أدمنت قسوتك
ومراتك اللي سابت البيت فجأة !
سأله الاب بخشونة ليرد كريم
مايا طلبت الطلاق
ليه !
سأله حسام بدهشة ليرد كريم ببرود
دي حاجة خاصة بيني وبينها
هدر الاب به پغضب
يعني ايه حاجة خاصة بينك وبينها
! مش كفاية انك اتجوزتها من ورانا كمان هطلقها من غير مانعرف السبب.
صاح كريم پغضب وقد فقد اعصابه
يعني اعملك ايه يا بابا لا كده عاجب ولا كده عاجب
صاحت الام بأسى
ايه الكلام اللي بتقوله ده يا كريم ! لا طبعا يا حبيبي ده بيتك ومينفعش تسيبه.
اشار لها الاب بصرامة
اسكتي انتي خلينا نفهم منه كل حاجة الاول
رن هاتف كريم فأخرجه ليجد المتصل مايا
أجابها
بسرعة ولهفة غير عابئ بكلام والده فجاءه صوتها الباكي
سألها پخوف
مالك يا مايا ! حصل ايه...!
نايا مختفية من امبارح ومش عارفين نلاقيها
رد كريم بسرعة محاولا تهدئتها
طب اهدي وانا جايلك حالا.
ثم اغلق الهاتف وقال لهم
نايا اخت مايا مختفية من امبارح واظن اني لازم اروح دلوقتي واشوفها.
ثم اتجه خارج المكان قبل ان يتبعه حسام قائلا لوالديه
انا هروح معاه يمكن اقدر اساعده
حاول كريم تهدئتها وفهم منها ما حدث
تحدثت مايا من بين شهقاتها المتتالية
راحت الجامعة زي كل يوم ومن ساعتها مرجعتش صاحبتها كانت معاها طول اليوم مسابتهاش لحد ما خلصوا المحاضرات بتقول انها ودعتها وقالتلها هتروح البيت على طول
تدخل حسام متسائلا
هنا اجابته سعاد من بين بكائها
سألنا كل معارفنا محدش يعرفلها طريق
ثم شهقت باكية وهي تهتف بلوعة
بنتي راحت فين ياربي هعمل ايه
نهض كريم من مكانه واجرى اتصالاته فورا ثم عاد وانحنى ناحية مايا وهتف بها مطمئنا اياها
متقلقيش يا مايا هنلاقيها والله هنلاقيها
ثم اكمل
ثم أشار لحسام قائلا
خليك معاهم يا حسام وبلغني بأي جديد
اومأ حسام برأسه وقال
متقلقش عليهم انا هفضل هنا
تحرك كريم خارج المكان واتجه الى مكتبه في الداخليه
هناك جاء صديقه كمال حتى يساعده في البحث عنها
وفي اثناء بحثهم عنها وجدوها في احدى المستشفيات الحكومية
وصل الى المشفى وسأل موظفة الاستعلامات عن الطابق الذي توجد به لتخبره انها في الطابق الرابع الغرفة رقم خمسة
ركض كلا من كريم وكمال الى الطابق الرابع وما ان وصلا الى الغرفة المقصودة حتى وجدا الممرضة تخرج من عندها
سألها كريم بسرعة
هي عاملة ايه
لتسأله الممرضة بتوتر
هو انت أخوها
رد كريم بجدية
انا جوز اختها هي مالها اتكلمي من فضلك
اجابته الممرضة بأسى
المسكينة
جحظت عينا كريم پصدمة وعدم تصديق قبل ان يبتلع ريقه ويهتف بها بنبرة مرتجفة
انتي بتقولي ايه
اومأت الممرضة برأسها دون ان ترد بينما هتف كمال بقلة حيلة
انت كويس يا كريم
رد كريم بشرود
ينفع نشوفها
اجابته الممرضة
هي نايمة دلوقتي ادخلوا عندها ولو فاقت اندهوا حد مننا
ثم تحركت من امامهما ليدلف كريم الى الداخل بينما فضل كمال الوقوف بالخارج
تأملها كريم بملامح حزينة كانت نائمة كالملاك غير واعية لأي شيء يجري من حولها....
