السبت 23 نوفمبر 2024

رواية شهد

انت في الصفحة 11 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

اول شهر بعد القبض لاولاده.. يومها لاقت الويل من المعلم مرعي علي هذا التصرف الاحمق و ولكنها قررت بعدها انها لن تسرق اي فقيرا ابدا و ليس علي المعلم مرعي ان يعلم بذلك.. وقد تبنت هذا المبدأ لاعوام مضت كثيرة.. وصارت تكثف جهودها مع لديهم فائض من الخيرات.. وال الان مازالت تذكر دموع الرجل و قبلته الحانية علي جبينها و طعم الحلوي الرائع..
عادت شهد لمنطقة الريس عبود محملة بغنيمة اليوم تحركت بسرعة الي ان وصلت لبيت زوزو استبدلت ملابسها و افترشت الارض واخرجت النقود لتقوم بعدها.. حصيلة ليست سيئة علي الاطلاق.. والاهم ان لن يأخذ منها احد مليما.. ستحتفظ بكل المبلغ لنفسها.. سوف تشتري ملابس واشياء جديدة ابتسمت في سعادة و خبأت النقود حاولت ان تنام و لكنها لم تستطع.. تذكرت نومها الهانيء في بيت جو.. تحسرت عليه.. ولكنها تدرك ان هكذا هي افضل حالا.. شهد ستعود لامجادها.. وبيت جو كان محطة في اول الطريق..
عندما التقت زوزو بيوسف عند عطا سألته عن شهد لكي تبعد اي تفكير ناحيتها و لتختبر رد فعله بالفعل لم يعجبها رده وهو في غاية الضيقمتجبليش سيرتها بقي.. البت طفشت..و الموضوع ده خانقني
زوزو وايه يعني ما فستين داهية
جو انا خاېف عيلها يا زوزو مهما كان دي لوحدها.. ملهاش حد
زوزو طب مانا لوحدي ومليش حد اشمعني مبتقلقش عليا!
جو انتي ميتخفش عليكي يا زوزو
زوزو وهي كمان يا خويا ميتخافش عليها.. انت اللي علي نياتك و فاكرها غلبانة.. انما اسألني انا.. مايعرفش البنات غير البنات.. دي ساهية ووراها دايها.. كويس اللي ربنا بعدها عنك.. انا مكنتش مستريحالها..
جو و قد ادرك انه لا لزوم لمواصلة الحديث بعد هذه النقطة فمن الواضح ان زوزو الان واقعة تحت تأثير غيرة وحقد شديدين و كل ما ستقوله هو كلام نسوان فارغ عن شهد..
فاثر الخير و قال مبتسما طيب يا واعية.. روحي شوفي وراكي ايه..
شعرت زوزو ان ما قالته لم يؤثر بنكلة علي جو.. بل ما استفزها هو تأكدها من ان جو بشكل او اخر مهتما بشهد.. و نضيف علي ذلك ما روته لها الفتيات عن احداث امس و ما دار بين شهد و يوسف من فقرة الطعام الي فقرة الجلوس معه و الاصدقاء..
لقد نجحت حتي الان في التخلص من شهد جزئيا.. يجب تكمل الامر للنهاية..
وقفت زوزو في الردهة ما بين دورات المياة و المطبخ امسكت هاتفها واتصلت بشخص ما..
اهليين.. ايه ده مش مسجل رقمي.. انا زوزو اخص عليك.. لقيتك مبتسألش قلت اسأل انا.. و بالمرة اعزمك بقي علي افتتاح بيتي الجديد.. هو ضيق حبتين بس قدامة سطح ايه ..حكاية.. ايه ده انت مش في هنا وراجع امتي طب يومين مش بعيد .. خلاص اول لما ترجع اتصل بيا

