رواية اسرار عائلتي بقلم اروي مراد (كاملة)
أعذارك .. أنا عايز أقابلك.
إستغربت من طلبه لكنها قالت
_ وأنا برضه كنت عايزة أشوفك.
_ يبقى نتقابل دلوقتي
نظرت إلى ملابسها ثم إلى السيارة قبل أن تجيب
_ لا أنا مش فاضية دلوقتي خليها بكرة.
_ ليه
_ مشغولة ..
سكت قليلا قبل أن يردف بنبرة غامضة
_ تمام هتصل بيك بكرة.
وقبل أن تجيبه كان قد أقفل الخط بوجهها تأففت بغيظ متمتمة
سمعت صوت رنين هاتفها إثر دخولها غرفتها بعد تناول العشاء أجابت بإبتسامة صغيرة ظهرت فور رؤيتها لإسم المتصل
_ ألو ..
جاءها صوت الطرف الثاني يهتف بسرعة
_ إنزليلي دلوقتي بسرعة يا هناء أنا مستنيكي قدام القصر الي جنبكم!
إتسعت عيناها پصدمة وخرجت إلى الشرفة لتجده يقف هناك كما قال همست له پخوف
_ لا أنا بس عايز أشوفك.
_ طب تخيل لو حد شافنا
_ متقلقيش مش قولتي ان خالك مسافر
_ ايوه بس خالتو وجدو
قاطعها بإصرار
_ إنزلي يا هناء بلاش جبن .. وحشتيني ومش هقدر انام لو مشوفتكش دلوقتي.
قال جملته الأخيرة بهمس دق له قلبها فقالت بإستسلام
_ حاضر.
أقفلت معه الخط ثم خرجت من قصرهم بعد أن تأكدت من عدم رؤية أحد لها وصلت إليه ووقفت أمامه قائلة
_ متقربش مني ممكن اي حد يشوفنا ويعرف خالي.
إبتعد عنها مزفرا بضيق فكررت سؤالها
_ عايز ايه يا وائل
_ مانا قلتلك اني عايز اشوفك!
لوت شفتيها متحدثة بفظاظة
_ طب مانت شوفتني اهو عايز ايه تاني
عقد حاجبيه بإستغراب من طريقتها ثم سحبها إليه رغما عنها متسائلا
_ مالك يا حبيبتي تصرفاتك مش طبيعية في حاجة حصلت
أبعدها عنه ونظر إليها پصدمة ثم تساءل
_ ليه
_ لاني اتخانقت مع بنت المدير وشټمتها قدام كل الموظفين.
زفر بملل قائلا
_ وانتي ناوية تبطلي خناقاتك دي امتى انت مش طفلة يا هناء!
لم تجبه
فأخذ نفسا عميقا يخفي به غيظه ثم سأل
_ هتعملي ايه طيب
هزت كتفيها مجيبة ببساطة
أومأ بتفهم ثم طالعها بنظرات غريبة قبل أن يمسك يدها مردفا
_ وهو ده بس الي مضايقك يعني
أخفضت رأسها بتفكير ثم رفعته مجيبة بصراحة
_ لا في حاجة كمان.
_ ايه
_ في رقم معرفوش باعتلي مسج وبيقول
قاطع كلامها صوت رجولي صدر من خلفهما يقول بسخرية
_ سبحان الله! يعني ملقيتوش غير قصرنا عشان تقعدوا تحبوا في بعض قدامه
_ عدي
إنتبه إليه عدي فهتف بتعجب هو الآخر
_ ايه ده وائل بتعمل ايه هنا
وقبل أن يجيبه لاحظ عدي يده الممسكة بيد الفتاة فأردف بضحكة ساخرة
_ هو انت لسه صايع وبتاع بنات فضلت زي مانت ومتغيرتش من أيام الجامعة!
طالعه بغيظ ثم إلتفت إلى هناء التي سحبت يدها ورمقته پغضب وصاحت
_ انت كنت بتكدب عليا لما قولتلي انك مرتبطتش ببنات غيري قبل كده
أجابها بتلعثم وهو يحاول إمساك يدها ثانية لتهدأ
_ ل .. لا مش كده يا حبيبتي! ده .. ده بېكذب عليك صدقيني!
إبتعدت عنه قائلة بتهكم
_ لا واضح اوي من طريقة كلامك انك صادق بس عموما أنا الي غلطانة اني صدقت واحد خاېن زيك!
أنهت كلامها وإستدارت لتعود إلى منزلها لكنه إستوقفها بنبرة خبيثة
_ طب وخالك
إلتفتت إليه بعدم فهم فأكمل
_ مش خاېفة اقوله انك كنت بتخرجي معايا
إتسعت عيناها پصدمة من حقارته التي ظهرت أمامها فجأة وهمست
_ نعم
_ انت بتهددها قدامي يالا!
كان ذلك صوت عدي الذي إقترب من وائل بنظرات حادة وأمسكه من ياقة قميصه مردفا
_ عارف انك مش راجل
إشتعلت عيناه پغضب وأبعد يده عنه ثم لكم وجهه بقوة فتراجع عدي إلى الخلف من الألم وضع يده على مكان اللكمة ثم رمق وائل بنظرةمرعبة وفي لحظة كان يعيد له اللكمة مما أدى إلى سقوط الآخر على الأرض.
كانت تراقبهما پصدمة لم تفق منها بعد بل تفاقمت عندما سمعت صوتا تعرفه جيدا يصدر من خلفها قائلا
_ بتعملي ايه هنا في الوقت ده يا هناء
إلتفتت إليه ببطء وإبتلعت ريقها متمتمة بصوت مبحوح
_ ج .. جدو .. أنا
تلعثمت في كلامها ولم تجد ما تقول إنتبه كلا الشابين إلى وجود جدها فإبتسم وائل پشماتة وصاح مخاطبا إياه
_ دي طلعت عشان تشوفني يا حج.
طالعه جدها پصدمة ثم إلتفت إليها ينتظر منها تكذيبه لكنها أخفضت رأسها بندم ولم تنطق حرك رأسه يمينا وشمالا بعدم تصديق هامسا
_ هو بيكدب صح
حاولت الحديث والتبرير لفعلتها لكنها لم تستطع إقترب منها مردفا بخذلان
_ انت يا هناء انت بتعملي كده أنا ممكن اتوقع من اي حد انه يعمل كده الا انت!
طالعته بندم شديد لرؤية خيبة الأمل في عينيه تحولت نظراته إلى الحدة وهو يشير لها بالسير أمامه قائلا
_ امشي قدامي يلا حسابنا مش هنا .. حسابنا بالبيت!
تقدمته