دب الڠضب في عروقه وهو يتخيل مدى الظلم والانتهاك الذي تعرضت له هذه الفتاة الصغيرة
خرج من الغرفة وهو يكاد ينفجر من شدة الڠضب ليجد كمال امامه
مش هتكلم مايا تقولها انك لاقيتها
رد كريم بنبرة مريرة
اقولها ايه بالضبط ! ان اختها ...
شعر كمال بمدى صعوبة الامر فكيف سيقدر كريم ان يخبر مايا بشيء كهذا بينما تحدث كريم بجمود
انا مش هبلغها بأي حاجة دلوقتي لازم نايا تفوق واتكلم معاها الاول
مرت ساعتان اخرتان
انا فين !
اجابها كريم
انتي فالمستشفى
اغمضت عيناها بوهن قبل ان تفتحهما وهي تقول
هو حصل ايه
اجابها كريم بتردد
محصلش حاجة المهم انتي كويسه
بدأت الافكار تتجمع عندها اخذت تتذكر ما حدث شادي اخر شيء تذكرته انها قاومت حتى ضربها على رأسها فأغمي عليها.
فسألت بنبرة شبه مڼهارة
حصل ايه يا كريم ! هو شادي عملي حاجة
رباه انها لم تكن واعية لما يحدث ! كيف سيتصرف الان!
كريم رد عليا
صړخت به بإنفعال ليهتف كريم بها بتوسل
اهدي يا نايا اهدي ارجوكي
قبضت على ذراعه تتوسله أن ينفي ما تفكر هي به
شادي معمليش حاجة صح نا لسه زي مانا صح ! قولي انه صح
مين شادي ده يا نايا! تعرفيه منين
صړخت صړخة بائسة يائسة
ثم أخذت تصرخ بإنهيار وۏجع حينما نادى كريم على الطبيب ليأتي اليها ومعه نفس الممرضة التي قابلته حينما جاء.
أعطاها الطبيب حقنة مهدئة ثم طمأن كريم بأنها ستتحسن تدريجيا ليبتسم كريم في داخله بسخرية وهو يفكر بأن جرحها
هذا لن يتحسن
الفصل الرابع والعشرون
استيقظت نايا من نومها لتجد نفسها وحيدة في غرفة المشفى...
حاولت ان تعتدل في جلستها حينما دخل كريم الى الغرفة واتجه فورا نحوها وقال
متتحركيش خليكي نايمة
حاولت ان تنزل
من السرير رغم عن الام جسدها لكن
كريم منعها وهو يقول بتوسل
ارجوكي يا نايا اهدي
لم تشعر بنفسها الا وهي تبدأ بالبكاء
شعر كريم بالشفقة لأجلها
اهدي يا نايا اهدي وكل حاجة هتكون كويسه
ابتعدت نايا من بين وقالت بحرج
هي ماما فين
اجابها بجدية
لسه مقلتلهاش اني لقيتك استنيتك تفوقي عشان نتفق هنقولها ايه.
هطلت دموعها مرة اخرى وقالت على الرغم من بكائها
متقولهاش عاللي حصل ماما مش هتستحمل تعرف اللي حصل ولا انا هستحمل ان يجرى ليها حاجة بسببي
رد كريم
ده اللي كنت عايز اقوله ان احنا منقولش لأمك على اي حاجة عشان هي اكيد مش هتستحمل حاجة زي كده انا هقولها انك اتخطفتي واننا لقيناكي وكان مغمى عليكي
وبالنسبة للدكاترة اللي هنا انا هرتب معاهم كل حاجة اطمني
اومأت برأسها من بين دموعها ليكمل كريم بنبرة اخوية خالصة
و شرفي هجيبلك حقك عايزك تطمني
اڼهارت نايا باكية ليربت على ظهرها ويقول پألم
عيطي يمكن العياط يريحك
خرج كريم من عندها وقرر الاتصال بأخيه حسام ليخبره انهم وجدوا نايا
وبالفعل اتصل به ليأتيه صوت اخيه قائلا
ها يا كريم ايه الاخبار.
