رواية لعبة في يده بقلم يسرا مسعد
وغادرت برفقه زوجها واطفالهم فيما جلست سالى فى غرفتها وحيده تطالع كتابها المفضل بعنوان لاتحزن لطالما ظل هذا الكتاب رفيقها فى اشد ايامها قسوه
فبين سطوره يحمل اسمى معانى الصبر والامل
وتحمل لها صفحاته كلمات تهدىء من روعها وقلقها من حاضرها المؤسف
سمعت طرقا خفيفا على الباب فقالت ادخل
محسن ممكن ادخل
سالى ياخبر يا بابا اتفضل طبعا
محسن قومتى ليه من على الغدا
سالى يعنى يا بابا عاجبك معتصم وتلقيح الكلام اللى بيرميه ده
محسن لاء مش عاجبنى طبعا لكن كمان ماعجبنيش تصرفك
سالى يعنى كنت اهزئه يا بابا
تنهد الاب واكملانتى كتير بتقلقينى عليكى ياسالى
سالى ليه بس يابابا يعنى عشان قاعده منغير جواز انا لسه عندى 27 سنه ماعجزتش يعنى
محسن لاء انا مقولتش كده رد فعلك اللى بيقلقنى يابنتى عايز اموت وانا مطمن انك بتعرفى تتصرفى صح وتدافعى عن روحك مش تهربى اللى انتى عملتيه النهارده ده اسمه هروب
سالى انا ماهربتش يابابا انا انسحبت وفيه فرق ....انسحبت عشان ماما اول مابتسمع كلمه عريس ...خلاص اى حاجه تانيه بتتمحى حتى موافقتى او رفضى سيان عندها
واختى بتحب جوزها على الرغم من سخافته ومش هتطيق كلمه عليه وهتيجى فى صفه ضدى
سالى ربنا يخليك ليا بابا انت الوحيد اللى فاهمنى بس زى ما انا غاليه عندك سيرين كمان غاليه عندك ومش هترجعها بيتها مع جوزها وهو زعلان منك ولا منى يبقى اجيب العيب فيا انا اهون
محسن يا ابو البنات ياعتبه للاندال صح يابنتى صح
سالى بعد الشړ عليك يابابا ومعتصم برضه مش ندل هوه تفكيره دقه قديمه شويه بس قلبه طيب كلامه دبش بس طيب هنقول ايه
محسن طيب ...حيث انه طيب ايه رأيك اخليه يجيب العريس تتعرفى عليه
سالى ههمش عارفه يا بابا طيب مش تسأل عنه اكتر قبل مايجى
محسن مش مهم انى اسأل عنه دلوقتى السؤال ده مفروغ منه بس لازم اعرف ان كان فيه قبول من ناحيتك ولا لاء
محسن انما ماقولتليش عملتى ايه النهارده فى الشركه
ابتسمت سالى ابتسامه ساخره ماتقبلتش حتى مش نافعه اكون سكرتيره
محسن ماتزعليش ياستى خسارتهم هما وكويس دا حتى المشوار بعيد اووى زوبه عملت معاكى ايه
سالى لا والله كانت بنت حلال ههههه
محسن طيب كويس جبتيلى العسليه
سالى اخ... اسفه يابابا نسيت خالص والله
محسن كده طيب انا هطلع احسن منك وهقسم معاكى باكو الشيكولاته العظيم ده
قام محسن بتقسيم الحلوى مع ابنته فيما فتح الباب فجأه ودخلت مجيده وذعرت لدى رؤيتها للشيكولاته التى هم زوجها بالتهامها
بدا محسن مذنبا كالاطفال وقال بنبره مستكينه خلااص خلااص يا مجيده دى حته صغيره
سالى يا ماما ماهو حرام يمنع نفسه خاالص برضه
محسن اهيه قالتلك
مجيده ااه يانى منكم انتم الاتنين على طول عاملين حزب عليا قوم قوم كلم معتصم على التليفون عايزك بخصوص العريس
اتجه محسن الى الهاتف فيما توجهت مجيده بالحديث الى سالى والله فيه الخير انه يهتم ويعبرك بعد قله ادبك النهارده الضهر معاه
سالى انا يا ماما انا قليله الادب برضه
مجيده واللى عملتيه معاه ده يبقى اسمه ايه كتر خيره الراجل انه فاكرك وعايز مصلحتك
صمتت سالى ولم تجيب فهى تعلم جيدا انه لا فائده من الجدال مع امها
عاد محسن بعد قليل وما ان دخل حتى بادرته مجيده بالسؤال هاه اتفقت معاه على ميعاد
محسن لاء
تهللت اسارير سالى فيما قالت مجيده بعصبيه لاء ليه
محسن معتصم ده شكله اتخبط فى نافوخه الراجل عنده 45 سنه وقال ايه بيقولو اصله كان بيجوز اخواته ما يجوزهم وانا مالى يروح يشوف اللى من سنه
مجيده وماله يا محسن مش يجى ونشوفه مش ممكن شكله مايديش سنه
محسن كلام ايه ده يا مجيده ليه هيا بنتى كانت بايره ولا كانت بايره دى لسه عندها 27 سنه ودكتوره كمان
مجيده فرحان اووى انها دكتوره ماكنت ماعندكش مانع تشتغل حتى فراشه خليها خليها قاعده جنبك ااه يانى منكم انتم الاتنين ربنا يلطف بيا منكم
سالى كده برضه يا ماما
خرجت
مجيده كما دخلت فيما اعطى محسن قطعه من الشيكولاته لابنته قائلا خدى خدى ولا يهمك بكره تروق ما انتى عرفاها
ابتسمت سالى وتناولت الحلوى من والدها
