السبت 16 نوفمبر 2024

روايه بقلم ميمى عوالى

انت في الصفحة 23 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


يدها بالساندوتش ويقربها من فمه ليأخذ قطمة أخرى وظلوا هكذا إلى أن كان اخر جزء من الساندوتش أخذه نوح وبعد أن بنفس طريقة الطعام وظل هكذا معها طوال الطريق فكان يتبادل المكان مع أسامة ونيللى وكم كانت سعادة أمانة فكم كانت تتمنى أن تعيش وتجرب تلك الأحاسيس التى جعلتها تجدف فوق سحابة عالية تطفو فوق بحر من الاحلام والامنيات مما جعلها لاتشعر بطول الطريق أو قصره فكل ما تيقنت منه أنهم قد وصلوا بالفعل إلى الموقع والذى كان عبارة عن أرض فسيحة شاسعة المساحة على شاطئ البحر حولها سياج من الاسياخ الحديدية العالية ومبنى واحد مكون من طابقين والذى كان معدا لفريق المهندسين والعاملين بالمشروع وقد اتجه نوح بصحبة أسامة إلى المبنى لتقسيم الغرف وقد اختار حجرة كبيرة بالطابق العلوى تضم ثلاثة أسرة ولها حمامها الخاص وخصصها لأمانة ونيللى وخديجة واحتل مع أسامة الغرفة المجاورة والتى تشترك معها فى نفس الشرفة وهى أيضا تضم ثلاثة أسرة تحسبا لزيارة حاتم فى اى وقت ثم قام بتوزيع باقى فريق العمل ثم قسم الطابق الارضى إلى مكاتب العمل مع تخصيص مكان لصنع الطعام ومكان اخر للاستراحة والطعام وما أن انتهوا من تلك الترتيبات الا وجمعهم أسامة ونيللى فى الاستراحة لتناول ماتبقى معهم من طعام مجهز قبل أن يذهب الجميع إلى النوم استعدادا لبدء العمل بالمشروع كان ايمن يجلس بحجرته وهو يتحدث فى الهاتف مع نيرة ايمن يعنى انتى عاوزة الفرح يتعمل فين نيرة مش عارفة يا ايمن محتارة ايمن طب ايه رأيك احنا ممكن نأجر باخرة أو نحجز فى اى اوتيل أو نادى نيرة طب ماهو الكلام ده محتاج أننا ننزل نلف ونتفرج وانت زنقتنا اوى ومافيش وقت ايمن بابتسامة انا مااعرفش ايه اللى سحبنى من لسانى وقلت تلات اسابيع فيها ايه لو كانوا تلات ايام نيرة شاهقة لا وليه ياحبيبى تلات ايام رأيك يا نيرو نيرة رأيى فى ايه ايمن أننا نعمل فرحنا بالنهار نيرة تقصد زى مابيعملوا برة ايمن بالظبط نعمله فى جنينة الفيلا عندكم أو عندنا ايه رأيك انا ممكن اجيب منظم حفلات يظبط لنا الدنيا وتبقى حاجة جديدة وجميلة نيرة بحماس تصدق فكرة حلوة انا موافقة بس خليها فى الجنينة بتاعتنا عشان اكبر ايمن خلاص ننزل بكرة نروح للمتعهد عشان ييجى يتفرج على الجنينة عندك وعندى هم بيبقى ليهم وجهة نظر فى المكان ولو قال الاتنين عادى نعمله عندك ها ايه رأيك نيرة قشطة موافقة طبعا ايمن يبقى نتقابل بكرة أن شاء الله بعد الضهر كانت أمانة تقف مع بعض المهندسين وهى تسند إليهم بعض المهام ليتولى كل مهندس الاشراف على جزء من المشروع وبعد أن انصرف كل مهندس متوجها إلى مكان عمله قال أسامة اومال نوح فين أمانة مع مقاول الانفار بيحدد معاه اوقات الورادى بتاعة العمال وتوزيع الحراسة أسامة ونيللى فين أمانة وهى تشير بيدها على بقعة معينة من المشروع نيللى اختارت الكرفان ده عشان تشتغل فيه وإحتلته وحطت ادواتها كلها جواه أسامة احسن برضة نيللى مابتحبش حد يقتحم خلوتها وهى بتشتغل ليأتى عليهم نوح ملقيا السلام ثم قال وزعتى الناس يا أمانة أمانة ااه كله تمام والكل راح على مكانه بس محتاجين وسيلة انتقال تبقى سريعة وسهلة أسامة ممكن نجيب عربيتين