديد فرنسا وعلى شاطىء الريفيرا
أخذ خالد جليل يتأمل البحر بمياه الصافية تحت أشعة الدافئة
ثم جاءه إتصال
خالد السلام عليكم ها إيه الأخبار
معرفتش توصل لحد فيهم برده
سامى لا يا باشا والله من ساعة ما اللى اسمه إيه ده عباس اتجوز حكمت مرات محمود الله يرحمه والناس مش عارفه عنهم حاجة
خالد بحزن ربنا يرحمك يا محمود يا اخويا مكنش فيه زيك فى طيبتك وأخلاقك عشان كده رحت بدرى هما الطيبين كده مش بيقعدوا فى الدنيا دى
بس الدين اللى فى رقبتى ليك لازم أسدده لمراتك وبنتها اللى زمانها بقت عروسة دلوقتى مكة
ويا ترى عاملين ايه مع عباس
ده الفرق بينه وبين محمود الله يرحمه زى الفرق بين السما والأرض
نفسى اطمن عليكم كلكم والله ويا ترى يا مكة شكلك إيه
اه لو أعرف بس مكانك يا بنتى كنت ارتحت وجوزتك كمان لابنى عامر عشان يبقى زيتنا فى دقيقنا وتحفظوا على الثروة اللى تعبت فيها
مكث عباس يتنفس دخان سجائره الملفوفة بالحشېش بسعادة حتى بدء يدندن
انتي غدرتي وروحتي هجرتي حبيب القلب
إحنا في زمن العيش والملح صبح عادي غدر وچرح وقلة فرح ودنيا شمال ذل وقهر ولعب الزهر مع الأندال
سكة مخيفة ودنيا عڼيفة وقالبه الحال نفسي ألاقي أنا واحد
ثم تابع عباس بسخرية
والله صوتى أحلى من الواد حمو بيكا ده ولو يلعب معايا الزهر أشد البساط من تحت رجليه
بس هى الدنيا حظوظ ثم تسائل
زمان البت مكة نامت البت دى عجبانى من زمان عود فرنساوى كده لذيذ أحسن من بيرميل الطرشى أمها أهى غارت مكنتش عارف أوصلها منها
ودلوقتى خلاص السكة سلكت وأنا أولى بيها من غيرى أدلعها وتجبلى فلوس يا سلام مفيش احلى من كده عيشة
عيشة تودى لجهنم يا عباس
فقام عباس وتوجه لغرفتها بخطوات خفيفة وفتح الباب بدقة متناهية من خلال أداة حديدية معه بحيث لم يصدر صوتا
ولكن وجدها فزعت من نومها بعد أن شعرت بحركة لتصرخ فى وجهه
أنت بتعمل إيه عنا فى اوضتى وإزاى دخلت وأنا قفلة الباب
بس بس يا جميل صوتك متتفرجيش الناس علينا
تعالى بس كده عمك عباس متخفيش هخدك بالحنية يا سكر
تراجعت مكة للوراء قائلة أنت أتجننت يا عم عباس ده أنا زى بنتك ومينفعش أبدا أنا محرمة عليك
فابعد عنى بالذوق إلا والله ألم عليك أهل الحتة يقطعوك بسنانهم
عباس بعين الشړ ليه كده يا بنت الناس
ولو عايزه تجوزى معنديش مانع برده وعمليات تحت السلم موجودة ومتوفرة
وبلاش كلمة حلال وحرام دى أنا مفهمش فيها ولا بحبها وأحب اعيش
فتعالى يلا كتكوتة متضيعيش وقت وأنا كده مزاجى فى العلالى
مكة وقد اهتزت شفتيها من الخۏف بلعثمة والله لأكون رميه نفسى من الشباك
عباس وليه يا عود مش ملفوف عود قصب بس عجبنى وعايز أشوفه محلى بكريمة ولا عسل نحل
مكة پخوف وإرتجاف قولتلك هرمى نفسى
عباس وتموتى منتحرة مش هو ده الحړام اللى بتكلمى فيه برده
فصاح عباس پغضب لا إلا الغلط يا ست مكة
ثم انقض عليها بسرعة بالغة وحاولت التملص من قبضته ولكنها لم تفلح لضعف بنيانها وقوة بنيانه
ولكن عندما بدء بنزع منامتها استغاثت بخالقها
يارب سترتنى كتير اوى قبل كده فاسترنى المرة دى كمان يارب قوينى أبعده عنى يارب يارب مليش غيرك وعرفاك حنين اوى مش هترضى ليه وأنا بحبك اوى يارب
فدفعته مكة بكل قوتها واستطاعت بالفعل التملص من قبضته لتسرع هاربة للخارج
هاج عباس وڠضب قائلا بقه كده بتهربى منى ودينى منا سيبك وهجيبك فأسرع ورائها
فولجت سريعا المطبخ وأمسكت بالسکين فولج ورائها وعندما وجدها ممسكة بالسکين ضحك بسخرية قائلا بشويش بس مش كده
عشان متجرحيش إيدك الحلوة أنت مش قد المسکة دى
ارميها يلا بشويش وإلا أنا اللى هدبحك بيها زى الفرخة وبعدين برضه هاخد غرضى منك
فصاحت مكة أنت إيه يستحيل تكون إنسان
عباس بسخرية قولى زى ما انت عايزة براحتك بس خلصى قبل ممزاجى العالى يروح وساعتها هوريك وشى التانى فخافى على نفسك
فخرج صوتها بمرارة
لا أنت اللى تخاف على نفسك لو مسبتنيش
أخرج من سكات من هنا
عباس مش هتقدرى يا حلوة
صړخت مكة من هول منظر أناااااا
فأخذت تصرخ
بشدة حتى سمعها الجيران فاتجهوا سريعا لشقتها مذعورين
ست عنايات بطرقات سريعة على الباب مكة يا بنتى افتحى مالك
حصل ايه بتصرخى ليه
لتنضم إليها ست فهيمة ثم باقى الجيران من النساء والرجال
عم صابر إحدى الجيران هو فيه إيه يا جماعة
البت عمالة تصرخ ومفيش حد بيفتح
ف ايديكم بإيدى كده نكسر الباب ونشوف فى إيه عشان تلحقها ليكون حصلها حاجة
وبالفعل تجمع عدد من الرجال وقاموا بدفع الباب حتى كسر
واندفعوا بالداخل يبحثون عن مصدر الصوت الذى كان منبعثا من المطبخ ليتفاجئوا بمكة وفى يدها السکين الذى تتساقط منه و عباس غارقا
ست عنايات پصدمة ليه كده يا بنتى ټقتلى الراجل اللى مربيك وفتحلك بيته
عواطف يا عينى عليك يا عم عباس أنت ومراتك كده ورا بعض
صابر يا جماعة حد يطلب البوليس والإسعاف بسرعة يمكن يكون مماتش لسه ونلحقه
وليه بس عملتى كده يا بنتى ضيعتى نفسك ببلاش
مكة بهيسترية أنا قټلته أنا قټلته
فأخذ الجيران ينظرون لها بحزن بالغ ويضربون كفا بكف هامسين البت شكلها أتجنت ولا إيه لما أمها ماټت
لا حول ولا قوة الا بالله
وبينما ركان يتقلب فى فراشه وصورة مكة لا تفارقه وود لو أن منع عنه كبرياؤه هذا وذهب إليها لكى تسكن روحه المعذبة بين عقله وقلبه
رن هاتفه من رئيسه فى العمل
الووووو ركان عارف الحارة اللى كنت فيها الصبح شكلها حارة مبيجيش منها غير المصاېب
فدق قلب ركان بشد وكان يخرج قلبه من بين أضلعه
ركان خير يا فندم حصل إيه
اللواء واتفضل انزل بسرعة وخلصنا من الليلة اللى مش عايزة تخلص دى
ثم اغلق الخط ليعتدل ركان من نومته مضطربا وكأنه شعر أن الأمر يتعلق بفتاته غريبة الأطوار مكة
ثم أغمض عينيه بفزع لتصويره ربما إنها المجنى عليها ولكن لا يعلم إنها الجانى !!
فقام ركان متخبطا لا يعلم من أين يبتدى لإرتداء ملابسه
وبالكاد ارتدى بذلته الرسمية ثم غادر سريعا حيث فتاته داعيا ألا تكون هى القتيلة
فماذا سيفعل عندما يعلم إنها القاټل
قاد ركان سيارته كالمچنون متجها صوب الحارة وأثناء طريقه تلقى إتصالا من زميل له بما حدث بالتفصيل وإنه ينتظره فى موقع الحاډث
صدم ركان بما سمع متسائلا معقول الملاك دى تعرف تمسك سکينة وتقتل كمان لا أكيد فيه حاجة غلط أنا مش مصدق
مهو يا أنا مخدوع فيها يا أكيد فيه دافع قوى خلاها تعمل كده
يا ترى ليه يا مكة قتلتيه ليه صعبتى الأمر بينى وبينك أكتر مهو صعب ليه ليه
ثم وصل ركان لمكان الحاډث وشاهد سيارة الإسعاف تنقل عباس فأسرع إليهم وعرفهم بنفسه ثم سئلهم على فارق الحياة بالفعل فأجابه المسعف سريعا وهو يغلق باب السيارة
لا يا باشا لسه بيطلع فى الروح الدكتور أهو بيحاول ينقذه بالاسعافات الأولية عقبال منوصل للمستشفى
تنهد ركان بإرتياح محدث نفسه كويس إنه لسه عايش وربنا يستر ميموتش عشان موقفها ميتعقدش أكتر
ثم بدء بدقات قلب متصارعة يصعد درجات الدرج بتوتر حتى وصل إلى الشقة فوجدها تجلس أمام وكيل النيابة صديقه يحقق معها
هشام بتوبيخ بطلى عياط وقوليلى إيه اللى حصل بينك وبين المدعو عباس خلاك تطعنيه بالشكل ده لغاية مبقى بين الحياة والمۏت دلوقتى ولو ماټ عقوبتك هتكون اكبر
ولكن لم تجاوبه مكة واكتفت بالبكاء
فضړب هشام پغضب المنضدة أمامه بإحدى كفيه قائلا لا أنا تعبت وجبت أخرى إكلمى وخلصينا
قلب ركان لبكاؤها على هذا النحو ولكنه حاول الثبات كعادته وتقدم منهم فرحب به هشام قائلا اهلا سيادة النقيب ركان
اتفضل أقعد وحاول معاها عشان أنا فعلا تعبت
فنظرت له مكة بطرف عينيها ثم اخفضتها سريعا
وكأنها كانت نظرة تشبع بها نفسها المشتاقة نظرة من عين محبة لنفس فقدت كل ما يبقيها على قيد الحياة
جلس ركان أمامها قائلا بصوت ممزوج تارة بالعتاب وتارة بالقسۏة وتارة بالحب ليه عملتى كده أرجوك جاوبينى
فزادت مكة فى بكاؤها فانفعل ركان بطلى عياط وبصيلى وأنا بكلمك وردى عليه
فنظرت له پقهر وذل ولكن همست بصوت منخفض
ركان أنت فيه إيه ولا إيه
مش وقت محاضرات جاوبينى على سؤالى
فصمتت مكة ولم تجاوب
أرادت عنان الذهاب فورا لصديقتها مكة حتى تتطمئن عليها بعد ما سمعت ما حدث
فاعترضتها زوجة أخيها سارة
سارة بسخرية على فين العزم يا شمولة
عنان هروح أطمن على صحبتى عندك مانع !
سارة اه صاحبتك مكة قتالة القټلى روحى يمكن يخدوك تونسيها فى السچن ونخلص منك
عنان خلص عليك عزرائيل يا شيخة
أنا مش عارفة اخويا الطيب ده
عجبه فيك إيه
يا ستير يارب
أبعدى عن طريقى يلا وأنت شبه أمنا الغولة كده
سارة بغيظ أنا شبه أمنا الغولة أما وريتك يا ام سبع ألسان أنت مبقاش أنا سارة
فأسرعت عنان راكضة من أمامها حتى لا تبطش بها
واتجهت إلى صديقتها مكة
ولجت عنان إلى مكة وعلى وجهها ظهر الحزن بجانب بكاؤها
عنان يا حبيبتى
يا مكة ويا عينى على اللى صابك
كل ده يحصلك فى يوم واحد
استغفر الله العظيم يارب
ليه بس عملتى كده
أنا عارفه إنه يستاهل الحړق مش بس
لكن كده أنت ضيعتى نفسك
ما أنت شايفه برده حالى عامل ايه مع اللى متسمى مرات اخويا
مش طايقة وجودى فى البيت معاهم
وعايزة تكرشنى وكل شوية خناقة وصوتنا يسمع الجيران كلها
بس اهو مستحملاها عشان خاطر اخويا حنين وكويس معايا
وكمان عقبال مربنا يفرجها ويجيلى ابن الحلال اللى يخلصنى من العيشة الهباب دى معاها
فبكت مكة ولم تستجيب لحديث عنان وفضلت الصمت
نظر لها ركان وعلم إنها هى تلك صديقتها التى كانت تصاحبها فى يوم المطر
فتقدم منها ركان قائلا
أنا عارف أنكم صحاب فياريت تفهمى صحبتك أن الصمت مش هينفعها وإنها لازم تتكلم ليه هاجمت المدعو عباس بالشكل ده
عنان حاضر يا باشا بس ياريت تسبنا لوحدنا دقيقة
ركان أنا هبعد عنكم بس لكن هتكونوا تحت نظرى
فابتعد عنهم ركان
فاحتضنت عنان مكة بحب والدموع تملىء عينيها ثم ابتعدت برفق هامسة بصوت منخفض حبيبتى يا مكة
أنا قلبى حاسس أكيد إن عباس الكلب ده عمل حاجة خلاك تعملى كده
فاحكيلى يا حبيبتى أنا عنان اختك وصحبتك
نظرت لها مكة پألم وحزن ثم أردفت أنا مش مصدقه اللى عملته بس هو اللى اضطرنى لده ثم بكت بكاء مرير وركان يتابعها بعينه ويود لو ذهب إلى عباس هذا وأجهز عليه هو بنفسه لإنه سبب الحزن والبكاء لها
عنان بغيظ عمل إيه المنيل ده قولى يا حبيبتى
مكة بيد مرتعشة كان عااااااااايز
ولم تستطع أن تكمل حديثها واكتفت بالبكاء
فضړبت عنان على صدرها تفهما لما أرادت قوله قائلة يا مصيبتى يا مصيبتى وحصل يا بت ولا غزتيه قبل ميعملها
وضعت مكة يديها سريعا على فم عنان قائلة بس اسكتى خالص
مش عايزه حد يعرف اللى حصل ولا حتى النيابة أنا مش عايزة شوشرة وناس تلسن عليه بكلمتين
أنا مش ناقصة كفاية اللى أنا فيه ومتقلقيش مقدرش يعملى حاجة ولحقت نفسى الحمد لله
عنان بتنهيدة الحمد لله
بس كده غلط عليك لازم يا حبيبتى يعرفوا السبب عشان تطلعى منها بسلام ولا حكم مخفف لكن كده هتثبت عليك محاولة قتل
وحكمها شديد يجى كام سنة كده فى السچن
هزت مكة رأسها بلا مبالاة قائلة وأنا عايزه كده
هعمل إيه بره فى الدنيا ومليش حد بعد أمى الله يرحمها ومليش مكان أروحله
والدنيا بقت زى الغابة كله عايز ياكل كله فخلينى فى السچن أحسن من سجن الدنيا ده
نكست عنان رأسها بحزن مردفة لا حول ولا قوة الا بالله ليه كده يا مكة
ده حتى أنت اللى بتصبرينا وتذكرينا بالله وأننا نتحمل عشان هى دنيا وأن الآخرة خير وأبقى
مكة ايوه م عشان كده هعمل ايه بالحرية بره السچن مش هتنفعنى
خلينا جوه واكون مع نفسى
عنان يعنى مفيش فايدة مش هتكلمى
مكة ايوه
ثم جاء ركان متسائلا ها ياريت تكون قلتلك السبب
عنان بتلعثم لا يا باشا عماله ټعيط ومش فاهمه منها حاجة
فاڼفجر ركان غاضبا قائلا لا كده كتير
طيب بدال مش عايزة تكلمى يلا خدوها البوكس وارموها فى التخشيبة يمكن نومة الأرض والبق والذل يخلوها تفوق لنفسها وتعترف
فنظرت له مكة پألم وحزن ثم أغمضت عينيها وكأنها تود أن تحتفظ بصورته فى مخيلتها إلى الأبد وإن كان هو الأخر معذبها ولكن القلب لا يختار أبدا من يهواه بل هو حب يقذف فى القلب بدون شعور
مكة برجاء وتوسل ممكن بس طلب صغير قبل متخدونى
ركان بقلب منفطر عايزه إيه
مكة أدخل بس أحط اى عباية على جسمى ربنا يسترك دنيا وآخرة واظبط الطرحة شوية عشان شعرى ميبنش
أندهش ركان من طلبها فهى رغم ما بها لا يهمها سوى أن تستر نفسها عن العيون
اى نفس انت يا مكة
لم يستطع ركان إلا أن يوافق فابتسمت له إبتسامة واهنة ولكنها كانت كفيلة لتحطيم اسوار قلبه حتى إنه وضع يده على وجهه مټألما مما حدث لها وليس بيديه اى شىء يقدمه لها ليساعدها به لتتخلص
ولجت مكة لغرفتها على وجه السرعة واختطفت عباءة سريعا وارتدتها وأحكمت حجابها ثم خرجت مستسلمة لقدرها
تابع ركان العسكرى وهو يضع القيود فى يديها وود لو أن قيدها هو فى قلبه حتى لا تبعد عنه
ثم نزل به العسكرى بين همهمات الجيران يا ترى ليه عملت كده مكة
أتجننت ولا الراجل ده
مصدق يستفرد بيها اه ما إحنا عارفينه شمام
تخلل إلى مسامع ركان كلماتهم فحدث نفسه طيب لو فعلا حصل كده فعلا ليه مدافعتش عن نفسها
لسه سايبه نفسها الطوفان يجرفها
اتصلت هيام على ريم ليلا
هيام اميرتى الجميلة عامله ايه
ريم بخير يا حبيبتى
هيام طبعا بخير بعد محصل المراد والباشا حاتم رضا عنك أخيرا زى مكنتى عايزه
ريم بإبتسامة غرور ايوه طبعا كان مسيره يقع ما أنا مش شوية طبعا وهو حد
قدر يقف قصاد جمالى قبل كده
هيام لا طبعا يا برنسيسة طول عمرك قمر بس نصيحة منى خلى بالك يعنى منه
ريم بقلق قصدك إيه
هيام يعنى يا حبيبتى أنت عايزة مصلحة وهى جواز بس عشان تعيشى حياتك لكن مش حب ودلع وكده عشان متخسريش نفسك قبل ميحصل المراد
ريم لا متقلقيش أنا جد اوى وعارفه كويس أنا بعمل إيه
هيام شطورة عشان أنا بسمع أن حاتم ليه علاقات كتير اوى ومفيش بنت بتكمل معاه فعشان كده بحذرك
ريم لا أنا مش اى بنت أنا بنت الزيات
هيام يلا ربنا يسهلو ويوعدنا بحتة زى حاتم كده
ريم يارب يا اختى بس بطلى نق عشان تكمل
هيام أخص عليك ده أنت حبيبتى
ريم عارفة بهزر معاك بس
وعلى الطرف التانى كان يتحدث أيضا
حاتم مع زميله جلال
جلال والله طلعت نمس كبير يا حتوم وحتى بنت الزيات قدرت عليها
ده مكنش حد بيقدر بس يخليها تبتسمله بس
حاتم بغرور على إيه يعنى
هى فى الأخر بنت زى كل البنات عايز تشدها متدلقش عليها مرة وحدة وخدها بالتجاهل هتشدلك وبعدين أبدء أهتم هتدوب فى هواك
جلال بضحك يا ابن اللعيبة إيه النظام الجامد ده
بس وبعدين هتكمل للأخر وتجوزها ولا هتديها استمارة ستة وتحصل اللى قبلها
حاتم أجوز مين يا عمنا
لا طبعا مش هى دى اللى فى دماغى عشان أجوزها
جلال حيلك يا ابنى ليه
البت حلو ونسب كويس من عيلة تشرف يعنى اى حد يجوزها
حاتم وهى الحلاوة والنسب هينفعونى بإيه بعد الجواز
الحلاوة مع الزمن بتروح والنسب مش بيقدم ولا يأخر لكن اللى بيفضل هو روح انسانه ترتحلها تشاركك حياتك
تحبها من قلبك وفوق ده كله تكون زوجة صالحة تعرف ربنا عشان تعرف تربى ولادك
جلال بإندهاش لا ده أنت طلعت دماغك كبيرة اووى يا صاحبى بس كله كوم وحكاية دين وصالحة دى كوم تانى
من إمتى يا عمنا ده انت مش بتركعها وعايش بالطول والعرض
حاتم العيشة قبل الجواز حاجة وبعده حاجة تانية
وكيف تريد الصلاح وأنت غارق فى الفساد فلن تحصل على الخير إلا أن بادرته بالعمل الصالح
جلال طيب وريم هتعمل معاها ايه
حاتم ريم على فكرة واقعة اوى وهتسلم بسرعة
جلال إزاى ومش خاېف من ابوها ده لواء قد الدنيا
حاتم
الحلقة السابعة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
بلا شعور أجد دمعات ساخنة ټحرق وجنتاي أغمض عيناي بقوة لكي لا أرى سواهما لا أريد دموع أكثر بعدها أنام ولا أشعر بشيء
جلال طيب وريم هتعمل معاها ايه
حاتم ريم على فكرة واقعة اوى وهتسلم بسرعة
جلال إزاى ومش خاېف من ابوها ده لواء قد الدنيا
حاتم وأنا مالى هو أنا غصبت عليها هى هتجيلى بمزاجها يبقى تشيل ليلتها أنا مليش ذنب
فضحكا جلال وحاتم ضحكة شيطانية
يحلم الرجل بإمرأة صالحة وهو لم يخطو خطوة نحو الصلاح بل ابتلى فكيف تأتى له فاطمة وهو لم يكن علي فتراه يأخذ زوجة كان له ماضى لا يعلمه هو
جلال يا لعبك يا عم حاتم
عاد ركان لمنزله ليلا محطما بعد أن أدخل قلبه الحجز بيديه وعاد بدونه
فقد كان الفاصل بينهم فى بادىء الأمر النسب ومكانته الأجتماعية أما الأن فالأمر أصبح أشد ويكاد يكون مستحيلا وهو سدود منيعة وجدران صلبة لا يقوى على أختراقها
وبينما هو غارقا فى أحزانه جاؤه إتصال من دلال فنظر لشاشة هاتفه بإشمئزاز وڠضب ولم يجيبها ولكنها كررت إتصالها فاضطر للأستجابة
ركان صدعتينى عايزه إيه
مش قولتلك متتصليش بيه
دلال بلين القول أعمل إيه
وحشنى يا باشا وبقالك فترة ولا جيت ولا حتى سلام
ركان بنفور مش فاضى وياريت مسمعش صوتك تانى سلام
دلال برجاء استنى بس يا باشا الكلام أخد وعطى
ركان عايزه إيه خلصينى عايز أنام ورايا شغل الصبح
دلال طيب ماتيجى نسهر مع بعض شوية ومش هعطلك كتير وهسيبك تروح بدرى
ركان بإنفعال أنت مبتفهميش عايز أنام وبصراحة كده خلاص أنا زهقت منك وخلاص مش عايز أعرفك تانى
فانفعلت دلال قائلة لا كده واللى خلق الخلق فيه حاجة
أنت شكلك لفيت على حد تانى غيرى
وقولى صح عملت ايه مع كرميلا اللى أظن أنها أكلت بعقلك حلاوة عشان لسه نوغة وصغيرة وحلوة ها
وبدل متجبهالى خدتها لنفسك بس أنا مش هسكت وأسيب حقى
انفعل ركان بشدة حتى برزت عروقه من الڠضب واحمر
وجهه قائلا كرميلا دى طفله
أستغليتى ووقعتيها فى البيئة الواطية بتاعتك وأنا بس سكت عشان الأيام الحلوة اللى كانت بينا
لكن أنتهت يا دلال ولو لسانك ده مسكتش وبطلتى تتصلى او بمعنى اصح تنسى رقمى من الأساس والله هكون ملبسك قضية تقضى بيها بقية عمرك فى السچن
دلال بصوت خائڤ لا لا خلاص يا باشا أعتبرنى متصلتش
ثم أغلقت الخط متوعدة له بقولها شكلك مش عارف دلال كويس يا باشا
وإن كنت انت كبير ففى اللى أكبر منك ومش حتة عيلة دى اللى تخدك
منى
اه يا نارى أعمل إيه بحبك ومش هسيبك ليها ابدا يا قلب دلال ولازم أتصرف فى الموضوع ده وهشوف أعمل إيه
قام رياض فى الصباح بالنداء على كرميلا لإعداد له كوب من الشاى
حضرت كرميلا على الفور ملبيه النداء أمرك يا رياض بيه
نظر ليها رياض بتفحص فوجدها فتاة مازالت فى مقتبل العمر بشرتها خمرية ولكن ما يميزها أنها لها أعين رمادية جميلة تشع نورا ولها شعر حريرى أسود ولكنه لا يتجاوز كتفها
رياض محدث نفسه إيه الرقة دى فى الصوت والجمال مش خسارة تكون خدامة
بس يلا النصيب وأنت مالك متنحلها كده
أعدل نفسك وأفتكر أنت مين وابن مين يا سيادة الملازم
رياض كوباية شاى بلبن لو سمحتى يا كرميلا
كرميلا بإبتسامة عيونى يا باشا
رياض محدث نفسه الله على عيونك أنت الحلوة يا وعدى يا وعدى
ثم تابع
رياض لنفسه ها قلنا إيه
خلاص ماشى أسكتى يا نفسى متودنيش فى داهية
كرميلا أجبلك مع الشاى بلبن حتة فطير مشلتت عمايل ايديا وحياة عينيه
والله هيعجبك اووووى يا باشا وهتاكل صوبعك وراه
رياض محدث نفسه والله أنت اللى عايزه تتكلى يا حتة بوغاشه
ثم تسائل
إيه ده أنت بتعرفى تعملى الحجات دى
كرميلا اه
أنا بحب اوى شغل المطبخ من صغرى وقمت بدرى خبزت كام وحدة لزوم الفطار
رياض بحركه من لسانه متلذذا الله عليك
بس يا خسارة أنا عامل رجيم عشان الكرش ده ثم ضړب على بطنه بيديه بطريقة مضحكة
ابتسمت كرميلا ووضعت يدها على فمها ثم أردفت ولا كرش ولا حاجة يا رياض بيه ده عز وهنا ربنا يمتعك بالصحة
كل يا سى رياض وسيبك من الرجيم اللى بيهد الحيل ده
وأنت زى الفل أهو مش مليان اوى ولا حاجة
اتسعت عين رياض لها بإعجاب قائلا يعنى أنت شايفة
إنى مش مليان شوية وشكلى مناسب
كرميلا بتأكيد لا مش شايفه غير راجل ماشاءالله مالى هدومه ومركزه ربنا يحرسك يا باشا من العين
فرح رياض بكلماتها فاعتدل من جلسته ووقف أمام المرآة ينظر لنفسه بإعجاب وهمس إيه ده منا طلعت زى الفل وعشرة أهو
البت دى شكلها بتفهم
رياض بإبتسامة بت يا كرميلا أنت يا لوز
كرمله بضحك عيونى يا باشا
رياض مبلاش عيونك اللى مش قدها أنا دى
ثم حدثها
روحى أجرى نولينى الفطير بتاعك مع شوية عسل أبيض يا عسل أنت ومتنسيش مج الشاى باللبن بتاعى اللى مرسوم عليه زرافة
كرميلا بس كده عيونى ثم انطلقت مسرعة لإحضار ما طلب
رياض مفيش فايدة برده من كلمة عيونى اه يانى من عيونك اه
ثم أمسك بعوده وبدء يدندن
كان مالي ما كنت في حالي متهني بقلبي الخالي
فات رمشه الجريء وندهلي وفي أجمل عيون توهني
قولولى ندهني ليه حيرني وشغلني عليه
بالحب اللي زايد والشوق اللي آيد
من أول دقيقة أبو عيون جريئة
استمع ركان بقلب ملىء بالشجن لصوت رياض فجلس على فراشه وغطى وجهه بكفيه وحدث نفسه كان مالى فعلا
كنت عايش حياتى بالطول والعرض وعمرى ماهمنى حد
ظهرت هيه فى حياتى قلبت كل الموازين وياريت كان سهل أوصلها واعيش معاها عمرى لكن
ااااااااااه يا قلبى يوم ما تدق وتحب تحب حب مستحيل ااااااااااااه يا قلبى
ثم دمعت عيناه لأول مرة فى حياته فقلبه منذ نشأته لم لا يعرف سوى القسۏة والغلظة بسبب والده الذى رباه على الجمود والقسۏة بينما إخوته تمتعوا بحبه ودلاله
ركان وبعدين أعمل إيه فيك يا مكة
مش قادر أشوفك فى الحبس ومش قادر أعملك حاجة
وأنت كمان غبية مش عايزة تكلمى وتقولى اللى حصل عشان حتى اقدر أساعدك ويمكن ألاقى اى مخرج تقدرى تخرجى منه بسرعة
أنا لازم اشوفها واكلمها فقام ركان وارتدى ملابسه
وولج للخارج فوجده رياض يلتهم الفطير بنهم
إبتسم له رياض قائلا صباحك فطير بالعسل يا سيادة النقيب
أقعد اقعد أفطر معايا
والله أول حسنة تعملها معايا أنا جبت البت كرميلا دى هنا ايديها تتلف فى حرير
ركان بتنهيدة حزينة طيب تمام خلى بالك منها هى بنت غلبانة
وانا نازل عشان مستعجل وأنت ابقى حصلنى
تعجب رياض من طريقة حديث ركان الهادئة لإنه طريقته دوما معه تتسم بالغلظة والسخرية أحيانا
فسئله بإندهاش ركان أنت كويس
ركان بعين زائغة ايوه ليه بتقول كده
رياض لا مفيش حبيت أطمن عليك بس
ثم
رن هاتف المنزل فاستجاب رياض
رياض الو
إدارة المستشفى الوالدة مصممة على الخروج من المستشفى
رغم إن حلتها الصحية غير مستقرة
رياض طيب ليه
خليها أفضل عشان المتابعة
إدارة المستشفى قولنلها وبرده مصممة تخرج وقالت نتصل بحضرتك تيجى تاخدها وهنبعت معاها ممرضة تتابع حالتها وتديها العلاج بإنتظام
رياض تمام خلاص مسافة السكة هكون عندك
ثم أغلق الهاتف
وحدث ركان بما سمع فطلب ركان مصاحبته لإحضار والدته من المشفى
وبالفعل ذهبوا الإثنين لإحضار والدتهم فوجدوا والدهم قد وصل إليها أولا بعد أن ترك عمله من أجلها فهو يعشقها منذ أن كانت طفلة صغيرة فهى ابنة عمه
قبل يدها
ركان بحب قائلا حبيبتى يا امى مش كنت تخليك يومين كده كمان نطمن على صحتك
سهام أنا مش بحب قعدة المستشفى أبدا وأنا كمان بقيت احسن الحمد لله متقلقش وكمان لازم أروح عشان نستعد لخطوبتك الجمعة الجاية إن شاءالله
ركان بإندهاش خطوبة كده على طول وكمان حضرتك تعبانة أنا مش عارف أنتم مستعجلين ليه كده اوى
فرد والده بغلظة عندك مانع تانى حضرتك
واحنا مش مستعجلين ولا حاجة احنا متفقين على ده أنا ووالدها من فترة
طأطأ ركان رأسه بحرج متمتما خالص بدال حضرتك أتفقت يبقى أنا عليه أنفذ
وبستأذنكم دلوقتى عشان ورايا شغل
ثم غادر ركان سريعا حتى لا يرى أحد فى وجهه الضعف والكسرة
وعند مغادرته نظر مجدى لزوجته بتهكم قائلا شوفتى رد إبنك عامل إزاى
والله أنا خاېف يحرجنا مع الناس
سهام معلش يا مجدى هو بس ركان دماغه ناشفة زى اللى رباه
مجدى وليه متقوليش زى أبوه
فضحك رياض مهو اللى رباه ولا أبوه واحد ايه الفرق
فنظرت سهام لمجدى بعتاب ولوم
مجدى بحرج اه اه يا رياض ويلا بينا نوصل والدتك والممرضة البيت
رياض تمام توكلنا على الله
سهام هى ريم مجتش معاكم ليه
رياض ريم قالت وراها محاضرة مهمة وهتطمن عليك بالتليفون لغاية مترجعى البيت بالسلامة
سهام بحزن يعنى هى المحاضرة أهم منى
دى أخرة دلعك فيها يا مجدى قولتلك مش كده الدلع زيادة بيخلى الطفل يطلع أنانى ومش همه غير نفسه بس
وأهو بنتك فضلت محاضرة على إنها تيجى وتتطمن عليه
مجدى متكبريش الموضوع يا سهام دى لسه عيله متفهمش كده وأكيد قالت بدال أخواتها الرجالة موجودين خلاص
سهام ايوه أفضل دافع عنها كده
والله أنا خاېفة من آخرة دلعها دى ربنا يستر عليها
مجدى لا متخفيش دى بنت مجدى الزيات
محدش يقدر يدوسلها على طرف ولو حد فكر بس أوديه ورا الشمس
سهام ربك يستر
تقابلت ريم مع حاتم المرشدى فى الجامعة
حاتم مبتسما بتصنع ريم إزيك
ريم بخجل مصطنع حاتم الحمد لله
حاتم متيجى نشرب كابتشينو ندفى شوية فى الجو البرد ده
ريم والمحاضرة
حاتم متقلقيش جلال جوه وهو واد دحيح وبيحب يكتب كل حرف ورا الدكتور
فلما يخلص هنخدها نصورها منه
بس لو عايزة تحضرى مفيش مانع براحتك عن إذنك
وما كاد حاتم يلتفت بظهره حتى تفوهت ريم لا استنى أنا جايه معاك
فابتسم حاتم بمكر قائلا أنت ذوق وكيوت اوى يا ريم
ريم مبتسمة ميرسى
ثم توجها حيث طلب منها لإحتساء كوبا من القهوة المعدة باللبن وقد لمحها كريم فاستاء منها وحدث نفسه ملقتيش غير المرشدى يا ريم
يا ترى إيه عجبك فيه وأنا ملفتش نظرك فى حاجة
على العموم القلب اللى يحب عمره ميكره أبدا وأنا بتمنالك السعادة حتى لو مكنتيش ليه
ثم ولج للمحاضرة بقلب محطم حزين على حبه عمره الضائع
سدد حاتم النظر لريم حتى ارتبكت واحمرت وجنتيها خجلا
حاتم ياه للدرجاتى بتكسفى ووشك بقه عامل زى الطماطمية أنا مكنتش متصور إنك بالجمال والرقة والخجل دى كله
هو عينى كانت عاميه عنك ليه كده
ريم بخجل مش عارفه
بس يعنى كتير بيقولوا إنى جميلة لكن أنا مش بيهمنى الثناء على شكلى أنا يهمنى شخصيتى أنا
حاتم لا فعلا أنت مش بس جميلة لكن إنسانة واعية ومثقفة وشخصية جادة صراحة يعنى يا بخته اللى هتكونى من نصيبه
ريم محدثة نفسها مهو انت نصيبى وقاعد قدامى أهو وفضلك بس زقة
ريم ميرسى كلك ذوق يا حاتم
ومرت ساعة تبادلوا بها أطراف الحديث عن عدة مواضيع
وأكثرها كانت مرحة لتضحك ريم مرارا وتكرارا ومضى الوقت حتى وجدت زملائها يخرجون من المحاضرة فأقبل إليهم جلال
جلال بغمز حبيبى يا حتوم خد يا عم المحاضرة اهى صورها زى ما انت عايز
بس بشرط
حاتم إيه الشرط يا عم جلال
جلال نشترك فى الرحلة اللى طالعة دريم بارك بكره ان شاء الله خلينا نهيص ونتفسح يوم من نفسنا
حاتم والله فكرة حلوة إيه رئيك يا ريم
ريم بإرتباك أنا
حاتم اه أنت
أنا مش هطلع إلا وأنت معايا طبعا أنا خلاص أتعودت تكونى معايا ديما
ريم محدثة نفسها ده خلاص شكله وقع وخاېفة لو رفضت يزعل بس اعمل ايه
واقولهم إيه فى البيت
حاتم ها رحتى فين
ريم مفيش بس يعنى دريم بارك سفر وأنا مش متعودة
أسافر مع أصحابى عشان بابا يعنى طبعه شديد شوية
حاتم مش لازم تقوليلهم
ريم إزاى ده سفر وأكيد هتأخر ولازم يعرفوا أنا فين
حاتم لا عادى إحنا هنطلع مع شروق الشمس كانك رايحة الكلية ولو تأخرنا على المغرب مثلا وسئلوكى قولى رحنا نزور واحدة زميلتنا تعبانة أو اى حاجة متقلقيش
كل حاجة وليها حل عندى
فابتسمت ريم قائلة ماشى الكلام خلاص بكرة معادنا أن شاءالله ومنين هنركب الأتوبيس
جلال بتلعثم اه اتوبيس
لا ما الأتوبيس كامل العدد عشان اتأخرنا فى الحجز فهنطلع بعربية حاتم ونحصلهم بإذن الله
ريم پخوف عربية حاتم بس يعنى
حاتم بس ايه شكلك مش واثقة فيه خلاص بلاش بلاها رحلة خالص
وهستأذنك أمشى عشان مصدع
ريم لا لا مش كده خلاص ماشى نروح بالعربية
حاتم بمكر تمام هستناك الساعة سبعة الصبح
قدام الكلية أن شاءالله
ريم تمام
توجه ركان حيث محتجز مكة على ذمة قضية شروع فى قتل المدعو عباس وطلب مقابلتها
هشام وكيل النيابة متحولش معاها والله يا سيادة النقيب
هى تعبتنى من الصبح وبرده مصممة على الصمت ومش راضية تدافع عن نفسها وحتى رفضت محامى متبرع
ركان مش عارف
بس حاسس إن وراها سر هى مخبياه ولازم أعرفه
هشام على العموم حاول يمكن
وانا هبعت أجبها وهسيبك معاها دقيقتين يمكن تستجيب معاك
ركان تمام متشكر يا هشام
وبالفعل تم إستدعاء مكة فولجت إليه بقلب ينبض بالحب ولكن حزين لايرى اى سبيل أمل فى الحياة أو فرصة لهذا الحب ليخرج للنور
ظلت مكة واقفة أمامه متعمدة ألا تنظر لوجهه فلا تريد أن تضعف ويرى فى عينيها الحب
أما هو فقد صمت للحظات فكم يود أن يضمها لصدره لتسمع دقات قلبه التى تنبض بحبها
وود لو اخفاها بين أضلعه ليهرب بها إلى مكان ليس به سواهما فهى تكفيه عن باقى العالم
حاول ركان إخراج صوته المكتوم قائلا هنفضل واقفين كده كتير
مكة بإرتجاف كده أحسن
وممكن أفهم حضرتك طلبت تشوفنى ليه
أظن أنا قولت معنديش اى كلام أضيفه ومعترفه ومستعدة للعقاپ فأظن وجود حضرتك ملهوش اى داعى
فانفعل ركان ودفعها عدة مرات صارخا أنت عايزه تجنينى
مفيش حد بدون سبب إلا لو كان مريض نفسى
مكة بغصة مريرة خلاص أعتبرنى مريضة نفسيا
ولو سمحت أنت ملكش أى حق يخليك تعاملنى بالطريقة دى وتمد ايدك كده أنا مسمحلكش
واعتبر الزيارة انتهت ونادى على العسكرى يرجعنى الحجز
زفر ركان ڠضبا قائلا تصورى إنى غلطان لما فكرت أجى وأساعد وحده زيك
يلا فى ستين داهية وأنا مالى
مكة محاولة حبس دموعها ايوه
أنت مالك بيه أنا أصلا بكرهك وبكره اليوم اللى شوفتك فيه
وياريت مشوفكش تانى
لم تتم مكة كلماتها حتى شعرت پألم صڤعة على وجهها من ركان فقد صفعها بدون شعور من وقع كلماتها القاسېة عليه
تألمت مكة حسبى الله ونعم الوكيل
أهتز قلب ركان من كلمتها
وود لو قبل قدميها لتسامحه فقد فعل هذا رغما عنه وهى ما دفعته لذلك لإهانته وقولها إنها تكرهه بهذا الشكل وهى أحب الناس إلى قلبه
ركان بضعف وندم مكة أنا اااااااا مش
مكة پقهر لو سمحت مش عايزه أسمع ولا كلمة وكفاية لغاية كده أرجوك
وفى هذه اللحظة ولج وكيل النيابة هشام قائلا ها إيه الأخبار عرفت تطلع منها بأى كلام
مكة برجاء لو سمحت يا باشا عايزه أرجع الحجز
هشام بغلظة ومستعجلة ليه يا هانم
ما أنت هتشرفى فيه سنين طويلة
مكة بلا مبالاة وماله أهو أحسن من الغابة اللى بره
انفعل هشام هو الأخر وقام بالنداء على العسكرى ليأخذها
ولكن تصارعت نبضات قلبها بشدة وشعرت بالإعياء عند أول خطواتها للخارج مع العسكري ولم تتحملها قدامها فسقطت مغشى عليها
ففزع ركان وأسرع لها مردفا إسمها بقلق مكة مكة
إندهش هشام من فعل ركان فهو معروف عنه بالقوة والجمود والصلابة أيأن لهذه الفتاة
وما سر أهتمامه بها
هل يعقل إنه يميل إليها
ولكنها فتاة عادية ليس بها شىء يميزها فضلا عن حالتها الأجتماعية وما زادها سوءا حپسها على ذمة قضية قتل فكيف بعد كل هذا يهتم بها
علمت إحدى السيدات أن المدعو عباس المجنى عليه فى قضية القټل التى قامت بها إبنة زوجته مكة يصارع المۏت فى إحدى المستشفيات فذهبت لزيارته
وكانت حالته حرجة ولا يستطيع التحدث
فطلبت زيارته ولكن رفض الطبيب ذلك لشدة حالته الصحية
ولكنها ألحت على الطلب مرارا فاضطر الطبيب للموافقة
بشرط ألا تكثر عليه بالحديث وهذا بعد أن أدعت إنها أخته ليوافق على الزيارة
فولجت إليه وعندما ووجدته على تلك الحالة المزرية أغرقت عينيها بالدموع قائلة اللهم لا شماتة
أهو كان بينا ايام حلوة زمان بس لو تريحنى وتقولى يا عباس وديت بنتنا فين
أنا خاېفة ټموت ومعرفش
نكزته تلك السيدة ففتح عينيه فعرفها فنظر لها پغضب وكأنه يقول لها إيه اللى جابك يا زهرة
زهرة برجاء سايق عليك النبى يا خويا لتقولى وأنت بين ايدين
رب كريم عشان يسامحك على اللى عملته فيه زمان
تريح قلبى وتقولى بنتنا ودتها فين
قول يا عباس ريح قلبى ربنا يريح قلبك ويشفيك
اللهم لا تجعل لنا چرحا إلا لئمته ولا كسرا إلا جبرته ولا ألما إلا سكنته ولا ۏجعا إلا أبرئته ولا ضرا إلا كشفته ولا حزنا إلا أذهبته
الحلقة الثامنة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
زهرة بدموع الرجاء ل عباس سايق عليك النبى يا خويا
لتقولى وأنت بين ايدين رب كريم عشان يسامحك على اللى عملته فيه زمان
تريح قلبى وتقولى بنتنا ودتها فين
قول يا عباس وكفايا ڠضب من ربنا عليك عشان يسامحك كفاية اللى عملته فيه وفى اللى قبلى وأخرهم الست ام مكة ربنا يرحمها
تملل عباس فى فراشه من كلمات زهرة وزادت ضربات قلبه فأصدر الجهاز صوت فتوجه إليه على وجه السرعة
الطبيب
الطبيب غاضبا شكلك زودتى عليه فى الكلام لو سمحتى أخرجى بره المړيض حالته متسمحش بالكلام وضربات قلبه غير منتظمة والأجهاد هيعرض حياته للخطړ
بكت زهرة قائلة أنا مكنتش عايزه منه غير كلمة واحدة تريح قلبى المقهور على بنتى من سنين طويلة
الطبيب وقد رق لبكاؤها معلش تعالى بعد كام يوم تكون حالته الصحية أتحسنت ويقدر يكلم معاك
نكست زهرة رأسها بحزن مردفة أمرى لله يارب الصبر من عندك
ثم غادرت المشفى حزينة على ابنتها التى لا تعلم عنها شيئا منذ ولادتها
سقطت مكة مغشيا عليها أمام ركان فسقط قلبه معه وتهاوت كل حصونه أمامها ولم يرى سوى محبوبته تسقط أمامه فاى ألم هذا اه يا قلبى من عشق ليس له نهاية
عشق ممزوج بالألم والحزن وليس له أى بريق أمل
فوجده نفسه قد أسرع إليها ودوى صوته قد هز أركان الحجرة مكة مكة
وقد أندهش هشام من ذلك وتسائل ماذا بينهما
ركان إليه
وحاول أن يفيقها ولكنها كانت مستسلمة تشعر بها بجانبها ولكنها لا تستطع فتح عينيها وكأنها تمنت المۏت على فراقه
فأخذت تهمس بصوت منخفض ركان ركان
ركان مټألما أنا جمبك أهو ومش هسيبك
ثم نظر لهشام قائلا أرجوك يا هشام دكتور بسرعة وننقللها لمستشفى السچن
وبلاش تدخل الحجز تانى لغاية متصرف أنا فى قضيتها وألاقى حل
تنهد هشام بعدم إرتياح ولكنه لم يستطع إلا الموافقة على طلبه
وبالفعل إستدعى الطبيب وتم نقلها بالإسعاف إلى مستشفى ولم يتركها ركان حتى استفاقت واطمئن على حالتها
التى شخصها الطبيب بإنها ضعف عام مع ضغط واطى
فتحت مكة عينيها ببطىء لتجد ركان بطالته الخاطفة للأنفاس أمامها
مكة بضعف هو حصل إيه وأنا فين دلوقتي
وأنت ليه لسه موجود مش قولتلك سبنى فى حالى وكفاية لغاية كده
حاول ركان السيطرة على غضبه هذه المرة شفقة لحالها فحدثها بلطف معلش يا ستى إستحملينى المرة دى وخليك أنت الكبيرة
فابتسمت مكة إبتسامة ساحرة كادت أن تذهب بلب عقله
وابتسم على أثرها ركان قائلا إيه ده
أنت طلعتى بتعرفى بتبتسمى زينا
مكة بغيظ ليه أنا مش إنسانة ولا أنت فاكر إنكم انتم البشر وإحنا حاجة كده درجة تانية
فتمعض وجه ركان ولكنها قالت الحق فهو دائما كان ينظر لمن هو دونه أنه أقل منه شأنا ولكن لم يدرك يوما إنه يوم أن يقع فى الحب سيكون حظه تلك الفتاة فأى ألم عڈاب أكثر من هذا
ركان بنفاذ صبر وبعدين معاك يا مكة حولى تلمى لسانك ده شوية عشان أنا صراحة معنديش صبر وپغضب بسرعة
مكة محاولة التودد إليه بقولها طيب أسمع نصيحة رسول الله
بس قول الأول صل الله عليه وسلم
فتمتم ركان بقلب ينبض بالحب صل الله عليه وسلم
مكة قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب
فتنفس ركان بهدوء للحظة ثم أردف طيب يا ستى ممكن بس تخلينى أساعدك
نظرت مكة لعينيه الرمادتين لترى تأثير وقع كلماتها عليه قائلة وليه عايز تساعدنى يا سيادة الرقيب
زاغت عين ركان وارتبك ولم يدرى بما يجيب هل يجيبها لإنه عاشق تلك العينين هل يعلمها إنها الوحيدة التى أستطاعت الفوز بقلبه الصلب
هل يعلمها إنه لم يعد يستطيع فراقها
ها يعلمها إنها أصبحت كل ما يملك
فقد أصبحت بين لحظة وضحاها دنياه بآسرها
ركان بتلعثم وأرتباك يعنى ده واجبى وأنا بنفذه
فأغمضت مكة عينيها پألم فهى تعلم أن مشاعرهم حكم عليها بالإعدام من أول لحظة بدئت فلا سبيل لها ولا مخرج سوى رحمة الله
مكة بغصة مريرة تمام يا سيادة الرقيب وأنا بعفيك من تعبك ومتشغلش بالك بيه
ثم أشاحت بوجهها عنه وقالت والدموع تملىء عينيها أتفضل عشان أنا
عايزه أنام لإنى حاسه إنى تعبانة
الألم قلب ركان لعدم مقدرته على البوح بحبه لها وإن كان أراد لو صړخ بأعلى صوته وأسمع الجميع بكلمة بحبك يا مكة
ولكن ما باليد حيلة فالظروف أقوى من الحب
وهو ليس قادرا الأن على تحطيم تلك الظروف ولكن هل سيأتى اليوم الذى يستطيع أن يفك تلك القيود الأجتماعية ويعلن حبه لها أمام الجميع
ركان بإحباط يعنى مفيش فايدة
أكتفت مكة بهز رأسها ولم تعيره إهتمام ولم تنظر له
فلم يجد مفر من الرحيل مدام ليس بوسعه شىء يقدمه لها ولا حتى قلبه
فغادرها فالټفت إليه لتنظر له متسائلة هل سيجمعهم القدر مرة أخرى أم لعل هذا أخر لقاء
غادر ركان ولكن قلبه لم يغادر معه فقد تركه لها ليعذبها حبه
ثم جال على فكره صديقتها عنان لعلها تجيبه عن حيرته فيستطيع مساعدتها
فذهب لها فى الحارة وبالسؤال عنها علم إنها فى المشفى تعمل بها ممرضة كجارتها وصديقتها المقربة مكة
أحد شباب الحارة بص يا باشا عايز تستفهم أكتر
خش البيت ده واطلع تانى دور وخبط على الشقة اللى هتلاقيها فى وشك
دى شقة اخو عنان لامؤخذة ومراته ساره وعنان عايشه معاهم
ركان تمام شكرا
ثم توجه ركان حيث أشار إليه ذلك الشباب
وعندما طرق الباب جاؤه صوت نسائى حاد اوعى تكونى رجعتى عشان نسيتى حاجة يا مقصوفة الرقبة أنت منا عرفاك مخك طاير زى اللى جابك
وأنا مش فضيالك يا زفتة أنت بحمى الواد والطبيخ على الڼار حاجة تزهق إمتى أخلص منك ومن قرفك
ثم فتحت الباب وعلى طرف لسانها كلمة أنت يلى
ولكنها صدمت عندما وجدت أمامها ركان فنظرت له بنفور قائلة وأنت تطلع ايه انت كمان وعايز ايه
ضغط ركان على شفتيه بغيظ من أسلوبها البذىء ولكنه تحامل على نفسه ليوصل لما يريد
ركان دى شقة عنان
فلوت ساره شفتيها قائلة شقتها ايه يا اخينا
دى شقتى أنا وعيالى وهى ضيفة وبكرة تمشى
ركان المهم هى موجودة
سارة لا ارتحنا من لسانها وغارت راحت الشغل فى المستشفى
بس قولى واحد شكله نضيف زيك عايز البت دى فى إيه
اوعى تكون فى حاجة كده ولا كده لا سمح الله لا إحنا مش بتوع كده
ركان پغضب شديد أنت شكلك مچنونة باين اقفلى اقفلى سلام
ثم غادر ركان فأغلقت ساره الباب بغيظ قائلة معقول البت دى تعرف اشكال نضيفة كده
ويا ترى كان عايزها ليه
وعندما هبط الأسفل وشاهد ذلك الشاب مرة أخرى سئله عن مكان المشفى الذى تعمل به عنان
فوصف له المكان فتوجه لها ركان على الفور
وعندما رأته عنان أمامها ارتجفت وتلعثمت قائلة خير يا باشا هى مكة جرالها حاجة
ركان متقلقيش هى بخير
ثم سئلها أنت بتحبيها للدرجادى يا عنان
عنان بتنهيدة حارة ومين ميحبش مكة يا باشا
أنت لو سئلت عليها نفر نفر فى المستشفى ولا فى الحارة كله هيقولك عليها بنت جدعة وزى السكر واللى فى قلبها على لسانها ومفيش فى أخلاقها وإيمانها ولا صبرها على كل اللى بيحصلها وبرده مش بتقول غير الحمد لله
فابتسم ركان وعلم أن حبه لها لم يأتى من فراغ
ركان طيب
ومدام بتحبيها كده فلازم تساعديها تخرج من السچن
عنان ببراءة ولما تخرج هتروح فين يا باشا
يا عينى عليك يا مكة يا حبيبتى دى هيه أصلا اللى عايزة تقعد
صدم ركان مما سمع فقال بإندهاش يعنى ايه هى اللى عايزه تقعد فى السچن حد يحب عن الحرية
إرتبكت عنان وقالت بتعلثم هو أنا شكلى لخبطت فى الكلام ولا إيه
يا حوستى يانا منا عارفة لسانى ده مبيتبقش فيه فوله
أقول إيه واعيد إيه دلوقتى بس
ضحك ركان لبرائتها قائلا قولى كل حاجة عشان مقبضش عليك وتروحى تونسيها هناك
عنان پخوف لا يا باشا هقول يا باشا وأمرى لله
وسامحينى بقه يا حبيبتى يا مكة إنى قولت سرك
ركان ها قولى يلا بسرعة
عنان بص يا باشا
البت مكة صاحبتى كانت عايشه عيشة المرار مع الزفت عباس جوز أمها ده لما كانت امها عايشه لسه
كان كل اول شهر ياخد مرتبها ويدوبك يسبلها ملاميم متكفيش حتى مواصلاتها
وأخر الشهر تضطر تمشيها ولا حتى كانت بتلاقى لقمة عدله لما تروح البيت
عشان الزفت عباس كان شمام لا مؤاخذة وبيصرف كل الفلوس على الكيف
ركان بغصة مريرة طيب وليه كانت ساكته هى ووالدتها على كده
عنان عشان ملهمش يا باشا أهل ولا مكان يروحوه فصبروا عشان ينستروا فى بيته وخلاص
ولما ماټت المرحومة الزفت عباس اتحرش بيها وكان عايز يعنى لا مؤاخذة حجات عيب كده استغفر الله العظيم
فهى عشان تدافع عن نفسها راحت غزاه لغاية مساح فى دمه وحصل اللى حصل وبس مردتش تقول الحقيقة
عشان عندنا فى الحارة يا باشا الناس لسانهم زى الفرقله مبيسكتوش وممكن يلسنوا كلمة كده ولا كده
عليها وهى بريئة منها
وكمان يا عينى عليك يا حبيبتى قالت هخرج لمين وتعيش فين
فقالت خلاص السچن يسترها وخلاص من البشر
وعشان كده سكتت ومكلمتش
تفاجىء ركان بكلماتها التى وقعت عليها كالصاعقة حتى إنه أستند على الحائط واغمض عينيه پألم
وحدث نفسه أنت إيه يا مكة مش معقول تكونى بشړ أكيد أنت جبل عشان تستحملى ده كله
يعنى ترمى بنفسك فى السچن لسنين طويلة لمجرد إنك ملكيش مكان بره
لا أنا لا يمكن أسكت على كده حتى لو مش قادر أقدملك قلبى بس على الأقل أساعدك واكون سند ليك فى الدنيا دى بس ياريت تقبلى ومتنشفيش دماغك وإلا هكسرهالك
عنان أصمله عليك يا باشا
أنت دوخت ولا إيه
هات يا واد يا مصطفى كوباية لمون الباشا
ركان لا متشكر أنا همشى دلوقتى عشان ورايا شغل
عنان ما بدرى يا باشا حتى اشرب اللمون
ركان مرة تانية إن شاءالله
سلام
عنان إيه الراجل ده وليه مهتم اوى بمكة كده
بس إيه مز وعليه هيبة تهز جبال على رأى ست شادية
وواد تقيل على رأى ست سعاد حسنى
أوعدنا يارب بحتة كده فى العالى يلا لما اشوف شغلى
هو أنا كنت رايحة أعمل إيه
اه كنت رايحة أدى الست ام فارس الحقنة بس ربنا
يستر المرة دى عشان والله عضتها بتاعة المرة اللى فاتت لسه معلمة فى جتتى
اه يا جتتى يا عينى عليك يا بت يا عنان
يختى جمالو حلو يختى شبابو حلو
خرجت سهام من المشفى وعادت إلى منزلها
رياض بترحيب
نورتى البيت من تانى يا ماما
سهام تسلم يا رياض يا حبيبى
ايه مفيش حس ولا صوت فى البيت هى لسه ريم مجتش من الكلية
دى حتى ولا اتصلت
اتصل بيها يا ابنى وطمنى عليها
ونديلى إكرام هى والبنت الجديدة دى
فابتسم رياض اه كرملتى
قضبت سهام جبينها قائلة بتقول ايه يا ولد
فارتبك رياض قائلا مفيش يا ماما
ثم قام بالنداء على دادة إكرام وكرميلا ليعينوا والدته على تبديل ملابسها
حدثت سهام الممرضة التى بعثها الطبيب معهم بقولها اتفضلى يا آنسة ابتهال
ابتهال شكرا لحضرتك
ثم تابعت
حضرتك بس غيرى هدومك وتاكلى اى حاجة وبعدين نبدء بكورس العلاج
سهام ببعض الخۏف اوعى يكون فيه أبر برده ده أنا اتهريت
ابتهال بإبتسامة معلش يا فندم هى الأبر مؤلمة بس مفعولها أسرع
سهام الله المستعان
ودلوقتى حضرتك هتكونى مقيمة معايا لاخر فترة العلاج
ابتهال بخجل هكون متوجدة معاك بالنهار لغاية باليل لكن البيات مش هقدر عشان أهلى وكده
سهام بس يا بنتى لو تعبت ولا حاجة باليل
ابتهال لا متقلقيش حضرتك ولو حصل شىء كلمى الدكتور فورا
سهام ربنا يستر
فى هذا الوقت ولج رياض للمطبخ بخطوات خفيفة فلم تشعر به كرميلا
ولكن شعرت بأنفاسه الحاره من ورائها ففزعت وابتعدت ونفخت فى صدرها قائلة بسم الله الرحمن الرحيم
رياض بضحك فيه إيه يا بنتى هو أنت شوفتى عفريت ولا إيه
مالك أتفزعتى كده
كرميلا بحرج متأخذنيش يا سى رياض
رياض وتأمل عينيها الرمادتين قائلا تصورى أول مرة اخد بالى من لون عنيك حلوة اوى
إحمرت وجنتى كرميلا خجلا وأشاحت بوجهها عنه قائلة الله يحلى دنياك يا بيه
ثم تراجعت للوراء فسئلها مالك بتبعدى ليه كده
أنت خاېفة منى
كرميلا لا هخاف ليه
بس كده أحسن يا بيه لازم نبعد عشان هو ده الصح ولا إيه
شعر رياض بالحرج من كلماتها فهمهم اه طيب
كرميلا تؤمر بحاجة يا بيه
رياض اه والدتى وصلت من المستشفى وعايزاك أنت وداده عشان تساعدوها
كرميلا ببشاشة وجه ألف حمد لله على السلامه
عيونى حاضر هنادى داده إكرام بتنشر الغسيل ونيجى
فمال رياض هامسا بس متتأخريش عليه قصدى على ماما
فدقت قلب كرميلا بشدة قائلة حاضر حاضر
ثم غادر رياض مبتسما يدندن
مستنيك يا روحي بشوق كل العشاق
مستنيك تعبت تعبت من الأشواق
مستنيك حبيبى وأنا دايب عيني من الفراق
مستنيك يا روحي بشوق كل العشاق
مستنيك تعبت تعبت من الأشواق
تنهدت كرميلا بحرارة مرددة صوتك حلو اوى
ومش بس صوتك انت كلك على بعضك حكاية
ثم عاتبت نفسها بقولها
ايه يا بت اللى بتقوليه ده
أنت نسيتى نفسك باين
أنت عارفة هو مين وأنت مين
أنت من الملجأ وخدامة وهو باشا
فياريت متبصيش للعالى عشان متوقعيش وتنكسر رقبتك
وخلى بالك من نفسك مش معنى إنك وقعتى فى الغلط قبل كده وكان ڠصب عنك إنك تقعى تانى لا هحافظ على نفسى عشان اكيد ربنا هيكرمنى ويعوضنى عن سنين الحرمان دى
أثناء مشاهدة خالد للتلفاز
فابتسم خالد قائلا اهلا بالبكاش بتاعى ها قولى ورا دى إيه يا عامر
تنحنح عامر ثم جلس بجانب والده وراها خير كبير يا بابا
خالد ربنا يبارك فيك يا حبيبى أنا عارف أنك بتتقى الله فى كل مليم تعبنا فيه وشقينا من ساعة مسبنا بلدنا وجينا فرنسا بعد مالمرحومة أمك ماټت
عامر بحزن الله يرحمها
ثم أبتسم عامر قائلا أنت صراحة يا بابا محتاج
وحدة تونس وحدتك
بدل ما أنت اغلب الوقت لوحدك كده
ويمكن تجبلى أخ صغير ولا أخت بدل منه وحدانى أنا كمان كده
خالد بضحك أجوز وأخلف كمان ناقص تقولى كمان أعمل فرح
عامر وماله يا بابا أنت لسه شباب
والشباب شباب القلب
خالد لا يا حبيبى الفرح والجواز ليك أنت إن شاءالله
لكن أنا بعد أمك الله يرحمها مفيش وحدة أبدا تملى عينى
عامر يا عينى على الحب سيدى يا سيدى أوعدنا يارب بوحدة كدهون
تنهد خالد بلوعة قائلا تصدق لو قولتلك إنه مكنش حب بس كان تقدير واحترام وحب عشرة يعنى مودة ورحمة
لأن البيوت يا حبيبى مش بتتبنى على الحب بس لأن الحب ده درجات وبيتغير ساعات بيزيد وساعات بيقل لكن الأساس هو المودة والرحمة وكمان عشان قوله تعالى وعاشروهن بالمعروف
خدها أساس وقاعدة فى حياتك دى يا عامر
ساعتها هتستريح وتريح الإنسانة اللى هترتبط بيها
عامر ربنا يكرمنى بالزوجة الصالحة
بس يعنى حضرتك بتقول مكنش حب يعنى أنت محبتهاش بس كنت بتقدرها
بس يعنى حضرتك مجربتش الحب قبل كده معقول
أغمض خالد عينيه للحظة وشرد فى تلك الفتاة التى أحبها منذ صغره ولكن فاز بها أخيه محمود
فقد أحبته هو عنه وكم ټعذب من هذا كثيرا ولكنه لم يرد يفصح عن هذا الحب لأحد ولا حتى لها وتمنى لها السعادة حتى وإن لم تكن له
فتح خالد عينيه
ثم هز رأسه وتنهد بمرارة قائلا فكرتنى وان كنت عمرى ما نسيت يا محمود
اه حبيبت مرة وحدة فى حياتى وللأسف كان حب من طرف واحد بس ربنا عوضنى بأمك الله يرحمها كانت كل حاجة حلوة فى حياتى وان كان قلبى منساش اللى حبتها بس عملتها بحب وان كان قلبى ميال لغيرها
عامر يااااه
صعب اوى الحب من طرف واحد ده
خالد ايوه يا ابنى احساس صعب ممېت
وخصوصا أن كان اللى بتحبه ده مضطر تقابله ديما يعنى مش بعيد عشان تقدر تنساه
عامر وهى مين دى يا بابا
تنهد خالد قائلا حكمت مرات عمك الله يرحمه
وام مكة
اللى بتمنى تكون من نصيبك يا حبيبى
بس أعتر فيهم وأعرف هما فين
عشان يرتاح ضميرى واديهم نصيبهم فى الثروة
خالد بإندهاش طنط حكمت معقول
طيب ليه متجوزتهاش وأنت بتحبها كده بعد مۏت عمى الله يرحمه
خالد كنت ساعتها اتجوزت أمك الله يرحمها وهى قلتلى مينفعش أبدا نتجوز واكسر قلب ست ملهاش ذنب فرفضت
ومشت من شقتها فجأة ساعتها ومعرفش راحت فين
وكل اللى سمعته عنها إنها اتجوزت واحد اسمه عباس بس للأسف عباس ده راجل سمعته وحشة جدا
فزعلت عليها والأيام جرت بسرعة وسافرت بعد مۏت والدتك وعدت السنين وأنا برده معرفش ليهم طريق
عامر وهو يربت على ظهر والده بحنو نصيب يا بابا معلش
بس ليه هى مشت من بيتها
ومتواصلتش معاكم بعدها
خالد اللى عرفته أن صاحب البيت هو السبب منه لله
حكم عليها تمشى عشان شايفها ست وحدانية ورملها قرشين اى كلام كده
أما متواصلتش معانا فعلى أساس مكسوفة منى بعد مطلبت منها الجواز وهى رفضت
عامر طيب حضرتك ايه حكاية الدين اللى فى رقبتك ده وعايز تسده هما ليهم عندنا إيه
خالد يا ابنى عمك الله يرحمه كان مسلفنى مبلغ قبل ما ېموت وأنا ملحقتش أرده ليه
فقلت أستثمر المبلغ ده فى الشغل بتاعى ومع السنين كبر وربنا فتح علينا بزيادة والمبلغ بقه ثروة بس للأسف معرفش ليهم طريق
عامر طيب متشوف حد خبرة فى أسكندرية وتخليه يسئل ويتابع لغاية ميوصل ليهم
خالد والله عملت ده وكل متصل بيه يقولى مش عارف أوصل لحاجة
عامر بابا لو الموضوع ده يهمك اوى كده إحنا ممكن ننزل إسكندرية وندور عليهم وان شاء الله نلاقيهم
خالد إزاى بس يا حبيبى
وشغلنا اللى هنا وحالنا هنسبهم لمين
عامر صراحة يا بابا أنا نفسى فعلا نصفى شغلنا هنا ونرجع لبلدنا بدل الفتنة اللى هنا
ونفسى فعلا لما أتجوز وأخلف أولاد اربيهم فى مصر مش هنا
عشان المجتمع هنا صعب وفتنة كبيرة مش اى حد يقدر لازم يكون إيمانه قوى
خالد عندك حق والله يا ابنى
خلاص يا حبيبى كفاية غربة كده ونرجع لبلدنا
والله زمان يا اسكندريه
كانت أحلى أيام بس اكيد عشان نصفى كل حاجة هنا هتاخد مننا وقت وجهد طويل مش بالساهل
عامر أهو نتوكل على الله ونبتدى والباقى على ربنا سبحانه وتعالى
خالد بإبتسامة حب وود لإبنه ونعم بالله يا حبيبى
دلال قامت بالإتصال برجل يدعى شحاته
دلال پغضب أنت يا زفت يا شحاتة
أخيرا رديت بقالى 3ايام بتصل بيك وحضرتك قافل تليفونك ليه
شحاته پخوف وتوتر يعنى يا هانم خاېف
دلال خاېف من إيه وعملت إيه فى اللى قولتلك عليه
شحاتة صراحة مش قادر أقولك إن
الحلقة التاسعة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول
أمر طبيعي أن يطعنك أحدهم في ظهرك إن كنت في المقدمة لكن الصدمة أن تلتفت فتجده أقرب الناس إليك
شحاته پخوف وتوتر يعنى يا هانم خاېف
دلال خاېف من إيه
وعملت إيه فى اللى قولتلك عليه
شحاتة بتلعثم صراحة يا ست دلال زى مقولتيلى أراقب القسم وأشوف الباشا هيعمل ايه مع البت كرميلا
دلال بترقب شديد ها حصل إيه أنطق يا ولا
شحاته طلعت وراهم من غير ميحسوا بالموتسكيل بتاعى
وقعد يا ست الستات الباشا يلف بيها بالعربية وأنا وراهم عشان اشوف هيوديها فين
وبحسبه هيطلعها عندك زى الأتفاق بينكم
دلال ايوه مجبهاش الندل ولا رجعت الدار وھموت وأعرف وداها فين
أنطق وقول يا شحاتة
شحاته بحروف مقطعة وداها على ش ق ت ه
دلال پصدمة وهى ټضرب بكفيها على صدرها بتقول وداها فين البت المسهوكة دى
شحاته وداها شقته مع أهله فى زيزينيا
دلال بغيظ لا مش معقولة مصدقش
شحاتة وكتاب الله هو ده اللى شوفته بعينيه اللى هيكلها الدود دى
دلال اه يا نارى حتة بت زى دى تاكل بعقله حلاوة وتوصله لدرجة إن يوديها عنده البيت
شحاته ما عشان كده كنت خاېف أقولك عشان متحرقيش دمك كده يا ست دلال
وسيبك منه يعنى ماعندك فى الصاله كتير غيره ومراكز برده وكلهم يتمنوا ترضى عنهم ويبوسوا الأيادى كمان
تنهدت دلال بحرارة ممزوجة بالحزن قائلة هما كتير صح يا ولا بس القلب نعمل فيه إيه
مش شايف غيره أعمل إيه فى خيبتى القوية دى
بحبه وهو تقيل عليه اوى وبيعملنى زى ما اكون انا شبشب فى رجله
شحاته يا عينى عليك صحيح اللى قال الحب پهدلة
طيب وبعدين هتعملى إيه
جحظت عين
دلال مردفة بټهديد مش هسيبه يتهنى بيها المسهوكة دى وهخطفها من بيته وهوريها الويل واكسر قلبه عليها زى ما كسر بقلبى وفضلها عليه أنا ستها
شحاته بضحكة سخرية لا صراحة كلك حنيه وإنسانيه
دلال بسخرية ايوه امال إيه وبكرة يشوف حنيتى أكتر
شحاته ماشى يا ست الستات
شوفى اللى تحبى تعمليه وأنا معاك يمين يمين شمال شمال
دلال أصيل يا ولا
خلاص همخمخ كده وبينا تلفون قريب
شحاته ماشى كلامك يا عسل
سلاموز
وأغلقت دلال الهاتف معه وهى تفكر فى مکيدة تعدها لتلك الفتاة الصغيرة التى خطفت منها ركان ولا تعلم إنها ليست كرميلا التى اخذت بذمام عقله وقلبه بل هى إنما هى مكة غريمتها الحقيقية
فى اليوم التالى
حدث ما أراده حاتم وجاءت ريم إليه من أجل الرحلة
وكان مع جلال صديقة له تدعى هبه
ريم هاى
مد حاتم يده لها ليسلم عليها قائلا اهلا بالقمر اللى هينور سماء دريم بارك
ريم بإبتسامة ميرسى يا حاتم
ومين الأنسة
جلال دى الجيرل فريند بتاعتى هبه
ريم اه هاى هبه
هبه اهلا ريم
ونسوا قول الله تعالى ولا متخذات اخدان
يعنى مفيش حاجة اسمها صحوبية بين ولد وبنت
حاتم يلا بينا نركب عشان نوصل بدرى ونقضى اليوم براحتنا
ريم بعبوس يلا بس ياريت نرجع بدرى بليز حاتم
حاتم بإمتعاض اوك ريم بس متبدئهاش بتكشيرة كده
فكيها يلا وابتسمى خلى الدنيا تنور تانى وخلينا نقضى وقت لذيذ
فابتسمت ريم
حاتم ايون كده
ثم بدء الطريق وبدء يدندن مع أغنية قام بتشغيلها فى السيارة
طول ما انت معايا مبقتش خلاص محتاج ولا حاجه من الدنيا دى
ولقتنى بعيش احساس مش عادى ملهوش نهايه
وحبك عمال يكبر جوايا في كل يوم
دق قلب ريم مع كلمات الأغنية ولمعت عينيها بالحب
وبعد أن كانت تريد الزواج منه من أجل المصلحة فقط أستطاع حاتم أمتلاك قلبها من مجرد كلمات
وصدق من قال قلب الأنثى فى أذنيها
فاحذرى أختاه من تتبع خطوات الشيطان
وعندما وصلوا دريم بارك
ريم امال فين باقى الزملا لسه اتوبيسهم موصلش ولا إيه
حاتم بمكر مش عارف واحنا مالنا بيهم خلينا إحنا نقضى وقت جميل مع بعض
ثم غمز لها قائلا يلا
وأمسك بيديها ثم بدؤا فى اللهو واللعب وتعالت ضحكاتهم طوال النهار حتى مر بهم الوقت ودخل وأذن للمغرب
ريم وهى تضع يدها على وجنتيها ياربى الوقت أتأخر اوى
ثم أخرجت هاتفها لتجد مكالمات فائتة كثيرة من والديها
ريم پخوف ظاهر على وجهها وبعدين أعمل إيه
لما يسئلونى عن سبب التأخير لدلوقتى
فحاوطها حاتم بذراعيه مطمئنا لها قائلا طول ما أنت معايا مش عايز أشوف نظرة الخۏف ده
فى عينيك تانى
فابتسمت تلك المغفلة قائلة مش عارفة لو مكنتش عرفتك كانت حياتى هتكون عاملة إزاى
بس اطمن مامى إزاى دلوقتى
حاتم بمكر عادى كلميها وقوللها إنك بخير وان صاحبتك طلبت منك تعمل شوبنج بعد الكلية وبس يا مامى وانت عارفة لف البنات وعقبال ميعجبها حاجة كان الوقت سرقنا ولسه بدور على شوز لون الشنطة كمان فهنشوف وهنرجع متقلقيش وهتصل بيك تانى عشان أطمنك
ريم بإبتسامة أنت عبقرى هقولها كده فعلا
فاتصلت ريم بوالدتها وقصت لها ما أملاه عليها حاتم
سهام بعدم تصديق مش عارفه قلبى مش مطمن يا ريم
عشان أول مرة تروحى مكان من غير متبلغينى الأول فحسابك معايا بعدين
المهم دلوقتى تنجزوا وترجعوا بسرعة عشان الوقت أتأخر
ريم حاضر يا مامى ومتزعليش أنا أسفة نسيت أبلغ حضرتك الأول
سهام ترجعى بالسلامة
ريم إن شاءالله يا حبيبتى سلام
ريم ل حاتم يلا بينا عشان منتأخرش أكتر من كده
حاتم مقبلا يدها برقة أمرك سيدتى
حاتم ليه مينفعش أنت شكلك مش بتحبينى زى مابحبك
ريم لا متقولش كده بس الحجات دى بتكون بعد الإرتباط الرسمى
فحدث نفسه حاتم إرتباط رسمى شكلها داخله على تقيل خلينا نعجل بالمطلوب فى الخطة ونخلص
حاتم بأبتسامة مكر اه اه طبعا بعد التخرج بإذن الله
ففرحت ريم وأمتلئت السعادة قلبها ولا تعلم أن الفرح سيحول لمأتم
رأت سارة عنان تستعد للخروج من أجل الذهاب إلى عملها فى المشفى
فولجت إليها ووضعت يدها فى إحدى جمبيها وقالت بصوت به بعض السخرية على فين يا شمولة هانم
زفرت عنان بضيق والله أنت ليك عنين وشايفة انى بلبس ورايحة الشغل
سارة والله
امال مين اللى اللى هينضف المطبخ النهاردة مش دورك ده ولا عايزة تزوغى منه
عنان يا ستى خليهم لما أجى مينفعش أتأخر على الشغل فيها خصم على طول وجزا
سارة مليش فيه ما أنت ماشية من هنا غير لما تشطبى المطبخ وتعمليلى كوباية شاى كمان
كزت عنان على أسنانها بغيظ قائلة أنت شكلك غاوية شكل يا ولية أنت فابعدى عن طريقى السعادى وإلا والله ما هخلى فى جتتك حتة سليمة
سارة متقدريش لو لمستينى بس هكون رامية هدومك فى الشارع
ومتعتبيش الباب تانى
خشى يلا قدامى شطبى المطبخ
عنان بس كده حاضر
فولجت عنان للمطبخ وسارة من ورائها تبتسم بإنتصار
فأمسكت سارة بسائل الأوانى فى يد ثم
التفتت ل سارة وباليد الأخرى أمسكتها من شعرها
وأغرقت شعرها بسائل الأوانى
فصړخت سارة قائلة بتعملى ايه يا بنت المچنونة
سيبى شعرى أحسلك والله ماهسيبك
عنان أنت مش عايزة تغسلى المواعين خلاص وأنا
مش هلاقى سلك أحسن من شعرك اغسل بيه
وبالفعل غسلت به طبق تحت صړاخ سارة ثم تركتها
سارة والله لرمية هدومك من البلكونة
فأخرجت لها عنان لسانها بسخرية عادى الواد حموئة هيلمهم زى كل مرة وهيدهملى وأنا راجعة من الشغل
ثم نكزتها فى ذراعها قائلة اوعى كده ولية مبتجيش غير بالعين الحمرا
إمتى ربنا يخلصنى من الغلب ده وأجوز
سارة إبقى قابلينى لو حد بص فى وشك ده
وشكلك هتنونسينا العمر كله يا بيرة
فدمعت عين عنان ثم تركتها مغادرة لعملها وهى تتمتم اللهم فرجك عاجلا
شرد ركان فى مكة وحدث نفسه لا يمكن أسبها تتبهدل فى السچن ولازم تخرج منه خالص أنا مش هستحمل ترجعله تانى أبدا
ثم تسائل
بس حتى لو قالت سبب الأعتداء على عباس هيصدر حكم عليها مخفف برده
يعنى هتتحبس فترة مش هتطلع منها على طول
فإيه العمل كده
ففكر ركان كثيرا فى مخرج لها حتى صاح فجأة بقوله وجدتها
عباس ده شمام وأكيد محتاج ديما فلوس عشان يقدر يصرف على الكيف
فأنا هعرض عليه مبلغ مالى يزغلل عنيه مقابل إنه يتنازل عن القضية
ثم تابع ركان
طيب وبعد متطلع يا ركان هتروح فين
مش معقولة هترجع تعيش معاه تانى
ركان لا طبعا
هتوديها فين وبصفتك إيه يا ركان
متفوق لنفسك وأعرف أن مفيش فرصة بينكم
عارف عارف بس قلبى لا يمكن ينساها ولازم أتصرف
إزاى يا ركان فكر
اه صح مش هى ممرضة
خلاص أتحلت هجبها لماما وبكده هتكون تحت عينيه ومتفارقنيش لغاية مشوف مكان مناسب تقدر تعيش فيه وأكون مطمن عليها
ودلوقتى قبل مروحلها تانى لازم أروح لعباس الأول أضمن إنه يتنازل عن القضية
توجه ركان للمشفى التى يقبع بها عباس وقد تحسنت حالته بعض الشىء
سمح الطبيب له بالزيارة بعد أن كشف ركان عن هويته
فولج إليه ركان وعندما شاهده عباس إنتابه
غصة فى قلبه لم يعلم سببها
وسدد له عباس النظر طويلا متسائلا أنت مين وعايز إيه
كان ركان يود أن يغلظ له فى الكلام كى يخافه ويتنازل بسهولة ولكنه عندما رأه لم يدرى أين ذهبت كلماته ومكث لحظه قبل أن يجيبه على سؤال ثم قال
أنا عارف إنك محتاج فلوس وأنا مستعد أديك اللى أنت عايزه
ابتسم عباس وتهلل وجهه قائلا بجد
ولكنه عبس مرة أخرى وتسائل
بس اكيد فيه مقابل مهو مفيش حاجة مجانا
قول عايز منى إيه
ركان مكة
ركان محدث نفسه هى فعلا قلبت حياتى بس خلاص بقت جزء منى ولا يمكن أقدر أبعدها عنى
ركان بشىء من الحدة أظن ملكش فيه والمهم دلوقتى الفلوس
تاخد كام وتتنازل عن القضية
عباس بتحدى ولو متنزلتش
ركان بسيطة هتقول أنك حولت تغتصبها وكمان التقرير الطبى هيظهر إنك ببتتعاطى وكمان زيادة تأكيد هيتقبض عليك وانت معاك لفة حشېش معتبرة وتشرف فى السچن انت كمان
جحظت عين عباس خوفا مرددا وعلى ايه الطيب أحسن
بس نتفق الأول على المبلغ أنا عايز خمس بواكى متقفلين
أبتسم ركان لسذاجة الرجل فقد ظن إنه سيطلب أضعاف ذلك المبلغ
ركان تمام
بس وقت مهيجيلك وكيل النيابة وتقول متنازل هسلمك الفلوس
عباس اتفقنا يا باشا
أسرع ركان لزيارة مكة ليخبرها بما جد فى قضيتها وما حدث مع عباس
اهتز قلب مكة وارتعشت يدها ولمعت عينيها عندما رأته أمامها مرة أخرى بطالته الخاطفة للأنفاس المعهودة
مكة پغضب مصطنع أنت تانى هو حضرتك مفيش وراك غير القضية بتاعتى
لاحظ ركان إرتعاشة يدها وود لو أن لمسها بيده ليضعها على قلب الذى ېحترق شوقا إليها ليشعرها بالدفىء والإطمئنان ولكنه يعلم جيدا ردة فعلها إذا قام بلمسها لذا حاول التماسك وعدم الأقتراب منها بقدر الإمكان واكتفى بالنظر لتلك العينين العنيدة التى أثرته فى هواها
ركان بهدوء مصطنع وإنما بداخله بركان ثائر ايوه أنا لما احط إيدى فى قضية وأعرف أن صاحبها مظلوم زى حالتك مش بيهدالى بال غير لما أطلعه منها
مكة بنظرة سخرية لا والله حنين اوووى يا خال
فضحك ركان حتى دمعت عينيه قائلا ايوه حنين اوى وبكرة كمان لما تعيشى معانا وتقربى منى أكتر هتعرفينى
اتسعت عين مكة من المفاجأة وفتحت فمها ببلاهة غير مصدقة ما قاله أحقا يقصد تفوه به
هل يريدها معه كزوجة أم ماذا يقصد بأن تأتى معه
ثم وضعت يدها على قلبها خوفا من أنه يريدها كعاشقة فى الحړام ثم جال بفكرها أخرى وهى كخادمة فأغمضت عينيها قهرا متسائلة
أنت عايز منى إيه
لاحظ ركان علامات التساؤل على وجهها
فجاوبها بصى يا مكة
أنا خلاص عرفت سبب تهجمك على جوز والدتك بالشكل ده من عنان صاحبتك وعرفت برده السبب اللى عشانه عايزة تقعدى بيه فى السچن
دق قلب مكة وركان مسترسل فى حديثه وتترقب بشغفة بالغة ما ينوى فعله بها
تابع ركان
وعشان كده أنا دفعتله فلوس عشان يتنازل عن القضية وتطلعى خالص من السچن
أما مسألة تروحى فين بعدها فأنا أمى مريضة قلب ومحتاجة متابعة من ممرضة تقيم معانا وده حاجة مؤقتة عقبال ما أوفرك مكان تعيشى فيه وأنت مطمنة
نزل كلامه كصاعقة على قلب مكة وعلمت إنها بنت لنفسها قصور فى الهواء وسقطت على رأسها
إذا فليس لها فى
قلبه أى شىء وإنما هو ينظر لها بعين الشفقة لا أكثر فأى عڈاب هذا
أيعقل يا حبيبى ألا تشعر بنبضات قلبى التى لا تنبض سوى لك وحدك اتراك حقا لا ترانى كيف
وكل شىء بداخلى يكاد يهمس بحبك
تلألأ الدمع فى عين مكة وحاولت جاهدة دفعه حتى لا يشعر بضعفها
ثم تمتمت لا والله كتر خيرك يا باشا
بس يعنى متشغلش بالك بيه ووفر فلوسك لحد محتاج أكتر منى وأنا مرتاحة كده
ڠضب ركان وقبض على يديه بقوة وصاح فى وجهها أنت إنسانة غبية ومش فاهمة مصلحتك بجد
فيه حد يحب السچن والپهدلة عن الحرية
ابتلعت مكة ريقها بمرارة ثم أردفت ايوه فيه حضرتك
ركان وده مين إن شاء الله
مكة سيدنا يوسف عليه السلام
أما سمعت قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف
قال رب السچن أحب إليه مما يدعوننى إليه
ركان طيب هو عشان يحمى نفسه أنت عشان إيه
مكة پقهر عشان أنا كمان مبحبش الشفقة وعايزة أحمى نفسى من غدر البشر
ركان بصوت جهورى هز أركان الحجرة بقولك ايه كفاية فلسفة ملهاش لزمة والأمر مش شفقة ولا حاجة أنا عايزك جمب ولم يستطع أن يكمل كلمته
فتوقف وأبتلع ريقه بصعوبة وحدث نفسه أنت كده بټعذب نفسك وبتعذبها معاك
بس اعمل ايه مش قادر برده تبعد عنى وتترمى فى السچن بالشكل ده
مكة عايز ايه يا باشا
ركان بلطف بعض الشىء مكة أنا مش عارف افهمك دلوقتى بس كل اللى عايزه دلوقتى إنك تخرجى
لم تدرى بما تجيبه مكة نعم إن قلبها يهواه ولا تريد فراقه
فټصارع صوت العقل مع القلب معا
وكعادة المحب فاز صوت القلب ليردد
زى ما أنت عايز يا باشا أمرك
ابتهج ركان من كلماتها وود لو أن حملها ولف بها أركان الحجرة ولكنه أبتسم قائلا
ايوه كده ترجعى مكة اللى شوفتها على البحر فاكرة
كانت قوية وعنيدة ومش بتنهزم قدام أى ظروف
مكة تصور وحشنى البحر جدا ساعة الغروب
ده كان لازم يوميا أروح أشوفه سبحان ماربنا صبرنى على فراقه
ركان ان شاءالله فى ظرف يومين هكون مخلص إجراءات خروجك وأول شىء هنروحه أول مانخرج هو البحر بإذن الله
فنظرت مكة له بإمتنان ولكنه تحاشى النظر لها فقد خاف أن تفضحه عيناه فقد هام بها عشقا
فهل سيجمع بينهما القدر أم ستتسع الفجوة بينهما أكثر
ولجت كرميلا لغرفة رياض ومعها فنجان قهوته التى طلبها
فوجدته ممسك بالعود ويدندن كعادته
حبيبي وعنيا لو في وسط ميا
ما يخفاش عليا عليا ما يخفاش عليا
قلبي بيلمح طيفه قبل ما عيني تشوفه
داانا دايما اوصافه بتخيل في عينيه
قلبي بيلمح طيفه قبل ما عيني تشوفه
كرميلا محدثة نفسها الله على صوتك يا باشا وأحساسك ده أنت بتقولها أحلى من محمد فوزى
رياض من غير أن يلتفت لها هتفضلى وقفة كده كتير القهوة هتبرد وهخليك تعمليلى واحد تانى على ڼار قلبى القيدة دى
فارتبكت كرميلا وكاد فنجان القهوة أن يسقط منها فأسرع لها رياض وأمسك به
ثم نظر لعينيها بشوق قائلا بيقولوا دلق القهوة خير متقلقيش كده
كرميلا بحرج أنا اسفة يا رياض بيه
أنا سرحت بس فى الأغنية شوية بس صوتك حلو اوى ولو جربت حظك وغنيت حقيقى للناس هتشهر كتير
رياض بضحك أنا برده كنت عارف إنك وقفة تسمعينى
أما موضوع أجرب حظى ده فده ممنوع للأسف فى العيلة دى
كرميلا وقد تلون وجهها بالحمرة إزاى شوفتنى وأنت مدينى ضهرك
رياض لا منا مركب جوز عينين فى قفايا تحبى أورهملك
فضحكت كرميلا أنت مش بس صوتك حلو أنت كمان دمك خفيف بس لازم تقولى عرفت إزاى
رياض مسددا النظر لتلك العينين الرمادتين التى سحرته من أول نظرة أنت مش سمعتينى وأنا بغنى وبقول
قلبى بيلمح طيفه قبل ما عينى تشوفه
ارتعدت أطراف كرميلا ليدق قلبها طبول الحړب لتتمتم پألم مينفعش مينفعش لتحاول بعدها الفرار من أمامه ولكنه أمسك بيديها قائلا بحب ليه بتبعدى عنى يا كرملتى
كرميلا والدموع فى عينيها عشان أنت فوق اوى يا باشا وأنا تحت تحت اوى ولا يمكن هرضى إنك تنزلى تحت ولا أنا ينفع أوصلك فوق
فأرجوك خلينى خادمتك بس عشان أقدر أكمل معاكم وأعيش مستورة لكن أى حاجة تانية لو أتعرفت هيرمونى ساعتها للكلاب تنهش فى لحمى من جديد
فسبنى فى حالى يا باشا الله يخليك
لتنزع يدها منه بقوة وتفر والدموع الساخنة تنهمر بمرارة على وجنتيها
أما هو فألقى بنفسه على فراشه يعيد كلماتها على أذنيه مجددا قائلا
عندك حق يا كرميلا يعنى مقدرتش أحقق حلمى وأدرس موسيقى واجبرونى على كلية الشرطة هقدر أواجههم بيك وأقول بحبك وعايزك
ليغطى وجهه بيديه ويبدء فى إطلاق عبراته هو الأخر
فقد تكون أحيانا الثروة والمكانة الأجتماعية نقمة وليست نعمة على الإنسان فلا يستطيع أن يفوز بأحلامه
اتصلت دلال على شحاتة مجددا
دلال واد يا شحاتة تقب وتغطس وتجبلى واحد جتة كده ينفذ العملية اللى فى دماغى
شحاتة برده نواياها يا ست الكل
دلال ايوه مش دلال اللى تتقرطس وميعبرهاش
ولازم أحرق قلبه على السنيورة بتاعته
شحاته هتعملى إيه بالظبط فهمينى عشان أبقى فاهم اللون
دلال بصوت يشبه فحيح
الافعى هناخدها من بيته
شحاته إيه
حد يقرب من عرين الأسد
دلال ولا يهمنى هات بس واد جتة كده يقدر يشيل وتعال وأنا افهمك هنعمل ايه
شحاته حاضر ولو إنى خاېف عليك منه لو عرف إنك ورا الموضوع ده
دلال لا متخفش أنا عندى فيديوهاتى اللى لو اتحطت على مكتب الكبير بتاعه هيكون واخد استمارة ستة
عشان كده ميقدرش ېغدر بيه فهمت يا واد
شحاتة بضحك فهمت يا ستنا
جلال مع حاتم فى إتصال
جلال كانت رحلة تمام واتكفينا اوى مع المزز
والبت ريم كانت عاملة زى العجينة معاك بتشكلها بإيدك يا عمنا ماشية معاك حلاوة يعنى
حاتم أفضل قر بس انت فيها وخلاص الموضوع قرب ينتهى بدرى بدرى
جلال ليه كده
إحنا
لسه بنقول يا هادى
حاتم أعمل إيه طلعتلى فى موال الرسمى وأنا مليش فيه
جلال اه وهتعمل إيه
حاتم لما أشوفك بقه نكلم مش هينفع فى التليفون
جلال تمام أشطه عليك يا سيدى
لما نشوف هتجر رجل البت إزاى
اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل المۏت راحة لي من كل شړ
الحلقة العاشرة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
كم هو مؤلم أن تبكي بمفردك وأشد إيلاما أن لا تجد من يفهم سبب بكائك ويقدره ولكن رائع الإيمان بالڤرج القريب والرب الرحيم
مجدى مقبلا جبهة سهام بحنو عاملة ايه يا حبيبتى أحسن دلوقتى
سهام بإبتسامة الحمد لله يا مجدى أحسن
مجدى والممرضة كويسة معاك مرتحلها
قضبت جبينها سهام قائلة لا أديها تقيلة اوى فى الإبر
غير شغالة أغلب الوقت لوكلوك لوكلوك أو تمسك الموبيل تلوك برده مع أصحابها لغاية مصدعتنى
غير إنها مش راضية تبات وبنسى جرعة العلاج بتاعة بالليل
مجدى بعبوس وعلى إيه نشوف غيرها تريحك وكله بالفلوس
سهام خلاص هكلم ركان يروح المستشفى ويشوف ممرضة غيرها توافق على الإقامة معانا
زفر مجدى بضيق مرددا هو كل حاجة عايزاها تكلفى بيها ركان ما عندك رياض هو مش راجل زيه ولا إيه
هزت سهام رأسها بعتاب قائلة مهو عشان حضرتك دلعت رياض وريم وأهملت ركان
طلع رياض انسان إتكالى هوائى ملهوش فى اى طلبات
بيروح شغله بالعافية وعايز يقعد فى اوضته يغنى أو يسهر مع أصحابه فى الكافيه
أما ريم فحالها متغير بتتأخر كتير فى الرجوع للبيت واهتمامها بنفسها زيادة عن اللزوم زاد اوى وقلقانة اوى عليها دى بنت يا مجدى
لكن ركان راجل ورغم القسۏة اللى ظاهرة عليه من بره لكن من جواه حنين وأنا عارفه كده كويس
اعتدل مجدى واقفا وظهر على ملامحه الڠضب مردفا على فكرة أنت متحاملة كتير على رياض وريم
وبتفضلى ركان فى حين بتتهمينى أنا بالعكس رغم إنى مقصرتش معاه طول عمرى فى شىء طلبه وبفضل نفوذى وصل للمكانة اللى هو فيها دلوقتى
وكمان بهيئه لمستوى أعلى من مستواه بعد ما يتم خطوبته على بنت اللواء المحافظ
بس هو يقدم الطاعة والقبول شوية للناس
عشان البنت أشتكت لوالدتها إنه مش عطيها اى اهتمام ولا بيتصل بيها وخلاص خطوبتهم قدامها يومين وحضرته مفكرش يكلمها
عشان يحدد معاد عشان نشترى الشبكة أو يروح يشترى معاها فستان للخطوبة
سهام مجدى أنا عارفه إنك مقصرتش معاه فى واجباتك المادية بس مش عارفة ليه قلبك جامد عليه شوية
وركان كمان ميفهمش فى الأمور اللى بتكلم عنها دى
عشان هو حياته عملية أكتر بس هكلمه يجى وأفهمه على كل حاجة
فنظر لها مجدى نظرة فهمت هى معناها ثم قال أنا مش محتاج أكلم يا سهام فمتغصبنيش أرجوك
سهام بحرج خلاص يا مجدى هيعمل كل اللى أنت عايزه
هتصل بيه حالا دلوقتى ومفيش داعى للتلميحات دى
ثم أشاحت بوجهها عنه وأنهمرت دموعها فشعر مجدى بالندم فهى محبوبته ولا يستطيع رؤية دموعها الغالية
سهام بإبتسامة عارفة يا مجدى وخلاص حصل خير
وركان هيعمل كل اللى انت عايزه
مجدى أمل هذا عشان ميحرجنيش قدام الناس
سهام لا متقلقش
مجدى تمام ربنا يسعدهم وهسيبك دلوقتى عشان ورايا مهمة ضرورية
سهام ربنا يوفقك
وما أن غادر حتى أتصلت سهام على ركان
ركان ايوه حبيبتى أنت كويسة
سهام متقلقش حبيبى أنا بخير
عايزاك بس فى موضعين كده
ركان خير
سهام كل خير
بقولك روح المستشفى وشوفلى ممرضة كويسة غير البنت اللى عندى دى مش حباها أبدا
فابتسم ركان وتنهد بإرتياح فطلب والدته سهل له دخول مكة لديهم
فهو كان بصدد إنهاء إجراءاتها القانونية بعد تنازل عباس عن القضية وكان من المقرر خروجها باليوم التالى
ركان عيونى حاضر يا ست الكل
سهام تسلم عيونك يا حبيبى
ركان والموضوع التانى
سهام تتصل حالا بخطيبتك يا سيادة النقيب
ركان بإندهاش خطيبتى
سهام بغيظ أنت نسيت شاهيناز
زفر ركان بضيق اه عروسة المولد ملها
سهام پغضب ولد !
