السبت 30 نوفمبر 2024

رواية الشيطان شاهين كااااملة لياسمين

انت في الصفحة 59 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

بس شكله.... رفعت عيناها نحو ليليان و هي تضم شفتيها بتفكير قبل أن تردف حساه مختلف اوي عن زمان مش بيتكلم كثير و لا بيشخط زي عوايده...حتى لما اخذ ايسم .. انا شفت دموعه و ماما كمان.... المهم انا حسيبك تغيري هدومك و بعد العشاء حرجع عشان اوريكي الحاجات الثانية... و إنت كمان....إتفقنا وقفت من مكانها و هي تلملم اكياسها بسرعة مضيفة اصل أيهم جايب شنط كثير و حطها على جنب في اوضته .... خرجت أميرة تاركة ليليان تضع يديها على رأسها بتعب من ثرثرة إبنة عمها التي لا تنتهي... جلست على الفراش بهدوء متمتة بملل البنت دي حتجنني...ميكاب إيه و زفت إيه اللي بتتكلم عليه داه مش مكفيها محل مواد التجميل اللي في أوضتها...و مين اللي تغير داه أنا مش فاهمة حاجة و مش عاوزة أفهم اصلا يتغير ميتغيرش دي حاجة تخصه... يبعد عني و خلاص داه المهم.... اوووف خليني اقوم اغير هدومي و انزل اشوف إيه الحكاية بالضبط . تمتمت بانفعال قبل أن تتجه نحو خزانة ملابسها لتنتقي ملابس بيتية أنيقة لترتديها و تنزل.... بعد نصف ساعة كانت مع بقية أفراد العائلة الذين تحلقوا على مائدة الطعام يتحاذبون أطراف الحديث متحمسين برجوع أيهم.... سيف بمزاح بما إنك رجعت فأنا اعتبر نفسي في إجازة طوييييلة.... ياه بقالي ثلاث سنين مستني اليوم داه. ايهم بابتسامة و هو ېختلس النظر ليليان بين الحين و الاخر وانا مال ما انا بردو في اجازة ... سيف و يمثل الحزن يعني إيه في اجازة....شركتك و إدارة المستشفى ردت إليكم انا مليش دعوة من بكرة دوروا

