رواية الشيطان شاهين كااااملة لياسمين
أهلا. هز حاجبيه بعدم رضا من برودها معه رغم أنه تعود عليها و على طبعها الجاف ليجيبها
ببرود مماثل أهلا... قاد السيارة بملامح متجهمة بينما إنشغلت هي بهاتفها تقلبه باهتمام غير مبالية باللذي يجلس بجانبها ينتظر ان تعبره بكلمة واحدة.... تنحنح محمد بعد أن يئس من حديثها ليسألها إيه رأيك نتغدى سوى... في مطعم فاتح جديد و أكله تحفة مش بعيد من هنا... قاطعته ببرود تخفي ضيقها لا انا وعدت ماما حتغدى معاها.. زمانها مستنياني هي و كريم...... لوى ثغره بتهكم و كأنه كان متوقعا لإجابتهاكالعادة بتتهربي انا مش عارف لحد إمتى حتفضلي كده . فتحت نور حقيبتها لتخفي بداخلها هاتفها و هي تجيبه في نفس الوقت مفيش داعي للكلام داه.. إحنا في كل مرة بنفتح فيها الموضوع داه بتنتهي بخناقة خلينا كده احسن. محمد أحسن.... احسن في إيه ها إحنا كلنا كده على بعضنا مش زي أي طبيعين و لا كإننا مخطوبين بقالنا سنة بتكلميني بالعافية و لا مرة قبلتي نخرج نتفسح و إلا نقعد مع بعض نتكلم و لا نتغدى.... رافضة أي تواصل بينا لحد إمتي حتفضلي كده . نور بضيق إنت عارف كل حاجة على فكرة فمفيش داعي لكل العصبية دي...انا كده و مش حيتغير و لو حضرتك مش عاجبك الحال براحتك...كل واحد يروح لحاله و نفضيها سيرة اصلي بصراحة زهقت . مرر نظره بينها بين الطريق متفرسا ملامح وجهها البريئة التي يهيم بها عشقا ليزفر بقلة حيلة... مهما فعلت و قالت لم يستطيع التفريط فيها بعد ان ټعذب في الحصول عليها. إنت ليه كده...هاين عليكي قلبي عشان توجعيه بالطريقة دي.... إنت لو تعرفي أنا بحبك قد إيه مكنتش قلتي كده. غمغم بمرارة و عجز مكملا بقالي سنين يشحت منك شوية حب و إهتمام... دست على كرامتي أكثر من مرة و بتجاهل كلامك و معاملتك الباردة ليا كل داه عشان لييييه... قوليلي ليييه. صړخ بقوة و هو يضرب مقود. السيارة پعنف حتى كاد يخلعه من مكانه لتنكمش نور على نفسها ملتصقة بنافذة السيارة متحاشية النظر ناحيته حتى لا ترتعب أكثر.... فمحمد منظره مخيف و هو هادئ فكيف سيكون عندما يغضب.. عضت شفتيها عدة مرات محاولة التفوه بأي كلمة تهدأ بها غضبه لكنها فشلت لتهتف في الاخير بتأتأة مح.... مد إهدأ....إنت بتسوق.
و كأنها بكلماتها تلك زادت من لهيب ناره التي تشتعل داخله منها ليهدر بصياح خاېفة على نفسك....كالعادة كل اللي يهمك نفسك و بس.... مش هامك انا اۏلع بغاز انا و قلبي و مشاعري.... يا ريتني ما كنت قابلتك و لا شفتك و لا قلبي تعلق بيكي.... يا ريتني ماحبيتك يا نور...مكنتش ذليت نفسي لحتة عيلة عشان تلعب بيا... قطع كلامه و هو يوقف السيارة بهدوء ليسند رأسه على الكرسي مستنشقا الهواء بقوة عدة مرات...ليهدأ من نفسه حتى لا يقوم بشيئ متهور يندم عليه لاحقا. تكلمت نور بصوت منخفض طيب خلينا ننزل نتغدا و بعدين نكمل كلامنا. صدرت منه ضحكة ساخرة عقبها قوله كثر خيرك...البرنسس تنازلت المرة دي و قبلت تتغدا معايا.... اجابته بهدوء محمد ملوش لزوم الكلام داه إنت عارف إن أنا و إنت حكايتنا من الاول كانت غلط.... أنا كنت صريحة معاك ومخبيتش عليك حاجة من اول مرة كلمتني فيها.... قلتلك إني أنا مش بحبك و طلبت منك إنك تنساني و تدور على واحدة ثانية من مستواك و تليق بيك.. بس إنت اللي ركبت دماغك و اصريت عليا و انا وافقت بس كان ڠصب عني مكنتش مقتنعة.. ماما من جهة و كاميليا و جوزها من جهة ثانية حتى كريم....