إكلم حلو على خطيبتك
ركان حاضر المهم ملها الأنسة المبجلة شاهيناز
سهام بضحك مفيش فايدة فيك
المهم هتتصل بيها دلوقتى أنت فاهم تقولها ألبسى وهستناك ننزل نشترى الشبكة ونشوف فستان مناسب للخطوبة
ركان بلا مبالاة وهى يعنى صغيرة متشترى لنفسها وتبعتلى الحساب
سهام بنفاذ صبر ركان وبعدين معاك متتعبنيش وأنا تعبانة اصلا
عشان بابا كمان
ميزعلش منك
اهتم بالبنت وكلمها ولطفها وأعمل
اللى بقولك عليه
ركان بضيق حاضر زى متحبوا
ثم أغلق الخط وقبض على هاتفه قبضة قوية من الڠضب فكاد أن يكسره
ركان وبعدين بقه فى أم اللزقة السودة دى هخلص منها إزاى بس
أنا ركان اللى الكل بيعملى حساب وبيسمع كلامى أجوز وحدة بلياتشو وڠصب عنى
ثم تابع
أعمل إيه بس
سيادة اللواء مجدى أمر وأنا لازم أنفذ مش عارف ليه بيعاملنى بالقسۏة دى
ومصر يحددلى بمزاجه مصيرى
غير تعب أمى كمان مخلينى مش قادر أتنفس أو أكلم
ثم زفر بضيق وأخذ يطالع أرقام الهاتف حتى استخرج رقم شاهيناز الذى سجله بأسم ألوان الطيف
شاهيناز عندنا رأت شاشتها أضاءت بأسمه تراقصت على انغام رنين هاتفها وأخذت تركض يمينا ويسارا
والدتها مالك يا بنتى بتجرى زى الهبلة كده
شاهيناز بفرحة ركان بيتصل يا ماما
والدتها وحضرتك سيباه يرن وبتتنططى متردى قبل ميفصل وممكن ميتصلش تانى
فشهقت شاهيناز وأسرعت لهاتفها
ركان بنفاذ صبر كل ده مردتش الهانم يمكن بتظبط مكياجها قبل مترد
يلا ياريت يفصل ويبقى جت من عندها وخلصت
ولكن وجدها تستجيب فى آخر لحظة فكز على أسنانه بغيظ قائلا اهلا
شاهيناز بدلال لا أنا زعلانة منك يا كوكو
ركان محدث نفسه اخبطى راسك فى الحيط
ده ايه البلوة دى على الصبح هو أنا لسه اعرفها عشان تزعل
ركان ببرود معلش هصلحك وتشترى علبة بويا قصدى ميكب جديدة إيه رئيك
شهقت شاهيناز بفرحة واو أنا كده هحبك كتير ركان
ركان يا بت المجنونه المهم عشان أخلص
بقولك يا شاهى ممكن تكرمى تلبسى وهجيلك بعد نص ساعة من الأن نروح نشترى الشبكة وفستان الخطوبة
شاهيناز نص ساعة لا ملحقش يا كوكو خالص تعال كمان ساعتين اوك
هكون جهزت بسرعة كمان مش براحتى بس عشان خاطرك
ضړب ركان بقدمه الأرض بغيظ ساعتين ليه
هتدهنى الكورة الأرضية
يارب صبرنى
ثم أغلق الخط وشرد فى مكة وبساطتها ورغم أنها ليست بالجميلة ولكنها لا تضع اى مساحيق بل يكفى تلك العينين القليل من الكحل أما وجنتيها فيكسوها الحمرة من الخجل فتزيدها جاذبية
حدث نفسه ركان طيب عقبال مأم اربع واربعين دى تخلص لبس أكون خلصت الإجراءات بتاعة مكة
ثم جال على فكره ما سترتدى هى الأخرى عندما تقيم معهم
فقرر أن يبتاع لها بعض الملابس المناسبة لها كمحجبة وايضا عدة أشياء خاصة قد تلزمها
ولكنه توقف لحظة عندما شرد فى أمر خطبته من شاهيناز وكيف سيكون وقع الأمر على مكة
هل هى حقا تبادله نفس مشاعره نحوها فيصيبها أمر خطبته بالصدمة
أم هو لا يعنيها فى شىء ولذلك لم يعنيها أمر خطبته من عدمه
ركان والأتنين أصعب من بعض لو كانت بتحبنى مش هقدر أشوفها منكسرة بسببى وبرده لو محستش منها أى اهتمام هنكسر أنا
ياااااه يا ركان مكنتش أتوقع فى يوم أنك ممكن تحتار كده طول عمرك عقلك اللى بيحكمك وعمرك محكمت بقلبك ولا حنيت لحد
ثم تابع
خلينى دلوقتى أشترى لها حاجة مناسبة
ثم قصد عدد من المحلات الخاصة بالمحجبات وابتاع لها ثلاث عباءات مع الحجاب الخاص بهم كما ابتاع لها ثلاث أحذية ولكنه أحتار فى مقاس قدميها ولكنه تذكر إن حجمها صغير فأشار إليه صاحب المحل برقم 37 وله أن يبدلهم فى اى وقت لو كانت غير مناسبة
وكذلك ابتاع لها بعضا من الملابس الداخليه اللازمة ثم اشترى شنطة متوسطة الحجم ووضع بها تلك الأشياء ثم ذهب إلى المشفى لرؤيتها والأطمئنان عليها
ولج ركان لغرفة مكة فى المشفى وبيده الشنطة
فشهقت مكة ووضعت يدها على فمها قائلة بدون شعور أنت جى تودعنى ولا إيه
مسافر فين وليه
فأغمض ركان عينيه پألم فقد تأكد من لهفتها وحديثها إنها هى أيضا تبادله نفس المشاعر
أذا فليس هو المحطم وحده بل هى أكثر
فمن للهوى إن لم يكن له ركان ومكة
أبتسم ركان ابتسامة واهنة ثم جلس على طرف الفراش قائلا طيب قوليلى اقعد أستريح الأول أنا بقالى ساعتين بلف على رجلى عشان اشترى لحضرتك الحجات دى
ثم وضع الشنطة على فخذيه وفتحها وأستخرج منها عباءة تلو الأخرى متسائلا
يارب يعجبوك عشان أنا عارف ذوقى مش قد كده
جحظت عين مكة قائلة بإندهاش هى الحجات دى ليه أنا
ركان بضحك أمال لأمى
للأسف أنا امى واختى مش محجبين ولبسهم حجات تانية خالص
مكة هداهم الله للستر واللبس الشرعى
ثم نظرت له بعين يملاؤها الحيرة متسائلة أنت ليه بتعمل كل ده
حمحم ركان ليهرب من عينيها قائلا بس إيه رئيك فى الالوان بتاعتهم عجبوك
ياريت تدخلى تقسيهم فى التواليت وتقولولى إيه الاخبار عشان لو فيهم حاجة أغيرهم
ثم نظر لقدميها فضحك قائلا بس اظن الشوز هتطلع مناسبة مش عارف أنت مبتكبريش زينا ولا إيه
خجلت مكة من نظراته
إليها واسدلت عبائتها على قدميها واحمرت وجنتيها خجلا
فنظر لها وابتسم لحياؤها وجمال وجهها عندما تصيبه الحمرة
ثم تفاجىء بإتصال شاهيناز فقطب جبينه ولاحظت مكة هذا ولكنها لم تتفوه وأثرت أن تسمع بماذا سيجيب المتصل
استجاب ركان للإتصال على مضض قائلا ايوه
شاهيناز أنا خلصت يا كوكو
ركان بنفور بدرى يعنى يدوبك فات 3 ساعات بس
شاهيناز مش عارفه حاسه
إنك مضايق
ركان لا أبدا هضايق ليه
أنا جى استعدى
وهنا عبست مكة وكزت على أسنانها بضيق فقد علمت إن من يتحدث إليه أنثى
أنهى ركان أتصاله ليتفاجىء بقول مكة وباللنسبة للى رايح حضرتك تقابلها دى جايبلها برده شنطة زى دى
أنت كده يا باشا هتخلص فلوسك أونطة
أقولك لو مش جايبلها خد دول ووفر أنا مش محتاجة
فاڼفجر فيها ركان صائحا بزمجرة مخيفة يمين تلاتة محد هياخدهم ولا هيلبسهم غيرك يا مكة
وبكرة إن شاء الله الضهر هكون خلصت كل إجراءات خروجك وهاجى أخدك وهقدمك لماما على إنك الممرضة اللى هتقيم معانا
أنت فاهمة
أتسعت عين مكة على أشدها من فرط إنفعاله ولكنها لم تستسلم كعادتها ووقفت لتصيح هى الأخرى هو ڠصب ولا إيه
مش هلبس ولا هاجى معاك يا سيادة النقيب
فاكتسى وجه ركان بحمرة مخيفة ليهمس فى أذنيها عارفة لو بكرة جيت وملقتكيش جاهزة هعمل ايه
مكة پخوف هتعمل ايه
ركان بإبتسامة مكر بسيطة هلبسك أنا بإيديه
فشهقت مكة ثم صاحت أنت إنسان وقح ولا تطاق
ركان قولى اللى عايزاه من هنا لبكرة أنا قولت اللى عندى يا قمر
ثم غمز لها قائلا وأنت حرة بقه فى اللى هيحصل
وسلام بقه عشان متأخرش
دبدبت مكة بقدميها كالاطفال قائلة بصوت يدل على الغيرة ايوه مع ألف سلامة روح للهانم بتاعتك
ارتفع حاجب ركان لأعلى ونظر لها پألم ليحدث نفسه أه لو تعرفى أن مفيش فى القلب غيرك وإنك أنت الهانم بجد مش هيه بس أعمل ايه
قدر ومكتوب
ركان پقهر سلام يا مكة خلى بالك من نفسك
ولما تصلى أدعيلى
فابتسمت مكة رغم ما تشعر به من ڼار الغيرة لتمتم بهمس حفظك الله أينما كنت
ليبادرها هو بالإبتسامة ثم يغادر لتلك الشمطاء
رن ركان وهو يزفر بضيق على شاهيناز
شاهى بفرح رن يا مامى أنا نازله باى
والدة شاهيناز مش هوصيك يا شاهى يا حبيبتى
ركان شخصية جادة وعملية فخليك تقيلة وعاقلة عشان يحبك مش خفيفة ها عشان عرفاك
شاهى خلاص يا مامى حفظت الكلمتين دول حاضر
والدتها والفستان يكون محترم بقدر الإمكان عشان الخطوبة هيحضرها شخصيات مهمة فى البلد
مش عايزه حد يكلم بكلمة كده ولا كده
شاهى بنفور يوا بقه يا مامى
هشوف يلا باى
والدتها سلام
صاح ركان پغضب أفندم
شاهى مالك مزمزء ليه كده خليك فريه كده أفوش
كز ركان على أسنانه بغيظ مردفا صبرنى يارب
ثم تابع
يا بنت الناس مينفعش الكلام ده إحنا لسه على البر حتى لسه معملناش الخطوبة ولسه منعرفش بعض
فأرجوك أبعدى شوية كده عشان أعرف أسوق
شاهى پغضب إيه اللى مينفعش ده
إظاهر كلام مامى صح عنك وأنا اللى قولت إنك جانتيه ولذيذ
ركان ومامى قالت إيه
شاهى قالت إن شخصية جادة وعملية وملكش فى الرومانسيه
بس أنا قولت الحب بيغير من شخصية الإنسان مهما كانت
فشرد ركان فى مكة فعلا أنا أتغيرت خالص بعد ماعرفتها
ودلوقتى تحبى نروح فين عشان تختارى الفستان ولا تحبى نروح للجواهرجى الأول
شاهى نروح أتليه مدام نهلة الأول فى الازريطة أنا كلمتها وهى فى إنتظارى هتورينى تشكيلة لسه جاية حالا من باريس
ركان أوك نتوكل على الله ونروح
فانطلق بسيارته نحو المكان حتى ما أن وصل الأتليه
رحبت مدام نهلة بهم كثيرا قائلة
هاى شاهى نورتى ثم نظرت ل ركان بإعجاب شديد واو كل اختياراتك واو وذوق يا شاهى
رفع ركان حاجبيه قائلا بإندهاش نعم يا مدام
فأمسكته شاهى من يده لكى يهدء ويختار معها فستان مناسب
وقع اختيار شاهى على فستان أشبه ما يكون بما يلبس فى غرف النوم
شاهى بمرح ها إيه رئيك فى الفستان ده
نظر ركان له كثيرا قبل أن يردد هو فين الفستان
شاهى أنت بتهزر منه أهو مسكاه فى أيدى
ركان بضحك هو ده فستان ولا سلاسل داخلة فى بعض وبينهم قماش مقطع
شاهى ده احدث صيحة فى الموضة يا بيبى
ركان لا أنا مش بيبى أنا راجل اوى ومينفعش حضرتك تلبسى البتاع ده
شوفى حاجة أحسن من كده شوية
شاهى لا أنت
شكلك اوفر رخامة وده عجبنى وهخده
ركان اوك خديه والبسيه لحد تانى سلام
ثم الټفت مغادرا لتقوم بالنداء عليه
ركان استنى انت رايح فين
خلاص هشوف واحد تانى
ثم مضى الوقت وهى تختار بين ذلك وذا حتى اختارات أيضا فستان قصير ذو أكمام شفافة
فقبل ركان على مضض منه حتى ينتهى من صحبتها التى تصيبه بالملل
ثم ذهبوا لشراء الشبكة فاختارت طقم من الألماس عالى الثمن جدا
فامتعض وجه ركان قائلا
شاهى مش كتير كده
شاهى بدلال كتير عليه
ركان مش قصدى بس أنا عايز أعتمد على نفسى ومضطرش اخد فلوس من بابا
وصراحة مقدرش على تمنه كله وانما ممكن تختارى الخاتم منه
شاهى پغضب طفولى هو كل حاجة عندك لأ
فاتصلت به والدته فى هذا الوقت للتطمئن عليه
فأخبرها بما تريد شاهى شرائه من طقم ألماس باهظ الثمن
سهام متكسفناش يا ركان خليها تشترى اللى عايزاه ومتقلقش أنا هدفع
ركان يا ماما بس كده كتير اوى
سهام معلش يا حبيبى دى بنت المحافظ عشان خاطرى
ركان والله عشان خاطرك اصلا الجوازة دى كلها
ليغلق الخط ليشرد فى حوريته مكة فشتان بين الثرى والثريا
جلال ها يا حتوم
باشا
أدينا اتقابلنا وجها لوجه زى ما أنت عايز
هتعمل ايه فى الموضوع إياه
حاتم بكرة هيحصل المراد
جلال بكرة بكرة !
إزاى يا نمس بالسرعة دى
حاتم اسمعنى كويس وافهم أنا هقولك إيه
جلال سمعك يا ريس قول وأشجينى
حاتم بكرة أنا مش جى الكلية عشان تعبان
جلال بضحك تعبان ما أنت زى القرد قدامى أهو
حاتم افهم يا غبى
جلال طيب من غير شتيمة
فهمنى
حاتم أنت هتقول كده لريم لما تيجى الكلية ومتلقنيش
جلال وبعدين
بس هتقلق عليه وتقولك تعبان اوى
هتقولها اه وببيخرطف بإسمك كمان
هتقولك طيب عايزة أشوفه ربنا يخليك
بس كده خلص الموضوع وهتروح حضرتك جايبها شقة ميامى تزورنى
وتخلع أنت وسيب الباقى عليه
فضړب حاتم بكفيه قائلا تصور أنت معلم ومنك نتعلم
فضحك حاتم ضحكة شيطانية قائلا أول مرة تعرف ولا إيه
ده أنا حاتم المرشدى
ولج رياض للمطبخ لرؤية كرميلا فقد اشتاق لها رغم صدها له ولكن مازال قلبه متعلقا بها
فولج وهو يدندن
مال القمر ماله مجناش على باله
مال القمر ماله
فضحكت كرميلا ضحكتها الساحرة التى ذهبت بلب عقله قائلة القمر بيلف صوابع ورق عنب يا سى رياض
فنظر رياض لورق العنب قائلا بمداعبة يارتنى كنت أنا ورقة عنب على الأقل كانت ايدك الحلوة دى هطبطب عليه زى مبتعملى معاه وأنت بترصيه فى الحلة
فضحكت كرميلا والله انت دمك شربات يا سى رياض
رياض طيب ما تشربينى وهتلاقينى لذيذ اوى
كرميلا وبعدين معاك إحنا قولنا ايه
رياض مقولناش أنا مش فاكر ومش عايز افتكر غير إنى بحبك من قلبى يا كرملتى
فافترشت كرميلا بنظرها الأرض خجلا ثم قالت بلوعة حزن الحب مش كلام بس يا بيه
فعشان تقول كلمة زى دى لازم تكون عامل حسابها كويس
ثم فجأة ولجت إليهم دادة إكرام فارتبك رياض عند سؤالها سى رياض محتاج حاجة
رياض بتلعثم لا مفيش عصافير بطنى كانت بتصوص
فنظرت إكرام ل كرميلا پغضب قائلة مهو كله منك يا كرميلا قولتلك سرعى أيدك شوية عجبك كده الباشا جعان
وأعملى الباشا ساندوتش تصبيرة كده لغاية مخلص
فغمز لها رياض قائلا اه محتاج فعلا حتى تصبيرة كده ولا كده
حدثت مكة نفسها وتكاد ڼار الغيرة تأكل قلبها
يا ترى هيقابل مين وشكلها ايه
اكيد حلوة
طيب ليه بيعمل معايا أنا كده
وعايز منى إيه
ثم نظرت إلى العباءة التى اشتراها لها فأخذتها وضمتها لصدرها وكأنها تستنشق عبيره بها
هامسة اه يا ركان لو تحس بقلبى وقد إيه بيتمنى وجودك معاه
حتى لو بظهر بخلاف كده بس من جوايا بفرح اوى بإهتمامك بيه
بس خاېفة لتكسر قلبى عشان كسرة القلب ملهاش دوا يا ركان
على جانب آخر كانت دلال قد اجتمعت مع شحاتة ورجل اخر واعدت لهم خطة لخطڤ دلال من منزل ركان واختارت لهم وقت تأكدت منه من خلو المنزل من أصحابه سواها هى والدادة وأمه المړيضة التى لا تغادر الفراش إلا للضرورة
فكيف علمت بهذا الأمر
اللهم آلف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش
الحلقة الحادية عشرة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
قادني الشوق إليك يا أملي الجميل أعلم أن عشقي إليك كفجر يعشق شمس الأصيل حب مستحيل وقلب عليل وما عدت أرضى بغيرك اليوم بديل فأنت من إمتلك شغاف القلب وأنت للروح عديل حب مستحيل
نظرت مكة بشغف
إلى العباءة التى اشتراها لها ركان فأخذتها وضمتها لصدرها واستنشقت عبيره بها
ثم تنهدت بمرارة قائلة تعبتنى بحبك يا ركان وعارفة إن الحب ده محكوم عليه بلإعدام بس مش بإيدى يارتنى أقدر أشيلك من قلبى ياريت
ثم وضعت العباءة بجانبها وتناولت كتاب الله لعله يثلج صدرها
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
فتحت مكة القران ليقع بصرها على قوله تعالى
وعسى أن تحبوا شيئا وهو شړا لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم
وما أن أنتهت من قراءة وردها حتى أبتهلت لله بالدعاء اللهم لا تعلقنى بما ليس لى وأكتب لى الخير حيث كان ثم أرضنى به
ثم وضعت رأسها على الوسادة ولهج لسانها بالأستغفار حتى ذهبت فى نوم عميق لترى فى أحلامها أنها عروس ترتدى فستان أبيض جميل ثم ظهر لها ركان فى الأفق فأسرعت إليه ومدت له يدها فأمسك بها فابتسمت بسعادة ولكنها إندهشت عندما وجدت العبرات فى عينيه
لتجده بعدها يضع يدها فى يد رجل اخر ظهر فجأة بجانبه
ويختفى ركان بعدها لتقوم بعدها فزعة من النوم صاړخة ركان ركان أنت فين وسبتنى لمين ده
وفى اليوم التالى
طلب رياض من كرميلا قبل ذهابه للعمل أن تعد كوب له من الشاى
كرميلا ثوانى ويكون عندك يا سى رياض
رياض استنى عايز اقولك حاجه
كرميلا خير يا سى رياض
رياض مش عارف حلمت حلم كده وقايم متوغوش شوية
كرميلا اللهم اجعله خير يارب
رياض يارب
كرميلا بس ايه هو الحلم
رياض حلمت زى ميكون جه كتفنى وشق صدرى وخد قلبى وجرى بيه وكنت حاسس إنى بمۏت
كرميلا بعد الشړ عليك يا سى رياض أن شاءالله اللى يكرهك يارب
رياض يارب على العموم خلاص مش عايز الشاى عشان اتاخرت على الشغل يلا سلام يا كرملتى
كرميلا بنظرة
حب مع كل خطوة سلامة يارب
ولكن رياض الټفت لها مجددا لينظر لعينيها بشوق قائلا كرميلا
خدى بالك من نفسك عشان خاطرى
فابتسمت كرميلا وأنت كمان يا سى رياض
فى حفظ الله يارب
أسرعت ريم للجامعة على شوق لرؤية حاتم الذى أمتلك قلبها من مجرد كلمات
وأخذت عينيها تبحث عنها فى كل الأركان ولكنها لم تجده
ريم بحزن إيه ده هو فينه النهاردة
معقول يكون مش جى
بس ده مأكد عليه إنه جى
يمكن فيه حاجة آخرته فى الطريق وأكيد زمانه على وصول
هروح اشرب اى حاجة سخنة فى الكافيه عشان الجو البرد ده عقبال ميظهر حاتم
وبينما هى كذلك لمحها كريم العوام فدق قلبه لها رغم علمه إنه تفضل حاتم عليه ولكنه قلب المحب لا يعرف الكره بابه
فتقدم منها قائلا ريم إزيك عاملة ايه
ريم بإبتسامة مصطنعة أهو بخير
ثم لاحظ كريم تشتت عينيها كأنها تبحث عن أحدهم
كريم أنت مستنية حد
ريم مشوفتش حاتم النهاردة
فاعتصر قلب كريم ليجيبها پألم لا مشوفتهوش
ثم ابتلع ريقه بمرارة قائلا ريم
ريم نعم يا كريم
كريم خلى بالك من نفسك عشان القلب لما بيكسر ملهوش دوا
امتعضت ريم قائلة وأنت ليه بتقولى الكلام ده
كريم مفيش بس قلقان عليك وعارف مين هو حاتم المرشدى
فوقفت ريم غاضبة قائلة بإستنكار وأنت مالك بيه
أنت شكلك غيران منه ومش هقول ليه
عشان أنا مش بحب أجرح حد
كريم بغصة مريرة أنا يا ريم ربنا يسامحك وربنا عالم بنيتى وقد إيه خاېف عليك
ندمت ريم على حدتها فى الحديث معه عندما رأت الصدق فى عينيه التى تلمع بحبها
فتلاطفت بعض الشىء معه قائلة سورى يا كريم
معلش انا مش متظبطة النهاردة وعصبية زيادة من فضلك سبنى لوحدى شوية
كريم تمام يا ريم زى متحبى بعد أذنك ثم الټفت ليغادر ولكنه عاد لينظر إليها مرة أخرى قائلا ريم اعتبرينى حتى اخوك ولو احتجتى اى حاجة كلمينى
ابتسمت له ريم بإمتنان ميرسى يا كريم
لتحدث نفسها بعد مغادرته طيب اوى كريم بس اعمل ايه القلب وما يريد
يا ترى أنت فين يا حاتم
لم تتم سؤالها حتى وجدت جلال أمامها ويرسم على وجهه الضيق والتوتر
جلال كويس إنى شوفتك يا ريم
ريم بقلق فيه إيه يا جلال ومال وشك كده
هو فيه حاجة قولى الله يخليك
حاتم جراله حاجة
متخبيش عليه
جلال مصطنع الحزن حاتم تعبان اوى يا ريم
مش عارف ماله
فجأة أنا كنت بكلمه الصبح وبنهزر عادى وهو بيلبس وجى الكلية ومبسوط إنه هيشوفك
سمعته بيقول اه يا قلبى
فبهزر معاه وبقوله إيه للدرجاتى بتحبها
راح لقيته سكت وبعدين اكلم بس بصوت ضعيف قال ألحقنى بدكتور بسرعة يا جلال حاسس إنى ھموت وقلبى بيوجعنى اوى
رحت قفلت بسرعة وجريت على اول دكتور قابلنى ورحتله وكشف عليه
وقال الحمد إنى جيت فى
الوقت المناسب ده كان هيحصله جلطة وعطاه إبرة بسرعة فوقته شوية بس نصحه بالراحة فترة فى السرير
ريم پبكاء يا حبيبى يا حاتم الف سلامة عليك
جلال بصوت يشبه فحيح الافعى بس يا ستى ومن ساعتها مش بيقول غير ريم وحشتنى عايز اشوفها
خاېف أموت من غير مشوفها
وأنا اقوله يا متقولش كده يا راجل بكرة تقوم وتبقى زى الفل
يقولى يا عينى مش عارف خاېف اوى اموت من غير مشوف ريم
فصعب عليه اوى وأنا سيبه دلوقتى بعد مراح فى النوم وبرده عمال يخطرف بأسمك حتى وهو نايم ويقول
ريم ريم ريم
ريم بإندفاع لا أنا لازم اروح واطمن عليه بنفسى واشوفه
جلال قلبك حنين يا ريمو وليه حق حاتم يحبك كل الحب ده
بكت ريم وجففت دمعاتها بمنديل معطر أخرجته من حقيبتها طيب بسرعة ربنا يخليك وصلنى ليه محتاجة أشوفه بسرعة
جلال بإبتسامة مكر حالا دلوقتى يلا بينا
ثم ذهبت معه إلى قدرها
أنجز ركان بروح تكاد تطير من الفرحة كل إجراءات خروج مكة
فها قد أصبحت حرة طليقة بعد فترة من المعاناة
وبقلب يخفق بشدة توجه للمشفى ولكنه توقف فى الطريق أمام محل للورود ليختار لها باقة ورد بيضاء كنقاء قلبها
فى حين كانت هى تستعد للقائه فولجت للمرحاض فتوضئت ثم خرجت وأبدلت ثيابها بأحد تلك العبائات الجديدة وأختارت ذات اللون النبيتى مع حجاب تابع لها بنفس اللون ولكن بدرجة أفتح
ثم نظرت لنفسها فى المرآة فوجدت حمرة فى وجنتيها لم تجدها من زمن فتسائلت ألهذا الحد يظهر حبه على وجهى
ثم أخذت تدور حول نفسها بسعادة وهى تمسك بطرف تلك العبائة فقد كانت
كلوش من اعلاها ضيق ومن أسفلها واسع فكانت تبدو بها كالأميرة
وبينما هى كذلك ولج إليها ركان ليتفاجىء بها كذلك فهذه أول مرة يرى على وجهها السعادة فكانت كالبدر المضىء لسماء قلبه المظلمة
فوقف يتأملها طويلا وود لو احاطها بذراعيه وأخبرها كم أشتاق لها
وود لو خبئها بين أضلع صدره لتكون له وحده ولا يراها احدا غيره
وبينما هى تدور حول نفسها ولم تشعر بوجوده أختل توازنها وكادت تسقط فأسرع إليها وأمسك بها بين ذراعيه
لتتقابل اعينهما فى نظرة طويلة نظرة عبرت عن مكنونة القلب التى لا يستطيع أحدهما أن يفصح عنها
بل يحتفظ بها سرا حتى كادت
أن تلهكه ولكن ديما العيون تفضح صاحبها
فالويل لك يا عينى عندما أفصحتى عن ما يخفيه قلبى
تلون وجه مكة وأشتعل قلبها ولكنها أظهرت سريعا الڠضب ودفعته عنها ثم صاحت أنت إزاى تسمح لنفسك تمسكنى كده
ولا يعنى أفتكرت عشان مركزك ورتبتك تقدر تعمل كل اللى أنت عايزه
لا فوق يا سيادة النقيب كله إلا أنا
التوى ثغر ركان بإبتسامة ساخرة ورد بتهكم يا شيخة بس بس أنت فاكرة نفسك إيه
حضرتك كنت هتقعى وأنا لحقتك وصراحة ندمت بعد الكلمتين دول يارتنى كنت سبتك وقعتى واقعدت أتفرج عليك وأضحك
أحسن من طولة لسانك اللى عامل زى الفرقلة ده
كزت مكة على أسنانها بغيظ مردفة تضحك ليه فكرنى أرجوز
فضحك ركان قائلا تصورى صح شبهه بخدودك اللى عاملة زى الطماطمية دى
لتضع مكة يديها على وجنتيها خجلا وتفترش بنظرها الأرض
اعجب ركان بحيائها وقارن بينها وبين شاهيناز فالفرق بينهم بين السماء والأرض فالحياء خلق لا يقدر بثمن أساسه تربية صالحة ليس له علاقة بالمكانة الأجتماعية
الټفت ركان ليرى باقة الورد التى سقطت منه على سهو عندما حاول اللحاق بمكة قبل أن تسقط فالتقطها سريعا وابتسم واقترب من مكة ليهديها إليها قائلا بمداعبة أتفضلى كفارة يا ريس مكة
ولو أنها خسارة فيك بعد الكلام الدبش اللى قولتيه
شعرت مكة بالحرج وندمت على تسرعها فى اتهامه وكلماتها القاسېة له عندما رأت باقة الورد البيضاء التى تفضلها دائما
فتمتمت بخجل شكرا يا سيادة النقيب ومعلش أنا بس لازم أعمل حدود بينى وبين اى حد أجنبى عنى
ركان بإندهاش بس أنا مش أجنبى أنا مصرى زيك زيك
ضحكت مكة حتى وضعت يدها على فمها كى لا تعلو صوت ضحكتها
فتسائل ركان هو أنا قولت نكتة ولا إيه
مكة لا بس عشان كلمة اجنبى مش المقصود بها نوع الچنسية اقصد انك راجل ولازم يكون بينا حدود فى المعاملة
فابتسم ركان وهز رأسه بمعنى فهمت
ركان بمشاكسة هنفضل نكلم فى الأجنبى والمصرى ونفضل هنا كتير
مش يلا بينا بقى نشوف الدنيا بره أحسن من قعدة المستشفى دى
رفعت مكة عيناها الساحرتان له وقد لمعت بالدموع فخفق قلب ركان لها متسائلا ليه الدموع تانى يا مكة
مكة خاېفة يا ركان باشا من الدنيا اللى بره أنا مش حمل صدمات تانى
فتصارعت نبضات قلب ركان حين تذكر حفل خطوبته يوم
الجمعة وكيف ستتحمل تلك المسكينة تلك الصدمة
وكيف لى أن أتحمل تلك رؤية عينيها تمتلىء بالعبرات من أجلى
فنظر لها ركان بحدة قائلا بصوت صارم مكة أنت مش ضعيفة أنت قوية وتقدرى تواجهى اى حاجة ومش عايز أشوف دموعك دى تانى وعايزك تدوسى على الكل برجلك وتحكمى عقلك مش قلبك
ومتفكريش غير فى نفسك ومصلحتك وبس واركنى عواطفك على جمب ده مش زمن المشاعر صدقينى أنا عارف الدنيا اكتر منك
تحيرت مكة فى أمره فكيف يكون بهذه الوداعة تارة
وتارة أخرى يكون بهذه الصرامة كأنه وحش مفترس
أحيانا تراه عاشقا لها وأحيانا تراه جلادا لها
فمن هو إذا
مكة
ولكنى للأسف لا أعلم سوى إنى أحبه فتبا لهذا القلب الذى أخشى أن يهوى بى للچحيم
ركان متسائلا فهمانى
مكة بثقة مش فاهمة حاجة غير إن ربنا أكيد زى منجانى قبل كده هينجينى تانى وده يكفينى
أما باقى الكلام فللأسف مش طبعى ولا هقدر أطبعه يا سيادة النقيب
تنهد ركان بمرارة وهز رأسه قائلا مفيش فايدة
طيب قدامى يا مكة لما أشوف أخرتها معاك
لتتقدمه مكة متمتمة بقولها دعاء الخروج
فأردف ركان بإندهاش انا مش عارف رغم ضعفها جايبة قوى الإيمان دى إزاى
وكل حاجة عندها ليها ذكر لله
وفى الخارج فتح لها ركان باب السيارة لتجلس بجانبه ولكنها وقفت متجمدة لا تتحرك
ركان متعجبا مال سيادتك
ياريت ننجز عشان ماما مستنياك يا أخت مكة
فابتسمت مكة وتراجعت بظهرها للوراء لتفتح الباب الخلفى للسيارة بين نظرات ركان المتعجبة لفعلها
ولكنها تخشبت على إثر قولها لها بحدة بتعملى إيه حضرتك
مكة بتلعثم هركب هنا عشان مينفعش يعنى
فقاطعها ركان بقوله مينفعش إيه
هو أنا هأكلك لما تقعدى جمبى
مكة لما الدور لو سمحتى وأنا مش السواق بتاع جنابك عشان حضرتك تركبى ورا
ثم تابع بحدة أربكتها وهو يشير إلى المقعد الذى بجانبه أتفضلى أركبى هنا
فلم تجد مكة مفر سوى الإستجابة لأمره خشية من إزدياد غضبه
ولكنها ظلت طوال الطريق تخفض بنظرها وتفرك فى يديها بتوتر وركان يتابع حركتها تلك ويبتسم
ثم توقف أمام أحد المطاعم
فنظرت مكة بتعجب قائلة وقفت ليه هنا
ركان مفيش هتنزل بس نفطر الأول وبعدين نروح البيت عشان عارف حضرتك هتكسفى تاكلى هناك فى الأول عقبال متتعودى على الجو
اتسعت عين مكة بإنبهار متسائلة أنت جايبنى المطعم اللى شكله فخم اوى ده عشان بس نفطر امال لما تتغدى بتروح فين
لا ده شكله غالى اوى وحرام تتدبس فى فلوس كتير عشان فطار
ركان ملكيش دعوة أنت بلى هدفعه انزلى بس
مكة لا مش داخلة البتاع ده
ثم جالت بنظرها فى الطريق لترى أمامها على مطلع الطريق عربة للفول ويقف أمامها عدد من الرجال يتناولون سندوتشات الفول أو من
يحب تناوله بلقيمات من طبقه المعد أمامه بإحترافية
مكة يا باشا
ركان يا نعم
مكة بص حضرتك عربية الفول اللى على اول الشارع دى
ركان بنفاذ صبر ملها
مكة اهى دى تأدى الغرض وزيادة ونملى التنك ونبوس إيدينا وش وضهر وهتفضل شبعان لأخر النهار لإنها بتقفل المعدة
جحظت عين ركان بإندهاش قائلا أنت عايزانى أنا النقيب ركان أقف على عربية فول أكل
شكلك عقلك حصله حاجة
وضعت مكة يديها فى إحدى جانبيها قائلة بسخرية وملها يعنى الوقفة على عربية الفول محضرتك شايف أهو كل الواقفين رجالة بشنبات زى حضرتك بالظبط
وناس زيك زيهم من لحم ودم بس حضرتك فاكر انك من طينة تانية غيرنا
ولا اقول انك بس متقدرش على طبق الفول الجامد اللذيذ ده بالبصل ويا سلام لو جمبه الفلافل السخنة المولعة ولا طبق الباتنجان والبطاطس وشوية مخلل
لا أنا فعلا جوعت من التخيل بس
ضحك ركان على طريقة حديثها وشعر بالجوع فعلا والشغف لتناول هذا الطبق اللذيذ الذى تحكى عنه
ركان بنفاذ صبر مفيش فايدة من لسانك اللى عايز قطعه ده
أعمل فيك إيه
أربطك منه
ولا أقصه أختارى
أرادت مكة تلطيف الجو فداعبته بقولها طيب بس أستنى يا باشا لما أكل الأول عشان اعرف أبلع بلسانى
فاڼفجر ركان ضاحكا حتى دمعت عينيه ثم ترجل من السيارة وفتح لها الباب قائلا أتفضلى قدامى يا أخرة صبرى
مكة هنروح فين يا باشا
ركان مبتسما هنفطر أنا وأنت على عربية الفول
جحظت عين مكة غير مصدقة ما تفوه به فبادرته بقولها بجد
يا باشا
ركان اه بجد
مكة طيب يعنى حضرتك راجل أهو ماشاءالله مالى مركزك لكن أنا ست ضعيفة منكسرة ومينفعش أقف كده مع الرجالة ميصحش
فأنت تعمل حسابى فى سنجودتشات وأنت أقف براحتك اضرب الطبق
ركان بسخرية نعم يا حيلتها يعنى أنت تقعدى زى الباشا فى العربية تكلى وأنا أقف
مش هى دى شورتك يبقى لازم تنزلى وتقفى معايا
وست ايه بس
أنا مش شايف ايتها ست
فصكت مكة على أسنانها بغيظ وترجلت من السيارة لتدبدب بقدمها الأرض والأطفال متمتمة بصوت منخفض هو أنا يعنى عشان مش بعرف أتسهوك وأدلع فى الكلام ولا ألبس المحزق والملزق مبقاش ست
لا وكتاب الله المجيد أنا ست ونص كمان وبكرة تشوف أباشا
سمع ركان ما تفوهت به فضحك قلبه قبل ثغريه وحدث نفسه قائلا والله أنت ست الستات يا مكة أنا مش عارف ليه معاك عامل زى الطفل الصغير اللى بيضحك من قلبه
مش عارف أنت عملتى فيه إيه
شقلبتى حالى إزاى كده
وبالفعل وقفا معا أمام عربة الفول يتناولون بنهم الفول والفلافل والبابنجان والبطاطس المحمرة مع طبق المخلل والبصل
وكلما وجدته مكة يسدد لها النظر مبتسما اخفضت هى عينيها خجلا ولكنها كانت تنظر له بقلبها الذى أصبح لا يرى غيره فى دنياها تلك الخاوية
ركان تصورى عندك حق أنا أول مرة أكل كتير كده أكلة زى الفل بس مش عارف بطنى حاسس فيها حاجة
مكة بقلق مالك بس يا باشا
أمسك ركان ببطنه مټألما مش عارف مغص كده بسيط
مكة بضحك شكل معدتك فافى شوية والقولون مستحملش الفول يا باشا
على العموم متقلقش تعال نضرب كوبايتين نعناع وأنت هتبقى زى الفل وعشرة
ركان بضحك مش عارف حاسس إنى بكلم واحد صاحبى مش أنسه
مكة بغصة مريرة الحياة فرضت عليه إنى اكون راجل فى تصرفاتى عشان مجرئش ولاد الحړام عليه
ركان إيه ده أنت زعلتى
وطلع عندك ډم زينا
فكزت مكة على أسنانها بغيظ قائلة تصور حلال فيك اللعبكة اللى عملها فيك طبق الفول
ركان بقه كده طيب يلا قدامى للبيت يا هانم
ثم استقلا السيارة نحو منزلهم
دلال مع شحاته ورجل آخر يدعى سيد عضلات
دلال فهمتوا الخطة يا رجالة ولا أعيد تانى
شحاتة فهمنا يا ست الستات بس يعنى أنت متأكدة أن مفيش حد فى البيت دلوقتى وان البت كرميلا هى اكيد اللى هتفتح الباب ونروح شيلينها زى الشوال
دلال ايوه مفيش غير الست والدته وهى هانم طبعا مش بتفتح الباب وكمان تعبانة حبتين
ولى فاصل البت اللى تشك كرميلا والست إكرام الدادة بتاعة سيادته
شحاته ولمؤاخذة أنت عرفتى منين الكلام ده
دلال وهى تلوى العلكة فى فمها دى اسرار بس هقولك يا ولا
البت نعناعة قصدتها تراقب الست إكرام دى
فمشت وراها وهى رايحة السوق وبس شغل حريم بقه كلمة من هنا ومن هنا
جابت كل اسرار البيت شغالة فين وعند مين
وبس قلتلها نظامها ايه فى اليوم بتحضر الغدا اول مالبهوات يمشوا فى وقت معين
وبكده عرفت امتى البيت فاضى
شحاتة بإعجاب يا دماغك العالية يا ست الكل
طيب إفرضى فتحت الست إكرام نعمل ايه
دلال دى ست كبيرة وأكيد بالعقل هتقول الصغيرة افتحى
ولو يعنى هى فتحت هتقول عايز كرميلا بالأسم هتجبها وتعمل المطلوب ولو برده الست إكرام عملت اى مشكلة خدروها وسبوها مرمية
شحاتة تمام التمام يا ستنا
استعنا على الشقا بالله
يلا يا سيد بينا
وتوجهوا نحو شقة ركان لخطڤ كرميلا
نظرت ريم لتلك العمارة السكنية فى منطقة ميامى متسائلة
هى دى العمارة اللى ساكن فيها حاتم
جلال بمكر ايوه
يلا بينا نطلعله هيفرح اوى
لما يشوفك
ريم بشك بس أنا كنت اسمع أنهم ساكنين فى فيلا وتقريبا فى رشدى
توتر جلال بعض الشىء وقال بتلعثم هما ماشاء الله تلاقيهم بينقلوا فى كل مكان شوية
لكن هو حاليا فى العمارة دى
ريم اه تمام يلا بينا
استقلت ريم المصعد مع جلال بقلب مرتجف وكأن شىء يوحى لها أن عليها أن تهرب ولكن هناك من يمسك بها بقوة كى لا تستطيع الفرار
أتعلمون من هو
إنه وهم الحب كما خدع الكثير من الفتيات فسقطن فريسة له
ريم پخوف هو فيه حد مع جلال فوق
جلال لأ
ريم بإستنكار إيه
جلال قصدى أنت عارفة أنا باباه سفير فى فرنسا وهو عايش لوحده بس اكيد فيه خدامين
بس مالك كده قلقانة ده انسان مريض ومش قادر يتحرك وأنت جاية تاخدى ثواب عشان كمان متندميش لو حصله حاجة من غير متشوفيه
ريم اه اه عندك حق
ومش قلقانة ولا حاجة
ثم وصل بهم المصعد إلى الدور الذى يقطن به حاتم
أخرج جلال مفتاح الباب ليفتح
للتسائل ريم هو انت
معاك مفتاح الباب كمان إزاى وليه
جلال حاتم معتبرنى أخوه وبيثق فيه عشان كده مدينى المفتاح
ثم ولجوا للداخل وقد تثاقلت خطوات ريم حتى وصلت لغرفة نوم حاتم الذى كان ممتد على السرير مدعى النوم
ليقترب منه حاتم بهدوء قائلا باصطناع ل ريم شوفتى يا عينى نايم ومش دارى بالدنيا
ربنا يشفيك يا اخويا وصاحبى
ليفتح الشيطان حاتم عينيه بضعف واصطناع قائلا معقول اللى أنا سمعه ده
صوت ريم ولا أنا بيتهيألى
جلال لا هى ريم يا صاحبى يارب يكون وشها حلو عليك وتفوق كده شويه
لمست ريم يديه بحنو قائلة أنا جمبك يا حبيبى كلمنى وقولى حاسس بإيه تعبان قوى كده
حاتم مصطنع الحب بمكر لا مدام شوفتك قدامى يبقى خفيت
ثم غمز حاتم ل جلال بطرف عينيه ليتسلل بعدها ببطىء ليغادر ويتركهما سويا
فلنتخيل ما حدث إذا
ي
اللهم ألبسني العافية حتى تهنيني بالمعيشة واختم لي بالمغفرة حتى لا تضرني الذنوب واكفني كل هول دون الجنة حتى تبلغنيها برحمتك يا أرحم الراحمين
الحلقة الثانية عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
من المؤلم أن تقف أمام المرآة فلا تتعرف على نفسك أن تنادي بصوت مرتفع فلا يصل صوتك أن تشعر بالظلم وتعجز عن الانتصار لنفسك أن تبدأ بالتنازل عن أشياء تحتاج إليها باسم الحب
غمز حاتم لجلال بطرف عينيه فتسلل جلال بعدها ببطىء مغادرا وتركهما سويا
أنا مكنتش متصور إزاى هيعدى يومى من غير ما اشوفك
ريم بحب وأنت كمان يا حاتم وحشتنى
أنا كنت بدور عليك فى الكلية وقلقت اوى لما لقيتك أتأخرت ولما جه جلال وقال إنك تعبان مستحملتش وجيت عشان اطمن عليك
حاتم بمكر قد كده بتحبينى
ليهمس أنا اكتشفت إنى مش بحبك بس أنا بعشقك يا ريمو
ريم صاړخة أنت عملت فيه إيه يا حاتم
حاتم بهدوء قاټل عملت ايه
عملنا زى أى اتنين بيحبوا بعض ولا أنت مش بتحبينى زى مابحبك
حاتم محدث نفسه نجوز !
أنت شكلك هبلة ولا إيه محڼا حلوين أهو من غير جواز لزمته ايه بقه
ريم حرام عليك يا حاتم الكلام اللى بتقوله ده
حاتم بلا مبالاة اه اه ان شاء الله لما نتخرج
بادلته ريم بنبرة مجذوعة وهى تحاول أستيعاب الأمر أنت بتقول ايه يا حاتم
ازاى بتقول نستنى لما نتخرج
فضحك حاتم بسخرية اه عارف بنت مجدى الزيات اللى شايفة نفسك بيه وبجمالك بس أنا برده يا حلوة ابن المرشدى ومش ابن المرشدى اللى يتقله أعمل ده ومتعملش ده
لتصرخ ريم فى وجهه يعنى ايه
وبتكلم كده ليه يا حاتم
حاتم والله اكلم زى ما يعجبنى وياريت لو تلبسى هدومك وتاخدى بعضك وتمشى عشان عايز أرتاح شوية وانام بعد المجهود اللى عملته وده وحش على قلبى
شهقت ريم لما سمعته من حاتم وشعرت أن الدنيا اسودت فى عينيها فجأة بعد أن كانت كالشمس المضيئة وتسائلت ما حدث حقيقى أم تراها تحلم
هل حاتم بالفعل قضى على عفتها باسم الحب ثم أراد طردها ليخلد إلى النوم
اى قهر وذل هذا وكأنها تقول يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
امسكته ريم من ذراعه بقوة قائلة أنت أتجننت يا حاتم بتقولى أنا امشى بعد اللى عملته فيه عشان تنام
زفر حاتم بضيق ثم شد ذراعه قائلا پغضب ايدك متلمسنيش وأنت مين يعنى
وحدة زى اى وحدة فرطت فى نفسها بسهولة بإردتك وأنا مغصبتكيش
فياريت متصدعنيش ومع ألف سلامة وانسى موضوع الجواز ده
أما لو عايزة نستمر فى الحب كده معنديش مانع وأديك عرفتى شقتى دى أنا مخصصها للحب
أما
لما أجوز يا حلوة فهجوز وحدة عفيفة اعملها قصر تعيش فيه مش وحدة سهلة زيك
صعقټ ريم من كلماتها ووقفت الكلمات فى حلقها وقامت سريعا وارتدت ملابسها ثم غادرت ودموعها كالشلال على وجنتيها تلوم نفسها على ما جنت به
ونام ذلك الشيطان حاتم الذى يظن رغم فجوره إنه سيتزوج بعفيفة لا والله فكما تدين تدان
توجه شحاته وسيد عضلات لمنزل ركان لخطڤ كرميلا كما أمرتهم دلال التى أكلت الغيرة قلبها لرفض
ركان لها
فأخذت دلال تجوب غرفتها ذهابا وإيابا بقلق منتظرة بفارغ الصبر نجاح خطتها مردفة
ياااه امتى يتصل بيه شحاتة ويقولى حصل
نارى مش هتبرد غير لما أعلم وشك الحلو دى بإيدى
وبالفعل وصلوا عند باب شقة ركان وقام شحاته برن جرس الباب
سمعت إكرام جرس الباب فقامت بالنداء على كرميلا لتفتح
كرميلا من داخل المطبخ معلش يا دادة افتحى أنت عشان ايدى فى المواعين
فتوجهت بخطوات ثقيلة إكرام لفتح الباب
وعندما فتحت إكرام الباب
تفاجىء بها شحاتة أمامه فتمعض وجه محدثا نفسه يادى الليلة ليه تفتحتى أنت يا ولية يا فقر
إكرام ايوه انتم مين وعايزين مين
سيد عضلات بهمس ل شحاته هى دى الشوال إلى هنشيله
بس دى تقيلة اوى ولازم المعلوم يضاعف
وضع شحاته يده على فم سيد قائلا هسسسس
هتفضحنا يا بغل
إكرام بنفاذ صبر ماتقولوا عايزين مين ولا نقفل الباب ونخلص
بدل ما انتوا بتسايروا كده انتوا تايهين فى العنوان ولا إيه
حمحم شحاته ثم قال لا مش ده البيت اللى شغاله فيه بنت خالتى كرميلا
أنا عايز اشوفها الله يخليك لأمر ضرورى ممكن
ضيقت إكرام عينيها هامسة ابن خالتها
هى البت دى مش قالت يتيمة وملهاش حد
هو فيه إيه
مين صادق ومين كداب
على العموم هناديها تيجى ونشوف الموضوع
فقامت إكرام بالنداء عليها أنت يا بت يا كرميلا
تعالى فى ناس عايزينك
لتلبى كرميلا النداء قائلة ناس مين دول اللى عايزينى وليه
فوقفت كرميلا أمامهم وعلى وجهها الإندهاش قائلة أنتم مين وعايزين إيه
شحاته عايزك يا بنت خالتى
كرميلا بنت خالتك إيه هو أنا أعرفك أنت شكلك حرامى باين
سوطى يا دادة
شحاتة پغضب ل سيد أنت يا بغل مستنى إيه لما تصوت وتلم علينا الناس
أنجز رش عليها المخدر خليها تهمد وأنا هرش على الست العضمة الكبيرة دى
وعندما بدئت كرميلا الصړاخ أسرع سيد بنثر المخدر على أنفها
لتسقط بين يديه ثم وضعها سريعا فى شوال واحكم غلقه عليها
وكذلك فعل شحاتة مع إكرام ولكنه تركها ممدة أمام الباب الذى اغلقه ورائها
ثم أسرعا بالفرار حتى وصلا إلى سيارة شحاتة ففتح شحاتة صندوق العربية ليضع سيد بها كرميلا ثم ينطلقوا مسرعين نحو العقل المنفذ دلال
اتصلت دلال بهم فى الطريق للتطمئن على نجاح خطتها
ليتسجيب شحاته بقوله اهلا يا ست الستات
دلال بفضول ها إيه الأخبار
طمنى سبع ولا ضبع
تنهد شحاتة بفخر قائلا سبع طبعا هو من امتى
يا ست الستات قصدتنى فى حاجة وأنا منفذتهاش
دلال بفرحة غامرة براوة عليك يا ولا
والله طلعت راجل صح وعرفت تعملها ونظرتى ديما مبتخبيبش فيك
وحلاوتك أنت والنطع اللى معاك كبيرة بس توصلوا بالسلامة
شحاتة بمكر كفاية رضاك عنى يا ست الستات
دلال تسلملى يا واد
شحاتة مسافة السكة ونكون عندك ثم ضحك قائلا بسخرية سنى السكاكين بقه عشان ندبح القطة
دلال لا أنا مش هموتها كده بالساهل
هعرفها مقامها الأول عشان تعرف هى مين وأنا مين
أنا ستها وتاج راسها وهخليها ټندم ندم العمر إنها بس فكرت فى باشا قلبى ركان
شحاته وماله فهميها يا ست الستات يأما تسبهالى أنا ادلعها قصدى أعلمها الادب
دلال بإستنكار اوعى تكون انت كمان دخلت دماغك يا ولا
هو فيه إيه هى سحرالكم ولا حاجة
شحاته بنفى أبدا زيها زى غيرها قضاء مصلحة وقتية
دلال ايوه قول كده ماشى
بس اظبطها الأول وبعدين هخليها مصلحة لكن من هب ودب بنت دار الايتام دى
ويلا أسرعوا عشان أنا على ڼار منها وعايزة أسويها
شحاتة بسخرية عيونى أهو قربنا سخنى المية
دلال بضحك يخربيتك فقرك دمك شربات يا ولا
يلا سلام
شحاته سلام يا سكر محلى أنت
وما هى إلا دقائق معدودة وقد وصلا شحاتة وسيد حاملا الشوال الذى وضع به تلك المعذبة كرميلا
عند دلال ليرميها أمامها ومع تلك الدفعة استفاقت كرميلا لتبدء فى التألم والتململ داخل الشوال
ثم صعقټ عندما استمعت لصوت دلال الجهورى القاسى لهم بقولها
افتحوا الشوال خلينا أشوف اللى افتكرت نفسها وحدة بجد وعايزة تلطش منى الباشا بتاعى
فتح شحاتة الشوال فتصارعت دقات قلب كرميلا وكادت أن تتوقف من الخۏف لتبادرها تلك الشيطانة بجذبها من شعرها حتى اتعدلت واقفة صاړخة
من الألم
كرميلا بصړاخ اه حرام عليك أنا عملت فيك إيه
عشان تعملى فيه كده حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا شيخة
دلال وقد تلون وجهها ڠضبا وبرزت العروق فى عنقها بتتحسبنى عليه يا بنت أما وريتك ايام اسود من شعر راسك ده مبقاش أنا دلال
انهمرت الدموع من عين كرميلا قائلة برجاء أنت ليه بتكرهينى كده
أنا عملت فيك إيه
دلال والغيرة تأكل قلبها مش عارفه يا بت عملتى إيه
ولا بتستعبطى عليه
كرميلا مش عارفه والله حاجة أنت ضحكتى عليه لما طلعتينى من دار الايتام وقولت هتشغلينى وأشوف الدنيا
أتاريك عايزة تشغلينى فى الحړام منك لله يا شيخة
دلال أنا كنت غلطانة يا بت تصورى كنت عايزة اعيشك فى النعيم بدل الشقى والمرمطة اللى كنت عايشة فيهم فى الدار
كرميلا الشقى والمرمطة افضل مليون مرة من العيشة الحړام اللى آخرها جهنم دى
دلال بسخرية ياسلام يا اختى من امتى التقوى والايمان دى
عليه أنا يا بت
عامله نفسك شريفة اوى مهو
باين
امال مين اللى مقضياها معاه حب بقالك كام يوم
ثم أمسكت ذراعها لتلفه بقوة حول ظهرها
لتصرخ كرميلا هو مين ده
أنا معرفش حد اقسم بالله ولا بحب حد ولا ليه علاقة بحد
دلال بتفتكرى إنه بالدمعتين دول هصدقك أنت أصلا طلعتى مية من تحت تبن رغم انك لسه عيلة بس قوية
إزاى يا بت قدرتى تغوى الباشا حتة وحدة ركان وخلتيه ياخدك البيت عنده وخليته ينسانى أنا حبه الأول والأخير دلال
أندهشت كرميلا مما تفوهت به دلال ليعلو صوتها قائلة أنت بتخرفى بتقولى إيه
أنا مع علاقة مع الباشا
مين قال الكلام الفارغ ده
دلال ما أنت هتقولى إيه غير كده لازم تنكرى
ده احنا جيبينك من بيته
تقدرى تقوليلى خدك ليه إلا لو كان عايزك
ليه مجبكيش ليه بعد مطلعتى من الحجز
عملتى إيه قولتيله إيه
كرميلا ولا حاجة والله كل الحكاية إنى صعبت عليه عشان سنى لسه صغير وقال انى زى مقولتى عيلة ومنفعهوش فخدنى لبيت ابوه وامه اخدم مع الست إكرام مش اكتر من كده
عشان يحمينى من پهدلة الشارع
ربنا يجازيه خير يارب
أمسكت دلال بإحدى خصلات شعرها لتحلف به قائلة وشعرى ده أنت عايزة تكلى بعقلى حلاوة
ومفيش حد بيعمل حاجة لله يا بت هو قدملك حاجة وأنت قدمتى قصادها حاجة وعشان كده شبعان ولاقيك قدامه فهيجيلى أنا ليه
كرميلا بصوت منبوح من البكاء والله أبدا حرام عليك كفايا ظلم
دلال حرمت عليك عشتك يا بعيدة
ثم أمرت شحاتة لياخذها ويربطها ويرميها فى حجرة داخلية لها باب سرى لا يعرفه أحد كأنه من الحائط
دلال خد البت دى واربطها وارميها فى الاوضة اللى ياها
عقبال بس مظبط حالى وأروح أشوف شغلى فى الصالة ولما ارجع أكمل عليها السهرة
فضحك شحاتة أحلى سهرة عيونى يا ست الستات
فنفذ شحاتة ما أمرته به دلال رغم توسلات وبكاء كرميلا له بأن يتركها ويرحمها
دموع المظلومين هي في أعينهم دموع
ولكنها في يد الله صواعق يضرب بها الظالم
تمتمت كرميلا يارب أنا غلبانة وأنت عالم بحالى
إنجدنى يارب منهم وارحمنى برحمتك
ثم شردت فى رياض وابتسمت فنبتة الحب بينهما كانت كفيلة بإبتسامة من القلب رغم كل ما تعانى به
ثم تسائلت يا ترى ركان باشا لما يعرف إنى اتخطفت هيدور عليه ولا هيقول كلبة وراحت خلاص ومش هيسئل فيه
وصل لرياض لمنزله وأخرج مفتاحه لفتح الباب
فتفاجىء ب إكرام ملقاة على الأرض مغشى عليها
شعر رياض بالقلق وتلون وجهه فأسرع لها خائڤا وانحنى بجذعه إليها مناديا دادة مالك فيه إيه
ردى عليه
رياض ربنا يستر تكون ماټت ولكنه أمسك بمعصمها وشعر بالنبض فحمد الله قائلا لسه فيها نفس امال ملها تكونش غيبوبة سكر
طيب وفين كرميلا معقولة مش حاسه بيها كل ده
وماما فين
فولج للمطبخ سريعا ولكنه لم يجد لها أثر
ثم ذهب لغرفة والدته فوجدها تغط فى نوم عميق ولاتشعر بشىء فتركها واسرع مرة أخرى لإكرام
رياض بقلق يا ترى راحت فين كرميلا
تكونش راحت تشترى حاجة من تحت
أنا قلبى مش مطمن أبدا وحاسس إن فيه حاجة حصلت
طيب والست دى اعمل فيها ايه
اه أجيب شوية برفان ولا أرش وشها بشوية مية يمكن تفوق
فوجد بجانبه على المنضدة كوب من الماء فقام برش بعضه على وجهها
لتقوم فزعة قائلة ألحقونى هيموتونى
ربت رياض عليها
بحنو قائلا أهدى يا دادة أنا رياض مالك حصل ايه
لتنظر له إكرام بفزع سى رياض الحمد لله إنك جيت الحق يا ابنى البت كرميلا
فانقبض قلب رياض فزعا قائلا ملها كرميلا
هى فين
إكرام مش عارفه يا ابنى هما جم اتنين قالوا إنهم قرايبها
وهى قالت معرفهمش وفجأة عينك ما تشوف الا النور رشوا عليها المخدر وشالوها وجيت أنا اصړخ لقيت برده رشوا عليه المخدر ورحت وقعت من طولى كده
صدم رياض وتحشرجت الكلمات فى جوفه وخرجت متلعثمة بتقولى إيه
كرميلا اختطفت ليضع يديه على وجهه پألم وكان قلبه أن يتوقف ثم وقف مرة أخرى معتدلا لېصرخ يا ترى أنت فين كرميلا
أنا قلبى حاسس وأنا بودعك الصبح كنت حاسس إنى عايز أخبيك فى عينيه
ودلوقتى روحتى منى ومش عارف هلاقيك تانى ولا لأ
كرميلا كرميلا
لتخرج والدته مستندة على عصاها قائلة بفزع مالك يا رياض صوتك عالى ليه
فيه إيه حصل
رياض بآسى كرميلا يا ماما اتخطفت وحضرتك نايمة مش حاسه
سهام بلا مبالاة كرميلا البت الشغالة اتخطفت ليه
وأنت مالك زعلان كده اوى ووشك مخطۏف يا سيادة الملازم
تلعثم رياض بحرج قائلا مش وحدة مسئولة مننا واتخطفت من بيتنا
ده معقول برده وحاجة هينة لما تتخطف شغالة من بيت اللواء مجدى الزيات
راجعت سهام نفسها بعد ما اقتنعت بكلماته
قائلة ايوه دى إهانة وسمعة وحشة لمكانتنا إنما هى فى حد ذاتها عادى غارت نجيب غيرها
لكن بس عشان سمعتنا أتصل بأخوك بسرعة يتصرف
ثم وجهت حديثها ل إكرام وأنت كنت فين لما البت دى اتخطفت وإزاى
إكرام رشوا علينا المخدر يا ست هانم من على باب الشقة ومحسناش
سهام غريبة وليه اصلا يخطفوها
لتكون البت دى وراها مصېبة ولا حاجة يبقى كده خلصنا منها أنا مش عارفة ركان
جبهلنا من اى داهية
نظر رياض لوالدته بعتاب لطريقة حديثها المتعالى على كرميلا ولا كأنها نفس إنسانية مثلنا
ثم شرد فى كلامها حين قالت له أنه من برج عالى وهى تحت اوى ومينفعش يتقابلوا
رياض مهى النفوس المتعالية دى هى اللى صعبت الارتباط بين الطبقات ونسوا أن الحب كفيل بإزالة الطبقات دى بس هما يبعدوا عن طريقنا
أنت فين بس أنا حاسس إنى ھموت من غيرك
افاق رياض من شروده على حديث والدته إلى أخته إلى ولجت إليهم فجأة وعلى وجهها الحزن وآثار للدموع
سهام بقلق مالك يا حبيبتى أنت كنت بتعيطى ولا إيه
إرتبكت ريم قائلة بوهن لا لا ده بس الجو برد اوى تحت خلى عينى تدمع
سهام بعدم تصديق أنت متأكدة إنك كويسة
ريم اه اه بعد اذنكم أنا جايه تعبانة وعايزة ادخل أنام شوية
سهام طيب استنى لما تتغدى حضرلها الغدا يا إكرام
ريم بانفعال قولت تعبانة وهدخل هستريح مش عايزة اكل وياريت محدش يدخل يصحينى
بعد اذنكم
وضعت سهام يدها على قلبها پألم من إنفعال ابنتها الوحيدة عليها
وعدم تقدير إنها والدتها ومن سوء الأدب أن يعلو صوتها عليها
ولجت ريم إلى غرفتها لټنفجر بعدها من البكاء على ما حال إليه أمرها ومما فعل بها حاتم تحت مسمى الحب الزائف
ألقت ريم بنفسها على الفراش تلوم نفسها على ما فعلت فى حق نفسها وكيف استسلمت له بهذه السهولة
ولكن هل ينفع الندم بعد فوات الاوان
ريم هعمل ايه فى المصېبة دى دلوقتى وهتصرف إزاى
أنا حتى مقدرش احكى لحد اللى حصل ولو بابى عرف هيقلب الدنيا
أعمل ايه أعمل إيه
ثم أخذت ټضرب وجهها بكفيها قائلة أنا السبب أنا السبب وهو طلع واطى
مكنتش أتوقع منك ده يا حاتم منك لله
رن هاتف ركان وهو فى سيارته وبجانبه مكة
فوجد المتصل رياض
ركان ده اخويا رياض شكله اكيد بيستعجلنى عشان اتأخرنا على ماما
مكة بخجل معلش طيب رد عليه
فاستجاب ركان له ليصدم عندما سمع منه ما حدث
ركان بتقول ايه
لا مش معقول ليقف ركان بالسيارة فجأة من صډمته لما سمعه من اختطاف كرميلا
ولكن أدى وقوف السيارة فجأة الى ارتطام رأس مكة
فى مقدمة السيارة
ليصعق مرة أخرى ركان عند سماع صړاخها ااااااااه ثم فجأة صمتت
ودود يا ودود يا ودود ياذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعالا لما يريد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني
الحلقة الثالثة عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
كم هو مؤلم أن تضحك وعيناك تصرخ بالدموع ولكن رائع أن تبتسم عندما ينتظر منك الآخرون البكاء
فزع ركان من صوت صړاخ مكة عندما صدمت رأسها فى مقدمة السيارة ثم صمتها بعد فقدانها للوعى
لينظر بعدها ركان للسماء قائلا والدموع فى عينيه يارب
أنا عارف إنى وحش اوى وعمرى ماقربت منك بس هى وكرميلا الخير الوحيد اللى فى حياتى هما الأمل فاحفظهم ونجيهم يارب
ركان بقلب مرتجف اسف اسف يا مكة بس أرجوك ردى عليه وطمنينى إنك كويسة
ولكنه لم يتلقى منها استجابة فارتعد وخشى أن تكون حدث لها شىء فاستجمع قواه بعض الشىء
ثم حاول أن يرفع رأسها ويعود بها للوراء ببطىء ثم أنزل ظهر المقعد شيئا يسيرا لتستند برأسها إليه
وأمسك معصمها ليطمئن على نبضاتها فحمد الله إنها بخير ولكن فقدت وعيها من أثر الأصطدام
فأخرج عطره من تابلوه السياره ولكن قبل أن ينثره على أنفها لتفيق تأملها لبعض الوقت
ركان قد ايه ملامحها هادية وبسيطة أثرتنى من أول لحظة شوفتها ياااه لو يقدر لسانى يعترف ويقولها بحبك
بس أعمل إيه الظروف أقوى منى
فانفعل ركان وتلون وجهه فخجلت مكة مما فعلته
ركان بإنفعال أنت أتجننتى ايه اللى عملتيه ده
مكة بأوصال مرتعدة أنت اللى كنت عايز تعمل ايه
إرتبك ركان وقال بتلعثم كنت هعمل ايه يعنى
كنت بفوق حضرتك بعد مأغمى عليك لما أتخبطتى فى التابلوه
مكة بس كده
أنا كنت حاسه إنك يعنى حاولت
ركان لا محولتش دى تهيؤات أنسى أنسى
ومعلش أنا آسف إنى وقفت ڠصب عنى بعد ما اټصدمت لما وصلى خبر خطڤ كرميلا
قطبت جبينها مكة قائلة ومين كرميلا دى اللى زعلان كده عليها قوى
حاول ركان كتم ضحكاته بعد أن شعرة بنبرة صوتها التى تحمل الغيرة ليتماسك قائلا كرميلا دى بنت يتيمة صغيرة يدوبك كده 17سنة
بتساعد الدادة اللى ربتنا فى البيت وانا المسئول عنها فلازم اتصرف واعرف اللى حصل وأشوف هقدر أرجعها إزاى
مكة بهمس يا حنين !
فضحك ركان قائلا مچنونة ثم همس بس بحبك
لينطلق ركان مرة أخرى بالسيارة متوجها إلى منزله حتى وصل
ثم ولج للداخل ومن ورائه مكة والخجل يمتلكها ولا تكاد ترفع عينيها من الأرض
واستقبلته إكرام بالترحيب قائلا اهلا يا ابنى شوفت اللى حصل للبت كرميلا
ركان بآسى رياض أتصل وقلى بس عايزك تحكيلى بالتفصيل اللى حصل يمكن اقدر اوصل لحاجة تعرفنى مين ورا الموضوع ده
بس
استنى ادخل الآنسة مكة لماما مكة الممرضة اللى هتابع ماما وهتقيم معانا
خدى الشنطة بتاعتها بعد اذنك يا دادة دخليها فى أوضة الضيوف
إكرام حاضر يا ابنى
وعندما أمسكت إكرام بالشنطة وهمت بحملها اسرعت يد مكة لها قائلة بحرج لا شكرا يا امى أنا هشلها
ميصحش حضرتك فى سن والدتى وتشيلى شنطتى
فوقع حب مكة فى قلب إكرام من أول لحظة ونظر لها ركان بإعجاب فما زال فى خلق تلك الفتاة المزيد ليهيم بها عشقا أكثر فأكثر
إكرام عادى يا بنتى سبيها أنا متعودة على كده
مكة لا معلش دلينى بس الأوضة فين وأنا هحطها بعدين هدخل للهانم
وبالفعل ولجت مكة لغرفتها ووضعت حقيبتها ثم توجهت مع ركان لغرفة والدته
قبل ركان يد والدته واطمئن عليها ثم قدم لها مكة
نظرت لها سهام من أعلاها لأسفلها متعجبة من ملابسها المحتشمة فهى لم تتعود من قبل على هذا الستر
سهام بسخرية مين الشوال اللى انت جايبه معاك ده يا ركان
فخجلت مكة وافترشت بنظرها الأرض
ركان بحرج شوال إيه بس يا امى دى الآنسة مكة الممرضة اللى طلبتى منى اجبها وهى هتريحك اوى وهتقيم معانا هنا
سهام بس شكلها يعنى كده
ركان المهم تريحك يا امى مش مهم الشكل
سهام ماشى المهم تكون ايديها خفيفة ومش بتحب كتر الكلام زى اللى قبلها
فانحنت مكة بجذعها وربتت على يديها بحنو قائلة متخفيش يا هانم وأنا هريحك بقدر الأمكان
هو معاد الحقنة جه ولا لسه
شعرت سهام بسخونة من لمسة يد مكة مع أن الجو قارص البرودة فتعجبت !
سهام معادها فات من نص ساعة
مكة معلش انا اسفة على التأخير
ثوانى واكون محضراها لحضرتك
كل هذا وركان يتابع حركتها ونظراتها وحديثها ويزداد إعجابا بها
دلكت مكة ذراع سهام ثم أخذت تتلو بعض آيات القرآن وحقنتها ثم مسحت بالمطهر وتمتمت بالشفا يا هانم
سهام بتعجب شفا إيه هو أنت خلصتى
مكة اه خلاص
سهام
بذهول معقول أنا محستش بحاجة خالص
وكنت سمعاك بتقولى حاجة هو أنت بتسحرى ولا إيه
فضحكت مكة القران فعلا سحر القلوب
نزل عشان يكون للقلب شفاء دواء
سهام بتعجب أنت كنت بتقولى قران
مكة اه كنت بقرء ايات الشفاء
سهام هو فى القرآن ايات للشفا
دى ايه
مكة زى قوله تعالى
قاټلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين الآية 14 من سورة التوبة
وإذا مرضت فهو يشفين الآية 80 من سورة الشعراء
يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين الآية 57 من سورة يونس
ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون الآية 69 من سورة النحل
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا الآية 82 من سورة الإسراء
ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد الآية 44 من سورة فصلت
سهام ماشاءالله صوتك كمان جميل
ثم قامت بالنداء على ركان الذى شرد فى تلك الحورية الغناءة بالقران
سهام ركان ركان أنت يا ابنى رحت فين
ركان نعم يا أمى
سهام عملت ايه فى المصېبة اللى جبتهلنا البيت دى كرميلا
ركان ليه كده بس يا أمى دى بنت غلبانة اوى
ومش هسكت وهقلب الدنيا عليها لغاية ما أجبها
سهام ما أنت جبتها من الشارع وملهاش اصل ولا فصل
ركان دى يتيمة ودى حاجة متعبهاش لكن من جواها كويس اوى
وبعد إذنك هروح اشوف الموضوع ده
ثم نظر لمكة نظرة بعينيه الرمادتين فاحمرت وجنتيها خجلا وكأنه يقول له مع السلامة هتوحشينى خلى بالك من نفسك
سهام أستنى يا سيادة النقيب
فتوقف ركان لسماع والدته لتلقى عليه وعليها الصاعقة التى ستجعل مكة تهتز
ركان نعم يا أمى فى حاجة تانية
سهام ايوه متخليش موضوع البت الخادمة ده ينسيك موضوع خطوبتك الجمعة والترتيبات بتعتها
سيادة اللواء أبوك حجزلك القاعة فعدى على خطيبتك شاهى وخليها تتفرج عليها وتعرف البروجرام بتاعها
لم تتم كلماتها سهام حتى شعرت مكة ببرودة فى أطرافها وكأن المۏت زحف إليها وأغرقت عينيها بالدموع فقد نزل خبر خطوبة ركان عليها كالصاعقة التى قد تؤدى بحياتها
فتسائلت خطوبته معقولة يعنى الإحساس اللى أنا حساه معاه معقول يكون وهم الحب اللى بشوفه فى عينيه وأهتمامه بيه معقول يكون خداع طيب ليه بيعمل كده ليه ليه
لتسدد النظر له بعين دامعة بعتاب ليحتقن وجهه ويتحاشا النظر لها فقد كاد قلبه أن يتوقف هو الأخر فكيف يقول لها إنها هى الحب وإنها تستحوذ على كل عقله وتفكيره
وإنها بين ليلة وضحاها أصبحت دنياه أصبحت النفس الذى يبقيه على قيد الحياة هى نبضة قلبه هى سر ارتباطه بالحياة هى الروح مكة
ولكنه ڠصب على هذه الزيجة وليس بيديه فلتصدقينى يا قلب ركان
ولكن كيف له يبوح ولسانه مقيد
شعرت مكة بالأختناق وكأنه كان الهواء لها وبدونه هى تحتضر
وبصوت مكتوم ودموع تلألأ فى
عينيها استأذنت للذهاب لغرفتها حتى لا يشعر بها أحد فهى تعودت منذ الصغر على كتم أحزانها
سهام أتفضلى بس متنسيش بعد ساعة معاد قياس الضغط والعلاج
مكة بصوت مكتوب متقلقيش يا هانم هكون موجودة بإذن الله
فخرجت أمام ركان دون النظر إليه وود لو كانت نظرت له لتخبرها عينيه بالحقيقة وأنها هى التى فى عينيه
سهام مالك يا ابنى واقف متخشب كده
يلا روح شوف هتعمل ايه فى موضوع البنت دى وبعدين كلم شاهى زى مقوتلك
فاومأ له ركان برأسه ثم غادرها إلى غرفة اخيه رياض
أما مكة فقد رقدت في فراشها لتبكي بكاءا مليئا بالشجن
تنظر هنا وهناك لعل البركان الذي يثور بقلبها يهدأ ولو لوهلة
مع تسارع نبضات قلبها الذى يؤلمه أنه أحب ما ليس له
فماذا عليها أن تفعل
هل عليها تركه الأن لتهرب من هذا الحب المحكوم عليه بالفشل
أم عليها أن تقاوم نفسها لتواكب هذا العالم المليء بالمخاۏف المأساوية
فهل ستنجو هذه المرة من براثن حبه أم ستصبح مقيدة بالفشل العارم !
