فارسي
معها...... وكيف سيكون وقع كلماته عليها ......وهل ستتقبل هذا الامر بسهوله أم ستظن انه يتملص من زواجه منها بهذا القرار المفاجىء.......
وكيف سيستمر يراها ويتعامل معها وهى زميلته فقط .......وكيف سيستطيع كتم مشاعره تجاهها ......وهل سيقدر على ذلك كله ....هل ستكون تلك المشاعر مثل الامواج الثائرة التى تتحطم عند ارتطامها بصخرة الحلال والحرام .....هل سيستطيع الصبر عليها وكبح جماحها ام ستتفلت منه ومن بين اصابعه دون ان يدرى لتندفع الى منسوبها الاول كما كانت بل واقوى.......
.
الفصل الرابع
أشار باسم إلى دنيا بالجلوس فى المقعد المقابل له دون أن ينظر إليها وهو يتأمل الورقة فى يده ثم مد يده بها إلى دنيا وهو مازال ينظر للورقة ويقول باهتمام
مدت يدها لتمسك بها وهى تقول
أيوا بس أنا لسه ..
بترت عبارتها عندما شعرت بيده وهى تتلمس أصابعها من أسفل الورقة وهو يبتسم لها بهدوء وكأنه شىء عادى تلعثمت حروفها وجذبت يدها فى ارتباك ولم تتكلم ألتفتت إليه فوجدته يتفحصها ويتأمل ردود أفعالها الصامتة على محاولته التى كانت عينة اختبار لها ليس إلا والنتيجة كانت مشجعة فنهض واقفا ودار حول مكتبه وتلمس ظهر مقعدها وهو يقول
شعرت بأصابعه تتلمس ظهرها وكتفها فنهضت فى ارتباك وقد احمرت وجنتيها أستدرك قائلا
هو الأستاذ فارس خطيبك فعلا زى ما سمعت .. مش شايفك يعنى لابسه دبلة
تنحنحت وقد زاد توترها وهى تقول
أيوا أحنا مخطوبين بس لسه ملبسناش دبل
رفع حاجبيه فى تصنع وقال بسخرية
مممم يعنى لسه مش رسمى
يا شيخة سيبك .. جواز أيه وبتاع أيه
رفعت رأسها إليه وقالت
ليه بقى هو حضرتك مش متجوز برضة وعندك أولاد
أتسعت ابتسامته وكاد أن يضحك وهو يقول
أيه ده وكمان متابعة أخبارى
قالت على الفور
أنا عرفت صدفة
ثم تناولت الأوراق وهى تقول
طيب حضرتك انا هقرأها وهحاول افهم الموضوع
سحبها منها ببطء وهو ينظر لعينيها بجرأة قائلا
زاغ بصرها وقالت وهى تتجه نحو الباب
طب عن أذن حضرتك
شعرت بنظراته تخترق ظهرها وهى تدلف للخارج فهى مثلها مثل كل أنثى تستطيع أن تشعر بنظرات الرجل وتلميحاته والأمر يعود إليها إما تصده بقوة وإما أن تعطيه الضوء الأخضر ! .
أما هو فقد علم طبيعة الفتاة التى أعجب بجمالها هى مرتبطة عاطفيا ورغم ذلك لا تريد أن ترسم حدودا قوية لا يتعداها الرجال معها
تمسك العصا من منتصفها وكأنها تبحث عن فرصة أخرى أيسر وأفضل .
جلست خلف مكتبها وهى تختطف نظرات شعواء بين الحين
والآخر إلى فارس القابع خلف مكتبه فى شرود تام وقبل انتهاء العمل بحوالى الساعة استأذن فارس لينصرف مبكرا هو ودنيا خرج معها من المكتب وسارت بجواره
فى سكون وكأنها تشعر أنه رآها ورأى ردود فعلها المتهاونة مع باسم وانتظرته ليتحدث.
صمت قليلا ليستجمع كلماته والمنطق الذى سيتحدث به كان لا يريد فقدها أبدا لذلك فكر فى تأجيل الحديث فيما بعد ولكنه استجاب لطبيعته التى تكره التسويف والتأجيل فى الأمور الحاسمة فقال قبل أن يتراجع
دنيا عاوز اتكلم معاكى فى موضوع مهم
ألتفتت إليه وقد أنتشلها من شرودها قائلة
موضوع أيه
أخذ نفسا عميقا وقال
تفتكرى ربنا راضى عن علاقتنا بالشكل ده كده
توقفت فجأة عن السير وكأنه أفرغ عليها دلو من المياة الباردة شعرت بمشاعر مختلطة بين الحيرة ومحاولة الإستنتاج وقالت
تقصد ايه بالكلام ده يا فارس
هربت الكلمات منه حاول جمع شتاتها مرة أخرى وقال بصدق
دنيا ...أنا عاوز ربنا يبقى راضى عن علاقتنا.. وانا عرفت ان علاقتنا بالشكل ده تغضب ربنا وممكن يعاقبنا ويحرمنا من بعض بسبب الحاجات الحړام اللى بتحصل.. أنا عرفت أن نظرى ليكى وكلامى معاكى حرام .. وعلشان متفهميش غلط .. أنا عاوز اتقدم رسمى ونكتب الكتاب على طول
أتسعت عينيها بدهشة وقالت
أفندم تكتب الكتاب.. بس احنا متفقين تستنى لما نشوف التعين بتاع النيابة وبعدين نتخطب
زفر بضيق وهو يقول
بصى بقى أنا مش عارف انت عاوزانى انا ولا عاوزه فارس