مر يومان وفى الصباح سمعت جرس الهاتف فهمت بالنهوض للرد الا ان والدتها قد استبقتها وردت
وبعد قليل قالت مجيده بصوت مرتفع سالى يا سالى
سالى ايوه يا ماما
قالت مجيده بنبره غير راضيه الشركه اللى كنتى روحتيها بيتصلو وعايزينك تروحى النهارده فى اقرب وقت
تهلل وجهه سالى وقالت بجد يا ماما
مجيده فرحانه اووى ايوه بجد هقولك ايه غاويه فقر
سالى بقولك المرتب اد كده تقوليلى فقر يا ماما
اشارت لها مجيده بيديها بحركه غير مباليه وذهبت الى غرفتها وانصرفت سالى الى غرفتها هى الاخرى وبدلت ملابسها سريعا وارتدت طقما رمادى اللون مكون من جاكيت قصير وتنوره طويله وبلوزه بيضاء ذات كشكشه بسيطه بطولها وطرحه ذات لون نبيتى جذاب
خرجت بعدها سالى وصعدت درجات قليله من السلم الداخلى وقالت بابا ...بابا
محسن ايوه يا لولو
سالى الشركه اتصلو بيا وعايزنى اروح انا خارجه مش عاوز حاجه
محسن هاتى اللى قولتلك عليه المره اللى فاتت واوعى تنسى المرادى
سالى ههههههه حاضر يا بابا من عينيا
محسن يسلمو عنيكى يا حبيبه بابا
انطلقت سالى الى الشركه ولم تهتم بالاسراع فى طريقها دخلت سالى لشركه بعد مرور ساعه زمنيه واستقبلتها الموظفه البشوشه من جديد
سالى صباح الخير انا سالى اتصلو بيا النهارده الصبح عشان اجى
الموظفه ااه سالى محسن مش كده طيب اطلعى بقى الدور التانى بس المره دى مكتب شئون العاملين عند مدام هدى
سالى متشكره اووى
اتجهت سالى الى المصعد فتح الباب فهمت سالى بالصعود فباغتها صوت رجولى من ورائها استطاعت سالى تميزه انه المدعو جاسروهو يقول الاسانسير ده لكبار الزوار
استدارت سالى وشعرت بالخجل ممزوجا بالحنق فاعترض شابا كان برفقه جاسر قائلا والآنسه اول مره اشوفها واكيد من كبار كبار الزوار كمان اتفضلى اتفضلى حضرتك ليدز فيرست
اشار لها الشاب بالصعود فركبت سالى على مضض شاعره بالحرج من نظرات الشاب المتفحصه لها
الشاب انا اسمى زياد شريك اساسى هنا فى الشركه وحضرتك
سالى سالى محسن كنت مقدمه على وظيفه سكرتيره هنا
زياد ياااااااه ده الشركه كلها تنور
ردت سالى بخجل ميرسى
استرقت سالى نظره جانبيه الى جاسر الذى كان يقف وعلى وجهه علامات الاستياء وما ان وصل المصعد للدور الثانى حتى غادرته سريعا
فباغتها زياد قائلا بعدما استوقف المصعد انتى رايحه مكتب مدام هدى مش كده
سالى ااه
زياد طيب المكتب هتلاقيه اخر الطرقه اللى قدامك دى والشركه نورت والله
سالى ميرسى
انصرفت سالى فيما قال جاسر بنفاذ صبر خلاص خلصت حضرتك كل موظفه تجيلنا جديد لازم تقابلها بالموشح ده الشركه نورت ولو كنا عرفنا كنا فرشنا الارض ورد
زياد بتصميم ااه طبعا ..لازم الموظفين يحبوا يجوا الشغل عشان يشتغلو صح وبنفس
غادر جاسر المصعد واتجه الى مكتبه ولم يهتم بالرد على اخيه الصغير الذى اتجه بدوره للطابق الثانى من جديد ليطارد سالى مرددا فى داخله سالى ...السكرتيره ....ياخلاصى عليها ...عصفوره خالص
طرق زياد مكتب مدام هدى ودخل ليجد مدام هدى جالسه تتابع احد الملفات فى اهتمام فيما كانت سالى منكبه على الكيبورد وتتحرك اصابعها برشاقه مترجمه احدى الخطابات بمهاره
زياد صباح الخير على احلى مدام هدى فى الكون ..هاه اخبارنا ايه
ابتسمت مدام هدى بسعاده صباح النور يا استاذ زياد خير ايه اللى فكرك بينا
زياد وانا اقدر انساكم يا مدام هدى ياعسل نظر الى سالى مستفهما وقال ايه رأيك يا هدى فى سكرتيرتنا الجديده
رفعت سالى انظارها وابتسمت ابتسامه صغيره وردت هدى لاا عال العال الصراحه ماشاء الله نمسك الخشب انا حضرت العقد عشان يمضيه الاستاذ اسامه اول ما جى
زياد لاا وليه تستنى اسامه هاتى انا امضيه ولا مانفعش
هدى العفو بس حضرتك عارف ان التعينات بتكون من اختصاص الاستاذ اسامه وبعدين فى الاول والاخر شغلها تقريبا كله هيبقى معاه
خاطب زياد سالى شوفتى هيا مصممه تستنى اسامه لكن عن نفسى انا مستعد امضى بروحى قبل عنيا كمان
احمرت وجنتا سالى على الفور فيما ابتسم زياد فى خبث واستطرد بجديه طيب يالا على مكتبك بقى سالى صح
سالى ايوه
هدى انا كنت لسه هوريها نظام الشغل
زيادج لا خليكى انتى خلصى اللى كنتى