ولج ركان إلى غرفة أخيه ليتفاجىء به يبكى وهو المعروف عنه المرح دائما ولا تشغله هموم الدنيا قط
فما الأمر الجلل الذى أصابه ليبكى هكذا
حطم بكاؤه فؤاد ركان أكثر وأقترب منه ببطىء وربت على كتفيه بحنو متسائلا
معقول يا رياض بتبكى أنا أول مرة أشوفك بتبكى كده !
ليه
ليرفع رياض عينيه الحمراء من البكاء لتقابل عين أخيه التى تلمع أيضا بها البكاء
ولكنه يقاوم بقدر الإستطاعة
رياض ليه هو أنا مش إنسان وليه قلب ومن حقى أبكى زى اى حد
جلس ركان بجانبه على الفراش وأطلق زفيرا حارا قائلا اه طبعا انسان يا رياض
بس فهمنى إيه السبب
رياض يعنى أنا لما أقول السبب هيفرق لا مش هيفرق كتير
هى قالتلى مش هينفع بس مكنتش عارف إنى كمان هتحرم منها بالشكل ده كمان وتبعد عنى
ركان أنت شكلك واقع فى الحب والبت مدوخاك صح
بس مش لدرجة البكى أجمد كده يا سيادة الملازم
نظر له رياض بعتاب قائلا بحدة ايوه ما أنت قلبك جامد وعمره ماعرف حاجة اسمها حب فهتحس بيه إزاى
كانت كلمات رياض له كالنخجر الذى أصاب قلبه فى مقټل لينفجر باكيا كالبركان الثائر
ركان بإنفعال شديد إيه كلكلم شايفنى جبل إنسان ملهوش شعور معنديش قلب ليه كده
بالعكس أنا اكتر واحد فيكم تعبان بس مليش حق أن أكلم أو اعبر عشان حاسس إنى غريب وسطكم
فبكتم كل حاجة جوايا والكتم ده بيطلع على شكل القسۏة اللى انتوا شايفينها منى
تأثر رياض پبكاء وانفجار أخيه الذى ظنه كالجبل الشامخ الذى لا ينهار
فأقترب منه ليشرعا الإثنان فى البكاء
ثم ابتعد ركان عنه برفق وجفف دموعه قائلا المهم دلوقتى نشوف موضوع كرميلا وبعدين نتكلم يا سى رياض فى الحب وأوجاعه
ليتنهد رياض بغصة مريرة ناطقا اسم معشوقته كرميلا
ليستوعب ركان فى الحال إنها هى الحب ليغمض عينيه ركان پألم
ياااااه هو احنا الأتنين وقعنا فى حب ملوش نصيب إيه الۏجع ده
ركان احكيلى طيب اللى حصل يمكن نقدر نتصرف وترجع فى أقرب وقت
لتلمع عين رياض قائلا يارب أنا خاېف بس حد يأذيها
ليبتسم ركان پألم هامسا لدرجاتى بتحبها
رياض بحرج أنااااااااااااااا
ركان متكملش يا رياض أنا فاهم خلاص
ثم يرن هاتف ركان ويجد المتصل دلال فيزفر بضيق
ركان پغضب أنا مش قولتلك متتصليش بيه تانى أنت إيه مبتفهميش
دلال أعمل إيه وحشتنى
ركان بقولك ايه انا مش فضيلك دلوقتى وعلى أخرى يعنى لو مقفلتيش دلوقتى وبطلتى تتصلى أنا هلبسك چريمة
دلال ما وحدة وحدة يا باشا ويا ترى إيه اللى مزعلك اوى كده ثم ضحكت ضحكة شيطانية
ليغلق ركان الخط فى وجهها
ركان إنسانة ژبالة ومش عارف بتضحك ليه كده كمان بإستفزاز
فجال فى فكره كرهها وغيرتها الشديدة ل كرميلا وهى الوحيدة التى تعرفها فهى ليس لديها أحد لذا لن يكون غيرها التى قامت باختطفاها من أجل أن ټنتقم منه لإبتعاده عنها
جحظت عين ركان وتوعد بالكيل منها قائلا اه لو فعلا أنت اللى ورا الموضوع ده هتشوفى منى أسود أيام حياتك يا دلال
بس مينفعش أوجهها دغرى كده هتنكر وهتاخد وقت عقبال ماتعترف
ثم أبتسم بمكر وتابع
أخدها باللين أحسن ووأقضى معاها وقت ظريف هتسيح ولسانها هيقول لوحده
حلو الكلام
رياض مبتسما پألم هو ايه حلو الكلام
ومين اللي كانت بتكلمك دى
شكلها موزة وأنت تقلان عليها جامد
ركان لا منا هخفف شوية عشان أنول المراد
رياض أنا مش فاهم حاجة خالص
ركان هتفهم بعدين
ثم اخرج هاتفه واتصل بها وحاول السيطرة على انفعالاته
دلال بإندهاش إيه ده بيتصل تانى ليه عشان يهزقنى ولا عايز ايه
هرد وخلاص المهم اسمع صوته حتى لو متعصب وبيشتم أعمل إيه الحب وحش
بس ركان يستاهل يختى جماله حلو يختى دلاله حلو
دلال بصوت خاڤت يعنى بتتصل بعد ما قفلت السكة فى وشى
ايه هتكمل وصلة الشتم ولا نسيت تقولى حاجة تكمل عليه بيها يا أبو قلب قاسى
ركان مصطنع الود اه نسيت أقولك إنك كمان وحشتينى
شعرت دلال بالدوار وأستندت على الحائط وتوقفت الكلمات فى حنجرتها لتحاول بعدها النطق بتعثر
قائلة حضرتك بتقول ايه يا باشا
ركان بضحك بقول وحشتينى بجد
دلال حضرتك يعنى قاصد تكلمنى أنا دولى اللى كنت بټشتم فيه من شوية ولا يمكن قصدك حد تانى واتلغبطت
ركان تؤتؤ تؤتؤ هو أنت دولى وحشتينى وعايز أجيلك شوية فاضية دلوقتى ولا أجيلك وقت تانى
دلال لا وقت تانى إيه هى ساعة الحظ بتتعوض
تعال أباشا تنورنى أنا فى الكازينو
لعب ركان على اوتار قلبها مردفا بقولك وحشتينى تقوليلى كازينو ودوشة طيب هقولك الكلمتين اللى شايلهم فى قلبى إزاى
تخشبت دلال من كلماته التى لمست شغاف قلبها لتعلن على الفور بجد يا باشا
ركان بجد
دلال خلاص ادينى نصاية هكون فى البيت وتشرفنى
ركان تمام كده بس متغبيش عليه
دلال أنااااااا لا مقدرش يا باشا
ده انت الحب كله
خالد فى مطار الأسكندرية ياه أخيرا بعد سنين التعب والغربة رجعنا بلدنا
عامر فعلا مهما الواحد شرق أو غرب بيشتاق لبلده زى متكون هى الډم اللى بيسرى فى عروقنا
بس دلوقتى
هنروح على بيتنا فى بحرى بس أكيد محتاج توضيب وتنضيف وكده
ولا الأفضل نروح اى اوتيل نستريح وننام فيه الليلة مؤقتا
خالد والله انا مش هستريح ولا هيهدالى بال غير لما أعرف فين حكمت وبنتها
عامر إن شاءالله تلاقيهم يا بابا وقلبك يطمن
خالد يارب
ودلوقتى بس نروح نطمن على الشقة ونشوف حد ينضفها وبعدين نروح اى اوتيل نستريح
عامر تمام
يلا بينا
وفى السيارة بابا أن شاءالله هندور على مكان كويس فى نص البلد كده ونأسس فيه شركة للأستيراد والتصدير وتشتغل فى كل حاجة
ويكون هدفنا أننا نساعد بلدنا شوية وهتكون فرصة نشغل فيها شباب كفىء مستنين فرصتهم عشان يثبتوا نفسهم
خالد عندك حق يا ابنى إحنا إيه اللى طلعنا بره وخلانا اتغربنا مهو عشان ملقناش فرصة كويسة
لكن احنا هنساعد بإذن الله الشباب ولو الشركة ربنا كرمنا فيها ونجحت
ممكن كمان نعمل مصنع وده هتكون فرصة أكبر للعمالة المحتاجة
عامر ربنا يوفقنا لكل ما هو خير
خالد يارب يا حبيبى
بس تفتكر نخلى مقر الشركة فين
عامر أظن انسب مكان هو محطة الرمل مكان عملى والحركة فيه كبيرة
خالد تمام على بركة الله نستريح بس يومين ونبدء نشوف مكان
عامر أن شاءالله
شردت زهرة فى عباس وتذكرت ذكرياتهما معا
حين رآها أول مرة أمام مدرستها الثانوية التجارية فأعجب به وترك صديقه الذى كان يجلس معه على القهوة من أجلها
منين القمر
زهرة پغضب ماتحترم نفسك يا اخينا وتشوف كنت بتعمل ايه وتسبنى فى حالى
وإلا ولى خلق الخلق هصبحك أنا بقلم على وشك يعلم فى وشك الحلو ده ويعمل تن تن كمان
فابتسم عباس وأجابها بصوت هادىء أثار غيظها
من حق الجميل يدلع وأخفش أنا من الخربشة يا قطة
بقولك متيجى نعزموكى على إزازة ساقع يمكن تهديك شوية وبعدين نتمشى للمرسى ابن العباس
زهرة پغضب حيلك حيلك أنت فكرنى وحدة من إياهم ولا إيه
اوعى كده عدينى خلينى امشى يا حيلتها
ثم تركته وأسرعت أمامه ليمشى هو ورائها فتلتفت فتجده ورائها فتبتسم وكأنه خطڤ قلبها من أول نظرة
فظلت تمشى وهو من ورائها حتى وصلت إلى منزلها فولجت إليه
وأسرعت إلى شرفتها لتجده يقف متلهفا لرؤيتها فابتسمت ثم ولجت مرة أخرى للداخل
وعندما رآها عباس أردف يا عينى على الحلو اللى شكله مش هياخد غلوة منى
هى الساعة كام دلوقتى
عشان أستناها بكرة فى نفس المعاد
ثم عاد إلى صديقه الذى تركه على القهوة
سليم إيه يا عباس مش تبطل حركاتك دى
كده تسبنى وتمشى ورا البت
عباس معلش أنت عارف إنى بضعف قدام الصنف الحلو
سليم عادتك ولا هتشتريها والمرة دى هتعمل ايه
هتجوزها بحق وحقيقى ولا هتخلى بيها زى اللى قبليها لما شالت منك
فضحك عباس ضحكة شيطانية والله هى وحظها بقه
ركان ل رياض
اجمد كده وان شاء الله هرجعلك كرميلا الليلة
رياض بجد يا ركان توعدنى بده
ركان اوعدك
ثم تركه وغادر
اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي أو مددت إليه يدي أو تأملته ببصري أو أصغيت إليه بأذني أو نطق به لساني أو أتلفت فيه ما رزقتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا علي بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين
الحلقة الرابعة عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
المحب فعلا الحقيقي يكون ناكر لذاته ويهتم أكثر بسعادة الأخر أما الحب المزيف فهو حب يتم وصفه بالأنانية ولا يهتم الا بنفسه ولا يرغب في الټضحية وهذا يكون الفارق بين النوعين من الحب
خلدت زهرة فى المساء إلى فراشها ولكن ذهنها معلق بذلك الشاب الذى خطڤ قلبها من أول لقاء
وتسائلت هل يا ترى ستراه مرة أخرى
نعم فقد كان فى إنتظارها أمام المدرسة فى معاد خروج الفتيات
وعندما وقعت عين زهرة عليه ابتسمت خجلا وفرحت لإنه كان فى إنتظارها
كما أن نظرات الحب المنبعثة من عينيه ألهبت قلبها البرىء ولكن سرعان ما أشاحت بوجهها عنه كأنها لم تراه وتابعت مسيرها
فسمعت صوته من خلفها مرددا مسيره الجميل اللى منشف ريقى يبله بكلمة حلوة ولا حتى نظرة أنا قلبى
هواه من أول لحظة اه بس لو يحس بيه أجبله كل الدنيا ديه
زهرة محدثة نفسها اه يا نارى منك ومن كلامك الحلو بس يا خوفى ليكون كلام بس
فخلينى تقلانة شوية لغاية ماشوف اخره إيه
ثم قام بالنداء عليها قائلا أنت يا سكر يا محلى ايامى
لتتلتفت له زهرة متصنعة الڠضب قائلة وبعدين معاك يا اسمك ايه انت
عباس بنظرة ۏلع
وحب محسبوك عباس
زهرة عايز ايه منى يا عباس وليه ماشى ورايا كده
وبعدين حد يشوفنا ويقول لابويا يقطعنى حتت اصل أنت متعرفهوش ده شغال أمين شرطة وجامد اوى اوى
عباس حبيبى ابو نسب
زهرة يعنى ايه
عباس أنا صراحة كده حبيتك
زهرة وأنا ميكلوش عليه الكلام ده ومبحبش اللى بينط من الشباك بحب اللى يدخل دغورى من الباب فيأما الباب أو تورينى عرض كتافك يا عباس
عباس بثقة وماله باب باب
هكون عندك النهاردة يا جميل أخطب ايدك ورجلك وكلك كده على بعضك حلو
زهرة أنت بتكلم جد ولا برده بتاخدنى على قد عقلى
عباس لا جد الجد أنت متعرفيش عباس ولا إيه
أنا كلمتى متنزلش الأرض أبدا
فشعرت زهرة بالسعادة وطارت إلى منزلها تعد اللحظات حتى يأتى لها عباس خاطبا
وصل خالد وعامر إلى شقتهم القاطنة فى منطقة بحرى
خالد خد أهو المفتاح سمى وافتح الباب
وبينما عامر يفتح الباب إذا بجارتهم السيدة لطيفة فتحت بابها متسائلة
انتم مين وبتعملوا ايه قدام شقة الأستاذ خالد ربنا يرجعه بالسلامة
فالټفت خالد عندما سمع صوتها الذى يحفظه عن ظهر قلب فهى جارته منذ أن قطن تلك البناية وكانت سيدة لطيفة اسما على مسمى وقد احبتها زوجته رحمها الله كثيرا
أقترب منها خالد قائلا ست لطيفة ازيك وازى اخبارك
أنا هو خالد مش فاكرة شكلى ولا إيه
معلش بقه الزمن كبرنا وعجزنا وده ابنى عامر ماشاءالله كبر أهو ورقه راجل
فظهرت على وجه لطيفة البشاشة قائلة استاذ خالد الف حمدالله على السلامه
مبارك رجوعك بالسلامة وماشاء الله يا عامر كبرت وبقيت راجل أنا لسه فكراك لما كنت لسه قد كده الله يرحمها الست والدتك كانت ست أميرة بجد ومفيش زيها أبدا
عامر الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته
خالد وازى الأستاذ سامى جوزك
فدمعت عين لطيفة مردفة تعيش انت يا استاذ خالد
خالد بآسى ياه حصل امتى ده
لطيفة من خمس سنين كده
خالد ربنا يرحمه وأنت على كده عايشة لوحدك
لطيفة بحزن اه ربنا معايا ما أنت عارف ربنا مأذنش لينا بالخلفة والحمد لله على كل حال
خالد ونعم بالله
أستأذنك يا ست لطيفة ندخل نشوف الحال جوا
لطيفة اتفضلوا ولو أحتجتكم اى حاجة خبطوا عليه
خالد ربنا يكرمك
ثم ولجا خالد وعامر للداخل
فنكز عامر والده بقوله لطيفة فعلا الست دى يا حاج
خالد بضحك قصدك ايه يا بكاش
قامت دلال بالنداء على شحاتة فى الملهى الليلى حيث يعمل لديها حارس للملهى
شحاتة آمرى يا ست الستات
دلال والإبتسامة تزين ثغريها الباشا اتصل وهقابله فى شقتى تصور
زى مايكون البت دى كانت عملاله عمل ولما خدته منها فك
شحاتة يعنى كان عندك حق لما قلتى نخدها منه
دلال ايوه
ودلوقتى تعال معايا وصلنى وخدها اتسلى بيها فى الشقة تبعنا اللى فى الدور الأول
مش عايزاها معايا فى الشقة اخاڤ صوتها يطلع كده ولا كده يسمعها تقوم الليلة تبوظ
غمز لها شحاتة بمكر بس كده عيونى التنين يلا بينا
دلال يلا بس بسرعة قبل ميوصل الباشا
وبالفعل أسرعا الشياطين إلى المنزل لتنفيذ ما عزموا إليه
وعندما وصلوا ولجوا إلى الغرفة السرية التى تتواجد بها كرميلا التى أصابها الإعياء من الضړب وقلة الطعام
شحاتة وقد أصابه القلق عندما رآها على هذا النحو إيه ده البت شكلها هتودع ولا إيه
دلال بلا مبالاة فى ستين داهية خلينا نخلص
شحاتة بس كده هتجبلنا مصېبة لو ماټت
دلال بصوت يشبه فحيح الأفعى ليه يعنى هندفنها فى اى حتة ولا مين شاف ولا مين درى
وتناست دلال قوله تعالى إننى معكما أسمع وأرى
فالله يسمع ويرى كل شىء
وهى يتيمة وملهاش حد ومحدش هيدور عليها
خدها بس دلوقتى يلا الباشا زمانه على وصول
فحملها شحاتة دون مقاومة منها لإنها كانت شبه مغيبة عن الوعى
ثم مرت عدة دقائق ووصل ركان إلى دلال
فطوقته دلال بذراعيها وهمست بصوت دافىء معقول الباشا جه لغاية عندى
عشان نعيد من تانى أحلى ليالى مرت عليه فى حياتى
أبعد ركان يديها بنفور قائلا اه اكيد بس خفى شوية أنا جى من مشوار طويل وعايزة الاول أشرب كاس كده يعدل مزاجى
دلال بس كده عيونى
زفر ركان بضيق قائلا مستعجلة ليه متخلينا قاعدين
فاقتربت منه دلال واحاطت عنقه بذراعيها هامسة مش عارف مستعجلة ليه يا كوكو
ماعشان بحبك وتعبت اوى فى بعدك وكنت
ھموت لما كنت بتخيلك مع البت اللى متسمى دى كرميلا
ركان بمكر قد كده بتغيرى عليه وبتحبينى يا دولى
دلال اه اوى يا كوكو
ثم أراد ركان أن يصيبها بالغيرة أكثر لتخرج ما عندها بدون وعى وهى فى حالة السكر تلك
ركان أنا كمان بحبك يا دولى بس صراحة البت كرميلا دى حاجة كده ورور صغيرة ومزة وعليها إحساس
يجنن
رمقته دلال بحنق قائلة يعنى فعلا كان فى بينكم حاجة وبت بتستغفلنى وتقولى أنها كانت خادمة بس ومفيش بينكم حاجة والله لاخد روحها عشان استريح منها خالص
ويارب يكون شحاتة عمل معاها الواجب بالنيابة عنى
فقام ركان كالثور الهائج وأمسك بمعصمها بقوة ألمتها جعلها تصرخ
دلال مټألمة مبراحة شوية يا كوكو هاجى معاك بس بالهدواة
تحول وجه ركان للتجهم الشديد وضاقت نظراته ثم أخرج سلاحھ الميرى وصوبه نحو رأسها قائلا بټهديد هتقولى وديتى فين كرميلا بالذوق ولا أفرغ ده فى دماغك وننهى قصة حبنا پالدم
ارتعدت دلال قائلة اناااا معرفش هى فين
ركان متعرفيش !
امال عرفتى منين إنها كانت خدامة عندى ومين شحاتة اللى هيخلص عليها
أنطقى وإلا أنا اللى هخلص عليك دلوقتى
دلال هتموتنى عشان بت متسواش مليم وأنا ست ستها وبحبك يا ركان
ضغط ركان على شفتيه بقسۏة قائلا أنت نكرة ولا تسوى وهى أشرف منك بكتير
أنطقى هى فين
دلال بصړاخ معرفش معرفش
ركان قدامك تلت ثوانى منطقتيش هضغط الزناد ثم ضغط عليها فأصدر صوتا ارعبها
لتصرخ هى تحت مع شحاتة فى الدور الاول
ركان بټهديد عارفة لو طلعتى بتكدبى هعمل فيك إيه
دلال پخوف حرام عليك مش بكدب مش بكدب
هددها ركان بقوله طيب قدامى
وحضرتك اللى هترنى الجرس وتقفى قدام الباب وأنا هكون على السلم عشان الزفت ده يفتح بهدوء وهو مطمن إنك أنت عشان نخلص من غير شوشرة
دلال حااااااضر بس خلى بالك الزناد يفلت أروح فيها يا باشا
حدث نفسه ركان ياريت عشان نخلص من أمثالك
اتصلت هيام صديقة ريم عليها
فنظرت ريم لشاشة هاتفها وبكت بشدة فماذا ستجيبها
فتركت الهاتف يرن حتى توقف ولكنها أعادت الاتصال فخشيت من عدم ردها أن تأتى لها بالمنزل فاضطرت للإستجابة
ريم بوهن وضعف ايوه يا هيام
هيام بقلق إيه يا بنتى قلقتينى عليك فينك
ملقتكيش فى الكلية ليه النهاردة
مع أن البنات قالوا إنهم شافوك بدرى فاختفيتى فين
ريم بصوت منبوح من البكاء أنا فى البيت واه جيت الصبح بس حسيت إني تعبانة شوية فروحت على طول ومقدرتش أنتظرك
شعرت هيام بنبرة صوت ريم الحزينة فتسائلت مال صوتك يا بنتى مش عجبنى خالص والتعب ده فجأة كده
شكل فيك حاجة وأنت مخبياها عليه
أنت اتخصمتى أنت وحاتم
ريم بإنفعال مش عايزة أسمع اسمه لو سمحتى
هيام لا ده شكل الموضوع كبير
حصل إيه احكيلى
ريم مفيش حاجة حصلت بقولك
ومعلش انا هقفل دلوقتى عشان عايزة أنام واحتمال مجيش يومين كده
سلام دلوقتى
أغلقت الخط ريم لتبدء وصلة أخرى فى البكاء محطمة لا تدرى ما تفعل
هيام لا مش دى ريم أبدا ومش موضوع تعب ده اكيد حصلت حاجة كبيرة اوى بينها وبين حاتم
ربنا يسترها عشان أنا عارفة أخلاق الزفت ده كويس وحذرتها منه كذا مرة
ولجت مكة بقلب محطم على سهام فى المعاد المحدد لمتابعة الاشراف على العلاج والأطمئنان عليها
سهام كويس انك جيتى يا مكة مش عارفة حاسة إن دماغى تقيلة وكل ما أحاول اقوم وأطلع بره شوية مش بقدر
مكة بإبتسامة رغم ألمها سلامتك يا هانم
ده أكيد من الضغط شكله واطى
سهام طيب قسيه كده وطمنينى
فقامت مكة بقياس الضغط ووجدته بالفعل كما قالت
مكة زى مقولت لحضرتك شكلك مش منتظمة أوى فى العلاج
فلازم تنتظمى على النقط ولازم تاكلى اى حاجة حدقة مع الأكل هتظبط معاك
سهام تصورى أنا اتلهيت اصلا فى اللى حصل ومفطرتش حتى
مكة لا ده غلط جدا على صحة حضرتك أنا هروح حالا هجيب لحضرتك الفطار
سهام قولى بس لداداة إكرام
مكة متوددة إليها لا أنا هجيبه لحضرتك وهأكلك بنفسى
فنظرت سهام لعينيها وهى تتكلم فوجدت فيها صدق وحنان تفتقده عندما تتحدث مع ابنتها
وعندما غادرت مكة لإعداد فطار لها حدثت سهام نفسها البنت دى غريبة اوى عينيها بتلمع كده وحنينة اوى وذوق ياريت ريم كانت تهتم بيه كده دى حتى مبتسألنيش أنا عاملة ايه
احضرت مكة الفطار وحرصت على إطعامها ثم سمعت اذان العصر
فأخذت تردد ورائه
سهام متعجبة هو أنت ليه بتقولى وراه كده
مكة عشان الرسول صل الله عليه وسلم علمنا كده
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه
من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي رواه مسلم
سهام اه صل الله عليه وسلم
مكة طيب تحبى أسند حضرتك تتدخلى تتوضى
سهام أصلى
أنا لا مش بصلى ولا حتى أعرف اتوضى إزاى
فشهقت مكة ووضعت يدها على فمها محدثة نفسها كيف وصلت هذه المرأة لهذا العمر ولا تعرف كيفية الوضوء ولم تسجد لله ركعة واحدة
حاولت مكة السيطرة على إنفعالاتها فتبسمت فى وجهها لكى تحببها فى الصلاة
مكة طيب لو تحبى حضرتك أعلمك كيفية الوضوء والصلاة أنا معنديش مانع
الصلاة دى الشىء اللى بيربطنا بربنا سبحانه وتعالى وبنكلمه فيها براحتنا بدون حواجز وبيستقبلنا فيها خمس مرات
فى اليوم وهو ملك الملوك
قضبت سهام جبينها قائلة بعدين بعدين لكن لو حابه أنت تصلى صلى أنا مش همنعك
فابتلعت مكة ريقها بمرارة ثم قامت لتصلى أمامها بخشوع
حتى سجدت وسمعت سهام صوت همهمتها ومناجاتها لله عز وجل
تعجبت سهام من كثرة سجودها ولكنها انشغلت بهاتفها ولم تبالى
ثم جاءت مكالمة من محامى سهام
سهام الو إزيك يا متر ايمن
ايمن بخير يا هانم
كنت عايز أجى عشان محتاج أمضة حضرتك فى التوكيل عشان أبيع الأرض وأدخل الحساب فى البنك
سهام تمام اتفضل يا متر فى انتظارك
ايمن أنا جمب حضرتك هنا قريب يعنى خمس دقايق وهكون عندك
سهام وهو كذلك
لتغلق الخط معه وقد رأت مكة أنهت صلاتها فبادرت بقولها لها لو سمحتى يا مكة
ممكن تساعدينى ألبس بسرعة قبل ما يجى المحامى بتاعى
مكة مبتسمة اكيد تحت امرك
سهام بإندهاش أنت غريبة اوى يا مكة
مكة ليه حضرتك بتقولى كده
سهام علشان عنيك بتقول أن من جواك حزين لكن ديما الإبتسامة على وشك
إزاى بتجمعى بين الأتنين
مكة حبيبنا رسول الله صل الله عليه وسلم مع أنه كان يحمل هم أمة بحالها لكنه لم يرى إلا مبتسما
وكل أمر ربنا خير فعشان كده انا ببتسم حتى لو جوايا حزين
سهام هو أنا كل مقولك حاجة تقولى سيدنا محمد
أنت كل حاجة بتاخديها بالدين
مكة لأن اسلامنا منهاج للحياة كلها من أمور الدنيا والآخرة
سهام طيب
يلا افتحى الدولاب وهاتيلى الطقم الأزرق
مكة حاضر
لتسمعها سهام قائلة قبل بدء اى شىء بسم الله
حين فتحت خزينة الملابس حين قامت بمساعدتها فى ارتداء ملابسها حين ناولتها الدواء
سهام هو أنت ليه كل متبدئى تعملى حاجة تقولى بسم الله
مكة لما نقول بسم الله يعنى بنستعين بالله فى كل عمل نقوم به
وكمان
مهم لقوله صلى الله عليه وسلم كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر أو قال أقطع رواه أحمد في المسند
ليقطع كلامهما استئذان الدادة إكرام لدخول المحامى ايمن بركات
سهام خليه بس يشرف فى الصالون خمس دقايق عقبال ما أتم لبسى
الدادة حاضر يا هانم
وبالفعل بعد ما أنهت ارتداء ملابسها بمساعدة مكة
أذنت له سهام بالولوج إليها فولج أيمن قائلا مساء الخير يا هانم
سهام مساء النور اهلا يا متر أتفضل
مكة بحرج طيب عن أذنكم يا هانم
فوقع نظر ايمن على صاحبة هذا الصوت الهادىء
فوجدها فتاة نعم ليست بالجميلة ولكن يحيط بوجهها نور جذاب فدق قلبه لها فى لحظتها
وسلط نظره عليها عند مغادرتها حتى شرد واستفاق على صوت سهام
مالك يا متر واقف مسهم كده اتفضل أقعد
ايمن بحرج ايوه يا هانم بس هى مين الأنسة دى
أنا أول مرة أشوفها
سهام بسخرية دى الممرضة بتاعتى بس ايه مستشيخة وكل شوية قال الله وقال الرسول
أيمن محدث نفسه بتاعة ربنا تمام حلو يعنى اكتر وحدة هتصبر على ظروفى
أيمن كويس يا هانم دى حاجة حلوة وتتضمنى امانتها ومعاملتها الحلوة
سهام تصور هى فعلا حنينة اوى والإبتسامة مبتفرقهاش
فازداد اعجاب ايمن بها
سهام ها كنت عايزة امضى على التوكيل
أيمن ايوه
وان شاء الله هجبلك فيها أعلى سعر وهحول الفلوس للبنك
سهام ياريت يا متر وكل ميكون سعرها أعلى نصيبك فى البيعة هيكون اكتر
أنت عارف إن ابنى ركان هيناسب بنت المحافظ فعشان كده أنا محتاجة اكبر مبلغ يناسب متطلبات الجوازة دى
ايمن فاهم يا هانم ربنا يقدم اللى فيه الخير أن شاءالله
وأستأذن أنا الأن وسلامى للباشا الكبير والبشوات ركان ورياض
سهام الله يسلمك مع ألف سلامة
وغادر أيمن ولكن عينيه اخذت تبحث عن تلك الحورية المسالمة لعله يراها قبل مغادرته
فوجدها بالفعل تخرج من غرفتها ولكنها عندما وجدت عينيه مسلطة عليها أشاحت بوجهها خجلا وأخفضت عينيها وأسرعت من
أمامه
فابتسم ايمن ياسلام يا جميل إن شاءالله تكونى من نصيبى
كان رياض فى غرفته يعانى بعد كرميلا وتملىء عينيه الدموع ويدندن قائلا
قاللي الوداع وانا اقوله ايه هو الوداع يتقال فى ايه اختارته ليه
واختارني ليه
كان قلبى ليه وقلبه مش ليا حسيت اني لقيت حلم السنين وصحيت فجأة بقيت من المجروحين
ثم تابع
يارب يا ركان ترجع بقلبى اللى غاب عنى
استقل ركان المصعد مهددا دلال بالسلاح فلم تستطع النطق ويكاد الخۏف يفتك بقلبها حتى وقفت أمام شقتها فى الدور الأول ووقف هو على الدرج حتى لا يراه شحاتة
ثم قام هو بطرف أنامله برن جرس الباب ثم ابتعد
رأى شحاتة من العين السحرية دلال فقام فتح الباب على الفور مبتسما إيه يا ست الكل خلصتى الليلة بدرى بدرى يعنى
ده أنا لسه مقمتش بالواجب
ليتفاجىء بركان أمامه قائلا بسخرية ايوه عندك مانع
فشحب وجه شحاتة وقال فزعا الباشا
لتصرخ دلال اديله فوق دماغه يا ولا ميهمكش باشا من غيره قبل مايخلص علينا
فأخرج شحاته سکينا حادا باغت به سريعا ركان فأصابه بچرح فى وجهه
فاشټعل ركان ڠضبا وغلت الډماء فى عروقه وصاح لا أنت كده اقرء الفاتحة على روحك
فسدد له ركان عدة ضربات متتالية فى وجهه ويده حتى سقطت منه السکين
وانتفخ وجهه وڼزفت الډماء من شفتيه فاستغاث بدلال
ألحقينى يا ست
الكل ھيموتنى
ركان عامل فيه راجل بتستغيث بست
لا استرجل ورينا الرجولة
أمسكت دلال سريعا بزهرية الورد الزجاجية من ورائه وكادت أن تسقطها على رأسه ولكن نجاه الله بصوت كرميلا التى تحاملت على نفسها وخرجت من غرفتها عندما سمعت صوت ركان مستندة على الحائط
وعندما رأت دلال ممسكة بالزهرية فصړخت خلى بالك يا باشا وراك دلال فالټفت سريعا لها فالتقطها منها وألقاها على الأرض فتهشمت
فتراجعت دلال للوراء خوفا ولكنه أمسك بها وبطش بها ضړبا حتى اغشى عليها
وبينما الټفت ركان ليرى كاميلا كان قد وصل إليها شحاتة بعد أن التقط سکينه ووضعه على عنقها قائلا بټهديد ھڨتلها لو فكرت تيجى جمبى تانى أدينى الأمان وأوعدنى مش هتبلغ عنى
وأنا أسبها
ركان مفيش فايدة فيك بتتحمى فى ست يا حيلتها وعشان أنت كده ملكش لزمة
سبها بالذوق وأوعدك هخدها بسلام وأمشى من غير ماحد يحس لكن لو لمستها أو حولت تانى تمسها أنت وست الكل بتاعتك قول على نفسك يا رحمن يا رحيم
شحاتة لا يا باشا حرمت
طيب سبها تعالى يا كرميلا
فتركها شحاتة لتسرع إلى ركان ليشعر براحة لم يعرف تفسيرها
أفاقت دلال على صورة ركان وكرميلا بين لتشتعل الڼار فى قلبها أكثر
فدارت بعينيها حولها لتملح سلاحھ الميرى قد وضعه على المقعد حينما كان يصارع شحاته
فالتقطته سريعا وأطلقت الڼار لتصيب فى مقټل
الحلقة الخامسة عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
تحتاج المرأة إلى شخص واحد فقط ليبادلها الحب ولكنه يحبها كالبركان پجنون دون أية حواجز رجل واحد يمتلك جميع هذه الميزات ليقدم حبه لشخص واحد فقط
انتظرت على أحر من الجمر زهرة معشوقها عباس يأتى لخطبتها كما وعدها
حتى حل المساء فسمعت صوت طرق على الباب
زهرة برجاء يارب يكون هو
فتح والد زهرة الباب فوجد شاب غريب فتسائل مين حضرتك
عباس محسبوك عباس خليل
والد زهرة خير يا عباس يا خليل
تصنع عباس الحرج قائلا خير ان شاء الله أنا كنت لمحت بنتكم وهى طالعة من المدرسة وصراحة عجبنى أدبها وأخلاقها فوقعت فى قلبى
وقولت يا واد يا عباس هى دى الزوجة الصالحة اللى بتتمناها فهوب جيت جرى أطلب القرب
والد زهرة ببشاشة وجه اتفضل يا ابنى جوه نتكلم براحتنا
فولج عباس مصطنع الخجل وعندما جلس بدء يعرف عن نفسه وأنه يعمل فى إحدى المطابع ولديه شقة والديه فى المرسى ابن العباس يقطن بها بمفرده بعد أن توفاهم الله ولذا يريد من تونس وحدته
ثم تابع
ها قولت ايه يا عمى
والد زهرة قولت كل خير يا ابنى على كل حال مش هينفع طبعا أرد عليك دلوقتى لازم ناخد وقتنا
فإن شاءالله تشرفنا بعد يومين كده أكون شاورت الجماعة
زاغت عين عباس يمينا وشمالا قائلا براحتك يا عمى شورهم زى ما أنت عايز بس طيب مش هشوف عروستنا ولا إيه
تمعض وجه والد زهرة قائلا أظن أنت شفتها خلاص وعرفها فتستنى رئينا الأول بالموافقة وساعتها تقدر تشوفها وتكلم معاها كمان
عباس محدث نفسه بنفور من اولها كده تحكم وقلبان وش شكلى مش هعمر كتير معاهم أنا بحب الفرفشة
ثم أستأذن عباس للمغادرة
فأسرعت زهرة لغرفتها بعد أن كانت تختلس السمع لحواره مع أبيها
شعرت زهرة بالخۏف والقلق من حديث أباها فأردفت ربنا
يستر وميجيش تانى عباس منه عارفة ابويا وطبعه يطفش
قام بعد ذلك والد زهرة بالنداء على زوجته
والدة زهرة نعم يا ابوزهرة
خير يا خويا ومين الضيف اللى جه ده ومشى بسرعة كده وملحقتش أقدمله حاجة يشربها
والد زهرة أقعدى يا ام زهرة عايزك
والدة زهرة وادى قعدة خير يا خويا
والد زهرة الضيف كان شاب طالب ايد زهرة بيقول شافها وهى خارجة من المدرسة
والدة زهرة ببشاشة وجه يا منته كريم يارب عريس
ألف بركة ده يوم المنى لما نفرح بالبنت اللى حلتنا
والد زهرة مهى عشان اللى حيلتنا مش هنرميها لأى حد يخبط على الباب كده
فلازم أسئل عليه كويس اوى ونعرف أصله وفصله عشان منرجعش نندم ونقول ياريت
والدة زهرة عداك العيب يا خويا وربنا يكتب اللى فيه الخير ويسعدها يارب ونشوف عيالها
والد زهرة يارب دى امنيتى قبل ما أقابل وجه كريم
والدة زهرة متقولش كده يا اخويا هتعيش لغاية متجوز عيالها كمان
أستافقت دلال على صورة ركان وكرميلا لتشتعل ڼار الغيرة فى قلبها أكثر وأكثر
فبحثت بعينيها حولها لكى ترى اى شىء تقذفهما به
فلمحت سلاحھ الميرى الذى قد وضعه على المقعد حينما كان يصارع شحاته
فالتقطته سريعا وصوبته نحوهما و ضغطت على الزناد إستعدادا لإطلاق الڼار
ولكن فى تلك اللحظة رن جرس الباب فالټفت ركان ليجدها مصوبة الڼار إليهما فنكس رأسه سريعا هو وكرميلا لتفادى الطلقة لتستقر فى رأس شحاتة الذى كان من خلفه فصړخ صړخة مدوية هزت أركان المكان ثم لفظ أنفاسه وسقط قتيلا
ففزعت دلال وأصابتها حالة هيسترية فركضت على إثرها نحو الشرفة ثم ألقت بنفسها منها حتى سمع دوى لصړختها أفزع كل المحيطين بها
لټنهار بعدها كرميلا بين يدى ركان من هول ما رأت وسمعت فحملها بين يديه ونزل بها
سريعا إلى سيارته فوجد الناس متجمعين حول دلال
ولكنه لم يهتم وانطلق مسرعا ب كرميلا ولكنه أبلغ الشرطة عما حدث ليخلى مسئوليته بعد قتل شحاته
ثم أتصل بأخيه ليباغته رياض بقوله النابع من قلب محب
ها لقتها صح طمنى طيب هى معاك كويسة طيب خلينى اسمع صوتها
أنت مش بترد ليه اوعى تكون ملقتهاش
ركان بضحكة ممزوجة پقهر أنت ادتنى فرصة حتى أقولك حاجة
رياض طيب خلاص سكت أهو قول أنا سمعك
ركان هى معايا اهى بس رايح بيها المستشفى
رياض بقلق ليه مالها
اوعى تقول إنها حصلها حاجة المچرم اللى خطڤها عمل فيها حاجة
ركان اصبر بس عليه هى كويسة بس شكلها بس هو الخۏف والموقف كان صعب عليها وده أثر عليها فأنا هخدها هطمن بس
رياض طيب هتروح فين وأنا هحصلك
ركان مستشفى الصخر فيكتوريا
رياض تمام دقايق وأكون عندك
فأغلق ركان الخط وتسائل كيف هى حوريته مكة الأن
كيف ستتقابل أعينهما من جديد بعد أن علمت بأمر خطبته وأن طريق الوصول له أصبح مستحيلا
لذا قرر أن ينسيها حبه حتى لا تتألم فيكفى ما بها من ألم ولا يريد أن يرى إنكسارا فى عينيها مجددا
فكان خطته أن يظهر الحب لخطيبته أمامها ويسىء معاملتها بعض الشىء حتى تكرهه فيطيب جرحها سريعا
ولكن هيهات فمن أحب بصدق لا يعرف قلبه الكره أبدا مهما صدر من معشوقه
وستكون أفعاله تلك كالسهام التى ستدمى قلبها
فأى عڈاب هذا أصاب العاشقان مكة ركان
وهل هذه هى نهاية ذلك الحب الطاهر
ليقطع شروده إتصال من ابيه ېعنفه
مجدى بصوت حاد منفعل أنت فين يا سيادة النقيب المغامر بنفسك عشان حتة شغالة لا راحت ولا جت
ركان بحرج بابا أناااااا
مجدى مفيش كلام وحسابى معاك بعدين
واسمعنى كويس هقولك ايه
دلوقتى حالا تروح لخطيبتك هى مستنياك وتخدها وتنزل تجيب دعاوى الفرح من القاعة وتروح بيها عند اللواء المحافظ ابوها فى مكتبه وتديله العدد الخاص بيه وسكرتير مكتبه هيقدمها للناس اللى عايزهم يشرفوه فى الفرح
سمعت أنا قولت ايه ولا أعيد تانى
تنهد ركان پقهر قائلا سمعت حاضر وهنفذ
مجدى تمام وبعدين هتجيلى مكتبى تجبلى حوالى عشر دعوات والباقى هتديهم لوالدتك تصرف
ركان حاضر اى أوامر تانية
مجدى بسخرية ايوه عايزك ظريف كده مع خطيبتك زى ما أنت ظريف على الأشكال اللى بتعرفهم ولا فكرنى نايم على ودانى ومش عارف سيادتك بتهبب إيه من ورايا بس كنت ساكت لغاية ما تتلم وتجوز
بس من الوقت ده تنسى كل حاجة كنت بتعملها وإلا هيكون ليك رادع كبير
ابتلع ركان ريقه بصعوبة قبل أن يجيبه قائلا ممكن أسئل حضرتك سؤال
مجدى ولو أنى مش فاضى بس أتفضل
ركان والدموع بدئت تتلألأ فى عينيه هو حضرتك ليه بتعاملنى بالأسلوب ده دون عن أخواتى
صمت مجدى للحظة قبل أن يجيبه بفظاظة عشان أنت مفروض الكبير العاقل وعارف مصلحتك
بس للأسف خيبت ظنى فيك
سلام ثم أغلق الخط فى وجهه
لتبدء عبرات ركان فى الإنحدار على وجهه ثم شعر بيد حانية قد وصلت إلى وجنتيه تمسح عنهما العبرات
فنظر ركان مټألما لتلك اليد التى مسحت دموعها يد كرميلا التى استافقت ولكنه لم يتكلم
فباغتته كرميلا بقولها رب الخير لا يأتى إلا بالخير
متزعلش يا باشا هو أكيد عايز مصلحتك فاسمع كلامه ثم انهمرت دموعها هى الأخرى قائلة بصوت منبوح ياريت أنا كان عندى أب وأم يقولولى أعملى ده ومتعمليش ده
العيلة نعمة كبيرة يا باشا مبيعرفش قيمتها غير اللى اتحرم منها
فمعلش أصبر على الباشا الكبير وأعرف وأتأكد أن ربنا لو كاتب لك حاجة هتنولها رغم إنك شايف إنها مستحيلة بس هو ربنا سبحانه وتعالى هو رب المستحيل فقول يارب بس وسبها تيجى زى ما ربنا سبحانه وتعالى عايز
شعر ركان بعد كلام تلك الفتاة الصغيرة كرميلا براحة وكأنها أطفئت الڼار المشټعلة بين جمبيه
فابتسم لها قائلا أنت شكلك زيها منين بتجيبوا الكلام ده رغم حياتكم الصعبة
فابتسمت كرميلا بعين دامعة مردفة مهو اللى زى حالتنا يا باشا ملهوش غير ربنا فبيتعلق بيه وبيرمى حموله عليه
بس قولى هى مين اللى أنا زيها وعينيك كده لمعت ليه
ركان بإبتسامة هتعرفيها لما نرجع البيت وشكلكلوا هتكونوا أصحاب لإنكم متفقين فى حجات كتير بس عايز منك طلب
كرميلا أؤمرنى يا باشا أنت ليك جميل عليه عمرى ماهنساه
ركان عايزك تقفى جمبها اليومين الجايين دول بالذات لأنهم هيكونوا اصعب ايام حياتها وتهونى عليها بكلامك الحلو ده
فتمتمت كرميلا لا أنت شكلك وقعت فعلا فى الحب بجد يا باشا بس برده للأسف شكله حب ملهوش حظ
للتتنهد پألم زيى كده أنا ورياض
ربنا يتولانا برحمته ويكتب لنا مخرج من عنده
وصل ركان امام المشفى فوجد رياض فى إنتظاره
أبتسم ركان على وصوله قبلهم وكأن قلبه قد طار به
ركان مبتسما لرؤية رياض كويس رياض أهو هسيبك معاه يدخلك تكشفى وتتطمنى على نفسك
وأنا امرى لله هروح أقضى المشواير اللى بابا طلبها
كرميلا ربنا معاك يا باشا
ثم وجدت من فتح لها باب السيارة ومد لها يده وعينيه تبوح بما عجز عنه لسانه
فاحمرت
وجنتيها خجلا من نظراته إليها وخفق قلبها
رياض بمداعبة ها هتعرفى تنزلى لوحدك ولا أشيلك
ركان بضحك خف يا حضرة الملازم
رياض السمع والطاعة يا باشا
المهم لما ادخل بيها المستشفى اكشف أقولهم إيه
بتعانى من مرض الخطڤ وحالتها صعبه
اڼفجر ركان ضاحكا حتى دمعت عيناه قائلا لا أنت اللى حالتك صعبة
أنا ماشى قبل ميجرالى حاجة واتصرفوا انتوا مع بعض
رياض ماشى بتخلع يعنى
وهو كذلك يلا يا بنتى نشحت قصدى نكشف
بس قوليلى هو أنهو حتة بټوجعك فين الواوه
فابتسمت كرميلا ليطير عقل رياض قائلا بس بس انا عرفت دلوقتى هنكشف إيه
وهدفع تذكرتين كمان
كرميلا هنكشف إيه
رياض قلب واحتمال لو ضحكتى تانى
اكشف صدر عشان ضحكتك دى هتسببلى ذبحة صدرية
وممكن كمان نكشف رمد عشان حاسس إنى مبقتش أشوف غيرك فى الدنيا
كرميلا بزفير حار سى رياض أنا لو أى وحدة تانية فى مكانى سمعت الكلام الحلو ده كان زمانى هكون أسعد وحدة فى الدنيا
بس أنا يمكن اه صغيرة بس الدنيا كبرتنى بدرى
فربنا يخليك احفظ مقامتنا
خليك انت فى العالى وخلينى أنا فى مكانى
زى ماقوتلك صعب تخدنى ليك وأنا مقدرش أخليك تنزلى
تجاهل رياض كل كلماتها قائلا بحب بس تصورى إنك وحشتينى
لتشهق كرميلا مردفة أنت سمعت أنا كنت بقول إيه
رياض اه ودانى سمعت لكن قلبى لا
وأنا بحب قلبى وبسمع كلامه
كرميلا حتى لو هيغرقك
رياض لو كل الڠرق حلو كده زيك موافق
وبصى اللى أنا شايفه إنك مش محتاجة مستشفى أنت مهستكة وعايزة تتنفخى ههه قصدى تملى التنك وهتبقى تمام
فتعالى اغذيك سنجوتشين كبدة بالردة تمام
هيخلوا الدموية تجرى فى خدودك
فضحكت كرميلا ليستغيث رياض ياربى لما القمر يطلع بالنهار
ويلا بيننا عشان أنا جوعت عشان لو صبرت اكتر من كده مش هلاقى غيرك أكله هم هم
فأمسك رياض بيديها ولكنها ابعدتها عنه بخجل قائلة وبعدين كده ما يصحش
رياض لا يصح عشان هنعدى السكة وهخاف عليك
فأمسك بيديها عنوة ثم أسرع بها نحو طريق البحر
فتخللت رائحته المميزة صدورهم
كرميلا الله ريحة البحر حلوة اوى
رياض فعلا فى الشتا بتكون مميزة ومعاك بتكون أحلى كتير
ثم وقف أمامها وبدء فى الغناء بصوته النادى
الايام معايه يا حبيبي
ايدك هاتها في اديه وعينيك سبها في عنيه
وتعال انا و انت ننسى عذابنا ننسى تعبنا لسى ايامنا الحلوه جايه
الدنيا يا عمري وحده حنعشها مره وحده
انا عايزك تبقى جمبي جوه قلبي شاري
حبي ومعايه مش عليه
آه لو كان بايدي كنت اخطڤ من الليالي نجم السما اللي عالي
واجيبهولك هديه
فدمعت عين كرميلا فمسح رياض بأطراف أنامله عبراتها قائلا اه لو بإيدى أمسح حزن الدنيا كله عنك
كرميلا خاېفة بعد مأعيش معاك فى الجنة يرمونى للڼار
تنهد رياض پقهر سبيها على الله
وطمنينى بس عليك حد مسك من المجرمين دول
نكست كرميلا رأسها بحزن وانهمرت دموعها كالشلال
فقبض رياض على يديه بقوة وڠضب قائلا يعنى حصل اللى كنت خاېف منه ثم لمس وجهها ورفعه إليه قائلا بصيلى قوليلى إنه محصلش
كرميلا بصوت منبوح من البكاء هو محصلش مع اللى خطفنى
جحظت عين رياض ثم أردف امال حصل إزاى وامتى فهمينى
كرميلا بصوت منبوح من البكاء حصل بسبب اللى كانت السبب فى خطفى ڠصب عنى صدقنى يا رياض
ثم بدئت تقص عليه ما حدث منذ أن أخذتها دلال من دار الأيتام إلى لحظتها معه الأن
لټنهار بعدها كرميلا من البكاء ليهدء من روعها
رياض پقهر خلاص إهدى وانسى كل حاجة حصلت زمان وفكرى فى إنى بحبك يا كرملتى
ابتعدت عنه كرميلا مردفة ومفكرتش أنت مصير الحب ده ايه
ليه عايز تتعب نفسك وتتعبنى معاك وتخلينى أعيش اوهام
أنت من طينة تانية خالص صدقنى مينفعش مينفعش
رياض طينة وهباب إيه بس
أنا جعان وأنت جعانة يبقى احنا واحد بشړ واللى بيجرى فى عروقك وعروقى ډم مش أنت ډم وأنا كركرديه
فضحكت كرميلا مردفة مفيش فايدة فيك بتقلبها ضحك برده
رياض أنا لو معملتش كده ھموت فأرجوك خلينا نعيش اللحظة وخلى الباقى لربنا يمكن منعرفش
كرميلا ونعم بالله
رياض طيب يلا بينا ناكل
كرميلا يلا
وبعد حين من الوقت عاد بها مرة أخرى إلى المنزل بعد أن أقتبس شىء يسير من السعادة ولكن بمجرد وولوجهم للمنزل عادا كالأغراب فأى ألم هذا
استقبلتها دادة إكرام بالرحيب الشديد
إكرام بشاشة وجه حمد لله على السلامة يا بنتى أنا كنت هتجن عليك وكنت خاېفة يكون حصلك حاجة
طمنينى عليك أنت بخير
حد عملك حاجة من المجرمين دول
كرميلا متقلقيش أنا بخير الحمد لله
وركان باشا ربنا يكرمه انقذنى فى الوقت المناسب
رياض معلش يا كرميلا أدخلى سلمى على ماما ولو سمعتى كلمة كده ولا كده منها أستحملى عشان خاطرى
اومئت كرميلا برأسها بالموافقة ثم ولجت إلى غرفة سهام التى استقبلتها بنفور قائلة أنت رجعتى
يا ترى فيه إيه وراك عشان يحصل كده
نكست كرميلا رأسها بحزن وتجمعت العبرات فى عينيها ولكن ما خفف عنها هو يد ربتت على كتفها بحنو
فنظرت لمن ربتت عليها فوجدتها تلك الفتاة التى حدثها عنها ركان
وبالفعل رأت فى عينيها لمعة حب مختلفة وقڈف الله فى قلبها حبها من أول وهله فابتسمت
لها كرميلا
فتبدلت مشاعر الغيرة التى كانت تكنها لها مكة بمشاعر حب لتلك الفتاة المغلوب على أمرها
التى ذكرتها بنفسها
فأصبحوا من تلك اللحظة صديقتين مقربتين
سهام بتكبر على العموم روحى دلوقتى شوفى شغلك
ولما يجيلى ركان هشوف الموضوع ده
كرميلا بحزن دفين الله يعافيك يا ست هانم بس والله أنا يتيمة ومليش اى حد فى الدنيا غيركم
ومفيش حاجة ورايا
و كل اللى حصل ده كان ڠصب عنى
زفرت سهام بضيق قائلة أنت هتحكيلى قصة حياتك أنجرى يلا على المطبخ مش عايزة كتر كلام
تنهدت كرميلا بغصة مريرة ثم غادرت والقهر يملئ جوفها حتى كادت تختنق
زفر ركان بضيق قائلا صبرنى يارب على مشوار عروسة المولد بتاعتى شاهيناز
شاهيناز بدلال من نافذة السيارة هاى بيبى
منزلتش ليه تفتحلى الباب
ركان بضيق وأفتحلك ليه
أيديك ۏجعاك ولا حاجة
شاهى نووو بس ده إتكيت يا كوكو ولازم تتعلمه
هى مامى قلتلى أن حياتكم عملية كتير شور أنا فاهمة ده
بس لازم برده تاخد بالك من الحجات الصغيرة دى عشان صورتى قدام أصحابى
ركان أنا مش بغير نفسى عشان الناس
ده ميهمنيش ولما احب أتغير هغير عشان أنا عايز ده مش عشان حد
فزفرت شاهى بضيق وفتحت هى باب السيارة وجلست بجانبه
فنظر لها ركان بنفور قائلا إيه الشبابيك اللى فتحاها فى بنطلونك دى
أنت مش حاسة إن الجو برد مش خاېفة حتى على صحتك تخدى برد
شاهى دى الموضة حتى لو بردانه كفايه احساسى إنى شيك هيدفينى
قطب ركان جبينه وحدث نفسه احساسك هو أنت بتحسى من أساسه
يلا هى جوازة طين من أولها
ثم اتجه بها إلى القاعة كما أمره والده وترك الحديث لها مع القائمين فى برنامج حفل الخطوبة تحاورهم وتناقشهم
وولكنها اعترضت كثيرا جدا على اختياراتهم حتى شعروا بالملل
أما هو فكان بينهم بعقله ولكنه بقلبه مع مكة يتسائل ما تفعل الأن
هل تشتاق له كما يشتاق هو إليها
ولكن عليه أن يخفى هذا كما قرر ويظهر عكس ما يشعر به
أسدل الليل ستاره على الجميع
وتوجه كل واحد منهم إلى فراشه أما مكة فمكثت تناجى ربها فى ركعات قيام قبل النوم
تحدثه عن ما يحزنها وتبكى على سجادتها فإن رفعت رأسها رفع الله عنها الحزن
وبعد الأنتهاء من الصلاة رفعت يديها بالدعاء
يارب أنت تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك وأنت علام الغيوب إن رئيت فى امرى معه خير فيسرنى له وإن كان شړا فابعده عنى ثم أرضنى به فقد فوضت امرى إليك يا ارحم الراحمين
وبينما هى تدعو الله عز وجل سمعت صوت ركان بالخارج فدق قلبها بشدة له
ولكنها أصابها القلق عندما سمعت شىء سقط بالخارج فأسرعت لترى ما حدث
فوجدته يترنح ويدندن وقد أوقع زهرية بدون أن يشعر وكاد أن يسقط بسبب ترنحه هذا
فأصاب قلبها الفزع فأسرعت إليه لتقوم بإسناده
ولكنها تفاجئت به يدفعها بقسۏة قائلا أنت أبعدى عنى أنت السبب فى اللى بيحصلى
مكة بإندهاش أنااااا هو أنا اللى قولتلك أشرب واغضب ربنا ليه بس عملت كده ليه
فأمسكها ركان بقوة من ذراعها حتى تألمت قائلا مش عارفة ليه
عشان أنساك أنساك
وعايز أكرهك ياريت مكنتش شوفتك وفضلت على حالى زى الأول أنا ركان اللى محدش يقدر يقف قصادى
تيجى أنت وتخلينى كده أبعدى مش عايزك قدامى امشى مش عايز أشوفك
فاعتصر قلب مكة وانهمرت الدموع من عينيها وأسرعت لغرفتها باكية
مكة پقهر ليه كده يا ركان
ليه بتتحول ديما ساعات أحس إنك زى الطفل الصغير اللى محتاج احتواء وساعات تكون زى الۏحش من غير قلب
أنا تعبت ومبقتش عارفة أنا ايه باللنسبالك
معقول كل تصرفاتك دى كانت مجرد شفقة وأنا ولا حاجة
وفعلا أنت مش ليه وهتروح لغيرى
طيب ليه طلعتنى من السچن ليه
كان السچن باللنسبالى أحسن من اللى أنا فيه دلوقتى
سجن المشاعر والأنكسار والأحتياج
أما هو فقد ولج لغرفته وارتمى على فراشه ولأول مرة يتسلل الدمع لعينيه
وما أصعب دموع الرجال فإنها إن دلت تدل على شدة القهر
فى اليوم التالى
فى كلية الفنون الجميلة كانت عين كريم المحبة تبحث عن ريم فى كل مكان
كريم مندهشا معقول أول مرة ريم تغيب عن محاضرة دكتور نصر لإنه شديد جدا وبيحذر من الغياب
يا ترى ايه المانع
ثم نظر ووجد حاتم يتسامر مع زميلة أخرى ويتبادلان النظرات والضحكات
كريم بسخرية أنت إيه مش بتضيع وقت خالص كده
فينك يا ريم تشوفى الأستاذ اللى فضلتيه عليه
ثم الټفت ليجد صديقتها المقربة هيام فاقترب منها وحمحمم بخجل لترى هيام فى عينيه شىء
فبادرته بقولها بتدور على حد ولا إيه يا كريم
كريم بحرج هى ريم مش جاية النهاردة ولا إيه
هيام بنظرة شفقة على هذا المحب ريم تعبانة شوية ومش هتقدر تيجى
ظهر الحزن على معالم وجه كريم قائلا ملها طمنينى عليها ارجوك
هيام مش عارفه ثم سددت النظر إلى حاتم بحدة ولاحظ كريم نظراتها فأردف قائلا أنا حظرتها منه بس للأسف أفتكرت إنى غيران ومصدقتنيش
هيام أنا عارفة كل حاجة يا كريم وعارفة إنك إنسان كويس اوى بس القلب وما يريد
أنا بس قلقانة ليكون الموضوع اتطور وحصل
حاجة كبيرة لإن صوتها مكنش عجبنى ولما كلمتها عليه اتفاجئت بتقول مش عايزة أسمع أسمه
فانفعل كريم قائلا كده الموضوع فعلا ميطمنش بس لو اتأكدت إنه أذاها فى حاجه مش هسيبه
هيام لا يا كريم أنت مش قده وخلينا ننتظر ريم لما ترجع يمكن فعلا تعبانة وظننا فى غير محله
عادت زهرة مرة أخرى لزيارة عباس الذى قد تعافى واقترب موعد خروجه من المشفى
وعندما رأها أمامه تلون وجهه قائلا پغضب أنت تانى إيه اللى جابك
مش كانت خالتى ووخالتك واتفرقت الخالات خلاص وكل واحد راح لحاله
زهرة بتوسل له أنا مش عايزة منك حاجة يا عباس غير اعرف بنتى ودتها فين
حرام عليك خدتها وهى كانت لسه حتة لحمة حمرة
ملحقتش اشبع
وبعدين رمتنى رمية الكلاب بعد مقطعت الورقة اللى بينا
عباس بضحك أنت مفروض تشكرينى إنى خلصتك منها كانت هتوقف حالك
وأديك بعدى أتجوزتى وخلفتى غيرها عايزة إيه تانى
زهرة عايزة بنتى محدش بينسى ضناه
عباس بسخرية تصورى أنت ولية فقرية بصحيح
بس عشان أخلص من زنك ده وتنزلى من على ودانى ومشوفش خلقتك تانى
هقولك روحى دورى عليها فى دار الأيتام
يا ترى هتعمل ايه زهرة
هتروح دار الأيتام
كريم هيقدر يساعد ريم
ايه رئيكم فى
رياض
وقلبى عليك يا ركان أنت ومكة أنا منى لله
مشحتفاهم وبكتب وقلبى بيوجعنى
يارب تكون الحلقة عجبتكم واهى طويلة شوية عشان الحبايب دعوة حلوة بقه
تفاعل بقه بقدر الحب
ونختم بدعاء جميل
اللهم سعادة وفرحة بعدد سنوات الحزن وبعد قطرات الدمع
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غرفته ولا هما إلا كشفته ولا حاجة لنا إلا قضيتها برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم توبة قبل المۏت وشهادة عند المۏت وجنة بعد المۏت
ا
الحلقة السادسة عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول
حلم يعانقني أن أطير مع الطيور الراحله وأهاجر إلى عالم لا أنين فيه ولا حنين أريد أن يبقي الجميع غرباء كي لا أشعر بخيبتهم فالقرب أحيانا موجع
زهرة متوسلة پبكاء إلى عباس رميت بنتنا فين يا عباس
أنطق وريحنى وطفى الڼار اللى جوايا
عباس بسخرية أنت شكلك ولية نكد
هتعملى بيها ايه معندك غيرها
زهرة بلوم وعتاب أنت معندكش قلب ضحكت عليه ويعالم عملت فى مين تانى غيرى كده
حسبى الله ونعم الوكيل فيك
عباس بنفاذ صبر بقولك ايه كلامك ده ملهوش عازة ولا هيقدم ولا هيأخر
عايزة بنتك روحى دورى عليها فى دار الأيتام بتاعة جليم أنا حطتها قدام الباب هناك من سبعتاشر سنة واستنيت لغاية مسمعوا صوتها وهى بټعيط فطلعت وحدة ست كبيرة سمعتها بتقول يا عينى ومين رماك كده
وجت وحدة تانية من جوه قلتلها فى إيه يا سامية
راحت قيلالها لقيت العيلة دى على الباب
فقلتلها طب أدخلى بيها جوه ونعرضها على مديرة الدار
فتابع عباس فأنت روحى وأسئلى على الست سامية لو لسه موجودة هتدلك عليها
زهرة پغضب وجالك قلب ترمى بنتك كده وتسبها
ويعالم الست دى لسه عايشة ولا مېتة ولو حتى لسه عايشة هتفتكر بعد السنين دى كلها
عباس مليش فيه أنا قولتلك الخلاصة وياريت مشفوش سحنتك تانى يلا مع ألف سلامة
فغادرت زهرة وقلبها يعتصر من الألم على فلذة كبدها التى كان مصيرها دار ايتام بالرغم من أن والديها على قيد الحياة
زهرة بآسى سامحينى يا بنتى ڠصب عنى أنا السبب فى لى حصلك يارتنى كنت سمعت كلام ابويا الله يرحمه وممشتش ورا قلبى
لما راح سئل عليه وعرف إنه يوم شغال وعشرة لأ و مش ثابت فى شغلانة معينة
غير أن سمعته وحشة بسبب إنه كل يوم يشوفوه مع وحدة شكل
ولما جه البيت تانى بعد يومين زى ما بابا قاله
قابله بابا وقاله كل شىء نصيب ومعندناش بنات للجواز
ساعتها كنت عبيطة ومش فاهمة حاجة و حسيت كأن بابا حكم عليه بالمۏت ومكنتش عارفة أعمل إيه وانا بحبه والحب عامى عينيه عن عيوبه دى كلها
قامت سهام بالنداء على مكة فأتت لها مسرعة
مكة بقلق خير يا هانم حضرتك كويسة
حاسه بإيه
تعجبت سهام من قلقها الظاهر على وجهها عليها وهى لا تعرفها فتسائلت هل هى نقية القلب لهذه الدرجة
سهام متقلقيش يا مكة انا كويسة أنا عايزاك تساعدينى ألبس هنعدى على المحامى عشان هقابل المشترى بتاع الأرض وبعديها هنروح الأتيليه نشوف فستان مناسب لخطوبة ركان وأعملى حسابك أنت كمان فى حاجة مناسبة
فشحب وجه مكة
وأمسكت مكة برأسها فقد شعرت بالدوار فأى اخبار متعلقة بخطبة ركان تنزل عليها كالصاعقة ولكنها تحاول جاهدة الثبات حتى لا ينكشف أمرها
لاحظت سهام شحوب وجهها فسئلتها مالك يا مكة
لو تعبانة مش هتقدرى تنزلى معايا خلاص هاخد دادة إكرام
مكة بغصة مريرة لا يا هانم أنا بخير وهروح مع حضرتك
سهام طيب أجهزى أنت الأول وبعدين تعالى ساعدينى
طأطأت مكة رأسها قائلة بإنكسار حاضر يا هانم
تسائلت سهام عن ريم بقولها معقول يا ريم من امبارح متجيش تشوفى أمك عاملة ايه
ياما نفسى تيجى وتترمى وأحس إنك بنتى بس للأسف مش عارفه قلبك طالع جامد لمين
أكيد لأبوك اللى مش عارفه ماله اليومين دول
كل شوية يقول هبات فى مأمورية للشغل
حاسة
من ساعة ماتعبت وهو متغير اه بحس فى عينيه بالزعل عليه بس فيه حاجة متغيرة ومش عارفه هى إيه
قلبى بيقولى كده وإحساس الست مننا عمره ما يكدب
ثم تابعت
هروح أنا اطمن عليها عشان وحشتنى
بخطوات متثاقلة متعبة ذهبت سهام لغرفة ابنتها ثم ولجت إليها لتجدها تضم ركبتيها على صدرها ومنكسة الرأس
سهام پذعر ريم مالك يا حبيبتى قعدة كده
وليه مرحتيش الكلية النهاردة
إرتبكت ريم عند رؤية والدتها وجففت دموعها بسرعة ولكن اثار جفونها المنتفخة من البكاء مازال موجود
ريم پألم مفيش يا مامى أنا بس تعبانة شوية ومقدرتش اروح الكلية
اقتربت سهام منها لتدفق فى ملامحها فتعجبت فهذه أول مرة ترى ابنتها بهذا الشحوب وعينيها المنتفخة من البكاء
سهام أنت كنت بتعيطى يا ريم
ريم بتلعثم أنا لا لا هعيط ليه
سهام عنيك بتقول كده
ريم لا بس عشان مصدعة شوية
سهام طيب قومى خدى شاور واكيد هتهدى شوية وتعالى معانا الأتليه عشان تختارى فستان لخطوبة اخوك بكرة أنت ناسية
ريم اه اه بس أنا حاسة إنى مش قادرة انزل
فخلينى معلش اكلم مدام صافى تبعتلى الموديلات على الواتس واللى يعجبنى تبعته ليه هنا
هى عارفة مقاسى مظبوط
سهام ولو كنت عايزاك تخرجى يمكن تغيرى جو وتنسى التعب بس زى ما تحبى ماشى
ثم تركتها سهام تتجرع أقسى لحظات الندم على ما جنت به على نفسها
ولا تدرى ما تفعل
ولجت سهام لغرفتها فوجدت مكة فى إنتظارها
ولاحظت مكة وجوم وجه سهام حزنا على ابنتها فحدثتها بقولها
مالك يا هانم حصل حاجة
وشك باين عليه الزعل وده وحش على صحة حضرتك
سهام مفيش بنتى بس مش عارفة ملها كانت على طول مرحة والضحكة مش بتفرقها لكن من امبارح وهى قافلة عليها اوضتها وبتقول تعبانة لكن قلبى حاسس إن فيها حاجة ومخبية عليه
مكة تحبى حضرتك أدخل اكلم معاها
سهام بس أنا عارفة بنتى عنيدة ومش بتكلم مع اى حد بسهولة
مكة بابتسامتها المعهودة خلينى أحاول يمكن
سهام ياريت تكلم معاك أنت إنسانة طيبة يا مكة وبتمنى فعلا ريم تكون زيك فى بعض السلوكيات
مكة هى اكيد أحسن منى يا هانم وبعد إذنك هروح أتكلم معاها دقايق وأجى لحضرتك
سهام أتفضلى ويارب تتطمنينى عليها
طرقت مكة باب غرفة ريم فتمعض وجهها قائلة وبعدين بقه ميسبونى فى الهم اللى أنا فيه مش عايزة أشوف حد
فطرقت مكة مرة أخرى لتجيبها ريم مين
مكة بصوت رخيم تسمحيلى ادخل يا آنسة ريم
ريم مين
مكة أنا ممرضة والدتك مكة
ريم وعايزة منى إيه
أنا عايزة أنام ومش فايقة
مكة مش هاخد من وقتك اكتر من دقيقتين
ريم بزفرة ڠضب طيب أدخلى خلصينى
تنهدت مكة وذكرت الله ودعت أن يشرحها صدرها لها
فولجت مكة ورأتها فتاة جميلة الوجه ولكن ذابلة فايقنت أن الأمر ورائه حب أتبعه خذلان فالخذلان هو سبب كل إنطفاء
نظرت لها ريم بتوجس قائلة بحدة نعم عايزة إيه
وأقول أن دموعك غالية اوى ويوم متنزل تنزل على حد يستاهل
ريم پقهر خلاص معدتش ينفع
لتدخل فى نوبة بكاء أخرى فضمتها مكة لصدرها واخذت تتلو بعض آيات القرآن على رأسها حتى سكنت روحها بعض الشىء وأغمضت عينيها لتذهب فى نوم عميق لم تراه عينيها منذ الأمس
وبينما كانت تتجه لغرفة سهام سمعت صوت رياض من المطبخ يتهامس مع كرميلا
رياض بمداعبة
ماله الجميل تقلان عليه من غير ولا نظرة ولا كلمة اهون عليه
كرميلا بخجل وبعدين معاك يا سى رياض ميصحش كده حد يشوفك فى معايا فى المطبخ يقول ايه
رياض يقول عطشان وعايز ارتوى من نهر حبك يا كرملتى
كرميلا
مش قولنا مينفعش أنت مش ليه وأنا مش ليك صدقنى فلمهوش لزمة العڈاب ده
فلمعت عين مكة بالدموع هامسة عندك حق فعلا عڈاب على الفاضى
رياض أنت مزهقتيش من الكلمتين دول وأنا بقولك خليها على الله
وبقولك ما تيجى نزوغ اعملى نفسك هتشترى طلبات للبيت ونتقابل تحت عايز أجبلك فستان حلو زيك تحضرى بيه فرح ركان
عشان تكونى سندريلا
كرميلا سندريلا !
عشان ارجع تانى بعد الساعة اتناشر خدامة
الله يسئك يا سى رياض أبعد عنى وخلينى خدامة على طول افضل
قضب رياض جبينه قائلا
برده يا كرميلا مش عايزة تدينى فرصة
كرميلا بحزن صدقنى مينفعش
رياض بس طيب خلينى أجبلك الفستان
كرميلا لا أنا مش هروح الفرح هقعد هنا لوحدى
رياض لا مش هأمن عليك لوحدك لازم تيجى وهشتريلك الفستان حتى لو مش عايزة تيجى معايا
ثم غادرها مدندنا بصوت شجى سمعته مكة
انت فعلا حبيبى ولا لأ
انت قلبك دارى بى ولا لأ
انت فرحى وهنايا ولا چرحى وشقايا
ولا ايه حكايتك ايه
رأته مكة فوقفت أمامه لتحدثه بقولها
مكة ماشاءالله يا سيادة الملازم صوتك جميل اوى
ولو جربته فى القرآن هيكون أحلى وأحلى
رياض بإندهاش ميرسى يا مكة
وفعلا أنا مجربتش صوتى فى القرآن ومش عارف اصلا البيت ده فيه مصحف ولا لأ
فشهقت مكة مردفة معقول بيت مسلم ميكونش فيه كتاب ربنا
رياض مش عارف إحنا متربناش على كده وعايشين عادى زى اى حد
بس لما ساعات بنزل الشارع واسمع صوت القران فى اى محل بصوت
جميل للشيخ بيهز قلبى بس صراحة مش
عارف هو بيقرئه إزاى كده
بحس زى ميكون بيغنى
مكة دى حاجة أسمها التجويد ليها قواعد بتتعلمها وساعتها هتعرف تقرء زى الشيخ بالظبط
قال رسول الله صل الله عليه وسلم ما أذن الله لشيئ كإذنه لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به وحديث ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به
مكة وممكن نجرب دلوقتى أقولك اية وتحاول تقلدها
رياض ماشى قولى يا حاجة مكة
فقرئت عليه مكة قول الله تعالى من سورة مريم
كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشټعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا
أبتسم رياض لصوتها العذب الذى مس قلبه ثم حاول أن يقلد تلاوتها
فأداها على اجمل ما يكون حتى إنه دمعت عيناه وهو يرتلها
رياض إيه ده سحر ولا إيه
مكة فعلا القران ليه سحر عجيب بېلمس القلوب
رياض لا أنا فعلا هشترى مصحف من بكرة وهسمع يوتيوب لأى شيخ وهقلده لغاية متعلم
فابتسمت مكة وحمدت الله أن جعلها بابا للخير ثم شردت فى ركان ودعت أن يهدى الله قلبه هو الأخر
إنتبهت مكة لصوت سهام تقوم بالنداء عليها فأسرعت لها
سهام ها طمنينى عملتى إيه مع ريم
مكة متقلقيش هى دلوقتى نامت فعلا عشان شكل عيونها منمتش من امبارح وأكيد لما تقوم هتكون أحسن بإذن الله
سهام ياريت أنا عايزاها بكرة فى الفرح وردة مفتحة
فأغمضت عينيها مكة پألم فكيف لها أن تتحمل ركان مع غيرها وودت أن ترفض الذهاب ولكن بما ستعلل رفضها
فدعت الله أن يلهمها الصبر
توجهت سهام ومكة للمحامى الذى كان فى إنتظارهم على أحر من الجمر
وعندما وصلا رحب بهم بمبالغة ولم يرفع طرفه عن مكة حتى أن سهام لاحظت ذلك فابتسمت
أيمن بترحاب نورتينا يا آنسة مكة المكتب حصله البركة والله
مكة بخجل دون النظر إليه شكرا
سهام إيه يا متر مش هتقولنا أتفضلوا ولا هتفضل واقفين كده ومسهم كتير
ايمن بحرج لا إزاى طبعا أتفضلوا أنا آسف والله
ودقائق وهيوصل المشترى حالا عشان عارف وقت حضرتك ضيق
ثم جاء اتصال من ركان لها
سهام ايوه يا حبيبى أنا بخير
ركان أنا قلقت عليك لما ملقتكيش فى البيت
سهام أنا عند المحامى ومكة معايا متقلقش
ركان طيب أنا هاجى عشان اطمن عليك وأوصلكم ثم أغلق الخط
أيمن وحضرتك يا آنسة مكة منين فى اسكندرية ولو تسمحيلى اقلك يا مكة بس
سهام عادى يا متر هى مكة إنسانة ظريفة وطيبة بلاش تكليف
ايمن فعلا إنسانة جميلة ولطيفة
وفى هذا الوقت ولج ركان إليهم وسمع اعجاب ايمن بمكة ونظراته إليها وابتسامته
فدبت الغيرة فى قلبه وغلت الډماء فى عروقه وتجهم وجهه قائلا پغضب واضح على ملامحه أنا مش عارف هى قعدة شغل ولا قعدة غزل يا متر
فارتعدت أوصال مكة واحمر وجهها خجلا ووقفت وهمت أن تغادر
فاستوقفها قائلا بصرامة على فين حضرتك
مكة بارتعاش هستنى الهانم برا
ركان تعالى معايا اوصلك العربية قدامى
تعجبت سهام من موقف ركان واتسعت عينيها بإندهاش ولكن تابعت قائلة ها يا متر حضرت العقود
حمم ايمن بحرج اه اه يا هانم
بس يعنى كنت عايز افاتح حضرتك فى موضوع الاول
سهام خير يا متر
فتح ركان باب السيارة ثم قال بسخرية أتفضلى يا جميلة ويا لطيفة
وياعالم كان بيقول ايه كمان وأنا مش موجود يا حاجة مكة
كزت مكة على أسنانها بغيظ وزفرت بضيق لو سمحت التزم حدودك فى الكلام ومتتهمنيش كده بدون سبب
ركان اتهام ده أنا شوفت بعينى كان فاضل يقولك بحبك يا هانم
مكة وأنا ذنبى إيه
ركان ذنبك إنك سامعة وساكتة ومبتسمة يعنى مبسوطة من كلامه
مكة بنفى أنااااااااا
ركان امال أنا
على العموم مش عايز وشك يظهر قدام البنى آدم ده تانى
لو عرفتى إنه جى البيت تروحى على اوضتك على طول ولو ماما طلبت منك تروحى متروحيش
فوجد والدته من ورائه تقول بحدة أنت أتجننت يا ركان عايزها متسمعش كلامى وعشان إيه النرفزة دى كلها تقدر تفهمنى
تلعثم ركان ولم يجد ما يبرر به موقفه فاسترسل قائلا بعد أن تعرق وجهه
يا امى أنا مش قصدى بس أنا مش مستريح للمحامى ده
سهام تقدر تقولى ليه
ركان يعنى شكله مش فالح غير فى التسبيل ومش شايف شغله كويس
سهام
عيب الكلام ده وهو راجل قصده شريف
وكلمنى بصراحة إنه عايز
فدق قلب ركان وشعر بالأختناق حتى إنه فتح زرار قميصه
أما مكة فوضعت يدها على قلبها واصابها الذعر مما توقعت قوله من سهام
لتكمل سهام وهى توزع نظراتها بين الأثنين وترى علامات القلق على وجوههم
عايز يجوزها على سنة الله ورسوله
ركان لااااا
سهام بتقول ايه يا سيادة النقيب
تلعثمت كلمات ركان قائلا قصدى يعنى على طول كده عشان شافها مرة ولا مرتين
سهام واحنا مالنا هو ارتحلها وفى الاخر الرئيى ليها
ها قولتى إيه يا مكة
فنكست مكة رأسها ولمعت الدموع فى عينيها
فكيف تقول إنها لا تريد سوى ركان ولكن ما باليد حيلة غلبتنا الظروف وهو لم يدافع عن حبه بأى شكل من الأشكال وتركها فريسة لهم
سهام بمكر بيقولوا السكوت علامة الرضا مبروك يا مكة وأيمن
إنسان كويس
فنظر لها ركان پقهر وود لو أن اختطفها بعيدا وصاح بأعلى صوته هى ليه أنا ويستحيل تكون لغيرى
سهام
ها هتوصلنا ولا هتفضل كده واقف كتير يلا عشان كمان بعد متوصلنا تروح لخطيبتك
فأغمض ركان عينيه وتنهد پألم ثم استقل سيارته بهم ولم ينطق بشىء طوال الطريق حتى كاد ينفجر
وبينما توقف ركان بسبب إشارة فى الطريق وقفت بجانبهم سيارة أخرى
لينطق قائدها باسم حكمت معقول
فنظرت له مكة وحدثت نفسها أنا حاسة إن شوفت الراجل ده قبل كده يا ترى فين
وهو عرف اسم امى إزاى
عامر حكمت مين يا بابا مرات عمى
بس دى شابة صغيرة
خالد شبهها اوى وكأنها هى اللى سبتها من عشرين سنة
عامر
يخلق من الشبه اربعين يا بابا وان شاء الله نعتر فيهم قريب
ثم انطلقت سيارة ركان مسرعة ليضرب خالد رأسه أنا حاسس إن دى مكة بنتها أنا مش متذكر اوى أنا اخر مرة شوفتها كان عندها تلت سنين
ياريت كنت كلمتها وسئلتها هى فعلا مكة
بس للاسف ملحقتش
عامر وممكن تكون مش هى يا بابا
ثم أمسك عامر برأسه
خالد بقلق مالك يا حبيبى
الصداع رجعلك تانى ولا إيه
أنت لازم تكشف مينفعش كده
وأنا شايف مستشفى أهى قدمنا انزل تعال نكشف
عامر مش مستهلة يا بابا شوية صداع وهياخدوا وقتهم ويروحوا
وكمان الست لطيفة وعدانا النهاردة بحلة محشى تمام يا عم خالد
فتلون وجه خالد قائلا ايه يا عم دى يا ولد
اتحشم
بس أنت متأكد إنها قالت عاملة محشى
عامر بضحك اه
حرك خالد لسانه بتلذذ مش عارف الواحد ليه حس فجأة كده بالجوع
بس مش وقته برده
لا لازم تكشف وأطمن عليك
اتفضل أركن يلا فى اى مكان
عامر والمحشى
خالد نصبر مش مشكلة
فاستمع عامر لكلام أبيه وولج معه لتلك المستشفي
وكانت عنان فى صف التمريض تتحدث مع زميلاتها وتضحك
فوقعت عينيها على عامر فنكزت زميلتها هدى قائلة بصى يا بت يا هدهد الواد المز ده ده شكله نضيف اوى إيه اللى ډخله للمستشفى الكحيانة دى
هدى بضحك كويس أن مكة مش معانا كانت سمعتك كلمتين فى جنابك
عنان تصورى البت دى وحشانى اوى يا ترى عاملة ايه مع الباشا
هدى مش بتتصلى بيها
عنان لا بكسف بس هى وعدتنى إنها تتصل بيه لما تلاقى فرصة
وبينما هى تتحدث حتى أقترب منها عامر قائلا لو سمحتى يا آنسة
فنظرت عنان يمينا ويسارا ثم أشارت على نفسها قائلة
انااااااا حضرتك بتكلمنى أنا يا فندم
أبتسم عامر فشهقت عنان وهمست لا مش قد الضحكة دى أنا
يخربيت حلاوتك يا شيخ
حمحم عامر قائلا حضرتك بتقولى إيه
فضحكت عنان حضرتى كمان والله كتر خيرك
عامر لو سمحتى هو فين قسم المخ والأعصاب
عنان اعصابى أنا اللى باظت يا ناس
ليمسك عامر مرة أخرى برأسه ويتألم لتجز عنان على أسنانها لا مش معقول العسل ده تعبان اصمله على دماغك الحلوة يا اخويا
عنان سلامة حضرتك تعال معايا وأنا هدخلك للدكتور على طول من كشف ولا انتظار عشان خاطر عيونك بس يا محترم
فأخرج عامر من بنطاله بعض المال ليعطيها لها جراء مساعدته له ولكنها قضبت جبينها قائلة
لا يا باشا أنا هدخلك لعيونك الحلوة يوه قصدى عشان شيفاك تعبان مش عشان حاجة تانية
فأعجب عامر بكلماتها وشعر فيها بصدق حزنها عليه
كما اعجب بضحكتها وهامساتها الساخرة
وبالفعل أدخلته عند الطبيب وبالكشف شك الطبيب فى شىء ولكنه لم يصرح به
الطبيب قبل ما قول حاجة لازم حضرتك تعملى الأشعة دى الاول
فانقبض قلب عنان عليه وكأنه تعرفه منذ سنوات
وفى جانب آخر كان هناك اللواء مجدى الزيات فى إحدى الشقق السكنية
فيفى بحدة مانتش ماشى يا مجدى دلوقتى لسه بدرى
مجدى معلش يا فيفى أنا عندك من امبارح وومينفعش ابات تانى
بكرة فرح ركان وعندى استعدادات كتير عايزة اعملها
فيفى استعدادات !
ولا أقول إن الهانم بتاعتك وحشتك ومش قادر على بعدها
ماانا عارفة إنها هى الأساس وأنا اخر وحدة تفكر فيها
مجدى ليه بس تقولى كده يا حبيبتى
فيفى حبيبتك بإمارة إيه
ده انت بتهتم بلى اسمه ايه ده ركان
واسمه يعنى مش من صلبك وصارف عليه هم ميتلم
ومش عارف تكتب حاجه لعيالك الصغيرين عشان الزمن
مجدى
يووووه أنت كل شوية تفكرينى بالموضوع ده نفسى أنساه !!!
فضحكت فيفى بمكر لأنها دوما تعرف الوتر الحساس لديه
الحلقة السابعة عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
ٳن الله يعلم القلب النقي ويسمع الصوت الخفي فإذا قلت يا رب فإما أن يلبي لك النداء أو يدفع عنك البلاء أو يكتب لك أجرا في الخفاء
فيفى بلوم وعتاب حبيبتك بإمارة إيه يا مجدى
ده انت بتهتم بلى اسمه ايه ده ركان أكتر منى واسمه يعنى لا مؤخذة مش من صلبك وصارف عليه هم ما يتلم
ومش عارف تكتب حاجه لعيالك الصغيرين عشان الزمن
مجدى يووووه أنت كل شوية تفكرينى بالموضوع ده نفسى أنساه !!!
