قصه المتسوله للكتابه حنان تركي
و ألتفتت إلي النافذه فوجدت الخيوط الأولي لشروق الشمس تلون السماء فإلتفتت تجاه الهاتف لرؤيه من المتصل لتجده يرن من جديد فأجابت بنعاس
آلو .
المتصل
أنسه فرح عمران
أيوا أنا مين
إحنا بنكلمك من مستشفي .. أخت حضرتك عملت حاډثه و حالتها خطړ
لا تعلم كم من الوقت مر عليها و هي جالسه أمام تلك الغرفه تنتظر خروج الطبيب ليطمئنها علي شقيقتها فهي منذ أن علمت بهذا الخبر المشؤوم الذي لم تصدقه من البدايه وجدت نفسها تلقائيا تتجه إلي غرفتها في محاوله منها لتكذيب ما سمعته أذناها و لكنها وجدتها خاويه فسقط قلبها ړعبا من أن يصيبها مكروه و لا تعلم كيف إرتدت ملابسها و هرولت إلي هنا لمعرفه ماذا حدث .
طمني يا دكتور أختي عامله إيه
الطبيب بعمليه
متقلقيش . المدام بخير .شويه چروح و كسور لكن هتبقي كويسه بإذن الله
سقطت كلمته فوق رأسها كمطرقه قويه في حين أخذ عقلها يردد جملته بغير تصديق
المدام !!
الفصل الثاني
كل الأشياء التي تمنيتها لم أحصل عليها ! و بالمقابل رفضت كل الأشياء التي أرادتني. و هكذا إستمرت معاناتي مع الحياة و لا أدري إلي أين يأخذني طريقي و لكني أتلهف لنهايه سعيدة لم تكن يوما في الحسبان ...
نورهان العشري
لم تنتهي معاناتي
مع الحياة بل أظنها بدأت . فبالرغم من كل ما مررت به إلا أن ذلك الألم الذي أشعر به الآن كان ثقيلا للحد الذي جعلني أود الهرب من كل شئ حتي من نفسي ...
مهما بلغت قوتك و صلابتك يوما ما ستجد نفسك بحاجه للهرب من كل شئ. هكذا كانت تشعر و هي تسير بذلك الرواق الذي بدا طويلا لا ينتهي كمعاناتها تماما فلطالما إختبرت الحياة صبرها بأقسي الطرق بداية من خسارتها لوالدتها في عمر التاسعه عشر و توليها أمر العنايه بطفلة صغيرة لم تتجاوز العاشرة من عمرها و مرض والدها الذي لم يكن يتحمل فراق زوجته و ظل ينازع في الحياة حتي لحق بها بعد سبعة أعوام قضاها بين أروقة المشافي و هي خلفه تسانده بكل لحظات مرضه و تعتني بشقيقتها الصغيرة دون كلل لتتوالي الصعاب حين أجبرتها الحياة عن التخلي عن حلمها بعد أن اجتازت السنه الأولي من كليه الطب بتفوق لتجد أن أحوالهم الماديه و العائليه لا تسمح لها بالإستمرار بها و إضطرت إلي تحويل أوراقها لكليه التجارة و التي لا تتطلب حضورا مستمرا و لا أموال كثيرة و هذا أحزن والدها كثيرا و لكنها كانت تتظاهر أمامه بأنها لا تهتم و أن هذا الأفضل لها و أستمر الحال حتي أسترد الخالق أمانته و تركها والدها تواجه مصاعب الحياة وحدها و قد كانت شقيقتها مازالت بعمر المراهقه مما جعلها تثابر و تجاهد حتي حصلت علي عمل في إحدي الشركات الكبيرة و بإجتهادها و برغم كل العراقيل و الصعوبات التي واجهتها إلا أنها استطاعت أن تثبت أقدامها و تثبت نفسها في العمل و إستمرت الحياة تارة هادئه و تارة صاخبه حتي ظنت بأنها ابتسمت لها اخيرا حين تعرفت علي حسام الصاوي كان زميلها في العمل و قد تعرفت عليه بعد أن كان قادما من فرع الشركه بمدينه الإسكندريه للعمل في الفرع بالقاهرة و قد سرق فؤادها فور أن وقعت عيناها عليه و قد وقع في حبها هو الآخر و ظنت بأنها أخيرا وجدت طريق السعادة حين طلب منها أن يتقدم لخطبتها و بالفعل تمت الخطبه و قد كانت في قمة سعادتها معه فقد كان كالحلم وسيم لبق ذو بنيه قويه متوسط الطول بشوش الوجه و ذو حس فكاهي كان يهون عليها الكثير و يدعمها بكل الطرق و استمرت الحياة الورديه بينهم لبضعة أشهر و لكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن و فجأة تغير كل شئ حين جاءتة ترقيه و التي تتطلب السفر للعمل في فرع الشركه بالخارج و
الزواج و السفر معه و لكنها كانت مكبله بواجبها تجاه شقيقتها التي ليس لها أحد في تلك الحياة سواها و
هكذا وجدت نفسها في مواجهه صعبه وضعها
بها حسام الذي اتهمها بأنها لا تحبه و لا تفكر في مستقبلهما و لم تنفع محاولاتها في التأثير عليه و إقناعه بحبها له لذا اضطرت أن تأخذ جانب شقيقتها في النهاية فهي أبدا لن تتخلي عنها حتي لو كان الثمن سعادتها معه . و أخبرها قلبها بأنه إن كان حقا يحبها سوف يتفهم دوافعها و لكن أتتها الصدمه حين علمت بزواجه من زميله لها و السفر معها إلي الخارج . حينها شعرت بأن كل عالمها أنهار حولها. الأمر كان مروعا لدرجه إصابتها بالحمي التي جعلتها طريحه الفراش لشهر كامل تهذي بإسمه تنتفض كل ليله كعصفور صغير ضړبته صاعقه لتهرول