اجابه كريم بجدية
لقيناها يا حسام انا هجيبها واجي معايا هي حاليا بالمستشفى بس هشوف الدكتور احتمال يخرجها دلوقتي.
تمام يا كريم اقولهم ايه دلوقتي
سأله حسام بحيرة ليرد كريم بجدية
قولهم اني هجيبها واجي ولو حصل اي تغيير هبلغكم
ثم اغلق الهاتف وقرر الاتجاه الى الطبيب ليسأله اذا ما كان سيسمح له بإخراجها من المشفى ام لا
اغلق حسام هاتفه واتجه الى صالة الجلوس حيث تجلس مايا مع والدتها
قال
كريم لقى نايا
هي كويسه! لقاها فين
بينما قالت الام وهي بالكاد تتماسك لتنهض من مكانها
طمني عليها يابني هي كويسه
اومأ حسام برأسه واجابهن
كريم بيقول انها كويسه...وانه هجيبها ويجي
طب هما فين دلوقتي
سألته مايا بشك ليجيبها حسام
هما بالمستشفى
ايه ... بيعملوا ايه بالمستشفى
صاحت الام بړعب ليجيبها حسام
والله ماعرف هو بس قال انها كويسه وانهم هيجوا كمان شوية
مقالش هما فأي مستسفى
سألته مايا بقلق ليرد حسام
للأسف مقالش
جلست مايا بوهن على الكنبة وفعلت كذلك الام وهي تدعو ربها قائلة
يارب تكون كويسه يارب رجعها بالسلامة
وبالفعل بعد حوالي ساعتين جاء كريم اليهم ومعه نايا
كان الضعف مسيطرا عليها بشكل أقلق والدتها ومايا اللتان استقبلانها بلهفة اخبرهما كريم انها متعبة ويجب ان تستريح فاتجهت مايا بها الى غرفتها
بينما جلست الام مع كريم وحسام
خرجت مايا من عندها وقد نامت فورا رافضة الحديث معها.
ايه اللي حصل يا كريم ! نايا كانت فين بالضبط.
اجابها كريم
بجدية مسيطرا على توتره
كانت مخطۏفة
مين اللي خطڤها
اجابها كريم
لسه منعرفوش نايا مقدرتش تتكلم كانت تعبانة اوي.
حصلها حاجة
سألته مايا بخفوت لتجحظ عينا الام پصدمة مما تسمعه وقد أخذت تتخيل الكثير من الأشياء السيئة ليرد كريم بسرعة
لا هي كويسه متقلقوش بس تعبانة من صدمة اللي حصل.
تنهدت الام براحة بينما تطلعت مايا اليه بشك وعدم اقتناع
في صباح اليوم التالي
استيقظت نايا من نومها لتجد مايا بجانبها تتطلع إليها بنظرات حنون مشفقة
اعتدلت في جلستها لتتنهد مايا براحة وتقول بابتسامة
صباح الخير.
اجابتها نايا بخفوت
صباح النور.
اردفت مايا
عاملة ايه دلوقتي
اجابتها نايا بتردد
كويسه الحمد لله
سألتها مايا بعفوية
ممكن تحكيلي ايه اللي حصل يا نايا!
عشان كريم متكلمش كتير عن اللي حصل
نايا انتي كويسه
هزت نايا رأسها نفيا واخذت الدموع تتجمع داخل مقلتيها لتسألها مايا بتردد
ليه حصل ايه
اجابتها نايا بإنهيار
انا اسفة اسفة عشان محافظتش على نفسي
جزعت ملامح مايا كليا وهي تحاول استيعاب ما قالته اختها لتسألها بلسان جاف
تقصدي ايه يا نايا! هو الواطي ده عملك ايه
اجابتها نايا بدموع حاړقة
دلفت مايا الى فيلا عائلة كريم بملامح شاحبة
لم تجد احدا هناك سوى الخادمة فسألتها عن كريم لتخبرها الخادمة انه في غرفته نائم
سارعت في الذهاب الى هناك لتجده نائما بالفعل
جلست على السرير بجانبه وأخذت تبكي بصمت
مايا حبيبتي فيه ايه !