فيفى بمكر تنساه ليه
مهى دى الحقيقة وأنت اللى قولتهالى بنفسك
فجلس مجدى على طرف الفراش وشرد فى ذكرياته
عندما كان فى أخر سنة من كلية الشرطة ومنتظرا التخرج بفارغ الصبر من أجل أن يحدث والديه فى أمر خطبة إبنه عمه
سهام التى يعشقها
لكنه لم يصرح لها بذلك مباشرة ولكن كل تصرفاته تدل إنه يكن له حب دفين والغريب إنه كان يشعر إنها تتجاهله ولكنه من فرط حبه له كان يظن إنه ربنا خجل ولكن لم يخطر فى باله إنها تعشق رجل أخر
حيث كانت هى فى كليه الأداب طالبة فى السنة الثانية وكان عباس يعمل فى كافاتيريا الجامعة
وكعادته فى اصطياد الفتيات أظهر فى البداية اهتمامه بها كلما جاءت لطلب شىء من الطعام أو الشراب
فأثرها بنظراته وكلماته المعسولة حتى وقعت فى غرامه شىء فشيئا
ثم بدئوا فى الخروج سويا وتعددت لقائتهم حتى عرض عليها الزواج
سهام بجد يا عباس هتيجى تتقدملى ده هيكون أسعد يوم فى حياتى يا حبيبى
عباس أنا بحبك اووى يا سهام ولازم نجوز فى أقرب وقت عشان مش قادر استحمل بعدك عنى
سهام ولا أنا يا حبيبى يعنى أحددلك معاد مع بابا أمتى
عباس محدث نفسه بابا ايه بس اللى ډخله فى الموضوع
عباس لا حبيبتى أنا متأكد إنهم يستحيل يوفقوا عليه دلوقتى وخصوصا إنك من عيلة كبيرة وأنا على قد الحال زى ما أنت شايفة
سهام امال قصدك ايه هنجوز إزاى
عباس بمكر هنجوز عرفى مؤقتا عقبال مقدر أكون نفسى واعمل لنفسى إسم يشرف وساعتها هاجى لولدك ونجوز رسمى
بس من هنا لغاية مأكون شخص يليق بيك نجوز عرفى
سهام بعدم فهم يعنى ايه جواز عرفى
عباس يعنى يا حبيبتى هنكتب ورقة نسجل فيها إننا أتجوزنا على سنة الله ورسوله
وبكده هتكونى مراتى قدام ربنا ونتقابل فى الحلال فى شقتى
وعقبال ماتخلصى كليتك هكون اشتغلت ليل نهار لغاية مجمع فلوس اعمل بيهم مشروع كبير واكون اكبر رجل أعمال فى مصر كلها
وساعتها هاجى أتقدملك وأنا رافع رأسى
أدعيلى بس أنت
سهام يارب يوفقك يا حبيبى
عباس ها قولتى إيه
سهام بقلق مش عارفه أنا خاېفة اوى حد يعرف يقول لبابى وتبقى فيها نهايتنا
عباس برده تخافى وأنت معايا أنت شكلك مش بتحبينى
فوضعت سهام يدها على شفتيه قائلة بحب متقولش كده أنا اتخطيت معاك معنى الحب أنا بعشقك
اختلس ركان لحظة لا يراه فيها أحد وولج لغرفة مكة
التى كانت واقفة أمام المرآة تصفف شعرها الطويل ذو اللون الأسود الحالك ولكنها كانت شاردة تفكر حبها لركان وبين خطبتها لذلك الشاب
ولكنه قطع شرودها ركان من خلفها عندما شعرت بأنفاسه الحارة من وراء ظهرها لتنتفض عندما رأت وجه فى المرآة ويده التى كادت أن تلمس شعرها
فشهقت مكة وأسرعت لجذب حجابها سريعا ووضعته على شعرها
ركان بسخرية ما براحة على نفسك شوية هو أنت شوفتى عفريت ولا إيه
بس تصورى شكلك يجنن بشعرك مكنتش متخيل إنه طويل وجميل كده
مكة پغضب بادا على وجهها أنت إزاى تسمح لنفسك تدخل عليه بالشكل ده بدون إستئذان
ركان أنا بمزاجى ادخل وقت منا عايز أى مكان
ثم أقترب منها حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهها ولكنها تراجعت للوراء وهى تلهث وقلبها يدق پعنف
مكة وقد تلون وجهها لو قربت تانى مش هيحصلك طيب
ركان هتعملى إيه يعنى أنت ناسية إنك فى بيتى
وايه مالك مش عجبك أنا وبس عجبك سى أيمن بتاعك !!
مكة بحدة فى قولها أنت شكلك أتجننت ومش فى وعيك شكلك شارب صح
ركان بحزن يعتصر قلبه ايوه أتجننت لما فى يوم فكرت فيك وطلعتى زيك زى غيرك جريتى مع أول واحد خبط على الباب
مكة بغصة مريرة وحضرتك متوقع منى إيه
وعايز ايه منى
ماتروح تكلم خطيبتك أحسن ومتضيعش وقت معايا
واستعد لفرحك بكرة يا عريس ثم تابعت پقهر وابتسامة مصطنعة
عقبال فرحى أنا كمان على المتر ايمن
فقبض ركان على يديه بقوة واحمرت عيناه ڠضبا ثم أقترب منها مرة أخرى وأمسك بمعصمها عنوة حتى تألمت ونظر لها بحدة فى عينيها قائلا بقه مستعجلة عليه اوى كده
خلاص ماشى يا مكة أنا موافق عليه طالما أنت مبسوطة كده
وأنا كمان مبسوط اوى جدا بعروستى وبحبها كمان
فلمعت عين مكة بالدموع هامسة پقهر ربنا يسعدك يا باشا
فتنهد ركان پألم ثم تركها مغادرا الغرفة واغلق الباب ورائه بشده حتى أصدر صوتا جعلها تنتفض
لترمى بنفسها على الفراش تبكى بكاء مرير
ولسان حالها يقول
أيها الحزن المسافر في دمي
جهلت عيون الناس ما في داخلي
فوجدت ربي بالفؤاد بصيرا
يا أيها الحزن المسافر في دمي
دعني فقلبي لن يكون أسيرا
ربي معي فمن ذا الذي أخشي إذن
مادام ربي يحسن التدبيرا
وهو الذي قال في قرآنه
وكفي بربك هاديا ونصيرا
جرت زهرة أذيال خيبتها التى وقعت بها من سنين طويلة
عندما قابلت عباس بعد أن رفضه والدها لسمعته السيئة
زهرة عايز منى إيه تانى يا عباس
خلاص مفيش نصيب ودور على وحدة تانى تضحك عليها
عباس بمكر وحدة تانى ايه يا بت
ده أنت بس اللى فى القلب وأنا مقدرش أعيش من غيرك
زهرة كداب
وأكيد قولت الكلام ده لكتير قبلى وسمعتك سبقاك عشان كده ابويا رفضك
بعد اذنك متكلمنيش تانى سلام
عباس استنى بس يا زهرتى مش كده
زهرة هتقول ايه يعنى خلاص انتهى
عباس بس أنا بحبك وحاسس كمان إنك بتحبينى ولى بيحب حد
مفروض يكون واثق فيه وميصدقش اى كلمة كده من ناس حاقدة عليه ومش عايزة يشوفونى سعيد ناس مفترية منهم لله
زهرة يعنى الكلام اللى قالوه عليك ده مش صحيح
عباس لا مش صحيح احلفلك بإيه ثم رفع كفيه قائلا طيب والعشرة دول كدابين ومفيش فى القلب إلا أنت يا جميل
لا يجوز الحلف بغير الله
ابتسمت زهرة ورق قلبها له مرة أخرى فقد أعماها حبه عن إدارك الحقيقة لتقع فى براثين حبه بإرادتها
عباس ايوه كده أضحكى خلى الدنيا تنور من جديد
زهرة طيب والعمل مع ابويا راسه وألف سيف ما يقبل الجوازة دى
عباس بمكر زى مهو حر إحنا حرين برده وعارفين مصلحتنا وحبنا اهم من اى حد
زهرة يعنى ايه
عباس يعنى تلمى هدومك وأول ما ابوك وأمك يروحوا فى النوم تنزلى هتلاقينى واقف مستنيك قدام بيتكم
اتسعت عين زهرة وفتحت فمها ببلاهة قائلة يا مصيبتى
عايزنى أهرب من بيت ابويا يا عباس
عباس مهما السبب أنا جيت من الباب لكن ابوك
رفض
ويستحيل اقدر أعيش من غيرك يا زهرتى
إلا لو أنت تقدرى خلاص خليك فى حضڼ أبوك
سلام يا زهرة ثم اصطنع المغادرة لإنه يعلم إنه تعشقه ولن تستطيع أن تبتعد عنه
وقفت زهرة لثوانى فدمعت عينيها وشعرت إنها لن تستطيع تحمل فراق عباس
فقامت بالنداء عليه قائلة استنى بس يا عباس
فالټفت عباس بمكر قائلا كنت حاسس إنك شريانى زى منا شريكى ومش هتبعينى
فابتسمت زهرة فضحك عباس قائلا يا دين النبى
عاد مجدى لمنزله ثم ولج لغرفة سهام ليطمئن عليها
ولكنها عندما رأته أشاحت بوجهها عنه
مجدى ماله الجميل زعلان ومكشر وأنا اللى قولت اكيد وحشتك وهتطيرى من الفرحة لما شوفتينى
سهام توحشنى لما احس إنى مش بهون عليك يا مجدى
مجدى بعتاب تهونى عليه إيه الكلام الكبير ده
ومن امتى بتهونى عليه يا سهام
أنت عارفة انى اكتر واحدة فى الدنيا بشترى خاطرها
سهام امال تسمى إيه غيابك عن البيت كل يوم والتانى غير الظروف اللى احنا فيها ومحتاجينك معانا
سواء بسبب مرضى أو خطوبة ركان
فمتعض وجه مجدى وعايزانى أعمل إيه يعنى عشان خاطر ابنك أسيب الشغل اللى ورايا عشان خاطره وأقعد أدادى فيه أظن كفاية اوى اللى عملته عشانه
أحسن تربية أحسن مدارس وقفت جمبه فى الشغل غير جوازة مكنش يحلم بيها وهصرف فيها ډم قلبى
عايزة إيه تانى يا سهام اعمله معاه ده أنا لو أبوه الحقيقى مكنش هيعمل كده
زفرت سهام پقهر أنت إيه بالظبط مصمم ديما تفكرنى بغلطة زمان ليه
أظن شكرت صنيع سيادتك وسترك عليه وصدقتك لما قولتلى إنى عمرى ماهسقط فى نظرك ورفضت انى أنزل الجنين وقولتلى كفاية أنه منك وهتعتبره ابنك
فليه أتغيرت يا مجدى ليه مش بتراعى شعورى
ليه بتعامل ركان بالقسۏة دى وهو ملهوش أى ذنب فى اللى حصل
ده حتى المثل بيقول
فوقف مجدى غاضبا يعنى انت من كلمة بتنسى كل اللى عملته يعنى مليش حق أنفس عن نفسى شوية
عن حبى وحقى فيك كان نفسى أنا اكون اول واحد لمس قلبك ولمسك كل مبتتخيل إنك كنت معاه بمۏت فى كل لحظة بس كنت بحاول إنى مظهرش ليك ده عشان إحساسك
انهمرت الدموع من عين سهام وبصوت منبوح والله كان
ڠصب عنى وقلبى مش بإيدى وفوقت للأسف متأخر وحسيت ساعتها بالندم وإنى كنت غلطانة وكرهته وکرهت نفسى
ولما أتجوزنا حبيتك بجد يا مجدى يمكن اكتر ما أنت كمان حبتنى
حبيتك عشان شوفت فيك الحنان والاحتواء وقد إيه كنت راجل ووقفت معايا فى محنتى
فأرجوك يا مجدى ترجع زى مكنت معايا عشان قلبى مش مطمن وحاسة إنك اتغيرت
فارتبك مجدى وتلعثم قائلا متغيرتش ولا حاجة دى اوهام من دماغك
وبعد إذنك هدخل اخد شاور عشان عايز أنام بكرة يومنا طويل ربنا يعديه على خير
وابنك يشرفنا قدام الناس
ثم تركها وولج للمرحاض ليغتسل ولكن قلبه يؤنبه على تصرفاته ولكنه يقنع نفسه بما فعله
فهى مريضة منذ سنوات وهو يحتاج لمن يسكن إليها ويبث مشاعره التى افتقدها معها لمرضها
سهام يا ترى إيه اللى غيرك يا مجدى
جلال الووووو يا حتوم
حاتم بخير وزى الفل
جلال مش ملاحظ أن ريم مبتجيش الكلية
حاتم تيجى ولا متجيش مش فارقة معايا هى خلاص خدت وقتها معايا وانتهت
خلينا نشوف صيد جديد
جلال بضحكة شيطانية ايه يا ابنى أنت مبتضيعش وقتك خالص كده مولعها على طول
حاتم إيه ده انت بتنوء ولا إيه
جلال لا ابدا بحسد بس
بس قولى مش خاېف من ريم ولى ممكن تعمله هى برده مش سهلة وأبوها واخواتها ليهم وضعهم برده
حاتم بسخرية أعلى ما فى خيرهم يعملوه أنا مضحكتش عليها ولا خدتها ڠصب هى اللى جتلى لغاية عندى وبرضاها
ولو بس شوفت منهم حركة كده ولا كده بإشارة من بابى هيروحوا ولا الشمس
جلال يا جامد
الله يسهلو يا عمنا
رن هاتف ريم فنظرت للشاشة فوجدته كريم فإتنهدت پألم قائلة كريم
يارتنى كنت سمعت كلامك ياريت عينى شفتك من الأول وقلبى حبك لكن للأسف كنت شايفة نفسى زيادة وحاسه إنى أستاهل أحسن واحد فى الدنيا
وينقلنى لمستوى أحسن
وللأسف بدل مايرفعنى لفوق نزلنى لسابع أرض وخسړت نفسى وخسړت حبك الطاهر ليه
كريم ردى يا ريم طمنينى عليك
ثم أعاد الاتصال مرة أخرى
فاضطرت ريم للأستجابة بصوت حزين اهلا يا كريم
كريم أخيرا رديتى
ريم معلش كنت نايمة
كريم اسف إنى صحيتك بس كنت عايز أطمن عليك
ريم ولا يهمك وإنا بخير
كريم أنت متأكدة مش عايز أضغط عليك بس قلبى حاسس بيك يا ريم
فاڼفجرت ريم فى البكاء ثم صړخت كريم أرجوك
إنسانى صدقنى أنا مستهلكش وأنت تستاهل حد أحسن منى
كريم أنت بتقولى إيه يا ريم أنااااا
ريم خلاص معدتش ينفع وأسفة هقفل دلوقتى عشان تعبانة ثم أغلقت الخط
لتبكى بمرارة مرة أخرى فى هذه اللحظة كان مرت مكة تمام غرفتها فسمعتها تبكى فانقبض قلبها وخصوصا عندما سمعت رنين هاتفها الذى لا يتوقف ولكنها لا تستجيب
فطرقت الباب
ريم مجففة دموعها بيديها مين
مكة أنا مكة
ريم ياه البنت دى بتيجى فى وقتها أنا فعلا محتاجها
فتابعت أدخلى يا مكة
فابتسمت مكة ثم ولجت إليها
ابتسمت ريم بوهن مصطنع قائلة تعالى يا مكة
فجلست مكة بجانبها وضعت يدها على يدها وربتت عليها بحنو
مكة عامله ايه دلوقتى
ثم رن هاتف ريم مرة أخرى من كريم فنظرت له ريم بآسى وتركته يرن
مكة ليه مش بتردى عليه شكله بيحبك بجد بدال مش بيمل من تكرار الأتصال ومتأكد كمان إنك سامعه ومش بتردى
ريم پقهر ايوه بس أنا مستهلش قلبه
ثم بكت مكة بحنو قائلة بدال بتقولى كده معناه أن كمان قلبك طيب بس شكله أتجرح اووى من واحد ميستهلش فليه تضيعى واحد يستاهل عشان واحد تانى ميستهلش دمعة وحدة من عيونك الحلوة دى
ثم ابعدتها مكة برفق لتمسح عبراتها بطرف أصابعها
لتتابع
أنت غالية اوى وتستاهلى واحد يشيلك فى عنيه
ريم بس أنا رخصت نفسى وغلطت
مكة كلنا بنغلط بس عندنا رب غفور رحيم مستنيك وبيناديك عشان ترجعيله
ريم ربنا أنا اه مسلمة ومؤمنة بالله والرسول لكن أنا مش عارفة حاجة عن دينى ولا عارفة حاجة عن ربنا
كلمينى عنه يا مكة أنا محتاجه اوى
فدمعت عين مكة وبدئت حديثها عن الله
لازم تعرفى صفاته عز وجل عشان تحبيه فاسمعينى
هو الرحيم يمد حبال رحمته كل وقت رحمته وسعت كل شئ وأي شيء
هو الفتاح الذي يفتح لك كل الأبواب وأعقد الأبواب وأعظم الأبواب حتى ماظنناه جهلا منا أنه لن يفتح يسير عليه أنه يفتح إن شاء هو ب كن !
وهو القدير الرزاق وكريم جواد على عباده
وهو الكافي تنامى مهمومة وهو يكفيك همك
الشهيد الله هو الذي يشهد على سرك وجهرك
وهو الحفيظ يحفظك وينجيك من المخاۏف
وهو المحسن وهو علام الغيوب
وهو الوكيل الذي لايضيع من وكله ولا يخذل من لاذ به
هو الله جابر المنكسرين معطي السائلين
وحشاه أن يرد سائلا
انهمرت دموع ريم قائلة بصوت منبوح من البكاء ياه ربنا فيه كل الصفات الحلوة دى وكريم اوى كده وليه إحنا طيب بعيد عنه
ثم تابعت ريم
وربنا اللى قلك ألبسى اللبس ده والحجاب صح
مكة ايوه ربنا أمرنا بالحجاب والصلاه والصوم فى رمضان والحج والزكاة
ريم أهو أنا معرفش حاجة غير إحنا بنصوم فى رمضان بس
ممكن تعلمينى الصلاة ولو لبست حجاب زيك كده تفتكرى ربنا هيحبنى وهينجدنى من اللى أنا فيه ده
ابتسمت مكة لبراءة ريم قائلة اه طبعا حبيبتى
ريم يعنى تفتكرى هيسامحنى على الغلطة الكبيرة اللى عملتها
مكة اه ربنا غفور رحيم مهما عملتى وتوبتى هيغفرلك ده وعد ربانى
قل يا عبادى الذى اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا
ريم بلوم لنفسها بس أنا مش هسامح نفسى ابدا
مكة ليه كده
ريم هقولك يمكن تقدرى تريحينى
أما كريم فقد حدث نفسه ريم حبيبتى أنا حاسس إنك واقعة فى مشكلة كبيرة أنا عمرى ماشفتك بالضعف ده بالعكس على طول كنت قوية
وبرده حاسس إن حاتم ليه دخل فى الموضوع ده
بس لو أعرف هو عمل إيه
أنا مش هسيبه أبدا
خرجت مكة من غرفة ريم بعد أن أفصحت لها عن ما حدث فوضعت يدها على قلبها من الألم الذى أصابها من حديثها متسائلة كيف يخدع الناس بعضهم باسم الحب هكذا ألا ېخافون من الله لهذه الدرجة
ألم يعلموا أن الله مطلع على سرهم ونجواهم
وكما فعل سيفعل به فالديان لا ېموت
ولكن لم يكن بوسعها شىء سوى أن تطيب خاطرها فما حدث قد حدث والأن عليها أن تعود إلى الله وهو وحده من سيجبر كسرها
ودعت لها الله أن يرزقها من يحبها بحق ويغفل عن تلك الذلة ويستر عليها أمرها
فولجت لغرفته والدموع فى عينيها وهى ترى الإنسان الذى أحبته على تلك الحالة المزرية
فأقتربت منه قائلة ليه بتعمل كده فى نفسك يا ركان
حرام عليك صحتك وأنت كمان مش بتقول قوى وعنيد ليه بتخلى الشيطان يتغلب عليك كده
هتخسر نفسك ودينك ففوق قبل متندم
فقام لها ركان كالثور الهائج ونظر لها بحدة قائلا وأنت مالك بيه
روحى انصحى حبيب القلب أيمن
ووفرى نصايحك ليه أنا مش هتغير
واتغير ليه وعشان مين
ثم تنهد پألم خلينى أنسى
أفضل
واطلعى يلا بره عايز أنام عشان أصحى فايق ده بكره فرحى وهيكون أسعد يوم فى حياتى مع الإنسانة اللى بحبها
شعرت مكة بكلماته كأنها خنجر صوب نحو قلبها فأصابها بمقټل فما كان منها إلى أن أسرعت راكضة من أمامه والدموع فى عينيها
مكة وحشتينى اوى يا امى أنا اتعذبت من بعدك أكتر ياريت كنت موجودة على الأقل كنت تخدينى فى وتخففى عليه شوية العڈاب اللى أنا فيه ده
أنا حتى مش عارفه أزورك ولا أعرف ډفنوك فين
ركان قال ډفنوك فى مقاپر الصدقة بس لازم اعرف منه فين واجيلك عشان وحشتينى اوى يا حبيبتى
لټنفجر مكة فى الدموع بعدها قائلة يارب هون يارب هون
تقدم ركان نحو باب غرفته وأغلقه بقوه ثم أخذ يضرب رأسه بالباب صارخا ليه ليه بيعملوا فينا كده
اه يا مكة لو تعرفى قد ايه بحبك بس ڠصب عنى
ڠصب عنى ولازم أعمل كده عشان تكرهينى
مش قادر أشوف عنيك بتتألم لازم تنسينى
عامر ل لوالده الله على طعامة المحشى من ايد الست لطيفة
صراحة الست لطيفة دى لطيفة فى كل حاجة
ذوق وشيك ومش باين عليها سنها خالص ووحدانية بتصعب عليه اوى
فنظر خالد ل عامر بمكر قائلا قصدك ايه منا عرفك بتلمح لحاجة
فضحك عامر أحبك وأنت فهمنى
يعنى نخلى زيتنا فى دقيقنا ونفتح الشفتين على بعض وتيجى تونسك خالتى لطيفة
خالد مفيش فايدة فيك يا ولد
عامر اه قولت ايه عايز أفرح بيك يا حبيبى
فضحك خالد هو مين اللى يفرح بمين
عامر مش فارقة أبدء أنت وأنت هحصلك
خالد بس تفتكر هتوافق
فوقف عامر صائحا اوبا شكلك وقعت يا حاج فى المحشى قصدى لطيفة
خالد اختشى يا ولد
وفى الصباح
تسلل رياض إلى المطبخ بعد تأكده من انشغال دادة إكرام مع والدته
فوقف وراء ظهر كرميلا بدون أن تشعر به لإتشغالها بغسل الأوانى
لتتفاجى به يدندن قائلا
يا حلو صبح يا حلو طل
يا حلو صبح نهارنا فل
فنفخت كرميلا فى ملابسها بفزع قائلة بسم الله الرحمن الرحيم
أنت
بتطلع امتى ومنين
رياض بطلع من هدومى لما الحلو مطنشنى ومهتم بالمواعين أكتر منى
يارتنى طبق تلمسيه بإيديك الحلوين دول
كرميلا بخجل وبعدين معاك يا سى رياض
رياض وبعدين معاك أنت حسى بقلبى الملهلب ونفسى فى كلمة ولا نظرة ولا لمسه عشان تطفيه
تنهدت كرميلا على فكره كده غلط ولو سمحت يلا أطلع برا عشان اشوف شغلى
رياض بتطردينى يا كرملتى اهون عليك
بعد قضيتى على قلبى بحبك طيب صلحى غلطتك واجوزينى
فشهقت كرميلا ونظرت له بعتاب قائلة أنت بتستهزء بيه أكمنى يعنى خدامة عندكم
وبتضحك عليه وأنا عارفة كويس أن ده لا يمكن يحصل
فأرجوك سبنى فى حالى يا بن الناس أنا مش ناقصة كسرة قلب
رياض ومين قلك إنى بضحك عليك أنا فعلا عايز أجوزك على سنة الله ورسوله
فجحظت عين كرميلا وفتحت فمها ببلاهة
رياض شكلك لسه مش مصدقانى
على العموم هفهمك كل حاجة بالتفصيل بس مش هنا لما اقابلك بره البيت
ثم أمسك بكيس كان يخفيه وراء ظهره وأعطاه لها قائلا أتفضلى اميرتى فستانك عايزك النهاردة تكونى أميرة
كرميلا أنا مش عارفة أقول إيه
خاېفة اكون بحلم واصحى على كابوس
ثم سمع رياض صوت إكرام فخرج سريعا من المطبخ
فأغمضت كرميلا عينها پألم قائلة أنت جريت عشان خاېف تشوفك بتكلمنى امال بتقول هنجوز إزاى
يا
اللهم أخرج حب المعاصي من قلوبنا فكلما تبنا عدنا وكلما ندمنا كررنا وكلما عاهدناك نقضنا ربي إهدنا وردنا إليك ردا جميلا
الحلقة الثامنة عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
حبيبي إفترقنا ليس لرغبه منا في الفراق بل لأن القيل والقال وحكم الأقوى كان السبب!
لحظات حاسمة عاشها كل من فى بيت اللواء مجدى الزيات فى يوم خطوبة ركان
ساعدت مكة سهام فى إرتداء فستانها ذو اللون الأسود اللامع
ساعدتها بقلب يستغيث يريد أن يساعده أحد فيما هو مقبل عليه وقد تكون نهايته الليلة وهو يرى محبوبه يزف إلى غيره
سهام ها قوليلى رئيك فى الفستان يا مكة
مكة اكيد جميل بس لو كان مقفول وساتر كان هيكون أفضل
سهام هش هش أنت عايزة ألبس حاجة مخڼوقة زى اللى اخترتيه ده
يا بنتى عيشى حياتك متقفلهاش كده
مكة يا هانم صدقينى مفيش أجمل من الستر وأجمل حياة هى الحياة اللى بنعشها فى طاعة الله
خصوصا إن أجلنا ممكن ينتهى فى اى لحظة فلازم نكون مستعدين للقاء الله عز وجل
سهام پغضب أنت يا بت بتفولى عليه
مكة أبدا ربنا يبارك فى عمر حضرتك أنا بس عشان بحب حضرتك فعايزة الخير والأجر
سهام بنفور على العموم نأجل حصة الدين دى ليوم تانى النهاردة ليلة ولا ألف ليلة ليلة الغالى ركان
روحى شوفى ريم جهزت ولا لسه
مكة بإنكسار امرك يا هانم
طرقت مكة باب ريم فأذنت لها بالدخول
فوجدتها على هيئتها المزرية والدموع فى عينيها فدق قلبها لها واقتربت منها واحتضنتها بحنو قائلة مش قولنا نحاول ننسى اللى فات ونبتدى من جديد وأكيد ربنا سبحانه وتعالى هيجبر بخاطرك المكسور
ريم ونعم بالله بس مش قادرة اطلع وأواجه الناس ونفسى أختفى من العالم كله واموت وارتاح
مكة
بعد الشړ عليك لا أنت هتخرجى من اوضتك ووهتعيشى حياتك ومن بكرة تروحى كليتك وتشوفى مستقبلك اهم من اى شىء
قضبت ريم جبينها قائلة بنفور إزاى اروح وعينى تشوف البنى آدم ده تانى
مكة بثبات خليك قوية واتجنبيه خالص وأوعى تحسسيه بضعفك عشان مستغلش الموضوع ده تانى ويجبرك على شىء تانى
ويلا قومى اغسلى وشك والبسى ماما منتظراك
ابتسمت ريم قائلة مش عارفه لو مكنتيش جمبى أنا كان حالى هيكون إزاى
وعلى فكرة فستانك جميل مع الحجاب ووشك منور وياريت كنت اخترت فستان افضل من كده
أنا كرهة أخرج بالشكل ده تانى
ابتسمت مكة أنت ممكن تدارى الأجزاء المفتوحة دى من فوق بشال شيك كده
ريم تمام ونفسى بجد ألبس الحجاب
مكة بفرحة غامرة
وهو بجد نويتى تلبسى الحجاب
ريم اه طبعا أكيد
مكة طيب ايه رئيك نبتدى من النهاردة ويكون خير البر عاجله
وأنا هروح حالا هجبلك طرحة تليق على لون الفستان بالظبط
تهللت أسارير ريم ياريت والله وهيكون احلى يوم فى حياتى
فأسرعت مكة لغرفتها وعلى وجهها ابتسامة أن الله هدى على يديها ريم
وعن سهل بن سعد أن النبي ﷺ قال لعلي فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم متفق عليه
وبينما هى مسرعة رآها ركان والإبتسامة على وجهها فاستوقفها وملامح الڠضب على وجهه قائلا يعنى الهانم شكلها مبسوط ممكن أعرف ليه
ولا أقول أنا عشان حبيب القلب هيشرف الفرح
مكة بمكر اكيد مبسوطة بدال أنت كمان مبسوط وربنا وفقك لإنسانة بتحبها ربنا يسعدكوا وألف مبروك
ركان
بغيظ اه اه مبسوط ده أنا هطق من الانبساط
وبحبها جدا وعقبالك بس خلى بالك لو لمحتك وقفة معاه لوحدكوا ولا قاعد يسبلك ولا بتضحكوا
هعمل فيك إيه
أنا مش عايز مسخرة أنت فاهمة
نظرت له مكة بحدة وبصرامة أردفت وحضرتك يعنى بتقول كده بصفتك إيه
أظن ملكش دخل وأنا مسئولة عن تصرفاتى واظن كمان أنك عارف أخلاقى كويس فبلاش كلام من ده ووجهه لنفسك الأول
وبعد أذنك لو سمحت
كور ركان بيديه پغضب وأطلق الشرار من عينيه قائلا استنى عندك هنا أنا لسه مخلصتش كلامى ومستعجلة على ايه
فڼهرته غاضبة أنا مسمحلكش تلمسنى ولازم تلتزم حدودك يا سيادة النقيب
ركان بنظرة حب وأنا مش برده مسمحش لحد يشوف شعرة منك يا مكة
فاحمرت وجنتى مكة خجلا ثم أسرعت لغرفتها تتصارع الأفكار فى رأسها تتسائل
كيف يتحول من لحظة بين وحش هائج ثائر يريد البطش بها وإنه يكرهها بالفعل وبين لطيف تتحدث عيناه بالحب وإن لم يتحدث لسانه به
مكة لإمتى الحيرة دى يا ركان هتفضل تعذبنى لإمتى
عنان مع عامر الذى أصابه القلق من حديث الطبيب له
عنان مالك كده يا جدع مسهم سبها على الله متحطش فى دماغك
واطلع للراجل الكبارة اللى بره وأنت مبتسم عشان ميقلقش عليك
فابتسم عامر بالفعل لحديثها وكلماتها العفوية
عنان يخربيت حلاوتك لما تضحك يارتنى مقولتلك أضحك
عامر ها بتقولى إيه
عنان لا مفيش بس لما تضحك متضحكش اوى كده عشان بس متحطمش قلوب العذارى
فضحك عامر قائلا
حد قلك قبل كده إنك عسل ودمك شربات
عنان بسخرية اه كتير بس بعيد عنك عسل اسود زى حظى المنيل
عامر ضاحكا لا أنت شكلك مشكلة
وياريت تيجى تدلينى على مكان الأشعة هنا
عنان بس كده عونيه بس يلا أطلع للراجل الكوبارة وأنا هكلم الدكتور كلمتين وأطلعلك
عامر ليه هتقوليله إيه
فتحت عنان فمها ببلاهة ولكن سرعان ما قالت هقوله حاجة سر وعيب اكسفه قدامك
اصلوا فات أول الشهر ولسه مدفعش الجمعية
فضحك عامر حتى ظهرت نواجذه
فدفعته عنان قائلة زق عجلك يا ابو ضحكة جنان
فخرج عامر ليطمئن والده
أما هى فتبدلت ابتسامتها لعبوس
وتسائلت الطبيب متخبيش عليه يا دكتور
الشاب الحليوة ابو عضلات ده ممكن كفله الشړ يكون عنده حاجة وحشة
الطبيب والله الأعراض اللى عنده والصداع المستمر خلانى اشك ممكن يكون عنده ورم على المخ
ضړبت عنان على صدرها لا تف من بوقك يا دكتور
ده الواد لسه شباب وشكله مدخلش دنيا
الطبيب والله ده مجرد شك والفاصل الأشعة ويمكن ربنا يخلف ظنى
عنان إن شاءالله هيخلف ظنك يا دكتور يا متشائم أنت والله اصلا الواحد يدخل عندك كويس يطلع تعبان يا ساتر عليك
فضحك الطبيب قائلا والله لولا عارف إن دماغك لسعة كنت ظبطتك امشى من قدامى يا عنان السعادى
عنان أدينى ماشية قبل متجبلى أنا كمان كلو فى دماغى
ثم خرجت إليه مبتسمة قائلة قدامى يا جدع لما نشوف أخرة الصداع وأنا متاكده إنك هتخدله قرص إسبرين وينتهى بلا مسكنة وسهوكة كده
عامر ربنا يسمع منك ياريت
ساعدت مكة ريم فى أرتداء الحجاب وزينتها ببعض الورود على شكل تاج
مكة بفرحة ماشاءالله الله تبارك الله ربنا يزيدك جمال يا ريم
الحجاب حلاكى اكتر سبحان الله وفعلا شكلك فيه زى الملكة المتوجة
ريم ولأول مرة تبتسم بعد ما حدث لها الحمد لله أنا مش عارفة اشكرك ازاى
مكة تشكرينى بإنك تدوسى على وجعك وتسيبى المدبر يحللك المشكلة دى
ريم ونعم بالله
ثم قامت مكة باحتضانها بحب وفى هذه اللحظة ولج ركان فيراهما على هذا الوضع
فيبتسم من التى لم تؤثر قلبه هو فقط بل امتلكت شغاف كل من بالمنزل بحسن خلقها وطيبة قلبها
ثم اندهش عندما رأى أخته محجبة فاتسعت عيناه لإنه يعلمها جيدا إنه تحب التفاخر بزينتها وشعرها وهيئتها
فكيف أقنتعتها مكة به
عجبا لك يا ساحرة القلوب
فأثر ركان الأنسحاب قبل أن يشعروا به ولكنه خشى من ردة فعل والدته على حجاب ريم فتنهر مكة ويكفى ما بها
مكة خلاص كفاية كده حب يا ست البنات ونخلى حبة لبكرة
فضحكت ريم بۏجع ست البنات
مكة ايوه من النهاردة أنت ست البنات وعلى فكرة لو دعيتى دلوقتى دعوة هتستجاب
ريم بجد وإزاى
مكة لما تيجى تعملى طاعة جديدة ربنا سبحانه وتعالى بيفرح وبيستجيب لك دعوتك
ريم ياااه أنا بحب ربنا اوى
وهدعى ربنا يعوضنى بإنسان فعلا يصونى ويحبنى من قلبه ويكرمنى وميفضحش سترى
مكة يارب حبيبتى
ويلا بينا
دلوقتى عشان ماما مستنية
ريم يلا بينا
ولج مجدى إلى غرفة سهام
سهام ها يا مجدى ركان خلص لبس ولا لسه
مجدى بنفور أهو مش عارف ابنك ده فى بطىء الطفل الصغير فى اللبس وشاهى خلاص جهزت فى البيوتى سنتر
وأبوها أتصل بيه واضطريت اكدب وأقوله فى الطريق ابنك برده مصمم يحرجنا قدام الناس
سهام معلش أنت عارف ركان بيحب ياخد وقته ومش بيحب حد يستعجله
أنا هروح احاول أخليه يسرع شوية
مجدى روحى يا ستى أنا حاسس زى مايكون مخلفتيش غيره
سهام بنظرة عتاب بالعكس أنت إللى مصمم تفرق
على العموم مش وقته عتاب
هروح لابنى واشوفه واقف جمبه فى يوم زى ده هو محتجنى
مجدى بغيظ تمام أتفضلى
ثم ما لبث أن جاءه هاتف
انكمشت ملامح مجدى واسرع للشرفة ليستجيب بصوت خاڤت جدا
مجدى أنت أتجننتى بتتصلى بيه وأنت عارفة إنى فى البيت
فيفى أتجننت عشان بكلم جوزى ابو عيالى مش من حقى ولا إيه
مجدى مش وقته الكلام ده وانا متفق معاك على كده بس أنت بتنسى
المهم عشان هقفل أنت عايزة إيه دلوقتى
فيفى عايزة احضر الفرح
وأنا خلاص لبست وجهزت انا والعيال
مجدى أنت فعلا شكلك أتجننتى رسمى عايزة تحضرى الفرح بصفتك إيه
والعيال لما يشوفونى مش متخيلة أنهم هيقولوا بابا وهتبقى ڤضيحة قدام خلق الله أجوزت امتى وخلفت امتى
زفرت فيفى بضيق ڤضيحة ليه
هو إحنا ماشيين مع بعض أنت جوزى على سنة الله ورسوله
مجدى ناسية إنه فى السر يا هانم
فيفى بس انت وعدتنى مع الوقت هتعلن ده
مجدى وأنت شايفة ده وقته
فيفى خلاص يا مجدى أنا هروح مش بصفتى مراتك أنت ناسى إنى كنت صديقة لحرمك المصون
مجدى أنا مش فايقلك يا هانم أرجوك اعقلى وخليك فى بيتك وإلا أنت عارفة غضبى كويس فمتخربيش على نفسك يا بنت الناس
فيفى كده يا مجدى
ثم تخلل لأذن مجدى صوت سهام يعلو
فتابع مجدى بقوله
أنا هقفل دلوقتى سلام
ثم اغلق الهاتف وأسرع ليعلم ما فى الأمر
فيفى پغضب كده يا مجدى بتقفل فى وشى لما اشوف أنا ولا ست سهام سليلة الحسب والنسب
مجدى فيه إيه يا حبيبتى صوتك عالى ليه كده
ده وحش على صحتك
سهام وهى تشير ل ريم شوف بنتك عاملة ايه فى نفسها
وايه فى مناسبة زى دى وفيها ناس على مستوى جايين الحفلة
ريم وايه فى الحجاب غلط يا مامى عشان الناس اللى على مستوى دول يضايقوا بالعكس أنا بشوف ستات فيهم كتير لبسين حجاب وشيك جدا فى نفس الوقت
فالحجاب عمره ما بيقلل من شخصية الإنسان بالعكس بيرفعه
فابتسمت مكة لحديثها فڼهرتها سهام ايوه ابتسمى
ما أنت أكيد اللى أقنعتيها بيه أنا بنتى مكنتش كده ولا دى أفكارها أنت عملتى إيه فى دماغها كلها تبوظ كده وتبقى رجعية
مكة أبدا يا هانم عمر الحجاب مكان رجعية إلا لو كانت الحيوانات اكتر تقدما وحضارة من الإنسان
فڠضبت سهام وتلون وجهها أنت يا حيوانة قصدك ايه
فخرج على صوتها ركان ليجد حبيبته تتلألأ الدموع فى عينيها من إهانة والدته لها
مجدى أدخلى يا ريم عشان متزعليش ماما واقلعى الارف ده
مش حتة القماشة دى اللى هتخلينا قريبين من ربنا المهم انك قلبك نضيف يا ريمو فيه بنات يشوفهم كتير لبسين حجاب وسلوكايتهم زفت لكن أنت أحسن كتير منهم
ريم برجاء لا يا بابى أنا مقتنعة بيه ومش هقلعه ده فرض من عند ربنا سبحانه وتعالى وان كان فيه سلوكيات مش كويسة من بعض البنات فده شىء بيرجع لأخلاقهم مش فى الحجاب ملهوش دخل
سهام بنت أنت لو مقلعتهوش أنت لا بنتى ولا أعرفك
ركان محاولا تهدئة الموقف فأمسك بيد والدته وقبلها يا حبيبتى هدى نفسك بس كده عشان صحتك وسيبى ريمو براحتها وبالعكس أنا شايف إنها أحلوت اكتر بالحجاب وأنت يا ست الكل عمرك مكنت بتغصبينا على حاجة فسبيها تجرب ارتاحت كملت مرتحتش تقعله وهى حرة
سهام عشان خاطرك بس انت يا ركان بس اكيد هتقلعه أنا عارفة بنتى كويس ومش هتسمح للبنت اللى جبتهلنا دى معرفش منين تمشى رئيها عليها
لم تتحمل مكة حديثها أكثر من هذا فأسرعت لغرفتها باكية
ريم كده يا مامى ملكيش حق تزعليها مكة دى
إنسانة جميلة مشفوفتش حد فى اخلاقها وحنيتها وأنا بحبها جدا وزعلها من زعلى
ولو هى محضرتش الفرح عشان زعلانة أنا كمان مش هحضر
زفر مجدى بضيق قائلا لا أنت زودتيها اوى يا ريمو
دى مجرد شغالة عندنا تمشى تيجى غيرها
ريم لا مكة مش شغالة أنا بحسها زى متكون أخت ربنا كرمنى بيها
شعر ركان بالخجل من أخته فهى كانت أقوى منه فى الدفاع عن
حبيبته أما هو فقد لاذ بالصمت لم يستطع الدفاع عنها مع أنه اقرب الناس إليها
أما رياض فكان منشغل بالتى أسرت قلبه حيث كان واقفا على باب الغرفة التى تشاركها بها دادة إكرام بينما كانت إكرام تتابع حديث سهام مع ريم
رياض أنت يا كرملتى يلا أطلعى بقه ورينى جمالك بالفستان
ففتحت كرميلا جزء بسيط من الباب هامسة والله مقدرة أطلع بيه خاېفة اوى كأنى عاملة عمله يا سى رياض مكسوفة اوى
رياض مكسوفة ايه بس
أطلعى يا بنتى جننتينى معاك ھموت واشوفك بيه
ففتحت كرميلا الباب مفترشة بنظرها الأرض من الخجل للتسع عين رياض من المفاجأة فكانت بالفعل اشبه بالأميرات كانها زهرة فى بستان حورية فى الجنة
رياض بمداعبة يخربيت الجمال ده أنت هتغطى على العروسة ذات نفسها كده
لا رجعت فى كلامى اقلعيه اخاڤ خد يعاكسك بيه فى الفرح وأنا ابقه شبه القرطاس مش عارف اتصرف
فضحكت كرميلا بخجل طيب يا سى قرطاس أعمل إيه دلوقتى
أنت إللى جننتى ألبسه ولا ملبسهوش
رياض لا خليك قمر بيه ولا اقولك اقلعيه
ولا اقولك خليك بس مش عايز عينيك تزوغ كده ولا كده فاهمة
كرميلا حاضر يا سى رياض
رياض جننتينى بسى رياض اللى أكلتى بيها عقلى وقلبه
ولجت ريم لغرفة مكة فوجدتها تبكى على وسادتها ففعلت مثل ما تفعل معها
ربتت على كتفها بحنان قائلة معقول اللى جميل اللى ديما هو يصبرنى هو دلوقتى اللى بيبكى
مكة بصوت منبوح من البكاء ماانا إنسانة برده وليه طاقة وتعبت كتير اوى بس بدعى ربنا يفك الكرب ويرفع عنى الابتلاء عشان خلاص تعبت ذل ومهانة
ريم يارب يا حبيبتى بس متقوليش كده طول ماانا معاك أنا عرفت اخد حقك ويلا بينا عشان ننزل الوقت أزف
مكة معلش روحوا انتوا وانا خلينى فى البيت
فوجدت صوت من يقول لها لا لازم تيجى وتشوفينى عريس طبعا واكيد المتر مستنيك وأكيد هيزعل لو مجتيش
فنظرت له مكة پقهر وكأنها تقول له
كفاية حرام عليك تكسر قلبى اكتر من كده
إزاى بس اشوفك مع غيرى حرام والقلب عمره ماشاف ولا حب غيرك
قال ركان كلمته واسرع الخارج ليخفى عبراته قائلا سامحينى يا ضى عينيه
بخطوات متثاقلة أمام مركز التجميل اتجه ركان لأخذ شاهيناز منه
وعندما وللج للمركز خطڤ أعين البنات من هيئته بالبذلة الرمادية التى تعكس لون عينيه
وعندما رأته شاهى أسرعت بقولها واو تحفة عليك البدلة ثم تعلقت برقبته هامسة يلا شلنى ولف بيه زى البنات اللى بشوفهم على اليوتيوب
فهمس بكلمة طيب لو أنت زيهم لكن أنا مش زى أشباه الرجال بتوعهم وأنا معملش كده
ومش عارف صراحة أنت لبسة ايه
شاهى بضيق فستان يعنى لبسه ايه
ركان أنا شايفه قميص نوم مفروض ميلتبسش إلا فى غرف النوم مش قدام الناس
زفرت شاهى بضيق قائلة على فكرة انت مش جانتيه خالص وكان من الذوق تجاملنى فى يوم زى ده بس دى طريقة لبسى وأنت عارف وخطبتنى على كده فياريت تبطل تفكر بالعقلية دى
ركان حدث نفسه أنا وفقت ڠصب للأسف
تنهد ركان پقهر قائلا طيب يلا وخلى الليلة تعدى
ثم تقدم بها نحو سيارته على تأفف منه من طريقة معاملته لها ولكنها تحملت من أجل حبها له
وانطلق نحو القاعة
حيث اكتمل المدعويين وكانوا فى إنتظارهم واستقبلهم فريق القاعة ببعض الأستعراضات ثم جلسوا فى المكان المخصص لهم
تجمع الحضور للسلام والتهنئة وأخذ الصور التذكارية مع العروسين
ولكن عين ركان كانت لا ترى ولا تسمع وكأنه فى عالم أخر وحده يبحث عن معشوقته فقط بينهم
حتى وجدها فى ركن بعيد منزوى تدير ظهرها له وكأنها لا تريد رؤيته فقد انفطر قلبها من مجرد أمر الخطبة فكيف تراه معها أيضا
وضع ركان يده على قلبه الذى تصارعت دقاته وهو يراها على تلك الحالة والألم يعصف بها فكاد أن ېصرخ ولكنه تحامل وأصر أن يجعلها تراه وسيمثل الحب مع شاهى لعلها تكره وتنسى حبه ليستطيع التخفيف عن ألمه ولكن لا يستطيع القلب المحب أن يكره أبدا
ثم بدئت أغنية رومانسيه قام العروسين بالرقص سلو عليها بها ركان شاهى إلى صدره فابتسمت وتهيأ لها إنه يحبها مثل ما تحبه
ومن كلمات الأغنية
انت ومش حد تاني ف عنيك فرحه زمانى
لو غبت حبيبي بس ثوانى مابعرفش اعمل ايه
جوايا حنين باقيلك لو اطول ف عنيا اشيلك
الدنيا بتحلي لما بجيلك ودا اللي بحس بيه
انا ليه وانا بټخطف دا بايه
يتسمي ويتوصف روحى بتنساني وشوق يملاني واروح لبعيد
تأثرت مكة بكلمات الأغنية ودمعت عينيها ثم أختلست النظر له لتأخذ الضړبة الموجعة عندما وجدته شاهى
فأشاحت بوجهها سريعا وتساقطت عبراتها
على الفور ثم أسرعت بالذهاب إلى دورة المياه
حتى لا يراها أحد باكية فى هذه المناسبة السعيدة فيشك فى أمرها
وفى تلك اللحظة التى رأى بها ركان هروبها للمرحاض قام بإنهاء الرقصة وبعد عنه شاهيناز بقوة حتى إنها اتسعت عينيها من الصدمة وتسائلت ايه المچنون ده
كنت لسه زى المولود اللى أمه ودلوقتى يبعدنى بقسۏة كده
شاهى بحدة فى قولها ليه عملت كده
لسه الأغنية منتهتش أنت كده بتحرجنى قدام الناس
ركان ولا احراج ولا حاجة أنا بس حاسس إنى تعبت وعايز اقعد
ثم تركها ليجلس هو بمفرده ولا يشعر بتصرفاته التى أغضبت والد العروس ووالده
الذى همس لوالدته شوفتى ابنك ولى بيعمله ياريت تروحى تكلميه عشان أنا مش ضامن تصرف ابو العروسة وممكن يمحينا من على وش الأرض بمكالمة منه
سهام بحرج حاضر هروح أكلمه
ولكن ما أن استعدت للوقوف بادرها المتر ايمن بالسلام
ايمن إزيك يا هانم والف الف مبروك
عقبالى كده أن شاءالله بس هى فين عروستى
سهام بضحكة صفراء مصطنعة فى الترابيزة اللى هناك دى
وكان فى تلك اللحظة عادت مكة للمنضدة التى تجلس عليها إكرام وكرميلا
لمعت عين ايمن عندما رأى حوريته الساحرة فى ذلك الثوب المحتشم
فأسرع إليها وكانت عين ركان تراقبهما بغيظ
تقدم ايمن من مكة التى تفاجئت به أمامها
ايمن مكة إزيك تصورى إنك وحشتينى
فتبدلت ملامح مكة العبوس قائلة لو سمحت مينفعش الكلام ده بينا
ثم أشاحت بوجهها ملتفتة له بظهرها قائلة عن إذنك
ولكن وجدته قد أمسك ذراعها قائلا استنى بس أنا لسه مخلصتش كلامى
مكة عيب اوى يا استاذ اللى بتعمله ده
ايمن ليه عيب أنا بحبك يا مكة وعايز أجوزك
حجظت عين مكة عندما رأت ركان من وراء ايمن
وفيه عينيه انذار بالشړ
فامسكه من ذراعه بصرامة قائلا مش قلتلك عيب وميصحش ولا انت مش سامع يا متر
أيمن ركان باشا سامع بس انت عارف يعنى نظام الستات تبين مضايقة وهى فى نفسها عايزة تسمع كلام حلو
ركان لا خفيف يا متر
ثم وجه أيمن كلامه مرة أخرى لمكة متجاهلا ركان بقوله لها ماتيجى نرقص يا مكتى مع العريس والعروسة
ركان وقد أنفجر ڠضبا لا أنت لازم تتربى وهم أن يبطش به ولكن وجد من يصيح فى وجهه
ركااااااان
يا
الحلقة التاسعة عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
وإني لأهوى النوم في غير حينه لعل لقاء في المنام يكون ولولا الهوى ما ذل في الأرض عاشق ولكن عزيز العاشقين ذليل
عنان أسترخى كده يا عسل ولا قولى اسم الكريم ايه
عامر أنا عامر وحضرتك
ضحكت عنان قائلة حضرتى والله مقبولة منك يا عسل
أنا عنان المنعنعة واطمن كده واسترخى
فضحك عامر وأردف صراحة أنت اللى يشوف وشك ويسمع كلامك يطمن لوحده
عنان لا وشى وضهرى ايه بس
أنت شكلك هتعاكس وكده عيب وكتاب الله المجيد وكده لزمن ولابد تصلح غلطتك وتجوزنى
فضحك عامر قائلا أجوزك كده مرة وحدة !
عنان لا إزاى يا بيه مرة واحدة
مش فيه الأول قرى فاتحة مع حتتين جاتوه كده يطروا على القلب
وبعدين نغنى يا دبلة الخطوبة عقبلنا زيكم وبعدين بقه كده المأذون اكتب وجواز كلبش وعيال خلف
فضحك عامر حتى دمعت عيناه مردفا والله أنت مشكلة
عنان بس مشكلة حلوة صح
عامر وهو ينظر لملامح وجهها بدقة فرأى عينيها التى بلون الزيتون وبشرتها البيضاء الصافية وحمرة وجهها الطبيعية
فشرد فى جمالها للحظات فباغتته بقولها ايه يا سكر بتدور على العنوان فى وشى ولا إيه
على العموم هكتبهولك فى ورقة عليهم رقمى المحمول وهدسهولك فى جيبك عشان متنساش
عامر تمام وأنا موافق
عنان موافق على ايه يا بيه
عامر مش عايزة تجوزينى
عنان اه
يوه قصدى هفكر فى الموضوع
عامر طيب لو فكرى كويس عقبال ما نيجى نزوركم فى العنوان اللى هتدسهولى
عنان بإندهاش بتكلم جد يا بيه ولا كلام النهار هيجى عليه الليل ومتلقهوش
عامر لا جد الجد
شعرت عنان أن الأرض لا تتحملها وكادت أن تسقط من المفاجأة
عامر إيه مالك أنت هدوخى من دلوقتى
امال مين هيسندنى لما أخلص الأشعة
ثم حضر طبيب الأشعة وجهز عامر واستلقى على الجهاز ثم بدء بتصويب الأشعة المقطعية على رأسه
ليظهر على الفور ورم بحجم حبة الليمون فى مؤخرة رأسه
فقام الطبيب بالنداء على عنان
عنان ها طمنى على الواد السكر الحليوة دماغه نضيفه ولا حساه لاسع اصلوا مش معقول يكون بيكلم بجد
الطبيب هو فعلا للأسف عنده ورم ومحتاج دكتور مخ واعصاب شاطر عشان ينقذ حياته
عنان بسخرية إلهى تورم رجلك يا بعيد بص كويس تانى كده والبس النضارة
الواد لسه زغلول وحرام ابقى أرملة وأنا لسه فى عز شبابى يقطعك دكتور
فضحك الطبيب والله مش مصدقانى خديها
لدكتور علاء اللى كتب على الأشعة
عنان لا الدكتور الفقرى ده لا أنا هخده عند اكبر دكتور فيك يا مصر
يا حبيبى يا عامر يا جوز المستقبل
ثم عادت إليه مرة أخرى ورأى فى عينيها القلق فردف قائلا ها طمنينى قلك ايه بصراحة متخبيش عليه
كتمت عنان عنه أمر الورم حتى لا يقلق فأردفت زى الفل وعشرة يا عسل
ودماغك متكيفة على الأخر يا جدع وأخرك
تشرب كوباية عصير قصب من عند الراجل إلى فى أول الحارة بتعنا وهتلى واحد فى كيس وانت طالع
عامر بعدم تصديق لا أنا حاسس إن فيه أمر خطېر وانت بتخبى عليه ولازم تصارحينى
عنان بتلعثم هو ايه اللى خطېر ده
معرفش حد بالأسم ده وبص يا سكر أنت بس عايز تكشف عند دكتور مخ واعصاب
عشان بس صواميل دماغك عايز تتربط كويس وبعدها هتظبط وتكون مية فلة وعشرة بس يا خوفى
عامر بضحك خاېفة من ايه
عنان خاېفة بعد متظبط دماغك وتعقل كده تنسانى ولا تغير رئيك وتكسر قلبى بعد ما حبك وتنسانى بعد كل سنين العشرة دى كلها
ضحك عامر سنين أنا لسه عارفك من يجى ساعة
عنان وأنت عارف الساعة دى دى فيها كان ثانية ومروا عليه إزاى
عامر لا انت حالتك صعبة اوى
عنان اه اوى المهم يا دلوقتى يا سكر
هتاخد الراجل الكبارة اللى برا دلوقتى وتروح تستريح شوية وأنا هطقسلك على دكتور بريمو وهجزلك عنده
وهتصل بيك وأعرفك المعاد بتاعه وهتلاقينى برده معاك هناك عنده عشان لو هيديك إبرة ولا حاجة متخفش
عامر صراحة مش عارف اقولك ايه
على قد لسانك بس قلبك حنين اوى وأنا فعلا معنديش غير بابا ومليش اخوات وأنت
عنان اوعى تقول اختك ازعل وربنا قولى الجماعة العيال اى وصف فيه حب كده
عامر ههههههههههه ماشى يا جماعتى
هاتى تليفونك اسجلك رقمى ولما تعرفى معاد الدكتور كلمينى
عنان يا لهوى هتلمس موبيلى بأيدك الحنوينة دى
اموت انا
بس يلا ماشى على معاد يا سكر
عمى الحب بصيرة زهرة عن إدراك حقيقة عباس ورضت بالدنية وتسللت هربا ليلا بعد أن نام والديها التى لن تجد أبدا أحدا يحبها ويريد لها الخير مثلهم
وكان فى إنتظارها عباس أسفل البناية وعندما رأها ابتسم بفخر محدثا نفسه كنت حاسس إنها هتيجى محدش يقدر يقاوم عباس
فأسرع إليها وأمسك بيديها قائلا زهرتى وحشتينى كنت بعد اللحظات عشان أشوفك
زهرة بخجل وأنت كمان يا عباس وادينى أهو بين ايديك
وهربت عشان خاطرك من أحن الناس عليه
فياريت متخلنيش أندم فى يوم من الأيام إنى عملت كده
عباس عيب عليك أنا راجل اووى ليه فكرانى عيل
زهرة لا سيد الرجالة طبعا بس اثبتلى ده
عباس هثبتلك وهتشوفى بس يلا بينا على عش الزوجية يا أحلى عروسة
زهرة عش الزوجية كده على طول مش هنكتب الاول عند المأذون
عباس لا لزمته ايه عباس وسين وجيم وفين الولى ولزى منه
ضړبت زهرة على صدرها قائلة يا مصيبتى امال عايز تعيش معايا فى الحړام يا عباس
عباس حرام إيه يا هبلة أنت هو أنا بتاع كده استغفر الله العظيم
لا إحنا هتجوز على سنة الله ورسوله بس بطريقة تانية
زهرة وهى ايه دى إن شاءالله
عباس عرفى يعنى ورقة نكتب فيها إنك مراتى وتمضى عليها عشان تتضمنى حقك منى
زهرة ويعنى متأكد أن بالورقة دى يبقى إجوزنا !
عباس اه طبعا أنا بس عايزك تثقى فيه شوية
زهرة وأنا مكنتش واثقة فيك كنت سبت اهلى عشانك
ثم بكت زهرة
عباس وليه الوش النكد ده والعياط ده حتى فال مش حلو واحنا لسه هنخش دنيا وعرسان جداد
زهرة عشان ابويا وامى هيوحشونى اوى
عباس معلش ان شاء الله فترة كده وقلبهم يحن ليك ويرضوا عن الجوازة
زهرة ياريت
غمز لها عباس قائلا طيب يلا بينا يا عروسة
ثم توجه بها إلى شقته وكتب لها ورقة زواج عرفى
وأكيد ده زواج باطل لإنه زواج بدون ولى ولا شهود
ثم أصبحت له زوجة فعليا
ايمن متيجى نرقص يا مكتى مع العريس والعروسة
ركان لا أنت لازم تتربى وهم أن يبطش به ولكن وجد من يصيح فى وجهه
ركااااااان
ليلتفت ليجد والده مجدى الزيات
مجدى بنظرة حدة وصوت غاضب أنت أتجننت سايب عروستك وجى تتعارك مع المتر وعشان إيه وليه
أنت مش متخيل شكلنا عامل زى قدام الشخصيات المهمة اللى موجودة
ولا والد العروسة اللى عمال ينفخ من تصرفاتك ومتوقع ردة فعل حادة منه اكيد بعد الفرح
ولا عروستك اللى قعدة بتحاول تدارى دموعها
ركان بحرج بابا أناااااا
مجدى أنت إيه
إنسان مستهتر مندفع مش مقدر مكانتك ولا مكانة الناس اللى منسبهم
واندفاعك ده هيجيبك لورا وساعتها أنت
ولا ابنى ولا أعرفك أنت فاهم
احتقن وجه ركان وكاد أن ينفجر من الغيظ والحرج
ولكن مكة حاولت تلطيف الموقف من أجله
فبادرته بقولها روح لعروستك يا باشا راضيها وعيش الفرحة وراضى والدك عشان ربنا يرضى عنك
ثم فعلت مثل ما يفعل ليتجنبها ويهتم لعروسه
ابتسمت ل ايمن قائلة اتفضل يا متر اقعد معانا
أنت صراحة كلامك ميتشبعش منه
فنظر ايمن ل ركان بنصر وحاول ركان أن يسيطر على اعصابة بعد أن رمقها بنظرة غاضبة ولكن هى تحاشتها
وجلست برفقة ايمن على مضض
أما هو فجذبه والده من ذراعه لتكتمل فقرات الحفل مع عروسه
قضبت شاهيناز جبينها بجانبه فنغزها ركان برفق قائلا خلاص بقه فكيها يا شاهى
شاهيناز بعبوس وڠضب افكها إزاى وحضرتك سيبنى ورايح تكلم مع البيه والبنت اللى هناك دى وشكلك كنت هتتعارك معاه كمان
إزاى كنت هتعمل كده وفى ليلة زى دى مفروض نكون فيها اسعد
اتنين فى الدنيا
تنهد ركان وحدث نفسه مفروض بس لو كانت مكة بدالك لكن ڠصب عنى صدقينى وأنا عارف أنت ملكيش ذنب وعشان كده رفضت المبدأ من الأول بس هما أرغمونى مش بإيدى بس عشان خاطرك هحاول اكون لطيف معاك لكن بدون قلب للأسف
ركان خلاص متزعليش صح هو أنا قولتلك
شاهى قولتلى ايه
ركان إنك حلوة النهاردة
فابتسمت شاهى وكأن شىء لم يكن وثبتها ركان بكلمة منه
كم أنت طيبة ايتها المرأة من كلمة واحدة تتطيبن
سهام ل مجدى بطل زربنة يا مجدى ونفخ اديك شايف أهى شاهى بتضحك ومبسوطة
مجدى بعد ايه !
محرق دمنا أنا مش عارف ابنك ده طينته ايه بالظبط
ثم هز رأسه بآسى قائلا اه صح عارف طينته مهو شبه اللى جابه
فانفعلت سهام وحاصرتها الذكريات من جديد
عندما تواعدت مع عباس مرة أخرى فى إحدى الكافتيريات خارج الجامعة
عباس سمسم روحى فكرتى فى الموضوع اللى اتكلمنا فيه
سهام فكرت وعايزة اكيد نتجمع أنا وأنت عشان فعلا مبقتش قادرة تعدى لحظة من غيرك
فابتسم عباس بمكر خلاص كفاية اللى ضيعناه لأجمل لحظات عمرنا كده ويلا نتهنى ببعض ومنضيعش الوقت ونعيش الحب اللى بجد
ابتسمت سهام بخجل طيب نصبر شوية لما أحضر نفسى كده واشترى شوية حجات
وكمان لازم يكون فيه حجة لتأخيرى برا البيت
عباس أنت مش محتاجة حاجة أنت على بعضك قمر
ومټخافيش من التأخير خير البر عاجله هى ساعة زمن وهوصلك أنا
بس استنى نشرب عصير المانجا ده عشان يدينا طاقة
ثم جاء الجرسون لأخذ الحساب فتصنع عباس البحث فى بنطاله عن الفلوس قائلا
مش عارف المحفظة راحت منى فين
خاېف تكون أتسرقت
سهام استغفر الله دور تانى كده كويس يمكن تلاقيها
عباس مفيش ما هى أكيد يا أتسرقت أو وقعت منى
الجرسون المهم يا فندم لازم تدفع الحساب
سهام خلاص أنا هدفع مفيش مشكلة أنا وأنت واحد
عباس بس لو مكنتيش تحلفى خلاص أدفعى ولما أقبض هردهملك
سهام عيب يعنى دى حاجة بسيطة
عباس ربنا يخليك ليه يا سمسمة
ويلا بينا نغنى ونطير على عش حبنا
ثم توجه بها لشقته ليعيشوا كزوجين تحت مسمى زواج ولكنه باطل لعدم إستيفائه الشروط
وهو ليس إلا ألعوبة تحايل بها عباس لكى ينال ما يريد
حتى اذا تم له ما أراد بدء ينفر منها كعادته مع كل صيد بمرور الوقت يمل ليبحث عن صيد اخر
وخصوصا عندما شعرت سهام بأعراض الحمل
وتأكدت من خلال الأختبار المنزلى
سهام پصدمة يا لهوى طلعوا شرطتين مصېبة وحلت على دماغك يا سهام هتعملى إيه دلوقتى وتقولى ايه
لازم عباس يجى فى اسرع وقت ويتقدملى ونجوز رسمى
شعرت سهام بالإعياء من كلمات مجدى القاسېة وغلت الډماء فى عروقها
سهام مفيش فايدة فيك يا مجدى متصمم تنكد عليه وتفكرنى بالذى مضى
رغم إنك وعدتنى إننا هنبدء من جديد وهننسى اللى فات وقعدت فترة فعلا متكلمش ايه حصلك بس يا مجدى فهمنى
ثم بدئت فى التعرق والإرتعاش ولم يلاحظها أحد
حيث كان رياض منشغلا بعيدا مع كرميلا بعد أن كان يراقبها حتى ولجت للمرحاض
فانتظرها بالخارج حتى خرجت منه وباغتها رياض بقوله كرملتى
ففزعت كرميلا وشهقت قائلة بسم الله الرحمن الرحيم أنت بتطلع إمتى
رياض بضحك ايه يا بنتى شفتى عفريت ولا إيه
كرميلا لا اټخضيت بس يا سى رياض
رياض طيب بقولك تعالى نزوغ برا عند البسين من غير محد ياخد باله شوية
وونرقص مع بعض رقصة رومانسية بس على صوتى أنا
كرميلا لا لا حد يشوفنا وساعتها الباشا مجدى مش هيسكت كفاية عليه ركان بيه ولى بيعمله
رياض تعالى بس يا كرملتى متخفيش
ثم جذبها من معصمها للخارج ولاحظت مكة ذلك فابتسمت پألم وتمنت أن كان ركان بهذه الشفافية
والصراحة وقادرا على إظهار حبه
مكة ربنا يسعدك يا كرميلا بس خاېفة من نهاية حبكم هتكون ايه
خاېفة يكسر قلبك زى مقلبى اتكسر مفيش أوحش من كسرة القلب أبدا
كرميلا وبعدين أنا مبعرفش ارقص رقص السهوكة قليل الادب اللى بيلزقوا فى بعض ده
عيب يا سى رياض
رياض أنت ليه مش عايزة تقربى منى يا كرميلا
ليه مش عايزة تحسى پالنار اللى جوايا بسبب حبك انا أول مرة احس بالضعف بالشكل ده
ثم بدء يدندن
مفيش مرة تقربلي تطمني يللي حاببني ليه قلبك بيظلمني كل ما أحبك منك بتحرمني يبقى ده اسمه كلام عشان خاطري تكلمني تفهمني عرفني إيه يا حبيبي حصل مني إزاي يطاوعك قلبك تغيب عني وإحنا بينا غرام
فتلألأ الدمع فى عين كرميلا
لتهمس وأنا كمان بحبك يا رياض صدقنى
بس أنا خاېفة عليك من الحب ده لو الباشا الكبير عرف مش هيسكت
رياض وليه يعرفوا
كرميلا امال هنفضل نحب فى بعض كده من غير نهاية شريفة للحب ده
رياض لا طبعا ليه نهاية وهى الجواز على سنة الله ورسوله وعقد شرعى كمان على يد مأذون وليك مهر ومؤخر ولو ليك اى طلبات معينة عايزها هنفذهالك
ها قولتى إيه
كرميلا يعنى قصدك جواز فى السر
رياض اه
فنكست كرميلا رأسها بخزى يعنى هفضل طول عمرى فى الضل مستخبية مقدرش اقول إنى مراتك
ولو خلفنا عيالى مش هيقدروا يقولك
بابا قدام الناس
يعنى هيكونوا زى الأيتام بس الفرق أبوهم عايش بس مش معترف بيهم
شعر رياض بالحرج من كلماتها التى نزلت عليه كالصاعقة فبرغم حداثة سنها إلا أنها تمتلك عقل راجح
رياض پقهر عندك حل تانى
كرميلا لا معنديش بس مينفعنيش الحل ده يا باشا يا محترم
أنا قولتلك من الأول بلاش خليك فى طريقك وخلينى فى طريقى وده أسلم
لكن الوقوف على السلم ده مينفعش يعنى ولا عارفة اكون انا لوحدى ولا عارفة اكون معاك
فسامحنى وانسانى افضل ودلوقتى هدخل جوا قبل محد يلمحنى معاك
ثم التفتت مغادرة وتركته يعانى ألم رفضها لحبه
فدندن رياض
قاللي الوداع وأنا أقولوا أيه
هوا الوداع يتقال فيه أيه
أختارته ليه و أختارني ليه
كان قلبي ليه و قلبوا مش ليا
حسيت أني لقيت حلم السنين
و صحيت فجأه بقيت من مجروحين
استمعت كرميلا لكلماته وودت لو أن أسرعت إلى ليحتويها ويسمع دقات قلبها التى لا تدق سوى له ولحبه وإن فراقها له أشد من المۏت ولكنه حياة باللنسبة له لذا عليها تركه حتى لا يندم يوما على حبه لها
تفاجىء مجدى بحضور زوجته الثانية رغم نهيه لها عن الحضور فاحتقن وجه وغلت الډماء فى عروقه ولم يدرى ما يفعل مع تلك المچنونة
فأسرع لها على الفور لكى يثنيها على الدخول وكانت سهام تتابعه رغم شعورها بالإعياء
مجدى برده يا هانم جيتى
فيفى بدلال مينفعش مناسبة زى دى مكنش جمبك فيها يا دودو
مجدى پغضب شديد أقسم بالله لو مختفيتى من قدامى السعادى وروحت بيتك ليكون معاك تصرف تانى
فيفى أنت بتتهدنى يا مجدى
مجدى ايوه لإنى حذرتك وأنت برده ركبتى دماغك
وفجأة سمع صوت هرج ومرج فى القاعة حيث لم تتحمل سهام الألم أكثر من هذا وزاد شعورها بالإعياء فسقطت من مقعدها فصړخت ريم واسرع إليها ركان بقلب مرتجف وقام بالنداء على مكة لعلها تساعدها سريعا قبيل مجىء عربة الأسعاف فتسللت مكة بالكاد بينهم حتى وصلت لها
ثم طالبت الناس بالجلوس على مقاعدهم حتى لا تصاب سهام بالأختناق من تجمعهم حولها بهذا الشكل
مجدى پخوف شديد سهام
فيفى بغيرة وحقد من سهام ومالك وشك قلب كده
متخلينا نخلص منها وكفاية أنا عليك
مجدى أنت فعلا أتجننتى ولو ممشتيش دلوقتى ورقتك هتوصلك بكرة ثم تركها وأسرع إلى سهام
قامت مكة بعمل بعض الإسعافات الأولية ليها لتستعيد أنفاسها
فقد شعرت مكة من احتقان وجه سهام وتلون وجهها بالحمرة إنها فى أزمة قلبية حادة ويجب عليها تنشيط قلبها سريعا ومساعدتها على التنفس
فضغطت عدة مرات على صدرها كما أعطتها قبلة الحياة عن طريق الفم عدة مرات
حتى شهقت سهام فحمدت الله مكة على عودتها للحياة
وجاءت سريعا عربة الإسعاف لنقلها للمشفى
شاهيناز لوالدتها پبكاء مش عارفة حظى الۏحش ده يا مامى كل ده يحصل فى يوم فرحى
والده شاهيناز معلش المهم والدته تقوم بالسلامة والفرح يتعوض يا شاهى
فى المشفى أودعت سهام غرفة العناية المركزة
حتى استقرت ضربات قلبها بعض الشىء وعاد إليها وعيها وخرج الطبيب فاستقبله رياض ومجدى وركان
ركان بقلق متسائلا الطبيب ها حالتها ايه يا دكتور
الطبيب الحمد لله لولا المساعدة اللى حصلتلها وقت الأزمة كان زمنها فى عداد الأموات فاحمدوا الله واشكروا الأنسة اللى عملت كده
فنظر ركان لمكة نظرة إمتنان
وكأنه مدينا لها بحياة والدته
مجدى طيب وايه السبب فى تعرضها للأزمة بعد فترة صغيرة كده
الطبيب اكيد مجهود زايد أو ضغط نفسى مفاجىء
فشعر مجدى بالندم على كلماته معها ربما تكون هى السبب فما حدث لها
عامر بابا لو سمحت عايز أكلمك فى موضوع
خالد خير يا حبيبى قول
عامر بحرج صراحة البنت الممرضة اللى شوفتها فى المستشفى الصبح اعجبت بيها وعايز فعلا أرتبط بيها
عبس وجه خالد قائلا معقول يا عامر عايز تجوز البنت البيئة دى اللى بتكلم بحواجبها والفاظها سوقية اوى
لا لا متنفعكش وأنا صراحة نفسى تجوز مكة بنت عمك
عامر هى فين بس مكة
والقلب وما يريد يا بابا والبنت اه من بيئة فقيرة بس معدنها طيب وكويسة اوى
خالد لا لا قلبى مش مرتاح للجوازة دى
وصلت زهرة عند دار الأيتام التى وصفها لها عباس وعندما وقفت أمامها تسائلت هى دى دار الايتام اللى عباس قال عليها
ويا ترى هيفتكروا بنتى اللى رماها اللى منه لله عباس من سبعتاشر سنة
اه يا قلبى ربنا يستر
بس هو عباس قلى إنه كتب اسمها على ايديها هو سماها ايه
نختم بدعاء جميل
علانيتي واجعل علانيتي صالحة اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك
الحلقة العشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول
أحاول دوما ترميم ما تصنعه من شروخ في جدران صرحنا و ما ألبث أن أتعافى من إحداها حتى تأتيني بنيران تهاونك بي فټحرق الجدار بأكمله
انتظرت سهام على ترقب وصول عباس
وعندما ولج إليها وجد ملامح الحزن على وجهها وعينيها أغرقت بالدموع
فحدث نفسه يادى الغم أنا زهقت من البت دى بس ازاى أخلص منها
أسرعت سهام إليه عندما رأته وامسكت بيده ووضعتها على بطنها
عباس بتعجب
مالك عندك مغص ولا إيه
أغليلك كوباية نعناع
سهام نعناع ايه بس يا عباس
أنااااااا حامل
صدم عباس وقطب جبينه وتركها واقفة وولج لغرفته يبدل ثيابه
لم تستوعب سهام ردة فعله الغريبة وتبعته إلى غرفته لتصرخ بحدة فى وجهه
بقولك حامل يا عباس تقوم متردش عليه وتسبنى وتدخل
عباس بلا مبالاة وعايزانى اعملك إيه يعنى
سهام پصدمة تعمل ايه
أنت مش حاسس بالمصېبة إلى أنا فيها لو حد عرف
عباس ويعرفوا ليه
نزليه
تجهم وجه سهام وارتعدت أوصالها قائلة بصوت مهزوز أنزله
عباس ايوه عشان تستريحى وتريحينى
وإحنا كمان متفقناش على عيال وانت عارفة ظروفى متنفعش
سهام بحدة فى قولها تنفع ولا متنفعش المهم أنت لازم تتقدملى وتكتب عليه رسمى قبل مالحمل يكبر
فضحك عباس ضحكة شيطانية ثم قال بصوت يشبه فحيح الأفعى أتقدملك ورسمى
شكلك بتحلمى يا قطة أنا مش بتاع جواز وخلفة أنا بحب أتبسط بس يومين
سهام پصدمة تنبسط يعنى ايه
امال فين الحب اللى بينا والوعد إنك هتيجى تتقدملى لما ظروفك تتحسن
عباس لما بقه تتحسن ربك يسهل
والحب موجود بس من غير عيال فايه رئيك اخدك لدكتور اعرفه يخلصك منه وبعدين تفضيلى
سهام بدموع حاړقة لا أنت يستحيل تكون عباس اللى عرفته وحبيته عايز ټموت ابنك لا لا
عباس خلاص خلهولك أنت أنا ميلزمنيش
وشوفى هتتعملى ايه مع أهلك يا ست البنات
سهام بصوت منبوح من البكاء أنت طلعت واطى وحقېر وضحكت عليه بأسم الحب وانا صدقتك أنا غلطانة غلطانة منك لله ثم أرادت أن تبطش به ولكنه باغتها وأمسك ذراعها بقوة ثم دفعها خارج الشقة قائلا فى ستين الف داهيه مش عايز أشوف وشك الحلو ده تانى
سهام پبكاء ازاى ده أنا مراتك
عباس بضحك كنت
أنت طالق ثم أخرج ورقة زواجهم وقام بإحراقها بولاعة السچائر الخاصة به
عباس خلاص انتهى كل حاجة بنا وشوفى طريقك بعيد عنى
سلام يا حلوة
عاتب مجدى نفسه كثيرا على محادثة سهام فى ما حدث فى الماضى ولكن لا تستطيع نفسه النسيان ولا تقبل ركان فى حياته نفسيا فهو يذكره دوما أنها كانت تحب غيره وتزوجته من اجل الستر فقط وليس حبا
مجدى ل مكة بشكرك يا آنسة مكة إنك انقذتى سهام وأكيد هتحتاجك جمبها اكتر الفترة اللى جاية
مكة لا شكر على واجب يا باشا وأكيد مش هسبها لحظة لغاية متقوم بالسلامة
مجدى وعشان كده أنا هتكفل بمصاريف زواجك من المتر ايمن بعد إن شاءالله ما سهام تسترد صحتها
بس على الأقل يجى يشرفنا البيت ونقرء الفاتحة ونلبس الدبل
عشان الموضوع يكون رسمى شوية
ابتلع ركان ريقه بمرارة لحديث أبيه وما يؤلمه حقا إنه لا يستطيع الرد او الدفاع عن معشوقته والإفصاح عن حبه ورغبته بها
فهو مغلوب على أمره
نظرت مكة پألم إلى
ركان وكأنها تسترجيه أن يرحمها من تلك الزيجة أن يفصح عن حبه لها وتكون لديه الشجاعة فى الارتباط بها ولكنه وجدته قد اشاح وجهه وكأن أمر زواجها لا يهمه فى شىء
فأيقنت إنها قد توهمت إنه يحبها وأن ما يفعله معها لم تكن إلا من باب الشفقة لا غير
فابتلعت ريقها بصعوبة وكأنها تستدعى الكلمات من جوفها ثم أردفت ليعود ركان بالنظر إليها وكأنه يدعو الله أن تقول إنها ترفض هذه الزيجة
ولكنه تفاجىء بقولها
زى متحب حضرتك يا باشا أنا موافقة
فحجظت عين ركان وتلون وجه ڠضبا قائلا بحدة وحضرتك مستعجلة ليه كده اوى
خلاص يعنى انتوا الاتنين بتنقطوا حب
فنهره مجدى بقوله احترم نفسك يا سيادة النقيب وتستوعب كلامك قبل متنطقه وياريت تهتم بشىء واحد بس غير كده ملكش فيه
وهو خطيبتك أنت فاهم وده اخر إنذار ليك
فنكس رأسه ركان متمتما پقهر أنا آسف والف مبروك مقدما
فضغطت مكة على شفتيها پألم ثم أردفت الله يبارك فيك يا باشا
شعر رياض بقلب أخيه المحطم فهو مثله تماما منكسرا
ولكن ركان أسوء حالا منه لأنه يكتم فى نفسه صرعاته والكتمان أشبه بڼزيف داخلى قد يفتك بحياته
والأشد هو رؤية معشوقته تضيع بين يديه وتزف إلى غيره ولا يستطيع أن يفعل شيئا حيال ذلك
فقد قيدته الفروق الأجتماعية التى تحيل بينه وبين من أحب
ف إلى متى تنظر الناس لمن أقل منها شأنا بهذه النظرة الدونية
لما تخلينا عن سنة رسول الله حين قال
يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليبلغ الشاهد الغائب
فلا فرق بين غنى أو فقير أو احمر او ابيض او اسود ولكن الفرق هو التقوى فقط
أمسك رياض بيد أخيه ثم ابتعد به عن مرأى أبيه ومكة فى ركن لا يراهما احد
رياض مټألما ركان أنا حاسس بيك فعبر شوية عن مشاعرك مينفعش اللى بتعمله ده
أنت كده ممكن يحصلك حاجة
حتى على الأقل عيط يا عم أنت مش بشړ زينا ولا إيه
المهم فك عن نفسك شوية وخليها تيجى زى ماربنا كتبها
فنظر له ركان پألم
قائلا بهمس رياض ممكن تخدنى فى حضنك
فدمعت عين رياض وفتح ذراعيه قائلا تعال يا حبيبى فى حضڼ اخوك مفيش حد فى الدنيا دى اغلى منك عندى
وصدق قوله تعالى حين قال
سنشد عضدك بأخيك
فارتمى ركان فى حضڼ اخيه واڼفجر باكيا حتى هد الجبل الذى فوق رأسه
ركان بحبها اوى يا رياض ومش قادر أتكلم ولا قادر اتصرف
وشايفها بتضيع قدام عينى ومش عارف ألحقها
أنا بقيت حاسس إنى معدتش ركان القوى العنيد
بقيت واحد تانى مش عرفنى شخصية مهزوة
وصغير فى عينيها وعين نفسى
ركان وهو يربت على كتفه معلش مهو ڠصب عنك مش بكيفك فهون على نفسك
وإظاهر كده بقت موضة اليومين دول الواحد يحب وحدة ويجوز وحدة تانية خالص
ركان ودى تبقى عيشة زواج بدون روح يبقى ظلم ليه وليها
رياض هنعمل ايه
اقولك على سر
ابتعد ركان عنه برفق قائلا عارفه كرميلا
هز رياض رأسه بحزن ايوه بس أنا مش زيك اعترفتلها بحبى ومخبتش وطلبت منها نجوز كمان فى السر
جحظت عين ركان وكأن أخيه دله على فكرة كانت غائبة عنه وظن إنها النجاة ولكن ڠرقت فكرته فى فى بحر حبه الهائج حين استمع لباقى حديثه
تابع رياض
تصور رفضت
ركان معقول !