عشان نوضب السهرة... كله هيكون موجود.... وفي كمان وجه جديد يا سيدي.. لا اوصفلك ايه كده المفاجأة تبوظ.. طب هقولك الاسم بس.. اصلها اسم علي مسمي.. شهد.. اايه رأيك .. خلاص مستنياك.. الحجات الحلوة عليك.. متنساش.... باي باي يا عيوني
بقيت شهد عند زوزو كل منهمنا في حالها فشهد تخرج لتقوم باعمالها بينما و قت زوزو مقسم بين الوظيفتين و الاصدقاء.
اما جو فقد كان يشعر بالضيق كلما تذكر شهد و مزيج من القلق عليها و الغيظ منها.. و لكنه كان يدرك ان التفكير بها لن يفيد شيئا فيتناساها قدر استطاعته ..
ولكن حدث امرا ما .. كان عدوي يتصل به باستمرار ليسأله عن اي جديد و كان يوسف يخبره بانه لا جديد.. الا ان عدوي اخبره انه مازال مستمرا في البحث عنها دون علم المعلم مرعي الذي امره ان يترك الموضوع للكبار اقلق هذا الامر يوسف مما دفعه بدوره ان يبحث عن شهد في محاولة لان يجدها قبل عدوي عله يمنع عنها اذاه..
وهكذا صار عدوي و يوسف يبحثان عن شهد كل علي حده.. بينما شهد تختبي من كليهما معا و تساعدها في ذلك زوزو التي تريد ان تبعدها عن يوسف تماما وقد فكرت زوزو في ذلك الشخص والذي من المؤكد انه سينبهر بشهد و سيغدق عليها بامواله مما سيجعل شهد تنجذب له بدورها كرد فعل لأي فتاه طبيعية امام المال.. وقد تكون محظوظة زوزو فيعرض شراء شهد.. وحيث ان شهد لا عائل لها مؤكد ستقبل .. وهنا ستكون المصلحة مصلحتين حيث ان زوزو ساعتها ستقبض العمولة كاملة منفردة.
صار يوسف يتحمل علي مضض مكالمات عدوي بل احيانا يتصل هو به لكي يتابع ما توصل اليه في البحث عن شهد.. وفي احد المكالمات سأله يوسف انا سمعت انك بتفكر تتجوزها يله.. للدرجادي
عدوي بلهفة انا بس احط ابدي عليها.. وهعمل اي حاجة تخليها ملكي طول العمر.. انشالله الزقها بغرا..
جو وده من ايه ده اخص علي الرجالة اللي بنات بتجيب بوزهم الارض.. مالك واقع كده! متجمد شوية متحسسنيش اني بكلم سوسن
عدوي يابني انت مبتفهمش بقولك بقالها سنيني مجنناني.. بفكر فيها طول الوقت و يوم ما بقت ملكي ..طفشت 
جو بتردد ليس من طبيعته بتحبها يعني
صمت عدوي صمتا غريبا..
جو انت مت و لا ايه
عدوي مش عارف .. اصل السؤال غريب.. اللي اعرفه اني عايزها.. عايزها تبقي بتاعتي..لوحدي.. سميه زي ما تسميه.. مش مهم المهم الاقيها.. 
جو سارحا وكانه يحدث نفسه يعني انت مش قلقان عليها دلوقتي.. و هي لوحدها كده
عدوي معترضابقولك غزتني في دراعي .. يا عم اقلق علي مين وبعدين لعلمك دي شرسة جدا صحيح ماكتش بتقدر عليا و كنت ساعات ارقدها يومين من الضړب لو تفكر تمد ايدها عليا.. بس كانت ضوافرها و سنانها بيعلموا في جتتي.. هي جامدة برضه رغم انها قلة.
جو مصعوقاكنت بتضربها يا عدوي!! بتستقوي علي بت!! 
عدوي هي كام مرة كدة.. كان لازم تتربي.. لسانها طويل يا عم و ايدها اطول.. كل ما كلمها كلمة تعملي فيها خضرة الشريفة وتقل ادبها.. ده في مرة كف ايدها علم علي وشي 3 ايام..بس ساعتها مخلتش حتة في جسمها الحزام بتاعي مش معلم فيها.. 
جو ساخرا محاولا اخفاء انفعاله قال و انا بسألك ان كنت بتحبها امال لما ترجعها هتعمل ايه هتموتها
عدوي لأ هعرفها غلطها بس.. و بعد كده فل.. المسامح كريم.. 
صمت جو كان يحاول ان يهديء نفسه.. تخيله لعدوي و هو يقوم بضړب شهد كان امرا مؤلما و مثيرا لسخطه بشدة.. ولكنه تمالك اعصابه فليس من مصلحته ان يخسر عدوي الان فهو بحاجة لأن يبقي متصلا به متابعا لتطورات الامر معه لذا اثر ان يصمت.. ثم لم عليه ان يتوقع شيء مختلف من عدوي من كبر علي شيء شاب عليه.. العڼف و الايذاء يسريان في دمه لم عليه ان يكون مختلفا مع شهد تري اين انت يا شهد الان
جو بعد ان نجح في ان يهدأ يعني انت مش خاېف مثلا و احد ابن حرام يطلع عليها يعمل فيها اي مصېبة و لا ېموتها
عدوي منفعلا ېموتها!! بعد كل ده.. ده انا اكون شارب من دمه 
جو بعد ما تكون هي راحت..
عدوي اسكت.!. اسكت! جتك الغم طول عمرك نكدي و غاوي نبر ..قال وانا نبسوط اننا بنكلم ونحكي..
جو بنكلم و نحكي!!.. انت فاكرني خطيبتك! فعلا انا ايه اللي خلاني افتح في الكلام معاك غور واما تعرف حاجة كلمني..
انهي جو المكالمة كان يشعر بمشاعر مخطلتة.. كان غاضبا ومټألما من اجل ما علمه للتو عن اساءة عدوي السابقة لشهد هو يكره عدوي و يحتقره و لكن الامر الغريب انه كلما تحدث عدوي عن لهفته لشهد تعاطف معه لسبب ما والان هو قلق علي شهد جدا و لكنه