مصدقة اللي حصل جيت هنا فورا مكنتش عايزة ماما تشوفني وانا بالحالة دي.
اهدي يا حبيبتي اهدي
وانا اوعدك ان كل حاجة هتتصلح.
قالها كريم بترجي لتهتف پألم
تتصلح ازاي بعد كل اللي حصل!
كريم بنبرة حاقدة
معرفتش اكيد مكانتش هتستحمل اي حاجة.
كريم مرة اخرى وقال بحب
متشكرنيش يا مايا نايا اختي الصغيرة وانا عملت واجبي معاها
ابتعدت مايا من بين وقالت بنبرة واهنة
انت هتعمل ايه دلوقتي
اجابها كريم بجدية
مش هعمل حاجة انا هجيب اللي اسمه شادي ده من تحت الارض وبعدين اللي نايا تعوزه هيحصل
هتلاقيه بسهولة
احنا بدأنا ندور عليه من امبارح بس هو مختفي بس هنلاقيه باذن الله هنلاقيه
مرت ثلاثة أيام...
استعادت نايا بها صحتها قليلا
اما كريم ما زال يبحث عن شادي بلا فائدة
وفي صباح
احد الايام في شقة عائلة مايا
كانت والدة مايا وابنتيها تتناولان طعام الافطار حينما انتبهت سعاد على نايا الشاردة والتي لا تتناول طعامها لتهتف بها
نايا حبيبتي مش بتاكلي ليه.
اجابتها نايا بتعب
مليش نفس
ربتت والدتها
على كف يدها وقالت
كلي عشان خاطري
اخذت
نايا تتناول القليل من اللقيمات بينما اشارت سعاد لمايا قائلة
وانتي يا مايا...قررتي ايه
ابتلعت مايا لقمتها وقالت
قررت ايه بإيه
هترجعي جوزك ولا لا
تحدثت نايا قائلة
ارجعيله يا مايا جوزك بيحبك وانتي حامل منه دلوقتي.
صمتت مايا لوهلة قبل ان تقول بجدية
هرجعله هرجعله عشان ابني اولا وعشان بحبه ثانيا
ابتسمت الام براحة وقالت
كده انا ارتحت
اشمعنا...! مانتي دايما كنتي بتكرهيه
اجابتها الام بجدية
كنت بكره تصرفاته وكمان عشان معدن الناس بيبان وقت الشدة وهو معدنه بان باللي عمله مع نايا.
نهضت نايا من مكانها وقالت
انا هروح ارتاح فأوضتي
وما ان غادرت المكان حتى قالت الام بحيرة
اختك صعبانة عليا اوي
ردت مايا
اللي مرت بيه مش سهل اي وحدة مكانها مكانتش هتستحمل اللي مرت بيه
اومأت الأم برأسها متفهمة بينما اكملت بجدية
هترجعي بيت جوزك امتى.
قالت مايا مازحة
عايزة تخلصي مني بالسرعة دي
لترد الام
عايزة اطمن عليكم
ربتت مايا على كف يدها وقالت
متقلقيش عليا اطمن على مايا الاول وبعدين ارجعله
نهضت مايا من على المائدة وحملت هاتفها متجهة الى الشرفة الخارجية للشقة
اتصلت بكريم والذي اجاب على اتصالها فورا لتسأله
عامل ايه !
اجابها بتنهيدة
كويس بس انتي وحشاني.
اجابته بإستيحاء
وانت كمان
بجد
قالها كريم مصډوما لترد مايا
بجد وواحش ابنك كمان
طب مترجعي بقى
هرجع