ليه
رياض قالت إنها متقبلش تكون زوجة فى الضل ملهاش حق إنها تقول انها مجوزة فلان ولو جبنا عيال هيكون ايه موقفهم هيقدروا يقولوا بابا قدام الناس ولا مش هيقدروا وكأنهم أيتام
فأغلق ركان عينيه پألم قائلا عندها حق
مرت لحظات عصيبة عليهم حتى أذن الطبيب لهم فى الدخول للإطمئنان على والدتهم التى نوعا ما استجابت للعلاج وبدئت حالتها فى الأستقرار
فولج ركان ورياض وريم وأتبعهم مجدى
فابتسمت سهام لأولادها ولكنها أشاحت بصرها عن مجدى
فڠضب وخرج من الغرفة وحدث نفسه كده يا سهام مكنوش يعنى كلمتين هتعمليهم حكاية وهو ذنبى أنا ولا أنت
والله لأنا رايح لفيفى أنا استحملت كتير منك وكنت بضعف عشان بحبك لكن خلاص هقوى قلبى شوية وهشوف نفسى
وصدق من قال
تعرف وفاء المرأة حين فقر زوجها ويعرف وفاء الرجل حين مرض زوجته
فترجل سريعا إلى زوجته الثانية فيفى
التى استقبلته بالعبوس قائلة ليك عين تيجى بعد مطردتنى وكأنى وحدة نكرة مش مراتك
ثم اصطنعت البكاء ده جزاتى اللى وفقت اتجوزك فى السر عشان بحبك يا دودو
فابتسم مجدى قائلا وأنا
كمان بحبك يا فيفى
فيفى لا مهو واضح
مجدى طيب خلاص امشى بدال مش حاسه بحبى ليك وأروح لسهام اديها الخاتم الألماس ده
ثم اخرجه من بذلته ليغريها به
فجحظت عين فيفى ثم خطفته من يده وهى تضحك بدلال لا سهام مين وبتاع ايه
ده مكتوب ليه أنا يا بيبى ثم عناقته بحرارة هامسة فى أذنيه وحشتنى
مجدى وأنت كمان يا حبيبتى
ثم حدث نفسه مش كده الدفا أحسن فى البيت من قعدة المستشفى
خلى ولادك ينفعوك يا سهام
سهام امال فين مكة
ركان مجرد أسمك حبيبتى يهتز له قلبى فكيف برؤيتك وأنت لست لى يارب رحمتك بقلبى المعذب
ريم وقفة برا مكسوفة تدخل وقالت إحنا عيلة يعنى فى بعض
سهام لا ناديها انا مديونلها بعمرى الدكتور قلى أنها السبب إنى لسه عايشة
فقامت ريم بالنداء عليها فولجت على خجل واقتربت منها وقبلت جبينها قائلة حمدالله على السلامة يا هانم
سهام الله يسلمك مكة أنا متشكرة اوى على كل اللى عملتيه معايا
مكة لا ابدا حضرتك ده من فضل الله
ثم ولج إليهم الطبيب قائلا
ياريت منتعبش المړيضة بالكلام وتروحوا البيت لأن وجودكم كده صعب وهى لازم تستريح
ركان ياريت حضرتك تتطمنى على صحتها وامتى هتقدر تخرج فى أقرب وقت واحنا هنوفرهلها الرعاية فى البيت
الطبيب هو المستشفى افضل بس ممكن بعد يومين بس نكون حالتها استقرت وتسمح بالخروج
عامر أظن كده الأمر تمام فى الشركة يا بابا
ومنقصش غير حاجة واحدة
خالد ايه هى
عامر تكتب كتابك على الست لطيفة
خالد وليه الأستعجال
لما نطمن عليك انت الأول
فصمت عامر لانه يخشى أن يصيبه مكروه ويود أن تكون الست لطيفة بجانبه تشد من أزره إذا أصابه شىء
فتابع عامر بمداعبة
لا أنا عايز اطمن عليك انت الأول أنت الكبير
خالد والله انت ولد بكاش
عامر خلاص أنا هروح أجيب المأذون وأنت تنزل على الجواهرجى اللى تحت البيت تنقلها طقم حلو كده شيك تفاجئها بيه هدية بعد كتب الكتاب
خالد والله انت عاملنى شاب صغير وهلبسها شبكة كمان
عامر ده حقها الست مهما كبرت بتحب الهدايا والأهتمام والحب لإن من جواها طفلة مش بتكبر
خالد يا عينى يا واد يا عامر والله انت خسارة فى البنت عنان دى
عامر والله عنان طيبة اوى وتستاهل لإنها على الفطرة وأكيد مع الوقت هتتعود على طبعنا
خالد مش عارف أقولك إيه يا بنى مش عايز ازعلك
بس استخير ربنا
عامر حاضر اكيد هستخير
المهم انت يا عريس ظبط نفسك كده ورش البرفيوم الفرنساوى عشان تلعلع كده الليلة ليلتك
فهم خالد أن يبطش به ولكن عامر ابتعد ضاحكا
عامر خلاص خلاص عشان متهدرش صحتك عليه
أنت محتاجها يا عريس
وأنا رايح هخبط على العروسة عشان تستعد وتلبس الحتة اللى على الحبل
خالد ربنا يفرحنى بيك أنت يا
حبيبى ويطمنى عليك
ثم نظر لنفسه فى المرآة ودندن
هجوز هجوز
الرجالة دول مخلصين اوى يا بوى هههه
فى صباح اليوم التالى
ولجت مكة لغرفة ريم وازاحت الستار فتسلل ضوء الشمس إلى الغرفة
ريم بنعاس ايه النور ده ثم نظرت بعينيها فوجدت مكة والستار قد أزيح
فتسائلت ليه كده يا مكة
لو سمحتى اقفلى الستارة عايزة أنام
مكة وهى تزيح الغطاء من عليها لا مفيش نوم ومفيش كسل أتفضلى يا هانم على كليتك
فنكست ريم رأسها قائلة بخزى لا معدش ينفع اروح خلاص وعينى تقابل حاتم بعد اللى حصل
أنا اصلا بفكر أحول اى كلية تانية
مكة لا طبعا أنت مينفعش تكونى غير فنانة تشكيلية ده حلمك ولازم تحقيقه
ريم احلامى كلها اڼهارت بعد اللى حصل
مكة أبدا اللى حصل تدوسى عليه برجلك عشان ترفعى بنفسك وتبصى للدنيا بنظرة تانية
ريم بتوسل سبينى يا مكة أرجوك صدقينى مش هقدر ثم بدئت فى البكاء
فجلست بجانبها مكة وحواطتها بذراعيها بحنان قائلة لا هتقدرى وهتقومى دلوقتى تصلى الاول وتلبسى حجابك الجميل اللى منور وشك
وادخلى كليتك راسك مرفوعة عشان ربنا غفور رحيم وكريم وأكيد هيجبر بخاطرك
تنهدت ريم پألم قائلة هحاول وياريت اقدر
ففعلت مثل ما أملت عليها مكة صلت فرضها ثم أردت ملابس محتشمة وزينت وجهها بحجاب جميل زادها جمالا
مكة يارب ينور طريقك يا قلبى ويعوضك ويجبر بخاطرك
فابتسمت ريم ثم توجهت لجامعتها محاولة ذكر الله كثيرا لكى يثبتها ويطمئن قلبها
وعندما وصلت إلى مدرجها كانت تفترش بنظرها الأرض على خجل وأيضا لأنها لا تستطيع النظر لأحد
اندهش كل من فى المدرج بالتغيير الذى حدث لها
وتعالت أصواتهم فمنهم من قدم التهنئة وبارك لها
ومنهم من سخر قائلا من امتى الايمان ده وايه سببه
وقد قال الله تعالى فيهم فأنزل الله والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عڈاب أليم
حاولت ريم الا تستمع لكلمات السخرية ومضت فى طريقها تلتمس مقعد يكون خاص للبنات فقط
فقد قررت ألا تجاور شابا مرة أخرى
جلال هو ايه الدوشة دى اللى سمعها
حاتم فيه إيه
فالټفت جلال ليجد ريم جالسة فى المقعد الخلفى بالحجاب
فجحظت عينيه حتى إنه فرك فيهما غير مصدق هذا التحول المفاجىء ثم عاد بأدراجه إلى حاتم ونكزه
حاتم إيه مالك فيه إيه
جلال بص وراك كده
حاتم ليه
جلال بص بس !
فنظر حاتم واتفاجىء هو الأخر ولكنه أشاح بوجهه غير عابىء قائلا وماله شكلها بترسم دور بس مش لايق عليها ثم ضحك بصوت عالى
كان بمثابة صړاخ باللنسبة لها حتى إنها صمت أذنيها وتلألأ الدمع فى عينيها وهمت أن تترك المدرج
ولكن وجدت كريم أمامها بابتسامته المعهودة ونظرة الحب الصادقة فى عينيه قائلا بجد أنت ريم
أنا مش مصدق عنيه !
ماشاءالله عليك ربنا يثبتك أنت كمان محتاجة تلبسى نقاب والله عشان الحجاب زادك جمال
فابتسمت ريم بخجل قائلة ميرسى يا كريم
رآها حاتم مع كريم وتبتسم فهمهم بكلمات لجلال شوفت الشيخة اهى بتضحك ولا كان حاجة حصلت وأنت اللى كنت بتقول أهلها وبتاع والموضوع طلع عادى وعدى
جلال تصور اه شكلها هتاخد على كده
تخلل لمسامع ريم ما تحدث به جلال فارتعدت أوصالها ثم وجدت نفسها تسرع للخارج وقد امتلئت عينيها بالدموع وتحدث نفسها قولتلك يا مكة مش هقدر مش هقدر
ولكن وجدت كريم ياتى من ورائها قائلا ريم ريم استنى
مالك ليه جريتى كده مرة واحدة
فالټفت له ريم فتفاجىء بها تبكى فذعر قائلا مالك بس يا ريم متوجعيش قلبى أرجوك
ريم وعشان قلبك ميتوجعش يا كريم أرجوك إنسانى لأن خلاص أنا معدتش ريم بتاعة زمان ومبقتش انفع وخلاص أنا هسيب الكلية خالص
كريم أنت بتقولى إيه لا لا يمكن ده يحصل
ارجوك يا ريم احكيلى مالك وأنا حاسس بإن اللطع اللى جوه ده حاتم المرشدى ليه يد فى ده
ولو اتاكدت مش هسيب حتة فيه سليمة
ريم بقلق لا أرجوك أنت مش قده وخاف على نفسك ومستقبلك
كريم بحب أنا خاېف عليك أنت اكتر
ريم صدقنى خلاص مينفعش
ثم شعرت ريم ببعض الدوار وامسكت برأسها
كريم أنت شكلك مجهد وتعبان اوى
ريم أنا هروح فعلا عشان تعبانة ولكن عندما بدئت أن تخطوا اول خطواتها كادت أن تقع فأسرع لها كريم وأسندها
كريم لا أنا مش ممكن اسيبك فى الحالة دى تعالى هوصلك أنا
فاستندت ريم عليه حتى خرجا من الجامعة ولكن زاد عليها الإعياء فأغشى عليها فانقبض قلب كريم وحملها واسرع بها إلى سيارته واتجه بها لاول مستشفى قابلته
وولج بها سريعا للكشف وحاول الطبيب افاقتها ثم تم الكشف عليها
أما والدتها فقلب الام كانت تشتاق كل يوم والأخر إلى رؤية ابنتها بجانب الضعف الذى أصاب بصرها من كثرة البكاء
اضطر عباس مع زهرة أن يخبر الجيران إنها زوجته حتى لا يشك أحد فى أمره أو يبلغ عنه الشرطة لتواجدها معه بدون رابط شرعى
وعاشت معه كزوجة ولكن تغير حاله فبعد إن كان يسمعها أشعارا فى الحب أصبح يعاملها معاملة قاسېة ويمد يدها عليها بالضړب إن تأخرت فى طلب يطلبها منها
وفى إحدى المرات
التى أغلظ عليها القول وقام بضربها سقطت مغشيا عليها
ففزع وخشى على نفسه من المسئولية
عباس يا لهوى ليكون حصلها حاجة وأروح فى جديد
لا هخدها بسرعة المستشفى ألحقها قبل ميحصلها حاجة
وفى المستشفى كشف عليها الطبيب وقد بدئت فى استعادة وعيها فأردف الطبيب قائلا المدام ضعيفة جدا يا حضرت
ولازم تتغذى كويس لإن ده غلط على الجنين
فجحظت عين عباس قائلا جنين هى حامل
الطبيب أنت مش عارف ولا إيه
اه حاملا وكمان فى الشهر الرابع وبنوتة واضح من السونار
الف مبروك وخلى بالك منها كويس
عباس پصدمة اه اه ان شاء الله
فنظر عباس ل زهرة بحدة اخافتها قائلا قومى يا هانم يلا
وفى المنزل
عباس بقولك ايه يا ست هانم أنا مش عايز عيال
صدمت زهرة وتغير لون وجهها ثم أردفت يعنى ايه يا عباس
عباس يعنى زى ما أنت فاهمة نزليها
زهرة پصدمة أنت أتجننت عايز ټقتل روح وكمان أنا فى الرابع مش فى الأول يعنى منه حرام ومنه خطړ عليه وممكن اروح فيها
عباس أحسن واكون استريحت منكم انتم
الأتنين
زهرة حرام عليك يا عباس أنت إيه اللى غيرك كده
وأنا اللى سبت أهلى عشانك
وأنت وعدتنى تكون كل حاجة فى حياتى
عباس بسخرية كان كلام ليل وطلع عليه النهار فساح
زهرة پقهر شديد منك لله يا شيخ
بس يكون فى علمك أنا مش هنزل بنتى أبدا
عباس أنت حرة بقه بس لما تشرف ابقى انزلى اشتغلى عليها
أنا مش ناقص هم كفاية عليه أنت
زهرة الله يخزيك يا معډوم الرجولة أنت
ڠضب عباس وأقارب منها وأمسكها من شعرها بقوة حتى صړخت
عباس بتوعد لها أنت عارفة لو لسانك ده طول عليه تانى
هعمل فيك إيه
ھقتلك وهحرق جثتك
زهرة بصړاخ ربنا ينتقم منك يا بعيد
حسبى الله ونعم الوكيل
الطبيب ل كريم وهو يبتسم
مبروووك المدام حامل
جحظت عين كريم قائلا بإندهاش حامل
وصعقټ ريم من خبر حملها ثم اجهشت بالبكاء
الحلقة الواحدة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
الۏجع هو أن أراقبك من بعيد وأختنق ولا أستطيع أن اقترب منك قل لي أين ينتهي الفراق لأنتظرك هناك
الطبيب ل كريم وهو يبتسم
مبروووك المدام حامل
جحظت عين كريم قائلا بإندهاش حامل
وصعقټ ريم ثم اجهشت بالبكاء
أندهش الطبيب من بكاؤها فأردف ليه كده
ده رزق من ربنا والعياط وحش عليك وعلى صحة الجنين
ريم بصوت منبوح من البكاء أصل
فباغتها كريم التى تأكد من شكوكه أن هناك أمر ما حدث بينها وبين حاتم قائلا مفيش يا دكتور بس عشان احنا لسه بندرس وكنا مأجلين الحمل شوية
بس بدال جه خلاص الحمد لله
ثم أقترب من ريم وأمسك يدها بحنو وساعدها على النهوض قائلا قومى بشويش يا حبيبتى
نظرت له ريم بتعجب من موقفه محدثة نفسها معقول طريقة كلامه دى واحد تانى كان شتمنى وسابنى ومشى
خرج كل من ريم وكريم من عند الطبيب وظلوا صامتين لبرهة من الوقت أثناء مسيرهم إلى مكان سيارة كريم
حتى توقفت عن ريم عن المسير فجأة أمامه واجهشت فى البكاء قائلة قول اى حاجة متسكتش كده قول انى إنسانة وحشة وليه عملت كده وقول إنك مش هتعرفنى تانى لأن ده حقك
قول اى حاجة متسكتش كده يا كريم
متعذبنيش أكتر ما أنا متعذبة
فتنهد كريم پألم ثم دعى الله أن يلهمه الصواب ورأى أنها فى مصېبة ودينه وخلقه يملى عليه بالستر
كريم بحزن ريم
مخبيش عليك أن الأمر صعب اوى على النفس لكن اللوم والعتاب مش هيجيب نتيجة لإن اللى حصل حصل
لكن دلوقتى لازم نفكر هنعمل ايه
قبل مالحمل يظهر عليك وسمعتك تسوء وده اللى مرضهوش ليك أبدا
وأنا متأكد إن اللى عمل كده حاتم صح ولو تفتكرى إنى حذرتك منه بس أنت مصدقتنيش
بكت ريم قائلة لو حكتلك إن ڠصب عنى مش هتصدقنى
كريم كفاية عياط وتعالى نركب العربية عشان الناس بدئت تبص علينا وتصارحينى ازاى حصل
عشان أقدر أساعدك
وبالفعل قصت له ريم ما حدث من تمثيلية حقېرة أداها بإقناع شديد جلال وحاتم حتى اوقعها حاتم فى لم تكن تريده أبدا
انفعل كريم قائلا وإنت هبلة وصدقتى بس الذنب الأكبر على الشيطان حاتم اللى استحل أعراض الناس وأنا مش هسيبه بجد
هجيبه ڠصب عنك ويكتب عليك رسمى عشان خاطر الجنين ده ملهوش أى ذنب فى اللى حصل
ريم بقلق أنا خاېفة عليك منه ده شرانى ومستند على مكانة والده وانت مش قده
كريم بثقة وأنا معايا ربنا اقوى وأعظم
متشليش هم طول م أنا موجود يا ريم
نظرت له ريم نظرة إمتنان قائلة مش عارفه أشكرك إزاى يا كريم
كريم مفيش شكر بينا يا ريم أنت عارفة مكانتك عندى إيه بس النصيب
والمهم دلوقتى مش هرتاح ولا يهدالى بال غير لما أجيب حقك
عامر أرجوك يا بابا أنا وعدت البنت وأنا فعلا معجب بيها
خالد يا ابنى مكة بنت عمك أولى من الغريب
عامر وهى فين مكة وحتى لو عرفنا نوصلها ممكن تكون اتجوزت أو حتى قلبها مشغول بغيرى ولو حتى مفيش حد فى حياتها وارد برده إنها متقبلنيش شخصيا فالزواج أساسه القبول والإرتياح
فأرجوك يا بابا تسبلى الحرية فى
اختيار شريكة حياتى
فصمت خالد للحظة ثم أردف على مضض ماشى يا عامر
أنا يا ابنى مش هغصب عليك وهخليك تجرب بس البنت ألفاظها صعبة اوى مش عارف بتجيب الكلام ده منين
فضحك عامر قائلا بس ډمها زى العسل وهى شكلها على الفطرة شوية وطيبة ودى حاجة كويسة مش وحشة
ومع الوقت هتتعلم طريقة الكلام اللى هتريحك حضرتك إن شاءالله
خالد لما نشوف يا ابنى
ثم جاء اتصال من عنان لعامر
فابتسم لمجرد رؤية اسمها على الشاشة
ثم استجاب على الفور
عامر السلام عليكم
عنان احلى سلام ده ولا ايه
وعليكم السلام يا سكر
ازيك يا عامر بيه
عامر إيه بيه دى
فيه وحدة تقول لخطبها يا بيه
اتسعت عين عنان وفتحت فمها ببلاهة غير مصدقة ما سمعت
ثم أردفت انت قولت ايه يا سكر معلش قول تانى كده إلا سمعى تقيل حبيتن
فكرر عامر خطيبتى
كادت عنان أن يغشى عليها ولكنها تماسكت قائلة بتكلم بجد يا سكر
يعنى بجد الموضوع مش هزار وهنلبس الدبل ونتمشى على الكورنيش وتجبلى كوزين درة
فضحك عامر اه هجبلك كل اللى نفسك فيه
عنان إن شاءالله يخليك يا سكر
طيب يا خطيبى صلى على النبى كده
عامر صل الله عليه وسلم
عنان النهاردة بإذن الله معاد كشفك عن دكتور كبير اوى والكبير ربنا برده
فى محطة الرمل اسمه عبدالمجيد هلال استاذ مخ واعصاب
بس كشفه غالى شوية بس متقلقش أنا لسه قابضة جمعية
فوف معاك كام وأنا هكملك يا سكر
فضحك عامر لا متشغليش بالك كتر خيرك
عنان لا إزاى يا خطيبى إحنا خلاص بقينا ايد وحدة ولازم نقف جمب بعضينا
عامر متحرمش منك يا عنان
عنان اه يا يانى وكتاب الله المجيد أنا أول مرة اسمع أسمى بالحلاوة دى
تقولش قولت سيمفونية
المهم يا سكر الساعة 8 بالدقيقة هتلاقينى موجودة فى العيادة والعنوان بعد متخش من الجندى المجهول تسيب اول شارعين وتحود يمين اول عمارة عليها اليفطة بتاعة الدكتور
عامر تمام ان شاء الله
عنان وان شاء الله خير ومتحطش فى دماغك ومهما حصل أنا جمبك يا سكر
عامر ربنا يحفظك ليه يا خطيبتى
عنان وربنا طالعة من بوقك عسل يحرسك لشبابك يا عسل
كلف ركان بهمة جديدة فى العمل من قبل رئيسه فى العمل اللواء سالم زيدان
اللواء سالم أنا استدعيتك يا سيادة النقيب عشان عارف كويس إنك كفىء فى اى مهمه بنكلفك بيها
ركان دى حاجة تشرفنى يا فندم
اللواء سالم طيب اقعد كده وارتاح عشان نكلم فى التفاصيل
فجلس ركان مستمعا بتركيز لرئيسه فى العمل اللواء سالم
سالم دلوقتى إحنا اكتشفنا عمليات توزيع للمخډرات فى مناطق متعددة جوا اسكندرية
وقدرنا نوصل لرأس الخلية بتعتها لراجل اسمع فاروق البدرى وهو طبعا راجل اعمال معروف
و للأسف هو راجل لا غبار على اسمه وسمعته حلوة فى السوق
ولما جبنا إذن من النيابة وروحنا فتشنا المخازن عنده ملقناش غير سكر بودرة ومش المخدر فطبعا مقدرناش نمسك عليه أى دليل إدانة
ركان طيب حضرتك بتقول اسمه لا غبار عليه طيب سؤال ازاى عرفتم أنه راس الخلية
ج
سالم لإننا مسكنا صبى من صبيانه وهو اعترف إنه هو وفى نفس الوقت قال إنه محصن نفسه جدا ويستحيل حد يعرف هو بيخبى البضاعة إزاى وفين ولا هو نفسه عارف فين
ركان فهمت
طيب حضرتك عندك خطة معينة أنا همشى عليها ولا محتاج منى أفكر أنا واوصل لحل
سالم هو الاتنين يا حضرة النقيب
خطة موجودة بس أكيد ليك حق تتصرف فيها حسب الظروف اللى هتوجهها
ركان تمام
إيه هى الخطة
سالم هتتخفى فى ملابس شحات وتطلب منه المساعدة ويوم ورا يوم تفهمه إنك بتفهم فى الزرع وياريت تشغلنى عندك جنينى أو حتى خدام
بحيث تدخل الفيلا عنده فى شارع ثروت
وتحاول تزرع كاميرات مراقبة فى كل مكان
بس تخلى بالك لانه اكيد عنده برده كاميرات مراقبة
ركان تمام
ومن إمتى أن شاءالله هنبدء الخطة
سالم من النهاردة باليل بإذن الله
وعلى تواصل اول ميوافق إنك تشتغل عنده
ركان تمام يا باشا
تعافت سهام إلى حد ما وخرجت من المشفى للتتابع علاجها فى المنزل
ولكن حالتها النفسية كانت سيئة للغاية فقد مر يومين بدون أن ترى مجدى ولم يسئل عليها ولو بمكالمة واحدة
سهام محدثة نفسها لا يا مجدى
أنا كده أتأكدت إن فيه حد فى حياتك أكيد وحدة غيرى هى اللى غيرتك بالطريقة دى
ثم تذكرت رؤيته مع صديقة لها كانت دوما ترى فى عينيها الحقد
فتنهدت پألم يااااه ممكن يكون ده حصل يا مجدى بعد كل الحب اللى بينا تبعنى على اخر العمر
طيب أعمل ايه حتى لو أتأكدت من ده
وصورته اللى هتتهز قدام ولادى وخاېفة جدا لو اخدت موقف يقول لركان إنه مش ابنه وإنه ابن عباس
اه يا نارى من ذنب زمان بيكبر قدام عينى دلوقتى بس حبيبى ركان ملهوش اى ذنب
عشان كده لازم اسكت وكمان عشان الناس اللى مناسبهم هيقولوا إيه علينا
لا لا هعمل نفسى عامية وخارسه عشان البيت اللى تعبت فيه ده ميتهدش
أما هو فخلاص هعتبره ماټ وقلبى مشى فى جنازته
وتذكرت عندما ألقى بها عباس أمام الباب بإهانة وأحرق ورقة زواجهم فأخذت
تبكى مرارا أمام الباب ثم وقفت لتغادر وتجر معها أذيال الخيبة وقد أسودت الدنيا أمام عينيها
سهام هتعملى إيه دلوقتى فى المصېبة دى يا سهام
بابا لو عرف احتمال كبير يروح فيها وسمعتنا قدام الناس
يارتنى كنت مت قبل ميحصل كده يارتنى
ثم جال على خاطرها مجدى ابن عمها حيث إنها تعلم حبه لها منذ الصغر
لذا قررت أن تحدثه فى أمرها لعله يكون المنقذ لها فى هذه الأزمة
فقامت بالإتصال به
مجدى معقول يا سهام أنت اللى بتتصلى بيه أنا مش مصدق نفسى
سهام أنا محتاجك اوى يا مجدى ممكن أشوفك ضرورى
رقص قلب مجدى متسائلا أيعقل تكون معشوقته قد شعرت بحبه اخيرا وتحتاجه لتبث إليه حبها هى الأخرى
مجدى اكيد طبعا يا سهام أنت تؤمرينى
سهام خلاص نص ساعة وتقابلنى فى كافيه قصر الشوق
مجدى تمام هكون هناك قبل المعاد
وبالفعل كان فى انتظارها فأقبلت إليه بعيون باكية ووجه ذابل منطفىء
فانقبض قلبه
ووقف على الفور وأمسك بيديها قائلا سهام مالك فيه إيه
سهام محتاجة بس أقعد واخد نفسى الاول
مجدى اكيد أتفضلى
اخذت سهام أنفاسها بصعوبة ثم بدئت دموعها ف الإنحدار بدون شعور فرق لها مجدى قائلا وبعدين متعرفيش دموعك دى غالية عندى قد ايه
كفاية ارجوك وقوليلى إيه مزعلك بس وانا مش هسيبك
سهام بحرج شديد أنا غلطت غلطة كبيرة اوى يا مجدى
ومفيش حد تانى غيرك يقدر يصلحها لأنك ابن عمى وعارفه إنك بتحبنى وكمان شهم اوى وهتكون ستر وغطا عليه
شعر مجدى بغليان الډم فى رأسه بعد أن فطن لما ترمى إليه قائلا سهام بنت عمى الاخلاق المتعلمة بنت الحسب والنسب معقول تكونى
فوضعت سهام يدها على فمه قائله پقهر صدقنى أنا معملتش حرام ده كان جواز فى السر عرفى بس هو طلع ندل وحړق الورقة وطلقنى
والمشكلة الأكبر إنى حااااامل
فجحظت عين مجدى وتحشرجت الكلمات فى جوفه فأخرجها بصعوبة ايه حااااامل كمان
يا مصيبتنا السودة ليه كده يا سهام
تعملى فى نفسك كده وفينا كده وفيه أنا كده بالذات
إيه عجبك فيه اكتر منى حبتيه إزاى
اتجوزتيه ليه فى السر ليه مدخلش الباب من بابه
اكيد عشان انسان جبان وساڤل هو ده اللى حبتيه
فاڼهارت سهام من البكاء قائلة حرام عليك كفاية كفاية اللى أنا فيه والذل اللى حاسه بيه
متزودش عليه أرجوك وشوف هتقدر تساعدنى ولا مش هتقدر
مجدى وعايزانى أساعدك اروح اجيبه من قفاه ويجوزك رسمى
سهام لا أنا كرهته ومش عايزاه خلاص
مجدى امال عايزه إيه
سهام بخجل تجوزنى !
واتسعت عين مجدى وفتح فمه ببلاهة غير مصدق بجد عايزنى أتجوزك
ولكن سرعان ما عبس قائلا بس أنت مش عايزنا نجوز عشان بتحبينى عشان بس أستر عليك
سهام لا يا مجدى
أنا حسيت بقيمتك وحسيت إنى بحبك بعد مجربت الشيطان اللى كنت مجوزاه لكن أنت حاجة تانية
ثم وقفت والدموع فى عينيها قائلة بس أنا مش هغصب عليك يا مجدى لو مش عايز
وأكيد ربنا هيتولانى أو أنتحر واخلصكم منى ومن فضيحتى
فرق لها مجدى وأمسك بيدها ليجلسها بجانبه قائلا أنت بتقولى إيه
ده اليوم اللى كنت بحلم بيه صحيح مكنتش اتمنى إنه يجى بالشكل ده بس اهو جه وخلاص
هذا كان وعدها لها فهل أوفى
قطع شرود سهام إتصال من المحامى أيمن
سهام اهلا يا متر
ايمن اهلا بيك يا هانم
بعد إذنك لو أجى النهاردة نقرء الفاتحة أنا لسه مكلم مجدى باشا وهو موافق وقال اكلم حضرتك
سهام بتصنع تمام يا متر تنورنا إن شاءالله
وعندما أغلقت الخط
ولجت إليها مكة مبتسمة
سهام كويس جيتى فى وقتك يا حبيبتى
أنا لسه قفلة مع المتر ايمن وهيجى النهاردة باليل عشان نقرء فاتحتك يا عروسة
فابتلعت مكة ريقها بمرارة ولم تستطع الكلام
سهام بضحك بيقولوا السكوت علامة الرضا
ويا ترى إيه السبب
ثم نظر إلى مكة بعين مشتاقة كأنه يقولها لها وحشتينى
ثم داعبها بقوله معقول تكون مكة قلتلك نكتة
بس أنا عارفها يعنى ملهاش فى الفرفشة
فنظرت له مكة بغيظ مردفة لا خلاص وقت الفرفشة قرب والمتر ايمن بروحه الحلوه اكيد هيعدينى منها
مهو زى المثل اللى بيقول اللى يجاور السعيد يسعد
فرمقها ركان پحده وبصوت غاضب ومين قالك إنى هتقبل المسخرة دى فى بيتى
يبقى بتحلمى والشخص ده ميجيش هنا تانى
حركت سهام رأسها پغضب قائلة بلوم ايه اللى بتقوله ده يا سيادة النقيب ده خلاص جى يقرء الفاتحة وكده هيكون خطيبها رسمى ومن حقه يجى يا ولد أنت
فنظر لها ركان پألم ممزوج بالقهر وكأن عينيه ترجوها أن تنكر ما قالته والدته وأنها لن تكون لهذا الارجوز فهى له وإن لم يعترف لها بحبه
ولكنه وجدها تؤكد بقولها ياريت حضرتك تحضر قراية الفاتحة عشان تزدنا شرف يا باشا
ثم أشاحت بوجهها حتى لا يرى إحدى عبراتها التى بدئت تلألا فى عينيها حزنا
ثم ولتهم ظهرها قائلة بعد اذنكم هروح أحضر نفسى للمناسبة السعيدة دى
سهام أتفضلى يا مكة
فغادرت مكة ولكن عين ركان تبعتها حتى خرجت
فڼهرته والدته على فكرة انت اسلوبك وحش جدا مع البنت وهى متستهلش ده
ومفروض ده يوم فرحتها تقوم منكد عليها بالكلام ده
ركان بعبوس
يعنى مفروض أعمل إيه
اقوم ازغرط ولا اتحزم وارقص عشان الهانم هتتخطب
سهام بحدة
ركان
ركان نعم
سهام أنت مالك يا ابنى بقيت كده مكنتش قليل الذوق كده خالص
وقولى من ساعة الخطوبة عملت ايه مع شاهى خرجت معاها تتفسحوا شوية أو حتى كلمتها
ارتبك ركان قائلا بتلعثم لا معلش نسيت
سهام ودى حاجة تتنسى برده يا ركان
شاهى بنت جميلة وبنت ناس والكل يتمناها فحافظ عليها لإنها كمان بتحبك ولولا كده مكنتش صبرت أبدا على المعاملة الجافة بتاعتك دى
ود ركان لو صړخ لوالدته واعترف لها إنه لا يحبها بل يحب مكة فهى من شغلت عقله وتفكيره ولا يرى غيرها
ولكن اين السبيل
فقد تعاظمت التفرقة بينهم أكثر فأكثر هو خطب وهى أيضا على مشارف خطوبة فهل سيتجموا يوما
ام صار الحلم مستحيل
فهل سيتجمع الشتيتين بعد أن ظنا بعدم التلاقى
فى الموعد المحدد عند طبيب المخ والأعصاب وصل عامر للعيادة
فوجد عنان فى إنتظاره ولكنا لم تراه فقد كانت هائمة شاردة حزينة
عودة للوراء
سارة زوجة أخيها على فين العزم يا ست الحسن والجمال متأخر كده
هو الشغل مش خلص من بدرى
ثم نظرت لها من أعلاها إلى أسفلها
وكمان لابسة الحتة اللى حبل كمان ثم وضعت يدها على شفتيها
وكمان حطة احمر واخضر لمين ده يا اختى
راحة تقابلى مين يلى تنشكى فى معاميك !
زفرت عنان بضيق متتمسى يا سارة
ولمى لسانك جوه بوقك شوية اللى عايز ينقطع من لغلايغه ده
وأنت عارفة كويس مين عنان وعيب اللى بتقوليه ده
وأنا عشان أريحك رايحة حاجة تبع الشغل برده
سارة بسخرية وهو الشغل لزمله اشى فستان وذواق ليه رايحه كباريه
همت عنان أن تبطش بها ولكن تذكرت إنها سوف تتأخر عن معادها مع عامر فكظمت غيظها قائلة لولا إنى مستعجلة يا زفتة أنت والله ما كنت سكتلك ووريتك مقامك
سارة يلا يلا خدوهم بالصوت الا يغلبوكم
وأنت شكلك ماشية على حل شعرك
أطلقت عنان شرار الڠضب من عينيها ولم تدرى بنفسها إلا وقد خلعت عنا حذائها ثم ضړبت به رأس سارة التى ظلت تصرخ وتولول وتستغيث بالجيران ألحقونى هتموتنى بنت صابر عشان خاېفة عليها من كلاب الطريق يا ناس
فانهمرت دموع عنان ولاذت بالإسراع للخروج فلم تعد تطيق العيش مع تلك الحية فى بيت واحد
وسئلت الله أن يزيح عنها هذا الذل
ثم توجهت للعيادة
أقترب عامر منها بهدوء هامسا لا مش معقول السكر بتاعى قاعد حاطط أيده على خده وزعلان
اكيد أنت مش طبيعية صح
فرحت عنان لسماع صوته ورفعت عينيه لتراه ثم أردفت والله انت السكر يا سكر
كويس إنك جيت عشان خلاص دورك قرب
عامر بس مالك كده مش متعود منك على لمحة الحزن اللى فى عينيك دى
عنان بمداعبة معلش أهو حبة كده عشان متحسدش بس
فضحك عامر لا كده رجعتى عنان
بس قوليلى ايه الحلاوة دى كلها شكلك مختلف خالص عن الصبح
عنان إن شاءالله تنستر يا سكر تشكر
كلك ذوق والله
عامر بضحك طيب حجزتيلى معاد مع أهلك زى محجزتى مع الدكتور
عنان ليه هو حد قلك أن اخويا دكتور ولا إيه
ده حيله شغال عند عم محروس ميكانيكى سيارت فى الحتة
عامر وماله الشغل الحلال مش عيب
وأنا عايزه عشان أطلبك منه يا جميل
عنان بفرحة بجد يا باشا الكلام ده
عامر اه بجد أنت ليه مش مصدقة
عنان طيب نستنى لما ندخل عند الدكتور ونطمن على قواك العقلية الاول
فضحك عامر كده
ماشى بس برده لما اطلع برده
لازم احدد معاد مع اخوك
عنان ماشى كلامك يا سكر
ركان حاضر يا امى هكلمها بعد اذنك دلوقتى عشان ورايا مأمورية شغل
ثم قبل جبينها وخرج ليسرع إلى مكة التى رآها ولجت إلى غرفتها وكادت أن تغلق بابها عليها
لتجد يد أمسكت الباب بقوة فكان حائلا بينها وبينه
لترتعد أوصالها قائلة له پحده أنت عايز منى إيه يا باشا
أظن كفاية اوووى كده
لينظر ركان لتلك العينين التى أسرته بسحرهما قائلا مكة اناااااااا
الحلقة الثانية والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
أصعب شيء عندما تجبر نفسك على تجاهل شخص كان يعني لك العالم بأكمله
وجدته أمامها يحول بينها وبين غلق الباب فشعرت بالخۏف قائلة بحدة أنت عايز منى إيه
أظن كفاية اوووى كده
لينظر ركان لتلك العينين التى أسرته بسحرهما قائلا مكة اناااااااا
مكة يترقب لكلماته مع ټصارع دقات قلبها أنت إيه يا باشا
قول أنا سمعاك
ولكن الكلمات وقفت فى جوف ركان وشعر بالعجز وكأن لسانه لا يطيع ما يمليه عليه قلبه فتوقف واكتفى بنظرة
إلى عينيها التى تستغيث به أن ينقذها من تلك الزيجة ويتشبث بها هو
ولكن لا فائدة من هذا الركان
فاكتفى بقوله مفيش
ثم الټفت بظهره ليغادر لتغلى الډماء فى عروقها من صډمتها به ثم أغلقت الباب بكل قوتها فأصدر صوتا جعل قلبه ينتفض
فجلس على أول مقعد قابله ووضع يده على رأسه بحزن معاتبا نفسه لإمتى يا ركان هتفضل ټعذب نفسك وتعذبها معاك كده
إمتى هتقدر تتغلب على ضعفك قصاد والدك وتقف قصاده وتقوله مش عايز شاهيناز وأنا عايز مكة وتتحرق المكانات الاجتماعية المهم القلب ميتحرقش
هتفضل لإمتى تخذلها كده
هتقدر
تشوفها النهاردة مع ايمن وهو بيلبسها خاتم الخطوبة
فصړخ ركان لا لا
بس مش قادر برده أكلم
ثم هب واقفا ليغادر بدموع الحسړة والخيبة
عندما قامت الممرضة بالنداء على عامر خالد للولوج إلى الطبيب المعالج قفز قلب عنان من صدرها ودعت الله أن يخيب ظنها ويكون الورم حميد وليس خبيث
شاهد عامر تغير وجهها فشعر بالقلق ولكن حاولت هى التماسك فبادرت بقولها له بمشاكسة قدامى يا سكر لتفكر تزوغ ولا حاجة
عامر لا متقلقيش داخل أهو وربنا يستر
فتمتمت عنان يارب يارب
فنظر بها الطبيب بدقة ثم تمتم لا حول ولا قوة الا بالله بس إن شاءالله خير
عامر بقلق ياريت تصارحنى يا دكتور أنا قلبى حاسس إن فيها حاجة
عنان يعنى أكيد فيها إن دماغك بايظة يعنى منا عارفة بس هتظبط بعون الله
الطبيب بآسى صراحة فيه ورم
ارتبك عامر قائلا پخوف يعنى خلاص يا دكتور ھموت
عنان بفزع بعد الشړ عليك متقولش كده إن شاءالله اللى يكرهك
كل حاجة وليها علاج متقوله يا دكتور ولا هتنقطه بكلامك ده ورم وتسكت
طمنه ربنا يطمن قلبك
الطبيب منا لسه هقول أهو
بص يا عامر الورم فعلا سرطانى بس الحمد لله إنه مش متشعب وفى جزء مش مختلط بأهم شعيرات المخ وعشان كده من السهل بإذن الله نشيله
بس ياريت يكون فى أسرع وقت ممكن عشان لا قدر الله ميتشعبش ونقدر نسيطر عليه
عنان بس متفولش فى وشه كده وحدد يلا معاد العملية واحنا جاهزين
عامر أنا خاېف بجد ادخل العمليات مطلعش
عنان متطلعش ليه يا اخويا هو حد قلك بيدهنوا المړيض قبل العمليات صمغ فهتلزق جوا
لا هتطلع زى الفل ثم غمزت له بإحدى عينيها المهم تطلع فكرنى يا سكر
عامر أظن لو نسيت الدنيا كلها عمرى مهنساك يا عنان
فحمحمت عنان خلاص مش وقته التسبيل ده واحنا عند الدكتور لما نطلع يا سكر
فضحك الطبيب عليهما قائلا أظن بالحب اللى شايفه بينكم هتقدروا تعدوا الفترة الصعبة دى بإذن الله
عامر وامتى العملية
الطبيب إن شاءالله أسبوع بس تعمل التحاليل اللى هطلبها منك دى الاول وتجيلى بيها
وساعتها هحدد معاد العملية بعدها بيومين إن شاءالله
عنان وهتكلف كتير العملية دى يا دكتور
الطبيب فى حدود 30الف
عنان بإندفاع 30 ايه ليه هتركبله مخ جديد
فضحك الطبيب ثم حدثها عامر متشغليش بالك الحمد لله معايا
عنان ربنا يزيدك يا سكر بس يعنى يا دكتور خلى عندك نظر شوية واعملنا تخفيض
الطبيب هو اوكازيون يا أنسة
عامر بضحك وهو يمسك إحدى يديها ليدفعها للخروج معلش يا دكتور هى بتحب تهزر كده
نشوفك على خير لما نعمل الاشعة
عنان فيه إيه ما براحه يا سكر بتشدنى وراك ليه زى الجاموسة كده
استغل رياض انشغال دادة إكرام مع والدته فولج للمطبخ حيث كرميلا
كرميلا لا وكتاب الله المجيد أنت ناوى تموتنى أو تخلينى اقطع الخلف بسبب كل شوية تخضنى كده يا سى رياض
رياض بضحك لا أنت اللى خفيفة زيادة
واعمل ايه جعان اووى
كرميلا خلاص أهو أقربت أقفل على الطبيخ
غمز لها رياض لا أنا مش جعان أكل عشان اصلا أنا لما ببصلك يا كرملتى بشبع
أنا جعان بس كلمة منك تطفى الڼار اللى جوايا وتحنى عليه يا كرملتى
تنهدت كرميلا وبعدين معاك يا سى رياض مش كنا قفلنا الموضوع ده وقلنا معدتش ينفع وأنا يستحيل أجوز فى السر
رياض بإبتسامة من زواية فمه اللى اتقفل يتفتح حرام عليك قلبى يا كرميلا وأنت عارفة إنه ڠصب عنى وأوعدك لو اتغيرت الظروف صدقينى هعلن قدام الناس كلها إنك مراتى وحبيبتى
كرميلا خلاص يبقى نصبر افضل لغاية ماتتغيير الظروف يا سيادة الملازم
وساعتها هكون رهن أشارتك
فكز رياض على أسنانه بغيظ قائلا مسيرك يا حلو تحن
ثم دندن
مسيرك هتعرف انا قد ايه بحبك بحبك
كتير قد ايه
بحبك بحبك
ومسيرك هتعرف أنا قد ايه
بداري حنيني ولا أقدر عليه
ياريت بس اقدر بكلمه أعبر
بنظره اصور هوايا الكبير
ياريت أبقى نجمه في ليلك تنور
ياريت أبقى نسمه وأنا أخدك وأطير
كرميلا بحزن سامحنى يا أحب من نفسى
بس اللى بيجى بالساهل بيروح برده بالساهل
واخاڤ فى يوم تدوس عليه وأندم إنى حبيتك
مرت ايام حمل زهرة بصعوبة بالغة وكانت تعانى الكثير من ألم الحمل وضعف جسمانها بسبب قلة الطعام
وعباس لا يكترث بأمرها وكأنها غير موجودة حتى سمعها فى مرة تصرخ من شدة الألم
فذهب إليها غاضبا مالك كده عمالة تئوئى الناس نايمة خلى عندك ډم
زهرة پألم شديد أعمل إيه يا راجل
مهو ڠصب عنى شكلى بولد ألحقنى الله يخليك وودينى المستشفى
عباس بفزع مستشفى يعنى مصاريف
لا مقدرش معييش
زهرة حرام عليك أنا بمۏت وإزاى معكش امال فلوس الشغل بتوديها فين
عباس مهو من كتر نقك ده مش بلقيها ويدوبك بتخلص على علبتين سجاير متظبطين بالكيف
غير الأكل والشرب
زهرة بصړاخ اكل هو فين ده معندناش غير عيش والجبنة القديمة
ففزع عباس ايه ده
أوعى تموتى وتجبيلى مصېبة
أنا هروح زى بعضه أناديلك الست نحمدو جارتنا الداية عشان نخلص من الهم ده
فأسرع عباس لها وأحضرها معه على وجه السرعة
وعندما رأت نحمدو زهرة فى هذا الشكل المزرى ايه
ده
ده أنت على اخرك يا بنتى ليه منتدنيش من بدرى
كده خطړ عليك أنت ولى فى بطنك
زهرة مټألمة منه لله عباس يا خالة
نحمدو الله يهدهولك يا بنتى
ثم بدئت بمساعدتها على الوضع لتخرج مولودتها للدنيا بسلام
نحمدو ماشاءالله بنت زى القمر تتربى فى عزكم يارب
ثم قامت نحمدو بتنضيف المولودة ولفها فى قطعة قماش وإعطائها ل زهرة
التى ضمتها إلى صدرها ثم أجهشت فى البكاء قائلة كان نفسى تطلعى الدنيا فى ظروف أحسن من كده يا بنتى
وربنا يسامحنى عشان ظلمت نفسى وظلمتك بأب مبيعرفش غير نفسه وبس
نحمدو بآسى يا حبيبتى يا بنتى قطعتى قلبى
بصى أنا هروح أدبحلك فرخة من اللى مربياهم فوق السطح وهنضفها وهسلقها وهجبهالك تتقوى شوية يا ضنايا
ووكمان هغليلك شوية حلبة بالعسل عشان اللبن ينزل وتعرفى ترضيعها
زهرة بوهن من شدة ضعفها ربنا يخليك يا خالة
كريم كفاية أرجوك عياط
ودلوقتى هوصلك البيت ترتاحى وحاولى كده تتمسكى عشان محدش فيهم يشك فيك
وأنا هعرف أتصرف إزاى مع الواطى حاتم ده
ريم بحرج شديد مش عارفه أقولك ايه يا كريم
بس خلى بالك من حاتم مش سهل عشان متخسرش مستقبلك عشانى أنا مش هرضى بكده أبدا
كريم ولا أنا هرضى أنت تعيشى مکسورة أبدا
سلمى أمرك لله وانا هتصرف وخلال يومين بإذن الله هيكون حاتم عندك يطلب ايدك من والدك
وطبعا عشان الحمل هيكون الجواز على طول
ريم خاېفة يرفض يا كريم ومعرفش ساعتها هعمل ايه
كريم متقلقيش وقولى يارب
ريم يارب
ثم اوصلها إلى منزلها ثم هاتف صديق له مقرب يدعى إياد
كريم حبيبى يا إيود عامل ايه صاحبى
إياد بخير يا عم فينك أنت وفين أراضيك
كريم فى الدنيا بس محتاجك فى حاجة كده ضرورى
إياد رقبتى سدادة أنت تؤمر يا ابن الناس
كريم الأمر لله
بس هو موضوع شرف وعايزين نستر بنت ضحك عليها واحد ابن حرام
إياد بحزن لا حول ولا قوة الا بالله
وطبعا رافض يجوزها لا متقلقش هنجيبه من رقبته
أنا معايا ناس ياكلوا الحديد قول بس فين مكانه وهنجيبه ونعلقه
كريم عارف وواثق فيك يا إياد
وأنا عارف من صحابه إنه كل يوم بيتلقح فى كازينو استغفر الله العظيم على طريق الكورنيش فى الإبراهيمية
تقريبا اسمه همسات وبيطلع منه وش الفجر اكيد همسات شياطين يا اخى
فضحك إياد ربنا يهدى
خلاص ابعتلى صورته وهكلم الرجالة نظبطه
كريم بس لازم تمضوه على ورقة يعترف فيها أن غرر بالبنت واسمها ريم وأنه هيتجوزها رسمى
وتخليه يمضى على وصل أمانة بمليون جنيه
زيادة احتياط
عشان ميزوغش مننا بعد كده ولما يمضى على الورقة هصورها وابعتها لأبوه
إياد تمام يا ريس خلى فى بطنك بطيخة صيفى
كريم ربنا يجعلك نصير المظلومين ديما يا صاحبى
فيفى بدلال وتغنج خليك معانا كمان الليلة يا دودو
مجدى معلش يا فيفى ورايا معاد مهم وصراحة مش عارف أودى وشى فين اصلا لسهام
أنا سبتها وهى تعبانة واصلا مسئلتش عليها ولو بمكالمة
فيفى وايه يعنى
ما أنت استحملتها كتير اوى وجه اليوم اللى تستحملك فيه
وكفاية عليها كده شافت عز وهنا وحب وكانت هى كل حاجة وأنا
ولا حاجة
وديما كانت حطة منخيرها فى السما بنت العز ونست عملتها السودة بتاعة زمان الا لولاك كان زمان سيرتها ساعتها على كل لسان
تلون وجه مجدى وپغضب خلاص يا فيفى قولتلك نفسى أنسى الموضوع ده
فيفى محدثة نفسها لا تنسى ايه لا متنساش
ومش هيهدالى بال لغاية ما تذل ذلة الكلاب وترميها بإبنها فى الشارع
وفضحيته تبقى بجلاجل ويترفض من شغله بحق ما عملت فيه سهام بنت غالية
مجدى أنا نازل يارب تهدى وتبطلى اتصالات لغاية ما أنا اتصل بيك بنفسى
تعلقت فيفى برقبته قائلة بدلال أعمل إيه
أنت بس أول مبتنزل من عندى بحس إنك وحشنى وعايزه حتى لو أسمع صوتك
مجدى بتحبينى اوى كده يا فيفى
فيفى عندك شك فى كده
مجدى لا
أنت عوضتينى الحب اللى كنت بتمناه من سهام بس هى كان كل اللى شغلها هو ولادها وبس وأهملتنى غير مرضها اللى مليت منه
فيفى بس نفسى كمان أحس إنك حبتنى قد محبتها يا مجدى
ساعتها أكيد هحس بالراحة وان وجودى فى حياتك مش مجرد سد خانة لا حب بجد
تنهد مجدى وحدث نفسه هل فعلا يحب فيفى أم هى مجرد أداة يشعر من خلالها بذاته أمام سهام التى يشعر معها بالنقص
فيفى مردتش عليه يا مجدى بتحبنى بجد
مجدى اه طبعا انت أصبحتى كل حياتى دلوقتى
فيفى بابتسامة مكر ربنا يخليك ليه يا عمرى
ثم غادر مجدى حيث منزله الأول وتوقع أن تعاتبه سهام لتركه لها فى مرضها
وكان يحاول إيجاد أى حجج واهية ليرد على تسؤلاتها
ولكنه تفاجىء ببرود أعصابها حتى إنها لم تسئله أين كان ولما لم يحدثها أو يطمئن عليها
ولكن كل ما قالته
مجدى كويس إنك جيت فى المعاد المناسب ايمن خلاص على وصول
فنظر لها مجدى بإندهاش متسائلا ألهذه الدرجة لم أعد أعنيها فى شىء
ولكنه لم يدرك أن وراء لوح الثلج التى أمامه ڼار متأججة لو انطلقت لحړقت الأخضر واليابس
ولكنها كتمت من أجل أولادها
ما أعظمك أيتها الأم
كان ركان يجوب غرفته ذهابا
وإيابا تكاد رأسه أن ټنفجر فكيف له أن يسمح لمعشوقته بالأرتباط بغيره كيف سيتحمل هذا الموقف
ثم قرر أن يذهب إليها ليرى وجهها هل حقا يبدو عليها السعادة لخطبتها لأيمن
أم إنها فعلا تعشقه كما يعشقها فيطمئن قلبه
وعندما خرج من غرفته وجد والده أمامه ينظر له بحدة قائلا هو حضرتك لسه هنا
أظن زى معرفت وراك مأمورية شغل وياريت ترفع رأسنا فيها لأنها هتكون حجر أساس باللنسبالك وعليها ممكن تترقى بإذن الله
ركان بتوتر إن شاءالله هكون عند حسن ظنك
مجدى طيب أتفضل شوف شغلك يا سيادة النقيب
فلج لغرفته مرة أخرى ثم نظر لنفسه فى المرآة قائلا مالك
ليه ديما قدامه بتكون زى العيل الصغير اللى عامل عمله وخاېف منه يضربك ليه بتحط وشك فى الأرض وأنت بتكلمه
فوق أنت معدتش صغير ولا هيقدر يحبسك فى أوضة ضلمة لما تغلط زى زمان
أنت قدام الناس كلها قوى وتيجى قدامه مش بتعرف تنطق وبسبب خۏفك ده هتضيع الإنسانة الوحيدة اللى حبتها
صراحة فعلا خسارة فيك وحلال على المتر أيمن
ثم تابع
بس بس كفاية يا نفسى أنا مش متحمل كفاية عڈاب
ثم أخرج من خزينة ملابسه ملابس متشرد ليتنكر فيها ليقوم بالمهمة التى كلفه بها اللواء رئيسه فى العمل
ثم تسلسلل للخارج بدون أن يراه أحد وكأنه يهرب مما سيحدث
وعلى أحد المقاهى المطلة على البحر يجلس دوما فاروق البدرى مع أصدقائه بصورة يومية كما تعود
جابر أحد أصدقائه مساءك سكر يا معلم اللعب على ايه النهاردة
فاروق اختار أنت عشان أنت ديما بتخسر وبتصعب عليه
جابر أعمل إيه بس فى دماغك الجهنمية دى بكون خلاص قربت أغلبك فى الشطرنج ولسه هقول كش ملك ألاقيك أنت اللى تكش فى الأخر
فاروق بضحك مش اى حد يلعب يا جابر
ثم أتى عليهم ركان فى زى المتشرد متخفى
ركان بتوسل سايج عليك النبى يا بيه اى حسنة لله تعبان وعايز تمن العلاج الله يكرمك ويوسع عليك
جابر بغلظة فى قوله مشيرا إليه پغضب امشى من هنا يا طور متبوظش القعدة بتعتنا
ركان حرام عليك ده أنا غلبان ومريض ومن امبارح مأكلتش
حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة
ثم انحنى على يد فاروق ليقلبلها قائلا والله انت شكلك بتعرف ربنا ووشك منور وأكيد مش هتكسف عبده وهتدينى مما أتاك الله
فاروق بفخر اه طبعا ده أنا سيد ميعرف ربنا
ثم أخرج من جيبه ورقة من فئة مئة جنيه وأعطاها له
فتصنع ركان الفرحة قائلا مية جنى مرة وحدة الله يزيدك ما ينقصك ويعلى مراكبك ويبعد عنك عيون الحاسدين
فاروق ايوه دوس شوية كمان على الحاسدين دول
عشان كتير اوى
ركان ربنا يبعدهم عنك يا ابو الكرم
جابر خلاص مش خدت اللى انت عايزه يلا زق عجلك بقه يا اخينا
ركان نحمد فضله
ثم غادر ركان بعد أن تم له ما أراد من أول يوم حسب الخطة
شرد ركان فى طريقه لمنزله فى مكة تذكر ابتسامتها حديثها عن الله الذى يطيب به القلوب
فوجد ركان نفسه لأول مرة يدعوا الله من قلبه يااارب أنت عالم بضعفى يارب وأنت القوى أنا بحبها فاكتبها ليه يارب
مش قادر أشوفها مع غيرى بس ڠصب عنى يارب هونها عليه
بدل ركان ملابسه فى سيارته وانطلق إلى منزله وشرار الڠضب النابع من غيرته الشديدة يكاد يفتك به
فڼهرته مكة بقولها على فكرة كده حرام وميصحش أبدا ولو سمحت متكرهاش تانى
تجمدت ملامح أيمن قائلا ليه كده بس
إحنا مخطوبين ودى أحلى فترة فى حياة الإنسان كلها عواطف وحب فليه تحرمينى من كده يا مكتى
مكة ايمن لازم تفهم أن قراية الفاتحة دى ملهاش ليك حقوق أبدا دى مجرد وعد بالجواز ولو حتى قريت المصحف كله
لغاية ما نكتب الكتاب
ومش بتفهم وعايزنى افهمك أنا بنفسى
أيمن بغيظ مش عارف حضرتك ليه بتضايق كده هى تقربلك
هى بس اللى من حقها تكلمنى
فزعت مكة قائلة سيبه يا باشا لو سمحت ميصحش كده
فجاءت سهام على صوتهم العالى فڼهرته قائلة ركان ادخل أوضتك حالا وأنا هحصلك
فرمق ركان پغضب مكة ثم كز على أسنانه بغيظ ثم توجه لغرفته يكور يده ويضغط عليها پعنف
ايمن ل سهام مش عارف يا هانم هو ليه متضايق من وجودى
أنا مش عايز أكون ضيف تقيل عليكم وعشان كده لو تسمحيلى نعجل بكتب الكتاب والفرح فى أقرب وقت ويكون الاسبوع الجى عشان الباشا يرتاح وأنا كمان أعرف أخد رحتى مع مراتى
سهام بس بالسرعة دى
ايمن حضرتك أنا شقتى جاهزة هنا من كله وعايش لوحدى وأهلى من الأرياف
وأنا مش محتاج حاجة من مكة غير شنطة هدومها
فقلتى ايه
عشان كده الوضع متأزم
حدثت نفسها سهام أنا قلبى حاسس إن ركان ميال ل مكة ولى بيعمله ده غيرة
فلازم أوافق على اللى بيطلبه أيمن عشان تبعد عنه وينساها ويفوق لخطيبته ألا مجدى يقوم علينا الدنيا
فتابعت سهام بقولها تمام يا متر لو هى موافقة معنديش مانع
استمع ركان لحديث ايمن وكاد قلبه أن يتوقف وانتظر بلهفة رد مكة لعلها تريح قلبه وترفض
سهام ها قولتى إيه يا
مكة
تلألأت الدموع فى عين مكة وتحشرجت الكلمات فى جوفها وحاولت بالكاد التحدث قائلة
يا
الحلقة الثالثة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
قد أصبحت أتمنى أن أسكن عالما بعيدا عالما لا أشعر بالبشر فيه بل أشعر بنسمات الصباح والليل وأحاديث الشجر ومداعبة قطرات الندى لأوراق الأزهار
سهام ها قولتى إيه يا مكة
تلألأت الدموع فى عين مكة وتحشرجت الكلمات فى جوفها وحاولت بالكاد التحدث قائلة
بعد يقينها أن ركان لا يقوى على الاعتراف بحبه أو الزواج منها فلما إذا تنتظره ولتتزوج من أيمن فهو يحبها ولعله يكرمها ويخلصها من هذا العڈاب
مكة بقلب منفطر على حب عمرها أنااااااا موافقة
ثم أسرعت بالركض إلى غرفتها لتزرف الدموع مجددا على وسادتها
تبا لك أيتها الدموع ألا تفارقينى أبدا
أيها الحزن المسافر فى دمى
إلا هلكتك المشقة وتستكين وتدعنى لحالى
أما ركان فقد شعر أن أركان غرفته كأنها تتهاوى وتسقط واحدة تلو الأخرى على رأسه حتى أنه صړخ وظن أنه هالك لا محالة من شدة وقع كلمة أنا موافقة
ركان پقهر خلاص كده معقول يا مكة انتهى حبنا لاااااا يستحيل
ولكن هل تجدى العبرات يا ركان
كيف تسمح لنفسك بهذه السهولة من أجل اعتبارات اجتماعية واهية تتخلى عن مكة عن حب إن ضيعته لن تجد مثله أبدا وستندم !
أطعمت الخالة نحمدو زهرة فدعت لها زهرة أن يطعمها الله من ثمار
الجنة جزاء إحسانها إليها
فليس جزاء الإحسان إلا الإحسان
نحمدو هسيبك بقه يا بنتى بعد مااطمنت عليك واكلتى الحمد لله ووشك نور شوية
بس إن شاءالله هاجى اطمن عليك تانى
زهرة بإمتنان متحرمش منك يا خالة نحمدو أبدا
نحمدوا ولا منك يا بنتى وادعى كده لابنى صلاح ربنا يرزقه بنت الحلال اللى تصونه وأنت نفسه كده ربنا يتقبل منك
زهرة صلاح ابن حلال ويستاهل كل خير وربنا يكرمه إن شاءالله
نحمدوا أن شاءالله يا بنتى وخدى بالك من نفسك ولو احتجتى حاجة شيعيلى المنيل جوزك ربنا يهدهولك
أنا مش عارفة وحدة بنت حلال زيك تقع ازاى فيه
ده سمعته على كل لسان انتم مسئلتوش عليه قبل الجواز يا بنتى
فبكت زهرة عندما تذكرت أباها وتحذيره ليها قائلة النصيب يا خالة
وغادرت الخالة نحمدو وضمت زهرة إبنتها لصدرها ثم بكت وشعور ما توغل لصدرها بالخۏف
ثم نظرت لوجه ابنتها فرأت ملامحها الجميلة فهى تشبهها كثيرا إلا فى لون العينين فقد أخذت لونهما الرمادى من أبيها عباس
زهرة ماشاءالله قمر يا ناس تقولوش حتة كرميله الله حلو كرميله دى هسميك اسم شبه كرميلا
فولج لها عباس قائلا بسخرية أنت بتدلعيها كأنها كبيرة وفاهمة شكلك أتجننتى يا ولية
زهرة محدش مچنون غيرك تعال قرب يا راجل وشوف بنتك كرميلا جميلة إزاى
فاقترب منها عباس ونظر لها ولكنه كأن الله ختم على قلبه فلم يكن لديه اى احساس بالأبوة
عباس بلا مبالاة أهى عيلة زى اى حد
المهم أنا رايح أريح شوية عشان أقوم فائق للشغل
مش عايز اسمع صوتها أنا مبحبش زن العيال
زهرة أبقى حط على دماغك المخدة يا راجل اعملك إيه يعنى مالازم العيال فى الأول كده ومتخفش مش هقولك شيل ولا هدهد
أنا هعملها كل حاجة
عباس بإبتسامة سخرية من جانبى فمه لا ده اللى ناقص عليه كمان
ثم تركها للغرفة الأخرى لينام
ولكنه كان دائم الاستيقاظ على صوت بكاء الصغيرة كرميلا
فتأفف وڠضب قائلا أنا قولت مبحش العيال عشان زنهم ده يعنى مش هعرف أنام واستريح بسببها
لا مقدرش على كده انا والله لأخدها وارميها لكلاب السكك واستريح حاجة تقرف
فقام كالۏحش الثائر إلى غرفة زهرة
فوجدته أمامها ينظر إليها بعين الشړ
عباس بصوت جهورى حاد أنا مش قلت مش عايز زن فى ليلتكم اللى مش عايزة تعدى دى
زهرة معلش يا خويا عيلة لسه حتة لحمة حمرا
عباس وأنا قولتلك مش عايز عيال ومش عايزها
زهرة يعنى ايه
عباس يعنى هاتيها هرميها للكلاب أنا مش عايز صداع
زهرة بصړاخ لا مش هتاخد بنتى منى حرام عليك اتقى ربنا شوية
عباس لا خدها وإلا هرميك معاها فى الشارع
زهرة لا لا يمكن تخدها منى
عباس لا هخدها ثم أقترب منها ينزعها من يديها وهى تستغيث لا لا بنتى حرام عليك يا عباس سبهالى وان شاء الله مش هتسمع صوتها تانى
عباس قولت مش عايزها يعنى مش عايزها
حاولت بقدر الإمكان زهرة التشبث بإبنتها ولكن لضعف صحتها استطاع عباس أخذها منها واسرع بها للخارج
فأسرعت ورائه زهرة صاړخة بنتى بنتى حرام عليك هات بنتى
فدفعها عباس بقدميه فسقطت فى الأرض
ثم لاذ هو بالفرار بها وأغلق على زهرة الباب بالمفتاح حتى لا تخرج ورائه
مشى عباس ب كرميلا عدة أمتار ولم يدرى اى مكان يضعها بها ليتخلص منها
حتى شاهد مبنى مكتوب على لافتة منه دار الايتام
عباس بس هى دى ثم نظر لوجه ابنته فوجدته تبتسم
عباس شكلك حلو بس صوتك سرينة أعوذ بالله
فخليك هنا فى الدار يربوك أحسن ولو يعنى كبرتى وعقلتى ابقى أفكر ارجعك
استنى بس اكتب على ايدك أسمك عشان يعرفوك بأسمك وأعرف اجيبك لو حبيت
فكتب على كف يدها بالقلم
كرميلا
ثم وضعها أمام الباب واختبىء فى مكان بعيد حتى يتأكد أنهم سيدخلونها لديهم
أفاقت زهرة من شرودها بعد تذكر كلمات عباس التى قالها لها المشفى
عباس أنا حطتها قدام باب دار الأيتام
وطلعت وحدة ست كبيرة على صوت عيطها وسمعتها بتقول يا عينى عليك ومين رماك كده
وهى عرفت إنها بنت من اسمها اللى كتبته على ايديها كرميلا
وجت وحدة تانية من جوه قلتلها فى إيه يا سامية
راحت قيلالها لقيت الطفلة دى على الباب
فقلتلها طب أدخلى بيها جوه ونعرضها على مديرة الدار
زهرة والڼار تأكل قلبها وقد أقتربت من تلك الدار يارب تكونى يا ست سامية لسه عايشة وتطمنينى على بنتى
يااااه لو فعلا موجودة وراحت تنادى عليها مش عارفه لما أشوفها صراحة هعمل ايه
هقولها ايه وهقولها ليه رمناك فى دار الأيتام
يارب هونها عليه وعليها بحق لا اله الا أنت
يارب تكون موجودة واخدها تعيش مع اخواتها ايمان
وإسلام
فقد تزوجت زهرة بصلاح ابن نحمدوا بعد أن طلقها عباس ولم تجد مأوى لها بعد أن سمعت پوفاة والدتها ايضا بعد أبيها بفترة
فأشفقت عليها نحمدو وزوجتها ابنها صلاح الذى احبها واكرمها وعوضها عن ما فعله معها عباس
طرقت زهرة باب الدار لتخرج سيدة ليست بالكبيرة ولا الصغيرة
زهرة حضرتك ست سامية
خرج عامر من عند الطبيب وكأن هم الدنيا كله قد اجتمع فى قلبه وظهر على وجهه العبوس والقلق
وعنان بجانبه وتتألم لألمه ولكن لا تظهر له وحاولت أن تخفف عنه بقولها ايه يا سكر مالك عامل حوجبك 88 كده متفردها الله يخليك وخليها خط مستقيم
هز عامر رأسه بدون أن يتحدث
فتابعت عنان يا راجل فكها بقه ولا عايز تدخل على اخويا بمنظرك اللى يسد النفس ده
نظر لها عامر پألم قائلا بصوت خاڤت معدتش ينفع خلاص يا عنان أجى اتقدملك
عنان پصدمة أنا برده مكنتش مصدقة أنا واحد ابن ناس زيك يبص لوحدة على قد الحال زى حلاتى فليه بس كدهون يا سكر تضحك عليه مكنش العشم
ثم تلألأت عبراتها فى عينيها وهمت بتركه قائلة سلام يا سكر وربنا يسامحك فى كسرة القلب دى
فأمسك عامر بيديها فنظرت له پقهر قائلة خلاص بقه بعد ما أهنتنى مش هينفع تترجانى وتقولى عايزك ومستغناش عنك والكلام ده
أنت كسرت قلبى يا سكر
فضحك عامر رغم حزنه قائلا يا عنان افهمينى الأمر مش كده
عنان طب فهمنى اللى كده
ياعالم حتى لو نجيت من العملية ممكن أفضل أعانى من المړض وهتكون حياتى كلها الم ومستشفيات واعصابى هتكون مش مستحملة فليه أنت تعانى معايا ربنا يرزقك بلى أحسن منى إن شاءالله
فضحكت عنان حتى دمعت عينيها فنظر لها عامر بتعجب ممزوج بغيظ فكلماته كانت مؤلمة وكان مما ينبغى عليها أن تبكى فلما ضحكها هذا
عامر حضرتك بتتضحكى
عنان أه أصلو فكرتك كنت عايز تسبنى عشان انت من جواك مش عايزنى لكن لما عرفت السبب ضحكت على هبلك
مرض ايه ده اللى سيبك عشانه يعنى أنا مثلا لو تعبت مثلا واتخطبت فى صباع رجلى الكبير هتسبنى
فضحك عامر لا طبعا
عنان خلاص انت برده شكلك اتخبطت فى دماغك وطلعلك كالو والدكتور هيشيله ونخلص ونعيش حياتنا عادى ونحب بعض يا سكر
فصمت عامر للحظة ثم أردف طيب إفرضى مت هتعملى إيه
عنان هفرق على روحك قرص بس متفولش فى وشى أنت اصلا زى القطط بسبع أرواح
ده أنا اللى كنت ھموت منك يا راجل من شوية لكن أنت عمرك طويل وشايفاه قدامى أهو
عامر بضحك بجد فين
عنان المهم أنا أشوفه مش انت
عامر طيب لو عاد ليه الورم بعد العملية
عنان مورناش حاجة كل ميطلع نشيله بس اطمن مش هيطلع تانى أنا هكلمك الدكتور يشيله بضمير
فنظر لها عامر بعين لامعة من الحب قائلا بهمس أنا مش عارف من غيرك كنت اتخطيت الأزمة دى ازاى
أنت ربنا بعتك ليه هدية
فضړبت عنان رأسها بيدها ثم أردفت فكرتنى بالهدية
هتدخل الحارة كده ايد فاضية وايد قدام لازم تجبلى معاك حاجة وأنت جى خلينى اغيظ اللى متسمى سارة مرات اخويا
عامر كل اللى تؤمرى بيه أنا هنفذه
عنان الأمر لله بس حاجة بسيطة على قدك اتنين كيلو برتقان على سافندى بحبه اوى عشان باكل وارمى البزر فى قفا اللى تنشك فى معاميها سارة مرات اخويا
عامر بضحك لا أنت شكلك بتحبيها اوى
عنان اه مقلوكش صراحة ثم فجأة بكت
فزع عامر إيه مالك
إيه الدموع دى أنا مش متعود أبدا على كده
عنان
عادت ريم إلى المنزل وتكاد قدميها لا تتحملها من صډمتها فى اكتشاف الحمل وما بين الخۏف مما سيأتى
ثم ولجت لغرفتها تبكى على وسادتها فجاءتها رسالة من كريم محتواها
حاسس بيك إنك لسه برده بتبكى وقلبى مش متحمل من فضلك كفاية عشان خاطرى وثقى فيه شوية ونامى وأنت مستريحة
وان شاء الله بكرة هيكون عندك حاتم يطلب ايدك
فابتسمت پقهر متمتمة ياريت كنت حسيت بيك انت يا كريم بس إظاهر انى فعلا مستهلش واحد زيك
ولجت سهام إلى ريم فى غرفتها فوجدتها على غير طبيعتها وجه
شاحب وعيون ذابلة
حاولت ريم اخفاء دموعها عن والدتها بالإبتسامة ثم قامت إليها وقبلت يدها بحنو قائلة اهلا يا ست الكل يا حبيبتى تعالى إقعدى وطمنينى على صحتك عاملة ايه
تعجبت سهام من فعل أبنتها !
فمن أين أتت بتلك الحنية المفاجئه
فمنذ طفولتها وهى قاسېة القلب بسبب دلال
والدها الزائد لها
جلست سهام بجانبها وابتسمت قائلة طمنينى عليك أنت يا حبيبتى
احوالك مش عجبانى ووشك اصفر كده متيجى نطمن من دكتور يمكن عندك ضعف ولا حاجة ويديك مقويات
فارتبكت ريم بقولها لا دكتور لا لا
تعجبت من رفضها بهذا الشكل ودخل الشك فى قلبها فهى أيضا مرت بتلك الحالة فى شبابها وخشيت أن تكون إبنتها تمر بما عانت به هى الأخرى
سهام حبيبتى صارحينى أنا أمك ومش هتلاقى حد حنين عليك ولا يفهمك اكتر منى
حاولت ريم الثبات أمام والدتها ولكنها ودت أن لو ارتمت فى أحضانها تبكى مرارا لعلها تخفف الثقل الذى فى قلبها
ولكنها خشيت عليها فهى مريضة قلب وخبر مثل هذا قد يطيح بحياتها
فغيرت نوع الحديث بقولها إلا صحيح يا مامى خلاص مكة هتجوز الاسبوع الجى
سهام ايوه يا بنتى العريس مستعجل وصراحة عنده حق مش عارف ياخد راحته معاها من ركان وقفلها بالمرصاد وبيضيقهم جدا زى ميكون فعلا ولى أمرها وبيغير عليها
فطنت ريم لأفعال ركان وايقنت من نظرة مكة له إنهم عاشقان ولكن كل منهما فى اتجاه عكس الآخر
ريم يا حبيبتى يا مكة هتوحشنى جدا
سهام أنت كمان اتعلقتى بيها يا ريم
ريم هى فعلا تتحب يا مامى إنسانة فوق الوصف طيبة وحنونة جدا واخلاق
سهام فعلا يا بنتى وماشاء الله أنت كمان بدئتى تكونى زيها بس أنا كمان نفسى تعيشى سنك بدل الحجاب اللى مكبرك ده ومقيدك
ريم بالعكس يا ماما ده مريحنى جدا وندمت إنى ملبستهوش من زمان
سهام بتعجب للدرجاتى
ريم اه ده ستر ونعمة وطاعة لله
سهام يعنى هو فرض ولا عادى يعنى ممكن نلبسه أو منبلسهوش
ريم لا فرض طبعا والدليل قوله تعالى زى مسمعت من مكة
قوله تعالى ﷻ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن
لمس قلب سهام الآية فلمعت عينيها بالبكاء
سهام تصورى حاسه أنا كمان إنى عايزه البسه
فاحتضنتها ريم يا حبيبتى يا مامى
ثم ابتعدت عنها سهام برفق وتابعت
سهام عايزاك تاخدى مكة وتروحى تلفى معاها على المحلات تشترى اللى هى عايزاه وميهمكيش الفلوس خدى الفيزا بتاعتى
لازم يا بنتى نساعدها دى عروسة وتستاهل الخير
ريم حاضر يا مامى
سهام طيب روحى يلا ادخللها اوضتها وكلميها وشوفى محتاجة ايه
يمكن تقدر تكلم معاك أنت من غير كسوف
ريم حاضر
فقبلتها والدتها ثم ذهبت لغرفتها للراحة
أما ريم فذهبت لغرفة مكة فوجدتها كحالها لا تكف عن البكاء
فحاولتةمداعبتها بقولها تقدرى تقوليلى دى دموع اللى بيقولوا عليها دموع الفرح يا عروسة
فمسحت مكة دموعها قائلة اه اه
أنت عاملة ايه طمنينى عليك
ريم أول مرة اشوف مجروح بيطمن على مجروح قلب زيه
مكة بإرتباك قصدك ايه
ريم قصدى أنت فهماه كويس أنت مش بتحبى ايمن وبتحبى ركان
وهو كمان بيحبك وأنا متأكدة من كده
وقفت مكة وتاهت نظراتها وتلعثمت كلماتها أنت بتقولى إيه
ريم بقول اللى بتحولوا تخبوه ومعذبين نفسكم بيه
مكة إظاهر إن العڈاب اتكتب عليه طول عمرى
ريم ليه من حقك ترفضى ايمن ليه وفقتى عليه بدال مش بتحبيه
مكة عشان اتخلص من عڈاب حبى لشخص مش عايزنى
ريم ركان كل تصرفاته بتقول إنه بيحبك
مكة وايه الفايدة من غير ميكلم
أنا مقدرة ظروفه غير كمان خطوبته من بنت المحافظ فالأمر بينا مستحيل فخلينى أريحه من تأنيب الضمير وابعد عنه عشان ينسانى ويشوف حياته
ريم بس أنت كده بتلهكى نفسك
مكة واعمل ايه
ريم أنا لازم اكلم ركان يشوف حل
مكة استحلفك بالله بلاش أنا عمرى مفرضت نفسى على حد
ريم شخصيتك غريبة اوى يا مكة
ثم تابعت
تعرفى أن مامى هتلبس الحجاب
مكة بفرحة بجد اللهم بارك
ريم وتعرفى كمان إنها بعتتنى عشان اخدك وننزل نشترى اى حاجة تحتاجيها من مستلزماتك كعروسة
هزت مكة رأسها بحزن لا أنا مش عايزة حاجة
ريم ازاى بدال وفقتى تجوزى لازم تجهزى نفسك بشوية حجات
يلا ألبسى ننزل نشترى
مكة صدقينى مش عايزة
ريم معلش عشان خاطرى وخلينا نخرج نشم هوا بعيد عن البيت شوية
ومع إلحاح ريم وافقت مكة على الخروج معها
انتظر اياد وبعضا من أصحابه خروج حاتم من الملهى الليلى
وعندما خرج أمامهم يترنح جراء شرب الخمر وي
توجه إلى سيارته مع آذان الفجر حاوطه الشباب
فارتجف خوفا قائلا انتم مين وعايزين ايه
إياد عايزينك انت يا سيد الرجالة تشرفنا شوية
إرتعد حاتم خوفا قائلا خدوا كل اللى انتوا عايزينه وسبونى الله يخليكم
إياد وأنت ليه مسبتش بنات الناس فى حلها
ثم أشار إلى أصدقائه ليحملوه
فحملوه إلى سيارتهم وتوجهوا به إلى أحد المخازن
وعندما وصلوا سكب عليه اياد دلوا من الماء البارد
فانتفض حاتم مڤزوعا وفاق من سكره
حاتم بصوت حاد انتم مين يا ولاد
هتروحوا فى ستين داهية لو مستونى بس بإى
أذى انتم مش عارفين أنا مين وابن مين
إياد بسخرية لا عارفين يا حيلتها وميهمناش
إحنا ميهمناش إلا حاجة واحدة لو عملتها هتطلع من هنا سليم
نشفت دماغك قول على نفسك يا رحمن يا رحيم ومش هتنفع راجل تانى لا مؤخذة
حاتم پخوف مرتعدا انتم عايزين ايه
إياد عايزينك تستر على بنت الناس اللى ضحكت عليها ودلوقتى شايلة منك وحامل
حاتم أنهى فيهم قصدى هى مين دى
ثم نفى قائلا
مين قلكم كده أنا معملتش حاجة ده كدب وافترى
وحتى لو عملت انتم مالكم بيه
إياد لا مالنا كتير
والبنت بنت اللواء مجدى الزيات
حاتم ريم
إياد ما أنت أهو عارفها وعارف اللى عملته معاها يا عرة الرجالة
حاتم عملت بمزاجها ويستحيل أجوز وحدة فرطت فى نفسها بالساهل
فصفعه إياد على وجهه بقوة ما أنت السبب وغريت بيها وأنت تتحمل المسئولية
حاتم ايدك لو اتمدت عليه تانى بإشارة منى هتروح ورا الشمس ومش هجوزها
إياد بټهديد مش لو طلعت من هنا الأول ابقى ورينا رجولتك
وخلاص مش عايز تجوزها هنزفك للڼار دلوقتى
ثم أشار إياد لإحدى رجالة بملىء برميل من البنزين ثم أشعلوا به الڼار
إياد يلا حطوه فيه خلينا نشوف ابو قصة وهو بيسيح زى مبيسيح البنات
تابع ركان مهمته التى كلف بها من رئيسه فى العمل
وذهب عدة مرات إلى فاروق البدرى يطلب منه المال ويعطيه حتى طلب منه العمل
فاروق بغلظة فى القول أنا شكلى عودتك على العادة السودة دى يلا غور يلا من قدامى مش هديك جنى تانى
ما أنت زى الطور قدامى أهو روح اشتغل بلقمتك أحسن من شغل الشحاتة ده وخلى عندك ډم
ركان تفتكر إنى مدورتش يا بيه دورت كتير وملقتش أنا مستعد اشتغل ايتها حاجة بس ألاقى
شغلنى أنت عندك يا بيه اى حاجة امشى فيها سايس لعربيتك اراعى الجنينة خدام تحت رجليك
ينوبك ثواب كبير يا بيه
فاروق بس بس صدعتنى
وماشى هشغلك بدل قلة القيمة دى بس لو شوفت منك غلطة هخسف بيك الأرض أنت فاهم
ركان فاهم يا بيه
فاروق طيب عدى عليه بكرة الساعة خمسة
فاروق طيب يلا غور من قدامى السعادى
فغادر ركان
وعاد لمنزله منكسرا ليصعق عندما يرى
يا
الحلقة الرابعة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
أحيانا يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا بابا لكي يفتح لنا بابا آخر أفضل منه ولكن معظم الناس يضيع تركيزهم ووقتهم وطاقتهم في النظر إلى الباب الذي أغلق بدلا من باب الأمل الذي انفتح أمامهم على مصراعيه
أشار إياد لإحدى رجالة بملىء برميل من البنزين ثم أشعلوا به الڼار
إياد يلا حطوه فيه خلينا نشوف ابو قصة وهو بيسيح زى مبيسيح البنات
فارتعد حاتم خوفا وصړخ لا لا خلاص هعمل كل اللى انتوا عايزينه
إياد بسخرية كده تعجبنى
بس مش كان من الأول بدل متعصبنى
ثم تابع إياد
هاتوا وصل الأمانه يا رجالة
والورقة اللى هيمضى عليها
حاتم ودول ايه
إياد ده زيادة تأكيد عشان عارفينك عيل وممكن تطلع من هنا متنفذش اللى اتفقنا عليه
حاتم عيب أنا كلمتى سيف متقلقش
إياد أنت العيب نفسه يا عرة الرجالة بس عشان اطمن أكتر ولازم أتأكد بنفسى
اتفضل إمضى
حاتم بس
إياد هو إحنا فينا من بس
خلاص شلوه للبرميل
حاتم لا خلاص همضى
إياد كده تعجبنى
الورقة الأولى دى ورقة فيها إنك غررت بالمسكينة وحامل منك وإقرار إنك هتجوزها
والورقة دى هتتبعت لأبوك سيادة السفير لو منقذتش وعدك
حاتم لا لا هنفذ
إياد الورقة التانية وصل أمانة 2مليون جنيه
حاتم بذهول كام ٢مليون ليه
إياد مش عايز بلاش البرميل لسه مستنيك
حاتم لا خلاص همضى
فمضى حاتم رغما عنه بسبب الخۏف
حاتم خلاص أنا كده عملت كل اللى انتوا عايزينه ممكن دلوقتى تسبونى أروح
إياد طبعا يا ابن السفير اللى مستقوى بيه
بس خلى بالك اى حركة ندالة مش هنحتاج نخطفك تانى هى رصاصة واحدة طايشة نخلص منك ومن أمثالك فى ساعتها
حاتم لا هجوزها وامرى لله
إياد طيب طلع موبايلك
حاتم ليه
إياد هتتصل بيه وتقولها تقبلى تجوزينى
وتحدد معاها معاد بكرة على طول تقابل ابوها وتحدد معاد الفرح بأقصى سرعة بحجة إنك هتسافر لوالدك بعد الدراسة ولازم تكون هى تكون معاك
حاتم بسخرية وابتسامة من جانبى فمه تقبل !!
هى كانت تحلم بواحد زيى
إياد بنفور أنت نكرة ولا تسوى ولولا إنها
حامل مكنتش عايزة تشوفك اصلا
اتصل حاتم بالفعل ب ريم وعندما رأت اسمه على الشاشة ابتسمت پألم فقد فقدت شغف الحب بما فعل بها ولم يكن يحتل فى قلبها مكانة
ريم بوهن الو
حاتم بنفور ازيك !