غاضب منها لانها سبب ضيقة و اضطراب افكاره كان يمكن ان تخبره ببساطة انها راحلة وتعلمه بمكانها لكي يصل اليها بسرعة في حالة طارئة مثل هذه.. والاهم هو غاضب من نفسه لانه و لاول مرة يسمح بكل تلك المشاعر ان تؤثر فيه.. ولكن يجب ان ينسي كل ذلك الان و يحاول ايجادها قبل ذلك الابله الساډي
قبل اليوم الموعود لسهرة افتتاح بيت زوزو بيوم واثناء وجودها عند عطا في الصالة اتت باحدي الفتيات في ذلك الممر ما بين المطبخ و الحمام حيث الهدوء وحدثتها بصوت خفيض قائلة بت انا عايزايكي تقولي للبنات في الخباثة من غير ما حدي يعرف ان بكرة في سهرة عندي في البيت الجديد.. خلي اللي عايزة تجيب صاحبها معاها تجيبه.. بس محدش يجيب معاه اي حد من الصالة.. مش عايزة حد من هنا يشم خبر و بذات جو.. لو عرف هطين عشيتكوا..
اومأت الفتاة برأسها في حماس و عاداتا معا الي الصالة لتصعدان الي اماكنهم و تبدأن في الرقص
عندما عادت زوزو قبيل الفجر كانت شهد مستيقظة فاخبرتها بامر السهرة..
زوزو عندك هدومي البسي اللي يعجبك.. السهرات دي بنطلع منها بمصلحة كبير.. يعني عندك و احد زبون كان بيجي الصالة بس بقي حبيبنا قوي وبعزمه بره الصالة.. غني جدا..بس عيبه انه بيسافر كتير.. متفهميش شغال في التهريب و لا ايه.. المهم ده تركزي معاه.. كريم و فييس قوي.. و لو عجبتيه هيهنييكي ده كمان ممكن يسفرك معاه تتفسحي.. شوفتي بظبطك ازاي.. انت زي اختي
شهد يسلام ياختي يسفرني معاه و هو شغال في التهريب فاتقفش معاه..هو ده التظبيط انتي عايزة تخلصي مني و لا ايه ثم مين قالك اني ليا في السكة دي.. انا اخري اطلع ارقص معاكوا.. بكتير اقلب رزقي في جيوب زبون.. انما اعجبه و يسفرني معاه.. مليش فيه
زوزوانتي فهمتي ايه انتي مالك يا بت خايبة كده.. وانا قلتلك اعملي حاجة وحشة.!. اعملي زيي.. انا بعلق الواحد من دول.. يقع فيا.. يصرف يصرف يصرف.. و برضه مبيطولش حاجة.. و لا هيطول!.. بس هو بأة ميعرفش انه مش هيطول ودي الشطارة واتمت الجملة بضحكة مائعة
شهد مليش فيه.. لو عايزاني اقلبهولك ماشي.. غير كده معرفش
زوزو مذعورة تقلبي مين انتي عايزاة تبوظي سمعتي محدش يتقلب عند زوزو ابد.. اوعي! خلاص ابقي اعدي معانا اتسلي وخلاص..
شهد ان كان كده ماشي..
بالطبع سري الهمس في اليوم التالي عن سهرة زوزو بين الجميع الي ان و صل لجو.. و قد تعجب من انها لم تقوم بدعوته و لكن لم يبد للامر اهتماما بقدر غرابته.. اثناء جلوسه في الصالة لمح تلك الفتاة التي تعمل بالمطبخ ..ماذا كان اسمها سمر كانت تقف علي باب المطبخ وتشير باشارات غريبة.. هل تشير
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 52 صفحات