على حد غيري انا راجع مكتبي في شركتنا . ايهم بجدية سيف لو سمحت...انت عارف إن الشركة و المستشفى باسم ليليان.... يعني هي صاحبة الشأن و القرار.... رفعت رأسها عندما سمعته يتحدث عنها لتتلاقى أعينهما لتخفض ليليان عينيها متظاهرة الانشغال بطبقها ليتحدث سيف بثرثرة ماهي رجعتهم باسمك من زمان...و الأوراق موجودة في مكتب بابا....هي ما قالتلكش و إلا إيه سعلت ليليان بقوة لتتجه جميع الانظار نحوها...ليرمقها أيهم بقلق قبل أن تسارع أميرة و تعطيها كأس مياه لتاخذه منها ليليان و هي تشعر بحرج كبير.... تنحنح أيهم عن قصد حتى يجذب الانظار نحوه قبل أن يتكلم بصوت هادئ طيب خلينا نأجل الكلام داه لبعدين... إلتفت نحو والدته ليكمل تسلم إيدك يا ماما الأكل تحفة بقالي كثير مأكلتش اكل زي داه.... كاريمان بابتسامة فرحة بالهناء و الشفاء يا حبيبي...لو عاوز اكلة معينة قلي و انا ححضرهالك بنفسي.... سيف بغيرة يا سلام.. من شاف احبابه يا ست ماما.... ضحك الجميع و اكملوا تناول العشاء في جو لا يخلو من المزاح و الضحك..... بعد إنتهاء السهرة العائلية المعتادة دلفت ليليان غرفتها مشتاقة لصغيرها الذي لم تره كثيرا اليوم...توقفت عن السير بعد أن لمحت أيهم متكئا على ذراعه بجانب أيسم الذي كان يغط في نوم عميق... بحرارة بين الحين و الاخر مستنشقا رائحته الطفولية بعمق... إنتبه أيهم لقدومها ليقف من مكانه بهدوء و إبتسامة سعيدة تسللت ...مازالت كما هي..كما تركها منذ سنوات لم تتغير سوى انها إزدادت جمالا عن قبل ركز ببصره على خديها و تحديدا في مكان غمازتيها قبل أن يتكلم بصوت خاڤت حتى لا يزعج الصغير النائم وراءهأنا آسف عشان دخلت اوضتك من غير إستئذان... بس انا كنت عاوز اشوف أيسم....أصله واحشني اوي و ملحقتش اشبع منه. أومأت له بإيجاب و هي تخفض رأسها دون أن تنظر نحوه.. عقله و قلبه الذين حرما طويلا من رؤيتها... لاحظ توقف حركتها و سكونها في مكان واحد ليعلم انها تنتظر خروجه من الغرفة...لكنه عكس ذلك سار بهدوء نحو كرسي وجده قريبا من السرير ليجلس عليه قائلا أنا كنت عاوز اتكلم معاكي في موضوع الشركة و المستشفى إنت ليه عملتي كده... انا مش عاوزهم و بكره إن شاء الله اول حاجة حعملها حرجعهم باسمك إنت و أيسم... دول من حقك. اجابته دون تفكير انا مش محتاجة منك حاجة...لا انا و لا إبني انا اصلا كنت مستنياك عشان ترجع.. خفق قلبه بلهفة منتظرا بشوق ما ستقوله بعد ذلك لكنها خيبت أمله
بعد أن أكملت عشان نكمل إجراءات الطلاق.... هب من مكانه منتفضا و كأنه ڼارا احرقته و هو يكاد يخترقها بعينيه ليهتف بصوت مرتعشلا.... لا ..لو سمحتي متكمليش...مش وقت الكلام داه عشان خاطر إبننا يا ليليان... ليليان بجمود رغم أنها لاحظت إرتعاش صوته و ملامح وجهه التي تجهمت طيب.. خذ وقتك زي ما إنت عايز اسبوع إثنين شهر سنة لو حابب بس الموضوع داه حيحصل في الاخير يعني ليه التأجيل في تلك اللحطة شعر بأنه سمع صوت ټحطم قلبه و تمزق شرايين لآلاف القطع... ساقيه اصبحتا كالهلام لا تقدران على حمله ليرتمي من جديد على الكرسي وراءه و إحساس العجز و قلة الحيلة يغزوانه تدريجيا.. لا يستطيع إرغامها على العودة إليه.. يعلم انه امر مستحيل و انه لديها كل الحق مهما قالت او فعلت فما يحصده الان هي ثمار ما غرسه في الماضي. إبتسم پألم قبل أن يتكلم بصوت يتخلله بعض الرجاء وكانه آخر حل لديه طيب خلينا كده...إنت كملي عيشي هنا إنت و أيسم و انا.. انا إشتريت شقة جديدة قريبة من هنا حسكن فيها... و اوعدك مش حزعجك و لا حعمل اي حاجة تضايقك.. حتى.... حتى لما آجي اشوف أيسم حبقى اديكي خبر قبلها بيوم...و اوعدك مش حتشوفيني كثير... مرة واحدة في الأسبوع حبقى آخذه الصبح و حجيبه بعد الظهر... مش حخليه عندي كثير عشان متتضايقيش ليليان ارجوكي انا قابل بكل شروطك مهما كانت إلا الطلاق.. ارجوكي بلاش مش حقدر أعمل كده انا إستحملت الغربة و بعدي عن إبني و إستحملت إني مبقاش موجود يوم ما تولد.... و تحملت بعدك عني اللي بېقتلني كل دقيقة و كل ثانية حستحمل حتى لو مية سنة قدام... بس مش حستحمل الطلا...... خفض رأسه و هو يغلق عينيه بقوة يمنع تساقط دموعه التي اغشت عينيه التي أوشكت على ڤضح ضعفه و هو الذي لم يتعود ان يكون ضعيفا من قبل.... يقسم انه مستعد في هذه اللحظه ان يخر على ركبتيه اسفل قدميها طالبا الصفح و الغفران...ناشدا إياها إن تمنحه فرصة اخيرة حتى يحاول إصلاح ما افسده سابقا..... حدقت ليليان بذهول فيه غير مصدقة تذكرت قول أميرة قبل ساعات عندما أخبرتها