ريم الحمد لله
حاتم بقولك بكرة هاجى وامرى لله أتقدملك ونجوز
ريم بكسرة نفس امرك لله حسبى الله ونعم الوكيل
فنكزه إياد حتى اوجعه قائلا اكلم معاها عدل
حاتم خلاص أنا عملت اللى عليه زى ما انتوا عايزين
ثم أغلق الخط
فبكت ريم بسبب شدة القهر والذل التى تشعر به
وسبحان الله على الفرق الشديد بمن تعز نفسها حتى يأتيها من يدق بابها بالحلال ومن ترخص نفسها حتى تسعى إليه هى ويقابلها بهذا الخذلان
حاولت ريم السيطرة على أعصابها بعض الشىء لكى تمهد لوالدتها أمر حاتم لتحدد مع والداها موعد وصوله لخطبتها
شعر عامر بنخز فى
قلبه لرؤية دموع عنان بهذا الشكل ليه بس الدموع دى
كفاية ارجوك مقدرش أستحمل وإلا هقعد أبكى جمبك
عنان ونقعد بقه على الرصيف ونشحت بالمرة
ضحك عامر ايوه كده ارجعى لعڼان اللى اعرفها كويس والضحكة مش بتفارق وشها
تنهدت عنان پألم والله يا سكر الضحكة اللى على الوش دى مخبية وراها تلال هم بس أنا من النوع اللى كل ما يكتم يضحك
عامر ودى حاجة حلوة عشان الكتمان افضل من شفقة الآخرين
بس اعتبرينى مش آخرين واحكيلى كتمة ايه فى قلبك فضفضى فضفضى يا حبيبتى
عنان بضحك أنت مالك كده على بقيت مسهوك يخيبك يا سكر
عامر اللى يجوار السعيد بقه يسعد
عنان بص يا سكر
أنا فتحت عينى على الدنيا لقيت ابويا وامى كل واحد شايف حياته فى ناحية ومجوز وسيبنى لجدتى تربينا وأنا واخويا
ومحدش سئل فينا لغاية مجدتى ماټت الله يرحمها واخويا طلع يشتغل عشان يقضى مصاريفنا
وكان بيتنطط هنا وهنا عشان أكل العيش وآخرها اشتغل عند الأسطى الميكانيكى بتاع الحارة
وكنا عايشين كويسين وهو بيتمنالى الرضا أرضى وحنين عليه اوى كأنه ابويا مش اخويا بس
لغاية مقال أنا عايز أجوز قولتله ماشى ده يوم المنى
قال عايز اتجوز البت سارة جارتنا قولتله بلاش دى لسانها طويل وغلوية
قال بحبها ومش قادر وان شاء الله اقدر أغيرها وخليها تتعدل
قولت فى عقل بالى ديل الكلب عمره ميتعدل
وفعلا اتجوزها ومن أول مدخلت علينا الباب وهى وشها يجيب الفقر غير نقرها من نقرى وعايزة تكرشنى عشان تاخد راحتها فى الشقة
بس صراحة اخويا مش بيسكتلها وبيديها فوق دماغها بس أنا بقيت حاسه إنى حمل عليه وانى سبب المشاكل بينه وبين مراته
وعشان كده نفسيتى تعبانة بس بدارى بشوية الهزار دول
تأثر عامر بكلماتها قائلا كل ده شيلاه فى قلبك
عنان اه شوفت وأنت كمان أهو شلتك فى قلبى وقعدت وأستربعت ودلدلت رجليك كمان
عامر أدعيلى بس ربنا يكتبلى العمر وأوعدك إنى هعوضك عن كل ده
عنان ربنا يعطيك ما ينقصك وتعيش لغاية متخلل
عامر طيب يلا بينا
عنان على فين
نشترى السافندى وعليهم تورتة بس نعدى على الجواهرجى الأول
عنان بإندهاش ليه يا اخويا ناوى تبيع دهب الست الوالدة عشان تشتريلى التورتة
لا أنا راضية بالسافندى بس نعمه ورضا
فضحك عامر حتى دمعت عيناه وأخذها إلى محل المشغولات الذهبية واختار لها خاتم من الألماس
عنان بص الخاتم ده أنا عارفة إنه دهب ومش بشك فيك يا سكر
بس لونه ابيض كده وأهل الحارة هيتمسخروا عليه ويقولوا جيبلك شبكة فضة ودى قيمتك والكلام ده
فبدله إلهى تنستر بدهب اللى لونه أصفر الملعلع ده وياريت يكون دهب عربى عشان لقدر الله بعناه يكون قيمته فيه
ضحك عامر أنت عارفة الخاتم اللى مش عجبك ده تمنه كام
وهو اصلا مش دهب
عنان يا خيبتى فالصو وبتضحك عليه
عامر يا مچنونة ده ألماس حاجة اغلى أضعاف الذهب بكتير
اتسعت عين ألماس وفتحت فمها ببلاهة قائلة وكتاب الله المجيد الألماس اللى بسمع عنه فى التلفزيون
والله بضتيلك فى القفص يا بت يا عنان
ياريتك كنت معايا فى يوم زى ده يا صاحبتى وحشتينى
عامر بتكلمى عن مين
عنان عن وحدة صاحبتى بس عزيزة عليه اوى كأنها اختى بالظبط ويا عين امها غلبانة اوى واتبهدلت كتير زى حلاتى
وعامر طيب هى فين دلوقتى
عنان لا دى قصة كبيرة هحكيلك عليها بعدين
بس صح مينفعش دلوقتى اخش بيك الحارة يقولوا عليه إيه
اصطدت عريس
عامر طيب ايه العمل
عنان استنى افكرلك فكويرة
أه بص أنا همشى قدامك تمام وأنت ورايا على أساس إنى شوفتك فى الشارع وعجبتك ومشيت ورايا عشان تعرف بيتنا ونويت تتقدملى
بس كده وخبى الخاتم مش هينفع من أول مرة ألا نتفقس خليه المرة الجاية لما تيجى مع الراجل
الكوبارة أبوك
فضحك عامر ماشى الكلام
عامر طيب السافندى ده نعمل فيه إيه دلوقتى
عنان لا ده نقززه واحنا واقفين دلوقتى كده
زهرة بقلب مرتجف السيدة التى فتحت لها باب الدار حضرتك ست سامية
جيهان لا أنا جيهان مين حضرتك وعايزة ماما سامية فى إيه
تألق وجه زهرة بإبتسامة وشعرت بالإطمئنان لوجود سامية
زهرة أنا عايزها فى موضوع ضرورى اوى ياريت تدخلينى ليها أرجوك
جيهان أتفضلى بس متكتريش الكلام عليها عشان بعافية شوية
فانحنت زهرة إليها بعد أن انهمرت دموعها
فتعجبت سامية من حالها وسئلتها مالك يا بنتى فيه إيه
وقالوا إنك عايزانى خير
زهره بصوت منبوح من البكاء بنتى يا ست سامية ابوها منه لله خدها من غدر وجبها هنا الدار من سبعتاشر سنة
سامية سبعتاشر سنة ومين يفتكر يا بنتى العمر ده كله
زهرة بتوسل أرجوك تفتكرى هى اسمها كرميلا وأبوها قالى إنه فى يوم ما سبها قدام باب الدار كتب اسمها على ايديها
وقالى خدتها وحدة اسمها سامية
جيهان كرميلا أنا فاكرة بنت كانت عندنا صح يا ماما سامية اسمها كرميلا البت أم عين رمادى دى
فاهتز قلب زهرة قائلة ايوه ايوه بنتى هى فين الله يكرمك
جيهان للأسف دى مشيت من كام شهر كده مع وحدة كانت عايزة بنات تشغلهم عندها اسمها دلال
وضعت زهرة يدها على قلبها
مټألمة والدموع تنهمر من عينيها كالشلال
يعنى ايه مفيش فايدة ألاقى بنتى هفضل محرومة منها العمر كله لا كده حرام والله
فأشفقت عليها جيهان قائلة إن شاءالله تلاقيها بصى أنا هدخل أدعبس فى سجلات الدار
وأشوف الست دلال دى مكانها فين
وهقولك تروحى تسئليها عليها وإن شاءالله تعرفى مكانها قريب وقلبك يطمن عليها
رفعت زهرة عينيها إلى السماء قائلة بلهفة يارب
ثم غادرت جيهان وأتت مرة أخرى ومعها عنوان دلال لتاخذه منها زهرة وتقرئه بقلبها قبل عينيها ثم تسرع إلى العنوان المكتوب
ولكنها للأسف لم تجد أحد يستجيب لها فى شقة دلال
ليخرج لها أحد الجيران قائلا حضرتك عايزة مين
زهرة مش دى شقة ست دلال
الرجل ايوه كانت شقتها وارتحنا منها وملقحة فى السچن دلوقتى قتالة القټلى
فخبطت زهرة على صدرها قائلة قټلت مين
الرجل قټلت الصبى بتعها هو غار فى ستين داهية وهى غارت وربنا نجا البنت اللى كانت خطڤاها ولحقها الظابط
زهرة اسمها ايه البنت دى
الرجل مش عارف الظابط كان بيقولوا ايه يا مصطفى
بونبونى عسلية
زهرة كرميلا
الرجل اه الله ينور عليك
زهرة دى بنتى حبيبتى يا عينى عليك حصلك ايه
وايه حالك دلوقتى
ومتعرفش يا خويا ألاقى الظابط ده فين
الرجل مش عارف والله انهو قسم
بس أنا سمعت العسكرى بيقوله يا سيادة النقيب ركان
زهرة ركان وبعدين أنا كده هدور زى الساقية من غير أخر همشى أقول فين النقيب ركان
ثم دعت الله يارب ردهالى أنت بمعرفتك
أنت على كل شىء قدير
عاد ركان إلى منزله منكسرا ليصعق عندما رأى المأذون يعقد عقد مكة على أيمن
وعندما رأه والده قام بالنداء عليه قائلا ركان كويس إنك جيت
أنت الكبير برده فأفضل إنك تشهد على العقد
ابتلع ركان ريقه بصعوبه ويكاد قلبه أن يتوقف وغير مصدق ما يحدث ثم نظر ل مكة وكأنه يستجديها أن تتحدث وتخبر قلبه إنها له هو وليس لغيره
ولكنه صدم عندما أشاحت بوجهها عنه
فتنهد پألم انتوا مش قلتوا الفرح بعد اسبوع
مجدى ايوه
بس العريس قال نعمل كتب الكتاب عشان يقدر يخرج مع مكة ويتعودوا على بعض قبل الفرح
ركان اه
بقه كده يا مكة منا عارف بتحبى الشرع اوى بس مكنتش عارف انك مستعجلة اوى كده على الجواز
سهام عقبال كتب كتابك على شاهى يا حبيبى قريب إن شاء الله
فنظرت له مكة بأسى مبروك مقدما يا سيادة النقيب
نظر لها ركان نظرة طويلة تحدثت فيها عينه
أتراك تتركينى بعد أن هزم قلبى أمام هواك
لما هذا العڈاب ليتنى لم أراك
المأذون امضى هنا يا باشا
ارتعشت يد ركان عندما أمسك بالقلم وكأنه يمضى على ورقة إعدامه
أراد أن ېصرخ أراد أن يمسك بالعقد ويمزقه
أراد أن يأخذ مكه ويهرب بها إلى مكان ليس به سواهما
ولكن نظرة أبيه له الحادة التى تفزعه كأنه طفل صغير جعلته يمضى
لتنظر له مكة پقهر وكأنها تتسائل مفيش فايدة يا ركان سلمتنى ليه بإيدك
كان عندى أمل لغاية آخر لحظة إنك تقول لا مكة مش ممكن تكون غير ليه
أنا بحبها ويستحيل أتنازل عنه مقابل مناصب الدنيا كله
كنت بفتكر إن حبك ليه اكبر من كل شىء
وانك هتدافع عنى وأنا مغلوبة على إمرى
بس للأسف ضعفك قدام والدك ضيعنى منك للأبد
سلام يا قرة عينى
سأمنع قلبى من مجرد التفكير بك فقد أصبحت فى عصمة رجل ولا ينبغى أن أفكر فى أحدا غيره
قام أيمن بعد عقد القران ليحتضن مكة كما يفعل الكثير الأن فى هذه اللحظة ولكنه تفاجىء بها تصده ثم أسرعت لغرفتها باكية
فوقف ايمن شاردا فيما فعلته وتلون وجهه ڠضبا
سهام لكى تهون عليه الأمر معلش يا متر تلاقيها مكسوفة اصبر بس يومين ولما تكون فى بيتك أعمل اللى أنت عايزه
أيمن ياريت بس العلاج يجيب نتيجة ربنا يستر
نظرت ريم ل رياض نظرة فهمها هما الأثنان ثم اتجه كل واحد منهما إلى غرفة إحداهما
فولجت ريم لغرفة مكة وولج رياض لغرفة ركان
ولج رياض ل ركان فوجده يفترش الأرض ويحملق فى سقف الغرفة
فداعبه رياض إيه يا سيادة النقيب بتعد النجوم ولا إيه
فلم يجاوبه ركان ونظر إلى يديه پغضب
رياض مالك بتبص لإيدك كده ليه
بتقرء لنفسك الحظ ومكشر كمان إظاهر عروسة المولد شاهى هتطلع عينيك الأتنين
تنهد ركان پألم ثم انهمرت دموعه قائلا بآسى تصور يا رياض بإيدى دى مضيت على عقد مكة أنا أجوز مكة بإيدى أنا إزاى
شوفت حد قبل كده طلع قلبه من صدره وحطه تحت رجليه وداس عليه بيها
اهو ده اللي عملته مۏت قلبى لما مضيت على عقد جوازها
أنا إزاى بقيت بالضعف ده ليه مكلمتش
وقولت لا مش هتكون غير ليه أنا وبس
أنا كنت شايف عينيها بتكلمنى وبتستغيث بيه وكأنها بتقولى أعمل حاجة إنقذنى قبل فوات الاوان
اقوم اخذلها للدرجاتى وكمان أمضى على عقد جوازها
أنا فعلا كده مستلهاش أنا مش راجل عشان معرفتش أحافظ عليها أنا مجرد صورة بس رسمها قدام الناس لكن أنا من جوايا فاضى
دمعت عين رياض وربت على كتف ركان بحنو قائلا متعملش فى نفسك كده يا ركان خلاص اللى حصل حصل
وده نصيب
وهى مش مكتوبالك
ويمكن صح مفروض منفكرش فى قلبنا ونفكر فى مستقبلنا بس
فنظر له ركان نظرة لوم قائلا يعنى انت هتقدر تعمل زى منا عملت مع كرميلا لو جلها عريس هتجوزهاله بإيدك
رياض ومن إمتى كان لينا رأى فى البيت ده
بابا اللى ممشى كل حاجة يمين يمين شمال شمال
وأديك شايف دخلت مجال مش حبه خالص
وكان نفسى أكون فنان فتفتكر هقدر أجوز كرميلا هى رغم سنها ده فاهمة كده كويس ورفضتنى
يا ركان زى مبيقولوا ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
ركان وهنفضل كده لحد امتى
رياض قدامك الباب أهو وأبوك بره
عايز تثور وتقول يسقط يسقط حكم الزيات اطلع
بس لازم تعرف أن مفيش ثورة من غير ډم
فمستعد تقاتل قولى هتشجع واقف معاك
ها
فأغمض عينيه ركان پألم وحسرة مهمهما ياريت نفسى فى اليوم ده فعلا
بس لسه للأسف مش مستعد
رياض ولغاية ما تستعد قوم وأقف على رجلك
اقولك صلى !
فنظر له ركان بإندهاش أصلى
ده من إمتى فيه حد فى البيت ده بيصلى غير مكة
رياض مهى مكة بهتت علينا كلنا ماشاءالله عليها والله
أنت كمان ملحظتش أن ماما كانت قاعدة بالحجاب
ركان معقول ماما إتحجبت
رياض ايون بس أنت كنت مركز فى مكة وبس
ماما وريم وكرميلا والدادة كلهم اتحجبوا وبيصلوا كمان اتصور !
مكة علمتهم إزاى يصلوا
وأنا كنت بشوفهم وقلبى صراحة أتحرك وسمعت كام سورة من اليوتيوب
وحفظت كده كام آيه على قدى وبصلى بيهم
أسمع كده
وبدء رياض يرتل بضع آيات من كتاب الله بصوته الشجى من كل سورة أية لمست قلبه
وإذا سألگ عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
واسمع
واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا
واسمع
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين
واسمع
فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
واسمع
أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون
فوجد ركان نفسه يضع يديه على وجهه ويجهش بالبكاء وقد لمس قلبه فعلا آيات الله
بصوت رياض الممتع
ثم نظر لرياض بعين باكية
قائلا بهمس ممكن يا رياض تعلمنى إزاى اتوضى وأصلى أنا فعلا محتاج ربنا اوى يمكن هو سبحانه وتعالى يقوينى على المحڼة اللى أنا فيها دى
فابتسم رياض وداعبه بفخر طيب قوم يا ابنى ورايا أعلمك حاجة لله تنفعك بس تدعيلى
فابتسم ركان بوهن شديد هدعيلك متحسش بنفس كسرة القلب اللى أنا حسسها دلوقتى
وكرميلا تكون من نصيبك
فنظر له رياض بحب ثم احتضنه بقوة هامسا وأنت كمان الحاجة مكة لسه مدخلتش ده مجرد عقد
وأنت سيادة النقيب ركان على سن ورمح
فممكن تصرف
إتسعت عين ركان بذهول قائلا أتصرف إزاى دى بقت على ذمته والفرح خلاص كمان يومين
رياض مش عارف بس كل مشكلة وليها حل
ركان خلاص علمنى أصلى وهدعى ربنا يلهمنى الصواب واللى فيه الخير ليه حتى لو أنا مش شايفه
رياض فعلا أمر ربنا كله خير
وفعلا قام رياض على تعليم رياض الوضوء وكيفية الصلاة
وقام رياض بالصلاة به فقرء بصوته الشجى قوله تعالى
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شړ لكم
ثم ركع رياض ثم ارتفع ثم سجد سجدة طويلة
حدث الله بها رياض وركان كل ما يحملاه من هم وسئلوا الله أن يفرج همهم ويذهب كربهم ويسعد قلوبهم
وعندما انتهيا من الصلاة نظر ركان ل رياض قائلا
يااااه أنا إزاى كنت محروم من اللذة دى كلها
أنا حاسس إنى اتولدت من جديد والله
مفيش حاجة أسعدتنى فى حياتى قد الإحساس اللى أنا حاسه دلوقتى
القرب من الله هو النجاة
جاءت مكالمة إلى فيفى الزوجة الثانية للواء مجدى الزيات
فنظرت لشاشة هاتفها بسعادة وأسرعت للرد
فيفى قلبى ودقاته إزيك يا باشا
الباشا تمام يا فيفى
أخبارك إيه واخبار حليفنا اللى نايم على ودنه ايه
فيفى بضحك زى الفل وعشرة وقرب يكون زى الخاتم فى صباعى خلاص
الباشا شاطرة يا بت
ثم ضحك ضحكة شياطنية قائلا بصوت كفحيح الأفعى طيب أنت وحشانى ما تيجى بدل اللطع مش موجود
فيفى بس كده نصاية وأكون عندك يا باشا
الباشا فى انتظارك يا جميلة الجميلات
ضحك فاروق البدرى ضحكة شياطنية قائلا بصوت كفحيح الأفعى طيب انت وحشانى ما تيجى بدل اللطع مش موجود
فيفى بس كده نصاية واكون عندك يا باشا
الباشا فى انتظارك يا جميلة الجميلات
أسرعت تلك الخائڼة فيفى بإرتداء فستان أسود لامع قصير مكشوف واسدلت شعرها على ظهرها ثم زينت وجهها بالمساحيق ونثرت عطرها المميز الذى يعشقه منها فاروق ثم أسرعت للذهاب إليه فى غياب زوجها مجدى
فاستقبلها فاروق بترحاب شديد ثم انغمسوا معا فى المحرمات وظنوا أن لا أحد يراهم ونسوا إن الله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى
فاروق بسخرية أخبار عم مجدى ايه
فيفى أهو بدء خلاص يزهق من حبيبة القلب سهام بعد مالمرض هدها وكمان بيغير من ابنها ركان عشان شخصيته مهمة اوى فى الشغل وهياخد البساط من تحت رجليه غير قصته اللى ديما بفكره بيها كل
مرة عشان يكره سهام ويكرهه اكتر واكتر
فاروق بسخرية شريرة اوى أنت يا فيفى
فيفى بضحك تربيت ايدك يا باشا
فاروق بس أنت ليه بتكرهيها اوى كده
فيفى ما أنت عارف يا باشا كنت بشتغل جرسونة فى كافتريا النادى اللى حضرتها بتيجى تتمرقع فيه هى وأصحابها كل يوم
وفى يوم وأنا بقدم لهم العصير جه عيل صغير خبطنى وأنا ماسكة الصينية هوب راحة كوباية العصير أدلقت على هدومها وعينيك ما تشوف غير النور لقيتها قايمة وضربتنى حتة قلم على وشى كان هيسورنى وعلم فى وشى
غير الإهانة والشتيمة ومش تفتحى يا بهيمة أنت
خلت منظرى ميسواش نكلة قدام الناس وكسرت بخاطرى وساعتها حسيت بڼار فى قلبى واتوعدتها ساعتها هردلك القلم ده غالى اوى
فضحك فاروق وردتيه بالجامد اوى واخدتى منها جوزها وبسببك أتنازل عن شرف المهنة بسبب كتر طلباتك
واشتغل معانا وده خله لينا ضهر جامد اوى على رأى ست ريا وسکينة ونسبنا الحكومة
وبقينا نعمل العمليات بتاعتنا واحنا مطمنين وبضاعتنا بتعدى من غير محد يدور فيها بكلمة منه
فيفى مهو كله بحسابه يا باشا وأنت مغرقه فلوس لغاية مبقى مش عارف يوديها فين ولا فين عشان ميكشفش فبيحولها بنوك سويسرا البخيل بدل ميحطها فى أسمى ويدوبك بس بخنصر منه قرشين كل عملية على شوية المجهورات اللى بيجبالى كل زيارة
فاروق بسخرية لا ملهوش حق قليل عليك يا جميلة الجميلات
بس أنت نصيبك فى العملية الجاية اللى عرفناها عن طريقه دى كبير اوى متقلقيش
فيفى بجد يا باشا اه جد الجد
بس خديه بالهداوة كده اليومين دول لغاية ما تمثيلية الحكومة علينا تخلص بسلام وعم الشحات ركان يدخل برجليه القپر
فيفى أنا مش عارفة الحكومة ملها ومالنا مايسبونا نسترزق ليه عينهم علينا كده
فاروق معلش خليهم يلعبوا شوية من نفسهم وفى الاخر هيطلع قفاهم يقمر عيش ومش هيطلع ركان بحاجة
وساعتها هيشلوا دماغهم منا خالص
فيفى منه لله الواد الصبى اللى كان شغال عندك اسمه ايه اه سيف
لما اتقبض عليه جاب سيرتك فى التحقيق
فاروق پغضب وأنا مش هسيبه هعلمه غلطته بس مش دلوقتى لما نخلص من الفيلم ده الاول
ثم ضحك فاروق وحاوطها بذراعيه مردفا
بس سيبك من الكلام ده كله إحنا كنا بنقول ايه
الحلقة الخامسة والعشرون
عنان ل عامر حلو كده يا سكر
كفاية لغاية كده عشان محدش يشوفنا
هتمشى بقه ورايا واول مطلع بخمس دقايق ألاقيك مخبط على الباب
عامر تمام
فأسرعت عنان وهو من ورائها
فتحت سارة الباب لعڼان فى البداية وكالعادة وبختها على التأخير لهذا الوقت بقولها
كل ده بره يا ست هانم طيب لو مش بيهمك كلام الناس فاعملى مقام لأخوك شوية مش كده
زفرت عنان بضيق هو أنت متعرفيش تلمى لسانك ده شوية أتمسى يا سارة أحسلك
سارة هو ده اللى بنشوفك منك بس عين بجحة وصوت عالى بنات آخر زمن عشان كده محدش بيبص فى خلقتك
عنان ليه عفشة ولا كتعة مسيره يجى اللى بيقدرنى
ساره بإستهزاء ده إمتى إن شاءالله
عنان الله اعلم يمكن تلاقيه يخبط على الباب دلوقتى
سارة بسخرية ده عشم إبليس فى الجنة
ثم سمعوا صوت طرق على الباب
فابتسمت عنان أما سارة فزفرت بضيق هو مين اللى هيجلنا السعادى
فاتجهت لفتح الباب لترى شاب طويل وسيم فاتخشبت
فى مكانها للحظة ثم أردفت حضرتك عايز مين شكلك غلطان فى الشقة
عامر بنفى لا مش دى شقة الاسطى الميكانيكى اخو الآنسة عنان
سارة بإندهاش على ملامحها ايوه هو
ولى متسمى أخته اه عنان ملها
عامر طيب هو موجود عشان عايزه ضرورى
سارة اه مسطح جوه شوية كده من أرف الشغل
عامر طيب تصحيه
سارة بس لا مؤخذة حضرتك عايزه فى إيه
عامر موضوع بخصوص الآنسة عنان
سارة ملها البت دى !
اوعى تكون طولت لسانها عليك ولا حاجة
منا عارفة لسانها عايز قصه
عامر لا ابدا دى بنت جدعة وزى العسل وأنا صراحة معجب بيها وجى أطلب ايديها
فجحظت عين سارة مردفة بعدم تصديق أنت متأكد أن قصدك على البت عنان المقشفة دى
تلون وجه عامر ڠضبا قائلا لو سمحتى اتكلمى عنها كويس
وخلص الكلام معاك أنا عايز راجل اكلم معاه
فجاء على صوتهم اخوها فتحى مين ده يا سارة وعايز ايه
حدثت سارة نفسها لا مش معقول يكون الواد الحليوة ده اللى شكله ابن ناس يكون جى للبت عنان لا طبعا متستهلهوش
سارة ده بيسئل عليك يا خويا
فتحى ايوه حضرتك !
عامر ممكن ادخل نكلم
فتحى ايوه طبعا اتفضل اهلا وسهلا
ابتسم فتحى وفرح قلبه عندما علم بحقيقة زيارة عامر فهمس والله البت عنان دى غلبانة وتستاهل كل خير واخيرا هتخلص من العقربة سارة اه يا نارى اللى مصبرنى عليها بس العيال
فتحى والله ده يشرفنا يا استاذ عامر بس حضرتك يعنى لازم تجيب اهلك معاك ده الاصول وبرده لازم ناخد رأى العروسة ولو مفهاش إساءة معلش كمان لازم نسئل ونطقس امال هنرمى بنتنا دى عنان الحيلة وغالية عليه وانا مربيها ولازم اطمن عليها
عامر اه طبعا حضرتك اسئل برحتك وأنا تحت أمرك فى كل حاجة وإن شاء الله المرة
الجاية هجيب والدى ونقرء الفاتحة
فابتسم فتحى وقام بالنداء على عنان يا قلب اخوك هات حاجة الاستاذ يشربها وتعالى
فأمسكتها سارة من ذراعها بقوة وبغيظ أردفت لا الموضوع ده فيه إن يا ست عنان
مهو مش معقول الواد الحليوة ده اللى ماله مركزه يجيلك أنت يا بتاعة الحقن
أشارت عنان لها بإحدى كفيها فى وجهها قائلة الله أكبر فى عينيك يا وليه
هو الحسد كده عينى عينك ولا إيه
والموضوع ولا فيه إن ولا ديولو
كله الموضوع إن عجبته من أول نظرة فوقع فى دباديبى وجرى ورايا
كزت سارة على أسنانها بغيظ مردفة لا وكتاب الله المجيد أنت أكيد عملاه عمل
عنان ده عملك الأسود فيه يا ولية
وسعى كده ادخل بالساقع لخطيبى
سارة انا اللى عايزة الساقع عشان أبرد الڼار اللى فى قلبى
بقه البت دى تاخد البيه ده وأنا نصيبى صبى الميكانيكى ده
ولجت ريم لغرفة مكة ووجدتها تبكى على وسادتها فمسحت على شعرها بحنو قائلة حبى يا مكتى
بتبكى وأنت اللى معلمانى نسلم أمرنا لله ومنزعلش أبدا
وان رب الخير لا يأتى الا بالخير
فرفعت مكة رأسها ومسحت دموعها بإحدى يديها قائلة الحمد لله على كل حال بس الإنسان ضعيف وأنااااا كان نفسى
ريم فاهمة ركان اخويا بس صدقينى هو بيحبك
مكة باين اوى عشان كده مضى على عقد جوازى بإيده
ريم ركان أنا حاسه بيه ده مضغوط من كل اتجاه من بابى ومامى وخطيبته اللى مش قادر يتخلص منها ومجبر عليها وشغله الكتير
فمش قادر يتنفس ولا ينطق وخاېفة عليه من كتر مابيكتم فى نفسه يحصله حاجة
مكة بسخرية خلاص خليه برحته انتهت قصتى معاه من قبل ما تبتدى وأدينى هجوز عشان يرتاح منى
ريم أنا حاسه إنك أتسرعتى فى الجوازة دى يا مكة كان مفروض تصبرى يمكن حال ركان
يتغير مع الأيام
مكة ركان مش هيتغير وأنا تعبت ومش هينفع أعيش أنا وهو فى بيت واحد فلازم أبعد وأيمن كان فرصة لإنى معنديش حد أروحله للأسف
ويمكن يطلع إنسان كويس ويعوضنى عن التعب اللى شوفته فى حياتى
ريم فعلا كل شىء قسمة ونصيب
ثم تابعت ريم
مكة أنا عايزة اقولك سر
مكة قولى حبيبتى لعله خير
تنهدت ريم پألم مردفة للأسف أنااااااا حامل
فشهقت مكة ووضعت يدها على فمها بحزن ثم أردفت حامل معقول وبعدين
ريم والحزم قد أطفىء وجهها هيجى يتقدملى بكرة بس طبعا مش بإرادته ومڠصوب وعشان كده خاېفة اوى يندل وميكلمش للأخر عشان أنا عرفاه
مكة لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يتمها بالستر
إدعى كتير يا ريمو ربنا يقدملك اللى فيه الخير
ريم يارب
ريم بقولك بكرة زى مقالت ماما هنروح نشترى حجات لزوم الفرح
فنكست مكة رأسها بآسى مردفة إن شاءالله
فقبلتها ريم قائلة تصبحى على خير
مكة وأنت من أهله
اتصل حاتم ب جلال ليأتى له على الفور
جلال ايه خير
جايبنى على ملا وشى فى نص الليل كده
حاتم مصېبة
جلال ايه اكلم
حاتم هجوز ريم ڠصب عنى عشان شوية أوباش معرفش مين سلطهم عليه
مضونى على ورقة كاتب فيها إنى عملت كذا وحامل ووصل أمانة بمليون كمان شوفت المصېبة اللى أنا فيها
جلال ياه خلاص متزعلش نفسك أتجوزها شوية وبعدين طلقها وارميها عادى
حاتم بعين شيطانية لا مش حاتم اللى يتغصب ويعمل حاجة ڠصب عنه
جلال امال هتعمل ايه
حاتم أنت اللى هتعمل وليك منى نص مليون
فجحظت عين جلال نص مليون مرة وحدة
ويا ترى هعمل ايه
حاتم هتستناها قدام البيت بكرة وأول متلمحها هتطلع بالعربيه وتخبطها
ففزع جلال عايزنى أقتل لا لا متفقناش على كده كله إلا الډم
ذهب ركان فى تلك الليلة للعمل فى فيلا فاروق البدرى
فاروق أنت قولت عايز تشتغل اى حاجة صح
ركان ايوه يا باشا أنا بعرف أسلك فى كل حاجة
فاروق بعين ماكرة وأبتسامة من جانبى فمه خلاص وظيفتك أنك تلملعى الجزمة بتاعتى فى الطلعة والداخلة عايزها بتبرق
اتسعت عين ركان وفتح فمه ببلاهة فابتسم فارق بمكر وحدث نفسه مكنتش أكسرك يا ابن عباس مبقاش أناااا
جى تمثل عليه بتفتكرنى مضړوب على قفايا
ماشى هخليك تلعب شوية بكيفى
ركان لا الراجل ده شكله مش طبيعى بس أعمل ايه
ماشى عقبال بس ما يقع فى الفخ ونخلص
فاروق أنا طالع أنام ساعة عشان ورايا سهرة مع أصحابى
عايز أنزل ألاقيك منضف المكان ده كويس وملمع الجزمة
زفر ركان جزمة على دماغك بس ماشى
وبالفعل صعد فاروق الدرج وعلى وجهه ابتسامة النصر
أما ركان فأخذ ينظف المكان وينتهز كل فرصة
لا يراه فيها أحد ويزرع كاميرات المراقبة فى أنحاء عدة من المنزل
ركان تمام كده يارب بس ينجز وينطق عشان مش طايق أشوف وشه تانى
وبعد مضى الساعة استيقظ فاروق ثم نزل يدندن بصوت منفر
آه لقيت الطبطبة وأقوى لو ما إنتش بعيد
ضحكتك فيها كهرباء ببقى زي واحد جديد
حبيبي خذها ومني ليك مشتريك آه مشتريك
فوق ما تتصور كمان والوحيد ولا ليك شريك طيب
فحدث نفسه ركان لا أنا لو قعدت يومين كمان مع الراجل ده هتجن يا ستير يارب على ده صوت نشاز نشاز يعنى
فاروق بقولك ايه يا عمنا حضرلى القعدة كده
عشان صحابى جايين
هقابلهم هنا النهاردة مش على الكافيه
ركان يعنى ايه المطلوب منى وانا اعمله يا باشا
فاروق يعنى تظبطلنا شوية مقرمشات على حلويات على عصاير
وهتلاقى فى الدرفة دى الشطرنج والدومينو والكوتشينه لزوم التسالى
ركان بمكر بس كده مفيش حاجة شيشة متظبطة كده ولا كاسين يعمروا الدماغ
فاروق متصنع التقوى لا حض الله بينى وبين الحړام الحجات دى ما بتخش بيتى خالص
كز ركان على أسنانه بغيظ محدث نفسه أنت هتقولى يا شيخنا بس مسيرك تقع ونسم عليك قريب
فاروق ظبط يلا زى مقولتلك وورينا عرض كتافك عشان ناخد راحتنا
ركان أنت تؤمر وأنا أنفذ يا باشا
ففعل ركان ما طلب منه ثم تنفس الصعداء وغادر من الفيلا واتصل باللواء سلمان ليبلغه بما فعل
سلمان تمام اوى دلوقتى اكيد ممكن مع أصحابه يتكلم عن أى صفقة أو ممكن فى اى وقت تانى يتكلم فى التليفون عن مكان البضاعة
وبكده يبقى مسكنا أول الخيط وسجلنا عليه دليل إدانة
ركان إن شاءالله يا فندم
شرد ركان فى مكة أثناء طريقه للعودة وكيف سيزفها بنفسه إلى رجل غيره
ركان وبعدين يا ركان هتسبها كده بالساهل هتسبها تروح منك دى حب عمرك ولو راحت لا يمكن هترجع أبدا وهتندم ندم العمر كله
ثم تابع
بس إزاى وخلاص الفرح بعد يومين
لازم
تفكر يا ركان
طيب هقوله طلقها إزاى ماينفعش وهقول إيه السبب
لازم يكون فيه طريقة تانية
ثم جال بفكره طريقة فابتسم وتخيل شكل أيمن وقتها فضحك
هحبسه بدال واحد ليه نفس الاسم برده ويبقى تشابه أسماء
وبعدين هفاتح مكة ترفع قضية طلاق للضرر
ركان حلو اوى كده بس قرصة ودن وبعدين أطلعه عشان ميصعبش عليه اكتر من كده
عاد ركان إلى منزله ليلا
فولج لغرفته وشرد فى أول لقاء بينه وبين مكة وكيف أسرت قلبه بقوتها فى مواجهته التى كان مصدرها الله عز وجل لذا عزم أن يتقرب من الله لعله يعطيه القوة على تغلب ضعفه أمام والده بهذا الشكل ويدعوه بأن تكون مكة من نصيبه
حاتم افهمنى بس يا جلال لا طبعا مش عايزك ټقتلها
جلال مش بتقول أخبطها مهى ممكن تروح فيها
حاتم لا خبطة بسيطة كده تقع ومن الوقعة تنزل الحمل واخلص أنا من الجوازة دى
وهى تشيل الڤضيحة لنفسها
جلال طيب والورق والوصل اللى كتبته على نفسك يا فالح هتعمل فيه إيه
حاتم هروح أبلغ فى القسم أنهم أجبرونى على كده وساعتها مش هيكون ليه لزمة
جلال يا ابن اللذينة مفيش فايدة فيك شيطان
حاتم امال يعنى مختوم على قفايا مش حاتم المرشدى
جلال بس لو أتمسكت هيضيع مستقبلى
حاتم أنت تطلع بالعربية من غير رقم عشان محدش يجيبك وبرده حاول تغير ملامحك عشان محدش يوصفك لو شافوك
وهى الخبطة وتجرى محدش هيلحقك ولا يعرفك
جلال ولو إنى خاېف بس ماشى كله عشان خاطرك يا حتوم
حاتم خاطرى لا وأنت الصادق النص مليون
جلال ضاحكا أنتم الاتنين حبايبى
فضحكا الإثنان ضحكة شيطانية متناسين أن الديان لا ېموت
جلال طيب لما تتفضح مش ممكن أبوها وأخوها ينتقموا منك بإى طريقة
حاتم بمكر ده لو لقونى أنا خلاص حجزت على الطيارة اللى رايحة باريس بكرة الصبح
جلال بضحك طول عمرك برنس يا صاحبى
وفى اليوم التالى بالفعل
ولجت ريم لغرفة مكة
ريم القمر عامل ايه مستعدة يا عروسة ننزل
مكة بحزن واضح على وجهها أمرى لله يلا بينا
احتضنتها ريم بحنو مردفة معلش وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
تنهدت مكة پألم الحمدلله على كل حال
ثم ترجلوا للخروج وكان فى انتظارهم أمام البناية جلال مترقبا لنزولها فى أى وقت
ريم انتظرى هنا يا مكتى هروح أجيب العربية من الجراج اللى فى العمارة اللى قصدنا ديه
مكة تمام فى الإنتظار خلى بالك وأنت بتعدى الشارع
ريم حاضر
رأى جلال ريم تعبر الطريق فأسرع بسيارته سريعا واصطدم بها فصړخت ريم صړخة مدوية فزع لها قلب مكة فصړخت ريم ريم
سقطت ريم مغشيا عليها فى الحال أمام السيارة فحاول جلال تفاديها بالرجوع للخلف ثم أخذ مسار آخر
ولكن تجمع المارة حول ريم لم يسعفه واستطاع الناس توقيفه ولم يستطع الهرب
ليجازيه الله على ما فعل فقد ظن إنه سينجو من فعلته ولكن الله عادل وسيأخذه أخذ عزيز منتقم
أسرعت مكة إلى ريم والدموع تنهمر من عينيها فجلست على الأرض بجانبها ووضعت رأسها على صدرها مردفة حبيبتى يا ريم
ردى عليه ولكن ريم قد أغشى عليها من جراء الصدمة
فصړخت مكة فى الناس من حولها حد يتصل بالإسعاف بسرعة لو سمحتم
قامت سهام فزعة من نومها هاتفة ريم ريم
فقام على صوتها مجدى بجانبها قائلا سهام مالك فيه إيه
أنت شكلك بتحلمى أكيد
ثم تناول كوب من الماء كان بجانبه وأعطاه إليها لتشربه لعلها تهدىء
ارتشفت سهام بضع قطرات منه ثم تركته وصدرها يعلو وينخفض من التوتر
سهام مش عارفه يا مجدى قلبى حاسس إن ريم فيها حاجة
مجدى متقلقيش شكلك كنت بتحلمى بكابوس
سهام لا أنا قلقانة بجد هى الساعة كام دلوقتى
مجدى الساعة 11
سهام طيب نادى إكرام واسئلها ريم موجودة فى اوضتها لسه ولا خرجت مع مكة
فخرج مجدى وقام
بالنداء على إكرام لتأتى الأخيرة ملبية النداء
إكرام امرك يا مجدى باشا
مجدى ريم موجودة ولا خرجت
إكرام لسه نازلة من عشر دقايق مع مكة
مجدى تمام روحى أنت
فولج مرة أخرى ل سهام فأخبرها إنها خرجت
سهام هتصل بيها عشان أطمن عليها قلبى متوغوش اوى
اتصلت سهام عليها فسمعت مكة رنين هاتف ريم وهى مع ريم فى سيارة الإسعاف يا ربى هعمل ايه دلوقتى
اقولها ولا اتصرف ازاى فى المشكلة دى !
بس لو مردتش هتقلق عليها
مكة هرد وخلاص
السلام عليكم
سهام مكة فين ريم !
مكة ريم يعنى
سهام قولى يا بنتى أنا قلبى حاسس إن فيها حاجة !
مكة صراحة ريم تعبانة شوية وأنا هخدها المستشفى ولما أطمن عليها هتصل بحضرتك
سهام مستشفى !
بنتى مالها
أتكلمى أرجوك
فأخذ منها الهاتف مجدى ليحدثها
وكانت فى تلك اللحظة عربة الأسعاف قد وقفت أمام مستشفى مبرة العصافرة
مجدى بقلق أنتوا فين يا مكة
فزعت مكة من صوت مجدى لتنطق إحنا فى مستشفى مبرة العصافرة
مجدى طيب أنا جى حالا وخلى الموبيل معاك عشان أتابع
مكة حاضر
أسرع مجدى لإرتداء ملابسه وحاولت سهام أن تأتى معه ولكنه رفض لمرضها
مجدى
أنا هروح وهطمنك أول مأوصل إن شاءالله
ثم أسرع مجدى للخروج بقلب مرتجف على فلذة كبده
ولكن قلب سهام لم يطمئن فاتصلت بركان
سهام ألحقنى يا ركان سيب شغلك بسرعة وأجرى على مستشفى المبرة شوف أختك مالها مع مكة
واتصل برياض يجى يخدنى عشان أبوك مرضاش أنزل معاه
ركان بفزع ريم ملها ومستشفى ليه
سهام پبكاء مش عارفه روح يا ابنى وطمنى وابعتلى رياض حالا
ركان حاضر فاتصل برياض الذى أسرع على طلبه لوالدته
ثم أسرع هو للمستشفى
ولجت ريم سريعا لغرفة العمليات لمحاولة السيطرة على الڼزيف الذى قد يؤدى بحياتها
وبينما كانت مكة فى انتظارها وتجوب الطرقة ذهابا وإيابا قلقا وجدت أمامها ركان ثم أتى مجدى
لتشهق وتضع يدها على فمها
محدثة نفسها أستر يارب
ركان
مكة فين ريم
مجدى بغلظة فين ريم يا مكة
فأشارات مكة لغرفة العمليات وهى ترتجف
ليخرج الطبيب من الغرفة فيدق قلب مكة بشدة مما سيقوله لتجده يقول وهو يشير ل ركان
حضرتك جوزها
فتعجب ركان قائلا أنا اخوها
ثم أردف مجدى وأنا أبوها
حضرتك طمنى بنتى عاملة ايه
الطبيب الحمد لله قدرنا نسيطر على الڼزيف بس للاسف المدام خسړت الجنين ده بجانب كمان الكدمات نتيجة الخبطة اللى حصلتلها
فجحظت عين مجدى وركان ثم أردفوا پصدمة مدام جنين !!!
لتسرع مكة بقولها وهى عاملة ايه دلوقتى
ممكن نشوفها
الطبيب هى حاليا بتفوق من البنج ولما تخرج لأوضتها تقدروا تتطمنوا عليها
تخشب ركان ووالده فى مكانهم وتوقفت الكلمات فى حلقهم ونظر بعضهم لبعض
حتى ثار ركان فى وجه مكة حضرتك تعرفى حاجة عن الموضوع ده
الهانم مجوزة فى السر ولا ممكن تكون
فنهره مجدى اسكت أنت متقولش على بنتى كده
أنت اللى ابن
الحلقة السادسة والعشرون
الهانم مجوزة فى السر ولا ممكن تكون
فنهره مجدى أسكت أنت متقولش على بنتى كده
أنت اللى ابن
إاندهش ركان من كلمته وانتظر تكملتها ولكن فوجىء بصوت يقطع كلمته وكان صوت سهام التى أتت مع رياض
سهام بغلظة مجدى
فنكس مجدى رأسه ولاذ بالصمت
سهام بقلق شديد طمنونى على بنتى عاملة ايه دلوقتى
مكة بخير الحمد لله وهتخرج دلوقتى متقلقيش
سهام بخير إزاى
امال وشوشكم مكتوب عليها إن فيه حاجة وحاجة صعبة كمان
أتكلم يا ركان قول يا مجدى
ولكن لاذ الجميع بالصمت حتى لا تصدم وخوفا من تدهور حالتها الصحية
ثم رن هاتف ريم مجددا من كريم فابتعدت حتى لا يسمعها أحد ولكن كانت عين ركان تراقبها
ركان هى بعدت ليه كده وعشان مين
اكيد الأرجوز اللى مخطوباله هو اللى بيكلمها بس ده وقته حب واحنا فى الظروف دى
وايه معقول يكون قلبها حن ليه
لا ده أنا اقتله وأشرب من دمه
مكة ليه أنا وبس
مكة السلام عليكم
كريم ريم عاملة ايه
مكة أنا مكة يا استاذ كريم
كريم مكة كويس إنك اللى رديتى أنا مش عارف كنت هقولها الموضوع إزاى
مكة خير يارب
كريم للأسف حاتم المرشدى تعيشى أنت الطيارة اللى كان ركبها عشان تقريبا يهرب من الجوازة وقعت واتحرقت بالركاب
أغمضت مكة عينيها پألم متمتمة لا حول ولا قوة الا بالله والعمل دلوقتى
المشكلة أن خلاص الموضوع أتعرف
كريم بفزع اتعرف إزاى
مكة أنا فى المستشفى ريم عاملت حاډثة والجنين نزل واهلها عرفوا
صړخ كريم پألم ريم حبيبتى ارجوك طمنينى هى تعبانة اوى
مكة يعنى ربنا يتولاها بعد الموضوع ده ومۏت حاتم كمان
كريم مټخافيش انا جاهز وكنت عايز أعمل كده من الأول بس كان مشكلة الحمل وقولت هو لازم عشان المولود يكتب بأسمه لكن بدال خلاص نزل يبقى الحمد لله أنا أولى بيها
فابتسمت مكة مردفة الحمد لله سترك الله فى الدنيا والآخرة
كريم قوليلى بسرعة هى مستشفى ايه
مكة مبرة العصافرة
كريم أنا جى حالا
مكة تيجى بالسلامة أن شاءالله
لم تتم مكة كلماتها حتى فزعت من صوت ركان من ورائها
والله عال يا ست مكة هو خلاص مش قادرة تبعدى عن المحروس خطيبك ايمن
فهتجيبه هنا المستشفى كمان
ليه هى كافيه هتحبوا بعض فيه
أتفضلى كلميه وقوليه متجيش عشان لو شوفته احتمال أرميه من شباك المستشفى
كزت مكة على أسنانها بغيظ
مردفة حضرتك فاكر نفسك وصى عليه لا يا سيادة النقيب ماتنساش حضرتك إنى فى عصمة راجل دلوقتى
فمسمحلكش تكلمنى بالطريقة دى
تمعض وجه
ركان وهز رأسه بآسى بعد أن تملكه الحزن ثم نظر له بعتاب ثم تراجع حيث والديه
عاتبت مكة نفسها على كلماتها القاسېة ولكنها قد نفذ صبرها من معاملته لها بجفوة وڠضب دوما رغم أن عينيه تنبض بالحب لها ولكن بدون فائدة
سهام يا حبيبتى يا بنتى
طمنى يا دكتور وشها شكله تعبان اوى
معقول انت كمان يا ريم حصلك زيى وهتعيشى طول عمرك ندمانة اه اه
إرتعدت سهام واختل توازنها وكادت أن تسقط فى الأرض لولا أن أمسك بها ركان وأقعدها على المقعد الذى بجانبه
ركان وهو ممسك بيدها والدموع فى عينيه أمى أمى حاسه بإيه
لتسرع له مكة وتنحنى بجذعها لها وأمسكت بيدها الأخرى فشعرت بضعف النبض فيها
فأردفت ركان ماما تعبانة ولازم تتحط على جهاز القلب حالا لغاية ماحالتها تستقر
فصړخ ركان فى رياض دكتور بسرعة يا رياض
أما مجدى فكان مشغول بإبنته التى يراها أمامه تتألم ودموعها تنهمر من عينيه لا يعلم ما يفعل
تتصارع الأفكار فى رأسه هل حقا فعلت مثل والدتها
فتتطاير الشړ من عينيه وود لو أن خنقها بيديه ولكن دموعها وضعفها أمامه جعله لا يستطيع أن يفعل شيئا فارتمى على المقعد بجوارها حزنا وبكى بكاء مرير قائلا ليه بس انت كمان تعملى كده يا ريم
أنا مش قادر أنسى اللى عملته أمك لغاية دلوقتى تقومى أنت كمان
لا ده اكيد ذنبى أنا عشان اللى عملته وتضييقى على اخوك ركان وهو ملهوش ذنب
ثم بكى بندم قائلا أنا كمان فرطت فى شرف المهنة
ويكمن ده أسوء بكتير منكم يمكن أنتم ضريتوا نفسكوا بس لكن أنا بلى باعمله بضر شعب كامل
يارتنى ما بعت نفسى يارتنى ما جريت ورا فيفى وهى السبب فى إنى عملت كده بس كنت بدور على الحب اللى محتاجه ويرضى غرورى ومش بلاقيه مع سهام
بس يا ترى إيه المخرج من ده كله
وبس لو أعرف الكلب اللى عمل فيك ده همسحه من على وش الأرض كلها
قطع شرود مجدى ولوج مكة مع كريم
تقدم كريم من ريم وعندما رأها على هذا النحو بكى بكاء شديد
فقام مجدى والشړ يتطاير من عينيه وأمسكه بقوة من قميصه قائلا بصوت غاضب أنت اللى عملت فى بنتى كده
أنا همسحك من على وش الأرض
وجى تبكى دلوقتى أنا هخليك ټندم على اليوم اللى اتولدت فيه
فصړخت ريم وهى تتألم لا يا بابى مش هو أرجوك سيبه
فنظر مجدى له بندم ثم تركه هامسا أنا آسف يا ابنى
كريم لا يا عمى متتأسفش أنا حاسس بيك وعشان كده أنا جى وطالب إيد ريم وياريت حضرتك لو توافق
فتذكر مجدى موقفه فيما مضى مع سهام ولكنه خان عهده معها وكان ېجرحها دوما
فخشى عليها من كريم أن ېجرحها هو الآخر
فحدثه بقوله لا يا ابنى مش عشان هى غلطت هزود الغلط بغلط وهتيجى يوم وتقولها عملتى وسويتى
لا لا أنا مش موافق
فنكس كريم رأسه بحزن قائلا أنا بحبها يا عمى بجد ويستحيل أقولها كده فى يوم من الأيام صدقنى
مجدى قولت زمان كده انا وخلفت ودفعت ركان السبب
استمع ركان لبعض كلمات والده عندما كان يراقب مكة ومن معها
ولكنه لم يفهم شىء وحدث نفسه هو ايه اللي انا دفعته وايه السر وراء معاملتك القاسېة دى معايا
وايه اللى عملته زمان
ثم صدم عندما جاء على خاطره يعنى ممكن تكون عملت مع أمى شبه اللى بيعمله كريم دلوقتى
لا لا مش معقول
ليه مش معقول
أنا فعلا عمرى ما حسيت منه بحنان زى أى أب بيعامل ولاده
لغاية مسببلى أزمة نفسية وبقيت بخاف منه ويحاول أراضيه عشان متعرضش لعقابه القاسى
وحپسه ليه فى الضلمة زمان
أمسك ركان رأسه التى اوجعته من ألم التفكير بقصد كلام والده ولكنه كيف يتأكد
فالوقت غير مناسب فكفى ما تمر به ريم وأيضا ووالدته وكذلك زواج مكة
فليصبر إذا حتى يتأكد بنفسه ولكن لمتى فقد اشتعلت الڼار فى قلبه وانتهى الأمر
ريم بصوت مټألم طيب وحاتم
كريم أنت لسه بتفكرى فيه
ريم أبدا بس عشان
كريم متكمليش هو خلاص عند ربنا خد جزاته عشان كان عايز يهرب ويسافر
فالطيارة وقعت واتحرقت وماټ كل اللى كان فيها
صدمت ريم من سماع خبر مۏت حاتم فاڼهارت من البكاء
فحزن كريم متسائلا ياااه كل الدموع دى عليه يا ريم حتى بعد كل اللى عمله
لا كده مش هينفع يا كريم وانسحب بهدوء وكفاية اوى لغاية كده تفرض نفسك عليها
فنظر لها كريم بإنكسار ثم الټفت ليغادر ولكن وجده صوت ضعيف ينادى عليه
كريم أرجوك ما تسبنيش أنا محتاجك
ثم نظرت إلى والدها نظرة رجاء قائلة بابى أنا غلطت غلطة عمرى سامحنى أرجوك بس وافق على كريم لانه لو بعد عنى أنا كده هكون خسړت كل حاجة حلوة فى حياتى
فدق قلب كريم وابتسم لكلمتها غير مصدق أنا حاجة حلوة فى حياتها
معقول قلبها هيتفتحلى
فالټفت لها مجددا ليجدها تبتسم له
ابتسامة عذباء طالما تمناها يوما
فاقترب منها مبتسما قائلا ريم أنت فعلا مدركة اللى قولتيه وعايزانى فعلا أشاركك حياتك
ريم أنت اللى تسمحلى اكون جزء فى حياتك يا كريم ومستعد تنسى غلطتى
فتنهد كريم بإرتياح مردفا بالعكس دى مش غلطة دى باللنسبالى كانت فرصة عشان ألاقى مكان فى قلبك ليه يا ريم
فابتسم اخيرا مجدى وربت على كتف كريم بحنو قائلا ربنا يسعدكوا يا ابنى
مجدى طيب هسبكم شوية تكلموا يا ولاد وهروح أطمن على ماما
ريم بقلق مالها مامى تعبت تانى ولا إيه
مجدى متقلقيش يعنى حاجة بسيطة شدى حيلك أنت الأول
ثم تركها وذهب إلى سهام ولكنه وجد ركان خارج الغرفة يظهر على وجهه الإنكسار فشعر بالحزن لأجله لأول مرة وكأن ما حدث لريم جعلت الرحمة تدق قلبه من جديد
فأقترب منه ببطىء شديد
ليتفاجىء ركان بمن يربت على كتفه بحنو ليرفع رأسه ليتفاجىء بإنه والده مجدى
لتتقابل اعينهما فى نظرة طويلة وكأن ركان يقول من امتى الحنية دى أنا عمرى ما حسيت منك بده أبدا أنا حاسس فعلا إنى مش ابنك
أما نظرة مجدى فكأنه يقول سامحنى يا ركان أنت ملكش أى ذنب وأوعدك إنى من هنا ورايح هعملك زى ابنى بالظبط
مجدى متقلقش على ماما وأختك إن شاءالله هيكونوا بخير
وتعال ندخل لماما نطمن عليها
فانصاع له ركان كعادته وولج معه لوالدته إلى استافقت نوعا ما ولكن دموعها لم تتوقف
فأقترب منها مجدى ولمس وجهها بحنو ومسح دموعها برفق خلاص يا سهام عشان صحتك أرجوك
فنظرت لها سهام بعتاب ولوم قائلة وأنت من إمتى بتهتم يا سيادة اللواء سبنى فى حالى وروح لحالك
مجدى متعجبا ايه حالى ده يعنى ايه
سهام والله انت أدرى يا مجدى
فارتبك مجدى وشعر إنها تقصد ما أخفاه عنها لسنوات ولكنه تدارك الأمر بقوله أنت حالى ومحتالى وعمرى كله يا سهام
وعشان خاطرى ولا بلاش عشان خاطرى عشان خاطر ريم هى محتجالك أوى اليومين دول
فبكت سهام وبصوت مخڼوق أنت دلعتها زيادة عن اللزوم ودى كانت النتيجة ياما حذرتك مسمعتش كلامى
زفر مجدى بضيق خلاص يا سهام البنت تعبانة ومش ناقصة واعترفت بغلطتها وندمت وربنا عوضها بإنسان باين اوى أنه بيحبها
سهام بسخرية زى ما أنت كنت بتحبنى كده ولكنها أمسكت لسانها عن التكملة بعد ما رأت الحزن فى عين ركان والحسړة
فحدثته بقولها ركان حبيبى قرب منى
مالك كده واقف بعيد تعال
سهام امال فين مكة
ركان مع ريم
سهام والله البنت دى هتوحشنا لما تجوز ومش هنعرف نعمل ايه من غيرها
فتنهد ركان پألم ولكن عندما تذكر خطته أبتسم وحدث نفسه هرجعها تانى متقلقيش
رياض ايه يا ست الكل مفيش كلمة لحبيبك رياض هو كمان ولا الحب كله ل ركان بتاعك
فابتسمت سهام وأشارت بيديها ليأتيها فأتى لها رياض ووضع رأسه على صدرها فقبلته سهام قائلة أنت بونبانية البيت يا حبيبى ربنا يسعدنا بيك ويلا شهل وشاور على عروسة عشان تعملها أنت كمان بعد فرح ركان على شاهى إن شاءالله
فامتعض وجه ركان أما رياض فابتسم وشرد فى كرميلا وحدث نفسه أما يا كرملتى لو ربنا يأذن ويكرمنا برحمته وتحصل معجزة ونجوز هتكونى فعلا كرملة حياتى وهقرقشك كده يا عسل أنت
توجه ركان لعمله فى اليوم التالى ليستدعيه اللواء سالم فذهب له على الفور
ركان خير يا باشا تحت امرك
سالم للأسف يا ركان لما فرغنا الكاميرات ملقناش أى دليل كالعادة على فاروق
كل اللى فيها سهر وشرب بس وضحك وكلام عادى وكمان محادثاته كلها شغل عادى جدا
فامتعض وجه ركان قائلا بس أنا حاسس إن الراجل ده وراه حاجة وحاسس كده من طريقته فى الكلام
سالم مش بالإحساس لازم دليل قاطع يا سيادة الرقيب
ركان تمام حضرتك عندك اى خطة جديدة أو تحب أروح تانى الليلة
سالم أظن مفيش داعى خلينا نسيبه شوية يمكن تقدر نمسك عليه غلطة من أى اتجاه تانى
ركان
والكاميرات المزروعة لازم تشال لأن لو حد أخد باله هيشك وكده هياخد باله من تصرفاته اكتر ومش هنعرف نمسك عليه أى غلطة
سالم تمام خلاص روح عادى الليلة تانى وشلها وخد حذرك منه كويس
تلقى ركان اتصال من شاهيناز
فاستجاب على مضض أهلا شاهى
شاهيناز بلوم وعتاب والله كويس إنك لسه فاكر اسمى يا كوكو
أنا زعلانة منك كتير كتير كتير
ركان بنفور ليه كده بس
شاهى مش عارف يا بيبى
ركان قولتلك بلاش تكلمى بالأسلوب ده مش بحبه
شاهى پغضب كده يا كوكو أنا زعلانة منك
ركان محدث نفسه ياريت تزعلى بجد وتيجى منك وتفسخى الخطوبة بس أقول إيه عالم لزقة بغره
وأنا مڠصوب ومش عارف أتصرف
ركان متصنع الود متزعليش
شاهى خلاص مش عايزنى أزعل أعزمنى على العشا النهاردة
زفر ركان بضيق قائلا أنا عندى شغل للأسف مش فاضى
ڠضبت شاهى فأردفت بحدة كل حياتك شغل شغل أنا زهقت تقدر تقولى أنا إيه باللنسبالك
ركان أهدى يا شاهى وإن كان على العزومة ممكن نأجلها لبكرة معلش
شاهى أنا عايزة اسئلك سؤال بس تجاوبنى عليه بصراحة
ركان أسئلى
شاهى أنت بتحبنى زى مابحبك يا ركان
فصمت
ركان ولم يدرك ما يقوله لها فانهمرت دموع شاهى فهى تعلم إنه لا يحبها ولكنها تحبه منذ نعومة اظافرها وهى من طلبت من والداها خطبته
ركان شاهى أنااااا
شاهى مش لازم تقولها خلاص يا ركان بس على الأقل أهتم بقلب بيحبك
فاعتصر قلب ركان لٱنه يعلم جيدا كيف حال القلب عندما يقع فى الحب فأشفق عليها بقوله خلاص بكرة معادنا الساعة سابعة تمام يعنى حضرتك تجهزى يدوبك من الساعة أربعة مش عايز تأخير
فضحكت شاهيناز قائلة تمام عشان عيونك كمان هجهز من الساعة تلاتة كمان
باى يا كوكو
أنهى ركان المكالمة وهو يتنفس الصعداء من أسلوب تلك الملونة
عاد عباس لمنزله منذ فترة من المشفى وقضى أيامه الأولى فى صرف ما أعطاه له ركان من أموال نظير تنازله عن القضية
فصرف جميعها على المخډرات فى أيام معدودة ولم يتبقى له شىء حتى للطعام وكان قد كبر فى السن وضعفت عظامه بسبب المخدر ولم يقوى على أى عمل يقتات به ما يكفيه طعامه وشرابه
فظل يعانى الوحدة والجوع فى شقته
ثم رأى أمامه شريط ذكرياته من أول قصة زواجه من سهام وطرده لها وهى حامل ثم زواجه من زهرة وأخذ ابنتها الرضيعة من صدرها بقسۏة ثم
ثم زواجه من حكمت وما حدث مع ابنتها مكة
كما تذكر تنقله من عمل لعمل أخر يدر إليه مزيد من المال لينفقه على المخدر
عاتب نفسه عباس قائلا أنا مش عارف إيه اللى هببته فى حياتى ده كله
مش أحسن من ده كله كنت رسيت فى شغلانة وحدة بدل منا كنت عمال أتنطط من هنا لهنا وفى الاخر أهو مش قادر أصلب طولى ولا أشتغل ولا عندى معاش زى الناس أقدر أعيش بيه مستور
وكمان عملت إيه بس بكتر النسوان أدى البيت فاضى عليه من غير حس
ويارتنى ما كنت رميت بنت زهرة أو كنت كملت مع سهام وشوفت خلفت إيه
كان زمان عندى عيال بيسئلوا عليه ويراعونى بدل منه ھموت من غير محد يحس بيه كده
اه يا زمن ضيعتك بلاش وظلمت الحريم معايا وظلمت نفسى فى الأخر أهو
وأدى أخرتك يا عباس ھتموت من الجوع ومحدش هيحس بيك لغاية ماريحتك تتطلع وتعفن
ودى أكيد دعوة زهرة ولا سهام ولا حكمت ولا مكة
يارتنى كنت عشت إنسان محترم وعملت بيت وعيال
بدل ما أنا ھموت زى أى كلب نجس فى الشارع
ثم أمسك ببطنه من شدة الجوع قائلا جعان يا ناس جعان يا خلق ھموت
ثم حاول بالكاد أن يقف ليخرج للشارع
حيث جلس على أحد أرصفة الشارع ومد يده للمارة يتسول من أجل لقمة يسد بها جوعه
وكما قالوا بالفعل
الژنا نهايته الفقر فالزواج العرفى بدون أن يستوفى شروطه فهو نوع من الژنا المغلف
ذهب ركان مرة أخرى لفاروق ليستكمل عمله ثم لينزع الكاميرات
وفاروق يرسم على محياه علامة النصر بعد أن تابع ركان من خلال كاميراته هو إنه يزيل الكاميرات التى زرعها
فقد ظن فاروق أنه نجى من مراقبة الحكومة ولكنه لا يعلم إن نجى من مراقبة الناس فلن ينجو من مراقبة الله له عزووجل
اتصل فاروق ب فيفى
فيفى حبيب قلبى
فاروق عيون فاروق وحشتينى ماتيجى يا جميل
فيفى بدلال بس كده انت كمان وحشنى وجاية حالا
أنهى فاروق مكالمته ثم ذهب حيث ركان الذى كان يتظاهر بالتنظيف فى حين إنه يزيل الكاميرات
فاروق خلصت تنضيف يا زفت
ركان بغيظ اه يا بيه تمام
فاروق طيب يلا ورينا عرض كتافك
مع الف
داهية قصدى سلامة
ركان زى ما تحب يا باشا
سلام
زفر ركان بارتياح عند خروجه من باب فيلا فاروق
ركان أخيرا هرتاح من خلقتك بس مش هرتاح غير لما أشوفك متعلق على حبل المشنقة
ثم بدء يخطوا خطواته للخارج ليرى سيارة قادمة فى اتجاه فيلا فاروق فاختبىء لكى يرى من سيترجل منها للداخل
فوقفت السيارة أمام الفيلا لتترجل منها سيدة
دقق ركان بها النظر قائلا مش عارف حاسس انى شوفت الست دى قبل كده بس فين مش فاكر
فين يا ركان فين
اه فافتكرت مش دى الست اللى شوفتها فى الخطوبة وكان بابا واقف معاها قبل ما ماما يغمى عليها
ركان بس دى جاية تعمل ايه هنا
يكونش بابا مشغلها تراقبه برده
بس إزاى ميقوليش
طيب برده هصورها كده بسرعة ونشوف إيه حكاية الموضوع ده
أنا حاسس إنه بداية الخيط اللى ممكن نوقع بيه الزفت فاروق ده
فاقترب منها بعض الشىء بحيث لا تراه كما أنه تلثم حتى لا يتعرف عليه أحد
فالتقط صورة لها وهى تدخل من باب الفيلا
ثم ولجت ليسمع صوت فاروق من الداخل مرحبا بها اهلا بجميلة الجميلات
ثم تخلل إلى مسامعه صوت كلام حميم بينهما
لينظر ركان ليراها فصورها على هذا الوضع أيضا
ثم وجد فاروق يحملها بين يديه كالأطفال وللج بها للداخل
ركان بسخرية فل الفل شكله كده مولعها
بس يا ترى مين دى وإيه علاقتها ب بابا
وهى مننا ولا علينا
ولا الاتنين
طيب أكلم بابا الأول ولا أكلم سالم
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال اللهم المتسع
حين تغدو الحياة ضيقة كالثقب
إن
الحلقة السابعة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
كثيرا ما يتملكنا شعور بالخۏف من أشياء أو مواقف معينة فلا يمكن ازالة هذا الخۏف الا بالخۏف من الله سبحانه و الاتكال عليه
قبل عامر رأس ابيه بحب وحنو قائلا حبيبى يا بابا
إبتسم خالد بحب أهلا بضى عينيه الأتنين عامل ايه يا حبيبى
وعملت ايه عند الدكتور مش كنت خدتنى معاك ليه صممت إنى مرحش
عامر مكنتش عايز اتعبك بس يا حبيبى
خالد طيب قلك ايه طمنى
تنهد عامر پألم قائلا مفيش حاجة بسيطة كيس دهني كده ومحتاج يتشال بعملية بسيطة الاسبوع الجى إن شاءالله
خالد بقلق عملية !
ليه بس وومينفعش تاخد يا ابنى علاج ينشفه
عامر الدكتور قال كده أفضل عشان ميرجعش تانى لا قدر الله
خالد ولو أن قلبى مش مطمن بس نشكر ربنا على كل أمره وربنا ينجيك يارب يا ابنى
عامر يارب بس كنت عايز أفكرك بموضوع عنان
قطب خالد جبينه قائلا بنفور لسه برده مصمم على موضوع البنت دى مش قولنا بنت عمك أولى
عامر يا بابا ده نصيب وعنان بنت طيبة وغلبانة وعايشة فى كابوس مع مرات أخوها
ده أنا هاخد فيها ثواب عشان ربنا ينجينى غير إنها بنت بلد وبتصون العشرة وهتراعينى وتراعيك بعينيها مش زى بنات اليومين دول
خالد بنفاذ صبر ربنا يقدم اللى فيه الخير يا ابنى
عامر يعنى أكلم اخوها عشان نقرء الفاتحة النهاردة
خالد بضحك اه يا ولد يا بكاش يا مستعجل أنت الموضوع مش ثواب بس بقه ده أنت واقع لشوشتك كمان
فابتسم عامر بحرج قائلا هى فعلا البنت تتحب
مكس كده طيبة على ډم خفيف على جدعنة مأظنش هلاقى زيها أبدا
لم يجد خالد سوى القبول لرؤية الحب فى عين ابنه الوحيد ربنا يسعدك يا حبيبى خلاص على بركة الله
فقبل عامر رأس أبيه فدعى له بالبركة والسعادة
ثم أسرع إلى الإتصال ب عنان
رأت عنان هاتفها يتألق باسم عامر فقفزت من السعادة
ثم استجابت قائلة إزيك يا سكر
عامر عيون السكر
تسمحيلى أجى النهاردة أنا وبابا نقرء فاتحتك يا جميل
اتسعت عين عنان بذهول وفتحت فمها ببلاهة ثم
تكلمت عنان مع زميلتها منى بت يا منى أقرصينى كده عشان أتأكد من إنى مش بحلم
فضحكت منى قائلة غالى والطلب رخيص فقامت بقرصها لتصرخ عنان مبراحة يلى تنشكى
عامر مالك يا حب
عنان لا يا سكر كنت بس بتأكد من حاجة بطريقتى الخاصة
يعنى أنت جى النهاردة النهاردة مع الراجل الكبارة دة بجد وهتجيب معاك دستة جاتوه كده وقززتين شربات وفوقيهم الخاتم ماتنساش
فضحك عامر ايوه متقلقيش مش هنساه أنا حطه جمب قلبى
عنان يا عينى على قلبى أنا اللى هيقع منى
طيب سلام يا سكر دلوقتى عشان أنا هروح أروق الزريبة بتاعة مرات أخويا وعيالها عشان أبوك المحترم يقعد مرتاح
عامر معلش إن شاءالله مش هتطولى عندهم وإن شاءالله لو ربنا نجانى من العملية هنتجوز بعدها على طول
عنان يارب ينجيك من كل شړ بس يا
خوفى الا الدكتور يلعب فى صمواير مخك فتطلع تنسانى ولا تغير رئيك
فبقولك ايه يا سكر أنت لازم تكتب إقرار على نفسك قبل العملية عشان اطمن بس
إنك هتجوزنى مهما حصل
فضحك عامر قائلا بس كده هكتب عيونى
عنان اه يانى من عيونك اللى دوختنى دى
سلام بقه يا سكر
ثم أسرعت لمنزلها للتفاجى ء بها سارة
سارة مش بعادة يعنى جاية بدرى
حركت عنان شفتيها يمينا ويسارا قائلة والله بكيفى يا سارة ويلا لمى نفسك انت والقرود اللى مخلفاهم
وتركنى على جمب عشان خطيبى جى نقرء الفاتحة وعايزة أنضف الزريبة دى
عشان ما نتحرجش قدامهم
سارة بغيظ قولى كده ماأنت كنت عايشة وساكتة دلوقتى بقت زريبة طيب نضفى يختى أهو نستفيد منك بحاجة
ثم حدثت نفسها اه يا نارى بقه البيه النضيف ده ياخد البت المقشفة دى حظوظ
بس أنا مش هسكت ولازم أفشكل الجوازة دى
تحير ركان هل يبلغ أباه بما شاهده أولا أم يبلغ رئيسه فى العمل بما رأى
ركان وعلى ايه هقول للاتنين
فاتصل اولا باللواء سالم وأخبره بما حدث
سالم بدال الموضوع فيه ست فده أكيد بداية الخيط وهيقع بإذن الله
ثم اتبع سالم
أنت لسه عند الفيلا ولا روحت
ركان لسه بس خلاص بستعد
سالم لا خليك مراقب الفيلا شوية لغاية متخرج الست دى
وأتبعها بالعربية وشوف هتروح محل سكنها ولا مكان تانى ولو محل سكنها تسئل هى مين ومجوزة ولا مش مجوزة
ده اكيد هيساعدنا أكتر فى القضية
ركان أكيد يا فندم
تمام تحت أمر حضرتك وهقولك الأخبار أول بأول
سالم تمام شد حيلك يا ركان ربنا معاك
فاستشعر ركان معية الله لأول مرة فى حياته وسئل الله التوفيق
ثم شرد فى مكة فتذكر موضوع زواجها واتصل بزميل له
ها يا عمنا
لقيت متهم على قضية باسم أيمن صبرى السيد
هشام اه لقيت يا ريس بس لو تقولى الواد ده مضايقك فى إيه اوى كده
عشان هتلففه كعب داير عقبال مايثبت إنه مش هو
ركان معلش أهو يتفسحله شوية
فضحك هشام شرير أنت يا ركان مفيش فايدة فيك
ركان والله أبدا
بس أنا مضطر عشان أنقذ حياتى وحياة شخص غالى عليه اوى
هشام ماشى يا ريس
وإمتى عايز مذكرة الإعتقال
ركان عايزها بعد بكرة الساعة ١١مساءا
هشام يعنى كمان محدد الوقت بالساعة
وقصدك ينام فى التخشيبة الليلة دى
فضحك ركان بمكر اه طبعا هو ده المطلوب
هشام يا عينى على اللى بتحطه فى دماغك
ركان نصيبه بقا
ثم رأى ركان فيفى تخرج مسرعة من عند فاروق
ركان هى مالها كده زى متكون متكهربة
فاختفى ركان حتى لا تراه ثم تبعها بسيارته حتى وصلت إلى بناية سكنية
وما أن ولجت لها واستقلت المصعد ترجل ركان من سيارته ليسئل عنها الحارس
ركان إزيك يا بلدينا ثم وضع فى يده مبلغ من المال
خد اشرب كوباية شاى
الحارس تشكر يا ذوق
ركان بمكر قولى هى مين الصاروخ اللى لسه كانت دخلة حالا العمارة
فضحك الحارس قصدك ست فيفى
فعلا حاجة كده جامدة يابخت جوزها بيها مع أنه راجل كبير مش زيها شباب
ركان بسخرية عشان كده بتشوف مصلحتها بره
ثم اتبع ركان
طيب
متعرفش اسم جوزها ايه
الحارس پذعر لا كل إلا ده يا باشا مقدرش أبدا أقلك اسمه
تعجب ركان ليه كده
أنا عندى استعداد أديك تتعشى كمان مع كوباية الشاى
الحارس لا الباشا لو عرف ممكن يودينى ورا الشمس ده مركز يا بيه وأنا عندى عيال عايز أربيهم
ركان ليه شغال فين !
فهمس الحارس فى أذن ركان بوليس يا بيه
فجحظت عين ركان متسائلا فى نفسه بوليس
وإزاى مش عارف اللى بيحصل من وراه ولا ممكن يكون عارف ومتعاون كمان
لا الليلة شكلها كبيرة اوووى والموضوع مش هيعدى بالساهل أبدا
يلا أروح بقا عشان خلاص فطست ومحتاج أنام
وبالفعل عاد ركان لمنزله فى وقت متأخر وكان الجميع يغط فى نوم عميق والبيت هادىء إلا من صوت أنين تخلل إلى مسامعه من غرفة مكة
فدق قلبه وخشى أن تكون أصابها شىء
فأسرع لها ووجد باب غرفتها ليس مغلق بالشىء التام ولكن يظهر منه النور فتسلل منه ببطىء
ليرى محبوبته ساجدة بين يدى الله سبحانه تناجيه وتبكى
ربى أنت تعلم حالى وترى مكانى ولا يخفى عليك شىء فى الأرض ولا فى السماء وأعلم أن كلك امرك خير ولكنى أكره أن أعصاك
فقلبى ليس ملكى وإنى أحببته ولكن ليس لى فأخرجه من قلبى فأنا أتألم وقلبى يؤلمنى
فداوى قلبى يا الله وعاملنى برحمتك وإن كان لى فارنى عجائب قدرتك واجمعنى به على خير فهو جزء من روحى واهدنى أنا وهو لك يا حبيبى
فتألم قلب ركان
على تلك الحورية التى يعشقها ولكن الظروف أبعدتها عنه فسحقا لكل الأعتبارات الاجتماعية التى تحول بينه وبين من يحب
ثم أغرقت عينه بالدموع وأمن على دعائها وحدث نفسه بقوله قريبا يا مكتى هنتجمع معلش هانت صدقينى خلاص هكون راجل تثقى فيه وهحاول أنزع كل القيود اللى خنقانى دى
وهخلصك من الأرجوز أيمن ده
ثم إنسحب إلى غرفته وتوضأ ليصلى ويدعو الله أن يمن عليه بمكة ويعوض شاهيناز من هو خير لها
وكان قد سبق مجدى فيفى فى شقتها وعندما ولجت للداخل وجد مجدى ينظر لها بعين الريبة
مجدى بحدة كنت فين يا ست هانم فى وقت متأخر كده وسايبة الولاد
ارتبكت فيفى وقالت بتلعثم كنت عند وحدة صاحبتى كان عندها مشكلة وطلبتنى أقعد معاها شوية
وسبت الولاد مع الدادة ايه المشكلة يا مجدى
ومالك داخل حامى كده
اكيد ست الحسن مزعلاك وجى تعملهم عليه أنا
مجدى پغضب ماتجبيش سيرتها على لسانك تانى
ڠضبت فيفى حتى برزت عروقها وأحمر وجهها نعم يا مجدى هى مين دى اللى مجبش سيرتها
إحنا رجعنا تانى ولا ايه ثم تصنعت البكاء وأنا اللى بقول ربنا هداك وخلاص هتحس بقلبى اللى بيحبك يا مجدى
ضعف مجدى أمامها مرة أخرى مش كده يا فيفى بس أنا نفسى لما أجى أقضى معاك وقت ظريف مش تفكرينى بيها وبالمشاكل اللى بهرب بيك منها
وبعدين أنا جى اكلمك فى موضوع مهم
فيفى وايه الموضوع ده
مجدى تعالى جوه نقعد وتكلم براحتنا عشان محدش يسمعنا من الدادة أو الولاد
فولجت معه فيفى للداخل على ترقب وخوف
ثم جلست بجانبه تنظر له بقلق
مجدى فيفى اسمعينى كويس وياريت تفهمينى وتقدرى موقفى
فيفى فيه إيه يا مجدى ما تكلم قلقتنى
مجدى أنا خلاص معدتش عايز أشارك الزفت فاروق ده فى أى عملية تانى
أنا ضميرى بيوجعنى وخاېف انكشف فى أى لحظة وأخسر مهنتى وسمعتى تسوء وبكده ممكن أخسر عيلتى كمان
فلازم كل حاجة تتوقف فورا بس أوعدك إنى مليش دعوة بيه ولا بنشاطه وهتجنبه تماما
لكن هو يشوف واحد تانى يأمن عملياته غيرى خلاص كده كفاية اوى
اتسعت عين فيفى غير مصدقة أن ما فعلته طوال سنوات يهدم أمامها وأن سهام ستنتصر عليها مرة أخرى ومجدى سيعود لحياة الشرف من جديد أما هى فستترك وحدها فى حياة الذنوب والرذيلة تتجرع وحدها الألم
لا لا لن يكن لن أسقط وحدى إلى الهاوية ستسقطون معى شئتم أم أبيتم
ولكن ماذا أفعل لأستقطبه مرة أخرى
فهى تخشى من فاروق أن علم هذا الأمر فقد يطيح بها لفشلها فى إغوائه
سال لعاب مجدى أمامها
فيفى
ها يا مجدى كمل كنت بتقول ايه
مجدى اه كنت بقول بس استنى نأجل الموضوع ده لما نشوف موضوع تانى أهم
لتنسيه فيفى العالم وما به
وفى اليوم التالى
ذهب رياض وركان ومكة للمشفى للإطمئنان على ريم وسهام الذى بفضل الله تحسنوا كثيرا وصرح الطبيب لهم بالخروج
تقابلت عين سهام مع ريم فى عتاب شديد فنكست ريم رأسها بخزى وندم وأجهشت فى البكاء
فرق قلب سهام وتذكرت أن الحب يعمى الأبصار وخاصة أن كان ليس هناك أساس دينى يحمينا من أنفسنا الإمارة بالسوء
رياض بمداعبة لتخفيف الأمر مش هتخلص وصلة الاحزان دى احنا داخلين على أفراح
متكلم يا كريم
كريم ايوه فعلا أنا عايز أحدد معاد لخطوبتى أنا وريم
مجدى تمام بكرة الجمعة فرح مكة والجمعة اللى وراها على طول خطوبتكم تمام كده
فابتسم كريم تمام اوى
مكة بدموع تتلألأ فى عينيها معلش هنتظركم بره
نظر لها ركان پقهر وتمنى لو أمسك بيديها قائلا متخفيش أنا مش هسيبك أبدا تروحى منى متقلقيش يا قرة عينى
ولكنه تماسك حتى ينتهى الأمر حسب ما خطط له
على نحو أخر كان أيمن عند طبيبه يستشيره فى أمره ومعه نتائج بعض التحاليل الطبية التى كان طلبها منه الطبيب امړاض جلدية وتناسلية
أيمن بقلق ها يا دكتور طمنى فيه أمل ولا إيه
ده خلاص دخلتى بكرة وخاېف أطلع خرونج لا مؤاخذة وتبقى فضيحتى بجلاجل
الطبيب مطمئنا له أنت وصلت لمرحلة كويسة فى العلاج يا أيمن وتحسنت كتير بس بلاش قلق لأنه كفيل يديك إحساس إنك لسه تعبان ومتقدرش تأدى دورك كزوج
أيمن مهو ڠصب عنى نفسى أحس إنى راجل زى أى راجل عادى بيجوز ويعيش حياته الطبيعية ويخلف فقلقان
الطبيب استعن بالله وحاول ولو لا قدر الله اتفاهم مع عروستك
إنها مسألة وقت وإنك بتتعلاج وهتتحسن وإن فيه أمل كبير تكون طبيعى
تنهد أيمن بقلق ربنا يستر أنا أصلا مختارها إنسانة مؤمنة عشان تصبر ومتكلمش لو محصلش
الطبيب خير وهستنى منك تتطمنى
ايمن وهو كذلك بس يحصل
ثم غادر أيمن والخۏف يملؤ قلبه مما سيحدث
صلاح زوج زهرة
وبعدين يا زهرة مش شايفة إنك أهملتى بيتك وولادك وطول النهار بره
زهرة ڠصبا عنى يا صلاح معلش أستحملنى شوية عقبال مقدر أوصلها دى ضنايا وحتة منى
صلاح مقولناش حاجة وأنا نفسى تلاقيها يا بنت الناس بس برده بيتك وولادك ليهم حق عليك ولا أنا غلطان
زهرة لا مش غلطان وهو بس بكرة هروح أشوف كام قسم اللى فضلين هسئل فيهم على الظابط اللى إسمه ركان ده وادعيلى ربنا يراضينى وألاقيه ويدلنى على بنتى
صلاح إن شاءالله بس لو لا قدر الله ملقتهوش تهدى كده فى البيت شوية وتسبيها على الله
زهرة ونعم بالله يارب أنت وكيلى قر عينى ب بنتى
صلاح وأظن ربنا جبلك حقك من الطور عباس شوفتيه وهو بيشحت فى الشوارع وكمان إيه بياكل من الژبالة
يستاهل زى مضيع بنات كتير ربنا يحفظ بناتنا
حركت زهرة رأسها بآسى قائلة اللهم لا شماتة
شاهيناز بعين تلمع من السعادة أخيرا يا كوكو خرجنا لوحدنا
ركان معلش أنت عارفة ظروف شغلى وإنشغالى
شاهى بس لازم يكون ليه أهمية فى حياتك يا ركان
أحس إنك مهتم بيه وبتراعى مشاعرى
ثم حاولت لمس يده وهما فى الكافيه فأبعد ركان يده سريعا بحرج
فتلون وجه شاهيناز قايلة پغضب أنت ليه مصمم تبعد عنى كده حرام عليك
ركان هو القرب باللمس يا شاهى خلينا الأول نقرب من بعض بأفكارنا ونتكلم فى حجات أهم من المشاعر عن البيت والأسرة والاولاد
شاهيناز بعبوس لا أولاد ايه
أنا مش ناوية أخلف فى بداية حياتنا أنا عايزة أعيش حياتى معاك نتفسح ونسافر ونتنطط هنا وهنا وننزل صورنا على الفيس والإنستجرام ونعيش
اتسعت عين ركان وفتح فمه ببلاهة قائلا هو الجواز عندك لعب وفسح وصور
فغمزت له شاهى بإحدى عينيها قائلة بهمس وأكيد حب يا بيبى
ركان يا شاهى أفهمى الجواز مسئولية كبيرة غير كده خالص والتزمات لازم تفهميها قبل ما فعلا نجوز
حركت شاهى رأسها بلا مبالاة وأردفت بقولك أنا جعانة مش وقت الكلام ده دلوقتى
يلا أطلبى بيتزا
فكز ركان على أسنانه بغيظ من تلك الحمقاء التى لا تفكر سوى فى مظهرها أو معدتها
وفى اليوم التالى
يوم الجمعة وفرح مكة التى رفضت أن تذهب لمركز التجميل فى صباح هذا اليوم
ريم مكة حبيبتى
ما ينفعش دماغك الناشفة دى لازم تروحى بيوتى سنتر أنت عروسة يا بنتى لازم تظبطى حالك كده دى ليلة العمر ومش هتكرر
تنهدت مكة بآسى ليلة العمر
معلش يا ريم سبينى أنا مش بحب الأماكن دى وأنا بفضل أكون بطبيعتى بدون ميكب عشان الأثم
وهو يدوبك الفستان وخلاص وكفاية كده
ريم لا أنت غريبة صراحة أول مرة اشوف عروسة كده
مكة ليه
على فكرة الحجات دى تكلفة على الفاضى وفلوس كتير و بطون الفقراء أولى بيها
ريم يا ستى بس دى فرحة كل بنت فى يوم زى ده
مكة پقهر اللى فرحانة بقه سبينى فى حالى يا ريم الله يخليك
ريم وبعدين مش قولنا نصيب ونرضه بيه
مكة اه أسئل الله أن يلهمنى
الصبر والرضا
ثم ولجت كرميلا وسهام إليهم
احتضنت كرميلا مكة وبكت قائلة هتوحشينى يا مكة مش عارفة البيت من غيرك هيكون شكله ازاى
وجودك كان بيدينى دفعة وأحساس بالأمان والراحة
مكة والدموع تنهمر من عينيها ربنا يكرمك يا كرميلا وخلى بالك من نفسك وأنت كمان هتوحشينى كتير
ثم ابتعدت عنها برفق لتجد سهام هى الأخرى تشير إلى صدرها قائلة وأنا كمان مليش ولا إيه
فأسرعت مكة فى احتضانها قائلة لا حضرتك الخير والبركة طبعا
سهام يا حبيبتى يا مكة والله غيابك هيأثر فينا كلنا وفعلا هانفتقدك
أنت كنت زى الشمعة اللى نورت لينا الطريق المظلم اللى كنا عايشين فيه
أغرقت عين مكة بالدموع محدثة نفسها فعلا شمعة بنور اللى حواليا لكن أنا بحړق نفسى كان نفسى أنا كمان حد ياخد بإيديا ويقولى أنا أهو معاك مش هسيبك
لكن أكتر واحد كنت بتمنى يعمل كده هو أكتر واحد فرط فيه بالساهل
ثم جاء على فكرها صديقتها عنان
ياااه يا عنان أنا اسفة أتلهيت كتير عنك وحشتينى اوى وكان نفسى كتير تكونى معايا فى ليلة زى دى
فأمسكت هاتفها واتصلت بها
عنان حبيبتى إزيك
عنان بفرحة غامرة بت يا مكة معقول يا وحشة أفتكرتينى أخيرا بعد الفترة دى كلها !
