الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فارسي

انت في الصفحة 18 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز


ووالدتها التى أغلقت الباب خلفها بهدوء وشرع فارس فى الذهاب الى غرفته ولكنه والدته استوقفته قائله
أنت متخانق مع خطيبتك ولا فى حاجه تانيه مش عاوز تقولها
أستدار اليها بنفس الابتسامة الباهته وقال
يا ماما مفيش حاجه والله ولا متخانق ولا فى حاجه كل الحكايه بس تعبان شويه ومحتاج ارتاح
أم فارس مش عادتك يعنى تعامل مهره كده ده أنت كنت بتذاكرلها فى الامتحانات كأنها فى ثانويه عامه

أتجه الى غرفته مره اخرى وهو يقول
معلش يا ماما لما أنام شويه هرتاح وابقى كويس وقبل ما اروح المكتب هصالحها ان شاء الله
دخل غرفته وأغلق الباب خلفه وهى تنظر الى الباب المغلق بدهشه وتقول فى نفسها
لا ده فى حاجه وحاجه كبيرة كمان
أبدل ملابسه والقى بجسده المرهق على فراشه وأغمض عينيه يطلب الاسترخاء قليلا ولكن من اين تأتى الراحه فقلبه غير مستقر أبدا ...والقلب المجهد يجهد معه البدن دائما ...لا ينفك الا فى التفكير فى حياته بعد يومين او ثلاثه عند ظهور النتيجه كيف ستكون وماذا سيحدث ان تم رفضه
يجافيه النوم دائما عند الوصول لهذه النقطة الصماء....لا يريد التفكير فيما بعدها بل لا يريد التفكير فيها ابدا
فى المساء وهو يغادر ذكرته لعمله ذكرته والدته بمهره فأومأ برأسه قائلا
حاضر يا ماما هصالحها ان شاء الله
ولكنه لم يكن لديه أى حماس للصعود اليها او مداعبتها كما كان يفعل فتوجه للمكتب على الفور
أنهى دبلومته التى عكف عليها والتى أهلته للتقدم للماجستير وبدأ فى جمع ما يلزمه من أوراق وكتب وخلافه للبدء فى الماجيستير ولكنه لم يكن متحمسا بالشكل المطلوب فهو لم يحلم يوما بهذه الدرجات العلميه بل كان حلمه الوحيد هو النيابه
مر شهرين

آخرين والحال هو الحال وهو يكاد يكون منفصلا عن واقعه تماما فكلما قصرت المده كلما بدأ التوتر والقلق والعصبيه الواضحه..حتى حانت اللحظه الفارقه وأستدعاه الدكتور حمدى الى حجرة مكتبه بمجرد وصوله للمكتب مساءا......
طرق الباب ودخل بعد الاسئذان نظر الى الدكتور حمدى نظرة متفحصة وهو يقول ببطء
فى حاجه يا دكتور
نهض الدكتور حمدى ووقف قبالته وتنحنح قائلا
نتيجه النيابه طلعت يا فارس
ظهرت الدهشه على وجهه وقال بسرعه 
ظهرت! أزاى دى المفروض بكره
قال الاستاذ حمدى بجديه انا عرفتها النهارده الصبح بس قلت لما
اشوفك بالليل ابقى ابلغك
خفق قلب فارس وزادت نبضاته بقوة وشعر پألم فى جميع أجزاء جسده ومرت الثوانى عليه ساعات
وهو ينظر فى عينيى الدكتور حمدى اللتان كانتا خاليتان من اى علامات البشرى وهو يقول 
كل شىء نصيب يا فارس وان شاء الله تلاقى نفسك فحاجه تانيه
أصابه التبلد وعدم التصديق للحظات وهو يكرر ايوا يعنى قبلونى ولا لاء
ربت الاستاذ حمدى على كتفه مشجعا داعما له وهو يقول
أنت أنجزت الدبلومه بسهوله وهتكمل الماجيستير ان شاء الله وبعديها الدكتوراه ومش هتحتاج النيابه دى خالص...انت ليك مستقبل كبير فى المحاماه وانا اصلا كنت مستخسرك فى حكاية النيابه دى ..
هوى فارس الى اقرب مقعد وهو يشعر انه يهوى من فوق سبع سموات وكأن روحه فارقت جسده وكأنه فى حلم جميل واستيقظ على واقعه المرير.... زاغت عيناه بدون هدى وهو يتصور انه هتف داخله ولكنه هتافه قد اصاب شفتاه وهو يقول
طب ليه...ليه ..انا جايب التقديرات المطلوبه وجاوبت كل الاسئله اللى اتسألتها فى المقابلات من غير ولا غلطه..يبقى ليه طيب ليه
جلس الاستاذ حمدى بجواره وهو يشعر بالاسى لاجله وقال بشفقه
يابنى انت مش عايش فى البلد دى ولا ايه...بصراحه يا فارس انا من الاول وانا متأكد من النتيجه حتى من غير ما تدخل الامتحانات...مفيش حد بيتعين فى المهنه دى الا اذا كان ليه واسطه جامده
يا اما عم او خال او قريب وكيل نيابه ...وكمان مش اى وكيل نيابه ده لازم يبقى وكيل نيابه مرضى عنه يابنى
ألتفت اليه فارس پحده قائلا مرضى عنه من مين
نظر اليه الاستاذ حمدى قائلا يعنى مش عارف لازم يكون مرضى عليه من مين يا فارس...اللى هيصدق على قرار تعينه طبعا....وأستدرك قائلا وانا يابنى لو كان مرضى عنى كنت اتوسطلك بس انت عارف انى طول عمري راجل دوغرى ومش تبع حد وهما عاوزين حد تباعهم ..علشان كده كانت وسطتى هتضرك مش هتنفعك
وضع فارس وجهه بين كفيه وهو غير
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 148 صفحات