انه تغير و لكنها لم تكن تعلم إلى أي حد... هل من المعقول انه هذا هو ايهم كابوسها المرير الذي رافقها لسنوات طويلة... هل هو نفسه من جعلها تكره حياتها بسببه هل غيرته سنوات البعد حتى أصبح إنسانا يفقه معنى الندم و الحزن ام أنها.. خطة جديدة يتبعها حتى يصل إلى مراده ثم من بعد ذلك يعود كما الفته من قبل حركت رأسها لتنفي عنها تلك الأفكار التي تجمعت فجأة داخل دماغها... ثم وجهت بصرها نحوه من جديد لتجده على حاله... طال صمتهما ليقطعه أيهم الذي وقف من مكانه فجأة و قد إرتسمت على ثغره إبتسامة مريرة ليتحدث بصوت جاهد ان يخرج عاديا أتمنى تفكري كويس في كلامي... فكري في أيسم حياته حتبقى إزاي و أمه و ابوه مطلقين.. انا مش بكذب عليكي انا فعلا تغيرت اوي مبقتش أيهم بتاع زمان و الايام حتثبتلك صدق كلامي.... تصبحي على خير..... إتجه نحو الباب بعد أن أنهي كلامه و دون أن ينتظر إجابتها غادر المكان تاركا إياها تتخبط في ذكرياتها بين الماضي و الحاضر.... بعد اسبوع .... تجلس كاميليا بملل في مكتبها في شركة شاهين الذي أقنعها بالعمل معه بعد أن كانت رافضة تماما فكرة الخروج للعمل و الانشغال عن اطفالها تتصفح صورهم في حاسوبها المحمول زفرت بانزعاج بعد أن لمحت في أسفل الشاشة الساعة التي كانت تشير إلى الحادية عشر صباحا... تمتمت و هي تمط شفتيها پغضب قائلةهو الوقت مش بيعدي ليه هنا اوووف انا بجد زهقت... قاطع أفكارها دخول هبة التي إنفجرت ضاحكة عند رؤية صديقتها تجلس كما تركتها منذ ساعة بنفس هيأتها مسترخية على كرسيها و تضع خدها على يدها و بيدها الأخرى تضغط ازرار الحاسوب... رمقتها كاميليا بعيون نصف مغمضة قائلة بعدم مبالاة إنت إيه اللي جابك هنا معندكيش شغل تصنعت هبة الحزن لتضع يدها على صدرها شاهقة بزيف إخص عليكي يا كوكي و انا اللي جيت اطمن عليكي قلت يمكن محتاجة حاجة.... وضعت أمامها كوب القهوة ثم جلست على الكرسي أمام المكتب لټخطف نظرة على الملف الذي لم يمس حتى الآن قائلة إنت لسه مكملتيش تصميم المشروع....على فكرة معاد تسليمه النهاردة.. و البشمهندس حسن هو اللي حيختار التصميم الأفضل.. نفخت كاميليا خدها بعدم إكتراث قبل أن تجيبها دون أن تحول نظرها عن شاشة الحاسوب أمامها لا خلصته من يومين...و حبقى اسلمه بعدين.. هبة و هي ترفع حاحبيها بعدم رضا أنا ليه حاسة إنك جاية الشغل مجبرة...مين غير نفس كده كاميليا
مش قادرة اتأقلم مع جو الشركة و الشغل...ملفات و تصاميم حاسة إني مش فاهمة حاجة...تعودت بقعدة البيت و العيال... انام براحتي و اصحى براحتي عاوزة ارجع اتفرج على التلفزيون مع طنط ثريا... وحشني مسلسل الحاج متولي داه معاده بقالي اسبوع متفرجتش عليه.... . أنهت جملتها بصوت شبه باكي لتحدق بها هبة ببلاهة قبل أن ټنفجر ضاحكة عليها و هي تهتف من بين ضحاتها مسلسل إيه ياهبلة...مش مصدقة إن اللي قدامي هي نفسها كاميليا الأولى على دفعتي خمس سنين... كاميليا داه كان زمان...انا اصلا دماغي تمسح منه أي حاجة تخص الهندسة...بيت ربة بيت ممتازة زي ما بيقولوا....انا مش فاهمة إنت إزاي مستحملة خنقة الشغل هنا..حاجة تقرف.. هبة و قد إكتسى ملامحها بعض الحزن مفيش حاجة تخليني أقعد في البيت ما إنت عارفة لا عيل و تيل بالعكس على الاقل الشغل بيلهيني شوية و يخليني انسى و ابعد عن المشاكل..... و هي تشعر بتأنيب الضمير لتطرقها لموضوع حساس عند صديقتها دون قصد...لتنطق محاولة تشتيت تفكيرها بقلك إيه معاكي روج اجابتها الأخرى و هي تنظر لها ببلاهة روج إيه كاميليا روج يا هبة...و يا ريت يكون لون فاقع اصل مش معايا حاجة في شنطتي غير البرفيوم هبة بتعجب نعم ياختي.... برفيوم
58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 69 صفحات