ايه الغيبة الطويلة دى كلها
أحكيلى يلا وأنا هحكيلك يا بت
أنت اصلا
مش هتصدقى أنا حصلى ايه
بس قوليلى الاول عاملة إيه مع الباشا والسنارة غمزت ولا لسه
فتنهدت مكة پألم لتشعر بها عنان
عنان إيه مالك يا مكة منا عارفة إنك خزان أحزان يا بنتى
مكة بعدين يا عنان لينا كلام تانى مع بعض عايزاك تدعيلى بس
عشان محتاجة الدعاء اوى أن ربنا يكتبلى الخير
عنان يا حبيبتى ربنا يكتبلك كل خير
وده رقمك هسجله وهتصل أنا بيك يا بت عشان عايزة أكلمك عن السكر بتاعى
بس بعيدين لما تكونى رايقة كده
فضحكت مكة ماشى يا حبيبتى
سلام دلوقتى
أعاد ركان اتصاله بصديقه هشام ها الأمر زى ما طلبت
هشام اه تمام والساعة ١١بالملى هكون مخبط على الأستاذ أيمن القوة وهيسحبوه للتخشيبة
تنهد ركان بإرتياح تمام على البركة
ومرت ساعتان أتى بعدها أيمن لبيت اللواء لأخذ مكة إلى قاعة الفرح
فتشبثت عين مكة ب ركان مرة أخرى تستغيث به أن ينقذها فى اخر لحظة
وودت عينيه أن تخبرها أنه لن يتركها ولكن
اللهم إني أسألك عيشة نقية ومېتة سوية ومردا غير مخز ولا ڤاضح يا رب أعطني بقدر نيتي فإني لا أنوي بأحد إلا خيرا وارزقني أجمل مما أتمنى وأكثر مما أتوقع وأفضل مما أدعو رب بشرني بما يسرني وكف عني ما يضرني وثبت يقيني وارزقني حلالا يكفيني وأبعد عني كل شيء يؤذيني اللهم آمين
الحلقة الثامنة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
لابد لشعلة الأمل أن تضيء ظلمات اليأس ولابد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل
تشبثت عين مكة ب ركان مرة أخرى تستغيث به أن ينقذها فى اخر لحظة قبل أن تذهب لسجنها الجديد لبيت زوج لا تحبه لأنين حزن جديد
ودت عين ركان أن تخبرها أنه لن يتركها ولكن ما باليد حيلة لا سبيل لإنهاء تلك الزيجة و أتاحة مزيد من الوقت كى يتحرر من قيوده التى تلازمه إلا بهذه الطريقة وإن كان فى مظهرها القسۏة ولكن تحمل فى داخلها رحمة وحب لها
أطبق أيمن على يد مكة فحاولت نزع يدها ولكنه بادرها بقوله خلاص بقه يا جميل أصبحتى ملكيتى الخاصة وحلال صرف فلموش لزمة الكسوف ده خلى الليلة تسلك هى مش ناقصة
فقطبت مكة جبينها وولجت لله بالدعاء أن يرزقها الصبر والتحمل على ما هى مقبلة عليه
أما ركان فتلون وجهه ڠضبا وغيرة وود لو أمسك ذراع أيمن ليكسره قبل أن تمتد لمعشوقته ولكنه تحامل على نفسه حتى ينفذ ما عزم إليه
توجه الجميع لقاعة الفرح وابتهج الجميع بالعروسين وأقيم الأحتفال وحاول أيمن أن يرغم مكة على الرقص معه ولكنه رفضت فنظر لها بحدة وتوعدها عندما تدخل إلى شقته فشعرت مكة بالخۏف من نظراته وتملكتها الرهبة منه
وجدت كرميلا من يهمس فى أذنها عقبلنا يا كرملتى
فابتعدت عنه كرميلا بعد أن تخطبت وجنتيها بالحمرة
كرميلا وبعدين معاك مش خاېف الهانم ولا الباشا يشوفوك أبعد شوية الله يخليك
رياض مش قادر يا كرملتى أنت عاملة زى المغناطيس بتشدينى ومش قادر أبعد عنك
كرميلا طيب والعمل
رياض العمل عندك وأنت اللى مش راضية أهون عليك يا كرملتى
كرميلا ماعشان انت مش هاين عليه وخاېفة عليك أنا ببعد فشوف طريقك يا ابن الناس وحلمك وبص قدامك وبلاش تبص وراك عشان ماتندمش
نكس رأسه رياض وابتعد عنها محدثا نفسه اه لو تصدقينى يا قلب رياض إنك أنت طريقى وأنت حلمى وأنا مش شايف حياتى من غيرك
بس لإمتى البعد ده يا كرملتى ثم تابع
بس أنا السبب هى لو شايفة إنى راجل وقد المسئولية ماكنتش رفضتنى وبعدت عنى
عندها حق أنا ضعيف بس أنا لازم أعمل حاجة لازم أواجه العالم كده وأقول إنى بحبها وعايز أتجوزها مهما حصل
انقضى الحفل بين الحزن الجلى الواضح
على وجه مكة والتذمر على وجه أيمن
ثم اقتربت سهام من مكة لتودعها مردفة ربنا يسعدك يا حبيبتى وبيتى مفتحولك فى أى وقت تحبى تزورينا فيه
فأومئت مكة برأسها بالموافقة
ثم وجهت سهام حديثها ل أيمن مبروك يا متر وخلى بالك منها ووأوعى تزعلها أو تشتكى منك
أيمن وهو يكز على أسنانه بغيظ والله قوليللها هى الكلام ده وخليها تفرد وشها شوية بذمتك ده شكل عروسة دى خلتنى قفلت زيادة وربنا يستر
فهمست لها سهام فى أذنيها حبيبتى خلاص فكيها ومتكسفيش منه ده بقه جوزك وليه حق عليك
وأنت عارفة ربنا كويس وعارفة حق الزوج
تنهدت مكة پألم مردفة ايوه هحاول بإذن الله
ثم نظرت ل ركان نظرة وداع وكأنها تقول له
توهمت إنك بتحبنى يا ركان لكن للأسف خذلتنى وكسرت قلبى سامحك الله
ثم انطلق بها أيمن نحو مصيرها
أتصل ركان بصديقه قلقا فقد حانت
لحظة الصفر ويخشى مما سيحدث إذا اختلى أيمن بها
ركان إيه الاخبار القوة فى الطريق ولا لسه
هشام معلش لسه تصريح النيابة بياخد وقت بس إن شاءالله مش أكتر من ساعة
فضړب ركان بيديه على رأسه پقهر ساعة أنت عارف الساعة دى ممكن يحصل فيها إيه
هشام ڠصب عنى ما أنت عارف لازم الشكليات دى وهو محامى كمان وفاهم ولازم يتأكد عشان كمان ما نتعرضش للمسألة القانونية
زفر ركان بضيق فاهم
ثم أغلق الخط ووضع يديه على وجهه هعمل إيه دلوقتى أنا لازم اتصرف عشان متضعش منى
بس أعمل ايه
ثم جال على فكرة أن يقاطعهم عن طريق تقديم عشاء لهم وكأنه من والدته فأسرع لشراء وجبة شهية من أحد المطاعم وتوجه بها لهم
فى حين قد وصل أيمن ومكة إلى شقة الزوجية أمسك أيمن بيديها وقبض عليها ببعض القوة فتألمت مكة
مكة بعبوس إيدى براحة متخفش مش ههرب منك
أيمن تغيرت نبرة صوته القسۏة لا هو دخول الحمام زى خروجه إنسى بقه كل اللى فات وخلينا نعيش حياتنا حلوين فاهمة يا قطة
وعايزك هادية وحلوة وتسمعى الكلام يا أما هتشوفى الوش التانى لأيمن
دب الذعر فى قلب مكة من طريقه حديثه فأومئت برأسها بدون تردد
أيمن ودلوقتى قدامى على عش الحب
فدفعها أيمن أمامه كأنها قطعة أثاث بدون شعور وحاول التقرب منها
ولكنه بادرته بقولها إستنى يا أيمن أرجوك نصلى ركعتين سنة عن حبيبك المصطفى عشان حياتنا تبدء بالطاعة والبركة
زفر ايمن بضيق وبعدين هتضيعى المفعول كده
مكة مفعول ايه
أيمن لا مفيش يلا نصلى
فصلى بها أيمن على عجل ركعتين ثم الټفت اليها فوجدها ترتعتش
ولكن رحمة ربنا كانت أكبر وأرحم من رحمة المخلوق
فلم يستطع أيمن أن يكون رجلا كأى رجل تجاه زوجته
فتلون وجهه وأخرج ضعفه عليها فأخذ يكيل لها السباب والأتهامات
أنت السبب أنت إنسانة فقر وداخله بالنحس
فأجهشت مكة بالبكاء من سوء معاملته
أيمن پغضب بطلى عياط
فزادت مكة فى نحيبها فما كان منه إلا أن صفعها على وجهها بقوة حتى ظهرت أثار أصابعه فى وجهها
فصړخت مكة من الألم والصدمة والقهر التى لحق بها فحدثها أيمن بغلظة لو سمعت صوتك ھدفنك أنت فاهمة
توجه ركان سريعا بقلب منقبض بعد أن حصل على الوجبة إلى منزل أيمن ودعى الله أن يصل فى الوقت المناسب
وبالفعل طرق الباب طرقات سريعة أفجع بها أيمن
فزفر بضيق هو مين ده اللى جى السعادى كمان
هى ناقصة
مش كفاية الهم اللى أنا فيه
ثم وجه حديثه لمكة عارفة لو سمعت صوتك ولا نفسك
هروح هشوف مين وارجعلك تانى وياريت تدخلى تغسلى وشك الفقرى دى وتلبسى حاجة عدلة
ثم توجه لفتح الباب ليتفاجىء أمامه بركان مبتسما
إرتبك أيمن وامتعض لمجيئه فى هذا الوقت فأردف الباشا ركان بنفسه جى لغاية عندى
يا ترى خير فيه حاجة يا باشا
سهام هانم كويسة
ركان طيب مش تقولى أتفضل ولا أنا جى فى وقت غير مناسب
كز ايمن على أسنانه بغيظ محدث نفسه لا عادى ما أنت كملت عليه وشكلنا هنقضيها كلام
أيمن اتفضل يا باشا
ولج ركان للداخل وكان يبحث بعينيه عن مكة ووضع الطعام على المنضدة قائلا ماما صممت أجيب العشا بنفسى ليكوا
أيمن كلها ذوق والله بس مكنش ليه لزوم التعب ده
ركان ازاى دى حاجة بسيطة وألف مبروك
شعر ركان من نظرات أيمن إنه يريد مغادرته ولكن ركان أراد أن يغيظه لبعض الوقت حتى تأتى القوة
فأتبع قائلا وهو يضع قدم على قدم ويبتسم بغيظ
ايه يا أيمن مش هتشربنى حتى كوباية شربات قبل ما أمشى
فاحتقن وجه أيمن وكاد أن يفتك به ولكنه تماسك فهو من هو
أيمن بغيظ بس كده حاضر عينيه
أيمن بحدة أنت لسه برده بتعيطى
قومى يلا فزى حضرى أى عصير للفقرى الكبير هو راخر
مكة قصدك ايه
أيمن سى زفت ركان مش عارف إيه جيبه فى الوقت ده قلة ذوق صراحة
وجايب معاه أكل يلا أهو حاجة نطلع بيها من الليلة الغبرة دى
فابتسمت مكة عند ذكر إسم ركان وتعجبت متسائلة معقول ركان بنفسه جى وجايب أكل
ده أكيد وراه حكاية
فقامت مسرعة لتغسل وجهها ثم إرتدت إسدالها وولجت المطبخ وأحضرت عصير ثم توجهت به
إلى ركان
سدد ركان النظر إليها متفحصا لها حتى تقابلت أعينهم فى نظرة لوم وعتاب
أما نظرة ركان فكانت سؤال هل حدث ما
يخشاه
ولكنه فزع عندما رأى اثار ضړب على وجهها
فعبس وقطب جبينه وتسائل أحقا انه قام بضربها فى ليلة العمر ولما
لاحظت مكة نظراته لوجهها فوضعت يدها على وجهها ثم أخفضت طرفها وأسرعت لغرفتها تبكى
لم يستطع ركان التحدث فى الأمر ونظرات أيمن التى تطلق شرار تحيطه
ثم أعلن هاتفه عن رساله من هشام أن
القوة فى الطريق حالا
فابتسم ركان وقام من جلسته قائلا طيب يا عريس أسيبك بقه وألف ألف مبروك
فتنفس أيمن الصعداء ورد له التهنئة و أوصله الباب وعندما خرج ركان
أغلق ايمن الباب بقوة حتى سمع لغلقه دوى أفزع قلب مكة
وضحك ركان على فعلته ثم إنطلق للطريق فسمع صوت دورية الشرطة فحمد الله ثم أختبىء فى إحدى البنيات حتى لا يراه أحد
منتظرا نزول هذا البائس أيمن
ولج ايمن مرة أخرى ل مكة فوجدها مازالت ترتدى الإسدال فقد شردت فى ركان ولم تشعر بنفسها إنها مازالت ترتديه ولم تبدل ملابسها
وقطع شرودها صوت أيمن الذى فزعها هو حضرتك لسه لبسالى الإسدال ايه هنصلى التراويح بالمرة يا ميلة بختك يا أيمن
ثم انحنى بجذعه إليها وأمسكها من ذراعها بقوة قائلا عارفة لو طلعتى اللى حصل بينا برا هعمل فيك إيه
مكة بصړاخ كفاية بقه حرام عليك أنت مجوزنى عشان تعذبنى
أيمن هو أنت لسه شوفتى حاجة بس لو لسانك ده نطق بكلمة كده ولا كده
هقطعولك !
وفجأة سمع ايمن خبط سريع على الباب
فزفر بضيق هو المحروس ركان رجع تانى ولا ايه
أنا مش فاهم فيه إيه بالظبط ماله ومالى الراجل ده
ثم نظر لها بريبة وأنت مالك كنت سرحانة فى إيه
أنا حاسس إن فيه بينك وبينه حاجة
فڠضبت مكة أنت أتجننت أنت بتقول ايه
فأمسكها أيمن من طرحة الأسدال فنزعها بقوة ثم أمسك بشعرها قائلا بصوت جهورى عارفة لو اتأكدت أن فيه بينكم حاجة
هقطعك حتت وأبعتك ليه هدية
ثم زادت حدة طرقات الباب أيمن ده هيخلع الباب فى أيده وأنا دافع فيه فلوس
لما أروح أشوف عايز إيه تانى
فتوجه أيمن لفتح الباب ليتفاجىء بقوة شرطة على رأسهم صديق ركان
أيمن بذهول خير فيه إيه
انتوا شكلكوا غلطانين فى الشقة ولا ايه
الضابط مش أنت أيمن صبرى السيد
أيمن بقلب مرتجف ايوه أنا
الضابط يبقى اتفضل معانا
تجهم وجه أيمن قائلا على فين وليه
أنا عملت ايه
الضابط هتعرف لما تشرف فى القسم
أيمن حضرتك أنا محامى وعارف القانون كويس
وحاسس أن فى لبس فى الأمر
حضرتك معاك إذن نيابة
الضابط بحدة أنت هتفهمنى القانون ومع ذلك اتفضل الأذن أهو
أيمن بعدم تصديق لا مش معقول انا معملتش حاجة وأكيد فيه حاجة غلط
الضابط أبقى قول كده لما تشرف فى القسم
اتفضل معانا كلبشه يا عسكرى
فخرجت مكة على صوتهم ليراها ايمن فتتفاجىء به يبصق عليها قائلا پغضب مش بقولك وش نحس آدى المصاېب عمالة ترف فوق دماغى يا نحس
هخلص بس وأشوف إيه الموضوع وأرجعلك يا فقر
فضربه الضابط على مؤخرة رأسه اتحرك معانا يا بغل وبطل كلام
فدفعه العسكري حتى وصل به إلى البوكس
وانطلقت به السيارة وركان يرى بملىء عينيه ما حدث ويبتسم بسعادة ثم انطلق إلى مكة مرة أخرى
التى كانت وقتها فى حالة ذعر وخوف غير مصدقة ما حدث وتظن إنها فى كابوس تريد أن تفوق منه
ثم استمعت لجرس الباب فظنت أن أيمن قد عاد مرة أخرى
فارتعدت أوصالها وتقدمت ببطىء لفتح الباب لتتفاجىء بركان أمامها
مكة بعيون دامعة وصوت منبوح ركان
ثم لم تتحملها قدميها وشعرت بالدوار وكادت أن تسقط ولكن ركان التقطها سريعا بقلب مرتجف قائلا مكة مكة
سامحينى أنا السبب فى ده كله مكنش لازم أسيبك أبدا تجوزى المچنون ده كان لازم أدافع عن حبى مهما حصل ولازم أتغلب على خوفى وكان لازم تكونى أنت أول أولياتى أنت جزء منى يا مكة روح اتكونت جوايا ومقدرش افارقك وكنت غلطان بالأسلوب اللى اتعملت معاك بيه سامحينى
كانت مكة تسمع كلامه ولكن كانت فى حالة إعياء وصدمة وكأنها لا تريد الأستمرار فى الدنيا فقد غلبها الأنين
ليجهش فى البكاء بجانبها مرددا سامحينى يا حبيبتى
ثم حاول إفاقتها بنثر العطر على أنفها فقامت فزعة مرددة أنا فين فين
أغمض ركان عينيه پألم على الحالة التى وصلت لها ثم أردف إهدى إهدى يا مكة متخفيش أنا معاك ومش هسيبك أبدا تانى
فنظرت له مكة بحدة قائلة بلوم وعتاب أنت مين
أنت إنسان أنانى مش بيهمك غير نفسك وبس ومكانتك وعيلتك ووخدنى كده تسلية فوق البيعة وفى أول فرصة بعتنى ل
لأيمن واتخليت عنى وعارف كويس من جواك إنى مش عايزاه بس مجبرة
أنت طلعتنى يا باشا من سجن ل سجن أكبر واظلم ياريت كنت سبتنى فى السچن كان هيكون ارحم من اللى شوفته معاك وآخرها مع ايمن
اللى مش عارفة عملت إيه فيه ووديته على فين
امتعض وجه ركان وتلألأ الدمع فى عينيه قائلا مكة اسمعينى انا كنت
مجبور زيك بالظبط بس مقدرتش إنك تكونى لأيمن فبعدته عنك
مكة بسخرية وبعد ما بعدته يا باشا
عايز منى إيه
فاقترب منها ركان وحاول لمس يديها قائلا مكة ادينى فرصة أشرحلك تفهمينى أنااااااا
فانتفضت مكة وابتعدت عنه لتصرخ قائلة أبعد عنى وإياك تحاول تلمسنى أنا مسحمتلكش بده قبل مجوز هسمحلك وأنا فى عصمة راجل
ولا فاكر إنك ممكن تعيش حياتك معايا تحت اسم انى متجوزة ومحدش هياخد باله
فصعق ركان لما رددته مكة وقبض على يديه مردفا بأنفعال أنت فهمتى ايه ولا فهمانى ايه
أنا مش قصدى حاجة من اللى جت فى دماغك خالص
أنا بعدته عنك فى يوم زى ده لانى متخيلتش تكونى لحد غيرى وعشان يكون فى فرصة أرتب فيه حياتى عشان أقدر ارتبط بيك بس لازم فى الأول أعرف طريقة اقدر افسخ بيها خطوبتى على بنت المحافظ وبعدين أمهد لخطوبتى ليك بعد ما تكونى إتخلصتى من جوزتك من أيمن ورفعتى عليه قضية طلاق للضرر
فنظرت له مكة بعدم تصديق قائلة وهتقدر تقف أمام والدك وتقوله مش عايز بنت المحافظ وعايز وحدة مطلقة ممرضة يتيمة ما كان من الأول قبل ماترمينى فى الڼار بإيدك
نكس رأسه ركان بخزى وندم مردفا برده مش عايزة تصدقينى ثم رفع عينيه ليقابل عينيها
فأشاحت بوجهها عنه كى لا يرى مقدار الحب التى تكنه له
ركان بتوسل أرجوك بصيلى بصى لعينيه يا مكة هتقولك اللى مقدرش لسانى يقوله من فترة
مكة پألم مش عايزة أشوفك ولا عايزاك تكلم يا باشا
خلاص صدقنى معدتش ينفع وكمان حرام وذنب كبير أنا مقدرش اتحمله
أنا زوجة دلوقتى ولى حضرتك بتكلم فيه وأنا لو طاوعتك هيكون خېانة فاهم يعنى ايه خېانة
وأنا لا يمكن اقع فيها أبدا
ركان وأنا مش عايز كده بس القلب ربنا أعلم بيه
وعارف برده قلبك يا مكة إنه معايا مهما حولتى تخبى عينيك عنى
ثم صړخ قائلا أنا بحبك يا مكة
من أول لحظة شوفتك فيها على البحر وأنت احتليتى كيانى هزتينى وحركتى فيه مشاعر كنت بظن إنها لا يمكن تتحرك بقيتى فى لحظة كل حياتى اتغيرت عشان خاطرك
فصمت مكة أذنها أرجوك كفاية مينفعش الكلام ده أرجوك أخرج بره بيتى وأخرج بره حياتى
معدتش ينفع بقيت زوجة زوجة خلاص
فاروق اتصل ب فيفى ايه يا حب تقلانة ليه مجتيش النهاردة
فيفى معلش يا فاروق دلوقتى مجدى بيطب فى أى وقت وكمان غير حاله اللى متغير
فاروق بقلق وغووشتينى يعنى إيه حاله متغير
فيفى يعنى اللى طالع عليه يقولى شرف المهنة وعايز أتوب وكلام كده تقولش إستشيخ
فانفعل فاروق أنت بتقولى إيه
أنت فاهمة الكلام ده معناه ايه
يعنى ممكن فى لحظة نروح فى الرجلين لو الضمير نح اوى عليه وبدء يكشف أوراقنا
فيفى لا هو مقلش كده قال هسيبنا بس نصرف فى العمليات بعيد عنه لكن مش هيفتن علينا أبدا
فاروق وأنا إيه وكمان هو بيفيدنا اوى وبيمشى البضاعة من غير محد ياخد باله ولو بطل يشتغل منتضمنش الظروف
فيه إيه يا فيفى مبقتيش تعرفى تأثرى فيه زى الاول
ابعتله وحدة تانية واديك أنت استمارة ستة وأنت عارفة كويس يعنى يعنى استمارة ستة عندنا
فارتعدت أوصال فيفى قائلة پخوف برده أهون عليك يا فاروق ده أنا الحب
فاروق الحب اه مقولناش حاجة بس شغلى وحياتى أهم يعنى معلش
فشوفى الليلة معاه هتقدرى عليه ولا نشوف واحدة تانية ولا نصفيه خالص بس إحنا محتاجينه
فيفى لا أنا هقدر عليه متشغلش بالك يا حبيبى
فاروق لما نشوف يا جميلة الجميلات ولما يمشى تعالى عشان وحشتينى اوى
فيفى بابتسامة مصطنعة وأنت كمان يا حبيبى
ثم أغلقت الهاتف للتتنهد پخوف وبعدين يا فيفى فاروق شيطان ويعملها فشوفى هتصرفى إزاى مع مجدى لازم تخليه زى الخاتم فى صباعك تانى
وحولى تفكرين بموضوع ركان ولا أقولك فكرة
ممكن تبعتى مسج صغير كده لسيادة الرقيب
تقولى فيه على حقيقته تقوم تشتغل الحريقة فى البيت وتتفتكر سهام أن مجدى اللى قال وتغضب وتسيبه وميلقيش أنا وبس
ترددت زهرة على كثير من الأقسام لتسئل عن النقيب ركان ولم تجد إجابة تثلج صدرها حتى باتت تفقد الأمل وتأخر عليها الوقت وقررت أن تعود لبيتها ولكن قلبها لم يطاوعها وقررت أن تذهب لآخر قسم يقابلها فى الطريق
فولجت إليه ولسانها يلهج بالدعاء أن
يعرفه أحد
فسئلت الشاويش ربى يخليك يا شاويش متعرفش نقيب اسمه ركان
الشاويش ركان تقصدى ركان باشا ابن اللواء مجدى الزيات
وأنت بتسئلى ليه عليه
فاتسعت عين زهرة ورددت بفرحة إن شالله يخليك تدلنى على عنوانه بسرعة ولا هو موجود جوه أدخله
أنا عايزاه فى موضوع حياة أو مۏت
ثم دمعت عيناها فأشفق عليها الشاويش قائلا بصى هو مش جوه هو فى البيت أنا هقولك فين بس اياك تقولى إن أنا اللى دليتك فيها رفدى دى عشان دى معلومات شخصية ومش مسموح بيها
بس عشان انت صعبتى عليه
زهرة متخفش يا اخويا لو ھموت مش هقول وكفاية وقفتك جمب وحدة غلبانة زى حلاتى
الشاويش طيب اسمعى
فوصف لها الشاويش العنوان بالتفصيل فاتجهت إليه مسرعة
بقلب ينبض وتخلل إليها إحساس إنها اقتربت بالفعل من رؤية ابنتها التى حرمت منها
وبالفعل وصلت زهرة إلى باب الشقة لتتقوم برن الجرس
دادة إكرام يا ترى مين اللى الجى فى الوقت ده
بت يا كرميلا روحى شوفى مين
كرميلا پذعر والله أنا بقه عندى فوبيا من فتح الباب
طيب تعالى معايا
ولكن رياض رأى كرميلا وإكرام يتجهون لفتح الباب فاستوقفهم قائلا إستنوا أنا هشوف مين
فابتسمت كرميلا ووقفت من ورائه
ليفتح رياض الباب فيرى سيدة أربعينية يملىء الحزن وجهها
رياض حضرتك مين
زهرة انااااااا
يا
نختم بدعاء جميل
اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا متقبلا اللهم ارزقنا نصرا نمحو به بؤسنا وعزا نطهر به غمنا اللهم أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين
الحلقة التاسعة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
كن قويا لتلقي اقوى الصدمات في هذه الحياة سترى وتتعلم مالم تتوقعه يوما لكن اجعلها درسا ليقويك لا ليكسرك ويمحيك وما ضرني غريب يجهلني وانما اوجعني قريب يعرفني
ابتسمت كرميلا عندما قال رياض إنه من سيقوم بفتح الباب فأتبعته ووقفت من ورائه
فتح رياض الباب فرأى سيدة أربعينية يملىء الحزن وجهها
رياض حضرتك مين
زهرة بتلعثم مش ده بيت الباشا ركان
رياض ايوه حضرتك تعرفيه وعايزاه ليه
ثم انتقلت بنظرها إلى تلك الفتاة التى تقف من ورائه وتلاقت أعينهما فلمعت عين كرميلا وشعرت تجاهها ببعض الحب وإن كانت لا تعلمها
ومالك بتبصى كده ليها
كرميلا بشويش عليها يا سى رياض ده شكلها تعبان وحزين
فابتسمت زهرة لسماع صوتها هامسة بقلب الأم كرميلا
اتسعت عين كرميلا قائلة بإندهاش حضرتك تعرفينى
فأجهشت زهرة بالبكاء ثم احتضنتها بقوة أنت بنتى بنتى بنتى كرميلا
فشاركتها كرميلا البكاء بدون شعور وشعرت بشىء أفتقدته لسنوات عديدة بالحب والدفىء والحنان والرحمة
ولكن رياض لم يصدق ما قالته فارتفع صوته إيه شغل الأفلام ده ثم أعاد إمساكها من ذراعها
كلمينى أنا
زهرة بصوت منبوح من البكاء يا بيه أنا أسمى زهرة وحكايتى طويلة اوى وجيت لما عرفت أن ركان بيه أخد بنتى من وحدة اسمها دلال اللى أخدتها من دار الأيتام
اللى رماها فيه أبوها عباس لما أخدها وكانت لسه حتة لحمة حمرة خدها ڠصب منى وجرى بيها وملحقتهوش ومن ساعتها وأنا روحى رايحة منى وسنين بدور عليها
لغاية ما اعترف أبوها أنه وداها دار الايتام فرحت قالوا خدتها الست دلال روحت لدلال قالوا الباشا أخدها ودلال فى السچن
أشارت كرميلا لنفسها قائلة بذهول يعنى أنا مش يتيمة وعندى أم وأب معقول أنا مش مصدقة نفسى
رياض بإنفعال متصدقيش يا كرميلا مش ممكن تكون كدابة ودى حركة تانية من حد تانى عايز يأذيك
زهرة أحلفلك بإيه يا بيه إنها بنتى وتعال أسئل علينا ونعمل تحاليل زى ما أنت عايز عشان تثبت أنها بنتى وبنت عباس
كرميلا وقد أغرقت عينيها بالدموع وليه أبويا يعمل كده
فنكست رأسها زهرة مردفة شيطان يا بنتى ربنا يهديه
وتعالى يلا معايا عشان تشوفى إخواتك الصغيرين من عمك صلاح
كرميلا اخواتى ومين عمى ده كمان أخو ابويا
زهرة بحرج لا ده جوزى
أتجوزته بعد مامقدرتش أعيش مع ابوك بعد عملته السودة ورميك فى دار الأيتام
وهو راجل كويس آوانى وعاملنى كويس وخلفت منه أخواتك
يلا يا بنتى عشان الوقت متأخر وزمانه أخواتك قلقانين عليه ومحتاجنى
تلون وجه رياض قائلا بحنق هو ده إيه اللى تخديها معاك هى سايبة كده ولا ايه
لما
نبقى نتأكد من كلامك الأول
فروحى أنت لعيالك بس سيبى رقمك وعنوانك وإحنا هنتصل بيك
تمعضت زهرة بقولها أنت عايزنى بعد مالقيت بنتى بعد السنين دى كلها أمشى واسبها
فتدخلت إكرام التى كان تقف تبكى على مشاعر قلب تلك الأم المكلوبة على ابنتها
إكرام معلش يا حبيبتى أهو الحمد لله أطمنتى وشوفتيها ومتقلقيش عليها هى معانا وعايشة كويس
وأول مالباشا بس يطمن إنه كله تمام هيجبهالك لغاية عندك
وممكن عقبال ميتأكد تيجى تشوفيها تانى
فنظرت زهرة إلى ابنتها بعين الأم التى لا تريد أن تفارقها مرة أخرى بعد أن جمعها الله بها
فتقدمت منها كرميلا أنا قلبى مصدقك يا أمى
فبكت زهرة وشدت من احتضانها حتى أن رياض لمعت عينيه بالدموع ولكن هى حبيبته أيعقل فى لحظة عين تبعد عنه من جديد فما العمل
صمت مكة أذنها عن كلمات ركان التى أعترف لها بحبه لأول مرة
ثم أردفت قائلة بحزن يأكل قلبها أرجوك كفاية
مينفعش الكلام ده أرجوك أخرج بره بيتى وأخرج بره حياتى
معدتش ينفع بقيت زوجة زوجة خلاص
فثار ركان كالبركان قائلا بإنفعال عارف إنك زفت زوجة بس من بكرة حضرتك هترفعى عليه قضية طلاق للضرر ودى الحكم فيها سريع وبعدها هنجوز على طول
فابتسمت مكة بوهن وبنبرة ساخرة نجوز بعد الطلاق ودنك منين يا جحا
ركان يعنى ايه
مكة يعنى حضرتك مستنى أجوز وأطلق ونجوز ليه لعبة أنا فى أيد حضرتك
لا يا باشا روح شوف حد غيرى ألعب بيه
وصح مين قالك إنى عايزة أطلق وأسيب جوزى فى محڼة زى دى
لا يا باشا أنا مش قليلة الأصل
جوزى فى محڼة ولازم أقف جمبه لغاية ميطلع بالسلامة
تحول وجه ركان للتجهم الشديد وضاقت نظراته ثم صړخ بصوت جهورى مخيف جوز ايه يا مكة
ده جوز نسانيس
ولعب إيه اللى بتقولى عليه للدرجاتى شيفانى عيل قدامك مفيش حتى لو ذرة ثقة عندك ليه
فانتحبت مكة بصوت خفيف وهى تحاول السيطرة على نفسها قائلة أظن أنت اللى وصلتنى للإحساس ده
وتخليت عنى فى أكتر وقت محتاجك فيه فعايزنى أثق فيك إزاى بعد كده
تلونت عين ركان بغيوم قاتمة ثم تنهد ألما ولم يدرى بما يجيبها فهى على حق ولكنه كان فى صراع نفسى لا يعلم أحد عنه شىء صراع أثر على حياته منذ طفولته وسوء معاملة والده له
فكل ذرة فى كيانه تريد مكة ولكن القيود هى التى جعلته هكذا فهو مجبر وليس مسير كما تظن ولكن كيف يفهمها هذا
أقترب منها ركان ونظر لها بلوم وعتاب وكأن عينيه تقول ارحمى ضعفى أرجوك
ولكن مكة ابتعدت وأدارت ظهرها له حتى لا يرى عينيها التى تطالبه بالبقاء ولكن عقلها يرفض هذا
فظلت صامتة للحظة قبل أن ترد بصرامة أرجوك كفاية كده وأخرج وسبنى فى حالى
أغمض ركان عينيه پألم فهى تصمم على ذبحه رغم توسلاته لها بالرحمة
فخطى خطوات ثقيلة إستعدادا للمغادرة حتى فجأة توقف حين سماع رسالة وصلت إلى هاتفه من رقم مجهول
إزيك يا باشا ولا باشا ايه خلاص راحت عليك بعد الخبر ده ما يوصل لزمايلك فى الشغل وتبقى الڤضيحة على عينك يا تاجر وساعتها هتاخد استمارة ستة بعد ما يعرفوا إن أنت ابن حرام ومش ابن مجدى ولو مش مصدقنى أسئل الخضرة الشريفة أمك عملت ايه قبل ما مجدى يجوزها عشان يستر عليها
ارتفع حاجب ركان للأعلى فى صدمة كبيرة ثم صاح صيحة مدوية غير مصدق أفزعت مكة أنااااا ابن حرام
لاااااااااا لااااااااا لا يمكن
ثم وجد نفسه يقول لأ ليه
ما الأمور كلها كانت واضحة قصادك بس أنت مش عايز تصدق وكنت شايف وحاسس هو كان بيعاملك إزاى دونا عن إخواتك عشان مش ابنه وابن حرام
إانهار ركان حتى أفترش الأرض يبكى بكاء مرير
لتسرع إليه مكة لتفزع عندما رأته على هذا الوضع فانحنت بجذعها إليه قائلة بقلق واضح ركان فيه إيه مالك حصل ايه
وليه قاعد كده ليه بتبكى
مالك يا ركان
فضحك ركان ضحكة هيسترية قائلا بصوت مقهور أظن بعد ماتعرفى هترفضى تجوزينى حتى لو كنت طلبتك للجواز قبل ماتجوزى
خلاص أنا بقيت وصم عار ومنفعش أى حد ولا أنفع فى مكان
أغرقت عين مكة بالدموع قائلة أنت بتقول ايه بس يا ركان
أنا مش هقدر أكلم عشان قولتلك وضعى ما ينفعش بس تأكد إن مهما كان حالتك وكنت طلبتنى أنا كنت هوافق لإنى بح
ثم وضعت يدها على فمها كى لا تخرجها فټندم
نظر لها ركان پألم وحسرة حتى لو عرفتى إنى ابن حرام وابويا مش مجدى ومعرفش مين أبويا الحقيقى
فضحكت مكة ضحكة ممزوجة بالألم قائلة المهم إنك ركان ودى كفاية بس للأسف
اڼفجر ركان باكيا ركان
خلاص انتهى مبقتش أنا ومعرض اخسر شغلى ومش هقدر أعيش تانى مع اهلى بعد ماعرفت الحقيقة
ثم قام ركان فجأة ونظرة الحزن والڠضب تملؤه بس هروح الأول أعرف منها أنا ابن مين وليه عملت كده فى نفسها وفيه
ليه ليه ليه
ثم هم أن يغادر فشفقت عليه مكة أن تتركه فى تلك الحالة وخشيت أن يحدث له شىء لذا قررت الذهاب معه لينتصر القلب على العقل كالعادة
فقامت مكة بالنداء عليه ركااااان
فالټفت ينظر لها بعين مکسورة
ليجدها تصرخ فى وجهه أرفع وشك ده وأوعى تبص كده تانى دى مش غلطتك أنت والانسان بعمله هو مش بغيره
واستنى أنا جاية معاك يستحيل هسيبك مقدرش
فابتسم ركان بوهن وانتظرها حتى أبدلت ملابسها
ولإنه يعلم إنه لن يستطيع أن يوجه كلام لأبيه الذى قام على تربيته مجدى
أراد أن يبعث له الصور التى فى حوذته عن فيفى لكى يقوم هو بإرسالها إلى اللواء سالم وهذا من باب الأمانة لإنه يعلم إنه لن يستطيع العودة للعمل فى الوقت الحاضر
فبعث له الرسالة ولكنه كان نائما
ثم ولجت إليه مكة بعد أن ارتدت ملابسها لتنظر له نظرة ثقة وتشد بأزره قائلة يلا يا سيادة النقيب ركان أى كان اسم أبوك فأنت ركان
فابتسم ركان لتلك الحورية التى يعشقها التى شدت بأزره وكانت له نعم السند ومنها يستمد القوة رغم ضعفها وتجبر بخاطره رغم إنكسارها
هذا وقد بعثت رسالة فيفى مشابهة للسيادة المحافظ أبو شاهيناز وعندما علم تغير وجهه وقامت بالنداء على زوجته وابنته شاهى
والدة شاهى خير مالك وشك كده متغير
شاهى بابى حبيبى عايز حاجه منى قول بسرعة عشان بتفرج على فيديو مهم أوى لحسن وزينب وهما بيخوفوا بنتهم يجنن
المحافظ بحنق شديد مش تبطلى الهيافة دى امتى أشوفك إنسانة عاقلة وتحترمى سنك وتحترمى مكانتك الأجتماعية
شاهى بعبوس وبإنفعال كالأطفال يوه بقه يا دادى براحة شوية مش كفاية عليه
ركان وقلبه القاسى ومعاملته الۏحشة ليه
المحافظ وساكتة ليه عليه من النهاردة خلاص هنفض الخطوبة دى
حركت شاهى رأسها بنفى نوووو أنا بحبه
كز المحافظ والدها على أسنانه بغيظ لا خلاص معدتش ينفع
ده طلع مش ابن مجدى وسيرته بقت وحشة جدا ومش هينفع أقول اكتر من كده واحتمال يترفد من شغله كمان
شاهى بحزن معقول يا دادى ليه
امال ابن مين
المحافظ معرفش بس خلاص ميهمناش وهبعت مسج لمجدى أقوله كل شىء نصيب
شاهى بدموع بس أنا بحبه
المحافظ وهتقولى ايه لأصحابك لما يسئلوك هو ابن مين وبيشتغل إيه
شاهى مش عارفه
بس حاجة تكسف شور يا دادى
بس أنا لسه هشوف حد أحبه تانى بس لازم يكون ظابط برده
شوفلى واحد تانى يا دادى بس يكون كيوت ودمه خفيف
فتلون وجه المحافظ بالحمرة من شدة الڠضب وقال بقتامة لزوجته حولى تعلمى بنتك الأصول شوية يا هانم وأننا فى مجتمع شرقى مش فى أوربا
وإن الراجل بيحب البنت اللى عندها حياء وتقيلة وعاقلة مش خايبة وهبلة زى بنتك
ثم غادرهم لغرفته غاضبا مما حدث ومن تصرفات ابنته غير المسئولة
دبدبت شاهى بقدميها كالأطفال قائلة شوفتى بابى يا مامى أنا عملت إيه لكل ده
حركت والدتها رأسها پغضب عملتى إيه
لا صراحة ربنا يكون فى عونه اللى هيتجوزك يا بنتى والله وكويس أننا فسخنا
خطوبتك بركان ده مكنش هيستحملك بعد الجواز ساعة وحدة
شاهى قصدك ايه يا مامى
والدتها مقصدش يا حبيبتى أنا كمان هروح أنام أحسن
شاهى ياه كلكم كده جايين يعنى بس أنا هكبر دماغى وهروح أكمل الفيديو ولا هيهمنى
فيفى بغدر لما أشوف يا مجدى هتعمل ايه أنت وسى ركان بعد الڤضيحة دى
أكيد هتغضب عليك سهام ومش هطيق تبص فى شكلك ومش بعيد تقولك طلقنى
وساعتها مش هتلاقى غيرى أنا ومش هتقدر ترد لفاروق طلب
ثم ضحكت ضحكة شيطانية وانتظرت أن ياتى لها مذلولا
كما تخيلت وجه سهام بعد معرفة ركان حقيقتها قائلة اشربى الذل والقهر والإهانة يا هانم عشان تحسى إحساسى زمان
استقلت مكة السيارة مع ركان الذى كانت يده ترتعش بجانبها فتقطع قلبها على حالته وما وصل إليه
وما استطاعت أن تتفوه بأى كلمة أخرى فيكفى البركان الثائر الذى بداخله وسئلت الله أن يهون عليه كربته تلك
ركان بصوت مكلوب دلوقتى يا مكة إحنا هنطلع وأكيد بعد المواجهة مع امى مش هقدر أعيش معاهم تانى فهسيب البيت
مكة بس
فقاطعها ركان قائلا لو سمحتى خلينى أكمل كلامى
أنا هأجر اى شقة مفروش وأنت هتكلمى عن اللى حصل مع أيمن وانك هتقعدى معاهم لغاية ماتشوفى الموضوع هيخلص على ايه
وأنا خلال الفترة دى هشوف محامى يرفع قضية طلاق للضرر
مكة ركان افهمنى مينفعش طلاق دلوقتى لانه هيتأكد إنى ولم
تستطع أن تكمل كلمتها وأجهشت بالبكاء
فقبض ركان بيديه من الڠضب ليثورقائلا إنك ايه
فهمينى
وفهمينى يا مكة هو حصل حاجة بينكم ولا أنا جيت فى الوقت المناسب
فبكت مكة بكاء شديد
ركان بإنفعال يعنى حصل
مكة لا
بس أنت لما جيت هو حس إنك يعنى أو أننا على علاقة وأنا ساعتها أنكرت وطلاقى منه وبعدين جوازنا هيأكد ده
ركان وأنت شاغلة بالك ليه بيه
سبيه يقول زى ما هو عايز وأنا هعرف إزاى أخليه يحط لسانه جوه بوقه
بس أنا عايز كلمة منك دلوقتى يا مكة قبل ما أعمل حاجة
فنظرت له مكة فذاب هو فى عينيها حبا
فاشاحت وجهها عنه خجلا فتابع ركان
مكة أنا فاهم إن الوضع صعب بس معلش هو سؤال وجاوبينى بصراحة عشان تريحنى
موفقة تجوزينى وأنا مليش نسب وكمان مفيش شغل ولسه هبتدى حياتى من جديد معاك
فلمعت عين مكة بالدموع فكم تمنت أن تسمع تلك الكلمة قبل أن يقع المحظور ولكن كله بقضاء الله ولعله خير ويعلم ما مرت به وإنه سيجبرها فى نهاية الطريق
وإن أيمن بالفعل زوج لا يؤتمن فاحش بذىء لا يتحمل معه العشرة وإلا كانت قد رضيت بقدرها وتحملته
فأومئت مكة برأسها بالموافقة ولكنها قالت بحدة بس يا ركان أرجوك ياريت منكلمش فى اى مشاعر غير لما يخلص موضوع الطلاق عشان محسش بالذنب أرجوك
تنهد ركان پألم معلش الذنب ذنبى أنا أنا اللى وصلتلك إلى أنت فيه دلوقتى
بس خلاص إنتهى ركان بتاع المناصب وبقيت إنسان عادى بل أقل من العادى كمان
وحاضر مفيش كلام بس أسمحيلى بس أكلمك فى أى جديد فى القضية واطمن عليك
فابتسمت مكة بخجل وابتسم هو على إثرها فقد ضاعت منه كل شىء ولم يبقى له سوى مكة
تنفس ركان بصعوبة حين وصل مع مكة أمام شقتهم
لتهمس له مكة أرجوك يا ركان حاول تمسك أعصابك ومتنساش مهما حصل من والدتك إنها أمك وليها حق عليك وربنا سبحانه وتعالى حذرنا حتى من كلمة اوف ولا تقل لهما أوف ولا تنهرهما وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
ركان صدق الله العظيم
ثم قال يارب هون
ثم فتح الباب وكانت وقتها سهام تتطمئن على ابنتها ريم قبل النوم أما مجدى فقد سبقها للنوم
وبينما هى تخرج من غرفة ريم إذ بها ترى ركان ومن ورائه
مكة
لتشهق سهام مكة حصل حاجة يا بنتى
أنت كويسة بس ازاى عروسة تسيب بيتها يوم دخلتها
ثم نظرت ل ركان بريبة قائلة وإزاى أجتمعتم على بعض
وفين أيمن جوزك يا مكة
ما تنطقوا مالكم ساكتين كده
أخرج ركان كلماته بصعوبة قائلا أنا اللى جبت مكة عشان جوزها أتقبض عليه وهى كلمتنى لأنها كانت خاېفة بعد اللى حصل فجبتها لغاية ما نشوف ايه الحكاية
اتسعت عين سهام بذهول متسائلة أتقبض على أيمن العريس فى ليلة دخلته
يا وقعتك البيضة يا أيمن وليه
ركان وقد تلون وجهه مش وقته الكلام ده يا أمى
ثم أشار ل مكة لو سمحتى يا مكة أدخلى أوضتك
فولجت مكة على خجل لغرفتها مع الدعاء أن يمر هذا الكرب على خير
ثم وقف ركان ينظر لوالدته پألم وقد توقفت كلماته فى جوفه
شعرت سهام أن هناك شىء وراء هذا الأمر فهى لديها إحساس منذ فترة أن ركان يميل إلى مكة ولكن تكتمت الأمر وأسرعت بزواجها من أيمن حتى ينساها ولا يفكر سوى فى خطيبته بنت المحافظ
سهام بحدة هو فيه إيه يا ركان
وحاسة إن موضوع أيمن ده انت ليك دخل فيه
بس لو طلع إحساسي صح تبقى أكيد أتجننت ومش حاسس بنفسك ولا خاطب بنت مين ولا مركزك إيه ولا ابن مين
فدمعت عين ركان ثم أقترب منها مردفا فعلا أنا مش عارف أنا ابن مين
فارتبكت سهام وتلعثمت كلماتها وحاولت إستجماع قواها مردفة يا ابنى فوق لنفسك مش كده وأهتم بخطيبتك بنت الناس وشغلك أنت إيه اللى حصلك بس مكنتش كده
ركان وهو يسلط نظره على والدته بإنفعال أنا ابن مين يا أمى
تلون وجه سهام قائلة يعنى إيه ابن مين أنت جرى لعقلك حاجة
قبض ركان على يديه بقوة وبرزت عروقه قائلا بحدة اه جرالى لما وصلتنى رسالة من مجهول ومتحوليش تنكرى وتقولى كداب لإنى كنت حاسسها من زمان بس مش متأكد ودلوقتى اتأكدت
إنى ابن حرااااااااام ومش ابن سيادة اللواء اللى طول عمرى ما حسيت إنه ابويا بجد من نظراته وكلامه ومعاملته ليه
بس كتر خيره صراحة أنه آوانى فى بيته وعلمنى لغاية مبقيت راجل وهو عارف إنى مش ابنه
تصنعت سهام القول مين المتخلف اللى قلك كده
أنت شكلك شارب أكيد ومش فى وعيك
ركان متحوليش تخبى عليه
أرجوك أنا ابن مين
فصمتت سهام وابتلعت ريقها بمرارة محدثة نفسها معقول يا مجدى تكون انت اللى بعتله الرسالة دى للدرجاتى خلاص هان عليك عشرة السنين وللدرجاتى مش قادر تنسى ولا تسامح
يارتنى كنت مۏت بعد اللى حصل ومتجوزتكش يا مجدى
فاڼهارت سهام ثم جاءتها حالة هيسترية وتركت ركان
وولجت لمجدى فى حالة إنهيار لتصرخ مجدى مجدى قوم كلمنى
فقام مجدى مڤزوعا من نومه
لتمسك فى منامته بقوة أنت قولت ايه لإبنى ركان
قولتله على الحقيقة برده يا مجدى ليه عملت كده حرام عليك حرام عليك هونت عليك للدرجاتى
امال فين الحب اللى كنت بتحبهولى
مجدى قولت ايه وحصل ايه
أنا معرفش حاجة
وكان ركان يقف على باب الغرفة يبكى بكاء شديد
فنظر له مجدى مالك يا ركان
سهام مش عارف ماله ليه قولتله على اللى حصل وكمان مفهمه إنه ابن حرام
حرام عليك أنت يا شيخ
أنا عمرى ما هسامحك أبدا ابدا طلقنى يا مجدى
ركان بصوت منبوح من البكاء لا يا أمى أرجوك
أنا مش عايز اعرف غير مين هو أبويا الحقيقى وهمشى وهسيب البيت خالص حتى كمان هستقيل من الشغل كمان عشان معدتش ينفع أستمر بعد ما يعرفوا الحقيقة
فصړخت سهام لا لا
ثم رمقت مجدى بحدة قائلة
كده يا مجدى ضيعت مستقبل الولد
وان كان هو هسيب البيت أنا كمان هسيبه واعيش مع ابنى خلاص معدتش ليه عيشة معاك
نفى مجدى قائلا صدقينى يا سهام والله ماقولت حاجة خالص صدقينى
بكت سهام بمرارة مش مصداقك يا مجدى ثم نظرت لركان
أوعى تصدق إنك ابن حرام لا أنا مش خاطية يا ابنى ده كام جواز بس للاسف كان فى السر
وهو تخلى عنى وأنا حامل فيك
وكان اسمه عباس خليل
ردد ركان على مسامعه عباس خليل أنا اتهيئلى اعرف سمعت الاسم ده قبل كده أوووووو أعرفه
ثم تذكر زوج أم مكة فصړخ
لا مش معقول يكون الانسان ده ابويا أنااااا
لا لا بس مش معقول ليه
أنا فعلا لما شفته حسيت معاه إحساس غريب بس كدبت نفسى
ضړب ركان رأسه بالحائط ليه بس عملتى كده وعملتى فيه كده ومتلقيش غير الانسان ده
فصړخت سهام وصاحت فى مجدى لو ابنى جراله حاجة مش مسامحك أبدا يا مجدى
مجدى والله ما أنا السبب ثم شرد فى فيفى فكز على أسنانه پغضب قائلا معقول تكون عملتها
لو طلع هى هوديها ورا الشمس
مجدى صدقينى مش أنا يا سهام حتى شوفى الموبيل أهو وأنا كنت نايم من ساعتين
الحلقة الثلاثون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
قال لقمان الحكيم إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم
تنبت كلها ينبت بعضها
إستمع كل من فى البيت لحديث ركان مع والدته ثم مهاجمة سهام مجدى وعتابها له وإنكاره إنه هو من أفشى هذا السر الدفين منذ أكثر من ثلاثون عاما
فاڼهارت ريم من البكاء وتذكرت ما مر بها هى الأخرى ولكنها حمدت الله أن الجنين قد نزل حتى لا يعذب بجرم لم يرتكبه مثل ركان طيلة عمره
أقبلت ريم إلى سهام والدموع تنهمر من عينيها ثم أحتضنتها بحب هامسة يا حبيبتى يا مامى أنت كمان أضحك عليك بإسم الحب حسبى الله ونعم الوكيل فيهم
بس صعبان عليه ركان اوى ملوش ذنب فى اللى حصل
ثم وجهت اللوم والعتاب إلى أبيها ليه يا بابى تقوله وتكسر خاطره
مجدى صدقونى والله ما قولت حاجة
أما رياض فقد كان واقفا مذهولا لا يعلم من أين تأتى هذه المصائب التى لا يتحملها قلبه الضعيف ستبعد عنه كرميلا حبيبة القلب وسيتبعها أخوه وصديقه ركان
فما عساه سيفعل ما سيلزمه قوله
فإنما هو يستمد القوة من أخيه فما سيفعل بعده
أما كرميلا ومكة فقد إحتضنا بعضهم البعض وقد أجهشا بالبكاء أيضا
فتحول البيت فى لحظة لكتلة ڼارية أحرقتهم جميعا
إكرام بآسى يا عينى عليك يا ركان يا ابنى
تابع مجدى الدفاع عن نفسه صدقينى مش أنا يا سهام حتى شوفى الموبيل أهو وأنا كنت نايم من ساعتين
وعندما أمسك مجدى هاتفه وفتحه جحظت عينيه عندما رأى فيفى زوجته
الرجل الذى باع شرفه وضميره من أجلها فباعت زوجته نفسها لمن باع له نفسه
اى قهر وذل وإنكسار هذا فلم يكن يتوقع أن عقابه سيأتى بتلك السرعة وبهذه الطريقة أبدا
كما رأى رسالة المحافظ بفسخ الخطوبة
فصړخ مجدى لا لا مش معقول كله ده يحصلى فى لحظة وأخسر كل حاجة
بسبب الشيطانة فيفى اللى حطتلى السم فى العسل أنا ھڨتلها بإيدى دى وأشرب من ډمها
نظرت سهام له بإندهاش قائلة هى مين دى يا مجدى
فنكس مجدى رأسه بخزى وندم ولم يتكلم
فصړخت سهام هقولك أنا
دى الهانم اللى كنت بتقضى معاها مؤمريات الشغل صح
ويا ترى عايش حياتك عادى معاها ولا كمان مجوزها
فصعق ركان عندما فهم أن تلك الشيطانة الخائڼة هى زوجة مجدى
ثم تسائل هل يمكن أن يكون أيضا له يد آثمة فما يفعله فاروق ويساعده
فهز رأسه نافيا لا لا مش معقول
مجدى هتفرق معاك يعنى يا سهام
اه مجوزها ومخلف منها اتنين علاء وعلا
سهام پصدمة كمان مخلف منها يا مجدى وعايش حياتك بقالك سنين وأنا مخدوعة فيك وكنت بتمثل إنك بتحبنى وأنا كنت مصدقة
مجدى أنا فعلا بحبك يا سهام صدقينى وسبب جوازى هو أنت عشان محستش منك بالحب قد ما بحبك وانشغالك ديما بالأولاد وحبك الزايد لركان عشان كده كنت بغير منه ده غير النوادى والصحاب كنت حاسس ديما إنى على هامش حياتك
سهام أنت بتعلق شماعة غلطك عليه يا مجدى هونت عليك تعمل كده فيه يا خسارة العمر اللى ضيعته معاك
طلقنى يا مجدى لإنى مش هقدر أعيش معاك لحظة تانية
حرك مجدى رأسه بنفى مقدرش يا سهام أنت كده بتطلبى منه أن أنهى حياتى لأن روحى فيك
سهام بعدم تصديق كفاية بقه كلام شبعت منه لكن أنت طلعت ولا حاجة
ثم زاد انفعالها لتمسك بقلبها لتأتى لها الأزمة مجددا فېصرخ ركان مكة تعالى بسرعة
ثم يسرع كل من فى البيت إلى سهام
وطلب رياض الإسعاف سريعا أما مجدى فقد رأى أن كل شىء انهار فوق رأسه فقرر أن ېقتل تلك الحية التى أفسدت ما بناه فى سنوات بسمومها
فارتدى ملابسه خفية والكل منشغل بوالدتهم
لينسحب هو والشړ يتطاير من عينيه لتلك الشيطانة التى أغوته وأوقعته فى بحر الرذيلة فيفى
ولكن ركان رغم إنشغاله فقد لاحظ حركته وتأكد من تلون وجهه إنه يريد الاڼتقام من فيفى
لذا ربت على كتف رياض قائلا رياض أنا لازم أمشى وأنا عارفك راجل فخلى بالك من ماما ومكة وريم وكرميلا
إندهش رياض قائلا هتروح فين دلوقتى يا ركان وماما كده بين الحياة والمۏت
فنظرت له مكة بتوسل ألا يتركهم
ولكن ركان بادرها بقوله
أرجوك يا مكة طمنينى على ماما قبل ما أمشى ضرورى بسرعة
مكة أنا عطتها الحقنة اللى بتهدى ضربات القلب ووجهاز الأكسجين هيساعدها على التنفس عقبال ما تروح المستشفى وحالتها تستقر هناك تحت المراقبة
تنهد ركان بإرتياح نوعا ما تمام الحمدلله
معلش أنا مضطر أسبكم دلوقتى وهتصل أطمن كمان شوية
رياض بس قولى
هتروح فين
ركان مش ملاحظ أن سيادة اللواء مشى
نظر رياض يمينا ويسارا فلم يجد والده فاندهش قائلا ايوه فين بابا ده كان لسه هنا
ركان أكيد راح ينتقم من الست اللى كانت السبب فى اللى إحنا
فيه دلوقتى ولو ملحقتهوش هتحصل مصېبة أكبر
رياض بفزع يا لهوى طيب ألحلقه بسرعة يا ركان
ركان حاضر ربنا يستر وألحقه وعندما استعد للمغادرة رن على مسامعه اسم والده مرة أخرى فهو اسم أيضا والد كرميلا
فاتسعت عيناه عندما ربط بين اسمهما إذا فكرميلا أخته من الاب فابتسم لإنه كان دوما يشعر إن بينهما رابط غريب
ليجدها تقف أمامه تبكى قائلة بصوت منبوح معقولة يا باشا تطلع أخويا تصور زى ميكون كان قلبى حاسس وكنت بحس فى حنيتك عليه إنى زى أختك
فسبحان الله
فابتسم ركان حبيبتى يا كرميلا إحنا الأتنين للأسف ضحاېا راجل منزوع الضمير
ثم أقترب منها واحتضنها بحب حتى دمعت عيناه
ثم ابتعد عنها برفق
أسيبكم دلوقتى أروح أشوف لتحصل مصېبة تانى
ثم غادر ركان
كانت فيفى فى ذلك الوقت عند فاروق يقضيان وقتهما بما حرمه الله
فيفى بدلال دلوقتى يا حبيبى هيرجع مجدى زى اللعبة فى ايديا أحركه زى ما أنا عايزة ويرجع زى الخاتم فى صباعك وتشغله زى ما تحب
فضحك فاروق قائلا شاطرة يا بت أنا قولت برده محدش يقدر يقاوم جميلة الجميلات أنت سلاحک فتاك
بس أنت ماليه إيديك المرة دى
فيفى وهى تعبث فى خصلات شعره بيديها لا خلاص بعد القنبلة اللى فرقعتها مش هيلاقى غيرنا يرمى نفسه عليه وينسى سهام دى
فاروق قنبلة مرة وحدة !
ايه اللى عملتيه منا عرفك شيطانة كبيرة
فيفى بضحكة شيطانية تلميذتك يا حبيبى
برسالة عرفت ابن سهام أنه مش ابن مجدى وأنه ابن حرام وبعت نفس الرسالة ل نسايبه
وبكده فركشت الجوازة والولد عرف إنه ابن حرام وطبعا هيروح يعيط لأمه ويسئلها وأمه هتنصدم وهتعرف أن مجدى هو اللى بعتله الرسالة فهتغضب منه وترميه وساعتها مش هيلاقى صدر حنين غيرى وڠصبا عنه هيطيع أومرى
فاتسعت عين فاروق وتلون وجهه وغلت الډماء فى عروقه للتفاجىء به فيفى يقبض على شعرها بقوة فتألمت قائلة اه ليه بتعمل كده
فاروق بنبرة قاتمة مش عارفه ليه
عشان الحقد والكره ل سهام عماك وضيعتى بغبائك كل حاجة
فيفى أنا !
إزاى ده كده مقدمهوش غيرى أنا
فاروق غيرك أنت
ومفكرتيش إنه محدش يعرف موضوع ركان غيرك يعنى اكيد أنت اللى بعتى الرسالة وقصدتى تخربى بيته وتهدى علاقته مع سهام اللى أنت متأكدة إنه بيحبها وكمان موضوع الجوازة بتاع بنت المحافظ اللى أكيد كان وراها مصلحة أنت بغبائك ضيعتيها
فيفى بإضطراب أناا كان قصدى
ليقطع كلامها فاروق أنت إيه بس
أنت كده انتهيتى مع مجدى ومش بعيد كمان يقطع معايا بسببك
بوظتى كل حاجة بغبائك
وصل مجدى إلى شقته مع فيفى والشړ يتطاير من عينيه وينوى قټلها ولكن لم يجدها وكان فى أثره ركان الذى كان قلبه يخفق بشدة خوفا عليه بالرغم من سوء معاملته له ولكنه يحفظ له إنه قام على تربيته التى لولاها كان ممكن أن يربى من هو مثله فى الشارع
أو يربى فى ملجأ الأيتام مثل كرميلا
وبينما هو يخرج من سيارته أمام البناية التى تقطن بها فيفى
إذ به يرى مجدى يركض إلى سيارته سريعا فأغلق ركان عينيه پألم متسائلا هل حقا قټلها ولم يستطع هو اللاحق به
ولم يعرف ركان ما يعمل فقرر أن يتبعه بالسيارة حتى وجدت يتجه إلى طريق فيلا فاروق
فجحظت عين ركان وتأكد إن مجدى على علاقة فعلا بهذا المهرب فاروق
وعلم إنه لن يقدر على هذا الأمر وحده فقد تحدث مجزرة بالداخل
لذا قرر أن يبلغ رئيسه فى العمل ليبعث له مدد ببالغ السرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
سالم وايه دخل مجدى بالموضوع يا سيادة النقيب
ركان بحرج مش عارف بس حاسس إنه إتعرض للخداع على يد الست دى يا فندم ولما عرف رايح ينتقم فأرجوك أسرع بالقوة عشان مش هقدر أقاوم لوحدى فى وجود كل الحرس الموجودين
سالم تمام فى ظرف دقايق هتوصلك القوة
ركان ربنا يستر وتوصل فى الوقت المناسب
أنا مش عارف إزاى فجأة ټنهار كل حاجة قدامى بالشكل ده
ثم لمح طيف مكة أمام عينيه فهمس لنفسه ياااه يا مكة اكيد أنت العوض اللى ربنا كرمنى بيه بعد كل اللى شوفته فى حياتى دى وأنا برده اكيد هعوضك عن كل لحظة حزن شوفتيها هتكون سند لبعض وعمرى ماهخذلك تانى وهتحدى بيك
الكون كله عشان أنت اصلا مصدر قوتى اللى كنت مفتقدها
فاروق ده اكيد هيقتلك يا ست هانم وملكيش دية ده لواء ومحدش هيحاسبه
إنتاب فيفى الذعر فارتبكت قائلة بس انت هتحمينى منه يا فاروق صح ده أنا فيفى حبيبتك
فضحك فاروق قائلا بسخرية أنت عندى مجرد أكلة بتشبعنى وغيرك كتير يا ماما وخلاص أنت ورقتك أتحرقت باللنسبالى وتستهلى اللى يعملوا فيك مجدى بسبب غبائك
يلا قومى
مع ألف سلامة
فاروق بإبتسامة سخرية من زواية فمه كل حاجة عملتيها كانت بمقابل مش ببلاش
ويلا عشان معنديش وقت ليك أكتر من كده وورايا شغل
فيفى متوعدة له كده يا فاروق أنت مش خاېف أطلع من هنا أكلم
فضحك فاروق ده لو لحقتى أصلا تكلمى أما لو فعلا أتكلمتى فعادى مفيش عندك أى إثبات وكان غيرك أشطر
ثم أمسك ذراعها بقوة وكاد أن يتهشم فى يده قائلا بحدة مش فاروق اللى بيتهدد يا فيفى
ثم ترك ذراعها فاروق ودفعها لتسقط فى الأرض لتعلو ضحكاته على منظرها تلك
فشعرت فيفى بالذل والإهانة وأيقنت أن طريق الضلال لا يكون نهايته إلا الهلاك
فلمعت عينيها بالشړ وقررت أن تهلكه هو أولا جزءا لما فعل فعها
فأخذت تبحث بعينيها عن أى شىء تقتله به حتى وجدت سکينا على طبق التفاح فأخذته ولكنها فوجئت بصوت مجدى يعلوا فى أركان الفيلا فانقبض قلبها
رمق فاروق فيفى بنظرة ڠضب قائلا بحدة أهو البيه شرف كمان هنا أكيد وصلوا خبر أن حضرتك هنا
شكلنا هنخلص منكم أنتوا الاتنين فى نفس واحد
ليتقدم منها فاروق وعينيه تنذر بالشړ ليمسك ذراعها لتقوم من الأرض
قائلا يلا عشان أقدمك ليه على طبق من دهب
فخرج بها فاروق
ونظر من أعلى الدرج إلى مجدى الذى يصيح بأعلى صوته وحرس فاروق يمسكون به من كل جانب ومصوبين نحو رأسه السلاح
مجدى قائلا بحنق أنا مكنتش عارف إنك بالقذارة دى يا فاروق أنت والهانم اللى غرقتنى معاكم وضحكت عليه أنا اللواء مجدى الزيات
وكنت بفتكرها بتحبنى أتارى عشان توصل لأهدافها الحقېرة وأكون تابع ليك وأخسر نفسى وشرفى اللى دنسته الخاېنة دى
فاروق بسخرية حلو اوى
بس أنت برده استفادت كتير من شغلك معانا يا سيادة اللواء وبقه عندك أملاك هنا وبره مصر وفلوس ملهاش عدد فى بنوك سويسرا وعايش ولا كأنك ملك من ملوك الزمن فكل شىء بحسابه
فمتزعلش اوى كده على شغلك معانا وخلينا حبايب زى ما إحنا أستفيد منك وأنت كمان تستفيد
وان كان فيفى مزعلاك اوى كده أعمل اللى يرضيك فيها هى معدتش تلزمنى
مجدى طيب سبهالى أخنقها بإيديه وأبعد حرسك عنى
فاروق بس كده غالى والطلب رخيص
أهى ثم امسكها فاروق ورفعها بين يديه استعدادا لإلقائها له من فوق الدرج
لتستغيث فيفى أنت هتعمل إيه يا مچنون
أرجوك إرحمنى يا فاروق
فاروق هطيرك يا حبيبتى
فأخرجت فيفى السکين التى تخفيه ثم غرزته فى صدر فاروق فصړخ فأوقعها من يده فسقطت من أعلى الدرج قتيلة أمام عين
مجدى الذى صړخ قائلا فيفى
لينحنى إليها فوجدها تنازع فى الروح لتهمهم بصوت ضعيف سامحنى يا مجدى ومتتعاملش مع فاروق تانى وإرجع لربك وادعيلى ربنا يسامحنى الدنيا فعلا طلعت ولا تسوى
ثم دمعت عيناها وشهقت شهقة المۏت وماټت
أما فاروق فقد صړخ من الألم ليسرع إليه الحرس ليتفاجئوا بصوت سرينة الشرطة
فارتبك أحد الحرس هنعمل ايه يا فاروق بيه دلوقتى
فصړخ فاروق شلونى بسرعة نهرب من الباب الخلفى للفيلا وكلموا الدكتور بسرعة
فحمله رجاله مسرعين به إلى الباب الخلفى للهرب
فولجت الشرطة فوجدوا مجدى بجانب چثة فيفى يبكى
أحد الضباط سيادة اللواء ممكن حضرتك تفهمنا حصل ايه
فأشار بيده لأعلى وقال بصوت منبوح ألحقوا دلوقتى فاروق قبل ما يهرب من هنا
لم يتدخل ركان معهم لحساسية الأمر
فانتظر فى الخارج من خلف الفيلا ليرى رجال فاروق يحملونه للسيارة
فى محاولة منهم للهروب به
فقام سريعا بالاتصال بالقوات ولكنه خاف أن يهرب دون الوصول إليه
فانطلق سريعا ركان ورائهم بالسيارة وتبادل معهم إطلاق الڼار
فأصاب إحدى عجلات سيارتهم فتوقفت
وتوقف هو بسيارته وترجل منها يحمل سلاحھ
فاروق بصوت جهورى أقتلوه بسرعه
فصوبوا سلاحهم عليه فقال ركان بمكر فى إيديكم ټقتلونى بس برده هتتمسكوا لإنى بلغت والشرطة جاية فى الطريق وأخرتكم طبعا معروفة إعدام
وفى ايديكم تسيبوا الراجل الكبير بتاعكم راس فدا وتهربوا أنتوا بسرعة
والشرطة عايزاه هو رأس الأفعى اكتر منكم أو استسلموا للشرطة وأنا هزكيكم وتخدوا حكم مخفف عشان استجابتم للأمر بسرعة
فنظر بعضهم البعض
فصاح فيهم فاروق أنتم بتبصوا لبعض كده ليه
إيه هيخليكوا تنسوا فاروق ريسكم اللى فاتح بيوتكم
أقتلوه
بسرعة ومتخافوش هنهرب بره البلد كلنا
ولكنه ركان انتهز فرصة انشغالهم بالتفكير وقفز فى الهواء بحركات تعلمها فى كلية الشرطة وبيده وقدمه أطاح بأسلحتهم
وحاولوا التصدى له بالضړب ولكنه فاجئهم بسرعته فى اللكمات بقدميه ويده
حتى سمع دوى صوت سرينة الشرطة قادمة
فصاحوا خلاص يا باشا هنسلم
ولكن فاروق حاول مټألما الانحناء ليلتقط سلاح
وعلى حين غرة أطلق الڼار على ركان قائلا مش هضيع لوحدى
فأصابت الطلقة ذراع ركان فأطلقت الشرطة سريعا الڼار على رأسه فأردوه قتيلا
قبل أن يصيب ركان برصاصة
أخرى
أمسك ركان بذراعه مټألما فجاء إليه سريعا زميله هشام قائلا ركان حبيبى ألف سلامة عليك
دى عربيتك صح تعال يلا أوصلك لأقرب مستشفى والحمد لله
قدر ولطف إنها جت فى دراعك خفيفة بإذن الله
ثم أمسكت باقى القوة بأتباع فاروق وتم استدعاء عربة الإسعاف لنقل چثة فاروق
وأعز الله من قال من قتل ېقتل ولو بعد حين
ركان بحرج لهشام متعرفش عملوا إيه مع سيادة اللواء مجدى الزيات
هشام ايه سيادة اللواء دى أنت أتبريت من أبوك ولا إيه
فعلم ركان أن خبر أنه ليس ابنه لم يصل إليهم بعد فتنهد بإرتياح
ثم تابع هشام سيادة اللواء مجدى فى مأزق صراحة حاليا وبيتحقق معاه عشان يعرفوا إيه علاقته بالقتيلة وعلاقته ب فاروق
فحدث نفسه ركان لا حول ولا قوة الا بالله
ليه عملت كده يااااااااااااا با با ثم دمعت عيناه
ثم تذكر والدته فأخرج هاتفه سريعا وهو يتألم
فاستجاب له رياض
ركان بصوت مټألم ماما عاملة ايه طمنى
رياض الحمد لله لحقناها وحالتها أستقرت بس نايمة الدكتور عطاها منوم لأنها مش راضية تبطل عياط وده غلط عليها بس حتى وهى نايمة عيونها بتدمع وبتقول اسمك
ياريت تيجى عشان لما تصحى تلاقيك قدامها يمكن تهدى شوية
ركان مټألما حاضر
رياض بقلق مال صوتك كده !
أنت كويس
وبابا أخباره ايه لحقته وهو فين دلوقتى
فسكت ركان ولم يعلم بما يجيبه
رياض أنطق مالك متقلقنيش عليك
ركان مفيش إصابة بسيطة ورايح المستشفى أعالجها
رياض من ايه لا أنا قلبى مش مطمن
طيب تعال على المستشفى هنا إحنا فى مستشفى السلام
عشان نكون جمبك وجمب ماما فى نفس الوقت
سمعت مكة صوت رياض وهو يتكلم عن الإصابة
فأصابها الفزع فأسرعت لرياض وخطفت منه الهاتف لتقول بلهجة خوف ركان مالك طمنى أرجوك
إتصابت فين وتعبان اوى طيب حاسس بايه
أكلم قول
فابتسم ركان لتلك الحورية التى أثرت قلبه من أول وهله فهى فى حبها له لها حنانا مثل والدته
فطمئنها ركان بقوله متقلقيش حاجة بسيطة كده وأنا جى عشان وحشتينى اووى
مكة پغضب إحنا قولنا ايه
ركان مبتسما اه آسف قصدى امى وحشتنى
فابتسمت مكة رغما عنها قائلة ايوه كده
عنان أظن كده يا سكر قمنا بكل التحاليل اللازمة ومفضلش غير العملية
طأطأ عامر رأسه حزينا أن شاءالله
لوت عنان شفتيها قائلة ومالك كده حزين زى متكون وحدة ست جوزها أجوز عليها !
