رواية عن العشق والهوي بقلم نونا المصري
بالفعل
فنظر كمال إلى ساعة يده وسأل شغل ايه دا اللي هيخليك تروح الشركة الساعة 1400 حتى قبل ما تغير هدومك
ادهم متشغلش نفسك انت في الموضوع دا.
كمال بس كدا هتعب نفسك يا ادهم يعني جسمك مش حجر وجايز ټنهار لو فضلت تشتغل طول الوقت...وبعدين مش كفاية انك مكنتش بتنام زي بقية الخلق لما كنا في نيويورك ليه عايز ټعذب نفسك
فتنهد كمال بأستسلام وقال والله مش عارف اقولك ايه على العموم انت عارف مصلحتك اكتر مني.
فتنهد ادهم ايضا واستطرد يلا اطلع يا سمير.
سمير حاضر يا فندم.
ثم ذهبوا الى الشركة بالفعل فنزل ادهم من السيارة ونظر إلى كمال قائلا هقابلك بكرا.
ادهم سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم توجه نحو ردهة الشركة اما كمال فقال لسمير معليش هتعبك معايا.
رد سمير بسرعة العفو يا فندم دا واجبي.
قال ذلك ثم شغل محرك السيارة وقادها متوجها الى منزل كمال... اما ادهم فاخرج نظارته الشمسية من جيب سترته ووضعها على عيناه وبعدها عدل سترته وتوجه الى داخل الشركة وهو يقول في نفسه هنشوف دلوقتي لو كنتي هتأثري عليا ولا لا يا مريم هانم .
فضحك محمود واردف متزعليش نفسك يا الهام اكيد انتي هتفوزي في المرة الجاية لانك جيتي في المرتبه التانيه والفرق بيني وبينك كان زبون واحد مش اكتر.
اسيل سليمان عنده حق... ولا انتي رأيك ايه يا مريم
ولكن مريم لم تجيبها فنظر الجميع اليها وسألتها الهام مريم.. مريم انتي معانا
نظرت مريم اليهم قائلة ها... قولتوا حاجة
الهام مالك يا مريم بتفكري في ايه
فتنهدت مريم وقالت مش ملاحظين حاجة غريبة يا جماعة
ياسمين حاجة غريبة زي ايه يعني
وارادت ان تتحدث ولكنها لمحت ادهم مارا في طريقه نحو المصاعد فهبت واقفة بسرعة وقالت هقولكوا بعدين... سلام دلوقتي.
ثم ركضت حتى تدركه اما زملائها فاستغربوا من امرها وقالت الهام جرالها ايه دي هروح اشوفها.
فتنهدت الهام وقالت طيب هسيبها لوحدها .
عند مريم...
كانت تركض حتى وصلت الى منطقة المصاعد وكما توقعت تماما... فكان ادهم هناك واقفا امام باب المصعد ينتظر نزوله وهو يضع نظارته الشمسية... ولا تعلم لما شعرت بالراحة عندما رأته بعد غياب دام لمدة اسبوعين وثلاثة ايام... فاخذت نفسا عميقا ثم توجهت نحوه بخطوات ثابتة ولكنها كانت متوترة جدا ومع ذلك وقفت بجانبه تنتظر نزول المصعد ايضا.
في تلك اللحظة شعر ادهم بها فورا حيث ان رائحة ذلك العطر التي عانى كثيرا حتى ينساها عادت لكي تسكره مجددا فالټفت اليها بسرعة ونزع نظارته لينظر اليها جيدا وكأنه يريد ان يتأكد ان كانت هذه الواقفة بجانبه هي مريم مراد التي ادمن رائحة عطرها ام لا وعندما رأها واقفه بجانبه وهي تحني رأسها وتفرك يديها ببعضهما تعبيرا عن توترها اغمض عيناه بشدة وتنهد بقوة وقد عادت مشاعره المضطربة مجددا كما ان نبضات قلبه بدأت تتسارع وكأن المدة التي قضاها في نيويورك لم تساعده ابدا بل على العكس تماما حيث كانت رؤيته لها هذه المرة اقوى من اي وقت والادهى من ذلك انه شعر بشوق كبير لها.
اما هي فكان
حالها لا تختلف عن حاله كثيرا حيث انها ادركت بأنه ينظر اليها ولكن لا تعلم لما تزعجه رؤيتها لذا
فضلت ان تصمت حتى لا توتر الجو اكثر.. وسرعان ما نزل المصعد فصعد ادهم قبلها ووضع نظارته مجددا اما هي فترددت من الدخول لانها لم تستعمل المصعد ابدا منذ اخر مرة علقت فيها معه مما جعله يدرك انها خائڤة من ان يتكرر ما حدث فقال بصوته الهادئ متخفيش..اللي حصل مش هيتكرر تاني.
نظرت اليه لمدة ثواني وسرعان ما اخفضت بصرها ودخلت الى المصعد ثم ضغطت زر الطابق الرابع حيث كانت تعمل اما هو فضغط زر الطابق الاخير حيث كان مكتبه واثناء رحلتهما في المصعد اندلعت النيران داخل قلبه بسبب رائحة عطر الفانيليا التي كانت تضعه مريم
توقف المصعد في الطابق الثاني وصعد به احد الموظفين فألقى على ادهم التحية وردها له الاخير بهزة ارستقراطيه من رأسه ودام الصمت حتى توقف