كلهم حتى إنت كنت كل اما اروح مكان الاقيك فيه حاصرتني من كل الجهات و تحت الضغط داه كله أنا سلمت ووافقت بس إنت كنت عارف يعني إنت دلوقتي ملكش حق تلومني على حاجة و انا كمان مش حجبرك تكمل معايا... إلتفت الآخر نحوها ليوليها كل إهتمامه مركزا على كل كلمة تقولها قبل أن. يتحدث طيب ممكن افهم ليه و متقوليليش شكلي عشان دي حجة عبيطة و مش داخلة دماغي...... اجابته و هي تحرك رأسها بنفي طبعا لا....مش داه السبب بس في أسباب كثيرة بتدل على إن حكايتنا غلط من الاول زي الفرق الاجتماعي الكبير جدا اللي بينا مثلا انا نور بنت سعيد محمود اللي شغال عامل في محل صغير و إنت محمد اللي من عيلة البحيري من أكبر واغنى العائلات في البلد... حولت نظرها نحو الشارع قبل أن تستأنف حديثها من جديد بنبرة حزينة إنت مشفتش إحنا كنا عايشين إزاي قبل ما كاميليا أختي تتجوز شاهين الألفي كنا...فقرا اوي مش لاقيين ناكل .. انا كنت بستلف هدومي من بنات الجيران لما يكون عندنا فرح او مناسبة...بالمختصر انا من عيلة بسيطة و فقيرة و كل حاجة عندنا هي ملك لاختي و جوزها يعني... محمد
يجعلها تقع مكانها على الأرض لولا انها تمالكت نفسها في آخر لحظة لتكمل سيرها للداخل بخطوات متوترة...... لم تره منذ ثلاثة سنوات و لم تسمع حتى صوته و كأنه لم يكن في حياتها من قبل...لم يبق لها سوي ذكرياتها معه في كل ركن من الفيلا و المستشفى... توقفت عن السير تبحث عنه بأعين مترقبة من بين أفراد العائلة الذين كانوا مجتمعين حوله في الصالون...لتجده اخيرا بدا مختلفا في شكله عما كان عليه سابقا...لحية خفيفة و نظارات طبية و جسد نحيف و عيون ترسل رسائل كثيرة... شوق و لهفة خوف و تردد امل و حزن عڈاب و ندم.... و كأنه احس بحضورها شعر بها دون أن يرفع عينيه حيث لم يمنعه إنشغاله باحاديث عائلته الكثيرة و أسئلتهم المختلفة من إستشعار وجودها...ليرفع عينيه نحوها و إبتسامة رقيقة وجدت طريقها نحو ثغره كالملاك الذي نزل من السماء يراها... بحجابها الأبيض و غمازتيها التين إشتاق إليها حد المۏت... تنحنح قليلا و هو يقف من مكانه حاملا طفله الذي غفى في أحضانه متقدما نحوها بخطوات مترددة حتى وصل أمامها..مد يديه و علامات الخجل تصحب جميع تصرفات قائلا بصوت خاڤت إزيك يا ليليان... عاملة إيه. بصعوبة حركت يدها نحوه لتصافحةو تحيته قائلة حمد لله عالسلامة.. إزيك إنت أومأ لها تمالك نفسه بصعوبة ليعود لمكانه و هو يربت باصابعه على شعر أيسم لتعرض عليه والدته أخذه لينام في غرفته... أعطاه لها بعد أن و عيناه لا تحيد عن تلك التي مازالت تقف مكانها و كأنها تمثال جامد...و قد طافت بعقله مئات الأسئلة و الافتراضات حول ردة فعلها بعد رؤيته... إستجمعت ليليان بقية قوتها لتستأذن من الحاضرين الصعود إلى غرفتها لأخذ قسط من الراحة بعد قضائها ليوم طويل من العمل المرهق.. أغلقت باب غرفتها بهدوء ينافي صخب قلبها و جوارحها...لقد عاد كابوسها من جديد و عادت معه ايام العڈاب و الحزن بعد أن إستطاعت طوال الثلاث سنوات الماضية من مداواة چروحها و آلامها هو عاد حتى يفتحها من جديد رمت حقيبتها ثم إستدارت نحو باب الشرفة لتفتحه و تسير بهدوء نحو السور الرخامي لتسند عليه بيديها.. تنفست الهواء بقوة بعد أن احست بانقطاعه عنها ثم مسحت براحة قبل أن تتوقف فجأة عندما شعرت بدخول أحدهم إلى غرفتها.... لم تكد تخطو خطوة إلى الداخل حتى تفاجأت بأميرة تقفز أمامها كالقطة صاړخة بقوة لولو.... شفتي أيهم جابلي إيه رمقتها ليليان بعدم رضا و هي تضع يدها موضع قلبها تهدأ ضرباته التي زادت بسبب