وصحيح فكرتنى أوعى تفكر فى يوم من الأيام تجوز عليه اه يا حبيبى أنا زى الفريك محبش شريك اه الشرط نور كده من أولها تمام يا سكر متفقين
فابتسم عامر قائلا مش لما نعرف نجوز إحنا الأول يعالم اطلع من العملية دى ولا
عنان يا شيخ تف من بوقك بقولك إيه يا عامر بطل فقر كده يا خويا وخلى أملك فى الله كبير
والعملية هتكون زى شبكة الدبوس كده وهتطلع منها زى الفل بس أبقى افتكرنى إلا لو مفتكرتنيش البت سارة مرات اخويا هتفرح فيه اووى
عامر لا متقلقيش حتى لو عقلى مفتكرش قلبى عمرى مهينساك
عنان يختى عليه وعلى كلامك السكر اللى زيك ربنا يخليك لشبابك يا خويا
وياريت البت مكة صاحبتى كانت معانا يمكن كانت قالتلك كلمتين من كلامها اللى زى العسل اللى بيدخل القلب ده على طول كلام ربنا كانت هطمن قلبك بيه والله
بس استنى أنا كنت سمعت منها حديث اسمع ايه
اه دادو مرضاكم بالصدقة
فإيه رئيك يا خويا كده نطلع على دار أيتام نلعب معاهم شوية ونجبلهم شوية حلويات وبلالين وتتبرع بشوية فلوس
ولا كمان يا عينى الناس اللى بتيجى على قناة الندى يقطعوا القلب تشوف كام حالة وتتبرع
فابتسم عامر قائلا بس كده ياريت أنا بحب العمل الخيرى اوى لإنه فعلا هو ده اللى بينفع الإنسان عشان كله زائل وده اللى بيبقى لينا
بس صح انا اتهيئلى قولتى اسم صاحبتك اسم كده قولتى ايه
فقطبت عنان جبينها ولوت فمها قائلة ايه عجببك اوى اسمها مكة من أولها كده بتبصبص لصاحبتى يا خاېن يا دون يا بتاع مكة
فضحك عامر حتى دمعت عيناه إيه كل ده
ومين بس اللى يكون معاه القمر ويبص للنجوم
عنان يختى والله ما قمر
غيرك فى سمايا
عامر قولتى مكة متعرفيش اسمها مكة ايه
ووالدتها اسمها ايه
عنان وأنت ليه بتسئل يعنى تكونش يا خويا مباحث وبترسم عليه الحب عشان توقعنى
عامر يخربيت دماغك أنت اللى عايزة تصلح مش أنا
مباحث ايه بس
وجاوبينى وأنا هقولك بس قوليلى الاول
عنان طيب براحة عليه
مكة إسمها مكة محمود وأمها الله يرحمها حكمت
فقام عامر من مجلسه قائلا ببشاشة وجه
معقول مكة صاحبتك تبقى مكة
الحلقة الواحدة والثلاثون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
ثق بأن الله ألطف من أن يحزن قلبك ثم ينساه
وأكرم من أن يعطيك حزنا طويلا لا يعقبه فرح
الله أعظم من أن يزرع فيك أملا ثم يميته
الله أكبر من همك
سيعوضك الله
سيقتلعك من دوامة خسائرك التي لا تنتهي
وسيكون عليك حنونا
بشكل لم تعهده من أحد
عنان
مكة إسمها مكة محمود وأمها الله يرحمها حكمت
فقام عامر من مجلسه قائلا ببشاشة وجه
معقول مكة صاحبتك تبقى مكة بنت عمى اللى بندور عليها من سنين
إتسعت عين عنان وفتحت فمها ببلاهة قائلة بنت مين يا عمنا هو مخك فوت تانى
عامر لا بنت عمى بس هى متعرفناش عشان كانت لسه طفلة صغيرة لما أمها خدتها ومشيت زمان واتجوزت عباس وبعدين سافرنا أنا وبابا فرنسا وحولنا نخلى حد يدور عليهم عشان نتوصل لمكانهم ونطمن عليهم معرفش يوصل لحاجة للأسف
عنان بذهول مكة صاحبتى دى الغلبانة اللى مكنتش يا عين قلبى بتلاقى اللقمة وشافت الغلب والعڈاب كله فى حياتها تطلع فى الأخر بنت عمك أنت معقول
تبدلت ملامح عامر من الفرح للحزن عندما وصفت له عنان حال ابنة عمه ولكن ما باليد حيلة فالظروف هى التى حالت بينهم وبينها
عامر ايوه بنت عمى دى حكاية طويلة يا عنان
وياريت تقوليلى فين مكانها
عشان نوصلها ضرورى دى ليها دين فى رقبتنا كبير اوى
وبابا هيفرح اوى ويرتاح باله اخيرا
عنان والله الراجل الكوبارة ده يطلع عم مكة يا محاسن الصدف
والله البت مكة دى تستاهل كل خير عشان صبرت كتير اوى وأخيرا ربنا هيعوضها
يا حلاوة الجبر يا ولاد يا ما أنت كريم يارب
ثم تابعت عنان
هى دلوقتى موجودة عند الباشا ركان كممرضة لوالدته
ومعرفش ايه أخبارها لإنى بنتظر منها هى تكلم أو تسئل عشان محرجهاش عندهم
عامر بس لازم نكلمها عشان نتواصل معاها ونشوفها ونسلمها حقها سواء كانت عايزة فلوس بس أو تدخل شريك معانا فى الشركة
عنان شركة ايه
قصدك هتدخل معاكم جمعية وتقبضوها الأول
فضحك عامر قائلا لا قصدى شركة إستيراد وتصدير منتجات غذائية فى محطة الرمل
عنان بفرحة يا حلاوة يا ولاد يعنى أنت زى مبيقولوا كده عليهم بسبس مان
عامر بضحك ايوه هو ده
يخربيت كلماتك أنت لازم تتعلمى شوية عشان لو أتكلمتى كده قدام بابا هتشليه
عبست عنان وأشاحت بوجهها قائلة بحزن بلاش الجوازة دى يا باشا بدال مكسوف منى قدام الراجل الكوبارة أبوك
الاحسن تشوف وحدة من مستواك لكن أنا وحدة على قدى ومبعرفش فى الكلام اللى مذوق ده
شعر عامر بالندم لتفوه بتلك الكلمات بدون قصد فأردف قائلا مستوى إيه بس يا عنان
كلنا ولاد تسعة زى مبيقولوا وأنا أصلا حبيتك بسبب كلامك وعفويتك وطيبة قلبك
لكن يا حبيبتى أنا عشان بحبك عايزك تكونى أحسن وحدة فى الدنيا عشان كده هعدلك بس شوية كلمات عندك تنطقيهم صح
نظرت له عنان بهيام قائلة أنت قولت ايه يا عسل
عامر قولت هعلمك بعض الكلمات
فابتسم عامر وعلم ما تقصد فأعادها على مسامعها بحبك
فأمسكت عنان برأسها قائلة بصوت خاڤت لا أنا حاسه دماغى هيست خالص وقلبى هيقع منى أطلبلى الإسعاف يا سكر
عامر بضحك كل ده من كلمة وحدة امال يعنى لما
عنان لا مفيش لما أنت اللى لم نفسك يا خويا
فضحك عامر أنت مش كنت مسخسخة دلوقتى
عنان اه بس فوقتلك تانى أهو عشان تظبط نفسك
عامر طيب ممكن تكلمى مكة وتقوللها تقابلنى ضرورى فى اى مكان أو إحنا اللى نروحلها وهكلم بابا يحصلنا
عنان ماشى يا خويا وماله مش عيب هكلمهالك
فاتصلت عنان ب مكة
فاستجابت مكة على مضض وحزن فهى فى حالة لا تسمح لها بالحديث ولكنها لم تشىء تحزن صديقتها بعدم الإستجابة
مكة السلام عليكم
عنان وعليكو يا مكتى يا قلب أختك
مكة عاملة ايه
عنان بخير يا قلبى وأنت عاملة ايه
تنهدت مكة پألم كل أمر ربنا حلو الحمد لله على كل حال
عنان بقلق مالك يا بت صوتك مش عجبنى
مكة ظروف بس وهتعدى زى غيرها بإذن الله
عنان بمرح وإيه قولك فى حاجة هتعدل أمورك كلها يا مكتى
فرج كبير اوى من ربنا بس ليه الحلاوة ها
مكة بإبتسامة واهنة اللى تأمرى بيه يا حبيبتى بس فى إيه
عنان والله ما عارفة أقولهالك إزاى
أقولك خدى هو يقولك بنفسه
شعر عامر بالحرج ولكن باغتته عنان بقولها خد يا عسل متكسفش دى بنت عمك برده وزى أختك بس حس عينك تسهوك بكلمة كده ولا كده أنا أهو مطأطا ودانى وشيفاك
فابتسم عامر لغيرة تلك المچنونة التى شقلبت حاله والتقط الهاتف ليحادث مكة
عامر آنسة مكة
مكة ايوه مين حضرتك
عامر أنا عامر خالد حسين
ابن عمك يا مكة
اتسعت عين مكة بإندهاش قائلة عمى ثم
شردت فى والدتها وتذكرت ما قالته لها ذات مرة عن عمها خالد الذى كان يتمتع بسمعة طيبة وحنون وكان يحبها ولكنها كانت تحب والداها
تابعت مكة أنا فعلا كنت أسمع من أمى ربنا يرحمها إن ليا عم اسمه خالد
تبدلت ملامح خالد للحزن عندما علم أن زوجة عمه توفاها الله
عامر هى ماټت ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته
مكة امين يارب
عامر طيب أنا محتاج أشوفك
لم يتم عامر كلمته حتى شعر پألم دعس قدميه من عنان
فتابع حديثه قصدى نشوفك كلنا أنا وبابا وعنان عشان نتعرف بيك ونكلم فى موضوع مهم جدا باللنسبالك
مكة أنا حاليا فى المستشفى بتابع حالة الهانم اللى بقوم بتمرضها فى البيت
عامر لا خلاص سيبك منها أنت معدتيش محتاجة شغل أنت أصلا ليك عندنا ملايين
شهقت مكة ملايين ده إزاى ومنين
عامر مش هينفع أحكيلك فى التليفون لازم نتقابل
او تيجى أنا وعنان ناخدك من المستشفى حالا ونروح لبابا عمك يعنى
مكة بس أنا مقدرش أسيب حد محتاجنى حتى لو عندى مال الدنيا
فممكن نأجل اللقاء ده لغاية مطمن عليها وهتصل بحضرتك فى الوقت المناسب
عامر ماظنش بابا هيصبر ده ماهيصدق إنى لقيتك
طيب ممكن توصفيلى أنهو مستشفى وإحنا نجيلك بس نطمن عليك وبعدين نكلم فى موضوعنا
مكة تمام أنا فى مستشفى السلام
عامر تمام خلال ساعة هكون عندك أنا ووالدى وعنان
مكة بإذن الله
ثم أغلقت الخط لتبتسم غير مصدقة إنها أصبح لديها عائلة بعد أن كانت تشعر إنها وحيدة فى تلك الدنيا
فحمدت الله
ثم مرت لحظات ولج فيها ركان مع زميله هشام الذى صړخ قائلا دكتور بسرعة لو سمحتم
لمحته مكة فقد كانت فى إنتظاره فأسرعت إليه بقلب مرتجف وعين باكية ركان مالك ايه صابك
فنظر ركان لتلك العينين التى جمعت فى لحظة واحدة كل مشاعر الحب والود والأهتمام فشعر بالندم على ضعفه أمام والده فكان حقا بها أن يتمسك بها بدلا من أن يسلمها لنفسه لآخر غيره
فهو الآن يعاقب بالحرمان منها لإنه ود أن يخفيها فى ليشعر بالحب والاحتواء الذى طالما حرم منه
ولكن ما باليد حيلة يجب عليه أن يصبر حتى تكون حلال له بعد أن تطلق من أيمن
لإن من استعجل شىء عوقب بحرمانه
فليصبر إذا حتى ينالها بالحلال الطيب
ركان بحب متقلقيش دى إصابة بسيطة وهتتعالج بسرعة طمنينى على أمى
مكة بخير ونفسها تشوفك
ركان طيب أخلص بس من الړصاصة الرخمة دى وأطلع لقلبى قصدى لأمى
ثم حضر الطبيب سريعا ورحب به كثيرا عندما علم رتبته وأدخله لغرفة العمليات لأستخراج الړصاصة
ظلت مكة تدعو الله كثيرا وهو بداخل لغرفة العمليات أن يخرج لها بسلام
اتسعت عين خالد من المفاجأة عندما أعلمه عامر إنه علم مكان مكة
فرح خالد كثيرا واردف خدنى بسرعة ليها يا عامر وأخبار حكمت ايه طمنى
فنكزته لطيفة بغيرة ومالك كده متلهف اوى عليها يا خالد هى لسه برده شغله دماغك
خالد استنى بس يا لطيفة هسمعك ولا أسمعه
كمل يا ابنى عاملين ايه
فصمت عامر للحظة ثم أردف بابا حكمت تعيش أنت من فترة
فأغمض خالد عينيه پألم فقد ذهبت حب عمره بدون حتى أن يراها ولو للحظة واحدة
توقفت الكلمات فى جوفه للحظة قبل أن يتابع
إن لله وإنا إليه راجعون ودلوقتى يا ابنى تعال خدنى لمكة عشان أرتاح واطمن عليها
عامر حاضر مسافة السكة هكون عندك حضر نفسك
أغلق خالد الخط بحزن شديد ثم استند برأسه إلى الحائط من الخلف لتنسكب عبراته
لتقف لطيفة والڠضب بيتطاير من عينيها قائلة لا كده بزيادة طلقنى يا خالد
فابتسم خالد رغما عنه فالغيرة لا تعرف عمرا وأمسك بيد لطيفة واجلسها بجانبه قائلا عايزانى أطلقك واحنا لسه مكلملناش اسبوع طيب مفكرتيش الناس تقول علينا إيه
لطيفة بعبوس امال عايزنى أستحمل حزنك على حبيبة القلب وإحنا لسه عرسان جداد
خالد دى نفس قابلت الله يا لطيفة خلاص ميجوزش عليها غير الرحمة
ياريت تعقلى كده إحنا مش صغيرين على الكلام ده ويلا هاتيلى الجاكت من جوه عشان عامر على وصول أشوف بنت
الغالى أخويا محمود الله يرحمه
وبالفعل أتى عامر ليأخذ والده واتجه به إلى المشفى
وعندما تقابلت عين مكة بعمها خالد دمعت عيناها وتذكرت والداها فقد كان يشبهه كثيرا فهى تحتفظ بصورة والداها دوما فى مخيلتها رغم أنه ماټ وهى ما زالت طفلة صغيرة
خالد والدموع فى عينيه حبيبتى يا بنت الغالى تعالى
مكة وأجهشت بالبكاء فكم تمنت أن تجد يحتويها ويحميها من غدر البشر
ثم ابتعدت عنه وسلمت على عامر وابتسمت قائلة اهلا يا ابن عمى وبادرها عامر ايضا ببعض الكلمات اللطيفة فضحكت
وفى هذا الوقت كان ركان قد خرج من غرفة
العمليات بعد أن أستخرجوا الړصاصة واستفاق من المخدر فرآها تبتسم مع عامر ويبادلها الابتسامة فڠضب وهاج وكاد أن يقفز من سرير المشفى المتحرك لولا أن أمسك به الطبيب
ركان پغضب كامح سبنى بقولك
وعندما سمعت صوته مكة أسرعت إليه للتطمئن فبادرها بقوله ايه إحنا لسه خلصنا من أيمن لما يطلع الأفندى ده كمان
مكة بإبتسامة صافية ده عامر ابن عمى وعمى خالد ربنا بعتهم ليه بعد سنين طويلة عن يد صحبتى عنان
فتحدثت عنان ولا صحبتك ولا بتاع أنا وقفة شرباة خردة من بدرى ولا كأنك تعرفينى
فضحكت مكة لا يا ستى ده أنت الخير والبركة كلها ووش الخير بس معلش المفاجأة كانت كبيرة عليه اوى
عنان امال لو قلتلك على الكبيرة بقه هتعملى إيه
هطبى ساكتة
مكة بإندهاش ايه خير
عنان طيب امسكى نفسك وصلى على النبى كده
مكة صل الله عليه وسلم
عنان الواد العسل ده اللى هو خطيبى
مكة بضحك ابن عمى خطيبك لا ده كده خلاص أدبسنا فى بعض لآخر العمر
عنان امال ايه
أحلى تدبيسة يا قلبى أنت
بصى يا ستى ولا أقولك يا عمى يا راجل يا كوبارة أقولها أنت
خالد يا بنتى أنت ليك دين فى رقبتنا كبير اوى ملايين
مكة بذهول منين وإزاى
خالد ابوك الله كان مسلفنى فلوس وماټ قبل مردهاله وأنا شغلتها ومع الوقت ربنا بارك وزادت
وآن الأوان تاخدى حقك
مكة بس حضرتك اللى اشتغلت وتعبت مش أنا عشان أخد حاجة مش من حقى والمهم عندى انى شوفتك يا عمى ودى تسوى كتير عندى
فنكز خالد عامر مش قولتلك تستنى بنت عمك أحسن من اللى لسانها طولها دى
فكز ركان على أسنانه بغيظ محدث نفسه أنا شكلى خلاص اللى مبقتش أنفعها بقت مليونيرة
عامر ده نصيب يا بابا
خالد طيب طيب
خالد يا بنتى ده حقك ولازم تاخديه ولازم تيجى تديرى معانا الشغل فى الشركة
وتسيبى شغل الممرضة ده مبقاش يليق عليك خلاص
فيلا بينا على البيت مش هسيبك أبدا تانى يا بنت الغالى
نظر لها ركان بتوسل كإنه يقول لها أوعى تسبينى أنا من غيرك ھموت أنت الروح اللى جوايا أنت النفس اللى بتنفسه أنت الډم اللى بيسرى فى عروقى
أنت أنا يا مكة منقدرش ننفصل أبدا عن بعض مهما كانت الظروف
ابتلعت مكة ريقها بصعوبة قبل أن تردد والله يا عمى كان بودى أجى مع حضرتك بس انا لوالدة الباشا ركان مش مجرد ممرضة عادية أنا بحس إنى بنتهم وهى زى والدتى ومقدرش أسيبها فى الظروف دى
أبتسم ركان وحدث نفسه أسرتينى بحبك يا مليكتى وحسستينى بضعفى أكتر ياريت كنت زيك بقوة أيمانك وأخلاقك
خالد صراحة مش عارف أقولك ايه يا بنتى
بس أنت فعلا صورة وطبق الأصل من ابوك الله يرحمه فى أخلاقه العالية دى وشبه والدتك فى الشكل مع طيبة قلبها الحنين
على العموم أنا هسيبك بس مش أكتر من أسبوع عندهم
بس بعد مايخلص الأسبوع هطب عليك أخدك أتفقنا
ابتسمت مكة بوهن قائلة اتفقنا
على جانب آخر
فى أحد السجون كان يأن أيمن وېصرخ حرام عليكم طلعونى أنا مظلوم
ربنا يخدك يا وش الفقر يا مكة من ساعة متجوزتك والمصاېب حلت على دماغى لا العلاج جاب نتيجة وكمان إتحبست ظلم
العسكرى بغلظة حادة ما تسكت بقه يا أخينا صدعتنى عمال تولول ولا الحريم يكش شوطة تخدك وتريحنا
أيمن بصړاخ مظلوم والله يا ناس صدقونى
العسكرى قالوا الحرامى احلف
أيمن عيب ده أنا محامى محترم
العسكرى محامى إذ كان اللواء الزيات بذات نفسه طلع أستغفر الله العظيم
ربنا يهدكوا حاميها حراميها
فزع أيمن من كلام العسكرى على اللواء الزيات قائلا أنت بتقول ايه يا جدع أنت هى حصلت تلسن على اللواء مجدى الزيات يستحيل ده أنا عارفه أكتر منك
العسكرى بسخرية هههههه ما أنت بدال تعرفه أكيد شبهه ومش بعيد تكون كمان كنت عارف بلاويه ما أنت على ما سمعت محامى العيلة الكريمة دى بس صعبان عليه والله اللى هيحصل للبشوات الصغيرين بعد
ڤضيحة أبوهم اللى بجلاجل دى
أبتسم ايمن پشماتة فى ركان قائلا تستاهل شوفت آخرة إنك شايف نفسك زيادة عن اللزوم ايه
وكمان اللى عملته فيه ويا ويلك منى لو أنت السبب فى اللى أنا فيه ده عشان تستفرد بمراتى
بس أخرج منها بس وهوريك أنت وهى مين هو أيمن
ثم جاء إستدعاء لأيمن
العسكرى تعال معايا الباشا عايزك ثم دفعه بقوة
أيمن ما براحة شوية هو أنا ناقص
العسكرى أمشى من ساكت يا حيلتها
ثم وقف أيمن أمام وكيل النيابة
أيمن برىء والله يا باشا
وكيل النيابة هنشوف يا خويا هنشوف
بس الأول أتفضل أستلم الورقة دى وأمضى عليها
خلينا نخلص عشان قدامك
كعب داير على جميع الاقسام فى البلد
أيمن ورقة ايه
وكيل النيابة شوف وأنت تعرف ثم ضحك بسخرية قائلا إظاهر عروستك بتحبك اوى ومن كتر حبها رفعت قضية طلاق هههههه
فاحتقن وجه أيمن وغلت الډماء فى عروقه وقبض على يديه بقوة قائلا بتوعد أنا كده أتأكدت من اللى فى بالى بس ما كانت قدامك من الأول لزمته إيه اللفة دى
بس ودينى ماهسبكوا تتهنوا على حسابى وأنا كنت المغفل بينكم
ثم بدء أيمن رحلته فى الدوران حول المحافظات لإثبات أنه ليس المتهم فى الچريمة المنسوبة إليه وإنما هى تشابه أسماء لا أكثر
مكث فى هذه الأمر مدة حوالى شهر من الزمن كانت بالفعل مكة حصلت على الطلاق منه للضرر ثم خرج بعد ذلك أيمن من السچن حر طليقا
فى أثناء ذلك كانت سهام تعافت من مرضها بعض الشىء وخرجت للمنزل بصحبة أبنائها ولكن الچرح الذى لا يلتئم أبدا هو إنكسارها بسبب ما فعله زوجها مجدى بها من زواجه بأخرى
وما فعله من إشتراكه مع فاروق فى التهريب مما أساء سمعة عائلتها
الذى كان عاقبته وخيمة على العائلة حيث استدعى اللواء سالم ركان ورياض
اللواء سالم وقد بدت على ملامحه الحزن ركان أنا مش عارف أقولك إيه
أنا عارف أنك إنسان كفىء ومجتهد ورياض كمان إنسان فى منتهى الأخلاق بس اللى حصل من والدكم للأسف يعنى ثم صمت سالم
فنكس رأسه ركان وتابع پقهر فاهم حضرتك
ثم قام ركان واتبع مردفا هيكون عند حضرتك استقالتى أنا ورياض
سالم سامحونى يا ولاد بس الأمر جى من جهة أعلى منى وأنا لازم أنفذ
ركان عارف يا فندم
ثم نظر لرياض بعين تتألم يلا بينا يا رياض
عشان منعطلش سيادته اكتر من كده
فقام رياض معه وغادرا
سالم لا حول ولا قوة الا بالله
ليه بس يا مجدى عملت كده فى نفسك وفى اولادك
ولج رياض لمكتبه وأتبعه ركان الذى دمعت عيناه وهو يمسك بالورقة التى سيكتب به استقالته
رياض لم يهتم كثيرا لأمر تركه للعمل فى الشرطة فهو لا يحب تلك المهنة ولكنه يعلم جيدا بمدى حب ركان لعمله فى مجال الشرطة
فربت رياض على كتفه بحنو قائلا ركان اخويا وحبيبى أنا عارف أنه صعب عليك اكتر منى عشان أنا اصلا مكنتش حابب الشغل ده وبحب مجال الفن
بس بفكرك بآية كنت بسمعها من أعز وحدة لقلبك مكة قالها رياض بصوته الشجى
ۖ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسى أن تحبوا شيئا وهو شړ لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون 216
فتأثر بتلاوته ركان فأجهش بالبكاء فاحتضنه رياض قائلا أبكى يا حبيبى فى حضڼ اخوك بس عايزك أول متطلع من الباب ده ترفع راسك ومتتحنيش أبدا إلا للى خلقك وتكون قدام الكل ركان اللى برده هيفضل ركان بهيبته اللى عملتها لنفسك مش بإسم بابا
فابتعد ركان وابتسم رغما عنه قائلا انتم كلكم بقيتوا شبه مكة كده ليه
رياض فعلا جزاها الله خيرا عنا كلنا قدرت تأثر فينا بكلامها الطيب وأخلاقها الجميلة اللى بتترجم فى أفعال مش كلام بس
وأنا صراحة مبسوط إنى خلصت من الميرى
ركان ايوه عرفك عشان تتجه للفن وتغنى
رياض لا مش هشتغل مغنى
ركان امال هتشتغل ايه
سواقة هههه
رياض بضحك اسمها مش مغنى اسمها منشد
أنا هنشد عن الرسول صل الله عليه وسلم وهقدم بإذن الله فى إذاعة القرآن الكريم
اتسعت عين ركان من الفرحة واحتضن أخاه مجددا بحب وبارك له ثم ابتعد عنه برفق لتكسوا ملامح الحزن وجهه قائلا بإنكسار أنا مش عارف هعمل ايه
وكنت الأول بقول مكة متلقش بيه أنا ركان سيادة النقيب سليل الحسب دلوقتى أظن أنا اللى مش هليق ليها وهى بقت سيدة أعمال وأنا عاطل عن العمل
فأظن مفروض اختفى من حياتها نهائى
فقطب رياض جبينه قائلا أنت بتقول ايه
امال فين الحب
ووعدك ليها لما تطلق هتجوزها
انت كده هتكسر قلبها للمرة التانية يا ركان
تنهد ركان پألم قائلا
يا
أ
الحلقة الثانية والثلاثون
بسم الله ونصلى
ونسلم على رسول الله
لو كنت أملك أن أهديك عيني لوضعتها بين يديك لو كنت أملك أن أهديك قلبي لنزعته من صدري وقدمته إليك لو كنت أملك أن أهديك عمري لسجلت أيامي باسمك لكني لا أملك سوى الكلمات الكثيرة من صادق التعبيرات فلتكن هي هديتي إليك
رياض أنت بتقول ايه
امال فين الحب
ووعدك ليها لما تطلق هتجوزها
أنت كده هتكسر قلبها للمرة التانية يا ركان
تنهد ركان پألم قائلا افهمنى يا رياض صعب موقفى الحالى حاسس بالضياع وهى لو وفقت هحس إنها وفقت شفقة لحالى وده هيعذبنى
وأنا مفروض الراجل اللى بشتغل وبصرف لكن مش هقدر أسمح لنفسى أنها تصرف عليه
رياض بسخرية معلش
سامحنى ده هبل وتصرف عليك إيه
أولا الحمد لله إحنا حالنا متيسر
ثانيا أنت ممكن تشتغل أى شىء تحبه فى أى وقت
فقاطعه ركان پقهر ونسيت كمان أنا ابن مين
ابن راجل معډوم الضمير مسبش شىء قذر إلا وعمله
رياض بخزى مما فعله والده مجدى أظن دى إحنا فيها متساويين بس مهما عمل أبوك أو ابويا برده ليهم حق علينا صلة الرحم
ركان بسخرية صلة رحم مهو اللى بترها وأنا كنت لسه جنين لا مش عايز أشوفه ولا أعرفه
رياض لسه قلبك قاسى يا ركان أتعلم من مكة شوية أنت عارف مكة اللى بتقول لا مش هرتبط بيها دى عملت ايه
أبتسم ركان فمجرد ذكر اسمها ينبض قلبه بالحب ولكنه عنيد
ركان عملت ايه
رياض اخواتى الصغيرين
ركان اخواتك مين دول
رياض انت نسيت اخواتى من بابا وفيفى
ركان اه اه
بس أنت متأكد إنهم اخواتك عشان يعنى استغفر الله العظيم كانت يعنى مع المچرم فاروق
رياض ايوه عملتلهم تحليل DNA واتأكدت
ودلوقتى هما مع مكة
فذهل ركان قائلا مع مكة إزاى
رياض صعبوا عليها لما بعد اللى حصل راحوا دار رعاية فخدتهم تربيهم وبتساعدها كرميلا
ركان تعبتينى يا مكة والقلب مبقاش يستحمل
رياض خلى بالك عشان لو ضيعتها تانى من ايدك مش هتلاقيها
خصوصا وأن عمها نفسه ومنى عينه يجوزها عامر ويخليه يسيب خطيبته اللى مجنناهم
فتلون وجه ركان ڠضبا لا يستحيل
رياض أنت غريب صراحة يعنى ولا عايزها ولا عايزها لغيرك امال هى لعبة بين ايديك وخلاص
صمت ركان للحظة ثم جلس ووضع يده على وجهه
فأقترب منه رياض وربت على كتفه قائلا ليه كل العڈاب ده وأنت بتحبها
أزال ركان يديه من على وجهه وتنهد پألم قائلا كنت عايز ارتبط بيها بظروف افضل من كده ومكنتش عايز صورتى تتهز قدمها أو أشوف فى عينيها لحظة شفقة من اللى بتوزعها على الجميع
أنا عايز أكون شىء خاص باللنسبالها
رياض تصور إنك انانى
ركان بذهول أنااااااا
رياض اه لإنك مش بتفكر غير فى نفسك ومش بتفكر فيها هى ومشاعرها وإحساسها
وأنا صراحة تعبت منكوا زهقتونى نكد وأنا عايز أجوز
فابتسم ركان تجوز اه قولتلى !
ثم تابع بمكر ويا ترى مين هى العروسة
فحمحم رياض أخت سيادتك كرملتى
ركان متصنع الڠضب احترم نفسك بتدلعها قدامى كده عادى
رياض اه ولا عايزنى أوفر نكد زيك
لا يا حبيبى أنا فرفوش وبحب كرملتى وبحب أضحك هى الحياة هنعشها كام مرة
هى مرة واحدة فليه النكد والهم عندنا رب رحيم نسلم ليه أمورنا وهو هيعدلها
ركان ونعم بالله
رياض خلاص اتفقنا يعنى هتيجى معايا نخطبها اليوم عند والدتها زهرة
ركان وسهام هانم أم حظرتنا سليلة النسب والحسب هتوافق
رياض لا ماما اتغيرت كتير بعد اللى حصل ومبقتش عايزة غير سعادتنا
وموافقة طبعا وتصور قالت ايه لما قولتلها
ركان قالت ايه
رياض قالت دى طلعت أخت الغالى ركان وتظلمت زيه ولازم نعوضها عن الظلم ده
هتكون بنتى زى ريم بالظبط وأنت هتكون ليها اب وزوج وحبيب
فدمعت عين ركان وتألم عندما نهر أمه عما فعلته وهو يعلم مرارة الحب التى تدفعنا أحيانا للخطأ رغما عنا
ركان ربنا يبارك فيك يا امى وأقدر أنا كمان اقدر اعوضك عن الألم اللى عشتيه زمان
ثم رن هاتفه فتلألأ وجهه نورا فعلم رياض إنها جنة الروح له إنها مكة
رياض بمداعبة رد بقه يا سيدى وشوف هتقدر تقولها إنك مش هقدر ترتبط بيها ولا إيه
فتنهد ركان پألم ثم استجاب لها قائلا بهمس مكة
مكة بمداعبة ايوه يا باشا هنا مكة
وممكن سيادتك تسمح إنى أجيب عمى وأجى اطلب ايد سيادتك من الهانم سهام
توقفت الكلمات فى جوفه ركان من المفاجأة
وكانت كرميلا تقف بجانب مكة تربت عليها بحنو تنظر لعينيها التى تتلألأ بالدمع
كرميلا بهمس معلش كملى الدور أنا مش حفظتك تقولى إيه هو ڠصب عنه مش متعود على الكسرة دى
فأومئت لها مكة برأسها فقد كان الحياء يملؤها وهى تطلب منه الزواج ولكن شجعتها
كرميلا لإن رياض أفهمها طبيعة ركان وما يمر به
مكة ايه يا باشا سكت وبيقولوا السكوت علامة الرضا
ركان مكة أنااااااا
مكة أنت إيه قول
ركان مش عارف بس أنا مبقتش ركان اللى حبتيه
بقيت انسان ضايع ملهوش مستقبل فليه تظلمى نفسك وتربطى بيه أكون صعبان عليك
أغمضت عينيها مكة من الحرج فكيف تقول له إنها تهيم به عشقا وإنه لا يعنيها اى شىء سوى أن تكون معه فالنظر لعينيه الرمادتين وحدهما كفيل أن يشعرها بالسعادة
ولكن حيائها يمنعها فأردفت قائلة ركان أنا صدقنى مش قادرة أوصفلك إحساسى بس كل اللى أقدر أقوله إنى مش شايفة اى راجل غيرك فى حياتى فتقبل تكون سندى لأخر العمر
دمعت عين ركان وهمس بحبك
مكة قلنا إيه يا باشا
كده مينفعش نكتب الكتاب الأول وبعدين تسمعنى قصائد نزار قباني كلها براحتك
فضحك ركان ليه احنا هنقضيها كلام بس إيه الحب الناشف ده
فاحمرت وجنتى مكة خجلا قائلة أنت قليل الادب
ويلا سلام
ركان إستنى هقولك
مكة هتقول ايه تانى
ركان هتوحشينى
فاغلقت مكة الخط فى وجهه فضحك ركان قائلا تعبتينى بخجلك اكتر
رياض سيدى يا سيدى بص الراجل اللى من شوية يقول مش عايز ودلوقتى بيعزف سيمفونية حب
ركان أعمل إيه على الست أم كلثوم الهوى غلاب
رياض بقه كده قوم بينا يا سيدى نودع الميرى ونعيش حريتنا
تنهد ركان پألم الحمد لله ربنا يعوضنا خيرا
وبالفعل قدما استقالتهم إلى اللواء سالم الذى ودعهما بحفاوة شديدة
ثم غادرا ليبدئا حياة جديدة
نظر عامر ل عنان فوجدها على غير طبيعتها عابسة الوجه شاردة
عامر عنان حبيبتى مالك
أنا مش متعود أبدا أشوفك كده حصل ايه
عنان بص يا سكر أنا عايزة أطلق
فضحك عامر مش لما نجوز الأول
عنان هو أنا هستنى لما نجوز وبعدين تطلقنى
لا من دلوقتى أحسن كل واحد يروح لحاله
عامر لا إظاهر الجميل زعلان بجد بقه مش هزار
قوليلى إيه مالك جعانة
ومن كتر الجوع مأثر على دماغك
عنان أنا مش بهزر
عامر لا كده أزعل منك بجد عايزة تسبينى بعد ماربنا من عليه بالشفا
والحمد لله نجحت العملية بفضل الله ثم وقوفك جمبى ودعمك ليه
يعنى عايزة بعد مامخى خف توجعى قلبى يا قلبى
فنظرت له عنان بهيام وتلألأت الدموع فى عينيها قائلة متصعبش عليه الأمر يا عامر أنا ربنا عالم بيه
عامر مالك يا عنان
أنت مش بتحبينى وكنت بس واقفة جمبى من باب الشفقة
عنان لا والله ربنا يعلم مكانتك فى قلبى
بس أنا شايفة إن الراجل الكوبارة أبوك مزمزق من الجوازة بتاعتنا ومش طايقنى معرفش ليه
فأنا مش عايزة أدخل بيتكم وهو مش بيحبنى
كفاية الهم اللى أنا شيفاه فى بيت اخويا
مش هيبقى بعد الجواز كمان
عامر
مين بس قلك كده
عنان يعنى أنت مش شايفة طريقة كلامه معايا
وكل شوية يقولى اسكتى متكلميش خالص بدال مبتعرفيش تكلمى
فعلى إيه يا سكر روح خد وحدة أحسن من مقامك
أنا منفعكش وأدى الخاتم بتاعك أهو
وهما عنان أن تغادره وقد أغرقت عيناها بالدموع فأمسك عامر بيديها قائلا إقعدى يا مچنونة
ابتسمت عنان بحب قائلة بس مكنتش تمسك فيه وآدى قعدة
عايز ايه منى مش كنا فضيناها بدال أبوك مش طايقنى
عامر يا بنتى بابا بالعكس بيحبك بس بعض كلامك بيضايقه بس أنت عارفة الناس الكبيرة بيحبوا يدققوا شوية وده مش معناه نسيب بعض لا إحنا نقعد نتعلم شوية كلمات كده مع بعض عشان لما تكلمى قدامه
عنان يعنى هرجع تلميذة من جديد
عامر عشان خاطرى
عنان والله خاطرك غالى عليه يا عسل
عامر أهو اول حاجة نتعلمها نبطل نقول العسل والسكر
عنان خلاص هقولك يا بصل حد برده ميعجبهوش العسل والسكر
فضحك عامر لا طبعا بس خليهم لما نكون مع بعض بس قدام بابا تقوليلى يا عامر
تقوليلى يا إيه عايز أسمع قولى أسمى مش صعب يعنى
عنان اقول اسمك كده على طول لا ميصحش يا عسل
فضحك عامر قائلا مفيش فايدة
وفى المساء
حدثت مكة زوجة عمها لطيفة بقولك يا لولو يا قمر
فضحكت لطيفة مقبولة منك يا مكة
قولى يا حبيبتى
مكة بخجل أدخلى جوه لعمى شوفيه جهز ولا لسه عشان نروح لريم
غمزتها لطيفة بقولها ريم برده ولا النبى حرسه وصينه ركان
افترشت مكة بنظرها الأرض يعنى حضرتك بس شوفيه
فولجت لطيفة إلى خالد قائلة إيه يا حاج كل ده لسه ملبستش
مكة قعدة مستنياك بره
خالد والله ما هاين عليه البت اللى تتحط على القلب يطيب دى ياخدها واحد غير عامر ابنى خسارة
وياخد البت اللى كلامها كله معكوس ومش بتبطل ضحك عمال على بطال مبتفصلش
لكن مكة بت ركزة وعاقلة تعرف تفتح بيت
بصحيح وتربى عيالها مظبوط
لطيفة يا حج كل فولة زليها كيال ومحدش بياخد مرات حد وده نصيب فخلى كل واحد ياخد اللى حاسس إنه مناسبه وهيسعده
اه مكة مفيش زيها بس قلبها مع ركان فإزاى تخدها لعامر وقلبها مع واحد تانى فكده مش هتسعده
وبرده عامر بيحب عنان ولو أجوز مكة مش هيسعدها
وأنا مش عارفة صراحة أنت ليه قارش ملحتها والله دى بت زى العسل ولما بتيجى بتنور البيت وكلنا بنضحك
خالد ايوه أرجوز متحرك كان نفسى ياخد وحدة عاقلة شوية
لطيفة أنت محسسنى إنها مچنونة والله البت أنا حبتها وعاقلة وزى الفل وطيبة بس ډمها خفيف فرفوشة وشها يجيب الرزق وبتحب ابنك
وهتسعده وده أهم حاجة
ولا انت ميهمكش سعادة ابنك
خالد لا طبعا يهمنى
لطيفة خلاص تفردها فى وشه وبلاش تقطمه فى الرايحة والجاية
تنهدت لطيفة بإرتياح الله يرحمها سبتلى هدية اتحرمت منها سنين وجتلى على كبر
عامر ده ابنى اللى مجبتهوش بطنى ربنا يفرحنا بيه وأشيل أحفاده يارب
خالد وأنت كمان يا لطيفة ربنا بعتك هدية لينا ربنا يخليك ليا
ابتسمت لطيفة طيب يا خويا هنفضل نحب فى بعض ونسيب مكة بتاكل فى بعضها برا شهل كده يلا
خالد حاضر من عيونى
لطيفة تسلم عيونك يا حاج
استقبلت سهام بترحيب شديد عم مكة وزوجته لطيفة وأخيرا مكة التى بحنو فشعرت مكة فى حضنها بحنان الأم التى افتقدته
سهام وحشتينى يا مكة ايه الغيبة الطويلة دى
عمك اخدك مننا كده
مكة بخجل معلش يا هانم
سهام هانم ايه بقه أنت اللى هانم دلوقتى
مكة لا ابدا أنا زى منا مكة
سهام خلاص من النهاردة تقوليلى يا مامى زى ريم
فجاءت ريم مبتسمة قائلة أخيرا بقه عندى اخت بدل مطول عمرى وحيدة
ثم احتضنتها بحب هامسة فى أذنها احلى أخت يا مكتى
ابتعدت عنها مكة برفق مردفة أنا مش عارفة أقول ايه غير أن ربنا عوضنى بيكم بعد سنين التعب والحرمان
ليظهر ركان من ورائهم بطالته الخاطفة للأنفاس محمحما احم احم نحن هنا
فخجلت مكة وافترشت بنظرها الأرض فابتسم لحيائها
ركان اهلا يا عمى نورتنا
ليشد رياض ذراع ركان قائلا بقولك مطولش فى القعدة الله يخليك مش من أولها نقطع على بعض كده
المفروض كان النهاردة زيارتى ل كرميلا وأنت قطعت عليه
فضحك ركان قائلا معلش يا رياض تبقى فى بوقك وتقسم لغيرك وسع كده خلينى أخد راحتى مع خطيبتى
كز رياض على أسنانه بغيظ بقه كده
طيب على الأقل اروح أصبر نفسى بمكالمة عقبال متخلص وامرى لله
فاتصل رياض بها
الووووو كرملتى وحشتينى
كرميلا وبعدين معاك يا سى رياض
رياض لا مفيش خلاص سى وبتاع قولولى يا واد يا رياض
فضحكت كرميلا لا ميصحش
رياض اللى ميصحش هو إنى صابر كله ده اه يا قلبى خلاص مش قادر
كرميلا سلامة قلبك
رياض هو كان المفروض أجى النهاردة عشان أتقدملك بس اعمل إيه فى ست مكة برا
كرميلا بضحك الحمد لله الخطة نجحت
رياض بس جت على دماغى أنا
كرميلا معلش مفرقتش يوم
رياض لا تفرق كتير وتعويضا عن هذا اليوم أنا جى وهجيب المأذون معايا
فشهقت كرميلا كده مرة وحدة
رياض اه عشان نكون فى الحلال
وهسمعك بقه انشودة هسجلها قريب
كرميلا قول يا سى رياض سمعنى وحشنى صوتك
رياض صوتى بس
كرميلا وبعدين مش قولنا فى الحلال
رياض يارب صبرنى
اسمعى يا ستى
المسک فاح المسک فاح لما حضرنا رسول الله
و النور لاح النور لاح لما ذكرنا رسول الله
أشكى لمين وجدى و حالى و أقول لمين النبى غالى
إيه اللى غير أحوالى غير الغرام لرسول الله
دمعت عين كرميلا واردفت صل الله عليه وسلم
الله عليك يا سى رياض
روعة تسلم يارب
سهام ل خالد طبعا شرفنا زيارتك لينا يا حاج ويزدنا شرف كمان لو توافق على جواز ركان من مكة
فنظر خالد لتلك الحورية التى تصببت عرقا بجانبه من الخجل قائلا أظن الجواب باين من عنوانه
ربنا يبارلكلم يا ولاد
بس ليه شرط
فنظر له ركان بإندهاش قائلا خير ان شاء الله يا عمى
خالد كل خير ان شاءالله
بس أنا ربنا الحمد لله فاتح عليه وعايز أعمل مكتب سيكورتى للأمن الخاص
ومفيش غيرك يا ركان يا ابنى يقدر يمسكه ويتابع فيه ويكون امين عليه غيرك
فإيه رئيك
ثم أكمل مداعبا لو قبلت هديك فوقيهم مكة هدية
فضحك ركان قائلا فعلا مكة هى اجمل هدية ربنا بعتهالى
وأنا موافق وان شاء الله اكون عند حسن ظنك يا عمى ويكبر المكتب ويتحول لشركة من أكبر
الشركات العالمية
خالد يارب يسمع منك يا ابنى
سهام بفرحة تمام كده نقرء الفاتحة
خالد على بركة الله
وبالفعل تمت قراءة الفاتحة واطلقت إكرام الزغاريد
واقبلت ريم على مكة ټحتضنها بحب قائلة ألف مبروك يا حبيبتى
مكة الله يبارك فيك عقبال لما نفرح بيك مع كريم
ريم يارب
متصوريش أنا بتمنى اليوم ده قد ايه فعلا ربنا عوضنى بيه وبقيت بحبه أكتر من نفسى ومينفعش يعدى يوم من غير ماأشوفه أو اسمع صوته
مكة سبحان مؤلف القلوب
وقف ركان بجانب أخته ريم ليدفعها برفق قائلا تسمحى تبعدى عشان ألبس خطيبتى الخاتم ده
فنظرت ريم الخاتم بذهول قائلة واوو ايه الجمال ده
سيدى يا سيدى يابختك يا مكة
لبسها يا حبيبى ربنا يسعدكوا
اكتسى وجه مكة بالحمرة ولكنها ابتعدت بخجل قائلة معلش يا ركان ممكن ماما تلبسهولى أو ريم
عشان مينفعش تلمس ايدى دلوقتى غير بعد كتب الكتاب
كز ركان على أسنانه بغيظ ثم أخرج هاتفه
ريم مالك يا كوكو وشك احمر كده ليه
وهتكلم مين دلوقتى
هو ده وقته
ركان هكلم المأذون عشان تلاتة بالله العظيم ما حد هيلبسها الخاتم غير أنا فى الليلة دى
فضحك الجميع بسعادة
وبالفعل حدث خالد عامر لياتى ويحضر العقد ويكون شاهدا عليه
عامر ممكن أجيب عنان معايا يا بابا
خالد بنفور هاتها يا ابنى زى بعضه
كان هناك من خرج من سجنه بعد تأكد أنه ليس الشخص المطلوب وإنما تشابه أسماء وعندما خرج توجه لمنزل ركان والشړ يتطاير من عينيه
كما إنه يحمل سلاحا يخفيه بين طيات ملابسه فقد تملك الشيطان منه وأغلق عليه إدراك الحقائق
فماذا سيجنى قټله إلا عودته للسجن مرة أخرى
وقف ايمن تحت البناية التى يقطن بها ركان منتظرا أن يخرج منها فى اى وقت فېقتله
أعاد رياض الإتصال ب كرميلا
كرميلا فيه إيه تانى يا سى رياض
رياض فيه إنى هعمل چريمة دلوقتى لو موفقتيش على اللى هقوله
شهقت كرميلا لا لا موافقة بس ايه
رياض اخوك اللى عامل نفسه تقيل إتصل يجيب المأذون وهيكتب الكتاب ويعلى الجواب عشان يعيش حياته وأنا كده مسجون فى هواك يا كرملتى يرضيك كده
كرميلا بسخرية يا عينى عليك لا أنت حالتك صعبة اوى
رياض اوى اوى
وعشان كده نخلى الفرحة واحدة وجى أخدك أنت والست زهرة ونعملها إحنا كمان
فصمتت كرميلا خجلا
رياض ها قولتى ايه
كرميلا قولت اللى تشوفه يا سى رياض
رياض بفرحة غامرة يا دين النبى دى هتكون ليلة فل الفل
أنا جى طيران والبسى الفستان اللى جبتهولك فى خطوبة ركان الغبرة عقبال بس ما نجهز ليلة ولا ألف ليلة وليلة
كرميلا حاضر يا سى رياض
رياض سى ايه بس ده انت اللى ملكتينى بحبك
كما اتصلت ريم بكريم لتدعوه إلى العقد هى الأخرى
كريم يا بختهم يا ريمو ماتيجى نعمل زيهم
ولا أنا مليش نفس
ريم بخجل كريم بس وبعدين بقه متحرجنيش
كريم ياريت تحسى بيه يا ريمو أنا مش بحبك بس أنا عديت معنى الحب بعشقك وبتمنى يجى يوم وتحبينى زى مبحبك
ريم هو لسه هيجى مهو جه خلاص
قفز كريم من الفرحة قائلا لا كده هنكتب الكتاب يعنى هنكتب
اقفلى يلا أنا هجيب بابا وجى
ريم يا مچنون
كريم مچنون بحبك يا ريمو
انهمرت الدموع من عين سهام من شدة فرحتها لأولادها الثلاثة وقد من الله عليهم بالزواج ممن يقر أعينهم
همس عامر فى أذن والده ايه رئيك أنا كمان اعملها وأكتب على عنان
فعبس خالد لا مش دلوقتى خلى لنفسك فرصة تفكر أكتر يا ابنى
عامر يا بابا أنا فكرت وقررت خلاص عنان هى الزوجة اللى بتمناها تشاركنى حياتى
خالد ربنا يهديك بس مش النهاردة خليها يوم تانى
فنكس عامر رأسه قائلا ماشى زى ما تحب
وتم عقد قران ثلاثية العاشقين على بهجة وفرح أسعدت سنوات الحزن الطويلة فى قلوبهم
وأنشد رياض انشودة كتب الكتاب
هى حبت هو داب
بس خبط يومها باب
قال ساعتها أن مش هسيبك
الا لما اكتب كتاب
قال يا رب اجمعني بيها
رب انت معاك قلوبنا
وانت عالم باللي فيها
زي ما اهديت خديجة للنبي
اهديني ليها
ركان بنظرة حب لحوريته مكة مبروك عليه أنت يا مكتى
ممكن دلوقتى ألبسك الخاتم أظن خلاص بقينا فى الملعب قصدى حلال
ركان بحبك يا مكتى
مكة ياااااه أول مرة اسمعها منك بالحلال جميلة انتظرتها كتير اوووى اوووى يا ركان
غبت عليه كتير اووى لغاية مايئست
ركان معلش سامحينى بس خلاص خلينا ولاد النهاردة
مكة دامك الله ليا زوجا وحبيبا وقرة عينى فى الدنيا والآخرة
خالد الف مبروك يا ولاد
ركان الله يبارك فى عمرك
يا عمى وعقبال عامر وعنان
خالد إن شاءالله
ونستأذنكم دلوقتى
ركان لسه بدرى يا عمى
خالد بدرى من عمرك يا ابنى
والايام جاية كتير إن شاءالله
ركان لوالدته أنا هنزل يا أمى أوصلهم
سهام اكيد يا حبيبى وصلهم بألف سلامة
فنزل الجميع ومعهم ركان
ليتفاجىء أيمن ب ركان ومعه مكة ويمسك بيديها
فاڼفجر ڠضبا قائلا خونة سجنونى عشان يعيشوا هما حياتهم
أنا لازم أنهى حياتهم وهبدء بالخاېنة دى الأول
ثم أطلق الڼار مصوبا نحو مكة
ي
الحلقة الثالثة والثلاثون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
لو كنت أملك أن أهديك عيناي لوضعتهما بين يديك ولو أملك أن أهديك قلبي لنزعته من صدري إليك ولو أملك أنا أهديك عمري لوضعت أيامي تحت قدميك
تفاجىء أيمن برؤية مكة مع ركان متشابكين الأيدى
فاڼفجر ڠضبا قائلا خونة سجنونى عشان يعيشوا هما حياتهم
أنا لازم أنهى حياتهم وهبدء بالخاېنة دى الأول
ثم أطلق الڼار مصوبا نحو مكة
ولكن فى
تلك اللحظة وقف أمام مكة عمها خالد ليسلم على ركان قائلا نشوف وشك بخير يا ابنى وألف مبروووك ولم يكن يتم كلمته تلك حتى صړخ
فقد أصابته طلقة أيمن فى ظهره ليسقط على آثرها أرضا
لتصرخ مكة صړخة مدوية عمى
لطيفة بصړاخ خالد لااااااا
أما عامر فقد إصابته صدمة من منظر الډماء فأمسك برأسه وكاد أن يغشى عليه ولكن عنان قامت بإسناده قائلة والدموع فى عينيها أجمد كده وبإذن الله هتكون إصابة بسيطة
مكة بفزع مين المچرم اللى عمل كده
فلمح ركان أيمن وهو يفر راكضا فتلون وجهه ڠضبا وحاول أن يتبعه فركض ورائه ولكن تاه أيمن منه بين الطرقات
ركان متوعدا له شكلك مش هتجبها لبر يا أيمن بس ودينى مش هسيبك
ثم عاد سريعا ل مكة حيث أتصلت عنان بعربة الإسعاف التى كانت فى طريقها إليهم
وكانت عنان قد إنحنت على خالد وخلعت عنها سترتها لتحاول وقف الڼزيف وهى تبكى عليه بشدة قائلة
خليك فايق معايا يا راجل يا كوبارة أوعى ټموت وتسبنى أنا مصدقت يكون ليا ناس
مع إنى عارفة إنك مش بتحبنى بس أنا بحبك كأنك ابويا وربنا يعلم
فنظر لها خالد بحنو ولم يستطع النطق من كثرة الألم
لتأتى عربة الإسعاف سريعا وتم نقله إليها بين بكاء لطيفة ومكة وعنان وعامر
أراد عامر ومكة وعنان الركوب مع خالد ولكن المسعف أردف واحد بس يا جماعه
فحلفت عنان والله ما حد راكب غيرى
فتحدث ركان خلاص معلش يا عامر سبها وانتوا يلا بسرعة معايا على عربيتى نحصلهم
فاتجهوا معه إلى السيارة للحاق بهم
وفى المشفى أدخلوه سريعا إلى غرفة العمليات لإنقاذ حياته واستخراج الړصاصة ومحاولة وقف الڼزيف
ليخرج بعد لحظات الطبيب فيتجمع حوله ركان ومكة وعامر وعنان ها طمنا يا دكتور
الطبيب للأسف فقد كمية ډم كتير ومحتاجين ډم سريعا
بس فصيلته نادرة ومش موجودة oسالب
عامر للأسف أنا مش فصيلتى زيه بس هدور فى اى مكان لغاية ملاقى الفصيلة
الطبيب قدامك نص ساعة تتصرف لكن أكتر من كده مضمنش يحصل إيه
لټنفجر عنان قائلة أنا يا دكتور نفس الفصيلة
الطبيب طيب تعالى معايا بسرعة لو سمحتى
لتسرع عنان بين انبهار عامر الذى زادها حبا لما تفعله مع والده
ف بالرغم من عدم قبول والده لها إلا إنها كانت السبب فى إنقاذ حياته
وبالفعل بفضل الله تم إنقاذ خالد من المۏت بعد تبرع عنان بدمائها
ثم خرجت تترنح وكادت أن تسقط مغشيا عليها بسبب تبرعها
فأسرع لها عامر فأسندها وأحضر لها سريعا عصير لكى تستعيد قواها
عامر مداعبا لها ايه أنت كنت بتشربى إيه جوا طالعة تتمايلى كده
عنان أسكت يا سكر عشان مطولش لسانى عشان دلوقتى مبقاش عندى ډم
فضحك عامر قائلا كده أطمنت إنك بخير
خرج الطبيب مرة أخرى ليتجمعوا حوله فطمئنهم إن حالته مستقرة بفضل الله
ثم أردف الطبيب
وهو فاق من البنج ونقلانه العناية المركزة
بس على لسانه كلمة وحدة هى عنان عنان
لو موجودة بينكم ممكن تدخلوها تشوفه بس لثوانى عشان ميتعبش من الكلام
عنان پبكاء حبيبى يابا أنا دخلاله
فولجت له عنان وأمسكت بيده وقبلتها بحنو قائلة بصوت منبوح من البكاء الف سلامة عليك يابا دى عين وصيبتك وربنا كنت زى الشمعة المنورة
فابتسم خالد پألم وأردف بصوت منخفض عنان يا بنتى عايزك تسامحينى على طريقتى معاك
أنت فعلا طلعتى بنت أصول وهتعرفى تصونى ابنى وإن شاء الله أول ماربنا ياخد بيدى هطلع أعملكم أحلى فرح يتحاكى بيه الناس كلها
عنان وقد أختلطت إبتسامتها بالدموع بس خف الاول يا راجل يا كوبارة عشان تقدر تقف وتسد فى الفرح
خالد بإذن الله يا بنتى ربنا يسعدكم
لم يمضى يوم وإلا قد تم القبض على
أيمن پتهمة الشروع فى القټل ليدخل مرة أخرى السچن
الشاويش بسخرية ينيلك أنت لحقت تطلع عشان تدخل تانى أنت إيه مبتحرمش
نكس أيمن رأسه بخزى قائلا وياريت شفيت غليلى منه ومنها إلا جت فى رجل تانى خالص
اه يا نارى لو أطلولهم ربنا يهدهم
الشاويش بنصح يا متر الأنتقام مش بيضيع غير صاحبه كان من الأولى تفوض أمرك لله وهو هيعوضك لكن كده ضيعت نفسك
هز أيمن رأسه بخزى وندم أنا كده كده ضايع
رياض بمداعبة ل كرميلا فى زيارة لها عند والدتها زهرة كرملتى حبيبة قلبي مالك قاعدة بعيد كده قربى حبة تزيدى محبة
كرميلا بخجل لا كده حلو يا سى رياض
رياض يا بت اسمعى الكلام وسيبك من سى دى قوليلى يا روضه يا قلبى اى حاجة كده تنعنش القلب
رياض بهمس تعبتينى معاك يا كرملتى ودوختينى عقبال محصل وكتبنا الكتاب
بس أنت حلوة اوى اوى
فسحبت كرميلا يدها وابتعدت عنه عيب كده يا سى رياض لما
نجوز
رياض بضحك وكتاب الله المجيد يا كرملتى أنا
جوزك أطلعلك القسيمة تبصى فيها تتأكدى
كرميلا لا جوزى دى لما أخش بيتك لكن إحنا لسه على البر
كز رياض على أسنانه بغيظ قائلا بر ايه بس حرام عليك جننتينى
لتضع كرميلا يدها عليها صاړخة يا قليل الأدب أنا هناديلك امى
يا مامااااااا
فوضع رياض يده على فمها هش فضحتينا منك لله يا شيخة ودينى لأطلعه عليك بعد الجواز ومش هسيبك يا قمر أنت يا سكر
فى إحدى المرات توجه ركان لزيارة أخته كرميلا فشاهد فى الطريق رجل كبير طاعن فى السن شعره مشعث وملابسه متسخة ويبحث فى القمامة حتى أخرج منها باقية وجبة فاسدة ليبدء فى التهاهما في
فدق قلب ركان لهذا الرجل وشعر بالشفقة عليه
وتذكر حديث رسول الله حين قال صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا
لذا قرر ركان أن يتكفل بهذا الرجل فترجل من سيارته إليه ولكنه صدم عندما رآها فقد كان والداه عباس
فذرف ركان الدموع من عينيه قائلا أنت
فنظر له عباس بحرج قائلا أنا إيه يا بنى
أنا بشبهك عليك اه مش انت الباشا بتاع البت مكة
معلش بقه أنا خلصت الفلوس وزى ما أنت شايف مش لاقى أكل وباكل من الژبالة
بس تعرف يا ابنى أنا استاهل عشان أنا عملت كتير فى الدنيا دى وربنا بيجازينى
ربنا يسامحنى ثم بكى عباس بكاء مرير
فرق قلب ركان له قائلا أطلب من ربنا يسامحك عشان فعلا ظلمت كتير اوى وعلى رأسهم أنااااا وأختى كرميلا يااااااااااااا ليجهش ركان فى البكاء حتى استكمل كلمته يا بابااااااااااا
فارتبك عباس واتسعت عيناه وفتح فمه ببلاهة غير مصدق أيعقل أن هذا الشاب الأنيق ابنه هو الذى حرم نفسه منه بسبب نزواته وشهواته الأثمة الإنحراف وتعاطى المخډرات
أشار عباس بيديه المرتعشة إلى نفسه قائلا والدموع تنهمر من عينيه أنت ابنى أنا ااا
ركان بزفير حار اه تصور انا اللى كنت النقيب ركان ابويا يبقى أنت
ومش عشان غلبان لأن الفقر مش بيعيب الإنسان بس اللى يعيبه هو أخلاقه للأسف
فنكس رأسه عباس بخزى وندم ثم استدار وأشار له بيديه عندك حق امشى يا ابنى وشوف طريقك بعيد عنى أنا مستهلش يكون عندى راجل زيك ربنا يحفظ طريقك أنت وأختك
وسبونى اموت بس طلب واحد ادعولى ربنا يسامحنى
ركان أظن إنه هيسامحك لإنى مش هسيبك لإنك مهما عملت ابويا
فتخشب جسد عباس وعجزت كلماته عن النطق ليجد ركان قد التف أمامه واحتضنه رغم ثيابه العفنة
فأجهش الإثنان بالبكاء ثم ابتعد عنه وأخذه إلى سيارته وتوجه به إلى شقته التى قد أستعد بها للزواج من مكة التى حاول عباس يوما أن يروادها عن نفسها
أدخله ركان المرحاض وخلع عنه ملابسه وأنزله حوض الإستحمام حتى نظفه جيدا
ثم أحضر له ملابس نظيفة من عنده وألبسه إياها
وصفف شعره جيدا ثم نظر له ركان بحب فهو يعد نسخة صغيرة منه يحمل نفس ملامحه ونفس لون العينين الرمادية اللون
ثم طلب ركان وجبة ساخنة من إحدى المطاعم ليتناول معه الغذاء لأول مرة
وسبحان مغير الاحوال سبحان من هو كل يوم فى شأن
يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الملك وهو على كل شىء قدير
مرت ايام تعافى بها خالد وخرج إلى بيته بسلام وكانت تحرص على زيارته عنان لتمريضه
وايضا إطعامه بيديها
خالد خلاص بقه يا بنتى مش قادر شبعت
عنان وهى تمد له يدها بالطعام كل بس حتة الفرخة دى عشان ترم عضمك كده يابا وتقدر تقف على حيلك وتراعى عروستك شوية ست لطيفة اللطيفة السكر دى
فضحكت لطيفة قائلة والله ما حد سكر زيك يا بنتى ربنا يسعدك أنت وعامر وأعيش وأشوف عيالكوا كمان
عنان يختى ممكن نعملها أنا وأنت كده ونمشى فى الشارع بطننا لقدام والناس تقف تقول وسعوا للست حامل
فدمعت عين لطيفة ياااه خلاص يا بنتى العمر عدى وأنا ربنا عوضنى بيك أنت وعامر
عنان ليه عندك كام سنة يا لطفطف
لطيفة هتم الخمسين يا بنتى خلاص
عنان يختى الله أكبر مش باين عليك يا موزة
لطيفة يسلم ذوقك يا بنتى
عنان بس طيب مش المجارى سالكة الحمد لله وبتيجى المحروسة كل شهر عادى ولا إيه الكلام
فضحكت لطيفة حتى دمعت عيناها اسكتى يا بت إحنا مصدقنا الحاج رضى عنك
عنان بإبتسامة رضى الحاج من رضا ربنا والله
بس أنت قولى يارب
وهخدك عند دكتور شاطر كده بيزرع الأرض قصدى الرحم أنابيب وان شاء الله أنبوبة تسلك معاك وتجبلنا نونو صغير ألعب بيه أنا وعامر عقبال ماربنا يكرمنا
بس كل يابا بس أنت عشان تقدر
تربى من جديد واحد سكر زى عامر كده
خالد ربنا يرضى عنك يا بنتى بس قوليلى يا بابا بلاش يابا دى الله يكرمك
عنان بضحك يعنى جت على حرف زيادة تصور أنت أفوش اووى
فضحك خالد مفيش فايدة أقولك قولى اللى أنت عايزاه
أنا خلاص اتعودت يا بنتى
فى لحظة الغروب التى تعشقها مكة على البحر وقف ركان معها متشابكان الإيدى يلفح نسمات الهواء البارد وجوههم
ركان قلبى يا مكة مش كفاية كده ونروح نقعد فى أى مكان دافى شوية الجو برد وخاېف عليك
مكة معلش خلاص يا روكا قربت الشمس اهيه تنزل فى المية متصورش بحب منظر الغروب ده قد ايه وبحس معاه براحة نفسية
ركان بضحك بتثبتينى ب روكا دى ماشى
بس ايه رئيك لو تستمتعى بيها وأنت فى كده هيكون أحلى صح
فتفاجئت مكة به يأخذها بين طيات وكأنه يخفيها بداخله عن العالم أجمع
لينطق بعدها بصوت عالى بحبك
كان نفسى أقولها من أول مرة شوفتك فيها لإنك بجد خطفتينى من نفسى وحسيت إنى معاك إنسان تانى إنسان بجد عنده قلب وبيحس
تنهدت مكة وهى تستنشق عطره المميز الذى سحرها من أول يوم رأته فيه ولم تنسى رائحته
مكة يااااااه يا ركان انتظرت كتير اوى الكلمة دى ومكنتش هتكون مجرد كلمة عادية لإى اتنين ربنا ربط بين قلوبهم
لا أنا كانت باللنسبالى حياة لإنى كنت فعلا مع الأموات مفيش عندى أى دافع أن أستمر بالحياة غير قربى من الله عز وجل وإيمانى بيه
غير كده انا تعبت اوى اوى فى الدنيا واتظلمت كتير واتهنت وجوعت واتأذيت حياتى كانت عبارة عن أنين بيسلم لأنين تانى متواصل وأصعبها لحظة مۏت مۏت أمى الحضن اللى بيدينى شوية طاقة عشان اعرف أعيش
وبعدها كان أنت وأنا شيفاك قصادى وبتعذب بحبك بس مش قادرة أنطق لإنك مش بتكلم
وسايبنى أتعذب وساكت وكمان مضيت على عقد جوازى من غيرك
يااااااه على ۏجع القلب اللى حسيت بيه ساعتها
لدرجة إنى أتمنيت المۏت بس استغفرت ربنا بعدها عشان الرسو
ل قال قال رسول الله ﷺ لا يتمنين أحدكم المۏت لضر أصابه فإن كان لابد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الۏفاة خيرا لي متفق عليه
بس صدقينى أنا كنت بأن زيك ويمكن أكتر بس كنت زى مكون متقيد بسلاسل مش قادر أتحرك ولا اكلم
بس حاولت فى أخر لحظة إنك متكنيش لحد غيرى ولبسته القضية دى مخصوص عشان أبعدك منه وتتطلقى
فتنهدت مكة بعدم إرتياح قائلة هو الحمد لله إنك خلصتنى منه عشان هو إنسان مش سوى نفسيا ومريض ومد إيده عليه
بس صعبان عليه جدا إنه يقضى عمره فى السچن ده إنسان ومرضه هو السبب فى إن نفسيته تعبانة
زفر ركان بضيق وبصوت به بعض الغيرة أردف والعمل إيه حضرتك عشان متحسيش بالذنب ده ولا قولى إنك يعنى ممكن تكونى اعجبتى بيه
فوضعت يدها مكة على فمه قائلة متقولش كده أن بس ضميرى مش مرتاح ولازم نكفر عن الغلطة دى عشان
ربنا يبارك لنا فى حياتنا يا ركان
أنت فعلا سجنت مظلوم وأنا اتظلمت فى حياتى وأنت كمان عشان كده احنا أكتر ناس عارفين إحساس الظلم
ركان ايوه عارف بس هو دلوقتى مش مظلوم
مكة بس دلوقتى حاله نتيجة مترتبة على الظلم الاول
ركان والحل يا حاجة مكة
مكة بضحك مقبولة منك يا باشا
الحل يا سيدى أكلم عمى يتنازل عن حقه فى القضية زى معملت مع جوز أمى ووالدك عباس
ويطلع من القضية
ركان طيب لو طلع مش خاېفة يأذينا تانى
فغمزته مكة قائلة لا منا هسافره برا يتعالج وأجبله عروسة تفتح نفسه عشان أنا سديت نفسه
فضحك ركان ثم همس لها فى أذنها طيب دورى على طريقة تفتحى بيها نفسى
مكة وقد تلون وجهها بالحمرة بس يا قليل الأدب
ثم قامت وأخذت تركض وهو يركض ورائها ضاحكا
ركان هديتى حيلى وأنا لسه مدخلتش دنيا
رياض لوالدته سهام يا ماما صحتك متستحملش مشوار السچن ده
سهام ملكش دعوة أنت ولو مش عايز تيجى معايا خليك
ريم أنا جاية معاك يا مامى بابى وحشنى اوى
رياض وأنا كمان يا ريمو والله بس يا أمى ليه عايزة تزوريه رغم اللى حصل وجوازه عليك مش غريبة دى
أنا أعرف الستات بيقولوا مثل جنازته ولا جوزته
فابتسمت سهام بوهن هو أكيد صعب على أى وحدة مننا وإحساس بالقهر والظلم بس دلوقتى أبوك فى محڼة وأنا لا يمكن اتخلى عنه
وبرده فاكره جميله عليه لما سترنى زمان فلازم أقف جمبه خصوصا فى السن ده وكفاية اللى حصله كان أكبر عقاپ فمش هنبقى إحنا والدنيا عليه يا ابنى
لازم نخفف عنه ده ربنا رحيم اوى
بعباده
رياض ونعم بالله
ماشى جى معاكم ثم ولج ركان إليهم فوجدهم يستعدون للخروج
ركان على فين العزم
سهام بحرج هنروح نزور مجدى فى السچن يا ركان معلش يا حبيبى متزعلش بس ده واجب
فتنهد ركان ثم شرد للحظة وتخيل إن لم يكن مجدى رغم قسوته قد تولى تربيته فما عساه أن يكون الأن
فهو أفضل حالا من كرميلا التى عاشت فى دور الأيتام
فأردف قائلا أنا جى معاكم
سهام بذهول معقول هتيجى رغم اللى عمله وقساوته معاك
ركان اه ليه لأ
بابا مجدى برده مهما عمل ليه فضل عليه ربانى وعلمنى لغاية موصلت لمكانة كويسة وكان ممكن أتربى فى الشارع أو ملجأ زى كرميلا فكده الحمد لله افضل
رياض اه يا عينى عليك يا كرملتى
ركان رياض عايزك تعوض كرميلا على قد متقدر بالحب وتكون لها الأب الحنون والسند قبل الزوج والحبيب
رياض ده أكيد يا ركان انت بتوصينى على نفسى كرميلا قطعة من قلبى
ريم فعلا الحمد لله ربنا جبرنى زى ما مكة بشرتنى بعوض الله
ربنا يجازيها عنا خير كانت حمامة السلام أو هدية ربانية لينا كلنا
سهام فعلا ربنا يبارك فيها ويسعدك معاها يا حبيبى
ركان ربنا يقدرنى وأعوضها خير عن اللى شوفته هى كمان فى حياتها
وفى السچن ولج مجدى لحجرة الزيارة وهو مندهش فمن يا ترى سيسئل عليه بعد ما فعله من جرم وأساء لنفسه وعائلته
ولكنه تفاجىء بوجودهم فتلألأ الدمع فى عينيه ونكس رأسه بخزى
فأسرعت ريم لاحتضانه وتبعها رياض قائلا وحشتنا يا بابا اووى
فاجهش مجدى بالبكاء قائلا بصوت منبوح أنا آسف ليكوا يا ولاد عشان اللى عملته فى نفسى وليكم غرانى الشيطان وسوسلى إنى عشان أمن مستقبلكم ونسيت أن المستقبل بيد الله وحده
ريم پبكاء خلاص يا بابى متفكرش ومتزعلش مهما حصل أنت بابى اللى بنحبك وبنحترمك
ثم تفاجىء مجدى بقول ركان ايه يا بابا وأنا كمان مليش حضڼ ولا نستنى
فامتد ذراع مجدى إليه وحنو شديد حتى أن ركان شعر لأول مرة إنه حقا أباه
فأجهش بالبكاء
مجدى سامحنى يا ابنى والله أنا بحبك بس منه لله الشيطان
ركان وأنا كمان بحبك وهتفضل بابا لأخر العمر
ثم نظر مجدى لسهام بحرج قائلا سهام بنت عمى اللى عمرى ما حبيت غيرها بنت الأصول
جاية عشان تزورينى بعد اللى عملته وجوازى عليك من إنسانة متساوش ضفرك
سهام ايوه ما أنت لسه قايل بنت أصول
وبنت الأصول لا يمكن تسيب عشرة عمرها لوحده فى كربته أبدا
ربنا يفك ضيقتك وتعدى الكام سنة دول على خير وترجع تانى تنور بيتك يا ابن عمى
طلب ركان زيارة أيمن
وعندما رآه ايمن هم أن يبطش به صارخا أنت ليك عين تيجى لغاية هنا كمان شمتان فيه للدرجاتى عشان تيجى كمان تزورنى
فأمسك العسكرى بأيمن وهم أن يضربه فاستوقفه ركان قائلا سيبه معلش
وياريت تسبنا لوحدنا نقعد شوية على انفراد
العسكرى بس يا باشا أخاف يعمل معاك حركة كده مش تمام أنا عرفه خلقه ضيق ولا مؤخذة تعبان نفسيا
ركان معلش أنا عندى اللى يهديه
العسكرى امرك يا باشا
أيمن لا والله حنين يا خاطف مراتى
ڠضب ركان وتلون وجهه وقبض على يديه بقوة قائلا بص يا متر لو جبت سيرتها على لسانك أنا مش هخرجك من هنا غير على قپرك
انسى إنها كانت فى يوم من الأيام مراتك دلوقتى هى مراتى أنا
أيمن بسخرية والله وكنت عملنى كوبرى يا ولاد
ركان بصوت حاد جهورى إلزم حدودك وخلينى أقول الكلمتين اللى جى عشانهم واخلص
اللى هيطلعوك من هنا على خير وكمان هنسافرك بره نعرضك على أكبر دكتور
وكمان فوقيهم عروسة بنت حلوة
فاتسعت عين ايمن وفتح فمه ببلاهة اتعالج وعروسة يا دين النبى هو ده الكلام
اقعد اقعد يا باشا وأنا موافق على كل اللى تقوله
فابتسم ركان على عقلية ذلك المحامى
وحمد الله أن أكرمه بحوريته الجميلة مكة
لطيفة عند الطبيب بصحبة خالد وعنان
عنان ها بشرنا الله يخليك يا دكتور
تنفع القطة دى تعمل عملية زرع
الطبيب قصدك حقن مجهرى
عنان بإبتسامة من ذوى فمها هو أنت شكلك زيى مابتعرفش تدى غير حقن ولا إيه بحسب علامك أحسن منى شوية
يلا لما نشوف أخرتها معاك
خالد ايوه يا دكتور حقن مجهرى
الطبيب هو صراحة السن عليه عمل بس أنا شايف ماشاءالله
يا
اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل المۏت راحة لي من كل شړ
الحلقة الرابعة والثلاثون الأخيرة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول
في حلمي أنت لي وفي واقعي
أنت حلمي فبمجرد رؤيتك تجعلني أصل إلى قمة السعادة
خالد ايوه يا دكتور حقن مجهرى
الطبيب هو صراحة السن عليه عمل بس أنا شايف ماشاءالله بويضة كويسة بس هى وحدة بس يعنى لو مخصبتش مش هيكون فى حمل
ومش هنقدر نكرر العملية تانى لأن الحمل فى السن ده بيكون النجاح فيه يدوبك واحد فى المية
بس طبعا قدرة ربنا فوق كل شىء
خالد ونعم بالله يا دكتور
فنظرت لطيفة ل عنان بقلق قائلة مابلاش أنا كنت خلاص نسيت الموضوع ده من زمان وكفاية عليه انتوا وان شاء الله عيالكوا
عنان لا يختى وماله جربى مش هتخسرى حاجة بس انت كده ارقدى على البيضة لغاية ماتفقس يوه قصدى تسريحى خالص الفترة الجاية وأنا هعمل كل حاجة وربنا كريم
لطيفة ونعم بالله
وبالفعل تمت العملية بين دعاء الجميع لها ثم تمر أيام قليلة وتظهر النتيجة وتتفاجىء إنها حامل بالفعل
فلم تصدق وأخذت تجوب الغرفة يمينا ويسارا
قائلة حامل معقول بعد السنين دى كلها والعمر ده يا حبيبى يارب العالمين
كرمك واسع اوى وإردتك فوق كل شىء سبحانك ما أعظمك
فاحتضنتها عنان بحب والدموع فى عينيها ربنا كريم اوى بس اتهدى واقعدى عشان العيل يثبت يا حبيبتى
فسجدت لطيفة ساجدة لله تشكره على نعمه التى لا تعد ولا تحصى
وتذكرت قول السيدة سارة فى قوله تعالى
ألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب
قالوا أتعجبين من أمر الله ۖ رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت ۚ إنه حميد مجيد
ومرت فترة من الزمن
تم فيها عقد قران عنان وخالد لتزيد الفرحة فرحتين وبعد إنتهاء العقد
عامر بنظرة حب وشوق مبروك عليه أنت يا عنان
عنان بخجل الله يبارك فى عمرك إلهى تنستر
عامر ياااه مكنتش أتصور فعلا إنى هحبك كل الحب ده كله
عنان حبتك العافية يا سكر وبس كفاية تسبيل الله يكرمك عشان العين علينا وهنتحسد كده
فاقرء فى سرك يا اخويا قل اعوذ برب الفلق خلى الليلة تعدى على خير
فابتسم عامر قائلا هتعدى يا قلبى
فتحدثت زوجة اخيها سارة بكلمات سمعتها عنان
سارة وهى تحرك شفتيها يمينا ويسارا على رأى المثل بخت العفنة بالحفنة وبخت الشطار شمر وطار
فتتطاير شرار الڠضب من عين عنان وهمت أن تقوم لتبطش بها ولكن عامر حال بينهم قائلا معلش سيبك منها خليها مفروسة ولا تعبريها عشان اليوم يعدى على خير
فابتسمت عنان من جانبى فمها قائلة عشان خاطرك بس يا سكر بس وكتاب الله المجيد لو نطقت نص كلمة كمان همسح بشعرها البلاط
ولج ركان على والده عباس ليلا فوجده يصلى فابتسم ركان وانتظر بجانبه حتى أنهى صلاته فوجد ركان فى عينيه دموع الندم
فربت ركان على كتفه قائلا يا بابا كفاية دموع عشان صحتك
عباس سبنى يا ابنى أنا ذنوبى كتير اوى ولو بكيت العمر بحاله هفضل خاېف من
عقاپ ربنا
ركان أنا سمعت مكة بتقول حديث عن رسول الله التائب من الذنب كمن لا ذنب له
يعنى بدال توبت لربنا واستغفرت ربنا هيتوب عليك
فظهرت البشاشة على وجه عباس قائلا بجد يا ابنى ثم رفع يده بالدعاء واجهش بالبكاء يارب سامحنى توبت اليك يارب
ثم نظر ل ركان ياريت يا ابنى تستسمح أمك سهام وزهرة وتخليهم يسامحونى عشان أطمن الله يبرلكك يا حبيبى
نظر له ركان بشفقة قائلا حاضر يا بابا هقولهم
عباس بنظرة وداع لإبنه ممكن طلب أخير
ركان حضرتك تطلب زى ماتحب وأنا عيونى ليك
خلينى أحس بحبك ليه بجد ولو مرة واحدة مع إنى مستهلش كل اللى عملته معايا ربنا يرضى عنك ويسعدك مع مكة يا زينت ما اخترت ونعم الاخلاق والله
فدمعت عين ركان واحتضن أباه بحب حتى سكنت ارتعاشة جسده ووجده يهمس جيلك ضيف يارب وأنت الكريم أكرمنى رغم ذنوبى ثم همس
اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله
لتثقل رأسه على كتف ركان
فانقبض قلب ركان وأمسك به برفق وأبعده عنه بقلب مرتجف ليجده قد فارق الحياة
فبكى ركان عليه بكاء شديد ولكنه حمد الله إنه كان سبب فى عودته إلى الله وأنه حقق له أمنيته فماټ
ومۏت عباس كده احسن عشان كان صعب يعيش مع مكة بعد ما حاول زمان التحرش بيها فكده هتكون على راحتها بس هو ماټ على توبة والتوبة تجب ما قبلها
ثم مرت أشهر ليست بالكثيرة
نجح فيها ركان فى عمله الجديد وتحول من مكتب صغير للأمن الخاص إلى شركة كبرى لها اسم كبير يطلب منها الكثير من أنحاء العالم العربى وذاع صيته وأصبحت له مهابة وقدر أكثر بكثير مما كان فى مجال الشرطة
وسبحان الله الذى يحرمك من شىء تحبه ليعطيك أضعافه
كما ألتحق رياض بإذاعة
القران الكريم بعدما أتم حفظه لكتاب الله عز وجل وذاع صيته لصوته العذب فى الإنشاد والقرآن فتهاتفت عليه القنوات التلفزيونية للتسجيل معه كما سافر لعدة دول عربية لإحياء الحفلات الدينية
وصدق فيهم قول الله تعالى
من يتق الله الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
وأجمل ما أنشد رياض
أنشودة الراحل نصر الدين طوبار
مولاي إني ببابك قد بسطت يدي
من لي ألوذ به إلاك يا سندي
أقوم بالليل و الأسحار ساجية
أدعو و همس دعائي بالدموع ندى
بنور وجهك إني عائذ و جل
ومن يعذ بك لن يشقى إلى الأبد
كما أصبحت مكة من أشهر سيدات الاعمال فى المنطقة بمساعدة عمها الذى عاملها كإبنته حقا وعلمها كل ما هو صغير وكبير
وامتلكت ثروة طائلة ولكنها كانت تنفق الكثير فى سبيل الله فشاركت فى إعداد مستشفى خيرى كما شاركت فى بناء دار للأيتام وقامت بالإشراف عليه كرميلا فهى اعلم الناس بمعاناة تلك الفئة
كما شاركت فى بناء عدة دور لحفظ القران الكريم
وسبحان من يرزق من يشاء بغير حساب
خالد فى تجمع عائلى على مائدة الإفطار فى ليلة من ليالى رمضان
بقولكم إيه يا ولاد خطوبتكم طولت اوى والحمد لله كل واحد منكم حقق حلمه اللى بيحلم بيه
فكفاية كده وان شاءالله هنخلى العيد عيدين ونعملكم فرح جماعى مع بعضكم
ها قولتم ايه
فصفر رياض مية مية يا عمى أنت يا عسل
أنا بقول كده من زمان
فابتسمت مكة وكرميلا بخجل أما عنان فأردفت أشطة عليك يابا فضحك الجميع فى سعادة
أما ركان فاهتزت جوارحه ونظر لمعشوقته بهيام متسائلا أيعقل إنه بعد أيام قليلة ستكون تلك الحورية معه تحت سقف واحد ستكون حلاله
أى نعمة حظى بها أكثر من تلك
أما لطيفة فكانت تشعر ببعض الألم ولكن كانت تخفيه وبالكاد نطقت على طرف لسانها مبروووك يا ولاااد
فنظرت لها عنان بقلق ايه يا لطفطف بتقوليها من تحت الدرس كده ليه
فتألمت لطيفة بصوت ففزعت عنان قائلة أنت شكلك تعبان يا ولية طيب مش تقولى
فقام خالد وأسرع إليها قائلا حبيبتى مالك حاسه بإيه
لطيفة مش عارفه بس مغص جامد اوى وزى ميكون هولد
مكة بس حضرتك فى السابع لسه
عنان حتى لا تشعرها بالقلق وماله ابن سبعة زى الفل وعشرة بس هتبقى دماغها ناشفة حبتين
يلا خليها تيجى عشان نجوزها معانا هى كمان
فضحك الجميع
عامر ربنا يقومك بالسلامه يا ماما بس هنسميها ايه
خالد ببشاشة وجه هنسميها حبيبة عشان هتكون حبيبة أبوها
عنان بمشاكسة يلا راحت عليك يا عامر
عامر بضحك ايوه مهى كانت شورتك ففرحانة فيه دلوقتى
ثم صړخت لطيفة من الألم
فتغيرت ملامح عنان بقلق لا دى شكلها بتولد بحق وحقيق يا ناس
يلا نجرى بيها على المستشفى بسرعة
مكة بتوتر يارب استرها وفرحها بالمولودة سليمة معافاة
وبالفعل تم نقلها سريعا إلى المستشفى ووضعت مولودتها
حبيبة بسلام
والغريب إنها كانت بصحة جيدة ولكن حجمها صغير جدا
عامر ياه سبحان الله دى يدوبك قد كف الإيد صغيرة اوى
عنان بمداعبة معلش طبق فول هتكبر وهتبقى زى الفل
فضحك الجميع كعادتهم على تلك المشاكسة
واقترب خالد من لطيفة وانحنى بجذعه إليها وقبل جبينها بحب قائلا حمد لله على السلامة يا حبيبتى
تهلل وجه لطيفة وأردفت الله يسلمك يا حاج الحمد لله الذى كرمنى فى هذا السن وقر عينى إنه على كل شىء قدير
ربنا ميحرمش حد ابدا من فرحة اللحظة دى
مكة اللهم امين
مرت الايام وتم حجز قاعة كبيرة فى أرقى مناطق الإسكندرية للتسع لتلك الفرحة الكبيرة
ركان مكة عامر عنان رياض كرميلا كريم ريم
وفى اليوم الموعود تجمع العرسان أمام مركز البيوتى سنتر فى انتظار حورياتهم بفارغ الصبر
ثم أذن لهم بالولوج إليهم
فكانت كل واحدة تقف بظهرها إليهم
فحدتثهم الميكب أرتيست بضحك
هشوف أكتر واحد فيكم بيحب مراته هو اللى هيتعرف عليها من ضهرها ولى هيغلط هيروح من غيرها
فأردف رياض بضحك لا إحنا فين كده
ده انا هصور قتيل لو مخدتش مراتى حبيبتى كرملتى
الميكب ارتيست طيب يلا ورونى شطارتكم
هتعرفوهم إزاى
فتوجه كل واحد منهم إلى عروسه ولم يخطىء فكان لكل واحد منهم دليل دله قلبه إليه
أقترب عامر من عنان فضحكت بصوت عالى قائلة عرفتنى يا سكر
كنت خاېفة منك
عامر بإبتسامة فخر عيب أنا أعرف أطلعك ولو وسط مليون وكنت عارفك أصلا من أول لحظة وقفة مش على بعضك فقولت هى دى
عنان فهيم صحيح يا سكر
ثم أحتضنها عامر بحب وحملها وطاف بها بفرحة وعشق ما له من حدود
كما توجه كريم إلى ريم فابتسمت بحب عرفتنى يا كوكو إزاى
أما رياض فنكز كرميلا فى إحدى جمبيها فضحكت كده برده
يا سى رياض
رياض كده وكده أنت ياما عذبتينى فى حبك وجه الدور عليه بقه فأوعى وشك كده
كرميلا ليه
غمزها رياض عشان ملخبطش الميكب ده يا قلب رياض واكتفى بس كده تصبيرة إليه حتى سكنت روحه المتلهفة للحب
أما ركان فأقترب بروح تعانق السماء وعين كأنها ترى الجنة على وجه الأرض ولما لا
فهى مكة وطنه الذى إحتواه حين رفضه العالم أجمع فكانت هى مستقره ومأواه
إرتجفت مكة عندما عندما أمسك بيدها ليديرها نحوه فتكلمت أعينهم بما لا يستطيع اللسان أن يعبر عنه
ﺳﺄﺟﻤﻊ ﻋﻤﺮﻱ ﻭﺍﻫﺪﻳﻪ ﺍﻟﻴﻚ
ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺑﺴﻤﺔ ﺗﺮﺳﻤﻬﺎ ﺷﻔﺘﻴﻚ
ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺷﻤﻌﺔ ﺗﺬﻭﺏ ﻭﺗﻀﻰﺀ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻟﻚ
ﻟﻮ ﺃﻧﻲ ﻳﺎ ﻋﻤﺮﻱ ﺍﻣﻠﻚ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻭﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻟﻨﺴﺠﺖ ﻣﻦ ﺣﺒﻲ
ﻣﻠﺤﻤﺔ ﻋﺸﻖ ﻭﺍﻫﺪﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻚ
يتنفس عبيرها الذى طالما أشتاق له فاستمع لإنين بكاؤها فابعدها برفق ومسح بأطراف أصابعه دموعها المتناثرة
ركان خلاص من النهاردة مفيش أنين مفيش دموع مفيش غير حبنا وسعادتنا يا من ملكتى فؤادى
ثم توجه العرسان إلى قاعة الفرح الذى حضره الكثير من الشخصيات المهمة فى عدة محافظات مختلفة بجانب عدد هائل من موظفين الشركات لدى خالد وركان وزملاء رياض من القراء والمنشدين
المعروفين وعدد من الأعلامين لتصوير ونقل الخبر
وأبهج رياض بصوته العذب فى انشودة
زفوا القمر ع القمرايه و قولوا لهم مبروك ويايا
غالية و غالي يا فرحة تعالي
هنقدم لكم أحلى تهاني
إسلامنا صوته في العالي و عريسنا نجمه بيلالي
و عروسته عاشت ع التقوى ع السنة و على القرآن
الشرع لما يحكمنا الخير أكيد هيوصلنا
إسلامنا دستورنا الغالي بالنور هيرجع من تاني
يا رب تمم فرحتنا و اسعدنا و اسعد لمتنا
بالحب نغني في فرقتنا و الكل أهو سامع ألحاني
كما أنشد وكل منهم يرقص مع زوجته رقصة رومانسية حالمة أخذتهم لعالم اخر من الأحلام
مع طلوع الفجر تبدا في حياتي اغنيات
والسعادة تمتلكني مع شريكة الحياة
زوجتي يا نور عيني انتي في قلبي نبات
أنت احلامي الجديدة وأنت اجمل ذكريات
وبعد إنتهاء الفرح ذهب كل منهم إلى شقة الزوجية لينعموا بالحلال الطيب الذى جاء بعد صبر طويل
فأدى كل عروسين الصلاة المستحبة فى ليلة العمر
مع الدعاء
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شړ ما جبلتها عليه وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك
صلت عنان وراء عامر وعند الإنتهاء من الصلاة لم يجدها عامر ورائه فابتسم عامر قائلا يا ترى هربت منى فين
مچنونة وعارفها تعملها
أنا عارف إنها خجولة بس بتدارى الخجل بالكلمتين بتوعها
ثم تابع بمكر
أنا هقعد أتعشى عقبال ماتظهر لما بطنها تصوص من الجوع
على منضدة صغيرة فى حجرة النوم فتح عامر الطعام التى أعدته لهم لطيفة فتسربت رائحته
الذكية إلى أنف عنان التى كانت متخفية بسبب شعورها بالخجل فى خزينة الملابس
فأمسكت ببطنها من شدة الجوع قائلة وبعدين يا عنان قدامك حلين يا تموتى من الجوع فى الدلاوب يا تموتى من الكسوف من الواد المز اللى بره ده اللى شكله نويلك على حاجة استغفر الله العظيم كده
فسمع همسها عامر فضحك ثم أصدر صوتا متلذذا بالطعام
فلم تستطع المقاومة فأسرعت إليه وعينيها تفترش الأرض قائلة بص يا سكر إحنا هناكل مع بعض اخوات حلوين ماشى اى حركة غدر كده ولا كده أجلها شوية ماشى لغاية ما أشوف حتة استخبى فيها تانى عشان الدولاب أتفقس خلاص
الواد عامر هيقشرنى
فضحك عامر قائلا متخفيش يا حب عمرى إقعدى ناكل وبعدين هحكيلك حدوتة جميلة
عنان
والله خاېفة تقولى تووووت فى ودانى
فضحك عامر ثم استمتعا بليلة الاحلام
فتحت مكة فى الصباح عيناها بتكاسل فوقعت عيناها على نظرات ركان لها بحب
لم يتحدث ركان ليستمع لهمسات نظراتها الخجولة له بعد تلك الليلة التى قضاها معها فى الأحلام فحاولت مكة النهوض من جانبه بعد أن امتلكها الخجل سريعا ولكن هيهات فقد سقطت على كرد فعل تلقائي لحركتها السريعة
تمردت خصلاتها لتسقط على عيناه كأنها تلجئ للرأفة من نظراته إبتسم ركان بمكر فرفع يديه يعيدها خلف أذنيها بأطراف أصابعه قائلا بخبث
مش هسمحلك تهربى منى أنا مصدقت تكونى جمبى
فأكتسى وجهها بحمرة جميلة زينت وجهها ثم تركته وهمت بالتوجه للمرحاض كمحاولة للتهرب من نظراته لها ولكن هيهات لم يسمح لها
فوقفت محلها بعبث وهى تحاول جاهدة جذب يدها المحاصرة بين يديه
مكة أنااااا بس
فوضع يده على فمها
ثم أدراها لتكون أمام تلك العينان تأمل عيناها المغلقة بقوة بأبتسامة مشاكسة أفتحي عيونك
أنصاع القلب له ففتحت عيناها ببطئ لتجده يجذبها بقوة عيناه لعالم يصعب وصفه بين تلك النظرات الخالدة فلم تجد سوى الأستسلام بين أمانه الخاص بنبع القلب
القريب
إبتسمت كرميلا بسعادة حين توجه به رياض فى اليوم التالى إلى البحر بعد أن ألحت إليه أن تذهب
رياض عجبك كده يعنى فيه حد عاقل يسيب الدفا فى البيت والحب المولع ويجى البحر فى البرد ده
كرميلا بسعادة الأطفال معلش نفسى ألعب شوية قدام المية وحتى أبل رجلى بس
رياض تلعبى يا بنتى امال راح فين العقل بتاع زمان
كرميلا كنت عايشة سن أكبر من سنى عشان أقدر أعيش فى الدنيا دى
لكن بعد ما خلاص إجوزنا وحسيت معاك بالأمان فهرجع تانى أعيش طفولتى اللى نستها
فابتسم رياض على حوريته الصغيرة ووعدها أن يعوضها عن كل ما حرمت منه
وعند الشاطىء
رفعت كرميلا عيناها تتفحص المكان بأهتمام ثم خلعت حذائها وهرولت على الشاطئ لتلمس قدماها حبات الرمال الذهبية بدلال وتعالت ضحكاتها بفرحة زرعت بقلبها منذ اللقاء الروحي به
أنتفضت بفزع حينما شعرت ببرودة المياه حين لامست قدميها ثم أستدارت لتجد رياض يقف خلفها بطالته المعهودة وابتسامته المشرقة
فحاوطها بذراعيه بحنو قائلا لو قولتلك أني بغير عليك من لمسة المية دي هتصدقيني ولا هتقولي عليا مچنون
بحبك من أول يوم وقعت عينيه عليك يا كرملتى
رفعت كرميلا عيناها على يديه المطوفة لذراعيها بوجها كحبات الكرز فودت كثيرا أن تستعيد التحكم بذاتها حتى تلوذ بالفرار من أمامه ولكن هيهات سقطت أسيرة عيناه طاف بهم نسمات الهواء العليل فنجح بالتسلل للقلوب ليزيح القناع الأخير المحبز بالخجل ويدع العشق هو السيد الأكبر
خرج كريم من حمام الغرفة يجفف وجهه بالمنشفة ثم تنهد بإرتياح عندما وجد حوريته ريم مازالت غافلة
فتعالت ضحكات كريم قائلا ايه صحى النوم يا أحلى ريمو فى الدنيا كلها
ريم بتكاسل خلينى كمان شوية يا كريم مش قادرة أفتح عينى
كريم عندك حق خليك زى ما أنت وأنا هاجى أكل معاك رز باللبن فى الحلم
فتعالت ضحكاتهم لينغمسا فى بحر الاحلام مرة أخرى
مرت عدة سنوات سريعة على أبطالنا الشباب فى سعادة ومرح
رزق الله بها ركان ومكة ولد جميل أسموه أنس
كما رزق الله ريم وكريم بنوتة أسموها سالى
وعامر وعنان رزقهم الله ب علاء
أما رياض وكرميلا فأصر رياض
على تسمية ابنته نوتيلا
على وزن كرميلا قائلا انتوا الأتنين زدتوا حياتى حلاوة ربنا يحفظكوا ليا
ثم أنشد لإبنته نوتيلا
ماشية جنبي مركزة خاېفة عليا
محسساني إنها مسئولة عني
مخلوقة بنتي حنينة جدا عليا
عايزاني دايما جمبها ما هي حتة مني
بنتي حبيبتي مټخافيش ربك معايا
عمري بإذن الله ما هنساكي في دعايا
دا أنتي أمانة لربنا و موجودة عندي
وصاني سيدنا محمد إني أرحم فيكي ضعفك
وفى أحد الزيارات التى تجمعت فيها العائلة
ذهبت نوتيلا إلى أبيها رياض شاكية بابى قول ل أنس يلعب معايا شوية
بيلعب ديما مع سالى ومش بيرضى يلعب معايا
حاوطها رياض بذراعيه قائلا بصى يا نوتيلا متفرضيش نفسك على الواد الرخم ده ابن ركان عارفه شبهه تقيل كده
روحى ألعبى مع علاء واد لذيذ كده وعسول
رفعت نوتيلا أنفها واردفت بسخرية لا الواد علاء ده كل شوية يقولى يا سكر يا عسل
وأنا بكثف يا بابى
فضحك رياض مش طبعا ابن عنان لازم يقول كده
ربتت كرميلا على ظهر نوتيلا بحنو قائلة يا نوتيلا يا قلب مامى
مفروض تلعبى مع سالى وسيبك من أنس وعلاء
يا حبيبتى مفروض البنات تلعب مع البنات والاولاد مع الولاد
فجاءت مكة من ورائها وربتت على كتفها بحنو ماشاءالله عليك يا كرميلا بارك الله فيك
كرميلا أنت يا مكة يا قمر اللى جزاك عنا كل خير
حياتنا كلها إتغيرت بفضل الله ثم أنت
فابتسمت مكة بسعادة وتذكرت قول رسول الله
صل الله عليه وسلم فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
ليحاوطها ركان من ظهرها بحب هامسا مكتى جنتى
رياض سيدى يا سيدى
ثم نظر لكرميلا بعشق قائلا بقولك ايه يا كرملتى
متيجى جوا نلف صبوعين ورق عنب زى بتوع زمان
فضحكت كرميلا حتى دمعت عيناها قائلة أنت لسه فاكر يا سى رياض
رياض احلى سى رياض فى الدنيا
تعالى بس أقولك سر الخلطة
وهكذا عاشا الجميع فى سعادة زوجية ولا نقول إنها كانت على مر السنين على هذا النحو فى سعادة وهناء بدون مشاكل ولكن تغاضوا عن تلك المشاكل والعقبات بالحب ولين القول فزاد حبهم أكثر وأكثر مع الوقت
فهنيئا لمن رزقه الله الزوجة الصالحة فأكرمها وأحسن إليها
كما خرج مجدى من السچن مطأطأ الرأس لا يدرى ما ستفعل به الأيام
ولكنه تفاجىء بجميع عائلته فى انتظاره مبتهجين بخروجه
فلمعت عينيه من الدموع وحمد الله إنه تقبل توبته وعزم أنه سيصلح فيما سيأتى
فعاش حياة مستقرة مع سهام بسعادة وهناء
كما لحق بالعمل فى شركة ركان فأصبح له
نعم الأب الحنون بعد سنوات من الجفاء
وسبحان مغير الأحوال
اللهم أصلح حالنا لحال تحبه و ترضاه
تمت بفضل الله
نختم بدعاء جميل
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عڈاب الڼار متفق عليه اللهم اغفر لي وإرحمني واهدني وعافني وارزقني رواه مسلم اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم متفق عليه