ثلاثة زى عربيات الجولف أمانة فكرة هايلة أسامة خلاص هكلم حاتم يتصرف أمانة والاوفيس محتاج تجهيز ومحتاجين حد يبقى مسئول عن عمل الاكل والنظافة نوح ممكن تطلب كل الحاجات دى وحاتم يبعتهالنا مع احمد وهو جاى أمانة هو احمد جاى حاتم ااه احمد انضم للشئون القانونية فى الشركة وهيجيلنا بعد بكرة عشان التعاقدات بتاعة المقاولين والعقود والتأمينات بتاعة العمال أسامة وهو يناول ورقة إلى نوح انا كتبت هنا كل اللى احنا محتاجينه بصوا عليها كده وشوفوا لو محتاجين حاجة زيادة قبل ما ابعتها لحاتم بعد أن قرأها نوح اعطاها لأمانة لتلقى عليها هى الأخرى نظرة لتعيدها لأسامة قائلة كده تمام اوى أسامة خلاص هصورهاله على الواتس وابعتهاله على ما اعرف ابعتهاله بالفاكس وبعد انتهاء العمل باليوم الاول والذى كان شاقا على الجميع قرر الجميع إقامة حفل سمر احتفالا ببدء المشروع لتقرر أمانة الصعود لغرفتها للصلاة ثم العودة إليهم مرة أخرى وعندما بحثت بعينيها عن نوح لم تجده فأخبرت نيللى بوجهتها وتركتهم وذهبت إلى الغرفة المخصصة لهن وبعد أن دخلت الغرفة واتجهت للحمام وتوضأت وقبل أن تشرع فى صلاتها سمعت صوت نوح آتيا من الشرفة وهو يتحدث فى هاتفه قائلا نوح يعنى جهزت حاجتك كلها والعقود وكله نوح طب تمام تيجى بالسلامة أن شاء الله نوح وحشتنى والله هاتها اكلمها نوح ازيك ياغادة عاملة ايه نوح الجو هنا وهم مش عاوز اقوللك نوح كويسة نوح مانا بقولك كويسة عاوزانى اقولك ايه تانى نوح ياستى والله بعاملها كويس وكويس جدا كمان نوح بقولك ايه ياغادة انتى عارفة أن لولا وصية ماما انا ماكنتش فكرت فى الجواز تانى من اصله لكن ادينا اتجوزنا أهدى عليا شوية بقى نوح انا مابكرههاش ياغادة بس مابحسش ناحيتها بحاجة مميزة نوح لا ماتقلقيش انا بعاملها كويس جدا معاملة الين وماتنسيش أنها بقت شايلة أسمى قدام كل الناس يعنى لازم اعاملها كويس جدا حتى لو ڠصب عنى نوح لما نتجوز يبقى يحلها ربنا نوح يابنتى هو انا قلتلك أنها وحشة انا عارف انها حلوة وزى القمر كمان بس لسه ياغادة لسه مش قادر انسى اللى حصللى فى جوازتى اللى فاتت ادونى فرصة اشم نفسى نوح كان لازم استعجل واطلبها طبعا انتى ناسية أن حاتم كان حاطط عينه عليها واللا ايه نوح ربنا يسهل ياغادة ادعيلى ان ربنا يوفق القلوب على بعضها نوح لا ياستى شكرا انتى بس ابقى حطى لأحمد فى شنطته جاكت تقيل عشان الدنيا هنا بالليل بتبقى برد نوح ماشى الله يسلمك مع السلامة لتسقط أمانة جالسة ارضا وسط دموعها وهى لا تصدق ماسمعته باذنيها عندما هبط نوح إلى حفلة السمر التى أقامها زملائه جلس معهم وهم يتناوبون الضحكات والقفشات ولكنه بعد فترة عندما أدار بصره لاحظ عدم وجود أمانة مع نيللى وخديجة وعندما سأل عنها إجابته نيللى بأنها صعدت غرفتهم منذ أكثر من ساعة لصلاة العشاء ولم تعد منذ صعودها خديجة شكلها نامت اتأخرت اوى أسامة طب انا هطلع أشوفها كده وااجى ليذهب أسامة للاطمئنان ن على أخته ولكنه عندما صعد لغرفة أمانة ظل يدق الباب ولكنه لم يتلقى اى إجابة وعندما فتح باب الغرفة وجدها فارغة فبحث عنها فى الشرفة فوجدها أيضا فارغة فعاد إلى الحفل يبحث عنها بعينيه وعندما لم يجدها أيضا استبد به القلق واتجه إلى نوح قائلا انا مش لاقى أمانة ولا فى اوضة البنات ولا هنا تبقى راحت