الجمعة 22 نوفمبر 2024

فارسي

انت في الصفحة 7 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز


بعصبيه واضحه خير يا أستاذ باسم حضرتك كنت عاوز حاجه
ألتفت اليه باسم متعجبا من عصبيته المفاجأه ولكن الموقف لم يكن يحتاج الكثير من الذكاء فعلم على الفور ان دنيا تخصه بشكل أو بآخر
فقال بهدوء خلصت الملف اللى أديتهولك امبارح قبل ما تمشى
كان يحاول السيطره على أعصابه ولكنه لم ينجح فكانت كل خلجه من خلجات وجهه تنطق بالغيره فاستدار ليتناول الملف من فوق سطح مكتبه وناوله اياه قائلا أيوا خلصته أتفضل
قلب باسم صفحاته سريعا واشار اليه ليتبعه قائلا طب تعالى معايا مكتبى عاوز أناقشك فى شوية نقط فيه
ألقى عليها فارس نظرة حاده قبل ان يترك الحجره وتبع باسم الى حجرة مكتبه

فركت يدها فى توتر فهى تعلم ماذا ينتظرها من شلال جارف من الغيره الساخطه يجرفها پحده لتصبح وحيده لا يراها غيره ولا يلمسها غيره فهكذا هو دائما
فى هذه الاثناء دخل محامى آخر كانت قد ألتقت به من قبل قبل دخولها لمقابله الاستاذ حمدى فأبتسم لها قائلا
ها أخبار المقابله ايه..انا شايف اهو ماشاء الله بدأتى شغلك
قالت بارتباك اه الحمد لله متشكره اوى يا استاذ حسن
جلس الى أحد المكاتب واشار الى المكتب الرابع والخاوى بجواره ده بقى مكتب الاستاذه نورا..هى مجاتش النهارده بس لما هاتتعاملى معاها هتحبيها أوى
قالت بأهتمامهى شغاله معاكوا من زمان
أومأ براسه قائلا اه بس مش من زمان أوى أصلها بتشتغل من وهى لسه بتدرس زى فارس كده
رسمت ابتسامه مصطنعه وقالت بهدوء تمام... ان شاء الله أستفاد من خبرتها
تصنعت اللامبالاه وهى تنظر للملفات امامها قائله واضح ان الاستاذ باسم قديم هنا فى المكتب
قال بسرعه طبعا قديم ده بقالوا عشر سنين هنا ده غير أنه ابن خالة الدكتور حمدى وهو اللى ماسك ادارة المكتب تقريبا
تابعت حديثها بتسائل طب وده ايه خلاه كل ده ميفتحش مكتب خاص بيه
أعجب حسن بفضولها الذى يشبع رغبته فى الحديث فى شئون زملاءه ..نظر حسن بأتجاه حجرة باسم المغلقه وقال بصوت خفيض ده ذكاء منه...لو فتح مكتب هيضطر يجيب محامين وموظفين ويديهم مرتبات ده غير النور والايجار وخلافه لكن كده بيشتغل فى القضايا الخاصه بتاعته واللى بياخد أتعابها كامله لا فى ضرايب ولا يحزنون
دنياطب والاستاذ حمدى ميعرفش كده
حسن عارف طبعا بس ميفرقش معاه كتير وبعدين زى ما قلتلك الاستاذ باسم هو اللى بيدير المكتب ...اصلا الدكتور حمدى مش فاضى ومبيجيش كتير
خرج فارس من مكتب باسم فوجدها تتحدث مع حسن أتجه الى مكتبه وجلس خلفه وهو ينظر اليها بتوعد مما جعلها تخفى وجهها بين أوراقها حتى لا تنظر اليه
لم يستطع حسن كتم فضوله أبدا فقال بسرعه هى الأستاذه دنيا تقربلك يا استاذ فارس
نظر له فارس پحده وقال خطيبتى...ليه
أرتبك حسن بسبب عصبية فارس الواضحه وقال لا ابدا مفيش بسأل بس..ألف مبروك
وبعد أنتهاء مواعيد العمل فى المكتب أنصرفت دنيا بصحبة فارس الذى ظل صامتا وهو يمشى بجوارها وهى تحاول اللحاق بخطواته
الكبيرة فقالت وهى تحاول جاهدة ألتقاط أنفاسها يا فارس براحه شويه أنا بجرى علشان الحقك
أبطأ من سرعته قليلا وظل محتفظا بصمته فقالت أنا عارفه أنك زعلان مني بس أنت مش ملاحظ أنك مكبر الموضوع شويه يا فارس
توقف فجأة والټفت اليها وضغط على أسنانه پغضب وهو يقول يعنى انتى مش شايف انك عملتى حاجه غلط 
ارتبكت وقالت بتلعثم يعنى كنت أقوله ايه هو اللى سلم وفضل ماسك ايدى
حاول كتم غضبه بقوة وهو يقول يلا علشان أوصلك انا مش عاوز اتنرفز فى الشارع وصوتى يعلى ...ثم نظر لها پحده قائلا خلى بالك انتى مبتراعيش مشاعرى ولا وجودى خالص وانا مش هستحمل كده كتير
حاولت ان تدافع عن نفسها مرة أخرى ولكنه لم يعطيها الفرصه وأوقف سيارة أجرة لتستقلها لمنزلها
فى اليوم التالى صباحا كان ينتظرها عند باب المحكمة رافقته فى رحلته اليوميه من المحكمه للشهر العقارى فى صمت ...لم تحاول التحدث الا بالقيل وهو لم يتحدث إلا فى العمل فقط ..وهو يشرح لها وهى تحاول حفظ لاجراءات وأماكن المكاتب وأدوارها حتى يسهل عليها التوجه لها مباشرة عندما تقوم بالعمل بمفردها
...علمت قدر التعب والجهد المبذول فى عملهم فى مهنة

المحاماه وخصوصا فى بداية الطريق ...فالنهار ينقضى هكذا
 

انت في الصفحة 7 من 148 صفحات