الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية عن العشق والهوي بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 31 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


هيكون المبلغ اقل من كدا.
الطبيب انا ما بنصحكيش تعملي كدا لان المستشفى بتاعنا ارخص مستشفى في البلد كلها ولو نقلتيها على مستشفى تاني اكيد هيطلبوا منك ضعف المبلغ لان العملية دي صعبة جدا .
فاخذت مريم تفكر قليلا ثم نظرت إلى الطبيب وقالت خلاص... انا هحاول اخد قرض من البنك وهدفع تكاليف العملية.
الطبيب يستحسن انك تعملي دا بسرعة لان زي ما قولتلك ان التأخير مش في صالح اختك ابدا .

فنهضت قائلة يبقى انا هروح البنك حالا .
الطبيب ماشي .
خرجت من مكتب الطبيب وهي تمسح دموعها ثم امسكت بهاتفها واتصلت على صديقتها المقربة الهام امين فاجابتها ايوا يا ميمي...انتي فين يا بنتي 
في تلك اللحظة أنفجرت مريم بالبكاء ما ان سمعت صوت صديقتها وقالت مرام في المستشفى يا الهام.
الهام بقلق بتقولي ايه طب ازاي حصل كدا
مريم هي كانت تعبانه الصبح انا لاحظت عليها بس مكنتش متخيله انها حتنهار في المدرسة وحينقلوها بسيارة الاسعاف والالعن من كدا انها محتاجة تعمل عملية زرع قلب بسرعة والا حتموت.
فوضعت الهام يدها على فمها تعبيرا مجازيا ثم اردفت باهتمام يا ساتر استر يا رب... طيب انتي في انهي مشفى دلوقتي قوليلي العنوان وانا هاجي فورا .
مريم المستشفى الوطني... انا اتصلت بيكي علشان تجي وتقعدي عندها لغاية ما اروح البنك.
الهام وهتروحي البنك ليه 
مريم العملية بتكلف كتير اوي وانا هروح اقدم على قرض من البنك.
الهام قولتي بتكلف كتير ... قد ايه يعني
مريم 300000 جنيه.
الهام ايه ! 
مريم مفيش وقت الكلام دلوقتي يا الهام... ارجوكي تعالي وافضلي عند اختي لغاية ما ارجع.
الهام طيب متقلقيش... انا جايه فورا.
قالت ذلك ثم اغلقت هاتفها واردفت يا دي المصېبة... انا لازم استعجل بس اطلب اذن خروج من الاشغل الاول.
ثم توجهت الى مكتب مدير القسم الذي تعمل به لكي تطلب اذن الخروج اما مريم فخرجت من المستشفى واستقلت سيارة اجرة وطلبت من السائق ان يوصلها الى احد فروع بنك القاهرة وما هي الا مدة زمنية معينة قد مضت حتى وصلت فدخلت الى البنك وانتظرت حتى يحين دورها على احر من الجمر....ولكن كل انتظارها كان بلا فائدة حيث ان ادارة البنك رفضوا ان يمنحوها القرض لانها لم تكن تمتلك مالا كافيا في حسابها المصرفي واخبروها انهم لا يعطون القروض لمن كان رصيده المصرفي اقل من خمسة آلاف جنيه وهي كانت تمتلك فقط ثلاثة آلاف جنيه ادخرتهم للأيام الصعبة حيث انها كانت تصرف راتبها الذي تتقاضاه من عملها في شركة ادهم على دفع مصاريف مدرسة اختها واجار المنزل والملابس والطعام وغيرها من الفواتير ولم يكن يتبقى في جيبها سوى ما يكفيها لكي تستقل الحافلة ودفع فتورة هاتفها.
فخرجت من المبنى محبطة جدا وبوجه حزين يكاد يغرق تحت الدموع المنهمرة من عينيها كالسيل الجارف ... وقفت تحدق في الفراغ ثم قالت بنبرة يغلبها اليأس هعمل ايه دلوقتي هجيب الفلوس دي كلها منين ... مين ممكن يقدر يسلفني المبلغ الكبير دا وانا معرفش حد ممكن اطلب منه غير الهام وانا عارفه انها على قد حالها ومستحيل يكون معاها المبلغ دا .
وبعد ان اغلقت كل الابواب في وجهها وشعرت بأنها ستخسر شقيقتها الصغرى خطړ على بالها ادهم... فنظرت الى ساعة يدها حيث كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرا فقالت هو اكيد لسه في الشركة.. يبقى لازم اروح له حالا .
قالت ذلك ثم اوقفت سيارة اجرة

واردفت بنبرة متلهفة اطلع ياسطه على شركة رويال للتجارة الإلكترونية.
وعندما وصلت........
ركضت الى داخل الشركة فصادفت هاني في طريقها وإستوقفها قائلا انسه مريم... انتي كنتي فين مش على اساس هنتغدا سوى النهارده 
فقالت انا اسفه يا استاذ هاني.. بس انا مستعجلة دلوقتي عن اذنك.
قالت ذلك ثم ركضت حتى استقلت المصعد وضغطت على زر الطابق الاخير....وبينما كان المصعد يصعد بها كانت تفكر كيف ستواجه ادهم بعد الذي حدث بينهما... 
ذلك ما چرح قلبها لانها ليست دمية لكي يمتلكها اي شخص حتى لو كان هذا الشخص هو ادهم نفسه الذي كان اول حب في حياتها... ولكن كما يقولون للضرورة أحكام فهي مضطرة لكي تراه مجددا حيث انه املها والشخص الوحيد القادر على اعطائها المال .
وعندما توقف المصعد في الطابق الاخير من المبنى نزلت منه بسرعة وتوجهت فورا نحو المكتب ولكنها شعرت بنبضات قلبها تتسارع عندما اقتربت من باب مكتب ادهم فاخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب بخفة وبعدها دخلت وعندما اصبحت في الداخل فتحت عيناها على وسعهما لان الفوضى كانت تعم المكان حيث ان الرجل قام بتحطيم كل شيء رأته عيناه بعد ان تركته وغادرت وهي تبكي.
فنظرت في ارجاء المكان باحثة عنه بنظرها واخيرا وجدته جالسا على كرسيه وهو يضع قدماه على طاولة المكتب والدخان يتصاعد من سيجارته التي كان ممسكا بها وهو مغمض العينين كما كان رافعا اكمام قميصة الى الاعلى ويبدو
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 106 صفحات