فين نوح ببعض القلق يعنى ايه مش لاقيها هتكون راحت فين يعنى أسامة بقوللك مالقيتهاش فوق واهوهمش موجودة كمان هنا نيللى بقلق يمكن كانت فى الحمام يا اسامة أسامة بصيت فيه وفى البلكونة كمان وقعدت انده عليها مالهاش أثر خديجة طب بصيت فى الأوفيس يمكن حبت تعمل حاجة تشربها ليتركهم نوح متجها إلى المطبخ باحثا عنها ولكنه عاد سريعا وهو مخطۏف الوجه قائلا ببهوت مش موجودة ليتجه أسامة مسرعا إلى وسط القاعة ليمد يده ويغلق التلفاز وهو يقول معلش ياباشمهندسين بس احنا مش لاقيين أمانة عاوزين ننتشر وندور عليها ليهرع الجميع وهم يقتسمون أماكن البحث فيما بينهم وبعد حوالى عشر دقائق قضاها الجميع فى ړعب قاټل سمعوا صوت أحد المهندسين وهو ينادى بصوت جمهورى لقيتها ياباشمهندس قاعدة على البحر بخير ماتقلقش ليهرع إليها نوح واسامة وتلحق بهم نيللى وخديجة وعندما وصلوا إليها أسامة بقلق بالغ كده برضة يا أمانة تخضينا عليكى مش تقولى ياحبيبتى انك جاية تقعدى هنا عشان مانقلقش عليكى وقبل أن تجيبه أمانة بأى كلمة كان صوت نوح الغاضب يغطى على صوت امواج البحر وهو يزبد ويقول انتى ايه الاستهتار وعدم المسئولية اللى فيكى دا خلاص للدرجة دى ماعندكيش عقل تفكرى بيه فاكرة نفسك فى سان استيفانو واللا ميامى عشان تروحى تقعدى على البحر بكل بساطة من غير ماتدى خبر لحد ناسية أننا فى مكان لسه شبه مقطوع والله أعلم ممكن يبقى فيه ايه واللا لو وقعتى فى الماية وغرقتى من غير ماحد يحس بيكى وتجيبيلنا مصېبة بعد أن انتهى نوح من تفريغ شحنة غضبه ساد الصمت فجأة الا من صوت امواج البحر ترفع أمانة رأسها إلى نوح وتقول بهدوء عكس مايعتمل بداخلها من ڠضب ماتقلقش لو حصللى حاجة ماحدش هيشيل مصيبتى غيرى وعندما تنبه نوح إلى ما تفوه به قال ومازال صوته يحمل بعض الڠضب وهو انتى لاقدر الله لو حصللك حاجة دى مش هتبقى مصېبة لينا كلنا انتى رعبتينا من القلق عليكى واحنا مش عارفين حصللك ايه لتستدير أمانة بهدوء متجهة إلى السكن بعد أن قالت لنوح بصوت شبه هامس اللى مڠصوب على حد مش المفروض يقلق عليه ثم قالت بصوت عالى ياللا حوا على خير يقف نوح مصډوما مما سمعه وكأن دلوا من الماء المثلج قد انسكب فوق رأسه جمده بمكانه دون حراك أو أى رد فعل وقد علم أنها سمعت لحديثه مع غادة نيللى بعتاب احنا كلنا كنا ھن من القلق عليها بس برضة يانوح انت قسيت عليها اوى كان حتى تتطمن عليها الاول وبعدين تعاتبها ربنا معاك بقى وترضى تصالحك خديجة طب ياللا بينا يانيللى نطلع لها نتطمن عليها ونطيب خاطرها بكلمتين يذهب أسامة مع نيللى وخديجة وهو يحرك رأسه بغير رضا عما حدث دون أن يعقب بأى كلمة ليتركوا نوح مكانه وهو ينظر إلى تتابع امواج البحر وتلاطمها وهو لا يدرى ما العمل لإصلاح ما اقترفت يداه عندما دلفت نيللى وخديجة إلى الغرفة بصحبة أسامة وجدوا أمانة متجهمة على فراشها ولكنها بدلت ملابسها استعدادا للنوم أسامة أمانة انا عارف انك زعلتى من أسلوب نوح معاكى بس لازم تعذريه خديجة وهى تحاول التشويش على ماحدث الصراحة يا أمانة لو كنتى ه وهو عمال يدور عليكى كنتى قلتى أنه اټجنن ده كان شوية وھي من الړعب عليكى لتجلس نيللى بجوار أمانة وهى تقبل رأسها بحنان قائلة سيبكم من كل ده انتى
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 32 صفحات